الخميس، 19 يناير 2012

الصحابة : عمًار بن ياسر


عمَّار بن ياسر

(57ق.هـ ـ 37هـ/567 ـ 657م)

أبو اليقظان عمار بن ياسر بن مالك الصحابي الجليل المجاهد، أمه سُمَيَّة أمَةَ أبي حذيفة المخزومي، ينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان من اليمن.
تمثل شخصية عمار بن ياسر صورة البطل العربي الذي اكتسب من الصحراء قوة الصبر وصدق العزيمة. يعد من المسلمين المتقدمين السابقين، وعندما أسلم لم يكن قد سبقه إلى مبايعة رسول اللهr أكثر من ثلاثين مسلماً. وقد لاقى من العذاب هو وأمه وأبوه شيئاً كثيراً، وقد شهر قول النبيr حينما مرَّ بهم وهم يعذبون «أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة». وكان ياسر وامرأته سُمَيَّة أول شهيدين في الإسلام، فلم يجزع عمار بل ازداد إيمانه وصبره. جاهد عمار بن ياسر مع رسول اللهr، وحضر جميع الغزوات التي خاضها رسول اللهr، وكان يتقدم المجاهدين ويقتحم الصفوف شاهراً سيفه دفاعاً عن الحق والإسلام والمسلمين.
ظهرت بطولة عمار أول ما ظهرت في معركة بدر، فاستطاع أن يقضي على أقوى المشركين وأشجعهم وهم: عامر بن الحضرمي والحارث بن زمعة وعمرو بن تميم وغيرهم، وظهرت بطولته في معركة أُحد، وقد ثبت ثبات الجبال في أرض المعركة مع بعض أصحابه الأجلاء يحمون النبيr من كل أذى، ويمنعون رجال قريش من الوصول إليه. شارك عمار في الخندق وتبوك وخَيْبر وغيرها من الغزوات، وكان من الأوائل الذين بايعوا النبيr على الموت في بيعة الرضوان يوم الحُدَيبية.
وفي خلافة أبي بكر الصديقt شارك عمار بن ياسر في حروب الردّة، وفي إحدى تلك المعارك جدعت أذنه، قال ابن عمر: «رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين أَمِنَ الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إليَّ». وبعد أن ولي عمر بن الخطاب[ر] خليفة على المسلمين، وكانت الفتوحات الإسلامية قد توسعت في الاتجاهات كلها، والخليفة يحتاج إلى ولاة يعاونونه على إدارة شؤون البلاد المفتوحة، وكان عمرt يختار ولاته بعناية؛ لم يجد خيراً من عمار بن ياسر ليكون أميراً على الكوفة، وعَين عبد الله ابن مسعود أميناً لبيت المال فيها، ومعلماً ووزيراً، لأنهما من النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر.
عاش عمار بن ياسر طويلاً حتى تجاوز التسعين بثلاث سنوات، فعندما حصل نزاع بين الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان بعد مقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، وقف عمّار إلى جانب علي بن أبي طالب يدافع عن الحق، واشترك في معركة (صفين) التي دارت بين الطرفين المتنازعين، فاندفع يقاتل حتى استطاع أبو العادية المزني أن يضربه بسيفه، فأوقعه أرضاً يتخبط بدمه، ثم أقبل عقبة بن عامر الجهني فأجهز عليه واجتز رأسه. ودفن بثيابه كما طلب.
عُرف عمار بن ياسر بالشجاعة والتضحية، والدفاع عن الحق وأتباعه، واقترن اسمه بالصبر ونصرة الإسلام والرسول العربي الكريم محمدr. كان شاعراً، عبّر عما يدور في خلده، ولم يهتم كثيراً بالشعر لشغله الشاغل بالدفاع عن الحق والذود عن حمى الإسلام والمسلمين، لذا فات كثير من شعره، ولم تذكر المراجع إلا القليل الذي لم يتجاوز ثلاث مقطوعات يتحدث فيها عن مراحل ثلاث: مرحلة عهد النبوة، ومرحلة عهد خلافة أبي بكر الصديق، ومرحلة عهد خلافة علي بن أبي طالب.