الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة طه

إعراب سورة طه من الآية 1 إلى الآية 45


 



.إعراب الآيات (1- 4):{طه (1) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (3) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (4)}.
الإعراب:
(ما) نافية (عليك) متعلّق ب (أنزلنا)، اللام للتعليل (تشقى) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.
والمصدر المؤوّل (أن تشقى) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا).
(إلّا) للاستثناء المنقطع بمعنى لكن (تذكرة) مفعول لأجله عامله مقدّر أي أنزلناه تذكرة، (لمن) متعلّق ب (تذكرة)، (تنزيلا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نزّلناه (من) متعلّق ب (تنزيل) لأنّه نائب عن فعله (العلا) نعت للسموات منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
جملة: (ما أنزلنا...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (تشقى...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يخشى...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (خلق...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
الصرف:
(تشقى)، فيه إعلال بالقلب أصله تشقي بالياء، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(تذكرة)، مصدر سماعيّ لفعل ذكّر الرباعيّ، وقياسه تذكير، استعيض من الياء التاء المربوطة في آخره تخفيفا، وزنه تفعلة.
(يخشى)، فيه إعلال بالقلب أصله يخشي، جاءت الياء متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
(العلا)، جمع عليا مؤنّث أعلى.. هو على صيغة التفضيل أفعل وقصد به الوصف المحض أي العالي، ووزن عليا فعلى بضمّ فسكون، ووزن العلا فعل بضمّ ففتح. هذا ويجوز رسم الألف قصيرة برسم الياء غير المنقوطة (العلى) لأن الثلاثيّ الواوي إذا جاءت فاؤه مضمومة صحّ في كتابة الألف فيه وجهان: الأول برسم الألف الطويلة بحسب القاعدة العامّة، والثاني برسم الألف القصيرة على رأي الكوفيين والمعاجم.
الفوائد:
1- لفظ (طه) ليس سوى حرفين من أحرف الهجاء، وقد مرّ معنا عدة آراء حول الأحرف في أول السور، فلا حاجة لتكراره.
2- تأمل، يا عزيزي، هذه الموسيقا الصادرة عن أواخر هذه الآيات، وكيف أنها انتهت جميعها بالألف المقصورة، فهي أكثر ليونة من باقي الأحرف، وأدعى للتأثر والامتلاك، وهي (لتشقى، يخشى، العلى، استوى، الثرى، أخفى، الحسنى..!) والقرآن مليء بهذه الموسيقى التي تسحر وتأسر، وتدعو إلى الإعجاز والإيجاز..!
3- الاستثناء المنقطع: هو استثناء الشيء من غير جنسه، فليست إلا للاستثناء على سبيل الأصل، وإنما هي بمعنى لكن. ومنه قوله تعالى: (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) فتذكرة مستثنى من المصدر المؤول من تشقى، أي ما أنزلنا القرآن لشقائك.
.إعراب الآيات (5- 6):{الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (5) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (6)}.
الإعراب:
(الرحمن) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، (على العرش) متعلّق ب (استوى).
جملة: هو (الرحمن...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (استوى...) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو).
6- (له) متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) في المواضع الثلاثة معطوفة على الموصول الأول في محلّ رفع (في الأرض) متعلّق بصلة ما الثاني (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الثالث (تحت) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الرابع (الثرى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
جملة: (له ما في السموات...) في محلّ رفع خبر ثالث.
الصرف:
(الثرى)، اسم للتراب النديّ وزنه فعل بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله الثري- بياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
.إعراب الآية رقم (7):
{وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (7)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (بالقول) متعلّق ب (تجهر)، الفاء رابطة لجواب الشرط، وفاعل (يعلم) ضمير على اللّه، (أخفى) معطوف على السرّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، جملة: (تجهر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّه يعلم...) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي إن تجهر.. فاللّه مستغن عن ذلك فإنّه يعلم السرّ.
وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(أخفى)، اسم تفضيل من خفي يخفى باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخفي، جاء الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
.إعراب الآية رقم (8):
{اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (8)}.
الإعراب:
(لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في خبر لا المحذوف أي لا إله موجود إلّا هو، (له) متعلّق بخبر مقدّم (الأسماء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الحسنى) نعت للأسماء مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
جملة: (اللّه لا إله إلّا هو) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا إله إلّا هو) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (له الأسماء...) في محلّ رفع خبر ثان.
.إعراب الآيات (9- 10):
{وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (9) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (10)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (هل) حرف استفهام لتقرير الخبر.
جملة: (أتاك حديث...) لا محلّ لها استئنافيّة.
10- (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (حديث)، الفاء عاطفة (لأهله) متعلّق ب (قال)، (لعلّي) حرف مشبّه بالفعل للترجّي.. والياء اسم لعلّ في محلّ نصب (آتيكم) خبر لعلّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و(كم) ضمير مضاف إليه، (منها) متعلّق ب (آتيكم)، (بقبس) متعلّق ب (آتيكم)، (على النار) متعلّق ب (أجد)، (هدى) مفعول به منصوب.
جملة: (رأى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قال...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة رأى.
