نكون أولا نكون
بقلم د مصطفى محمود
كل الشواهد تدل علي أن اسرائيل بلغت الذروة من الغرور والصلف والتآله والثقة بتفوقها وانتصارها علي شراذم العرب الذين تمزقوا وانقسموا علي أنفسهم وعجزوا عن التجمع تحت أي رابطة.. وبيريز كان يتيه افتخارا وهو يقول.. نحن رمز الديمقراطية الوحيد في محيط من القذارة والتخلف..
وكان يوشك أن يقول.. ولماذا نتنازل لهؤلاء البدائيين المتخلفين.. ونحن قاطرة العلم والتقدم وآلة التطوير والتغيير في المنطقة كلها.
ومن أجل هذا نري اسرائيل تتراجع المرة بعد المرة عن كل ما وعدت به من تنازلات.. ونسمعها تدلي بالتصريح ثم تسحبه.. وتعد ثم تخلف.. وتلوح بانسحاب جزئي ثم تعود فتطلب لنفسها أراضي جديدة وضمانات جديدة.. وتأخذ باليمين ما وعدت بالشمال.. وتترك المفاوض العربي يتراقص علي حبل من الأماني الكاذبة وكل يوم يزداد الخلل بين الطرفين أكثر وأكثر.. وقد أحكمت اسرائيل سيطرتها علي منافذ صنع القرار الأوروبي.. وسيطرت أكثر وأكثر علي منافذ صنع القرار الأمريكي, وأصبحت علي ثقة من أن الكل ينطق باسمها ولصالحها..
فلماذا تتنازل عن شبر أرض.. ما دامت عجلة القيادة في يدها.. ولماذا لا تطلب المزيد.. ما دامت الضحية العربية مطروحة علي الأرض لا تبدو فيها معالم حياة, ولا يبدو أنها سوف تتعافي وتقوم من عثرتها في القريب
وعلي اتساع العالم يشهد الكل عملية اغتيال يقوم بها الدب الروسي لدولة الشيشان المسلمة ولا أحد يتحرك والدول العربية تكتفي بإرسال البطاطين والأدوية, ومجلس الأمن يتفرج وجماعات حقوق الانسان تطلب الإذن بالتحري.. وما تذيعه الفضائيات هي عمليات إبادة وتسوية للمدن بالأرض وتشريد وقتل للمدنيين بالألوف, وفي هذا المناخ من البلادة والسلبية والخضوع المزري وإغماض العين عما يجري من بشاعات يصبح إيقاع الظلم بالمسلمين هو الأمر العادي.. ويصبح إعلان الحرب عليهم هو الشيء الطبيعي والمقبول, فالإسلام هو الإرهاب وإعلان الحرب علي الإرهاب هو الشيء المنطقي..ونسأل أي إرهاب هذا الذي قامت به الشيشان؟!..
يتحدثون عن قنابل انفجرت في موسكو.. والفاعل مجهول.. والتهم معلقة علي مجرد شكوك.. وفي هذا المناخ يتم تزوير الملف الإسلامي كله تحت ادعاءات كاذبة مضللة.. ويقوم الجيش الروسي بذبح شعب علي بكرة أبيه بدون دليل, ولا يسمع للدول الإسلامية صوت يذكر.
كيف ينتظر من اسرائيل أن تحسب أي حساب لهذا العالم الإسلامي.. هذا البحر الطام من البشر.. الذي بلا صوت وبلا أثر وبلا فعل وبلا وجود حتي في قضاياه وشئونه وفي الكوارث التي تصيبه والاتهامات التي تجرحه.. إن التصريحات تخرج من الدول العربية علي استحياء.. ثم لسبب أو آخر لا تجتمع.. مع أنها تتكلم لغة واحدة وتؤمن بدين واحد وإله واحد وهدف واحد.. بينما خصومها يتكلمون العديد من اللغات ويؤمنون بالعديد من الملل وتفرقهم الكثير من المصالح.. ولحكمة لا نعلمها اتفقوا ووحدوا كل شيء بينهم حتي العملة.. بينما تفرقنا نحن واختلفنا علي ماذا.. لا أدري.. هل هو ذنب قيادات أو شعوب.. أو هو التخلف.. أو هو عدم الوعي.. أو هو كل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها مما لا نعلم..
وهل تجد اسرائيل فرصة أحلي من هذه الفرصة لتتمدد في شيزلونج وتسترخي في عظمه وتطيح في جيرانها دون أن تحسب لهم وزنا أو حسابا, إنها تكون شديدة الغباء والعمي إن لم تفعل.
إن العرب لا يجتمعون لسبب بسيط
إنهم في مواجهة فعلية لاسرائيل وهم رغم هذا لا يستطيعون اتخاذ قرار مواجهة جماعية..
والسبب واضح.. أن هذا القرار سوف تترتب عليه التزامات ثقيلة يشفقون منها ويختلفون عليها اختلاف الليل والنهار.
ولكنه القدر.. إنه قدرنا يا سادة الذي لا مفر منه.. والحقيقة التي تحاصرنا ولا مهرب لنا منها.
إنه المأزق الشكسبيري علي لسان هاملت.. نكون أو لا نكون ونحن ذلك الــهاملت الذي سوف ينتهي به الحال إلي الجنون والخبال..
لكن هاملت كان يتمزق بين حبه لأمه وكراهيته لأمه في حادث مقتل أبيه الذي مات مسموما.. والأم شيء عظيم.. فكيف ينزع الحياة ممن كانت مصدر حياته!!
أما نحن ففي مأزق مختلف.. فنحن نتقاتل علي دنيا.
والقضية هي قضية إيمان وكفر أوهي روح الإسلام كله.
والله أراد لنا هذا البلاء ليكون الفرقان النهائي بين أحبابه وأعدائه
والمواجهة قادمة.. والبلاء قادم.. ولا يملك أحد له ردا.
ولا تملك اسرائيل سوي تنظيم صفوفها والاستزادة من أنصارها ومن سلاحها ومن حلفائها وانتظار اللحظة الحاسمة
وهي تعيش تاريخها كله بعقلية المضطهد الذي أعلنت عليه الحرب في كل مكان.. وتبني حياتها بعقلية المحارب وتقيم دفاعاتها كل يوم علي أن الحرب قادمة غدا..
وتتفاوض بعقلية المقاتل وليس بعقلية المسالم.. وتنشيء مدنها وقراها ومستوطناتها بمبداء المعسكرات.. وتربي شبابها لتصنع منه محاربين ومرابطين ساهرين علي الثغور والمواني.
العقلية الاسرائيلية هي عقلية قتال وليست عقلية استرخاء وسلام وحفلات شاي ودردشة وترسانة القنابل النووية الإسرائيلية هي إرهاب صريح وانذار رعب يومي لكل جيرانها
وعلينا نحن أن نتصرف بما تقتضيه تلك المواجهة وبما يقتضيه هذا التحرش الدائم
وإذا كانت اسرائيل كما تدعي تريد أن تبني سلاما حقيقيا مع العرب.. فما الداعي لترسانة الرعب النووي.. وما الداعي لهذه الغواصات النووية التي تتجول في بحارنا وأسراب الفانتوم التي تزأر في سماواتنا.. وما الداعي لصراخ وزيرها ديفيد ليفي بأنه سوف يحرق لبنان وينسف منشآتها ويقتل أطفالها.. كل هذا من أجل مقتل العميل الخائن عقل هاشم.. وهل كان مفترضا أن تعطي لبنان هذا العميل الخائن جائزة نوبل ونيشان الأرز وتقيم له تمثالا؟!!
إن اسرائيل هي التي سوف تحشد العرب بتهديدها وتحرشها.. وهي التي زرعت في الماضي البذرة التي اسمها المقاومة.. وهي التي ترويها الان وتنميها بالعدوان والتسلط والغطرسة والجبروت.
وزئير الفانتوم هو الذي أيقظ العرب من سباتهم
وشجرة حزب الله خرجت من نفس الأرض التي أغرقتها اسرائيل بمياه العدوان والغدر والتربص.
وسوف تجتمع الدول العربية في القريب رغم كل العقبات.. وسوف تعبر الفجوة بينها وبين إيران.. وسوف تنفتح علي الصين.. وسوف تجد الحلفاء المخلصين الذين يهبون لنجدتها.
إسرائيل ستصنع كل هذا بغبائها وعدوانها وعنادها.
والعقلاء الذين كانوا يؤثرون التطبيع والمسالمة ومد الأيدي للعدو قبل الصديق, ويرون أن المناخ السياسي العام والمناخ الدولي العام لا يسمح بالمواجهة.
هؤلاء العقلاء.. سوف يختفون من المشهد الواحد بعد الآخر.. وسوف تظهر روح جديدة تدعو إلي التأهب والاستعداد وترفض الخضوع والمساومة
إن الفلاسفة كانوا يقولون في القديم.. إنك لا تستطيع أن تنزل إلي النهر الواحد مرتين.. والسبب أنك حينما تنزل إلي النهر في المرة الثانية تكون مياه النهر كلها قد تغيرت.. وتكون أنت في واقع الأمر تسبح في نهر آخر مختلف, فكل المياه القديمة قد رحلت مع التيار.. وتكون أنت في نهر جديد ومياه جديدة.
وهذا الكلام ينطبق بشدة علي نهر الأحداث الذي نعيش فيه.. فهو الآخر نهر متغير تتجدد مياهه كل يوم بشكل يدعو إلي مواقف جديدة متغيرة وربما مناقضة لمواقف كانت تدعو في السابق إلي المصالحة.. وهي الآن تدعو جيرانها إلي شيء آخر وتحث علي موقف كفاحي ايجابي مقاتل
وأحذر اسرائيل من أن تشددها وغطرستها سوف تقلب الموقف العربي المسالم ربما إلي نقيضه.
وأحذرها مما هو أخطر.. إن نهر الأحداث في العالم قد تظهر فيه مستجدات مفاجئة وغير منتظرة تقلب العلاقات الدولية الثابتة إلي أضدادها.
ولاشيء يبقي علي حاله ياسيد باراك.. إلا في عالم الجمادات.
حتي الجبال الرواسخ تفجرها الزلازل أحيانا.. ويدفع بها انزلاق القشرة الأرضية إلي أعماق المحيطات
لاشيء يبقي علي حاله,
والقرآن قال في سورة الإسراء في الآيات(8,7,6) إننا سوف ندخل القدس كما دخلناها أول مرة منتصرين ظافرين.. وهذا ما وعدنا ربنا قبل آخر الزمان.
يقول هذا رب العالمين في قرآن يؤمن به أكثر من ألف مليون مسلم..
والقرآن كان وراء أربعة عشر قرنا من المعارك غيرت وجه التاريخ وصنعت العالم الذي تراه حولك, والأمة العربية في بيات شتوي طويل ولكنها لم تمت يا سيد باراك, واسرائيل فرخ صغير في حضانة أمريكية لا يكف عن الصراخ
وصراخ اسرائيل عال والسبب هو الميكروفون الأمريكي وليس بسبب قوة حناجركم
وللحضانة مدة محدودة.. ولها نهاية
والدول الكبري كالكائنات لها عمر افتراضي
حتي الدناصير كان لها عصر وانقرضت
ونحن نسكن فلكا دوارا.. لا يكف عن الدوران
والحكيم من نظر الي بعيد.. ولم ينظر طول الوقت تحت قدميه..
مجرد ملحوظات عابرة.. وتأملات.. لمن كان له قلب.. وألقي السمع.. وهو شهيد...
ومن أجل هذا نري اسرائيل تتراجع المرة بعد المرة عن كل ما وعدت به من تنازلات.. ونسمعها تدلي بالتصريح ثم تسحبه.. وتعد ثم تخلف.. وتلوح بانسحاب جزئي ثم تعود فتطلب لنفسها أراضي جديدة وضمانات جديدة.. وتأخذ باليمين ما وعدت بالشمال.. وتترك المفاوض العربي يتراقص علي حبل من الأماني الكاذبة وكل يوم يزداد الخلل بين الطرفين أكثر وأكثر.. وقد أحكمت اسرائيل سيطرتها علي منافذ صنع القرار الأوروبي.. وسيطرت أكثر وأكثر علي منافذ صنع القرار الأمريكي, وأصبحت علي ثقة من أن الكل ينطق باسمها ولصالحها..
فلماذا تتنازل عن شبر أرض.. ما دامت عجلة القيادة في يدها.. ولماذا لا تطلب المزيد.. ما دامت الضحية العربية مطروحة علي الأرض لا تبدو فيها معالم حياة, ولا يبدو أنها سوف تتعافي وتقوم من عثرتها في القريب
وعلي اتساع العالم يشهد الكل عملية اغتيال يقوم بها الدب الروسي لدولة الشيشان المسلمة ولا أحد يتحرك والدول العربية تكتفي بإرسال البطاطين والأدوية, ومجلس الأمن يتفرج وجماعات حقوق الانسان تطلب الإذن بالتحري.. وما تذيعه الفضائيات هي عمليات إبادة وتسوية للمدن بالأرض وتشريد وقتل للمدنيين بالألوف, وفي هذا المناخ من البلادة والسلبية والخضوع المزري وإغماض العين عما يجري من بشاعات يصبح إيقاع الظلم بالمسلمين هو الأمر العادي.. ويصبح إعلان الحرب عليهم هو الشيء الطبيعي والمقبول, فالإسلام هو الإرهاب وإعلان الحرب علي الإرهاب هو الشيء المنطقي..ونسأل أي إرهاب هذا الذي قامت به الشيشان؟!..
يتحدثون عن قنابل انفجرت في موسكو.. والفاعل مجهول.. والتهم معلقة علي مجرد شكوك.. وفي هذا المناخ يتم تزوير الملف الإسلامي كله تحت ادعاءات كاذبة مضللة.. ويقوم الجيش الروسي بذبح شعب علي بكرة أبيه بدون دليل, ولا يسمع للدول الإسلامية صوت يذكر.
كيف ينتظر من اسرائيل أن تحسب أي حساب لهذا العالم الإسلامي.. هذا البحر الطام من البشر.. الذي بلا صوت وبلا أثر وبلا فعل وبلا وجود حتي في قضاياه وشئونه وفي الكوارث التي تصيبه والاتهامات التي تجرحه.. إن التصريحات تخرج من الدول العربية علي استحياء.. ثم لسبب أو آخر لا تجتمع.. مع أنها تتكلم لغة واحدة وتؤمن بدين واحد وإله واحد وهدف واحد.. بينما خصومها يتكلمون العديد من اللغات ويؤمنون بالعديد من الملل وتفرقهم الكثير من المصالح.. ولحكمة لا نعلمها اتفقوا ووحدوا كل شيء بينهم حتي العملة.. بينما تفرقنا نحن واختلفنا علي ماذا.. لا أدري.. هل هو ذنب قيادات أو شعوب.. أو هو التخلف.. أو هو عدم الوعي.. أو هو كل هذه الأسباب مجتمعة وغيرها مما لا نعلم..
وهل تجد اسرائيل فرصة أحلي من هذه الفرصة لتتمدد في شيزلونج وتسترخي في عظمه وتطيح في جيرانها دون أن تحسب لهم وزنا أو حسابا, إنها تكون شديدة الغباء والعمي إن لم تفعل.
إن العرب لا يجتمعون لسبب بسيط
إنهم في مواجهة فعلية لاسرائيل وهم رغم هذا لا يستطيعون اتخاذ قرار مواجهة جماعية..
والسبب واضح.. أن هذا القرار سوف تترتب عليه التزامات ثقيلة يشفقون منها ويختلفون عليها اختلاف الليل والنهار.
ولكنه القدر.. إنه قدرنا يا سادة الذي لا مفر منه.. والحقيقة التي تحاصرنا ولا مهرب لنا منها.
إنه المأزق الشكسبيري علي لسان هاملت.. نكون أو لا نكون ونحن ذلك الــهاملت الذي سوف ينتهي به الحال إلي الجنون والخبال..
لكن هاملت كان يتمزق بين حبه لأمه وكراهيته لأمه في حادث مقتل أبيه الذي مات مسموما.. والأم شيء عظيم.. فكيف ينزع الحياة ممن كانت مصدر حياته!!
أما نحن ففي مأزق مختلف.. فنحن نتقاتل علي دنيا.
والقضية هي قضية إيمان وكفر أوهي روح الإسلام كله.
والله أراد لنا هذا البلاء ليكون الفرقان النهائي بين أحبابه وأعدائه
والمواجهة قادمة.. والبلاء قادم.. ولا يملك أحد له ردا.
ولا تملك اسرائيل سوي تنظيم صفوفها والاستزادة من أنصارها ومن سلاحها ومن حلفائها وانتظار اللحظة الحاسمة
وهي تعيش تاريخها كله بعقلية المضطهد الذي أعلنت عليه الحرب في كل مكان.. وتبني حياتها بعقلية المحارب وتقيم دفاعاتها كل يوم علي أن الحرب قادمة غدا..
وتتفاوض بعقلية المقاتل وليس بعقلية المسالم.. وتنشيء مدنها وقراها ومستوطناتها بمبداء المعسكرات.. وتربي شبابها لتصنع منه محاربين ومرابطين ساهرين علي الثغور والمواني.
العقلية الاسرائيلية هي عقلية قتال وليست عقلية استرخاء وسلام وحفلات شاي ودردشة وترسانة القنابل النووية الإسرائيلية هي إرهاب صريح وانذار رعب يومي لكل جيرانها
وعلينا نحن أن نتصرف بما تقتضيه تلك المواجهة وبما يقتضيه هذا التحرش الدائم
وإذا كانت اسرائيل كما تدعي تريد أن تبني سلاما حقيقيا مع العرب.. فما الداعي لترسانة الرعب النووي.. وما الداعي لهذه الغواصات النووية التي تتجول في بحارنا وأسراب الفانتوم التي تزأر في سماواتنا.. وما الداعي لصراخ وزيرها ديفيد ليفي بأنه سوف يحرق لبنان وينسف منشآتها ويقتل أطفالها.. كل هذا من أجل مقتل العميل الخائن عقل هاشم.. وهل كان مفترضا أن تعطي لبنان هذا العميل الخائن جائزة نوبل ونيشان الأرز وتقيم له تمثالا؟!!
إن اسرائيل هي التي سوف تحشد العرب بتهديدها وتحرشها.. وهي التي زرعت في الماضي البذرة التي اسمها المقاومة.. وهي التي ترويها الان وتنميها بالعدوان والتسلط والغطرسة والجبروت.
وزئير الفانتوم هو الذي أيقظ العرب من سباتهم
وشجرة حزب الله خرجت من نفس الأرض التي أغرقتها اسرائيل بمياه العدوان والغدر والتربص.
وسوف تجتمع الدول العربية في القريب رغم كل العقبات.. وسوف تعبر الفجوة بينها وبين إيران.. وسوف تنفتح علي الصين.. وسوف تجد الحلفاء المخلصين الذين يهبون لنجدتها.
إسرائيل ستصنع كل هذا بغبائها وعدوانها وعنادها.
والعقلاء الذين كانوا يؤثرون التطبيع والمسالمة ومد الأيدي للعدو قبل الصديق, ويرون أن المناخ السياسي العام والمناخ الدولي العام لا يسمح بالمواجهة.
هؤلاء العقلاء.. سوف يختفون من المشهد الواحد بعد الآخر.. وسوف تظهر روح جديدة تدعو إلي التأهب والاستعداد وترفض الخضوع والمساومة
إن الفلاسفة كانوا يقولون في القديم.. إنك لا تستطيع أن تنزل إلي النهر الواحد مرتين.. والسبب أنك حينما تنزل إلي النهر في المرة الثانية تكون مياه النهر كلها قد تغيرت.. وتكون أنت في واقع الأمر تسبح في نهر آخر مختلف, فكل المياه القديمة قد رحلت مع التيار.. وتكون أنت في نهر جديد ومياه جديدة.
وهذا الكلام ينطبق بشدة علي نهر الأحداث الذي نعيش فيه.. فهو الآخر نهر متغير تتجدد مياهه كل يوم بشكل يدعو إلي مواقف جديدة متغيرة وربما مناقضة لمواقف كانت تدعو في السابق إلي المصالحة.. وهي الآن تدعو جيرانها إلي شيء آخر وتحث علي موقف كفاحي ايجابي مقاتل
وأحذر اسرائيل من أن تشددها وغطرستها سوف تقلب الموقف العربي المسالم ربما إلي نقيضه.
وأحذرها مما هو أخطر.. إن نهر الأحداث في العالم قد تظهر فيه مستجدات مفاجئة وغير منتظرة تقلب العلاقات الدولية الثابتة إلي أضدادها.
ولاشيء يبقي علي حاله ياسيد باراك.. إلا في عالم الجمادات.
حتي الجبال الرواسخ تفجرها الزلازل أحيانا.. ويدفع بها انزلاق القشرة الأرضية إلي أعماق المحيطات
لاشيء يبقي علي حاله,
والقرآن قال في سورة الإسراء في الآيات(8,7,6) إننا سوف ندخل القدس كما دخلناها أول مرة منتصرين ظافرين.. وهذا ما وعدنا ربنا قبل آخر الزمان.
يقول هذا رب العالمين في قرآن يؤمن به أكثر من ألف مليون مسلم..
والقرآن كان وراء أربعة عشر قرنا من المعارك غيرت وجه التاريخ وصنعت العالم الذي تراه حولك, والأمة العربية في بيات شتوي طويل ولكنها لم تمت يا سيد باراك, واسرائيل فرخ صغير في حضانة أمريكية لا يكف عن الصراخ
وصراخ اسرائيل عال والسبب هو الميكروفون الأمريكي وليس بسبب قوة حناجركم
وللحضانة مدة محدودة.. ولها نهاية
والدول الكبري كالكائنات لها عمر افتراضي
حتي الدناصير كان لها عصر وانقرضت
ونحن نسكن فلكا دوارا.. لا يكف عن الدوران
والحكيم من نظر الي بعيد.. ولم ينظر طول الوقت تحت قدميه..
مجرد ملحوظات عابرة.. وتأملات.. لمن كان له قلب.. وألقي السمع.. وهو شهيد...