الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة يونس

إعراب سورة يونس من الآية 1 إلى الآية 18




الإعراب:
(الر)، أحرف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب- انظر أول سورة البقرة- (تلك) اسم اشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ.. واللام للبعد والكاف للخطاب، والإشارة إلى آيات القرآن (آيات) خبر المبتدأ مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (الحكيم) نعت للكتاب مجرور.
جملة: (تلك آيات...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
الصرف:
(الحكيم)، صفة مشتقّة، وزنها فعيل بمعنى مفعول أي المحكم بفتح الكاف أي الممتنع من الفساد، وقد يكون بمعنى فاعل أي الحاكم أو بمعنى ذي الحكم.
الفوائد:
- قوله تعالى: (الر) أورد أبو البقاء العكبري في إعرابها عدة أوجه سنوردها توخيا للفائدة وحسن الاطلاع.
1- هذه الحروف المقطعة كل واحد منها اسم، لأنّ كل واحد منها يدل على معنى في نفسه، وهي مبنية. وفي موضع (الر) ثلاثة أوجه:
أ- الجر بحرف قسم محذوف، كما قالوا: اللّه ليفعلن (في لغة من جر).
ب- موضعها النصب: وفيه وجهان: أحدهما على تقدير حذف القسم كما تقول اللّه لأفعلنّ. والناصب فعل محذوف تقديره: التزمت اللّه، أي اليمين به.
والثاني هي مفعول به تقديره: اتل: الر.
ج- الرفع: على أنها مبتدأ وما بعدها الخبر.
معاني هذه الحروف:
جمهور أهل العلم والتفسير على أن هذه الحروف لا يعلمها إلا اللّه عز وجل، فهي مما اختص به اللّه دون سواه، وهي سرّ من أسرار القرآن الكريم لذلك يقال في تفسيرها، اللّه أعلم بمراده وأسرار كتابه، وقد وأورد العلماء فائدتين من ورود هذه الحروف في بدايات السور:
1- هي تشير إلى أن هذا القرآن عربي، نزل بلغة العرب الذين خاطبهم، وكأن اللّه عز وجل يقول لهم: لقد أنزلنا إليكم قرآنا بلغتكم وحروفكم، ومع هذا فأنتم عاجزون عن الإتيان بمثله.
2- من عادة العرب في شعرها ونثرها أن تستفتح بما يسترعي الانتباه ويشد السامع، لذا فقد افتتح اللّه عز وجل بعض سوره بشيء غير مألوف بالنسبة للعرب آنذاك، فكانوا إذا سمعوا ذلك أصاخوا السمع، فيهجم عليهم القرآن ببيانه الساحر ما أورد الخازن في تفسيره حول (الر).
  1. قال ابن عباس والضحاك معناه: أن اللّه أرى، وقال ابن عباس في رواية أخرى عنه (الر) و(حم) و(ن) هي حروف الرحمن مقطعة. وبه قال سعيد بن جبير وسالم بن عبد اللّه، وقال قتادة (الر) اسم من أسماء القرآن. وقيل هي اسم للسورة واللّه أعلم.
.إعراب الآية رقم (2):{أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (2)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (للناس) جارّ ومجرور حال من (عجبا)- نعت تقدم على المنعوت- (عجبا) خبر كان مقدّم منصوب (أن) حرف مصدريّ (أوحينا) فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) ضمير فاعل (إلى رجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أوحينا)، (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرجل (أن) حرف تفسير (أنذر) فعل أمر، والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن أوحينا..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
الواو عاطفة (بشّر) مثل أنذر (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (أنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- للتوكيد اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدم (قدم) اسم أنّ مؤخّر منصوب (صدق) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف منصوب متعلّق بنعت لقدم صدق (ربّ) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه في محلّ جرّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ لهم قدم..) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (بشّر)، أي بشّرهم بأن لهم..
(قال) فعل ماض (الكافرون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو (إنّ) مثل أنّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة للتوكيد (ساحر) خبر إنّ مرفوع (مبين) نعت لساحر مرفوع.
جملة: (كان للناس عجبا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أوحينا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أنذر الناس...) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (بشّر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قال الكافرون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ هذا لساحر) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(عجبا)، مصدر سماعيّ لفعل عجب يعجب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.. وقيل هو بمعنى معجب اسم المفعول أو الفاعل.
