الخميس، 19 يناير 2012

الصحابة : عبد الله بن عباس


عبد الله بن عباس

3 ق. هـ ـ 68هـ/ 619ـ 687م)

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو العباس، ابن عمِّ رسول اللهr، حَبْرُ الأمَّة، وفقيه عصره، وإمام التفسير، ولد في شعب بني هاشم بمكة.
أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث، وله جماعةُ أولادٍ أكبرُهم العباس، صحب النبيr نحواً من ثلاثين شهراً، وحدَّث عنه.
انتقل مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح وقد أسلم قبل ذلك. دعا له النبيr فقال: «اللهم علِّمه الحكمة وتأويل القرآن» وفي بعض الروايات: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» و في حديث آخر: «اللهم بارك فيه، وانشر منه، واجعله من عبادك الصالحين»، وفي حديث آخر «اللهم زده علماً وفقهاً».
كان شديد الحرص على تلقي العلم حتى أنه كان يسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبيr، وكانت له منزلة علمية عالية بين الصحابة، لُقّب ألقاباً عدَّة منها: ترجمان القرآن، ربَّاني الأمة، البحر، حَبْرُ الأمة.
أدناه عمر بن الخطابt فَوَجَدَ عليه ناسٌ من المهاجرين لإدناءه ابن عباس من دونهم، فقال عمر: أما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون فضله، فسألهم عن هذه السورة ]إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ[ فقال بعضُهم: أمرَ اللّه نبيَّه إذا رأى النَّاس يدخلون في دين الله أفواجاً أن يحمدَهُ ويستغفرَهُ، فقال عمر: يا ابن عباس تكلَّم، فقال: أعلمَهُ متى يموت، أي فهي آيتُكَ مِنَ الموتِ فسبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ.
وقال: دعاني عمر مع الأكابر ويقول لي لا تتكلم حتى يتكلموا ثم يسألني، ثم يُقْبِلُ عليهم فيقول: ما منعكم أن تأتوني بمثل ما يأتيني به هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه. وكان كثير العبادة، من ذلك أنه كان إذا سافر من مكة إلى المدينة صلى ركعتين، فإذا نزل قام شطر الليل يرتل القرآن حرفاً حرفاً ويكثر في ذلك من النَّشيج والنَّحيب.
غزا إفريقيا مع ابن أبي السرح، واستخلفه الخليفة علي على البصرة بعد وقعة الجمل، وسار علي إلى الكوفة ووجه الأشتر على مقدمته، فلحقه رجل فقال: من استخلف أمير المؤمنين على البصرة، قال: ابن عمه، قال: ففيم قتلنا الشيخ أمس بالمدينة؟!. ولم يزل ابن عباس على البصرة حتى قتل علي، وشهد مع علي الجَمَلَ وصِفِيّن والنَّهروان.
لما بويع علي قال لابن عباس: اذهب على إمرة الشام، فقال: كلا، أقل ما يصنع بي معاوية إن لم يقتلني الحبس، ولكن استعمله وبين يديك عزله بعد، فلم يقبل منه.
أشار على علي ألاّ يولي أبا موسى يوم الحَكَمَين، وأن يوليه أو يولي الأحنف، فأراد عليّ ذلك، فغلبوه على رأيه.
كُفَّ بَصَرُهُ في آخر عمره وتوفي في الطائف، وهو القائل: «إن يأخذ الله من عيني نورهما، ففي لساني وقلبي منهما، نور قلبي ذي دخل، وفي فمي صارم كالسيف مأثور».
جمعت فتاويه في عشرين كتاباً، ومسنده ألف وستمئة وستون حديثاً، وله من ذلك في الصحيحين خمسة وسبعون، وله من الكتب «تفسير ابن عباس» جمعه بعض العلماء.