السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة القمر

إعراب سورة القمر

إعراب الآيات (1- 5):{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (5)}.
الإعراب:
جملة: (اقتربت الساعة) لا محلّ لها ابتدائية.
وجملة: (انشقّ القمر) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة 2- الواو عاطفة في الموضعين (يقولوا) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط يعرضوا (سحر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو وجملة: (يروا) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة وجملة: (يعرضوا) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (يقولوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا وجملة: هو (سحر) في محلّ نصب مقول القول 3- الواو عاطفة في الموضعين واستئنافيّة في الثالث وجملة: (كذّبوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا وجملة: (اتبعوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعرضوا وجملة: (كلّ أمر مستقرّ) لا محلّ لها استئنافيّة 4- الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من الأنباء) متعلّق بحال من (ما) فاعل (جاءهم)، (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مزدجر).
وجملة: (جاءهم ما فيه مزدجر) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فيه مزدجر) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 5- (حكمة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يعود على ما، الفاء عاطفة (ما) نافية، (تغن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء وقد حذفت لمناسبة قراءة الوصل.
وجملة: هي (حكمة) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ما تغني النذر) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
الصرف:
(مزدجر)، مصدر الخماسي ازدجر، وفيه إبدال تاء الافتعال دالا بدءا من الفعل (تغن)، حذفت الياء من رسم المصحف اتّباعا للقراءة فهي محذوفة لالتقاء للساكنين.
الفوائد:
- معجزة انشقاق القمر.
عن أبي عمر رضي عنهما قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم فلقتين: فستر الجبل فلقة، وكانت فلقة فوق الجبل، فقال رسول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم اللهم اشهدوا. وعن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم فصار فرقتين، فقالت قريش: سحر محمد أعيننا، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا، فما يستطيع أن يسحر الناس كلهم. أخرجه الترمذي.
وزاد غيره: فكانوا يتلقون الركبان فيخبرهم الركبان بأنهم قد رأوا انشقاق القمر، فيكذبونهم. قال مقاتل: انشق القمر، ثم التأم بعد ذلك، وروى مسروق عن عبد اللَّه بن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول اللَّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فسألوا السفار فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل اللَّه تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) وهكذا يتضافر الحديث الصحيح مع القرآن الكريم على إثبات هذه المعجزة لسيدنا محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهذا من أقوى الأدلة على نبوته.
.إعراب الآيات (6- 8):
{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)}.
الإعراب:
الفاء لربط السبب بالمسبّب عاطفة (عنهم) متعلّق ب (تولّ)، (يوم) ظرف منصوب متعلّق ب (يخرجون)، (يدع) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (الداع) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (إلى شيء) متعلّق ب (يدعو).
جملة: (تولّ عنهم) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه إلى هذا فتولّ وجملة: (يدعو الداعي) في محلّ جرّ مضاف إليه 7- (خشّعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (أبصارهم) فاعل الصفة المشبّهة (خشّعا)، (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون).
وجملة: (يخرجون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كأنّهم جراد) في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون 8- (مهطعين) حال من فاعل يخرجون (إلى الداع) متعلّق ب (مهطعين)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (عسر) نعت للخبر (يوم) مرفوع وجملة: (يقول الكافرون) لا محل لها استئناف بيانيّ وجملة: (هذا يوم) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(6): يدع، رسم في المصحف بغير واو اتّباعا لقراءة الوصل بسبب التقاء الساكنين (الداع): رسم في المصحف بغير ياء للتخفيف (نكر): صفة مشبّهة بمعنى المنكر أو الأمر الشديد، وزنه فعل بضمتين.
(7) منتشر: اسم فاعل من الخماسيّ انتشر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
(خشّعا): جمع خاشع، اسم فاعل من الثلاثي خشع وزنه فاعل والجمع فعّل بضم التاء وفتح العين المشددة.
(8) عسر: صفة مشبهة من الثلاثي عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعل بفتح فكسر.
البلاغة:
1- الكناية: في قوله تعالى: (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ).
فخشوع الأبصار كناية عن الذلة والانخذال لأن ذلة الذليل، وعزة العزيز، تظهران في عيونهما.
2- التشبيه المرسل المفصل: في قوله تعالى: (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ).
