السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الذاريات

إعراب سورة الذاريات

إعراب الآيات (1- 6):{وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (1) فَالْحامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجارِياتِ يُسْراً (3) فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً (4) إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ (6)}.
الإعراب:
الواو واو القسم (الذاريات) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ذروا) مفعول مطلق منصوب عامله الذاريات الفاء عاطفة في المواضع الثلاثة (وقرا) مفعول به لاسم الفاعل الحاملات (يسرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل المقسّمات (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم انّ، والعائد محذوف، والواو في (توعدون) نائب الفاعل اللام لام القسم عوض من المزحلقة تفيد التوكيد، في الموضعين.
جملة: أقسم (بالذاريات) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (توعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ ما توعدون) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (إنّ الدين لواقع) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(الذاريات)، جمع الذارية، مؤنّث الذاري، اسم فاعل من الثلاثيّ ذرا يذرو وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الذارو، قلبت الواو ياء لأنّ ما قبلها مكسور.. ويجوز أن يكون الفعل ذرى يذري باب ضرب فلا إعلال.
(ذروا)، مصدر سماعيّ لفعل ذرا يذرو، وزنه فعل بفتح فسكون.
(الحاملات)، جمع الحاملة مؤنّث الحامل، اسم فاعل من الثلاثيّ حمل وزنه فاعل.
(وقرا)، اسم بمعنى الحمل أي المحمول وزنه فعل بكسر فسكون.
(المقسّمات)، جمع المقسّمة، مؤنّث المقسّم، اسم فاعل من الرباعيّ قسّم، وزنه مفعّل بضم الميم وكسر العين.
(الدين)، اسم بمعنى الجزاء، وزنه فعل بكسر فسكون.. وانظر أيضا الآية (4) من سورة الفاتحة.
.إعراب الآيات (7- 9):
{وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)}.
الإعراب:
(والسماء) مثل والذاريات (ذات) نعت للسماء مجرور اللام لام القسم (في قول) متعلّق بخبر إنّ (عنه) متعلّق ب (يؤفك)، (من) اسم موصول في محلّ رفع نائب الفاعل، ونائب الفاعل لفعل (أفك) ضمير مستتر هو العائد.
جملة: أقسم (بالسماء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّكم لفي قول) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (يؤفك عنه من أفك) في محلّ جرّ نعت ثان لقول.
وجملة: (أفك) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
الصرف:
(7) الحبك: جمع حبيكة وهي الطريقة اسم ذات أو اسم معنى أي الطريقة المحسوسة أو المعقولة.
.إعراب الآيات (10- 14):
{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ (11) يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}.
الإعراب:
(الذين) موصول في محلّ رفع نعت ل (الخرّاصون)، (في غمرة) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (ساهون) خبر ثان مرفوع (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (يوم) بحذف مضاف أي متى مجيء يوم الدين..
وجملة: (قتل الخرّاصون) لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة.
وجملة: (هم في غمرة) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يسألون) في محلّ نصب حال من (الخرّاصون).
وجملة: (أيّان يوم الدين) في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام، والجملة مقيّدة بالجارّ.
13- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يأتي- أو يجيء- (على النار) متعلّق ب (يفتنون) بتضمينه معنى يعرضون، والواو في (يفتنون) نائب الفاعل..
وجملة: يجيء (يوم) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (هم على النار يفتنون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يفتنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم)، 14- (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) (به) متعلّق ب (تستعجلون).
وجملة: (ذوقوا) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: (هذا الذي) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (كنتم به تستعجلون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تستعجلون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(الخرّاصون)، جمع الخرّاص، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ خرص باب نصر وباب ضرب بمعنى كذب وزنه فعّال بفتح الفاء.
(ساهون)، جمع ساه، اسم فاعل من الثلاثيّ سها يسهو، وساه فيه اعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، وزنه فاع، ووزن ساهون فاعون.
البلاغة:
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ).
حيث شبه العذاب بطعام يؤكل، ثم حذف المشبّه به، وأستعير له شيء من لوازمه وهو الذوق.
.إعراب الآيات (15- 19):
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)}.
الإعراب:
(في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (آخذين) حال من ضمير الاستقرار الذي هو خبر إنّ (ما) اسم موصول مفعول به لاسم الفاعل (آخذين)، والعائد محذوف أي: آتاهم إيّاه ربّهم (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (محسنين)..
