الجمعة، 28 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة السجدة

إعراب سورة السجدة


.إعراب الآيات (1- 2):{الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)}.
الإعراب:
(تنزيل) مبتدأ مرفوع خبره (من ربّ)، (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبنيّ في محلّ نصب، (فيه) متعلّق بخبر لا (من رب) متعلّق بخبر المبتدأ تنزيل.
جملة: (تنزيل الكتاب...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (لا ريب فيه..) لا محلّ لها اعتراضيّة.
.إعراب الآية رقم (3):
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)}.
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (بل) للإضراب الإبطاليّ لقولهم افتراه (من ربّك) متعلّق بالحقّ- أو بحال منه- اللام للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.. والمفعول الثاني تقديره العقاب.
والمصدر المؤوّل (أن تنذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أنزلناه.
(ما) نافية (نذير) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أتاهم (من قبلك) متعلّق ب (أتاهم).
جملة: (يقولون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (افتراه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (هو الحقّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تنذر قوما..) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (ما أتاهم من نذير..) في محلّ نصب نعت ل (قوما).
وجملة: (لعلّهم يهتدون..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يهتدون..) في محلّ رفع خبر لعلّ.
.إعراب الآيات (4- 9):
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (9)}.
الإعراب:
(الذي) اسم موصول خبر المبتدأ اللّه في محلّ رفع الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (في ستة) متعلّق ب (خلق)، (ثمّ) حرف عطف (على العرش) متعلّق ب (استوى)، (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (لا) زائدة لتأكيد النفي الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (لا) نافية..
جملة: (اللّه الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلق...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (استوى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (ما لكم من دونه..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تتذكّرون..) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلتم فلا تتذكّرون...
(5) (من السماء) متعلّق ب (يدبّر) بتضمينه معنى ينقل (إلى الأرض) متعلّق ب (يدبّر)، (إليه) متعلّق ب (يعرج) وفاعل يعرج ضمير يعود على الأمر (في يوم) متعلّق ب (يعرج)، (ممّا) متعلّق بنعت لألف سنة.
وجملة: (يدبّر..) في محلّ رفع خبر آخر للمبتدأ (اللّه).
وجملة: (يعرج..) في محلّ رفع معطوفة على جملة يدبّر.
وجملة: (كان مقداره ألف...) في محلّ جر نعت ليوم.
وجملة: (تعدّون..) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(6) (ذلك) مبتدأ خبره عالم (العزيز) خبر ثان مرفوع (الرحيم) خبر ثالث مرفوع.
وجملة: (ذلك عالم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(7) (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ ذلك، (من طين) متعلّق ب (بدأ).
وجملة: (أحسن...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (بدأ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أحسن.
وجملة: (خلقه...) في محلّ نصب نعت لكلّ.. أو في محلّ جرّ نعت لشيء.
(8) (من سلالة) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (من ماء) متعلّق بنعت لسلالة.
وجملة: (جعل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة بدأ.
(9) (فيه) متعلّق ب (نفخ)، (من روحه) متعلّق ب (نفخ)، وإضافة الروح إليه تعالى تشريف (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله تشكرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة.
وجملة: (سوّاه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.
وجملة: (نفخ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل.
وجملة: (جعل لكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى.
وجملة: (تشكرون..) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مهين)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ مهن باب كرم أي حقر وضعف، وزنه فعيل.
البلاغة:
في قوله تعالى: (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) أي في برهة متطاولة من الزمان، فليس المراد حقيقة العدد، وعبّر عن المدة المتطاولة بالألف لأنها منتهى المراتب، وأقصى الغايات، وليس مرتبة فوقها، إلا ما يتفرع منها من أعداد مراتبها.
.إعراب الآية رقم (10):{وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (10)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة الهمزة للاستفهام الإنكاريّ في الموضعين (في الأرض) متعلّق ب (ضللنا)، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه اللام المزحلقة (في خلق) متعلّق بخبر إنّ (بل) للإضراب الانتقاليّ (بلقاء) متعلّق بالخبر (كافرون).
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ضللنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه مقول القول.
وجملة: (إنّا لفي خلق جديد..) لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط المقدّر أي: نبعث أو نخرج.
وجملة: (هم... كافرون..) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآيات (11- 14):
{قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14)}.
