أبو عبد الله محمد المهدى
أبو عبد الله محمد المهدي، هو أبو عبد الله محمد بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله .هو ثالث خلفاء الدولة العباسية بالعراق. ولد بإيذج من كور الأحواز سنة 127 هـ. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه أبي جعفر المنصور عام 158 هـ. وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية.
توليه الخلافة
- وفي سنة 159هـ بايع المهدي بولاية العهد لموسى الهادي ثم من بعده لهارون الرشيد ولديه.
الدولة العباسية .
- في سنة 160هـ فتحت أربد من الهند عنوة. وفيها حج المهدي فأنهى إليه حجبة الكعبة أنهم يخافون هدمها لكثرة ما عليها من الأستار فأمر بها فجردت واقتصر على كسوة المهدي وحمل إلى المهدي الثلج إلى مكة قال الذهبي لم يتهيأ ذلك لملك قط.
- في سنة 161هـ أمر المهدي بعمارة طريق مكة وبنى بها قصوراً وعمل البرك وأمر بترك المقاصير التي في جوامع الإسلام وقصر المنابر وصيرها على مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- في سنة 163هـ وما بعدها كثرت الفتوح بالروم. كما بنى جامع الرصافة. استمر انتعاش بغداد في وقته وازدادت شهرتها واستقطبت المزيد من المهاجرين إليها من شتى الأعراق والأديان حتى يقال أنها كانت أكثر مدن العالم سكانا في ذاك الوقت.
- في سنة 166هـ تحول المهدي إلى قصره المسمى بعيساباذ وأمر فأقيم له البريد من المدينة النبوية ومن اليمن و مكة إلى الحضرة بغالا وإبلا قال الذهبي: وهو أول من عمل البريد من الحجاز إلى العراق. وفيها وفيما بعدها جد المهدي في تتبع الزنادقة وإبادتهم والبحث عنهم في الآفاق والقتل على التهمة.
- في سنة 167هـ أمر بالزيادة الكبرى في المسجد الحرام وأدخل في ذلك دوراً كثيرة.
صفاته
- كان جواداً ممدحاً مليح الشكل محبباً إلى الرعية حسن الاعتقاد تتبع الزنادقة وأفنى منهم خلقاً كثيراً وهو أول من أمر بتصنيف كتب الجدل في الرد على الزنادقة والملحدين روي الحديث عن أبيه وعن مبارك بن فضالة حدث عنه يحيى بن حمزة وجعفر بن سليمان الضبعي ومحمد بن عبد الله الرقاشي وأبو سفيان سعيد بن يحيى الحميري قال الذهبي وما علمت قيل فيه جرحاً ولا تعديلا.
- ولما شب المهدي أمره أبوه على طبرستان وما والاها وتأدب وجالس العلماء وتميز.
- وكان يجلس للمظالم إلا حياء منهم لكفى.قال نفطويه: لما حصلت الخزائن في يد المهدي أخذ في رد المظالم فأخرج أكثر الذخائر ففرقها وبر أهله ومواليه.
- أسند عن أبي عبيدة قال: كان المهدي يصلي بنا الصلوات الخمس في المسجد الجامع بالبصرة لما قدمها فأقيمت الصلاة يوماً فقال أعرابي لست على طهر وقد رغبت في الصلاة خلفك فأمر هؤلاء بانتظاري فقال: انتظروه ودخل المحراب فوقف إلى أن قبل قد جاء الرجل فكبر فعجب الناس من سماحة أخلاقه.
قيل فيه
- عزاه بأبيه أبو دلامة فقال:
عيناي واحدة ترى مسرورة ... بأميرها جذلى وأخرى تذرف .
تبكي وتضحك تارة ويسوؤها ... ما أنكرت ويسرها ما تعرف.
فيسوءها موت الخليفة محرماً ... ويسرها أن قام هذا الأرأف.
ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى ... شعراً أسرحه وآخر ينتف.
هلك الخليفة يا لدين محمد ... وأتاكم من بعد من يخلف.
أهدى لهذا الله فضل خلافة ... ولذاك جنات النعيم تزخرف.
- قال سلم الخاسر يرثيه:
وباكية على المهدي عبرى ... كأن بها وما جنت جنونا.
وقد خمشت محاسنها وأبدت ... غدائرها وأظهرت القرونا.
لئن بلى الخليفة بعد عز ... لقد أبقى مساعي ما بلينا.
سلام الله عدة كل يوم ... على المهدي حين ثوى رهينا.
تركنا الدين والدنيا جميعاً ... بحيث ثوى أمير المؤمنينا.
من أشعاره
من شعر المهدي ما أنشده الصولي:
ما يكف الناس عنا ... ما يمل الناس منا.
إنما همتهم أن ... ينبشوا ما قد دفنا.
لو سكنا بطن أرض ... فلكانوا حيث كنا.
وهم إن كاشفونا ... في الهوى يوماً مجنا.
مات في عهده
مات في أيام المهدي من الأعلام: شعبة و ابن أبي ذئب و سفيان الثوري و إبراهيم بن ادهم الزاهد و داود الطائي الزاهد و بشار بن برد أول شعراء المحدثين و حماد بن سلمة و إبراهيم بن طهمان و الخليل بن أحمد صاحب العروض.
وفاته
في سنة 169هـ مات المهدي ساق خلف صيد فاقتحم الصيد خربة وتبعه الفرس فدق ظهره في بابها فمات لوقته وذلك لثمان بقين من المحرم وقيل إنه مات مسموماً. فكانت مدة خلافته عشر سنين وشهرا.