وجملة: (امكثوا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّي آنست...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (آنست نارا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لعلّي آتيكم...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (أجد...) في محلّ رفع معطوفة على خبر لعلّ.
الصرف:
(قبس)، اسم لجذوة النار، وزنه فعل بفتحتين.
(هدى) مصدر هدى يهدي باب ضرب وهو بمعنى الوصف أي هاديا، وزنه فعل بضمّ ففتح.. وفيه إعلال بالقلب أصله هدي تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة:
- التشويق والحث على الإصغاء:
في قوله تعالى: (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى).
.إعراب الآيات (11- 16):
{فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (15) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (16)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (نودي) وهو ماض مبنيّ للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.
جملة: (أتاها...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نودي...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (النداء: يا موسى...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
12- (أنا) ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب توكيدا للياء. (ربّك) خبر إنّ مرفوع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، وعلامة نصب (نعليك) الياء (بالواد) خبر إنّك، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف مناسبة لقراءة الوصل بإسقاط الياء لالتقاء الساكنين (طوى) عطف بيان- أو بدل من الوادي- مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
وجملة: (إنّي.. ربّك...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اخلع...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وعيت ذلك فاخلع.
جملة: (إنّك بالوادي...) لا محلّ لها تعليليّة.
13- الواو عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة اخترتك الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لما) متعلّق ب (استمع)، (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل هو وهو العائد.
وجملة: (أنا اخترتك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (اخترتك...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا).
وجملة: (استمع...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفت قدرك فاستمع.
وجملة: (يوحى...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
14- 15- (إنّني أنا اللّه) مثل إنّي أنا ربّك (لا إله إلّا أنا) مثل لا إله إلّا هو، الفاء رابطة المسبّب بالسبب (لذكري) متعلّق ب (أقم)، (أكاد) مضارع ناقص- ناسخ- مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا واللام في (لتجزى) للتعليل و(تجزى) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و(كلّ) نائب الفاعل مرفوع (بما) متعلّق ب (تجزى)، وما حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن تجزى..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أخفيها).
والمصدر المؤوّل (ما تسعى) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تجزى).
وجملة: (إنّني أنا اللّه...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا إله إلّا أنا...) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) وجملة: (اعبدني...) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي تنبّه فاعبدني.
وجملة: (أقم الصلاة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اعبدني.
وجملة: (إنّ الساعة آتية...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أكاد أخفيها) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ).
وجملة: (أخفيها...) في محلّ نصب خبر أكاد وجملة: (تجزى...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تسعى...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
16- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية (يصدّنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم.. والنون نون التوكيد.. والكاف ضمير مفعول به (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لا) نافية (بها) متعلّق ب (يؤمن) و(عنها) متعلّق ب (يصدّنّك)، الفاء فاء السببيّة (تردى) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.
والمصدر المؤوّل (أن تردى..) في محلّ رفع معطوف على مصدر متصيّد من النهي السابق أي لا يكن صدّ من الكافر بالصلاة فرادى منك وجملة: (لا يصدّنّك...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أقمت الصلاة فلا يصدّنّك عنها من لا يؤمن بها وجملة: (لا يؤمن بها...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (اتّبع...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (تردى...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الصرف:
(نودي)، فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول أصله (نادى)، قلبت الألف الأولى واوا لضمّ ما قبلها، وقلبت الألف الثانية ياء لانكسار ما قبلها.
(نعليك)، الواحد نعل وهو اسم جامد لفردة الحذاء، فيستعمل للحذاء الكامل مثنّى مثل كلمة زوج.
(طوى)، اسم علم بالضمّ والتنوين- ويقرأ بغير تنوين للعلميّة والتأنيث بمعنى البقعة- وزنه فعل بضمّ ففتح.
(اخترتك)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله اختارتك بسكون الألف والراء، التقى ساكنان فحذفت الألف.
(تردى)، فيه إعلال بالقلب، أصله تردي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
الفوائد:
1- طوى: اسم علم لواد في فلسطين من بلاد الشام، وهو ممنوع من الصرف، والمانع له العلمية والتأنيث، باعتباره اسما مخصوصة من الأرض.
2- لتجزى كل نفس بما تسعى (اللام الجارة) اللام هنا للتعليل، وهي واحدة من أقسام اللام الجارة. (واللام الجارة) لها نحو من ثلاثين معنى، إليك أهم هذه المعاني.
أ- الملك: نحو: (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ).
ب- الزائدة: وهي لمجرد التوكيد كقول ابن ميادة:
وملكت ما بين العراق ويثرب ** ملكا أجار لمسلم ومعاهد

