الأربعاء، 28 مارس 2012

موسوعة علوم الحديث : تدوين الحديث فى العهد النبوى

تدوين الحديث فى العهد النبوى

ما روي من كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لكتابة الحديث
        روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه(1)" .

        وهذا الحديث أصح ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب.

        وقال أبو سعيد الخدري :(جهدنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب فأبى ).

        وفي رواية عنه قال : ( استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة فلم يأذن لنا(2)).

        وروي عن أبى هريرة أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نكتب الأحاديث، فقال:" ما هذا الذي تكتبون؟" قلنا: أحاديث نسمعها منك، قال:"كتاب غير كتاب الله !؟ أتدرون ؟ ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالي(3)".
---------------
(1) صحيح مسلم يشرح النووي ص129ج18 ، وجامع بيان العلم وفضله ص63 ج 1.
(2)المحدث الفاصل نسخة دمشق ص5 ج4،
(3) تقييد العلم ص34.

==============
المصدر :
كتاب " السنة قبل التدوين" للدكتور / محمد عجاج الخطيب (الأستاذ في كليتي الشريعة والتربية بجامعة دمشق ـ سوريا)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما روي من إباحة النبي صلى الله عليه وسلم لكتابة الحديث
        1- قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أريد حفظه فنهتني قريش، وقالوا تكتب كل شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأوما بإصبعه إلى فيه وقال: "أكتب فَو الذي نفسي بيده ما خرجَ منهُ إلا حقٌ(1)" .

        2- قال أبو هريرة رضي الله عنه:(ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب(2)).

        3- روي عن أبى هريرة أن رجلا من الأنصار كان يشهد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يحفظه؛ فيسأل أبا هريرة فيحدثه، ثم شكا قلة حفظه إلي الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : "استعن علي حفظك بيمينك(3)).

        4- روي عن رافع بن خديج أنه قال: قلنا: يا رسول الله ، إنا نسمع منك أشياء، أفنكتبها؟ قال" اكتبوا ولا حرج(4)" .

        5- روي عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قيدوا العلم بالكتاب(5)

        6- روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كتب كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمرو بن حزم وغيره.(6)

        7- روي عن أبي هريرة أنه لما فتح الله علي رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قام الرسول صلي الله عليه وسلم وخطب في الناس، فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه، فقال: يا رسول الله أكتبوا لي، فقال: اكتبوا له(7). "

        قال أبو عبد الرحمن ( عبد الله بن أحمد): ليس يروى في كتابة الحديث شيء أصح من هذا الحديث، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم: قال" اكتبوا لأبي شاه"،

        8- روي عن ابن عباس أنه قال : " لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال " ايتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده " . قال عمر : إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع , وعندنا كتاب الله حسبنا . فاختلفوا وكثر اللغط . قال : " قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع (8) ".

        إن طلب الرسول هذا واضح في أنه أراد أن يكتب شيئا غير القرآن، وما كان سيكتبه هو من السنة، وإن عدم كتابته لمرضه لا ينسخ أنه قد هم به، وكان في آخر أيام حياته عليه الصلاة والسلام، فيفهم من هذا إباحته عليه الصلاة والسلام الكتابة في أوقات مختلفة، لمواضيع كثيرة، في مناسبات عدة ، خاصة وعامة.

        وإذا كانت الأخبار الدالة علي إباحة الكتابة منها خاص كخبر أبي شاه، فإن منها أيضا ما هو عام لا سبيل إلي تخصيصه، كسماحه لعبد الله بن عمرو بالكتابة وللرجل الأنصاري الذي شكا سوء حفظه، ويمكن أن نستشهد في هذا المجال بخبر أنس ورافع بن خديج وإن تكلم فيهما، لأن طرقهما كثيرة بقوي بعضها بعضا.
--------------
(1) - سنن الدرامي ص125 ج1 ونحوه في تقيد العلم بطرق كثيرة ص74 –83 .
(2)- فتح الباري ص217 ج1.
(3) - تقييد العلم ص65 ،66 وفي الجامع لأخلاق الرواي ص50 : وقد أخرجه الترمذي أيضًا من طريق أبي هريرة أنظر توضيح الأفكار ص353 ج2.
(4) - تقييد العلم ص72-73 ، والمحدث الفاصل ص 3ب ج 4 مخطوطة دمشق
(5)- الجامع لأخرق الراوي وآداب السامع ص44 ، آ ، وتقييد العلم ص 69، وجامع .
(6)- أنظر جامع بيان العلم وفضله: ص71ج1.
(7) - مسند الإمام أحمد ص 232 ج12 وفتح الباري من 217 ج1، .
(8) - فتح الباري ص 218 ج1 وصحيح الإمام مسلم ص 1257 و1259 ج3

