السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة ص

إعراب سورة ص من الآية 1 إلى الآية 40


       ( الآيات 1 - 40 )       ( الآيات 41 - 88 )       التالى


 
.إعراب الآية رقم (1):{ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)}.
الإعراب:
الواو واو القسم للجرّ (القرآن) مجرور ب الواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ذي) نعت للقرآن مجرور.
جملة القسم: (أقسم بالقرآن) لا محلّ لها ابتدائية.. وجواب القسم محذوف تقديره إنّك لمن المرسلين.
.إعراب الآية رقم (2):
{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ (2)}.
الإعراب:
(بل) للإضراب (في عزّة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذين...
جملة: (الذين كفروا في عزّة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
.إعراب الآيات (3- 5):
{كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ عُجابٌ (5)}.
الإعراب:
(كم) خبريّة كناية عن كثير في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا)، (من قرن) تمييز، كم الفاء عاطفة (نادوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل وهو يعود إلى القرون أو الأمم أو مجموع الأمة الواو واو الحال (لات) حرف نفي يعمل عمل ليس، واسمه محذوف تقديره الحين (حين) المذكور خبر لات.
جملة: (أهلكنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نادوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أهلكنا.
وجملة: (لات حين مناص) في محلّ نصب حال.
(4) الواو عاطفة (أن) حرف مصدريّ (منهم) متعلّق بنعت لمنذر (كذّاب) نعت لساحر مرفوع.
وجملة: (عجبوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا..
وجملة: (جاءهم منذر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
والمصدر المؤوّل (أن جاءهم...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عجبوا)، أي: من أن جاءهم.
وجملة: (قال الكافرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا.
وجملة: (هذا ساحر) في محلّ نصب مقول القول.
(5)- الهمزة للاستفهام التّعجبيّ (إلها) مفعول به ثان منصوب اللام المزحلقة للتوكيد...
وجملة: (جعل الآلهة) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (إنّ هذا لشيء) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
الصرف:
(3) لات: هي (لا) النافية والتاء زائدة كزيادتها في ربّ كقولهم ربّت.
(مناص)، مصدر ميميّ من ناصه أي فاته وهو من باب قال، أو بمعنى تأخّر أو فرّ أو نجا... وزنه مفعل، وفيه إعلال أصله منوص- بفتح الواو بعد نون ساكنة- نقلت الفتحة إلى النون وسكّنت الواو، فلما انفتح ما قبل الواو قلبت ألفا.
(5) عجاب: صيغة مبالغة من الثلاثيّ عجب، وزنه فعال بضمّ الفاء.
الفوائد:
- لات:
تضاربت أقوال النحاة في حقيقتها. والجمهور على أنها كلمتان: لا النافية، والتاء لتأنيث اللفظة، كما في ثمة وربّت. وإنما وجب تحريكها لالتقاء الساكنين.
ويشهد للجمهور أنه يوقف عليها بالتاء والهاء، وأنها رسمت منفصلة عن الحين، وأن التاء قد تكسر على أصل حركة التقاء الساكنين، ولو كانت فعلا ماضيا- كما زعم بعضهم- لم يكن للكسر وجه. أما عملها، فبعضهم قال: لا تعمل شيئا، وبعضهم قال: تعمل عمل إن. والذي عليه جمهور النحاة، أنها تعمل عمل ليس. ويأتي اسمها محذوفا ولا يذكر إلا الخبر، كما في الآية وَلاتَ حِينَ مَناصٍ والتقدير (ولات الحين حين مناص)، واختلف في معمولها، فنص الفراء على أنها لا تعمل إلا في لفظة الحين، وهو ظاهر قول سيبويه، وذهب الفارسي وجماعة إلى أنها تعمل في الحين وفيما رادفه، قال الزمخشري: زيدت التاء على (لا) وخصت بنفي الأحيان.