هـ- القسم: نحو: (لله لا يؤخر الأجل) أي تالله.
والتعجب: نحو: (لله درك).
ز- الصيرورة: وتسمى (لام العاقبة) نحو:

لدوا للموت وابنوا للخراب ** فكلكم يصير إلى ذهاب

ج- البعدية: نحو، (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ).
ط- بمعنى (على): نحو: (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ) أي على الأذقان.
ي- لام الجحود، نحو: (وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ). ويسميها سيبويه لام النفي، وتسبق بكون منفي.
.إعراب الآية رقم (17):{وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (17)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وهي للتقرير (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع خبر (بيمينك) متعلّق بمحذوف حال عامله الإشارة.
جملة: (ما تلك...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يا موسى...) لا محلّ لها اعتراضيّة، أو استئنافيّة لتأكيد النداء.

.إعراب الآية رقم (18):
{قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (18)}.
الإعراب:
(عصاي) خبر المبتدأ (هي) مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. والياء مضاف إليه (عليها) متعلّق ب (أتوكّأ)، (بها) متعلّق ب (أهشّ)، (على غنمي) متعلّق بحال محذوفة من مفعول أهشّ أي ورق الشجر متساقطا على غنمي الواو عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (مآرب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أخرى) نعت لمآرب مرفوع مثله، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هي عصاي...) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أتوكّأ...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أهشّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أتوكّأ.
وجملة: (لي فيها مآرب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أتوكّأ.
الصرف:
(مآرب)، جمع مأرب أو مأربة بفتح راء الأول وتثليث راء الثاني وهو الحاجة، وهو الاسم من أرب بالشيء كلف به أو أرب إليه احتاج، والفعل من الباب الرابع، ووزن مآرب مفاعل بفتح الميم وكسر العين.
البلاغة:
- الإطناب:
في قوله تعالى: (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) كان يكفي أن يقول: (هِيَ عَصايَ)، ولكنه توسع في الجواب، تلذذا بالخطاب. ويمكن أن يقال أيضا إن هذا هو فن التلفيف، وهو فن طريف من فنون البلاغة. وحدّه: أن يسأل السائل عن حكم، هو نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة إلى بيانها، كلها أو أكثرها، فيعدل المسؤول عن الجواب الخاص، عما سئل عنه، من تبيين ذلك النوع، ويجيب بجواب عام يتضمن الإبانة على الحكم المسؤول عنه وعن غيره، بدعاء الحاجة إلى بيانه. فقول موسى، جوابا عن سؤال اللّه تعالى له: (هِيَ عَصايَ) هو الجواب الحقيقي للسؤال. ثم قال: (أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) فأجاب عن سؤال مقدّر، كأنه توهم أن يقال له: وما تفعل بها؟
فقال معددا منافعها.
الفوائد:
- عصا موسى.
ذكر الله تعالى على لسان موسى بعض فوائد العصا، ولم يستقص سائر فوائدها.
وللعرب كلام لطيف في (العصا)، وحكم كثيرة، مما دفع الجاحظ إلى تأليف كتاب كامل سماه (كتاب العصا).
قال أبو نواس في شأن أهل مصر حين أوضعوا بالفتنة:
فإن يك باق إفك فرعون فيكم ** فإن عصا موسى بكفّ خصيب