=========
المصدر :
انظر كتاب " السنة قبل التدوين" للدكتور / محمد عجاج الخطيب
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوفيق بين الكراهة والإباحة
        حاول العلماء أن يوفقوا بين ما ورد من نهي عن الكتابة وما ورد من إباحة لها، وترجع آراؤهم إلي أربعة أقوال:

        الأول: قال بعضهم إن حديث أبي سعيد الخدري موقوف عليه فلا يصلح للاحتجاج به، وروي هذا الرأي عن البخاري وغيره(1)، إلا أننا لا نسلم بهذا لأنه ثبت عند الإمام مسلم، فهو صحيح، ويؤيد صحته ويعضده ما رويناه عن أبي سعيد رضي الله عنه:" استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن أكتب الحديث، فأبي أن يأذن لي(2)".

        الثاني: أن النهي عن الكتابة إنما كان في أول الإسلام مخافة اختلاط الحديث بالقرآن ، فلما كثر عدد المسلمين، وعرفوا القرآن معرفة رافعة للجاهلة، وميزوه من الحديث ـ زال هذا الخوف عنهم، فنسخ الحكم الذي كان مترتبًا عليه، وصار الأمر إلي الجواز(3) .

        وفي هذا قال الرامهرمزي: (وحديث أبي سعيد "حرصنا أن يأذن لنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب فأبي"أحسب أنه كان محفوظًا في أول الهجرة، وحين كان لا يؤمن الاشتغال به عن القرآن(4) .

        والقول بالنسخ أحد المعنيين الذين فهمهما ابن قتيبة من تلك الأخبار فقال:(أحدهما : أن يكون من منسوخ السنة بالسنة كأنه نهي في أول الأمر أن يكتب قوله، ثم رأي بعد لما علم أن السنن تكثر وتفوت الحفظ أن تكتب وتقيد.)(5)

        ورأي هذا الرأي كثير من العلماء، وذهب إليه العلامة المحقق الأستاذ أحمد محمد شاكر (6) فبعد أن دعم رأيه بالأخبار التي تبيح الكتابة قال:(كل هذا يدل علي أن حديث أبي سعيد ـ "منسوخ ، وأنه كان في أول الأمر، حين خيف اشتغالهم عن القرآن، وحين خيف اختلاط غير القرآن بالقرآن، وحديث أبي شاه في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أخبار أبي هريرة ـ وهو متأخر الإسلام ـ أن عبد الله بن عمرو كان يكتب، وأنه هو لم يكن يكتب: يدل على أن عبد الله كان يكتب بعد إسلام أبي هريرة، ولو كان حديث أبي سعيد في النهي متأخرًا عن هذه الأحاديث في الإذن والجواز لعُرِفَ ذلك عن الصحابة يقينًا صريحًا(7)).

        ويمكن أن نلحق هنا الرأي الذي يقول: إن النهي إنما كان عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة ، لأنهم كانوا يسمعون تأويل الآية، فربما كتبوه معه، فنهوا عن ذلك لخوف الاشتباه.(8)

        الثالث: أن النهي في حق من وثق بحفظه وخيف اتكاله علي الكتابة ، والأذن في حق من لا يوثق بحفظه كأبي شاه(9).

        الرابع: أن يكون النهي عاما وخص بالسماح له من كان قارئا كاتبا مجيدًا لا يخطئ في كتابته، ولا يخشي عليه الغلط، كعبد الله بن عمرو الذي أمن عليه صلى الله عليه وسلم كل هذا، فأذن له(10)، وهذا هو المعني الآخر الذي فهمه ابن قتيبه من تلك الأخبار.

        ورأينا في هذه الأخبار هو صحة ما روي عن أبي سعيد من النهي، وصحة ما رود عن غيره من إباحة الكتابة، فنحن لا نقول بوقف خبر أبي سعيد عليه.