(قدم)، لفظ يدلّ على العضو المعروف، وهو هنا مستعار لكلّ سابق في خير، قال أبو عبيدة: كلّ سابق في خير أو شر هو عند العرب قدم.
وقال الليث: القدم السابقة، أي سبق لهم عند اللّه خير، والسبب في اطلاق لفظ القدم على هذه المعاني أن السعي والسبق لا يكون إلّا بالقدم، فسمّي المسبّب باسم السبب على سبيل المجاز المرسل، كما سمّيت النعمة يدا.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ) أي سابقة ومنزلة رفيعة عند ربهم. وإنما عبر عنها بها إذ بها يحصل السبق والوصول إلى المنازل الرفيعة، كما يعبر عن النعمة باليد، لأن العطاء يكون بها، فالعلاقة هنا السببية ونزيد هنا أن المجاز لا يكون مطردا، فلا يصح أن يقال قدم سوء، وهذه خاصة عجيبة من خصائص المجاز يكاد الحكم فيها أن يكون مرده الى الذوق.
.إعراب الآية رقم (3):
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (3)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ربّ) اسم إنّ منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (اللّه) خبر إن مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة الواو عاطفة (الأرض) معطوف على السموات منصوب (في ستة) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق)، (أيام) مضاف إليه مجرور (ثمّ) حرف عطف (استوى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى)، (يدبّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الأمر) مفعول به منصوب (ما) حرف نفي (من) حرف جرّ زائد (شفيع) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) حرف للحصر (من بعد) جارّ ومجرور خبر المبتدأ (إذن) مضاف إليه مجرور والهاء ضمير مضاف إليه (ذلكم) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الخالق المدبّر.. واللام للبعد و(كم) حرف خطاب (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (ربّكم) بدل من لفظ الجلالة، ومضاف إليه الفاء لربط المسبّب بالسبب، (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل والهاء مفعول به الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (لا) نافية (تذكّرون) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين تخفيفا.. والواو فاعل.
جملة: (إنّ ربّكم اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلق...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (استوى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يدبّر...) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) وجملة: (ما من شفيع..) في محلّ رفع خبر ثالث ل (إنّ).
وجملة: (ذلكم اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اعبدوه) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبهوا فاعبدوه.
وجملة: (تذكّرون) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي أغفلتم فلا تذكّرون.
.إعراب الآية رقم (4):
{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (4)}.
الإعراب:
(إلى) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (حقّا) مفعول مطلق لفعل محذوف (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (يبدأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخلق) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (يعيد) مثل يبدأ والهاء ضمير مفعول به اللام للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الذين) موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله مثله (عملوا)، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (بالقسط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجزي).
والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يعيده).
الواو استئنافيّة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) مثل آمنوا (لهم شراب) مثل إليه مرجع (من حميم) جارّ ومجرور نعت لشراب الواو عاطفة (عذاب) معطوف على شراب مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بأليم.
جملة: (إليه مرجعكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: وعد (وعد اللّه) لا محلّ لها استئناف لتأكيد مضمون ما سبق.
وجملة: حق (حقا) لا محلّ لها لتأكيد مضمون ما سبق.
وجملة: (إنّه يبدأ...) لا محلّ لها استئنافيّة في حكم التعليل.
وجملة: (يبدأ...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يعيده) في محلّ رفع خبر معطوفة على جملة يبدأ.
وجملة: (يجزي...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (لهم شراب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (كانوا يكفرون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يكفرون) في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة:
المناسبة اللفظية بين حميم وأليم: والمناسبة ضربان: مناسبة في المعاني ومناسبة في الألفاظ.
أما هنا فالمناسبة لفظية، وهي عبارة عن الإتيان بلفظات متزنات وغير مقفيات، فهو تام وناقص. وقد وقعت الناقصة في الكلام الفصيح أكثر لأن التقفية غير لازمة فيها.
.إعراب الآية رقم (5):
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)}.