وأورد الجاحظ قصة (عامر بن الظرب) حكيم العرب في الجاهلية، أنه لما أسنّ، وكانت له بنت من الحكمة بمكان، حتى جاوزت حكمتها (صحر بنت لقمان، وهند بنت الحسن، وخمعة بنت حابس).
فكان يطلب إلى بنته، إذا سمعته جاوز في حكمه، أن تقرع له بالعصا، ليعدل عما هو فيه. وقال الحارث بن وعلة:

وزعمتم أن لا حلوم لنا ** إن العصا قرعت لذي حلم

وقال الفرزدق:
فإن كنت إنساني حلوم مجاشع ** فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع

وقال المضرس الأسدي:
وألقت عصاها واستقر بها النوى

وقال سويد بن كراع الكلي:
فمن مبلغ رأس العصا ان بيننا ** ضغائن لا تنسى وان قدم الدهر

.إعراب الآيات (19- 20):
{قالَ أَلْقِها يا مُوسى (19) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (20)}.
الإعراب:
(ألقها) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت الفاء عاطفة في الموضعين (إذا) فجائية (تسعى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هي.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ألقها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يا موسى...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (ألقاها...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (هي حيّة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقاها.
وجملة: (تسعى) في محلّ رفع نعت لحيّة.
الصرف:
(حيّة)، اسم جامد للحيوان المعروف، وزنه فعلة بفتح الفاء، وقد أدغمت عينه مع لامه.
.إعراب الآيات (21- 24):
{قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (23) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (24)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة والسين حرف استقبال (سيرتها) منصوب على نزع الخافض، أي إلى سيرتها الأولى نعت لسيرة مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خذها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا تخف...) في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها.
وجملة: (سنعيدها.....) لا محلّ لها تعليليّة.
22- الواو عاطفة (إلى جناحك) متعلّق ب (اضمم)، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة من فاعل تخرج، ومنع من التنوين لأنّه منته بألف التأنيث الممدودة (من غير) متعلّق بحال من الضمير في بيضاء (آية) حال ثانية منصوبة (أخرى) نعت لآية منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
وجملة: (اضمم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة خذها.
وجملة: (تخرج...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية:
في قوله تعالى: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ).
أصل الجناح للطائر، ثم أستعير لجنب الإنسان، لأن كل جنب في موضع الجناح للطائر، فسميت الجهتان جناحين، بطريق الاستعارة.
2- الاحتراس والكناية:
في قوله تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ).
السوء: الرداءة والقبح في كل شيء، وكنى به عن البرص، كما كنى عن العورة بالسوأة، لما أن الطباع تنفر عنه والأسماع تمجه، وفائدة التعرض لنفي ذلك (الاحتراس) فإنه لو اقتصر على قوله تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضاءَ) لأوهم، ولو على بعد ذلك، من برص ويجوز أن يكون الاحتراس عن توهم عيب الخروج عن الخلقة الأصلية، على أن المعنى، تخرج بيضاء من غير عيب وقبح في ذلك الخروج، أو عن توهم عيب مطلقا.
23- اللام للتعليل (من آياتنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أن نريك..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره آتيناك ذلك لنريك...
وجملة: (نريك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
24- (إلى فرعون) متعلّق ب (اذهب)، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف..
وجملة: (اذهب...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (إنّه طغى...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (طغى...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(سيرة)، الاسم من سار يسير، أو بمعنى الهيئة والطريقة، وزنه فعلة بكسر فسكون.