        فالرأي الأول مردود، ويمكن أن تكون جمع هذه الآراء الثلاثة صوابًا فنهي عليه الصلاة والسلام عن كتابة الحديث الشريف مع القرآن في صحيفة واحدة خوف الالتباس، وربما يكون نهيه عن كتابة الحديث علي الصحف أول الإسلام حتى لا يشغل المسلمون بالحديث عن القرآن الكريم، وأراد أن يحفظ المسلمون القرآن في صدورهم وعلي الألواح والصحف والعظام توكيدًا لحفظه، وترك الحديث للممارسة العملية ، لأنهم كانوا يطبقونه: يرون الرسول فيقلدونه، ويسمعون منه فيتبعونه.

        وإلي جانب هذا سمح لمن لا يختلط عليه القرآن بالسنة أن يدون السنة كعبد الله بن عمرو، وأباح لمن يصعب عليه الحفظ أن يستعين بيده حتى إذا حفظ المسلون قرآنهم وميزوه عن الحديث جاء نسخ النهي بالإباحة عامة، وإن وجود علة من علل النهي السابقة لا ينفي وجود غيرها ولا يتمارض معه، كما أن وجود علة النهي لا ينفي تخصيص هذا النهي بالسماح لبعض من لا تحقق فيهم هذه العلة، فالنهي لم يمكن عاما، والإباحة لم تكن عامة في أول الإسلام، فيما تحققت علة النهي منعت الكتابة ، وحينما زالت أبيحت الكتابة.

        وأرى في حديث أبي شاه وفي حديث ابن عباس:"ايتوني بكتاب..." إذنا عامًا، وإباحة مطلقة للكتابة، وعلي هذا لا تعارض بين جميع تلك الروايات فقد سهل التوفيق بينهما وتبين وجه الصواب، وانته أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإباحة الكتابة .
-----------------
(1) - أنظر فتح الباري 218 ج1، وأنظر الباعث الحثيث ص 148، وتوضيح الأفكار ص 353
(2) - تقييد العلم ص 32-33.
(3) - أنظر توضيح الأفكار ص 353 ـ 354 ج2.
(4) - المحدث الفاصل ص71:آ.
(5) - تأويل مختلف الحديث ص365.
(6) - أنظر الباعث الحثيث ص 148.
(7)- المرجع السابق ص149.
(8) - انظر فتح المغيث ص18 ج3 وأنظر توضيح الأفكار ص354ج2.
(9) - أنظر فتح المغيث ص 18ج3، وتوضيح الأفكار ص354ج2.
(10)- أنظر تأويل مخلف الحديث ص365-366.

=========
المصدر :
انظر كتاب " السنة قبل التدوين" للدكتور / محمد عجاج الخطيب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما دون في صدر الإسلام
        من الثابت أن بعض الصحابة كانوا قد كتبوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أحاديثه بإذن خاص منه كعبد الله بن عمرو ، والأنصاري الذي كان لا يحفظ الحديث، ثم كتب غيرهم جانبًا من حديثه بعد إذنه صلى الله عليه وسلم بالكتابة إذنًا عاما ، ولدينا أخبار كثيرة عما كتبه الصحابة من صحف.

        غير أنا لا نعرف كل ما تتضمنه هذه الصحف، لأن بعض الصحابة والتابعين كانوا يحرقون ما لديهم من الصحف أو يغسلونها قبل وفاتهم ، وكان بعضهم يوصي بما عنده لمن يثق به، كانوا يفعلون هذا خشية أن تؤول تلك الصحف إلى غير أهل العلم(1).

        ونحن لا نشك في أن كثيرًا من صحف الصحابة قد كتب في عهده عليه الصلاة والسلام، وأن أكثر ما كتب تنقله الناس في حياة أصحابه وبعد وفاتهم عن طريق أبنائهم وأحفادهم أو ذويهم.

        روى ابن عبد البر بسنده عن أبي جعفر محمد بن على قال: وجد في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفة فيها مكتوب:"ملعون من سرق تخوم الأرض، ملعون من تولى غير مواليه، أو قال معلون من جحد نعمة من أنعم عليه (2)".