جملة: (إنّ المتّقين في جنّات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آتاهم ربّهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّهم كانوا) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كانوا) في محلّ رفع خبر إنّ.
17- 18- (قليلا) مفعول فيه منصوب نائب عن الظرف فهو صفته متعلّق ب (يهجعون)، (من الليل) متعلّق بنعت ل (قليلا)، (ما) زائدة لتأكيد القلّة.. (بالأسحار) متعلّق ب (يستغفرون)..
وجملة: (كانوا) الثانية لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (يهجعون) في محلّ نصب خبر كانوا (الثاني).
وجملة: (هم يستغفرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا (الثانية).
وجملة: (يستغفرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
19- الواو عاطفة (في أموالهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حقّ) (للسائل) متعلّق بنعت ل (حقّ)- أو ب (حقّ)- وجملة: (في أموالهم حقّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة كانوا (الثانية).
الصرف:
(19) السائل: اسم فاعل من الثلاثيّ سأل، وزنه فاعل.
(المحروم)، اسم مفعول من الثلاثيّ حرم، وزنه مفعول.
.إعراب الآيات (20- 23):
{وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ (22) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (في الأرض) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (آيات)، (للموقنين) متعلّق بنعت ل (آيات)..
جملة: (في الأرض آيات) لا محلّ لها استئنافيّة.
21- الواو عاطفة (في أنفسكم) متعلّق بما تعلّق به (في الأرض)، الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (لا) نافية.
وجملة: (لا تبصرون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تبصرون.
22- الواو عاطفة في الموضعين (في السّماء) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (رزقكم)، (ما) موصول في محلّ رفع معطوف على رزقكم، والواو في (توعدون) نائب الفاعل، والعائد محذوف.
وجملة: (في السماء رزقكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة في الأرض آيات.
وجملة: (توعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
23- الفاء عاطفة الواو واو القسم، (ربّ) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم اللام لام القسم تفيد التوكيد وهي عوض من المزحلقة (مثل) حال من الضمير في حقّ، منصوبة، (ما) نكرة موصوفة في محلّ جرّ مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أنّكم تنطقون...) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي هو نطقكم.
وجملة: أقسم (بربّ السماء) لا محلّ لها معطوفة على جملة في السماء رزقكم.
وجملة: (انّه لحقّ) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: هو (أنّكم تنطقون) في محلّ جرّ نعت ل (ما).
وجملة: (تنطقون) في محلّ رفع خبر أنّ.
الفوائد:
- اللّه متكفل بالرزق..
عن الأصمعي أنّه قال: أقبلت من جامع البصرة، فطلع أعرابي على قعود (ولد الجمل) فقال من الرجل؟ فقلت: من بني أصمع، قال: ومن أين أقبلت؟
قلت: من موضع يتلى فيه كلام اللّه عز وجل، فقال: اتل عليّ، فتلوت: والذاريات، فلما بلغت (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ) قال: حسبك، فقام إلى ناقته، فنحرها ووزّعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما ووليّ فلما حججت مع الرشيد، وطفقت أطوف، فإذا أنا بمن يهتف بى بصوت رقيق، فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي، قد نحل واصفرّ فسلم عليّ، واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت: (فورب السماء والأرض إنه لحق)، فصاح وقال: يا سبحان اللّه من ذا الذي أغضب الجليل حتّى حلف، لم يصدقوه حتّى حلف، قالها ثلاثا، وخرجت معها نفسه.
.إعراب الآيات (24- 30):{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)}.
الإعراب:
(هل) حرف استفهام (المكرمين) نعت لضيف، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (حديث)، (عليه) متعلّق ب (دخلوا)، (سلاما) مفعول مطلق لفعل محذوف (سلام) مبتدأ مرفوع خبره محذوف أي: عليكم سلام (قوم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنتم أو هؤلاء..
جملة: (آتاك حديث) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (دخلوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قالوا) في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا.
وجملة: نسلّم (سلاما) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قال) لا محلّ لها استئنافيّة بيانية.
وجملة: عليكم (سلام) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: أنتم (قوم) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
26- الفاء عاطفة في الموضعين (إلى أهله) متعلّق ب (راغ)، (بعجل) متعلّق بحال من فاعل جاء..