(الكبرى)، اسم تفضيل وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين وهو مؤنّث أكبر.. مفرد وصف به الجمع وهو جائز ولو كانت في غير التنزيل جمعا لجاز أي كبر بضمّ ففتح أو كبريات.
(طغى)، فيه إعلال بالقلب أصله طغي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء غير المنقوطة لأنه ثلاثيّ أصل الألف فيه ياء.
.إعراب الآيات (25- 35):
{قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (35)}.
الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، والياء مضاف إليه (لي) متعلّق ب (اشرح) فعل أمر دعائي..
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (النداء وجوابها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اشرح...) لا محلّ لها جواب النداء.
26- الواو عاطفة (لي) الثاني متعلّق ب (يسّر).
وجملة: (يسّر...) معطوفة على جملة اشرح تأخذ إعرابها.
27- الواو عاطفة (من لساني) متعلّق بنعت لعقدة.
وجملة: (احلل...) معطوفة على جملة اشرح.
28- (يفقهوا) مضارع مجزوم جواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون..
والواو فاعل.
وجملة: (يفقهوا...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن تحلل عقدة لساني يفقهوا قولي..
29- الواو عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من أهلي) متعلّق بنعت ل (وزيرا).
وجملة: (اجعل...) معطوفة على جملة اشرح.
30- (هارون) بدل من (وزيرا) منصوب، (أخي) عطف بيان لهارون منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء... والياء مضاف إليه.
31- (اشدد) فعل أمر والفاعل أنت (به) متعلّق ب (اشدد).
وجملة: (اشدد...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
32- الواو عاطفة (أشركه) فعل أمر، والفاعل أنت، (في أمري) متعلّق ب (أشركه).
وجملة: (أشركه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اشدد..
33- (كي) حرف مصدريّ ونصب (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو نعت له أي تسبيحا كثيرا. والمصدر المؤوّل (كي نسبّحك) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (اجعل).
وجملة: (نسبّحك...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).
34- الواو عاطفة (نذكرك) مضارع معطوف على نسبّحك منصوب..
(كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر..
وجملة: (نذكرك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نسبّحك.
35- (بنا) متعلّق ب (بصيرا) خبر كنت المنصوب.
وجملة: (إنّك كنت...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كنت بنا بصيرا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(وزيرا)، صفة مشبّهة من وزر الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعيل وهو إمّا من الوز وهو الثقل لأنّ الوزير يتحمل أعباء الملك، أو من الوزر وهو الملجأ، وقيل هو من المؤازرة وهي المعاونة.
(أزر)، مصدر سماعيّ لفعل أزر فلانا يأزره باب ضرب أي قوّاه، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
- التنكير:
في قوله تعالى: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي).
حيث نكّر العقدة، ليدل على أنه لا يسأل حل عقدة لسانه بالكلية، بل حل عقدة تمنع الإفهام، ولذلك نكرها ووصفها بقوله: (مِنْ لِسانِي)، أي عقدة كائنة من عقد لساني، وجعل قوله: (يَفْقَهُوا قَوْلِي) جواب الأمر، وغرضا من الدعاء، فبحلها يتحقق إيتاء سؤله عليه الصلاة والسلام.
الفوائد:
- أقسام كي:
كي الناصبة قسمان:
أ- كي المصدرية: وهي التي تدخل عليها اللام لفظا، نحو: (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ) وكي تكرمني.
ب- التعليلية: وهي لا تنصب بنفسها، لأنها حرف جر، وإنما تنصب الفعل ب (أن مضمرة) لزوما في النثر، وقد تظهر في الشعر نحو:
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ** لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا

وإلى ذلك ذهب البصريون جميعا، أما الكوفيون فيرون أن كي تنصب الفعل، سواء تقدمها اللام أم لم يتقدمها.
وقيل بأنهم أجمعوا على جواز الفصل بينها وبين معمولها ب (لا النافية وما الزائدة) دون سواهما.
إعراب الآيات (36- 41):
{قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (37) إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)}.
الإعراب:
(أوتيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل التاء (سؤلك) مفعول به منصوب.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد أوتيت...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة النداء: (يا موسى) لا محلّ لها اعتراضيّة.
37- الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (عليك) متعلّق ب (مننّا)، (مرّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده أي منّا ثانيا (أخرى) نعت لمرّة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
وجملة: (مننّا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة أوتيت.
38- (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (مننّا)، (إلى أمّك) متعلّق ب (أوحينا)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، عامله أوحينا (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل هو العائد.
وجملة: (أوحينا...) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (يوحى...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
39- (أن) تفسيرية، (اقذفيه) أمر مبنيّ على حذف النون.. والياء ضمير في محلّ رفع فاعل، والهاء ضمير مفعول به (في التابوت) متعلّق ب (اقذفيه)، الفاء عاطفة (في اليمّ) متعلّق ب (اقذفيه) الثاني الفاء عاطفة اللام لام الأمر، وعلامة الجزم في (يلقه) حذف حرف العلّة (بالساحل) متعلّق ب (يلقه) أي في الساحل، (يأخذه) مضارع مجزوم جواب الطلب (لي) متعلّق بنعت ل (عدوّ) الأوّل (له) متعلّق بنعت ل (عدوّ) الثاني الواو واو الحال- أو استئنافيّة- (عليك) متعلّق ب (ألقيت)، (منّي) متعلّق بنعت ل (محبّة)، الواو عاطفة اللام للتعليل (تصنع) مضارع مبنيّ لمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ونائب الفاعل أنت (على عيني) متعلّق ب (تصنع).
والمصدر المؤوّل (أن تصنع...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ألقيت) وهو معطوف على مصدر مؤوّل مقدّر أي ألقيت عليك المحبّة ليتلطّف بك ولتصنع على عيني.
وجملة: (اقذفيه...) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (اقذفيه) الثانية لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية.
وجملة: (يلقه اليمّ...) لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية.
وجملة: (يأخذه عدوّ...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (ألقيت...) في محلّ نصب حال بتقدير قد- أو استئنافيّة-.
وجملة: (تصنع...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
40- (إذ) في تعليقه أوجه: الأول متعلّق ب (ألقيت)، الثاني متعلّق ب (تصنع) على عيني، الثالث بدل من إذ أوحينا، الرابع هو اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (هل) حرف استفهام (على من) متعلّق ب (أدلّكم)، الفاء عاطفة (إلى أمّك) متعلّق ب (رجعناك)، (لا) نافية (تحزن) مضارع منصوب معطوف على تقرّ، والمصدر المؤوّل (كي تقرّ..) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (رجعناك).
الواو استئنافيّة الفاء عاطفة (من الغمّ) متعلّق ب (نجّيناك)، (فتونا) مفعول مطلق منصوب، الفاء استئنافيّة (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثت)، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (في أهل) متعلّق ب (لبثت)، ومنع (مدين) من الصرف للعلميّة والتأنيث (ثمّ) حرف عطف (على قدر) متعلّق بحال فاعل جئت أي موافقا لما قدّر لك أو كائنا على قدر معيّن.
وجملة: (تمشي أختك...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تقول...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تمشي.
وجملة: (أدلّكم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يكفله...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (رجعناك...) لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي فأجيبت فجاءت أمّك فرجعناك إليها.
وجملة: (تقرّ عينها...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).
وجملة: (لا تحزن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تقرّ عينها.
وجملة: (قتلت...) لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: (نجّيناك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قتلت.
وجملة: (فتنّاك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّيناك.
وجملة: (لبثت...) لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: (جئت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لبثت.
وجملة النداء: (يا موسى) لا محلّ لها اعتراضيّة.
41- الواو عاطفة (لنفسي) متعلّق ب (اصطنعتك).
وجملة: (اصطنعتك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جئت.
الصرف:
(سؤلك)، اسم لما يسأل عنه أي بمعنى المسؤول، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(الساحل) اسم جامد بمعنى الشاطئ وهو على لفظ اسم الفاعل من سحل الثلاثيّ باب فتح.
(محبّة)، مصدر ميميّ من حبّ الثلاثيّ، وزنه مفعلة، والتاء للمبالغة.
(فتونا)، مصدر سماعيّ لفعل فتن الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعول بضمّتين، وثمّة مصدر آخر للفعل هو فتن بفتح فسكون. ويجوز أن يكون (فتونا) جمعا لفتنة فيكون اسما.
(اصطنع)، فيه (إبدال) تاء الافتعال طاء لمجيئها بعد الصاد وأصله اصتنعتك.
البلاغة:
1- الإبهام:
في قوله تعالى: (ما يُوحى) إبهام مجرد وهو كثير في القرآن الكريم.
2- التنكير: في قوله تعالى: (محبة).
نكّر المحبة، لما في تنكيرها من الفخامة الذاتية بالفخامة الإضافية، أي محبة عظيمة كائنة مني قد زرعتها في القلوب فكل من رآك أحبك بحيث لا يصبر عنك.
3- الاستعارة التمثيلية:
في قوله تعالى: (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي).
تمثيل لشدة الرعاية، وفرط الحفظ والكلاءة، بمن يصنع بمرأى من الناظر، لأن الحافظ للشيء- في الغالب- يديم النظر إليه، فمثّل لذلك بمن يصنع على عين الآخر.
4- الاستعارة التبعية:
في قوله تعالى: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي).
لقد شبّه ما خوّله به من القرب والاصطفاء، بحال من يراه الملك أهلا للكرامة وقرب المنزلة، لما فيه من الخلال الحميدة فيصطنعه، ويختاره لخلّته ويصطفيه لأموره الجليلة، واستعار لفظ اصطنع لذلك.
الفوائد:
1- ولقد مننا عليك مرة أخرى.
فما هي المنن التي من الله بها على موسى؟
والجواب أنها قد تبلغ الثمانية أو تزيد، أ- قوله: (إِذْ أَوْحَيْنا) إلخ.
ب- (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي).
ج- قوله: (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي).
د- قوله: (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ).
هـ- قوله: (وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ).
و- (وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً).
ز- قوله: (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ)، إلى قوله، (يا مُوسى).
ح- قوله: (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي).
2- أن التفسيرية: وهي ما ترد بعد ما هو في معنى القول دون لفظه. نحو قوله تعالى: (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ). إلى قوله: (عَلى عَيْنِي).