        وقد اشتهر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب خطير الشأن هو ذلك الكتاب الذي أمر رسول صلى الله عليه وسلم كتابه بتدوينه في السنة الأولى للهجرة، وقد نعت فيه حقوق المسلمين المهاجرين والأنصار وعرب يثرب وموادعة يهودها، وتكررت فيه عبارة (أهل الصحيفة) خمس مرات، ، وجاء في مقدمته:(هذا كتاب محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم : أنهم أمة واحدة من دون الناس...(3))، وهذا دليل على أن هذا الدستور أو الميثاق للدولة الإسلامية الفتية، كان مدونًا في صحيفة أشتهر أمرها وتواتر نقلها.

        وربما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الأحكام مكتوبة إلى عماله، ومن هذا ما يرويه ابن أبي ليلي عن عبد الله بن عكيم، قال قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب(4)".

        وكتب أبو بكر لأنس بن مالك كتابًا فيه الصدقات التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي رواية أن الكتاب كان ممهورًا بخاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم (5).

        وروي نافع عبن ابن عمر أنه وجد في قائم سيف عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها صدقة السوائم(6)،وقد تكون هذه النسخة هي التي ورثها سالم بن عبد الله بن عمر، وقرأها عنده ابن شهاب الزهري(7)،ويؤكد لنا هذا ما روي عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال:(لما استخلف عمر بن العزيز أرسل إلى المدينة يلتمس كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقات، وكتاب عمر بن الخطاب...وجد عند آل عمر كتاب عمر في الصدقات ، مثل كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنسخا له(8)).

        وقد اشتهرت صحيفة أمير المؤمنين على بن أبي طالب التي كان يعلقها في سيفه، فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وحرم المدينة، ولا يقتل مسلم بكافر(9).

        وروي عن ابن الحنفية: محمد بن على بن أبي طالب (-581هـ) قال: أرسلني أبي قال:(خذ هذا الكتاب، فأذهب به إلى عثمان ، فإن فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة(10)).

        وروي عن مسعر عن معن قال: (أخرج لي عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود كتابا، وحلف لي أنه بخط أبيه بيده(11)).

        وكان عند سعد بن عبادة الأنصاري (-15هـ) كتاب أو كتب فيها طائفة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد روى ابن هذا الصحابي من كتب أبيه بعض أعمال الرسول صلى الله عليه وسلم (12)، ويروي الإمام البخاري أن هذه الصحيفة كانت نسخة من صحيفة عبد الله بن أبي أوفى ، الذي كان يكتب الأحاديث بيده، وكان الناس يقرؤون عليه ما جمعه بخطه(13).

        وكان عند أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (-35هـ)(14 ) كتاب فيه استفتاح الصلاة ، دفعه إلى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث (-94هـ)(15) أحد الفقهاء السبعة.

        وكان عند أسماء بن عميس(-38هـ) كتاب جمعت فيه بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم (16).

        عن محمد بن سعيد قال: لمات مات محمد بن مسلمة الأنصاري (-42هـ)(17)وجدنا في ذؤابة سيفه كتابا: ( بسم الله الرحمن الرحيم ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن لربكم في بقية دهركم نفحات ، فتعرضوا له...(18)).

        وكتبت سبيعة الأسلمية إلى عبد الله بن عتبة تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمرها بالنكاح بعد قليل من وفاة زوجها بعد ما وضعت(19).

        وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لوائل بن حجر(-50هـ) لقومه في حضر موت، فيه الخطوط الكبرى للإسلام ، وبعض أنصبة الزكاة ، وحد الزنا، وتحريم الخمر ، وكل مسكر حرام(20).

        وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن حزم(-53هـ) على اليمن وأعطاه كتابا فيه الفرائض والسنن والديات وغير ذلك(21).

        وكان أبو هريرة (-59هـ) يحتفظ بكتب فيها أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

        وروى الفضيل بن حسن بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه أنه قال: تحدثت عن أبي هريرة بحديث فانكره ، فقلت إني قد سمعته منك، فقال: إن كنت سمعته مني فهو مكتوب عندي، فأخذ بيدي إلى بيته، فأرانا كتبًا كثيرة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد ذلك الحديث،فقال: قد أخبرتك أني إن كنت حدثتك به فهو مكتوب عندي(22)،وكان بشير بن نهيك قد قرأ عليه الكتاب الذي كتبه عنه قبل أن يفارقه(23).