الإعراب:
نائب الفاعل لفعل (وكل) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (بكم) متعلّق ب (وكّل)، (إلى ربّكم) متعلّق ب (ترجعون)، والواو نائب الفاعل.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتوفّاكم ملك...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (وكّل بكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ترجعون...) في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
(12) الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، ومفعول (ترى) البصرية محذوف دلّ عليه المبتدأ بعده أي: المجرمون (إذ) ظرف مستعار للزمن المستقبل متعلّق ب (ترى) (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (ناكسو)، (ربّنا) منادى مضاف منصوب الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (نعمل) مضارع مجزوم جواب الطلب (صالحا) مفعول به منصوب، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل، واسمه..
وجملة: (لو ترى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل..
وجواب لو محذوف أي: لرأيت أمرا عجبا.
وجملة: (المجرمون ناكسو..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة النداء وجوابه: في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو في موضع الحال أي: (يقولون ربّنا...).
وجملة: (أبصرنا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (سمعنا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (ارجعنا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (نعمل...) جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن ترجعنا نعمل، فالجملة لا محلّ لها.
وجملة: (إنّا موقنون..) لا محلّ لها تعليليّة.
(13) الواو عاطفة اللام رابطة لجواب لو (هداها) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة الواو عاطفة (لكن) للاستدراك (منّي) متعلّق بحال من القول اللام لام القسم لقسم مقدّر (أملأن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من الجنّة) متعلّق ب (أملأن)، (أجمعين) حال منصوبة من الجنّة والناس...
وجملة: (لو شئنا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة لو ترى...
وجملة: (آتينا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (حقّ القول...) لا محلّ لها معطوفة على جملة شئنا.
وجملة: (أملأنّ...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
(14) الفاء عاطفة (ما) حرف مصدريّ، ومفعول ذوقوا محذوف أي: ذوقوا العذاب، (هذا) اسم إشارة في محلّ بدل من يومكم.
والمصدر المؤوّل (ما نسيتم..) في محلّ جرّ ب (الباء)- وهي للسببيّة- متعلّق ب (ذوقوا).
(ما كنتم) مثل ما نسيتم.. والمصدر المؤوّل مثل الأول، والجارّ والمجرور متعلّق ب (ذوقوا) الثاني.
وجملة: (ذوقوا...) معطوفة على مقول مقدّر لقول مقدّر أي: قيل لهم: تركتم الإيمان فذوقوا....
وجملة: (إنّا نسيناكم...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (نسيناكم....) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ذوقوا) الثانية معطوفة على جملة ذوقوا الأولى.
وجملتا: (نسيتم، كنتم...) لا محلّ لهما صلتا الموصولين الحرفيّين (ما).
وجملة: (تعملون..) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(12) ناكسو: جمع ناكس، اسم فاعل من الثلاثيّ نكس، وزنه فاعل.
(14) الخلد: مصدر الثلاثيّ خلد باب نصر، وهو الاسم منه بمعنى البقاء والدوام، وزنه فعل بضمّ فسكون.
البلاغة:
العدول عن الفعلية إلى الاسمية: في قوله تعالى: (ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤسهم) إلى قوله تعالى: (إنا موقنون).
عدول عن الجملة الفعلية إلى الجملة الاسمية المؤكدة، إظهارا لثباتهم على الإيقان وكمال رغبتهم فيه، وكل ذلك للجد في الاستدعاء، طمعا في الإجابة إلى ما سألوه من الرجعة وأنى لهم ذلك.
الفوائد:
(1)- المجرّد والمزيد من الأفعال:
1- الفعل المجرد: هو ما كانت جميع حروفه أصلية لا يمكن الاستغناء عن واحد منها وهو ثلاثي، مثل: كتب- عدّ ورباعي مثل: دحرج- عسكر.
2- المزيد: هو الفعل الذي طرأ على حروفه الأصلية زيادة حرف أو حرفين أو ثلاثة:
أ- مزيد الثلاثي: يزاد الثلاثي بحرف أو حرفين أو ثلاثة حروف:
1- المزيد بحرف، وله ثلاثة أوزان:
أ- أفعل: مثل: أكرم- أحسن- أعلم..
ب- فعّل: قدّم- نظّم- سوّى.
ج- فاعل: شارك- نازل- سامح.
2- المزيد بحرفين وله ستة أوزان:
أ- افتعل: اجتمع- انتصر- افتتح.
ب- انفعل: انكسر- انقلب- اندفع.
ج- تفاعل: تشارك- تمارض- تلاعب.
د- تفعّل: تقدّم- تنظّم- تعوّد.
هـ- افعلّ: احمرّ- اخضرّ.
وافعالّ: اصفارّ- احمارّ.
3- المزيد بثلاثة حروف وله وزنان:
أ- استفعل: استخرج- استعمل- استخدم.
ب- افعوعل: اخشوشن- اعشوشب- اخضوضر.