.إعراب الآيات (42- 44):
{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (44)}.
الإعراب:
(أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر الفاعل (أخوك) معطوف على الضمير الفاعل المستتر بالواو وعلامة الرفع الواو (بآياتي) متعلّق بمحذوف حال من المعطوف والمعطوف عليه، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء (لا) ناهية جازمة (تنيا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والألف فاعل (في ذكري) متعلّق ب (تنيا)، و(في) بمعنى (عن)، (إلى فرعون) متعلّق ب (اذهبا)، (له) متعلّق ب (قولا)، (قولا) مفعول به منصوب أي كلاما ليّنا.
جملة: (اذهب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تنيا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: (اذهبا...) لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للأولى.
وجملة: (إنّه طغى...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (طغى...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (قولا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهبا.
وجملة: (لعلّه يتذكّر...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليلية.
وجملة: (يتذكّر...) في محلّ رفع خبر لعلّ.
وجملة: (يخشى...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يتذكّر.
الصرف:
(تنيا)، فيه إعلال بالحذف، ماضيه ونى من باب وعد، حذفت فاؤه في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع، وزنه تعلا.
(ليّنا)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ لان يلين باب ضرب، وزنه فيعل بفتح الفاء وكسر العين، أدغمت الياء مع عين الكلمة وهي ياء.
الفوائد:
- أوجه الرجاء في قوله تعالى: (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى):
أ- أن يكون الرجاء على أصله، فهما يرجوان إيمانه، ويطمعان في هدايته، وإذا صح الرجاء لدى العبد، فهو محال عند الله تعالى.
ب- أن لعل تفيد التعليل بمثابة (كي).
ج- ومنهم من اعتبرها استفهامية، ويستحيل بحق الله الاستفهام.
ء- ويقول النحاة إن لعل للتوقع، وهي تفيد الترجي، كقوله تعالى: (لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً). وكذلك الإشفاق نحو: (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) أي أشفق على نفسك.
هـ- وأفاد الأخفش والكسائي بأنها قد تفيد التعليل، كقولك لصاحبك (افرغ من عملك لعلنا نتغدى). ومنه (لعله يتزكى) أي يتذكر.
.إعراب الآية رقم (45):
{قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (45)}.
الإعراب:
(علينا) متعلّق ب (يفرط).
والمصدر المؤوّل (أن يفرط..) في محلّ نصب مفعول به عامله نخاف.
والمصدر المؤوّل (أن يطغى) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أن يفرط..).
جملة: (قالا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ربّنا) الندائيّة لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: (إنّنا نخاف...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نخاف...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يفرط...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يطغى...) لا محلّ لها صلة الموصول (أن) الثاني.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