        وجمع سمرة بن جندب(-60هـ) أحاديث كثيرة في نسخة رواها عنه ابنه سليمان (24)،ويحتمل أن يكون هذه النسخة هي الرسالة التي كتبها سمرة إلى بنيه، وقال فيها محمد بن سرين(في رسالة سمر ة إلى بنيه علم كثيرة(25)).
-----------------------
(1) -من أخبار محو الكتب وحرقها ما فعله أبو بكر رضي الله عنه بما كان عنده من الصحف انظر تذكرة الحفاظ ص5ج1 ، وانظر أخبار غيره في تقييد العلم ص59-63 .
(2) -جامع بيان العام وفضله ص71ج1.
(3) -سيرة أبن هشام ص119ج2،والأموال ص20.
(4) -معرفة علوم الحديث ص86،وقال ألحاكم : هذا منسوخ بحديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة فقال : هلا استمتعتم بجلدها؟ فقالوا يا رسول الله إنها ميتة، فقال إنما حرم أكلها انظر معرفة علوم الحديث ص86 وانظر أخبار أهل الرسوخ في الفقه والحديث بمقدار المنسوخ من الحديث ص27.
(5)-رد الدرامي على بشر المربسي ص131، وذكر الإمام أحمد هذا الكتاب في مسنده ص183-184حديث 72ج1.
(6)-انظر الكفاية ص353-354 ، وانظر توجيه النظر ص347.
(7)-انظر الأموال ص360ورد الدرامي على بشر ص131.
(8)-الأموال ص358-359 ويقال كان عند عمر بن الخطاب نسخ العهود والمواثيق ملء صندوق إلا أنها احترقت يوم الجماجم (82هـ)وما بقي منها قضت عليها ظروف الزمن وغارة التيار انظر الوثائق السياسية، المقدمة.
(9) -انظر مسند الإمام أحمد ص44و35و121و131 ج2 وفتح الباري ص83ج7 .
(10) -رد الدرامي على بشر ص130، وفتح الباري ص23-ج2.
(11) -جامع بيان العلم وفضله ص72ج1.
(12) -انظر جامع بيان العلم وفضله ص72ج1، ونظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي ص118وانظر صحيفة همام بن عتبه ص16نقلا عن الترمذي.
(13) -انظر علوم الحديث ومصطلحه للدكتور صبحي الصالح ص13وهامشها وفيه ( عبد الله بن أوفي) وهو خطأ مطبعي والصواب(عبد الله بن أبي أوفي) انظر صحيح البخاري بشرح السندى ص143ج2 باب الصبر عند القتال، وعبد الله بن أبي أوفي صحابي شهد الحديبية، وعمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، توفي سنة (87هـ) وهو آخر من توفي بالكوفة من الصحابة ، انظر تقريب التهذيب ص402ج1.
(14)-وقبل وفاته بعد قتل عثمان وقبل مات في خلافة على رضي الله عنهما.
(15)-انظر الكفاية ص330.
(16)-نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي ص118.
(17)-كان محمد بن مسلمة من أفضل الصحابة وهو أحد الثلاثة الذين قتلوا كعب بن الأشرف واستخلفه صلى الله علىه وسلم على المدينة في بعض غزواته، اعتزل الفتن ولم يشهد الجمل ولا صفين وتوفي وهو ابن (77)سنة ، انظر تهذيب التهذيب ص454ج9.
(18)-المحدث الفاصل 112.
(19)-الكفاية ص337، وسبيعة هذه هي بنت الحارث وزوجة سعد بن خولة انظر تهذيب التهذيب ص434ج12.
(20) -انظر الإصابة ص321ج6 وانظر تفصيل ذلك في المصباح المضيء ص122:أ-112:ب.
(21)-انظر الإصابة ص293 ج4ترجمة (5805) وقد أخرج الكتاب أبو داود والنسائي وابن حيان والدرامي وغير واحد كما ذكر ابن حجر في ترجمته .
(22) -انظر جامع بيان العلم ص74ج1 ، قال ابن عبد البر بعد هذا الخبر( هذا خلاف ما تقدم في أول الباب عن أبي هريرة أنه لم يكتب، وأن عبد الله بن عمرو كتب وحديثه بذلك أصح في القل من هذا لأنه أثبت إسنادا عند أهل الحديث) وقال ابن حجر أقوي من ذلك أنه لا يلزم من وجود الحديث مكتوبًا عنده أن يكون بخطه، وقد ثبت أنه لم يكن يكتب، فتعين أن المكتوب عنده بغير خطه،انظر فتح الباري ص218ج1.أقول وصحة خبر عدم كتابة أبي هريرة لا تنفي صحة وجود الكتب عنده، وقد يكون ممن يعرف القراءة دون الكتابة، فيكلف من يكتب له.
(23) -طبقات ابن سعد ص162ج7والعلم لزهير بن حرب: 193ب والجامع لأخلاق الراوي ص137: ب والمحدث الفاصل ص128:ا.
(24) -انظر تهذيب التهذيب 198ج4.
(25) -المرجع السابق 236ج4 أخرج البخاري أول رسالة سمرة بن جندب إلي بنيه في ترجمة محمد بن إبراهيم بن خبيب وفيها:(بسم الله الرحمن الرحيم ، من سمرة بن جندب إلي بنيه: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نصلى كل ليلة من المكتوبة ما قل أو كثير ، ونجعلها وترًا) التاريخ الكبير ص26 ترجمة 29 قسم 1ج1

