أنس بن مالك
(10ق.هـ - 93هـ/612ـ712م)
أَنَس بن مالك بن النَضْر بن ضَمْضم النجاري الخزرجي الأنصاري من بني عديّ ويكنى أبا حمزة أو أبا ثمامة. أحد أعلام الصحابة.
ولد بالمدينة المنورة. والدته أم سليم بنت ملحان الأنصارية أسلمت مع قومها، فغضب زوجها مالك، فتركها وولدها، وهاجر إلى الشام، ومات كافراً.
تعلم أنس الكتابة صغيراً، وخدم رسول اللهe عند قدومه المدينة المنورة، وله من العمر ثماني سنين أو عشر، وبقي في خدمته وظل المحب العظيم له إلى أن لحق عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى.
كنّاه النبي بأبي حمزة، ودعا له بطول العمر، وسعة الرزق، وكثرة الولد، ودخول الجنة. وشهد مع النبي غزواته كلها، واشترك في حروب الردة سنة 11هـ، وولاه أبو بكر الصديق جمع الزكاة في البحرين، وأرسله عمر إلى البصرة مع عشرين رجلاً من شباب الصحابة ليكونوا عوناً لواليها أبي موسى الأشعري.
جاهد في فتوح الشام، والعراق، وأقام بالبصرة، ولما نشب القتال بين علي ومعاوية، اعتزله مع جملة من الصحابة. وبعد أن دانت البصرة لعبد الله بن الزبير، اختاره إماماً للصلاة فيها، فمكث أربعين يوماً يصلي بالناس، وذلك في سنة 64هـ، وتوفي عن عمر ناهز المئة عام، وكان آخر من مات بالبصرة من الصحابة.
وإبان إمارة الحجاج على العراق اضطهد أنس وصودرت أمواله لمواقفه السابقة في تأييد علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير ولموقفه المؤيد لثورة ابن الأشعث، ولكن عبد الملك بن مروان أرسل إلى الحجاج يوبخه ويأمره بأن يعرف لأنس قدره، ويعيد إليه أمواله، فدعاه الحجاج واعتذر إليه.
كان أنس من أكثر الصحابة رواية للحديث، لطول ملازمته للرسول عليه الصلاة والسلام. وله في كتب السنة 2286 حديثاً. وكان مع ذلك من المقلّين في الفتيا. وكان من أثرياء الصحابة، ومن أكثرهم أولاداً، ومن الرماة البارزين.