حيث شبههم بالجراد المنتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالجراد منتشر، في الكثرة والتموج والانتشار في الأقطار، وقد جاء تشبيههم بالفراش المبثوث. وقد قيل: يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، لأن الفراش لا جهة لها تقصدها، ثم كالجراد المنتشر إذا توجهوا إلى المحشر، فهما تشبيهان باعتبار وقتين.
الفوائد:
- ما افترق فيه الحال والتمييز وما اجتمعا فيه:
1- يجتمع الحال والتمييز في خمسة أمور، هي: كونهما اسمان، نكرتان، فضلتان، منصوبتان، دافعتان للإبهام.
2- يفترقان في سبعة أمور هي:
1- يكون الحال جملة (كجاء زيد يضحك)، وظرفا نحو: (رأيت الهلال بين السحاب)، وجارا ومجرورا نحو: (أعجبني السمك في الماء). والتمييز لا يكون إلا اسما.
2- الحال قد يتوقف معنى الكلام عليها، كقوله تعالى: (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً)، (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) بخلاف التمييز.
3- الحال مبنية للهيئات، والتمييز مبين للذوات.
4- الحال تتعدد، بخلاف التمييز.
5- الحال تتقدم على عاملها، إذا كان فعلا متصرفا، أو وصفا يشبهه، كقوله تعالى: (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ). ولا يجوز ذلك في التمييز، أما ما ورد في الشعر (أنفسا تطيب) فضرورة.
6- حق الحال الاشتقاق، وحق التمييز الجمود. وقد يتعاكسان، فيأتي الحال جامدا (هذا مالك ذهبا)، ويأتي التمييز مشتقا (للّه درّه فارسا).
7- الحال تكون مؤكدة لعاملها، نحو قوله تعالى: (وَلَّى مُدْبِراً فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً)، (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ). ولا يقع التمييز كذلك.
.إعراب الآيات (9- 17):
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}.
الإعراب:
(قبلهم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (كذّبت)، وضمير الغائب يعود على قريش الفاء عاطفة تفصيليّة (مجنون) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، ونائب الفاعل للمجهول (ازدجر) ضمير يعود على نوح.
جملة: (كذّبت قبلهم قوم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كذّبوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (قالوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: هو (مجنون) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (ازدجر) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا 10- 11- الفاء عاطفة والثانية للربط والثالثة عاطفة (بماء) متعلّق بحال من أبواب السماء، والباء للتعدية أي سائلة بماء...
وجملة: (دعا) لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا...
والمصدر المؤوّل (أني مغلوب...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (دعا) وجملة: (انتصر) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تكرّم فانتصر وجملة: (فتحنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة دعا 12- الواو عاطفة (عيونا) تمييز محوّل عن مفعول به الفاء عاطفة (على أمر) متعلّق ب (التقى)، ونائب الفاعل ضمير يعود على أمر وجملة: (فجّرنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة فتحنا وجملة: (التقى الماء) لا محلّ لها معطوفة على جملة فجّرنا وجملة: (قد قدر) في محلّ جرّ نعت لأمر 13- الواو عاطفة في الموضعين (على ذات) متعلّق ب (حملناه) بحذف المنعوت أي: سفينة ذات ألواح وجملة: (حملناه) لا محلّ لها معطوفة على جملة التقى الماء 14- (بأعيننا) حال بمعنى محفوظة (جزاء) مفعول لأجله والعامل محذوف، (لمن) متعلّق ب (جزاء)، ونائب الفاعل للمجهول (كفر) ضمير مستتر يعود على نوح بوساطة الموصول (من) وجملة: (تجري) في محلّ جرّ نعت لذات ألواح وجملة: (كان كفر) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (كفر) في محلّ نصب خبر كان 15- الواو استئنافيّة (لقد تركناها) مثل لقد جاءهم، (آية) حال من ضمير الغائب في (تركناها) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (مدّكر) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ، خبره محذوف تقديره موجود وجملة: (تركناها) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (هل من مدّكر) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانت قصّة السفينة آية فهل من مدّكر منكم 16- الفاء استئنافيّة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان الآتي (نذر) معطوف على عذابي بالواو مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة وجملة: (كان عذابي) لا محلّ لها استئنافيّة 17- الواو استئنافيّة (لقد يسّرنا) مثل لقد جاءهم، (للذكر) متعلّق ب (يسرنا)، (فهل من مدّكر) مثل الأولى.