=========
المصدر :
انظر كتاب " السنة قبل التدوين" للدكتور / محمد عجاج الخطيب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص
        كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سمح لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بكتابة الحديث، لأنه كان كاتباً محسنا ، فكتب عنه الكثير، واشتهرت صحيفة ابن عمرو رضي الله عنه(بالصحيفة الصادقة) كما أراد كاتبها أن يسميها، لأنه كتبها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي أصدق ما يروى عنه.

        وقد رآها مجاهد بن جبر(21-104هـ) عند عبد الله بن عمرو فذهب ليتناولها ، فقال له:(مه يا غلام بني مخزوم) قال مجاهد: قلت:ما كتبت شيئا قال: (هذه الصادقة فيها ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بيني وبينه فيها أحد(1)).

        وكانت هذه الصحيفة عزيزة جدًا علي ابن عمرو حتى قال:(ما يرغبني في الحياة إلا الصادقة والوهط(2))،وربما كان يحفظها في صندوق له حلق(3)،خشية عليها من الضياع، وقد حفظ هذه الصحيفة أهله من بعده، ويرجح أن حفيده عمرو بن شعيب كان يحدث منها(4).

        وتضم صحيفة عبد الله بن عمرو ألف حديث كما يقول ابن الأثير(5)..إلا أن إحصاء أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده لا يبلغ خمسمائة حديث(6)،وإذا لم تصلنا الصحيفة الصادقة كما كتبها ابن عمرو بخطه فقد نقل إلينا الإمام أحمد محتواها في مسنده(7)،كما ضمت كتب السنن الأخرى جانبًا كبيرًا منها(8).

        ولهذه الصحيفة أهمية علمية عظيمة، لأنها وثيقة علمية تاريخية وتثبت كتابة الحديث النبوي الشريف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبإذنه(9).

        وكان عبد الله يملي الحديث على تلاميذه(10)، وقد نقل عنه تلميذه حسين بن شفي بن ماتع الأصبحي في مصر كتابين، أحدهما فيه (قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، والآخر ما يكون من الأحداث إلي يوم القيامة)(11)، ونحن هنا لم نتعرض إلا للصحيفة الصادقة، فقد كان عند ابن عمرو كتب كثيرة عن أهل الكتاب أصابها يوم اليرموك في زاملتين(12).

        وقد ادعى بشر المريسي أن (عبد الله بن عمرو كان يرويهما للناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يقال له لا تحدثنا عن الزاملتين)، وهذه الدعوى باطلة ، فقد ثبت أن ابن عمرو كان أمينا في نقله وروايته، لا يحيل ما روي عن النبي على أهل الكتاب، كما لا يحيل ما روي عن أهل الكتاب على النبي صلى الله عليه وسلم(13).