وجملة: (راغ) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: (جاء) لا محلّ لها معطوفة على جملة راغ.
27- الفاء عاطفة (إليهم) متعلّق ب (قرّبه)، (ألا) أداة عرض..
وجملة: (قرّبه) لا محلّ لها معطوفة على جملة جاء.
وجملة: (قال) في محلّ نصب حال بتقدير (قد) وجملة: (ألا تأكلون) في محلّ نصب مقول القول.
28- الفاء عاطفة (منهم) متعلّق بحال من خيفة (خيفة) مفعول به منصوب (لا) ناهية جازمة الواو حاليّة (بغلام) متعلّق ب (بشّروه)..
وجملة: (أوجس) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فلم يتقدّموا فأوجس.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: (لا تخف) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (بشّروه) في محلّ نصب حال بتقدير قد.
29- الفاء عاطفة في الموضعين (في صرّة) حال من امرأته (عجوز) خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا.
وجملة: (أقبلت امرأته) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: (صكّت) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقبلت.
وجملة: (قالت) لا محلّ لها معطوفة على جملة صكّت- أو أقبلت- وجملة: أنا (عجوز) في محلّ نصب مقول القول.
30- (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله قال بعده، (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال ربّك) في محلّ نصب مقول القول.. ومفعول قال محذوف هو متعلّق كذلك.
وجملة: (إنّه هو الحكيم) لا محلّ لها استئنافيّة للتعليل.
وجملة: (هو الحكيم) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(صرّة)، اسم بمعنى الصيحة أو الضجّة أو الجماعة.. مأخوذ من (صرّ) الثلاثي، وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة:
1- الاستفهام التقريري: في قوله تعالى: (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) استفهام تقريري، تفخيما لشأن الحديث وتنبيها على أنّه ليس مما علمه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بغير طريق الوحي. فهو كما تبدأ المرء إذا أردت أن تحدّثه بعجيب فتقرره هل سمع ذلك أم لا، فكأنك تقضي أن يقول لا، ويطلب منك الحديث.
2- الحذف: في قوله تعالى: (قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ).
قيل: أي عليكم سلام، عدل به إلى الرفع بالابتداء، لقصد الثبات، حتى يكون تحيته أحسن من تحيتهم، أخذا بمزيد الأدب والإكرام. وقيل: سلام خبر مبتدأ محذوف، أي أمري (سلام)، و(قوم): خبر مبتدأ محذوف، والأكثر على أن التقدير أنتم قوم منكرون وأنّه عليه السلام قاله لهم للتعرف، كقولك لمن لقيته:
أنا لا أعرفك، تريد عرّف لي بنفسك وصفها.
3- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ).
حيث سمى الغلام عليما باعتبار ما يؤول إليه أمره إذا كبر.
الفوائد:
- الجملة الواقعة مفعولا به..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ) فجملة: (أَلا تَأْكُلُونَ) في محلّ نصب مقول القول.
وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بالجملة الواقعة مفعولا:
تقع هذه الجملة في ثلاثة أبواب:
1- باب الحكاية أو مرادفه، كقوله تعالى: (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ).
2- ما هو محكيّ مقدّر: قوله تعالى: (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ)، (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا) فهذه.. الجمل في محلّ نصب اتفاقا، ثم قال البصريون: النصب بقول مقدّر، وقال الكوفيون: بالفعل المذكور. ويشهد للبصريين التصريح بالقول: في (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) و(نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي).
3- باب التعليق: وهو تعليق الفعل عن طلب المفعول، لفظا لا محلّا، مثل قوله تعالى: (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً) والتعليق لا يختص بباب (ظن) بل يختص بكلّ فعل قلبي، وكقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ)، (يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ)، وأحيانا تكون الجملة سدت مسد المفعولين: كقوله تعالى: (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً)، (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى).
.إعراب الآية رقم (31):
{قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع خبره (خطبكم) (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المرسلون) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا..
جملة: (قال) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما خطبكم) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أرسلتم لأمر ما فما خطبكم والجملة المقدّرة مقول القول، وجملة: (أيّها المرسلون) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
.إعراب الآيات (32- 34):
{قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)}.
الإعراب:
الضمير (نا) نائب الفاعل لفعل أرسلنا (إلى قوم) متعلّق ب (أرسلنا)..