وجملة: (يسرّنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: (هل من مدّكر) جواب شرط مقدّر أي: إذا كان القرآن ميسّرا فهل من مدّكر. والاستفهام فيه معنى الأمر أي فاحفظوه واتّعظوا به.
الصرف:
(9) ازدجر: فيه إبدال التاء التي هي تاء الافتعال إلى دال لمجيئها بعد الزاي، أصله ازتجر.. وهذا الإبدال يتمّ في كلّ اشتقاقات الكلمة كما هو المصدر الميميّ- أو اسم المكان- الوارد في الآية (4) من هذه السورة:
مزدجر وزنه مفتعل بضمّ وفتح العين. ووزن ازدجر افتعل (10) مغلوب: اسم مفعول من الثلاثيّ غلب، وزنه مفعول (11) منهمر: اسم فاعل من الخماسيّ انهمر، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين (13) دسر: جمع دسار ككتاب أو دسر كسقف، وهو الرباط الحديديّ أو الليفيّ الذي يربط أجزاء السفينة إلى بعضها. ووزن دسر فعل بضمّتين (15) مدّكر: اسم فاعل من الخماسيّ ادّكر.. انظر الآية (45) من سورة يوسف.
(16) نذر: مصدر سماعيّ للرباعي أنذر وزنه فعل بضمتين.. واللفظ يأتي أيضا جمعا لنذير.
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ).
فقد شبه تدفق المطر من السحاب، بانصباب أنهار، انفتحت بها أبواب السماء وانشق أديم الخضراء.
إنابة الصفات مناب الموصوفات: في قوله تعالى: (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ).
كناية عن موصوف وهو السفينة، وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات على سبيل الكناية، كقولهم: حي مستوي القامة عريض الأظفار، في الكناية عن الإنسان، وهو من فصيح الكلام وبديعه، ونظير الآية قول الشاعر:
فعرشي صهوة الحصان ولكن ** قميصي مسرودة من حديد

فإنه أراد ب قميصي درعي.
معنى الاستفهام: في قوله تعالى: (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ).
استفهام تعظيم وتعجيب، أي كانا على كيفية هائلة، لا يحيط بها الوصف. والمعنى حمل المخاطبين على الإقرار بوقوع عذابه تعالى للمكذبين.
.إعراب الآيات (18- 22):{كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)}.
الإعراب:
(فكيف كان عذابي ونذر) مرّ إعرابها، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (في يوم) متعلّق ب (أرسلنا) جملة: (كذّبت عاد) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كان عذابي) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة أي كذّبت عاد فعذّبت فكيف كان عذابي وجملة: (إنّا أرسلنا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (أرسلنا) في محلّ رفع خبر إنّ 20- 22- الفاء استئنافيّة (كيف... ونذر) مرّ إعرابها، (ولقد يسّرنا.. مدّكر) مرّ إعرابها وجملة: (تنزع) في محلّ نصب نعت ل (ريحا) وجملة: (كأنّهم أعجاز) في محلّ نصب حال من الناس وجملة: (كان عذابي) لا محلّ لها استئناف لتأكيد التهويل وجملة: (يسرنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (هل من مدّكر) جواب شرط مقدّر.
الصرف:
(أعجاز)، جمع عجز اسم لمؤخّر كلّ شيء، وعجز النخل أصوله، وزنه فعل بفتح فسكون أو بفتحتين أو بفتح فكسر أو بضمّ فسكون أو بكسر فسكون (2، 19) مستمرّ: اسم فاعل من السداسيّ استمرّ وهو بمعنى الدائم أو بمعنى القويّ أو بمعنى الذاهب الذي لا يبقى أو بمعنى الشديد المرارة... وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وعين الفعل ولامه من حرف واحد (20) منقعر: اسم فاعل من الخماسيّ انقعر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
التشبيه المرسل التمثيلي: في قوله تعالى: (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ).
شبهوا بأعجاز النخل، وهي أصولها بلا فروع، لأن الريح كانت تقلع رؤوسهم فتبقي أجسادا وجثثا بلا رؤوس، ويزيد هذا التشبيه حسنا، أنهم كانوا ذوي جثث عظام طوال. وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فالمشبه هنا (عاد) قوم هود، والمشبه به أعجاز النخل، وهما حسيان.
.إعراب الآيات (23- 25):
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25)}.