فائدة:
قرئ (ولات حين مناص) بخفض الحين، فزعم الفراء أن لات تستعمل حرفا جارا لأسماء الزمان خاصة، كما أن مذ ومنذ كذلك، وأنشد لأبي زيد الطائي:
طلبوا صلحنا ولات أوان ** فأجبنا أن لات حين بقاء

وقد ردّ الزمخشري على هذا الزعم قائلا:
إن الأصل (حين مناصهم) ثم نزل قطع المضاف إليه من مناص منزلة قطعة من حين، لاتحاد المضاف والمضاف إليه، وجعل التنوين عوضا عن المضاف إليه، ثم بنى الحين لإضافته إلى غير متمكن. وأردف ابن هشام قائلا: والأولى أن يقال: إن التنزيل المذكور اقتضى بناء الحين ابتداء، وإن المناص معرب، وإن كان قد قطع عن الإضافة بالحقيقة، لكنه ليس بزمان، فهو ككل وبعض.
- تعنّت واستكبار:
أورد المفسرون قصة تاريخية بين كفار قريش ومحمد صلى اللّه عليه وسلم سببا لنزول هذه الآية، وهي قصة طريفة، تدلك من خلالها على مبلغ العناد الذي وصلت إليه قريش، ومدى الإصرار على الباطل ومجافاة الحق. تقول القصة:
لما أسلم عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه شق ذلك على قريش، وفرح بذلك المؤمنون فرحا عظيما، فقال الوليد بن المغيرة للملأ من قريش، وهم الصناديد والأشراف، وكانوا خمسة وعشرين رجلا، أكبرهم سنا الوليد بن المغيرة: امشوا إلى أبي طالب، فأتوه وقالوا له: أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنما أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فأرسل إليه أبو طالب، فدعا به، فلما أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له: يا ابن أخي، هؤلاء قومك، يسألونك السواء، فلا تمل كل الميل على قومك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وماذا يسألونني؟ قالوا: ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم؟ فقال أبو جهل: للّه أبوك، لنعطيكها وعشرا أمثالها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قالوا: لا إله إلا اللّه، فنفروا من ذلك وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب.

.إعراب الآيات (6- 8):
{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْ ءٌ يُرادُ (6) ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ (7) أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ (8)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (منهم) متعلّق بحال من الملأ (أن) حرف تفسير، (على آلهتكم) متعلّق ب (اصبروا) بتضمينه معنى اثبتوا أي اثبتوا على عبادتها اللام المزحلقة للتوكيد، ونائب الفاعل لفعل (يراد) ضمير مستتر يعود على شيء.
جملة: (انطلق الملأ) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الكافرون.
وجملة: (امشوا) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (اصبروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة امشوا...
وجملة: (إنّ هذا لشيء) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يراد) في محلّ رفع نعت لشيء.
(7)- (ما) نافية (بهذا) متعلّق ب (سمعنا)، (في الملّة) متعلّق ب (سمعنا)، (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر.
وجملة: (ما سمعنا) لا محلّ لها استئناف في حيّز اعتراضهم وجملة: (إن هذا إلّا اختلاق) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل- (8) الهمزة للاستفهام التعجّبيّ (عليه) متعلّق ب (أنزل)، (الذكر) نائب الفاعل مرفوع (من بيننا) متعلّق بحال من الضمير في (عليه)، (بل) للإضراب الانتقاليّ في الموضعين (في شك) متعلّق بخبر المبتدأ هم (من ذكري) متعلّق بشكّ (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (عذاب) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف لمناسبة فواصل الآي... والياء مضاف إليه.
وجملة: (أنزل الذكر) لا محلّ لها استئناف في حيّز الاعتراض.
وجملة: (هم في شكّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لمّا يذوقوا) لا محلّ لها استئنافيّة..
الصرف:
(6) يراد: فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، معلومه يريد، فلمّا فتح ما قبل الآخر ونقلت الفتحة إلى ما قبل الياء بعد تسكينها قلبت الياء ألفا.
(7) اختلاق: مصدر قياسيّ للخماسيّ اختلق، وزنه افتعال...