        ويكفي ابن عمرو فخرًا أنه كان أول من دون الحديث بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذنه وفي مختلف أحواله في الغضب والرضا.
----------------------
(1) -المحدث الفاصل نسخة دمشق ص2:: ب ج4 وطبقات أبن سعد ص189قسم2 ج7.
(2) -سنن الدرامي 127ج1والوهط ارض لعمرو بن العاص تصدق بها كان يقوم بها المصدر نفسه.
(3) -انظر مسند الإمام أحمد ص 171حديث 664ج10وكتاب العلم للمقدسي ص30بإسناد صحيح.
(4) -انظر تهذيب التهذيب ص48-49ج8.
(5) -انظر أسد الغابة ص233ج3.
(6) -انظر مسند عبد الله بن عمرو وصحيفته الصادقة ص617حيث أحصي السيد محمد سيف الدين عايش أحاديث الصادقة ، فكان منها:
202 حديثًا من أصل 632 حديثًا ورواها الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو
و81 حديثًا من أصل 232 حديثًا ورواها أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمرو
و53 حديثًا من أصل 127 حديثًا ورواها النسائي في سننه عن عبد الله بن عمرو
و65 حديثًا من أصل117 حديثًا ورواها ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمرو
و35 حديثًا من أصل 89 حديثًا ورواها الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو
فعدد أحاديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وهي أحاديث الصادقة كما هو المرجح بلغ 436 حديثًا بما فيه المكرر عند الإمام أحمد وفي السنن الأربعة، وقد يكون حكم ابن الأثير مبنيا على أن جميع ما روي عن ابن عمرو هو الصادقة وليس ببعيد.
(7) -انظر مسند الإمام أحمد بن حنبل بتحقيق الأستاذ أحمد محمد شاكر: الجزء التاسع من الصفحة 235 الحديث 6477والجزء العاشر بكامله وكذلك الحادي عشر والجزء الثاني عشر إلي الصفحة 50 الحديث 7103.
(8) -انظر مسند عبد الله بن عمرو وصحيفته الصادقة ص671.
(9) -ورد طعن في الصحيفة الصادقة من بعض أهل العلم كالمغيرة بن مقسم الضبي الذي قال: (كان لعبد الله بن عمرو صحيفة تسمى الصادقة ما تسرني أنها لي بفلسين) انظر تأويل مختلف الحديث ص93، وفي ميزان الاعتدال ص290ج2(ما يسرني أن صحيفة عبد الله بن عمرو عندي بتمرتين أو بفلسين) إذا صحت هذه الرواية عن المغيرة فلا يجوز حملها على ظاهرها ولا قبولها هكذا مقتضبة لأنه ذكر ذلك في معرض الكلام علي الروايات الضعيفة فإذا ضعف نسخة ابن عمرو فأنما ضعفها لأنها انتقلت (وجادة) فهو لا يقبل أن تكون عنده هذه الصحيفة بالطريق الذي حملها الرواة ، لأن الوجادة أضعف طرق التحمل، فقد كانوا لا يحبون أن ينقلوا الأخبار من الصحف بل عن الشيوخ، ولا يجوز أن يحمل قول المغيرة على غير هذا الوجه، لأنه ثبت أن عبد الله قد كتبها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويمكننا الاستئناس أن نراجع في تهذيب التهذيب ص48-55ج8وفي فتح المغيث ص68-69 ج4 حيث يتبين لنا قيمة الصحيفة وثقة راويها عمرو بن شعيب قال الإمام تقي الدين بن تيمية: (وأما ائمة الإسلام، وجهور العلماء فيحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، إذا صح النقل إليه مثل مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ونحوهما، ومثل الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوبة، قالوا: (وإذا كانت نسخة مكتوبة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا أوكد لها وأدل على صحتها) ولهذا كان في نسخة عمرو بن شعيب من الأحاديث الفقهية التي فيها مقدرات ما احتاج إليه عامة علماء الإسلام.).
(10) -انظر تاريخ دمشق ص49ج6.
(11) -خطط المقريزي ص332-333ج2.
(12) -الزاملة هي البعيرة الذي يحمل عليه الطعام والمتاع، وقيل هي الدابة التي يحمل عليها الطعام والمتاع من الإبل وغيرها، انظر لسان العرب مادة (زمل) ص329ج13.
(13) -انظر رد الدرامي علي بشر ص136 ، وقد ذكر محمود أبو ربة صاحب كتاب أضواء على السنة المحمدية في الصفحة 162 هامش (3) أن عبد الله بن عمرو (كان قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب، وكان يرويها للناس (عن النبي) فتجنب الأخذ عنه كثير من أئمة التابعين، وكان يقال له: لا تحدثنا عن الزاملتين ص166ج1 فتح الباري أنتهى ما نقلناه عن أضواء على السنة المحمدية.
        ومن العجيب أن يسمع إنسان مثل هذا الخبر وبصدقه لأن الصحابة رضوان الله عليهم، كانوا أصدق الناس لسانا، واتقى الأمة قلوبا، وأخلص البرية للرسول صلى الله عليه وسلم ، فلا يعقل أن يكذب أمثال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما على رسول الله فيعزو إليه ما سمعه من أهل الكتاب ،فهرعت إلى فتح الباري وإذا به ـ شهد الله ـ خاليا من عبارة أبي ريه، فليس في قول ابن حجر(عن النبي) إنما زادها الكاتب من عنده!!!.
        فهل تكذيب الصحابة ، والافتراء عليهم ، والانتحال علي العلماء أمثال ابن حجر وغيره من الأمانة العلمية؟ وقد ثبت لنا سوء نية أبي رية في مواضع كثيرة يظهر بعضها في بحثنا عن ابي هريرة
=========
المصدر :
انظر كتاب " السنة قبل التدوين" للدكتور / محمد عجاج الخطيب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة جابر بن عبد الله الأنصاري
        يحتمل أن تكون هذه الصحيفة غير المنسك الصغير الذي أورده مسلم في كتاب الحج (1) ، وقد ذكرها ابن سعد في ترجمة مجاهد، وكان يحدث عنها (2) .

