مقدمة حول صفات الله تعالى
لكل موجود صفات يتميز بها عن غيره ، وصفات الله تعالى كلها صفات كمال ، لا مجال للنقص فيها بحال من الأحوال ؛ لأن له تعالى المثل الأعلى ، كما قال سبحانه : { للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى } [ النحل /60].
وقد نزه الله تعالى نفسه عما يصفه به المشركون من صفات النقص فقال : { سبحان ربك رب العزة عما يصفون (180)} [ الصافات ].
وقد سبق أن أشرنا إلى أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء ؛ لأن كل اسم من أسمائه الحسنى متضمن لصفة من صفاته العليا ، دون العكس .
ولأن من صفاته تعالى ما يتعلق بأفعاله ، وأفعاله لا نهاية لها .
ونحن نصف الله عز وجل بما وصف به نفسه في القرآن الكريم . وفي السنة المطهرة ، ولا سبيل للعقل البشري لأن يدرك كنه وحقيقة صفاته تعالى ، وإن اشترك بعضها مع بعض صفات الخلق ، لكنه اشتراك في الاسم فقط كما سبق أن أشرنا . فعلى العقل البشري أن يقف عند ما أتى به الوحي من صفات لرب العز جل في علاه ، ولا يتجاوز ذلك . ولا يجنح إلى الإفراط أو التفريط.
وإلى الإمام الشافعي : " لا يبلغ الواصفون كنه عظمته . الذي هو كما وصف نفسه . وفوق ما يصفه خلقه "
تقسيم صفات الله تعالى
لا يمكننا حصر صفاته عز وجل . لكننا إذا نظرنا إلى معناها ، نجدها تنقسم إجمالا إلى قسمين :
1ـ صفات سلبية أو تنزيهية : وهي تدل على سلب النقص عنه تعالى. فإذا قلنا : إن من صفاته ( البقاء) فهذا يعني : سلب الفناء والعدم عنه تعالى .
2ـ صفات وجودية أو ثبوتية : وهي تدل على كمال موجود في الحق ، وهي أكثر ورودا في القرآن والسنة من الصفات السلبية .
وهي تنقسم إلى قسمين : ذاتية وفعلية : ـ
( أ ) فالصفات الذاتية : هي المعاني التي تدل على الكمال والعظمة ، فيتصف بها ويستحيل أن يتصف بضدها ؛ لأن ضدها نقص . وذلك كالعلم والقدرة . ومنها الصفات الخبرية التي جاءت في القرآن والسنة ، ولا يدل عليها العقل. مثل : الوجه واليد.
( ب ) والصفات الفعلية : هي الصفات التي تتعلق بمشيئته وقدرته . إن شاء فعلها ، وإن لم يشأ لم يفعلها ، فيمكن أن يتصف بها أو بضدها . وذلك كالإحياء ، والإماتة ، والخلق ، والرزق.
وكان علماء التوحيد القدامى لا يقسمون الصفات ، ولا يميزون بعضها عن بعض في كتبهم . إنما يسردونها سردا مكتفين بذكر الآيات القرآنية التي وردت فيها الصفة ، والأحاديث النبوية بأسانيدها التي تدل على هذه الصفة . كما نرى ذلك عند الإمام ( ابن خزيمة ) 223 ـ 311هـ في : ( كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ) .
لكن من جاء بعدهم من العلماء اهتم بتقسيم صفات الله عز وجل وتبويبها تيسيرا على الدارس لها ، والراغب في التعرف عليها.