.إعراب الآيات (9- 11):
{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (10) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (11)}.
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ خزائن (العزيز) نعت ل (ربّك) مجرور (الوهّاب) نعت ثان مجرور.
جملة: (عندهم خزائن) لا محلّ لها استئنافيّة.
(10) (أم) مثل الأولى (لهم) متعلّق بخبر للمبتدأ ملك الواو عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام لام الأمر (في الأسباب) متعلّق ب (يرتقوا).
وجملة: (لهم ملك) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ليرتقوا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن زعموا ما يقولون فليرتقوا.
(11) (جند) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، (ما) زائدة للتحقير، (هنالك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بنعت لجند، (مهزوم) نعت لجند مرفوع (من الأحزاب) متعلّق بنعت لجند.
وجملة: هم (جند) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(مهزوم)، اسم مفعول من الثلاثيّ هزم، وزنه مفعول.
.إعراب الآيات (12- 15):
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (14) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (15)}.
الإعراب:
(قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (كذّبت)، الواو عاطفة في المواضع الخمسة.
جملة: (كذّبت قبلهم قوم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أولئك الأحزاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
(14)- (إن) حرف نفي (كلّ) مبتدأ مرفوع معتمد على نفي، (إلّا) للحصر الفاء عاطفة (عقاب) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة والياء مضاف إليه.
وجملة: (إن كلّ إلّا كذّب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (حقّ عقاب) في محلّ رفع معطوفة على جملة كذّب..
(15) الواو عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (صيحة) مفعول به منصوب (ما) مثل الأولى (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ فواق (فواق) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (ما ينظر هؤلاء إلّا) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كلّ إلّا.
وجملة: (ما لها من فواق) في محلّ نصب نعت ثان لصيحة.
الصرف:
(12) الأوتاد: جمع وتد اسم لما يدقّ في الأرض أو الجدار وزنه فعل بفتح فكسر.
(15) فواق: قيل هو اسم مصدر من أفاق كالجواب من أجاب، وزنه فعال بفتح الفاء.. وقيل اسم بمعنى الزمن الذي يكون قدره بين حلبتين، جاء في الحديث: العيادة قدر فواق ناقة، وقيل هو بمعنى الرجوع جمعه أفواق... وجمع الجمع أفاويق....
البلاغة:
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ).
شبه هنا فرعون، في ثياب ملكه ورسوخ سلطنته، ببيت ثابت، أقيم عماده، وثبتت أوتاده، تشبيها مضمرا في النفس، على طريق الاستعارة المكنية. ووصف بذي الأوتاد، على سبيل التخييل. وقيل: شبه الملك الثابت، من حيث الثبات والرسوخ، بذي الأوتاد، وهو البيت المطنب بأوتاده، وأستعير ذو الأوتاد له على سبيل الاستعارة التصريحية.
.إعراب الآية رقم (16):{وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (16)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ربّنا) منادى مضاف منصوب (لنا) متعلّق ب (عجّل)، (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عجّل)..
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (عجّل) لا محلّ لها جواب النداء.
الصرف:
(قطّنا...)، اسم بمعنى نصيب وحظ من الثلاثيّ قطّ بمعنى قطع، ويطلق أيضا على الصحيفة والصك والجائزة، وزنه فعل بكسر فسكون، جمعه قطوط بضمّ القاف وقططة بكسر ففتح، وجمع القلّة أقططة وأقطاط...
.إعراب الآيات (17- 23):
{اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (20) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ (22) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ (23)}.
الإعراب:
(ما) حرف مصدريّ، (داود) عطف بيان على عبدنا منصوب (ذا) نعت لداود منصوب وعلامة النصب الألف.
والمصدر المؤوّل (ما يقولون...) في محلّ جرّ متعلّق ب (اصبر).
جملة: (اصبر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (اذكر) لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: (إنّه أوّاب) لا محلّ لها تعليل لقوله: (ذا الأيد).
(18) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن)، (بالعشي) متعلّق ب (يسبّحن).