الإعراب:
(بالنذر) متعلّق ب (كذّبت)، الفاء عاطفة الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (بشرا) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده (منّا) متعلّق بنعت ل (بشرا)، (واحدا) نعت ل (بشرا) ثان (إذا) لا محلّ لها أداة جواب اللام المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ...
جملة: (كذّبت ثمود) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (قالوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: أنتّبع (بشرا) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (نتّبعه) لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: (إنّا لفي ضلال) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول 25- الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (عليه) متعلّق ب (ألقي)، (من بيننا) متعلّق بحال من الضمير في (عليه)، (بل) للإضراب الانتقاليّ (أشر) خبر ثان للمبتدأ (هو) مرفوع..
وجملة: (ألقي الذكر) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (هو كذّاب) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول الصرف:
(24) سعر: اسم بمعنى جنون وهو مفرد أو جمع سعير بمعنى النار وزنه فعل بضمّتين (25) أشر: صفة مشبّهة من الثلاثيّ أشر باب فرح وزنه فعل بفتح فكسر، والأشر المتكبّر البطر.
.إعراب الآيات (26- 32):
{سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)}.
الإعراب:
(غدا) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلمون)، (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (الكذاب)..
جملة: (سيعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (من الكذّاب) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلمون المعلّق بالاستفهام (من) 27- (فتنة) مفعول لأجله، والعامل مرسلو، منصوب، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب..
وجملة: (إنّا مرسلو) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ارتقبهم) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تيقّظ فارتقب وجملة: (اصطبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتقبهم 28- الواو عاطفة (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف نعت لقسمة..
وجملة: (نبّئهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة ارتقبهم والمصدر المؤوّل (أنّ الماء قسمة) في محلّ نصب سدّ مسدّ المفعولين الثاني والثالث لفعل نبّئهم وجملة: (كلّ شرب محتضر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 29- الفاء عاطفة في المواضع الثلاثة (نادوا) ماض مبنيّ علي الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين وجملة: (نادوا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فتمادوا في ذلك... فنادوا وجملة: (تعاطى) لا محلّ لها معطوفة على جملة نادوا وجملة: (عقر) لا محلّ لها معطوفة على جملة تعاطى 30- (فكيف.. ونذر) مرّ إعرابها مفردات وجملا...
31- (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، الفاء عاطفة (كهشيم) متعلّق بخبر كانوا..
وجملة: (إنّا أرسلنا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (أرسلنا) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (كانوا كهشيم) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلنا 32- (ولقد يسّرنا.. من مدّكر) مرّ إعرابها مفردات وجملا.
الصرف:
(28) محتضر: اسم مفعول من الخماسيّ احتضر أي محضّر ومهيّأ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين (29) تعاطى: فيه إعلال بالقلب، أصله تعاطي- بالياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(31) المحتظر: اسم فاعل من الخماسيّ احتظر أي جعل للغنم حظيرة من يابس الشجر وغيره، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
1- فن الإبهام: في قوله تعالى: (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ).
المراد سيعلمون أنهم هم الكذابون الأشرون. لكن أورد ذلك مورد الإبهام إيماء إلى أنه مما لا يكاد يخفي. ونحوه قول الشاعر:
فلئن لقيتك خاليين لتعلمن ** أيي وأيك فارس الأحزاب

2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى: (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ).
حيث شبههم بالشجر اليابس، الذي يتخذه من يعمل الحظيرة لأجلها، أو كالحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته في الشتاء.
.إعراب الآيات (33- 40):
{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)}.
الإعراب:
(بالنذر) متعلّق ب (كذّبت)، (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (إلّا) للاستثناء (آل) منصوب على الاستثناء المتصل (بسحر) متعلّق ب (نجّيناهم)...
جملة: (كذّبت قوم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (إنّا أرسلنا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (أرسلنا) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (نجّيناهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 35- (نعمة) مفعول مطلق لفعل محذوف، (من عندنا) متعلّق بنعت ل (نعمة) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي وجملة: (نجزي) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (شكر) لا محلّ لها صلة الموصول (من) 36- الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق، وفاعل (أنذرهم) ضمير يعود على لوط الفاء عاطفة (تماروا) ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (بالنذر) متعلّق ب (تماروا) وجملة: (أنذرهم) لا محلّ لها جواب القسم... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: (تماروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذرهم 37- (ولقد راودوه) مثل ولقد أنذرهم (عن ضيفه) متعلّق ب (راودوه)، الفاء عاطفة والثانية رابطة لجواب شرط مقدّر وجملة: (راودوه) لا محلّ لها جواب القسم وجملة: (طمسنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة راودوه وجملة: (ذوقوا) جواب الشرط المقدّر أي: إن أصررتم على الكفر والعناد فذوقوا... وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول محذوف معطوف على جملة طمسنا.
38- (ولقد صبّحهم...) مثل ولقد أنذرهم (بكرة) ظرف منصوب متعلّق ب (صبّحهم)، (فذوقوا...) مثل الأولى في الآية السابقة.
وجملة: (صبّحهم عذاب) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة: (ذوقوا) جواب الشرط المقدّر، مثل الأول 39- (ولقد يسّرنا... من مدّكر) مرّ إعرابها مفردات وجملا...
الصرف:
(36) تماروا: فيه إعلال بالحذف، حذفت الألف لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع الواو الجماعة وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه تفاعوا.
الفوائد:
الباء المفردة..
هي حرف جر وترد في أربعة عشر معنى..
1- الإلصاق، قيل: وهو معنى لا يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه، والإلصاق: حقيقي، مثل: (أمسكت بيد العاجز)، ومجازي مثل: (مررت بزيد) أي الصقت مروري بمكان يقرب من زيد.
2- التعدية: وتسمى باء النقل أيضا، وهي المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولا، وأكثر ما تعدي الفعل القاصر، تقول في (ذهب زيد) ذهبت بزيد ومنه قوله تعالى: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ) وقرئ أذهب الله نورهم.
3- الاستعانة: وهي الداخلة على آلة الفعل، نحو: كتبت بالقلم، ومنه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
4- السببيّة: كقوله تعالى: (إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ).
5- المصاحبة: كقوله تعالى: (اهْبِطْ بِسَلامٍ) أي معه (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ).
6- الظرفية: كقوله تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ).
7- البدل: كقول الحماسي:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ** شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا

أي ليت لي (بدلا عنهم).
8- المقابلة، وهي الداخلة على الأعواض، نحو: (اشتريته بألف) و(كافأت إحسانه بضعف).
9- المجاوزة كعن، فقيل: تختص بالسؤال، كقوله تعالى: (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً).
10- الاستعلاء: كقوله تعالى: (مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ) بدليل (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ).
11- التبعيض، كقوله تعالى: (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ).
12- القسم وهو (أي حرف الباء) أصل أحرفه، ولذلك خصت بجواز ذكر الفعل معها، نحو: (أقسم باللّه لتفعلنّ)، ودخولها على الضمير نحو: (بك لأفعلنّ).
13- الغاية، كقوله تعالى: (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي) أي إلي.
14- التوكيد، وهي الزائدة كقوله تعالى: (وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) وقد تكلمنا عن الباء الزائدة بالتفصيل، في غير هذا الموضع، مما يغني عن الإعادة، فارجع إليه.
.إعراب الآيات (41- 42):
{وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42)}.
الإعراب:
(ولقد جاء... النذر) مثل ولقد يسرنا... مفردات وجملا (بآياتنا) متعلّق ب (كذبوا)، (كلّها) توكيد لآيات مجرور الفاء عاطفة (أخذ) مفعول مطلق منصوب (مقتدر) نعت لعزيز مجرور.
جملة: (كذّبوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (أخذناهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا.
.إعراب الآيات (43- 46):{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (46)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاري (من أولئكم) متعلّق ب (خير) (أم) بمعنى بل والهمزة في الموضعين (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (براءة)، (في الزبر) متعلّق بنعت ل (براءة)، (جميع) خبر المبتدأ (نحن)، مرفوع (منتصر) نعت لجميع مرفوع جملة: (كفّركم خير) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (لكم براءة) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يقولون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نحن جميع) في محلّ نصب مقول القول.
45- 46- (الدبر) مفعول به منصوب، وقد أفرد لمناسبة فاصلة الآية (بل) للإضراب الانتقاليّ الواو حاليّة وجملة: (سيهزم الجمع) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يولّون) لا محلّ لها معطوفة على جملة سيهزم الجمع وجملة: (الساعة موعدهم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (الساعة أدهى) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(أدهى)، اسم تفضيل من الثلاثي دهى، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب- شأن الفعل- أصله أدهي، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا (أمرّ)، اسم تفضيل من الثلاثي مرّ، وزنه أفعل، جاءت عينه ولامه من حرف واحد.