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا أرسلنا) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أرسلنا) في محلّ رفع خبر إنّ 33- اللام للتعليل (نرسل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عليهم) متعلّق ب (نرسل)، (من طين) متعلّق بنعت ل (حجارة).
والمصدر المؤوّل (أن نرسل...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا) وجملة: (نرسل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر 34- (مسوّمة) نعت ثان لحجارة، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (مسوّمة)، وكذلك (للمسرفين).
.إعراب الآيات (35- 37):
{فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ (37)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة في الموضعين (من) موصول في محلّ نصب مفعول به (فيها) متعلّق بخبر كان (من المؤمنين) متعلّق بحال من اسم كان العائد (ما) نافية (غير) مفعول به منصوب (من المسلمين) متعلّق بنعت ل (غير)، الواو عاطفة (فيها) الثاني متعلّق ب (تركنا)، (للذين) متعلّق بنعت ل (آية)..
جملة: (أخرجنا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فباشروا ما أمروا به، فأخرجنا من كان فيها..
وجملة: (كان فيها) لا محلّ لها صلة الموصول وجملة: (ما وجدنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
وجملة: (تركنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما وجدنا..
وجملة: (يخافون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
.إعراب الآيات (38- 40):
{وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)}.
الإعراب:
(في موسى) متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه المذكور في الآية السابقة أي تركنا آية، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالفعل المقدّر تركنا، (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلناه)، (بسلطان) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (أرسلناه).
جملة: تركنا (في موسى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرسلناه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
39- الفاء عاطفة (بركنه) متعلّق بحال من فاعل تولّى، (ساحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (أو) عاطف وجملة: (تولّى) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلناه وجملة: (قال) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تولّى وجملة: هو (ساحر) في محلّ نصب مقول القول 40- الفاء عاطفة في الموضعين والواو كذلك، (جنوده) معطوفة على الضمير في (أخذناه)، (في اليمّ) متعلّق ب (نبذناهم)، الواو حالية...
وجملة: (أخذناه) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تولّى وجملة: (نبذناهم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذناه وجملة: (هو مليم) في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (أخذناه) أو في (نبذناهم).
الجزء السابع والعشرون:
.إعراب الآيات (41- 42):
{وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}.
الإعراب:
(وفي عاد إذ أرسلنا) مثل وفي موسى إذ أرسلناه مفردات وجملا، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (عليه) متعلّق ب (أتت)، (إلّا) للحصر (كالرميم) في موضع المفعول الثاني.
وجملة: (ما تذر) في محلّ نصب حال من الريح وجملة: (أتت عليه) في محلّ نصب- على المحلّ- نعت لشيء وجملة: (جعلته) في محلّ نصب حال من فاعل تذر.
البلاغة:
الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: (الرِّيحَ الْعَقِيمَ).
سميت عقيما لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم، فشبه إهلاكهم وقطع دابرهم بعقم النساء وعدم حملهن، لما فيه من إذهاب النسل، ثم أطلق المشبه به على المشبه، واشتق منه العقيم.
.إعراب الآيات (43- 45):
{وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ وَما كانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)}.
الإعراب:
(وفي ثمود إذ قيل) مثل وفي موسى إذ أرسلناه مفردات وجملا، (لهم) متعلّق ب (قيل)، (حتّى حين) متعلّق ب (تمتّعوا)...
وجملة: (تمتّعوا) في محلّ رفع نائب الفاعل 44- الفاء عاطفة في الموضعين (عتوا) ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل (عن أمر) متعلّق ب (عتوا) بتضمينه معنى أعرضوا الواو حاليّة.
وجملة: (عتوا) في محلّ جرّ معطوفة على جملة قيل وجملة: (أخذتهم الصاعقة) في محلّ جرّ معطوفة على جملة عتوا وجملة: (هم ينظرون) في محلّ نصب حال وجملة: (ينظرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 45- الفاء عاطفة (ما) نافية (قيام) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ما) مثل الأولى...
وجملة: (ما استطاعوا) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذتهم وجملة: (كانوا) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذتهم.
.إعراب الآية رقم (46):{وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (46)}.