وجملة: (إنّا سخرنا) لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود.
وجملة: (سخرّنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يسبّحن) في محلّ نصب حال من الجبال.
(19) (الطير) مفعول به لفعل محذوف تقديره سخرّنا (محشورة) حال منصوبة من الطير (كلّ) مبتدأ مرفوع (له) متعلّق بأوّاب.
وجملة: سخرّنا (الطير) في محلّ رفع معطوفة على جملة سخرنا الجبال.
وجملة: (كلّ له أوّاب) لا محلّ لها استئناف مقرّر لمضمون ما قبله.
(20) الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الحكمة) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: (شددنا) في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
وجملة: (آتيناه) في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّرنا الجبال.
(21- 23) الواو عاطفة (هل) حرف استفهام للتشويق (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بنبإ، (إذ) الثاني في محلّ نصب بدل من الأول، (على داود) متعلّق ب (دخلوا)، الفاء عاطفة (منهم) متعلّق ب (فزع)، (لا) ناهية جازمة (خصمان) خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن (على بعض) متعلّق ب (بغى)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بيننا) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم)، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم الواو عاطفة (لا) مثل الأولى الواو عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اهدنا)، (أخي) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء والياء مضاف إليه، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ تسع (نعجة) تمييز منصوب (لي) مثل له والمبتدأ نعجة، والنون في (أكفلنيها) نون الوقاية، والياء مفعول به أوّل و(ها) مفعول به ثان (في الخطاب) متعلّق ب (عزّني).
وجملة: (هل أتاك) لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: (تسوّروا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (دخلوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (فزع) في محلّ جرّ معطوفة على جملة دخلوا.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا تخف) في محل نصب مقول القول.
وجملة: نحن
{خصمان} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (بغى بعضنا) في محلّ رفع نعت ل (خصمان).
وجملة: (احكم) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سمعت قصّتنا فاحكم.
وجملة: (لا تشطط) معطوفة على جملة احكم..
وجملة: (اهدنا) معطوفة على جملة احكم.
وجملة: (إنّ هذا أخي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (له تسع) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ).
وجملة: (لي نعجة) في محلّ رفع معطوفة على جملة له تسع.
وجملة: (قال) في محلّ رفع معطوفة على جملة لي نعجة.
وجملة: (أكفلنيها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (عزّني) في محلّ رفع معطوفة على جملة قال.
الصرف:
(محشورة) اسم مفعول من الثلاثيّ حشر، مذكّره محشور وزنه مفعول.
(الخطاب) اسم دال على الكلام وهو في الأصل مصدر سماعي للرباعي خاطب وزنه فعال بكسر الفاء.
(23) نعجة: اسم جامد لأنثى الغنم، وقد كنّي به عن المرأة، وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة:
1- العدول عن الاسمية إلى الفعلية: في قوله تعالى: (يُسَبِّحْنَ).
العدول عن مسبحات، مع أن الأصل في الحال الإفراد، للدلالة على تجدد التسبيح حالا بعد حال، نظير ما في قول الأعشى:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ** إلى ضوء نار في يفاع تحرق

ولو قال محرقة لم يكن له ذلك الوقع.
2- الطباق: في قوله تعالى: (بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) طباق بديع بين صلاة العشاء وصلاة الضحى.
الفوائد:
1- (ذا الأيد) ذا- بمعنى صاحب، وهي اسم من الأسماء الخمسة في حالة النّصب، والأسماء الخمسة ترفع بالواو، مثل: أخوك طالب نظيف- ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.
ب- وتنصب الأسماء الخمسة بالألف مثل: إن أخاك تلميذ نشيط.
ج- وتجر الأسماء الخمسة بالياء، مثل: كم لأخيك من فضل عليك، كن عونا لذي الحاجة.
ولا تعرب الأسماء الخمسة هذا الإعراب إلا بالشروط الآتية:
أ- أن تكون مفردة (غير مثناة ولا مجموعة).