ب- مزيد الرباعي.
1- يزاد الرباعي بحرف، وله وزن واحد: تفعلل: تدحرج- تبعثر.
2- ويزاد بحرفين، وله وزنان:
أ- افعللّ: اقشعرّ- اطمأنّ- ادلهمّ.
ب- افعنلل: احرنجم (بمعنى اجتمع) افرنقع.
ملاحظة:
1- أحرف الزيادة مجموعة في كلمة (سألتمونيها).
2- عند الحكم على فعل بالزيادة أو التجريد، فإننا نرده إلى الماضي ثم نحكم عليه.
3- أحرف المضارعة أو الضمائر المتصلة أو نون التوكيد أو تاء التأنيث التي تلحق الفعل، لا علاقة لها بالزيادة أو النقصان، فهي تطرح من الحساب.
4- ليست الزيادة بإضافة حرف فقط، بل تكون أيضا بتشديد الحرف: (فهم) تصبح (فهّم) وهذه الزيادة تسمى (التضعيف). أو نقول: الفعل مزيد بالتضعيف.
(2)- التوكيد بأجمعين:
تختص (أجمعون) من بين ألفاظ التوكيد المعنوي، وتفترق عن أخواتها، بأنها لا تحتاج إلى ضمير يتصل بها ويعود إلى المؤكد، كما ورد في الآية التي نحن بصددها وهي قوله تعالى: (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) أما إذا سبقت (أجمعون) بتوكيد، فإنها تعتبر توكيدا مقوّيا للتوكيد الأول، كما في قوله تعالى: (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ). أما كله فتتبع بأجمع، مثل: (جاء الفريق كله أجمع). وكلها بجمعاء، مثل: (اشتركت العشير كلّها جمعاء) وكلهن بجمع، مثل: عملت النسوة كلهن جمع. أما (جميعا) فتأتي حالا، ولا تعرب توكيدا.
.إعراب الآيات (15- 18):
{إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (17) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (18)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (بآياتنا) متعلق ب (يؤمن)، (بها) متعلّق ب (ذكّروا)، (بحمد) متعلّق بحال من الفاعل سبّحوا الواو حاليّة (لا) نافية.
جملة: (إنّما يؤمن بآياتنا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (خرّوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (سبّحوا....) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (هم لا يستكبرون..) في محلّ نصب حال.
وجملة: (لا يستكبرون..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(16) (عن المضاجع) متعلّق ب (تتجافى)، (خوفا) مفعول لأجله (مما) متعلّق ب (ينفقون)، والعائد محذوف.
وجملة: (تتجافى جنوبهم..) في محلّ نصب حال من فاعل سبّحوا.
وجملة: (يدعون..) في محلّ نصب حال من الضمير في جنوبهم.
وجملة: (رزقناهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ينفقون...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يستكبرون.
(17) الفاء عاطفة (لا) نافية (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (أخفي) ضمير مستتر تقديره هو يعود على ما (لهم) متعلّق ب (أخفي)، (من قرّة) متعلّق بحال من ضمير نائب الفاعل (جزاء) مفعول لأجله منصوب عامله أخفي، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ بالباء- التي هي للسببيّة- متعلّق بجزاء.
وجملة: (لا تعلم نفس...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما يؤمن...
وجملة: (أخفي...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كانوا يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما).
وجملة: (يعملون..) في محلّ نصب خبر كانوا.
(18) الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كمن) متعلّق بخبر المبتدأ من (لا) نافية.
وجملة: (من كان مؤمنا..) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (كان فاسقا..) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (لا يستوون..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(تتجافى) فيه إعلال بالقلب أصله تتجافي بياء في آخره، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا والألف أصلها واو في الثلاثي.
الفوائد:
- الكاف المفردة:
وهي الجارة، وتنقسم إلى حرف واسم. أما الحرف، فله خمسة معان:
1- التشبيه نحو: (زيد كالأسد) وقوله تعالى: (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً).
2- التعليل: أثبته قوم ونفاه الأكثرون، ومثالها قوله تعالى: (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) أي أعجب لعدم فلاحهم، وقوله تعالى: (كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا) قال الأخفش لأجل إرسالي فيكم رسولا.
3- الاستعلاء: ذكره الأخفش والكوفيون، وأن بعضهم قيل له: كيف أصبحت؟ فقال: كخير، أي على خير. وقيل المعنى: بخير، وقيل: هي للتشبيه على حذف مضاف، أي كصاحب خير.
4- المبادرة: وذلك إذا اتصلت ب (ما) في نحو: (سلم كما تدخل) (وصلّ كما يدخل الوقت).