.إعراب الآيات (47- 48):
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)}.
الإعراب:
(في ضلال) متعلّق بخبر إنّ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره تقول لهم خزنة جهنّم، والواو في (يسحبون) نائب الفاعل (في النار) متعلّق ب (يسحبون)، (على وجوههم) متعلّق بحال من نائب الفاعل أي: منكبّين على وجوههم (سقر) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلمية والتأنيث.
جملة: (إنّ المجرمين في ضلال) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يسحبون) في محلّ جرّ مضاف اليه وجملة: (ذوقوا) في محلّ نصب مقول القول للقول المقدّر.
الصرف:
(مسّ)، مصدر سماعيّ لفعل (مسّ) الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون (سقر)، اسم علم لجهنّم، مشتقّ من سقرته الشمس أو النار أي لوّحته، وقد تبدل السين صادا، وزنه فعل بفتحتين...
.إعراب الآيات (49- 50):
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (49) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}.
الإعراب:
(كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره الفعل المذكور (بقدر) حال من كلّ أي مقدّرا الواو عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (واحدة) خبر المبتدأ (أمرنا) مرفوع، وهو نعت لمنعوت محذوف أي أمرة واحدة (كلمح) متعلّق بنعت ل (واحدة)، (بالبصر) متعلّق بنعت ل (لمح) جملة: (إنّا) خلقنا (كلّ شيء) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (خلقنا) لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: (ما أمرنا إلّا واحدة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الفوائد:
- الإيمان بالقدر..
أفادت هذه الآية، أن اللّه عز وجل، قد قدّر كل شيء خلقه، لذلك يجب الإيمان بالقدر.
عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: كتب اللّه مقادير الخلائق كلها، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة. قال وعرشه على الماء.
عن أبي هريرة قال: جاءت مشركو قريش إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يخاصمونه في القدر، فنزلت هذه الآية إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ إلى قوله إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه اللّه: اعلم أنّ مذهب أهل الحق إثبات القدر. ومعناه أن اللّه تعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه وتعالى أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى، وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما قدرها اللّه تعالى. وأنكرت القدريّة وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها، ولم يتقدم علمه بها، وأنها مستأنفة العلم، أي إنما يعلمها بعد وقوعها. وكذبوا على اللّه سبحانه وتعالى عن أقوالهم الباطلة علوّا كبيرا.
وسميت هذه الفرقة (قدرية) لإنكارهم القدر، وقال أصحاب المقالات من المتكلمين: وقد انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل، وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر، ولكن تقول الخير من اللّه والشرّ من غيره، تعالى اللّه عن قولهم علوا كبيرا، فاللّه سبحانه وتعالى خالق كل شيء، الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه سبحانه وتعالى، خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما من عباده، فعلا واكتسابا. قال الخطابي: وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار اللّه تعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه، وكما يتوهمونه. وإنما معناه عن علم اللّه تعالى يكون من إكساب العباد، وصدورها عن منه وخلق لها، خيرها وشرها، وقد حصل إجماع أهل العلم من الصحابة والتابعين، وممن يعوّل عليهم، على إثبات القدر، وقد تضافر الكتاب والسنة على ترسيخ هذا المفهوم، واللّه أعلم.
.إعراب الآيات (51- 53):
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (هل من مدّكر) مر إعرابها، الواو عاطفة (كلّ) مبتدأ مرفوع (في الزبر) متعلّق بخبر المبتدأ (كلّ)، الواو عاطفة جملة: (أهلكنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة وجملة: (هل من مدّكر) جواب شرط مقدّر وجملة: (كلّ شيء في الزبر) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر وجملة: (فعلوه) في محلّ رفع نعت لكلّ وجملة: (كلّ صغير مستطر) لا محلّ لها معطوفة على جملة كلّ شيء...
الصرف:
(53) مستطر: اسم مفعول من السداسيّ استطر زنة افتعل بمعنى مكتوب، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين.
.إعراب الآيات (54- 55):
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}.
الإعراب:
(في جنّات) متعلّق بخبر إنّ (في مقعد) خبر ثان، (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر ثالث (مقتدر) نعت لمليك مجرور جملة: (إنّ المتّقين في جنّات) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مليك)، صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثي ملك وزنه فعيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