        وكان التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي(-118هـ) يرفع من قيمة هذه الصحيفة ويقول (لأنا بصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني لسورة البقرة(3).

        وفي رواية : (إنما يحدث قتادة عن صحيفة سليمان اليشكري، وكان له كتاب عن جابر بن عبد الله(4))ويحتمل أن يكون سليمان اليشكري قد نقل عن جابر صحيفته، وهو أحد تلاميذه ، ويرى ابن حجر أن سليمان جالس جابرًا، وكتب عنه صحيفة(5) .

        ولعل قتادة كان قد روى صحيفة جابر بن عبد الله عن سليمان اليشكري، فإن أم سليمان قدمت بكتاب سليمان فقرئ على ثابت وقتادة وأبي بشر...فرووها كلها، وأما ثابت فروى منها حديثًا واحدًا(6)،فصحيفة جابر كانت مشهورة، وكتاب سليمان اليشكري عنه كان مشهورًا أيضًا، ويدعم هذا روايات كثيرة، منها :

        ما روي عن شعبة أنه كان يرى أن أحاديث أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري(7).

        وكانت لجابر حلقة في المسجد النبوي يملي فيها على طلابه الحديث ، فكتب منهم كثير أمثال وهب بن منبه(-114هـ(8)).

        وقد روى أبو الزبير وأبو سفيان والشعبي عن جابر وهم قد سمعوا منه وأكثر ما رووه من الصحيفة(9).
-------------------
(1) - انظر تذكرة الحفاظ ص41ج1.
(2) -طبقات ابن سعد ص433ج5.
(3) -طبقات ابن سعد ص1-2قسم 2ج7.
(4) -القياس لابن قيم الجوزية ص108.
(5) -انظر تهذيب التهذيب ص214 ج4 ,انظر تقييد العلم ص108 حول كتابته.
(6) -انظر الكفاية ص354.
(7) -انظر تقديمة الجرح والتعديل ص144-145.
(8) -انظر صحيفة همام بن منبه ص14 وكان كثير من التابعين يذهبون إلى جابر رضي الله عنه يكتبون عنه الحديث، ، من هذا ما روي عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت أختلف إلى جابر بن عبد الله أنا ومحمد وأبوجعفر، معنا ألواح تكتب فيها: أنظر تقييد العلم ص104، وأبو جعفر هو محمد بن على (-114هـ) ومحمد هو ابن الحنفية ، كما كتب عنه أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس(-126هـ) كثيرًا انظر: تهذيب التهذيب ص440-441ج9.
(9) -انظر تهذيب التهذيب ص214ج4، وعرضت على الشعبي صحيفة كتبت عن جابر فقال سمعت هذا كله عن جابر رضي الله عنه ، المحدث الفاصل ص91:ب.

=========
المصدر :
انظر كتاب " السنة قبل التدوين" للدكتور / محمد عجاج الخطيب