الأحد، 12 فبراير 2012

شخصيات تاريخية - مسلمون - يزيد بن عبد الملك


يزيد بن عبد الملك

يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، ويكنى «أبا خالد» وأمّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وهناك حي من أحياء دمشق ينسب إلى المكان الذي دفنت به «قبر عاتكة».
نشأ وترعرع في كنف والده عبد الملك، وتناقضت الروايات حول شخصية يزيد، وتباينت آراء من تحدث عنه، بين من وصفه برجل دولة له أثره، وبين من وصفه بكثرة اللهو وما إليه، ومن المؤكد أن لكل حسناته وسيآته، وقد ذُكر أنه قبل توليه الخلافة كان يكثر من مجالسة العلماء، ويحاول التشبه بعمر بن عبد العزيز، وإلى جانب ذلك كانت له بطانة غير صالحة حببوا إليه الإقبال على الدنيا وربما كان لديه الاستعداد لذلك، ومما يروى عنه عند استلامه الخلافة قوله: «سيروا بمسيرة عمر بن عبد العزيز» وبقي كذلك أربعين ليلة.
ولكن أصحابه القدامى ظلوا على محاولاتهم من أجل ثنيه عن السيرة الحميدة التي انتهجها، وزيّنوا له ذلك، وذكروا له أحاديث ليس لها سند من الصحة، حتى إن يزيد سأل ابن شهاب الزهري عن بعض ما قالوه له، فكذبهم، ولم يستقر الوضع طويلاً ففي العام الذي بويع فيه يزيد بالخلافة خرج عليه يزيد بن المهلب ، بعد أن فرّ من سجنه الذي أودع فيه زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز، وفي السنة نفسها عزل يزيد بن عبد الملك أبا بكر بن محمد بن عمر بن حزم عن المدينة وولاها لعبد الرحمن بن الضحاك الفهري.
وفي تلك الفترة وقع الخلاف بين الخوارج وجند الكوفة وانتصر الخوارج بقيادة «شوذب» واستطاعوا هزيمة جيش آخر جهزه والي الكوفة، وعندما دخل مسلمة بن عبد الملك الكوفة شكوا له الأمر، فبعث لهم سعيد بن عمر الحرشي على رأس جيش استطاع أن يقضي على فتنة الخوارج تلك.
أما الخلاف مع ابن المهلب فقد تطوّر أكثر، فقد استولى يزيد بن المهلب على البصرة وحبس عاملها عدي بن أرطاة، فأرسل الخليفة خالد بن عبد الله القسري، وعمر بن يزيد الحكمي بأمان لابن المهلب، وأهل بيته، ولكن المفاوضات لم تنجح؛ مما اضطر الخليفة إلى إرسال جيش بقيادة مسلمة بن عبد الملك، وابن أخيه العباس بن الوليد، وانتهت الحرب بمقتل يزيد بن المهلب وأصحابه بعد أن تخلى عنه الكثير من أتباعه. وتمتّ ملاحقة آل المهلب وقد بالغ يزيد بن عبد الملك في قتلهم حتى الصبية منهم، فلما فرغ مسلمة من حرب يزيد ابن المهلب جمع له يزيد بن عبد الملك ولاية الكوفة والبصرة وخراسان سنة 102هـ، ولكنه لم يلبث أن عزله لأنه لم يرفع إليه من الخراج شيئاً، وولى عمر ابن هبيرة العراق وخراسان.
أما عن حياة يزيد الشخصية فتكثر الروايات حولها، وبعضهم يبالغ في وصف حياته الخاصة ومجونه وهناك من يرى أن المقصود بهذه الروايات الوليد بن يزيد وليس يزيد نفسه.
يُقال إنه كان محباً لجاريته حبابة، ولما توفيت حزن عليها، وقال فيها:
فإن تسل عنك النفس أو تدع الهوى               فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد
وبعدها أصيب بالسل، وتوفي ودفن بالبلقاء من أرض دمشق، ولم يكن قد تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره.