كلمة لأولاد العم
بقلم د مصطفى محمود
العصابة الصهيونية التي استولت علي مقاليد الأمور في روسيا بعد إزاحة الرجل المريض يلتسين.. حولت الوطن السوفيتي الذي كان القطب الثاني في العالم إلي وكر دعارة ومغارة لصوص ومستنقع للجوع والفقر والمخدرات.. وكلام أعضاء الدوما الآن في البرلمان..
أن اليهود ينبهون البلد.. وأن أمثال بيريزوفسكي وأناتولي تشوباييس وفلاديمير جوسنسكي ورومان أبراموفتش والكسندر سمولنسكي والكسندر ماموت هم الذين أشعلوا حريق الشيشان.. وأن تفجيرات موسكو كانت من صنعهم ولم تكن من عمل الشيشان.. والمافيا التي تعمل الآن طليقة وتعيث في روسيا فسادا تعمل الآن لحساب هؤلاء المجرمين الجدد.. وبناء علي البيانات الخارجة من الكرملين نفسه أن هذه المافيا يديرها يهود من تل أبيب وتسيطر علي الاقتصاد الروسي المنهار كله.. ويدفع لها رجال الأعمال من أرباحهم لتحميهم.. وروسيا كلها تحولت الآن إلي هرم من القاذورات ينهار علي ساكنيه.
الصهاينة قدموا روسيا ذبيحة وقربانا للأمريكان ليصبح الأمريكان طاغوتا منفردا بلا منافس.. وليكون لليهود بعد ذلك حق الانتفاع بسلطان هذا الطاغوت الجديد في كل مكان من العالم.
وهذا المشهد الدامي الذي نعيشه في المسرح الممتد بطول العالم وعرضه وهذه الانتهازية الرفيعة هي موهبة أبناء العم بطول التاريخ من أيام بابل إلي أيام الهكسوس إلي عصر صدام العراق وحرب الخليج إلي عصر عرب البترول.. والبقية تأتي.. وكلها علي نفس النسق من الانتهازية.
ونشهد لهم بالذكاء واستشعار تحول الرياح وسبق الحوادث والمبادرة إلي جني الأرباح قبل غيرهم.. وهم في ذلك عباقرة لاجدال.
لكن ما كل مرة تسلم الجرة يا إخوان.. والخطأ في الحساب كان يحدث دائما ورغم الحساب الدقيق والذكاء اللماح.
وهو يحدث الآن رغم الكمبيوتر ورغم الانترنت.. ومركبة المريخ سقطت علي المريخ رغم العبقرية الأمريكية.
وما حدث لليهود أيام بختنصر وأيام هتلر من أهوال.. مازال ماثلا في الذاكرة.. ودائما يكون الخطأ قاتلا.. وأكثر من قاتل.. وقد جربتم بأنفسكم يا إخوة وتجرعتم الذل أكثر من مرة
وأسألكم يا أبناء العم.. لماذا لا تجربون مرة أن تكونوا طيبين متسامحين والفرصة قد سنحت لكم الآن أن تمدوا أيديكم في سماحة إلي أبناء عمومتكم العرب.. وتتعلموا من البابا.. الذي ينحني ليقبل تراب الأرض أينما ذهب
إن الأمر يستحق التجربة.
وقد جربتم الشطارة دائما.. ومرارا.. وكنتم تسفون المل كل مرة فما المانع أن تجربوا الطيبة ولو مرة واحدة.
إن الأمر يستحق التجربة.
ولن تندموا.. صدقوني
جربوا العطاء والبذل والتسامح والتنازل وخفض الجناح والتواضع.
إخسروا بعض الدنيا.. لتكسبوا كل الدنيا بعد ذلك, ثم كل القلوب في المدي الطويل.. وربما الآخرة أيضا إذا صفت قلوبكم.
إن الأمر يستحق المجازفة.
والصفقة تغري بالمغامرة.
والمادة ليست كل شيء.. والدنيا ليست كل الحقيقة.. والمكسب يكون أحيانا وبالا علي صاحبه.. وبعض الفوز يأتي بالخسارة.
والفوز الباقي مثل الخير الباقي مثل الذكر الحسن مثل السيرة العطرة.. كلها أفضل من الملايين والمليارات التي تملأ اليد ولا تملأ القلب.. وهي تتبدد كالريح علي موائد القمار وغرف المستشفيات جريا وراء شفاء بلا أمل, وتحصيلا لشباب مستحيل وإنقاذا لعمر افتراضي انتهي قبل أوانه.
والخير العميم والعطايا الباقية تأتي من الله وحده ولا تجدونها في البنوك ولا في البورصات.. وهي عملات صعبة غير الدولارات والمارك والين والفرنك واليورو والاسترليني بل هي أصعب بكثير.
وهي ليست عملات ورقية ولا ذهبية ولا سندات.
وانما هي عملات قلبية وهبات روحية يعرفها أهلها الذين جربوها ويحرصون عليها ويفتدونها بكل ما يملكون.
وقد جربتها فلم أجد شيئا من نعم الدنيا يساويها.
وهي في ذاتها ميلاد جديد, وحياة جديدة ونقلة جديدة ومرتبة جديدة, واستشراف لسماوات جديدة وتذوق لكمالات جديدة.
يقول ربنا في القرآن مخاطبا أهل الآخرة علي اختلاف درجاتهم:
ولتسألن يومئذ عن النعيم
فلا يري أحد ساعتها أن نعيم الدنيا كان نعيما
ويتمني الكل أن يكون لهم حظ في نعيم الآخرة.. ولو مجرد شميم من هذا النعيم..
وسوف يعتصر الكل الندم.. حتي الصالحين.. يتمنون لو كانوا أكثر صلاحا.. والكرماء يتمنون لوكانوا أكثر كرما.. وأهل الفضل يتمنون لو كانوا أكثر فضلا.. حتي أن هذا اليوم يسميه ربنا يوم التغابن.
وهو وصف عجيب.. ولكنه مطابق للحال الذي يشعر بها الجميع.
فكل انسان سوف يشعر أنه غبن نفسه ولم يتزودن لهذا اليوم بالكفاية من العمل الصالح.. ولن يقنع أحد بما صنع ولا بما قدم, وسوف يحترق ندما لأنه لم يقدم الأحسن والأكثر والأفضل, حينما يري مقدار النعيم وعظمة الجزاء.. وروعة المكافأة التي فاتته..
ولسان حال الكل هي هذه العبارة التي يطلقونها في حسرة:
ياليتني قدمت لحياتي
ويقول العارف بالله محمد أمين شيخو أن المجرم من لسعة الندم سوف يقبل علي النار بشغف ليتداوي بلهيبها مما هو فيه من ندم وهو فهم غير مألوف للآية.. إن عذابها كان غراما.. إنها ساءت مستقرا ومقاما.. وتصور جديد يدخل الرحمة حتي في العذاب ويضفي عليها لطفا وهكذا الشهوات في الدنيا نسميها لذات وهي نار تشتعل في البدن.
والعارف بالله محمد أمين شيخو رجل رقيق القلب ولا يريد أن يفهم النار بمعني الشوي والحريق والألم الرهيب فالله في نظره مستغن عن كل هذا.. وعنده وسائل للتعذيب تغني عنه.
وأتوقف في هذا التصور فالأمر غيب.. وأخشي إذا صورنا للمجرمين أن نار الآخرة كنار الغرام أن يزدادوا إجراما علي إجرامهم.
وإشفاق العارفين من صورة الشوي التي وردت في القرآن كان سببه ارتباطهم بالنشأة الحالية التي عليها الأجساد وهي نشأة كربونية.. والله يقول إننا في الآخرة نكون علي نشأة أخري لا تحترق ولا تتفحم ولا تصير دخانا, ونقرأ في القرآن أن الناس في النار تتلاعن وتتخاصم وهم في قلب النار..
إنه لحق تخاصم أهل النار
كلما دخلت أمة لعنت أختها
والمعني أنهم يتكلمون وهم في النار ولا يتفحمون لأن أجسادهم قد أعاد الله خلقها علي نشأة أخري غير النشأة الكربونية الحالية.. نشأة تتحمل النار وتقيم فيها إقامة دائمة.. وعذاب النار أكثر من الحريق فهو حسرة وندم وألم مستمر فالكافر يري الجنات والفراديس تخلب الألباب بجمالها وهو محروم منها, ولا مدخل له إلي نعيمها.. ولا نستطيع أن نجسد تلك الأحاسيس بأكثر من هذا فالأمر غيب ولا نملك اللغة ولا المفردات التي نصف بها تلك المشاهد فنعيم الجنة وعذاب الجحيم من وراء العقل وقدرات الله علي العقاب لاحدود لها وقدراته علي الإنعام لا حدود لها.
وإذا كانت هذه النارهي كل نصيب أولاد العم مما غنموه بذكائهم وعبقريتهم, فما أشد خيبتهم
إنه الهولوكوست مرة أخري.
هذه المرة هولوكست عبقري خالد ملازم للبدن بلا أمل وبلا خلاص.
كاللعنة الأبدية.
فما جدوي أي سيادة حققوها في الدنيا وهم عنها راحلون؟!
وما جدوي أي غني وهم قد بلغوا حضيض الفقر المطلق؟!
وما جدوي أي انتصار وهم قد بلغوا غاية الهزيمة في آخر المطاف؟!
وبمن يستنجدون.. ولا أمريكا هناك.. وإن وجدت فلن تملك لهم شفاعة ولا نصرة.. وهي معهم فيما انتهوا إليه..
والأمر يستدعي إعادة نظر من أبناء العم الأذكياء إخوة نيوتن واينشتين وسلالة العباقرة فرويد وأمثاله.
وهذا كلام أخوي بعيد عن السياسة
إن الحطام الذي يتعاركون عليه.. وأرض الضفة التي يقيسونها بالشبر ومياه الجولان التي يحسبونها بالقطارة.. هي في النهاية حسبة غبية.. وما أغفلوا من توراتهم وما بدلوا بشأن الآخرة في كتبهم كان وبالا عليهم.
ونحن وهم الآن علي مرمي حجر من الآخرة التي هونوا من شأنها والموت أقرب إلينا من حبل الوريد..
فهل حسبوا حساب موتهم كما حسبوا حساب حياتهم.
مجرد كلمة للتذكرة.. لعلهم يراجعون حساباتهم.. ولعلهم يجدون موقع قدم في قطار المحبة.. ولعل وعسي.
وأسأل نفسي في إشفاق..
تري هل يقتنعون؟؟! وهل يرجعون عن أطماعهم ؟!!.. لا أظن.. فمشكلة اليهودي هي الغطرسة والكبر الذي يصل إلي درجة الإيمان واليقين بأنه المختار علي العالمين.
ألم يكتبوا في توراتهم أن الله يقول لداود النبي.. أنت إبني وأنا ولدتك.. إن اليهودي هو الإبن الإلهي.. هكذا يري نفسه.. وهو يري الدنيا كلها والآخرة ميراثا له وحده ينفق منها كيف يشاء.. ولن يرضي بأقل من ذلك
وهكذا يقول تاريخهم.. وهكذا تحكي أفعالهم..
وليس بيهودي من يتنازل عن هذا اليقين
وهذه هي المشكلة.
الصهاينة قدموا روسيا ذبيحة وقربانا للأمريكان ليصبح الأمريكان طاغوتا منفردا بلا منافس.. وليكون لليهود بعد ذلك حق الانتفاع بسلطان هذا الطاغوت الجديد في كل مكان من العالم.
وهذا المشهد الدامي الذي نعيشه في المسرح الممتد بطول العالم وعرضه وهذه الانتهازية الرفيعة هي موهبة أبناء العم بطول التاريخ من أيام بابل إلي أيام الهكسوس إلي عصر صدام العراق وحرب الخليج إلي عصر عرب البترول.. والبقية تأتي.. وكلها علي نفس النسق من الانتهازية.
ونشهد لهم بالذكاء واستشعار تحول الرياح وسبق الحوادث والمبادرة إلي جني الأرباح قبل غيرهم.. وهم في ذلك عباقرة لاجدال.
لكن ما كل مرة تسلم الجرة يا إخوان.. والخطأ في الحساب كان يحدث دائما ورغم الحساب الدقيق والذكاء اللماح.
وهو يحدث الآن رغم الكمبيوتر ورغم الانترنت.. ومركبة المريخ سقطت علي المريخ رغم العبقرية الأمريكية.
وما حدث لليهود أيام بختنصر وأيام هتلر من أهوال.. مازال ماثلا في الذاكرة.. ودائما يكون الخطأ قاتلا.. وأكثر من قاتل.. وقد جربتم بأنفسكم يا إخوة وتجرعتم الذل أكثر من مرة
وأسألكم يا أبناء العم.. لماذا لا تجربون مرة أن تكونوا طيبين متسامحين والفرصة قد سنحت لكم الآن أن تمدوا أيديكم في سماحة إلي أبناء عمومتكم العرب.. وتتعلموا من البابا.. الذي ينحني ليقبل تراب الأرض أينما ذهب
إن الأمر يستحق التجربة.
وقد جربتم الشطارة دائما.. ومرارا.. وكنتم تسفون المل كل مرة فما المانع أن تجربوا الطيبة ولو مرة واحدة.
إن الأمر يستحق التجربة.
ولن تندموا.. صدقوني
جربوا العطاء والبذل والتسامح والتنازل وخفض الجناح والتواضع.
إخسروا بعض الدنيا.. لتكسبوا كل الدنيا بعد ذلك, ثم كل القلوب في المدي الطويل.. وربما الآخرة أيضا إذا صفت قلوبكم.
إن الأمر يستحق المجازفة.
والصفقة تغري بالمغامرة.
والمادة ليست كل شيء.. والدنيا ليست كل الحقيقة.. والمكسب يكون أحيانا وبالا علي صاحبه.. وبعض الفوز يأتي بالخسارة.
والفوز الباقي مثل الخير الباقي مثل الذكر الحسن مثل السيرة العطرة.. كلها أفضل من الملايين والمليارات التي تملأ اليد ولا تملأ القلب.. وهي تتبدد كالريح علي موائد القمار وغرف المستشفيات جريا وراء شفاء بلا أمل, وتحصيلا لشباب مستحيل وإنقاذا لعمر افتراضي انتهي قبل أوانه.
والخير العميم والعطايا الباقية تأتي من الله وحده ولا تجدونها في البنوك ولا في البورصات.. وهي عملات صعبة غير الدولارات والمارك والين والفرنك واليورو والاسترليني بل هي أصعب بكثير.
وهي ليست عملات ورقية ولا ذهبية ولا سندات.
وانما هي عملات قلبية وهبات روحية يعرفها أهلها الذين جربوها ويحرصون عليها ويفتدونها بكل ما يملكون.
وقد جربتها فلم أجد شيئا من نعم الدنيا يساويها.
وهي في ذاتها ميلاد جديد, وحياة جديدة ونقلة جديدة ومرتبة جديدة, واستشراف لسماوات جديدة وتذوق لكمالات جديدة.
يقول ربنا في القرآن مخاطبا أهل الآخرة علي اختلاف درجاتهم:
ولتسألن يومئذ عن النعيم
فلا يري أحد ساعتها أن نعيم الدنيا كان نعيما
ويتمني الكل أن يكون لهم حظ في نعيم الآخرة.. ولو مجرد شميم من هذا النعيم..
وسوف يعتصر الكل الندم.. حتي الصالحين.. يتمنون لو كانوا أكثر صلاحا.. والكرماء يتمنون لوكانوا أكثر كرما.. وأهل الفضل يتمنون لو كانوا أكثر فضلا.. حتي أن هذا اليوم يسميه ربنا يوم التغابن.
وهو وصف عجيب.. ولكنه مطابق للحال الذي يشعر بها الجميع.
فكل انسان سوف يشعر أنه غبن نفسه ولم يتزودن لهذا اليوم بالكفاية من العمل الصالح.. ولن يقنع أحد بما صنع ولا بما قدم, وسوف يحترق ندما لأنه لم يقدم الأحسن والأكثر والأفضل, حينما يري مقدار النعيم وعظمة الجزاء.. وروعة المكافأة التي فاتته..
ولسان حال الكل هي هذه العبارة التي يطلقونها في حسرة:
ياليتني قدمت لحياتي
ويقول العارف بالله محمد أمين شيخو أن المجرم من لسعة الندم سوف يقبل علي النار بشغف ليتداوي بلهيبها مما هو فيه من ندم وهو فهم غير مألوف للآية.. إن عذابها كان غراما.. إنها ساءت مستقرا ومقاما.. وتصور جديد يدخل الرحمة حتي في العذاب ويضفي عليها لطفا وهكذا الشهوات في الدنيا نسميها لذات وهي نار تشتعل في البدن.
والعارف بالله محمد أمين شيخو رجل رقيق القلب ولا يريد أن يفهم النار بمعني الشوي والحريق والألم الرهيب فالله في نظره مستغن عن كل هذا.. وعنده وسائل للتعذيب تغني عنه.
وأتوقف في هذا التصور فالأمر غيب.. وأخشي إذا صورنا للمجرمين أن نار الآخرة كنار الغرام أن يزدادوا إجراما علي إجرامهم.
وإشفاق العارفين من صورة الشوي التي وردت في القرآن كان سببه ارتباطهم بالنشأة الحالية التي عليها الأجساد وهي نشأة كربونية.. والله يقول إننا في الآخرة نكون علي نشأة أخري لا تحترق ولا تتفحم ولا تصير دخانا, ونقرأ في القرآن أن الناس في النار تتلاعن وتتخاصم وهم في قلب النار..
إنه لحق تخاصم أهل النار
كلما دخلت أمة لعنت أختها
والمعني أنهم يتكلمون وهم في النار ولا يتفحمون لأن أجسادهم قد أعاد الله خلقها علي نشأة أخري غير النشأة الكربونية الحالية.. نشأة تتحمل النار وتقيم فيها إقامة دائمة.. وعذاب النار أكثر من الحريق فهو حسرة وندم وألم مستمر فالكافر يري الجنات والفراديس تخلب الألباب بجمالها وهو محروم منها, ولا مدخل له إلي نعيمها.. ولا نستطيع أن نجسد تلك الأحاسيس بأكثر من هذا فالأمر غيب ولا نملك اللغة ولا المفردات التي نصف بها تلك المشاهد فنعيم الجنة وعذاب الجحيم من وراء العقل وقدرات الله علي العقاب لاحدود لها وقدراته علي الإنعام لا حدود لها.
وإذا كانت هذه النارهي كل نصيب أولاد العم مما غنموه بذكائهم وعبقريتهم, فما أشد خيبتهم
إنه الهولوكوست مرة أخري.
هذه المرة هولوكست عبقري خالد ملازم للبدن بلا أمل وبلا خلاص.
كاللعنة الأبدية.
فما جدوي أي سيادة حققوها في الدنيا وهم عنها راحلون؟!
وما جدوي أي غني وهم قد بلغوا حضيض الفقر المطلق؟!
وما جدوي أي انتصار وهم قد بلغوا غاية الهزيمة في آخر المطاف؟!
وبمن يستنجدون.. ولا أمريكا هناك.. وإن وجدت فلن تملك لهم شفاعة ولا نصرة.. وهي معهم فيما انتهوا إليه..
والأمر يستدعي إعادة نظر من أبناء العم الأذكياء إخوة نيوتن واينشتين وسلالة العباقرة فرويد وأمثاله.
وهذا كلام أخوي بعيد عن السياسة
إن الحطام الذي يتعاركون عليه.. وأرض الضفة التي يقيسونها بالشبر ومياه الجولان التي يحسبونها بالقطارة.. هي في النهاية حسبة غبية.. وما أغفلوا من توراتهم وما بدلوا بشأن الآخرة في كتبهم كان وبالا عليهم.
ونحن وهم الآن علي مرمي حجر من الآخرة التي هونوا من شأنها والموت أقرب إلينا من حبل الوريد..
فهل حسبوا حساب موتهم كما حسبوا حساب حياتهم.
مجرد كلمة للتذكرة.. لعلهم يراجعون حساباتهم.. ولعلهم يجدون موقع قدم في قطار المحبة.. ولعل وعسي.
وأسأل نفسي في إشفاق..
تري هل يقتنعون؟؟! وهل يرجعون عن أطماعهم ؟!!.. لا أظن.. فمشكلة اليهودي هي الغطرسة والكبر الذي يصل إلي درجة الإيمان واليقين بأنه المختار علي العالمين.
ألم يكتبوا في توراتهم أن الله يقول لداود النبي.. أنت إبني وأنا ولدتك.. إن اليهودي هو الإبن الإلهي.. هكذا يري نفسه.. وهو يري الدنيا كلها والآخرة ميراثا له وحده ينفق منها كيف يشاء.. ولن يرضي بأقل من ذلك
وهكذا يقول تاريخهم.. وهكذا تحكي أفعالهم..
وليس بيهودي من يتنازل عن هذا اليقين
وهذه هي المشكلة.