الإعراب:
الواو استئنافية (قوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره أهلكنا، (قبل) اسم ظرفى مبنىّ على الضمّ في محل جرّ متعلّق بالفعل المقدّر جملة: أهلكنا (قوم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (إنّهم كانوا) لا محلّ لها تعليليّة وجملة: (كانوا قوما) في محلّ رفع خبر إنّ.
.إعراب الآيات (47- 51):
{وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (السماء) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (بأيد) حال من فاعل بنيناها أو من مفعوله، مجرور بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة للتنوين الواو حاليّة اللام المزحلقة تفيد التوكيد..
جملة: بنينا (السماء) لا محلّ لها استئنافية وجملة: (بنيناها) لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: (إنّا لموسعون) في محلّ نصب حال...
48- الواو عاطفة (الأرض) مثل السماء الفاء عاطفة، والمخصوص بالمدح محذوف أي نحن...
وجملة: فرشنا
{الأرض} لا محل لها معطوفة على جملة (بنينا) الاستئنافيّة وجملة: (فرشناها) لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: (نعم الماهدون) لا محلّ لها معطوفة على جملة (فرشنا) المقدّرة 49- الواو عاطفة (من كلّ) متعلّق ب (خلقنا)، (تذكّرون) مضارع حذف منه إحدى التاءين...
وجملة: (خلقنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة (فرشنا) المقدّرة وجملة: (لعلّكم تذكّرون) لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: (تذكّرون) في محلّ رفع خبر لعلّ 50- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (إلى اللّه) متعلّق ب (فرّوا) بحذف مضاف أي إلى ثواب اللّه (لكم) متعلّق ب (نذير) (منه) متعلّق بحال من نذير.
وجملة: (فرّوا) لا محلّ لها جواب شرط... مقدّر أي: إذا علمتم صفات اللّه المذكورة ففرّوا إليه وجملة: (انّي لكم منه نذير) لا محلّ لها استئناف بياني 51- الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (إنّي لكم...) مثل الأولى وجملة: (لا تجعلوا) معطوفة على جملة فرّوا وجملة: (إنّي لكم) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
الصرف:
(48) الماهدون: جمع الماهد، اسم فاعل من الثلاثي مهد، وزنه فاعل.
الفوائد:
الاشتغال..
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ) فالسماء: منصوب على الاشتغال وسنبين فيما يلي ما يتعلق بهذا البحث:
الاشتغال هو أن يتقدم ما هو مفعول في المعنى، على عامل قد نصب ضمير هذا المفعول، مثل: (دارك رأيتها)، أو نصب ملابس ضميره، مثل: (دارك طرقت بابها) (أخاك مررت به). ولولا اشتغال العامل بنصب الضمير أو ملابسه لنصب الاسم المتقدم نفسه، فيقدّرون لهذا الاسم المنصوب ناصبا من لفظ المذكور، أو من معناه إن كان لازما، فناصب المثال الثاني (طرقت) محذوفة، وناصب المثال الأخير من معنى المذكور لا من لفظه، لأنه فعل لازم، وتقديره (جاوزت أخاك مررت به).
ويجوز في الأمثلة المتقدمة رفع الاسم المتقدم على الابتداء، وتكون الجملة بعده خبرا له، فتقول: (دارك رأيتها) (دارك طرقت بابها) (أخوك مررت به).
أ- يجب نصب الاسم المشتغل عنه إذا وقع بعد ما يختص بالأفعال، كأدوات الشرط والتحضيض، وأدوات الاستفهام عدا الهمزة، فتقدر بين هذا الاسم وما قبله فعلا محذوفا وجوبا، لتبقى الأداة داخلة على ما تختص به، مثل: (إن محمدا لقيته فأكرمه) (هلا فقيرا أطعمته) (متى أخاك لقيته) (هل الكتاب قرأته) ويكون العامل المذكور بعده تفسيرا للمحذوف.
ب- ويرجح نصبه في ثلاثة مواضع:
1- إذا أتى قبل فعل دال على طلب، مثل: (الفقير أكرمه).
2- بعد همزة الاستفهام لأن الفعل يليها غالبا: مثل: (أجارك تؤذيه؟).
3- إذا تصدر جواب مستفهم عنه منصوب. كأن يسألك سائل ما تأكل؟
فتقول: (رغيفا آكله).
.إعراب الآيات (52- 55):
{كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)}.