ب- أن تكون مكبرة (غير مصغرة) ج- أن تضاف لغير ياء المتكلّم.
2- (كلّ) تنوين العوض: وهو إما أن يكون عوضا عن مفرد وهو ما يلحق- كلا وبعضا وأيّا- عوضا عما تضاف إليه، نحو: كلّ له أواب، أي كل شيء له أواب، وإمّا أن يكون عوضا عن جملة وهو ما يلحق إذ عوضا عن جملة تكون بعدها، مثل: (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) أي: حين إذ بلغت الروح الحلقوم.
أما في الكتابة: فالتنوين عبارة عن فتحتين، توضعان في آخر الاسم النكرة، الذي خلا من (ال) التعريف والإضافة، مثل: رجلا، رجل، رجل.
3- (تسع وتسعون) العدد نوعان:
أ- صريح: وهو الأعداد المعرفة ب- مبهم: وهو الذي يدل عليه بكنايات العدد (كم- كأين- كذا) ويحتاج العدد، صريحا كان أو مبهما، إلى تمييز يكشف إبهامه. ولتمييز العدد أحكام نوجزها بما يلي:
أ- الأعداد من (3- 10) يكون تمييزها جمعا مجرورا بالإضافة، مثل: (قرأت ثلاثة كتب).
ب- الأعداد من (11- 99) يكون تمييزها مفردا منصوبا، مثل: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً).
ج- للأعداد (100) و(1000) ومضاعفاتهما: يكون تمييزها مفردا مجرورا بالإضافة نحو: (مائة رجل، وألف طفل، ومائتا امرأة).

.إعراب الآيات (24- 26):
{قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ (24) فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ (26)}.
الإعراب:
اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بسؤال) متعلّق ب (ظلمك)، (إلى نعاجه) متعلّق بمحذوف هو مضاف إلى نعجتك أي سؤال ضمّ نعجتك الواو عاطفة (من الخلطاء) متعلّق بنعت ل (كثيرا)، اللام المزحلقة للتوكيد (على بعض) متعلّق ب (يبغي)، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل الواو عاطفة والثانية اعتراضيّة (قليل) خبر مقدّم مرفوع (ما) زائدة لتأكيد القلّة (هم) ضمير منفصل مبتدأ مؤخّر الواو عاطفة (أنّما) كافّة ومكفوفة الفاء عاطفة (راكعا) حال منصوبة من فاعل خرّ.
جملة: (قال) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ظلمك) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ كثيرا ليبغي بعضهم) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (يبغي بعضهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا..
وجملة: (قليل ما هم) لا محلّ لها اعتراضيّة..
وجملة: (ظنّ داود) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال...
وجملة: (أنّما فتّناه) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظنّ.
وجملة: (استغفر) لا محلّ لها معطوفة على جملة ظنّ.
وجملة: (أناب) لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر.
وجملة: (خرّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر.
(25) الفاء عاطفة (له) متعلّق ب (غفرنا)، والإشارة في (ذلك) إلى الذنب الواو عاطفة (له) الثاني متعلّق بخبر إنّ (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بالخبر، اللام للتوكيد (زلفي) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
وجملة: (غفرنا له) لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفر...
وجملة: (إنّ له لزلفى) لا محلّ لها معطوفة على جملة غفرنا.
(26) (خليفة) مفعول به ثان منصوب (في الأرض) متعلّق بنعت لخليفة الفاء لربط المسبّب بالسبب (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (احكم) (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل احكم الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة، وحرّك الفعل (تتّبع) بالكسر لالتقاء الساكنين الفاء فاء السببيّة (يضلّك) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (عن سبيل) متعلّق ب (يضلّ).
والمصدر المؤوّل (أن يضلّك..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي: لا يكن منك اتّباع للهوى فإضلال منه عن سبيل اللّه.
(عن سبيل) الثاني متعلّق ب (يضلّون) أي يبتعدون (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما نسوا..) في محلّ جرّ ب الباء متعلّق ب (عذاب...) والباء للسببيّة.