5- التوكيد: وهي الزائدة، كقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
وأما الكاف الاسمية الجارّة، فمرادفة مثل، ولا تقع إلا في الضرورة، كقول العجاج:
بيض ثلاث كنعاج جمّ ** يضحكن عن كالبرد المنهمّ

المنهمّ: الذائب، والشاهد قوله: كالبرد، أي مثل البرد. وقال كثير منهم الأخفش والفارسي: يجوز في الاختيار، فجوّزوا في نحو: (زيد كالأسد)، أن تكون الكاف في موضع رفع خبر بمعنى مثل والأسد مضافا إليه..إعراب الآيات (19- 21):{أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (19) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)}.
الإعراب:
(أمّا) حرف شرط وتفصيل الواو عاطفة والفاء رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جنّات (نزلا) حال منصوبة من جنّات (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ ب (الباء)- التي للسببيّة- متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر.
جملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا..
وجملة: (لهم جنّات...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يعملون..) في محلّ نصب خبر كانوا.
(20) الواو عاطفة (أمّا... النار) مثل أما... جنّات (كلّما) ظرف متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب أعيدوا (أن) حرف مصدريّ ونصب (منها) متعلّق ب (يخرجوا)، والواو في (أعيدوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (أعيدوا)، (لهم) متعلّق ب (قيل)، (الذي) نعت ل (عذاب) (به) متعلّق ب (تكذّبون).
والمصدر المؤوّل (أن يخرجوا..) في محلّ نصب مفعول به عامله أرادوا.
وجملة: (الذين فسقوا..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (فسقوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (مأواهم النار..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (أرادوا....) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يخرجوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أعيدوا فيها..) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قيل لهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (ذوقوا...) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (كنتم به تكذّبون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تكذّبون..) في محلّ نصب خبر كنتم.
(21) الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون للتوكيد، و(هم) مفعول به (من العذاب) متعلّق ب (نذيقنّهم)، (دون) ظرف منصوب متعلّق ب (نذيقنّهم).
وجملة: (نذيقنّهم..) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.: وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لعلّهم يرجعون..) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يرجعون..) في محلّ رفع خبر لعلّ.
.إعراب الآية رقم (22):
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع خبره (أظلم)، (ممّن) متعلّق بأظلم (بآيات) متعلّق ب (ذكّر)، (عنها) متعلّق ب (أعرض)، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (من المجرمين) متعلّق ب (منتقمون).
جملة: (من أظلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ذكّر...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (أعرض عنها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (إنّا... منتقمون.) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(منتقمون)، جمع منتقم، اسم فاعل من الخماسيّ انتقم، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
إن لحروف العطف أسرارا، فلا يصح وضع بعضها موضع بعض، للفوارق بينها، وكلمة ثم في قوله تعالى: (ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها) للاستبعاد.
والمعنى: أنّ الإعراض عن مثل آيات اللّه في وضوحها وإنارتها وإرشادها إلى سواء السبيل والفوز بالسعادة العظمى بعد التذكير بها مستبعد في العقل والعدل، كما تقول لصاحبك: وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها استبعادا لتركه الانتهاز.
.إعراب الآيات (23- 25):
{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (23) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (24) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (في مرية) متعلّق بخبر تكن (من لقائه) متعلّق بمرية، وضمير الغائب في (جعلناه) يعود على موسى- أو على الكتاب- (هدى) مفعول به ثان عامله جعلناه (لبني) متعلّق بهدى.
جملة: (آتينا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تكن في مرية...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تساءلت عنه فلا تكن...
وجملة: (جعلناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(24) الواو عاطفة في الموضعين (منهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا (بأمرنا) متعلّق ب (يهدون) (لمّا) ظرف مبنيّ متضمّن معنى الشرط- أو مجرّد من الشرط- متعلّق بمضمون الجواب- أو ب (جعلنا)، (بآياتنا) متعلّق ب (يوقنون).
وجملة: (جعلنا....) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (يهدون...) في محلّ نصب نعت لأئمة.
وجملة: (صبروا....) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كانوا... يوقنون..) في محلّ جر معطوفة على جملة صبروا..
وجملة: (يوقنون..) في محلّ نصب خبر كانوا.
(25) (هو) ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة يفصل (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يفصل)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يفصل)، (في ما) متعلّق ب (يفصل)، (فيه) متعلّق ب (يختلفون).
وجملة: (إنّ ربّك...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو يفصل...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يفصل...) في محلّ رفع خبر (هو).