الإعراب:
(كذلك) متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر أي الأمر- أو الشأن- كذلك (ما) نافية (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أتى (إلّا) للحصر (ساحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (أو) حرف عطف...
جملة: الأمر (كذلك) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ما أتى من رسول) لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: (قالوا) في محلّ نصب حال من الموصول وجملة: هو (ساحر) في محلّ نصب مقول القول 53- الهمزة للاستفهام الإنكارىّ (تواصوا) ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوف لالتقاء الساكنين (به) متعلّق ب (تواصوا)، (بل) للإضراب الانتقالي..
وجملة: (تواصوا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (هم قوم) لا محلّ لها استئنافيّة 54- 55- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (تولّ)، الفاء تعليليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ملوم) مجرور لفظا بالباء منصوب محلّا خبر ما... الواو استئنافيّة الفاء تعليليّة..
وجملة: (تولّ) في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن لم يستجيبوا لك فتولّ عنهم وجملة: (ما أنت بملوم) لا محلّ لها تعليليّة وجملة: (ذكّر) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (إن الذكرى تنفع) لا محلّ لها تعليليّة وجملة: (تنفع) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(53) تواصوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفاعوا الفوائد:
- الجملة الواقعة خبرا..
الجملة الواقعة خبرا من الجمل التي لها محل من الإعراب. وتكون خبرا لثلاثة أشياء:
1- خبرا للمبتدأ، ومحلها الرفع، مثل: (اللّه يعلم الغيب) أو (العلم كنوزه ثمينة).
2- خبرا ل (إن) أو إحدى أخواتها، ومحلها الرفع أيضا: كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) أو (إن البحر ركوبه خطير).
3- خبرا للفعل الناقص (كان وأخواتها) أو (كاد وأخواتها)، ومحلها النصب، مثل قوله تعالى: (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها)، (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ).
.إعراب الآيات (56- 58):
{وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافيّة (إلّا) للحصر اللام للتعليل (يعبدون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام... والنون نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.
جملة: (ما خلقت) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يعبدون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن يعبدون...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلقت).
57- (ما) نافية (منهم) متعلّق ب (أريد)، (رزق) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (ما أريد) مثل الأولى (يطعمون) مثل يعبدون والمصدر المؤوّل (أن يطعمون) في محلّ نصب مفعول به عاملة أريد وجملة: (ما أريد) الأولى لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: (ما أريد) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة أريد (الأولى) 58- (هو) ضمير فصل، (الرزاق) خبر إنّ مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع، (المتين) خبر ثالث وجملة: (إنّ اللّه الرزاق) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(58) الرزّاق: صيغة مبالغة من الثلاثي رزق، وزنه فعّال بفتح الفاء والعين المشددة (58) المتين: صفة مشبهة من (متن) باب كرم بمعنى صلب وقوي، وزنه فعيل.
.إعراب الآيات (59- 60):
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر في الموضعين (للذين) متعلّق بخبر إنّ (مثل) نعت ل (ذنوبا) منصوب (لا) ناهية، والنون في (يستعجلون) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة..
جملة: (إنّ للذين ظلموا ذنوبا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان للأمم المتقدّمة نصيب من العذاب فإنّ للذين ظلموا من كفّار مكّة نصيبا مثلهم وجملة: (ظلموا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (لا يستعجلون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أخّرت عذابهم فلا يستعجلوني 60- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ويل) مبتدأ مرفوع، (للذين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ويل (من يومهم) متعلّق بالمصدر (ويل)، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: (ويل للذين) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء وقت عذابهم- أو يوم عذابهم- فويل لهم وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
الصرف:
(ذنوب)، اسم بمعنى الدلو ذات الذنب أو القبر، وزنه فعول بفتح فضمّ.
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية التصريحية: في قوله تعالى: (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ).
الذنوب: الدلو العظيمة، وهذا تمثيل، أصله في السقاة يتقسمون الماء، فيكون لهذا ذنوب ولهذا ذنوب. قال:
لنا ذنوب ولكم ذنوب ** فإن أبيتم فلنا القليب

والمعنى: فإن الذين ظلموا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالتكذيب من أهل مكة لهم نصيب من عذاب اللّه، مثل نصيب أصحابهم ونظرائهم من القرون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