(يوم) هو مفعول به عامله نسوا.
جملة النداء: (يا داود) لا محلّ لها استئناف في معرض قصّة داود.
وجملة: (إنّا جعلناك) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (جعلناك) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (احكم) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّه فاحكم.
وجملة: (لا تتّبع) معطوفة على جملة احكم تأخذ إعرابها.
وجملة: (يضلّك) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إنّ الذين) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يضلّون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(24) سؤال: مصدر سماعيّ الفعل سأل وزنه فعال بضمّ الفاء وفتح العين.
(الخلطاء)، جمع الخليط، اسم جمع بمعنى القوم الذين أمرهم واحد، وقد يكون مفردا بمعنى المخالط، أو المشارك أو الجار أو الصاحب، وزنه فعيل.. ووزن الخلطاء فعلاء بضمّ الفاء وفتح العين.
وثمّة جمع آخر للخليط هو خلط بضمّتين.
الفوائد:
- (ما) المصدرية:
وهي نوعان:
أ- مصدرية فقط: وهي التي تؤول مع الفعل بعدها، بمصدر ولا تفيد معنى الزمان، كقوله تعالى: (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ وَدُّوا ما عَنِتُّمْ) والتقدير (عنتكم) (وضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) أي (برحابتها) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ) والتقدير (بنسيانهم).
ب- مصدرية زمانية: وتفيد معنى المصدر والزمان، كقوله تعالى: (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا) أصله (مدة دوامي حيا)، فحذف الظرف، وخلفته (ما) وصلتها كما جاء في المصدر الصريح نحو: (جئتك صلاة العصر) وآتيك قدوم الحاج ومنه قوله تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ).
.إعراب الآية رقم (27):{وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية الواو الثانية والثالثة عاطفتين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السماء (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (باطلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي خلقا باطلا، والإشارة في (ذلك) إلى الخلق الباطل وهو مبتدأ في محلّ رفع خبره ظنّ الفاء عاطفة (ويل) مبتدأ مرفوع (للذين) متعلّق بمحذوف خبر (من النار) متعلّق ب (ويل).
جملة: (خلقنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ذلك ظنّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ويل للذين كفروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك ظنّ.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
.إعراب الآية رقم (28):
{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)}.
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة، للإنكار (كالمفسدين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل (في الأرض) متعلّق بالمفسدين (أم) مثل الأولى (كالفجّار) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نجعل الثاني.
جملة: (نجعل الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (نجعل) الثانية لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الفجّار)، جمع الفاجر اسم فاعل من الثلاثيّ فجر باب نصر أي عدل عن الحقّ أو كذب أو ركب المعاصي، وزنه فاعل، ويجمع على فاجرين وفجرة زنة فعلة بفتحتين.
.إعراب الآية رقم (29):
{كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (29)}.
الإعراب:
(كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (إليك) متعلّق ب (أنزلناه)، (مبارك) خبر ثان مرفوع، اللام لام التعليل (يدّبروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون..
والواو فاعل...
والمصدر المؤوّل (أن يدّبّروا) في محلّ جرّ ب اللام متعلّق ب (أنزلناه).
الواو عاطفة (ليتذكّر) مثل: (ليدّبّروا)، (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر.
جملة: هذا (كتاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزلناه) في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: (يدّبّروا) لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر.
وجملة: (يتذكّر أولو) لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر الثاني.
والمصدر المؤوّل (أن يتذكّر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلناه) لأنه معطوف على المصدر الأول.
.إعراب الآيات (30- 34):
{وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (31) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (32) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (34)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لداود) متعلّق ب (وهبنا)، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره سليمان- أو داود- جملة: (وهبنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نعم العبد) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (إنّه أوّاب) لا محلّ لها تعليليّة.
(31) (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (عليه) متعلّق ب (عرض)، (بالعشيّ) متعلّق ب (عرض)، (الصافنات) نائب الفاعل مرفوع (الجياد) بدل من الصافنات- أو عطف بيان عليه- مرفوع.