وجملة: (كانوا.. يختلفون.) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يختلفون..) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآيات (26- 27):
{أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (26) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (27)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو عاطفة (لهم) متعلّق ب (يهد) بمعنى يتبيّن، والضمير فيه يعود على أهل مكة، وفاعل يهد محذوف دلّ عليه سياق الكلام في قوله أهلكناه، أي: أولم يهد لهم إهلاكنا.. (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا)، (من القرون) تمييزكم (في مساكنهم) متعلّق ب (يمشون)، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ اللام للتوكيد الهمزة للاستفهام التقريعيّ الفاء عاطفة (لا) نافية.
جملة: (لم يهد...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يهد...
وجملة: (أهلكنا...) لا محلّ لها استئناف بياني- أو تفسير للفاعل- وجملة: (يمشون...) في محلّ نصب حال من القرون.
وجملة: (إنّ في ذلك لآيات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسمعون..) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أأصابهم الصمم فلا يسمعون.
(أولم يروا) مثل أولم يهد.. (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إلى الأرض) متعلق ب (نسوق)، (به) متعلّق ب (نخرج) و(الباء) للسببيّة (منه) متعلّق ب (تأكل)، (أفلا يبصرون) مثل أفلا يسمعون.
والمصدر المؤوّل (أنّا نسوق...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا..
وجملة: (لم يروا..) لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يهد.
وجملة: (نسوق...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (نخرج...) في محلّ رفع معطوفة على جملة نسوق.
وجملة: (تأكل منه أنعامهم..) في محلّ نصب نعت ل (زرعا).
وجملة: (يبصرون..) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أأصابهم العمى فلا يبصرون.
الصرف:
(الجرز)، صفة مشبّهة من جرزت تجرز الأرض- باب فرح- بمعنى لا تنبت أو أكل نباتها، وزنه فعل بضمتين، جمعه أجراز.
البلاغة:
فن المناسبة: في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ) الآية.
والمناسبة قسمان: إما مناسبة في المعاني، وإما مناسبة في الألفاظ وما يهمنا في هذه الآية هو القسم الأول وحدّه: أن يبتدئ المتكلم بمعنى ثم يتمم كلامه بما يناسبه معنى دون لفظ.
فقد قال تعالى في صدر الآية: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ)، وهي موعظة سمعية، لكونهم لم ينظروا إلى القرون الهالكة، وإنما سمعوا بها، فناسب أن يأتي بعدها بقوله: (أَفَلا يَسْمَعُونَ) أما بعد الموعظة المرئية، وهي قوله بعد هذه الآية (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) فقد ناسب أن يقول (أَفَلا يُبْصِرُونَ) لأن الزرع مرئي لا مسموع، ليناسب آخر كل كلام أوله.
الفوائد:
- إزاحة وهم:
من الوهم في هذه الآية قول ابن عصفور في قوله تعالى في هذه الآية: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا) إن (كم) فاعل يهد، فإن قلت: خرجه على لغة حكاها الأخفش، وهي أن بعض العرب لا يلتزم تصدّر (كم) الخبرية، قلت: قد اعترف برداءتها، فتخريج التنزيل عليها بعد ذلك رداءة، والصواب أن الفاعل مستتر راجع إلى اللّه سبحانه وتعالى، أي أولم يبين اللّه لهم، أو إلى الهدى، والأول قول أبي البقاء، والثاني قول الزجاج وقال الزمخشري: الفاعل الجملة، وقد مر أن الفاعل لا يكون جملة، و(كم) مفعول به لأهلكنا، والجملة مفعول يهد، وهو معلق عنها (وكم الخبرية تعلق خلافا لأكثرهم) وقد ذكر الامام النسفي أن الفاعل هو اللّه عز وجل، بدليل قراءة زيد عن يعقوب (أولم تهد لهم).
.إعراب الآية رقم (28):
{وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (28)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ هذا (الفتح) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- (كنتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط..
جملة: (يقولون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (متى هذا الفتح...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كنتم صادقين..) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
.إعراب الآيات (29- 30):{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)}.
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لا ينفع)، (لا) نافية (الذين) مفعول به، والفاعل (إيمانهم) الواو عاطفة (لا) مثل الأولى، ونائب الفاعل في (ينظرون) هو الواو.
جملة: (قل....) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا ينفع... إيمانهم.) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا هم ينظرون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة لا ينفع.
وجملة: (ينظرون..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(30) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (عنهم) متعلّق ب (أعرض)، الواو عاطفة.
وجملة: (أعرض عنهم...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أعرضوا عنك فأعرض.
وجملة: (انتظر....) معطوفة على جملة أعرض....
وجملة: (إنّهم منتظرون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