وجملة: (عرض عليه الصافنات) في محلّ جر مضاف إليه.
(32) الفاء عاطفة (حبّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر، (عن ذكر) متعلّق بحال من فاعل أحببت أي لاهيا (حتّى) حرف غاية وجرّ (بالحجاب) متعلّق ب (توارت) بتضمينه معنى استترت.
والمصدر المؤوّل (أن توارت) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أحببت).
وجملة: (قال) في محلّ جرّ معطوفة على جملة عرض...
وجملة: (إنّي أحببت) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أحببت) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (توارت) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(33) (عليّ) متعلّق ب (ردّوها)، (طفق)، ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على سليمان (مسحا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يمسحها مسحا (بالسوق) متعلّق ب (يمسح) المقدّر.
وجملة: (ردّوها) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
وجملة: (طفق مسحا) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر مستأنف أي فردّوها فطفق مسحا...
وجملة: يمسحها (مسحا) في محل نصب خبر طفق.
(34) الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (على كرسيّه) متعلّق ب (ألقينا)، (جسدا) مفعول به منصوب، وفاعل (أناب) يعود على سليمان.
وجملة: (فتنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على استئناف في بدء القصّة وجملة: (ألقينا) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (أناب) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فخرج سليمان فأنكره قومه.. ثمّ أناب.
الصرف:
(31) الصافنات: جمع الصافنة أو الصافن، اسم فاعل من الثلاثيّ صفن الفرس باب ضرب إذا أقامت على ثلاث قوائم، وأقامت الرابعة على طرف الحافر، وزنه فاعل.
(الجياد)، جمع جواد، اسم للفرس ذكرا أو أنثى، وزنه فعال بفتح الفاء، ووزن الجياد فعال بكسر الفاء، وفيه إعلال، أصله جواد تحرّكت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء فأصبح (جياد)... وقيل الجياد جمع جيّد أو جمع جيد وهو العنق.
(32) حبّ: إمّا مصدر حبّ الثلاثيّ أو اسم مصدر من الرباعيّ أحبّ، وزنه فعل بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
(الخير)، اسم بمعنى المال، ويراد به الخيل، وزنه فعل بفتح فسكون. قال الفرّاء: الخير والخيل في كلام العرب واحد.
(33) مسحا: مصدر سماعيّ لفعل مسح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون، وهو بمعنى القطع أيضا.
(السوق)، جمع ساق.. (انظر الآية 44 من سورة النمل).
الفوائد:
- فتنة سليمان عليه الصلاة والسلام:
ذكر أصحاب الأخبار، عن سليمان عليه الصلاة والسلام، أمورا لا تليق بمقام النبوة، ولا يصدقها عقل سليم، وتبدو هذه الأخبار من نسج اليهود، الذين دأبوا على تشوية سمعة الأنبياء والنيل من كرامتهم، ومن هذه الأخبار ما ذكروه، بأن سليمان عليه الصلاة والسلام، غزا ملكا في البحر، وتزوج ابنته، فجعلت تبكي والدها، فصنع له الشياطين تمثالا لصورة والدها، وألبسوا التمثال ثيابا تشبه ثياب والدها، ثم صارت تسجد له مع ولائدها أربعين يوما، دون أن يعلم سليمان. ثم إنه دخل على زوجته- أمينة، فنسي خاتمه، فجاء الشيطان صخر، وتمثل بصورة سليمان عليه الصلاة والسلام، وأخذ الخاتم، وجلس على سرير ملكه أربعين يوما، وبعد أن كشف أمره هب وألقي الخاتم في البحر، فابتلعته سمكة، فأخذها سليمان وبقر بطنها، وأخذ الخاتم، وعاد إلى ملكه، وأمر بالشيطان صخر، فأدخله في جوف صخرة وسدّ عليه بأخرى، ثم أوثقها بالحديد والرصاص، ثم أمر به فقذفوه في البحر. إلى آخر الأسطورة، التي تبدو- بما لا يدع مجالا للشك- من نسج الخيال، ومن افتراءات اليهود الذين ما برحوا ينالون من الأنبياء والأطهار. قال القاضي عياض وغيره من المحققين: لا يصح ما نقله الأخباريون من تشبيه الشيطان بسليمان صلى اللّه عليه وسلم وتسليطه على ملكه، وتصرفه في أمته بالجور في حكمه، وإن الشياطين لا يسلطون على مثل هذا، وقد عصم اللّه تعالى الأنبياء من مثل هذا. والذي ذهب إليه المحققون، أن سبب فتنته ما أخرجاه في الصحيحين، من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل اللّه تعالى. فقال له صاحبه: قل إن شاء اللّه، فلم يقل: إن شاء اللّه، فطاف عليهن جميعا، فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، جاءت بشق رجل، وايم اللّه الذي نفسي بيده، لو قال إن شاء اللّه لجاهدوا في سبيل اللّه فرسانا أجمعون، وفي رواية لأطوفن بمئة امرأة، فقال له الملك: قل إن شاء اللّه فلم يقل ونسي. قال العلماء: والشق هو الجسد الذي ألقي على كرسيه، وهي عقوبته ومحنته، لأنه لم يستثن لما استغرقه من الحرص، وغلب عليه من التمني.
وقيل: نسي أن يستثني، كما صح في الحديث، لينفذ أمر اللّه ومراده فيه. واللّه أعلم. ومعنى: لم يستثن أي لم يقل إن شاء اللّه.
.إعراب الآية رقم (35):
{قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)}.
الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف... والياء مضاف إليه (لي) متعلّق ب (اغفر)، (لي) الثاني متعلّق ب (هب)، (لا) نافية (لأحد) متعلّق ب (ينبغي)، (من بعدي) متعلّق بنعت لأحد (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (الوهّاب).
جملة: (قال) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابها.. في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اغفر) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (هب) لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
وجملة: (لا ينبغي) في محلّ نصب نعت ل (ملكا).
وجملة: (إنّك أنت الوهّاب) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (أنت الوّهاب) في محلّ رفع خبر إنّ.
.إعراب الآيات (36- 40):
{فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ (36) وَالشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (38) هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة (له) متعلّق ب (سخّرنا)، (بأمره) متعلّق بحال من فاعل تجري (رخاء) حال منصوبة من الريح (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (تجري).
جملة: (سخّرنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: (تجري) في محلّ نصب حال من الريح.
وجملة: (أصاب) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(37- 39) الواو عاطفة (الشياطين) معطوف على الريح منصوب (كلّ) بدل من الشياطين بعض من كلّ.. الواو عاطفة (آخرين) معطوف على كلّ بناء (في الأصفاد) متعلّق بمقرّنين الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أو) حرف عطف للتخيير (بغير) متعلّق بحال من (عطاؤنا).
وجملة: (هذا عطاؤنا) لا محلّ لها استئنافيّة مقرّرة لمضمون ما سبق.
وجملة: (امنن) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت أن تمنن فامنن.
وجملة: (أمسك) معطوفة على جملة امنن.
(40) الواو حاليّة (إنّ له... مآب) مرّ إعرابها.
وجملة: (إنّ له لزلفى) في محلّ نصب حال من فاعل سخّرنا.
الصرف:
(36) رخاء: صفة مشبّهة من الثلاثيّ رخا باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فعال بضمّ الفاء، وفيه إبدال حرف العلّة- لام الكلمة- همزة لمجيئه متطرّفا بعد ألف ساكنة، أصله رخاو أو رخاي.
(37) بنّاء: مبالغة اسم الفاعل من فعل بنى باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء، وفيه إبدال حرف العلّة همزة بعد الألف الساكنة.
(غوّاص)، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ غاص باب نصر، وزنه فعّال بفتح الفاء.


       ( الآيات 1 - 40 )       ( الآيات 41 - 88 )       التالى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