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (جعل) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (الشمس) مفعول به منصوب (ضياء) مفعول به ثان منصوب على حذف مضاف أي ذات ضياء، الواو عاطفة (القمر نورا) مثل الشمس ضياء ومعطوف عليه الواو عاطفة (قدّر) مثل جعل، والفاعل هو والهاء مفعول به (منازل) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (قدّره)، اللام لام التعليل (تعلموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (عدد) مفعول به منصوب (السنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء الواو عاطفة (الحساب) معطوف على عدد منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن تعلموا) في محل جرّ باللام متعلق ب (قدّره).
(ما) حرف نفي (خلق) مثل جعل (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به واللام للبعد والكاف للخطاب (إلّا) حرف للحصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من لفظ الجلالة (يفصّل) مضارع مرفوع.. والفاعل هو (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفصّل) (يعلمون) مثل يكفرون جملة: (هو الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جعل الشمس...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (قدّره...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (ما خلق اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يفصّل...) في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.
وجملة: (يعلمون) في محلّ جرّ نعت لقوم.
الصرف:
(الشمس) اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتح فسكون.
(ضياء)، مصدر ضاء يضوء وزنه فعال بكسر الفاء، وقد يكون اسما لما تدرك به العين الأشياء، والياء فيه منقلبة عن واو لانكسار ما قبلها، أصله ضواء- بكسر الضاد- والهمزة في آخره أصليّة.
(القمر)، اسم جامد ذات، وزنه فعل بفتحتين.
(منازل)، جمع منزل، اسم مكان من نزل ينزل باب ضرب وزنه فعل بكسر العين لأن مضارعه مكسور العين.
(عدد)، الاسم من عدّ يعدّ باب نصر وزنه فعل بفتحتين، جمعه أعداد زنة أفعال.
الفوائد:
إعجاز القرآن.
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ).
لقد اشتملت هذه الآية على دقة في التعبير، وسلامة في المعنى، تدل دلالة قاطعة على أن القرآن الكريم كلام اللَّه، وأنه صادر عن خالق الكون بما فيه الشمس والقمر وقد أورد العلماء الفرق بين معنى الضياء والنور، وذكروا أن الضياء أكمل وأعم من النور، وأسطع وأقوى. وأما النور فدونه. ويترتب عن ذلك الليل والنهار. ولو كان النور واحدا في الشمس والقمر لما حدث التمييز بين الليل والنهار، كما اشتملت الآية على إشارات فلكية بقوله تعالى: (وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) فالمولى عز وجل قد جعل للقمر منازل ومواضع يترتب عنها معرفة الشهور القمرية والسنين القمرية، وهذا يحدث باطراد منتظم دون خلل أو شذوذ، ودون زيغ أو انحراف. وقد مضى على ذلك سنون لا يحصيها العدّ، ونحن مع هذا النظام الثابت الدقيق الذي لا يخل أبدا، فما كان لبشر أن يأتي بمثل هذا الكلام مهما أوتي من الحكمة وفصل الخطاب.
.إعراب الآية رقم (6):{إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في اختلاف) جارّ ومجرور خبر مقدّم (الليل) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (النهار) معطوف على الليل مجرور الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على اختلاف (خلق) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلق)، الواو عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور اللام لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب مؤخّر وعلامة النصب الكسرة (لقوم يتّقون) مثل لقوم يعلمون، والجارّ نعت لآيات.
جملة: (إنّ في اختلاف... لآيات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلق اللَّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يتّقون) في محلّ جرّ نعت لقوم.
.إعراب الآيات (7- 8):
{إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آياتِنا غافِلُونَ (7) أُولئِكَ مَأْواهُمُ النَّارُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (8)}.
الإعراب:
(إنّ) مثل السابق، (الذين) موصول اسم إنّ (لا) نافية (يرجون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (لقاء) مفعول به منصوب و(نا) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (رضوا) فعل ماض وفاعله (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (رضوا)، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (اطمأنوا) مثل رضوا الباء حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اطمأنّوا)، الواو عاطفة (الذين) مثل الأول ومعطوف عليه (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (غافلون)، و(نا) ضمير مضاف إليه (غافلون) خبر المبتدأ (هم) مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (إنّ الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يرجون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (رضوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (اطمأنّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (هم.. غافلون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
(أولئك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (مأوى) مبتدأ ثان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(هم) متّصل مضاف إليه (النار) خبر المبتدأ مأوى الباء حرف جرّ (ما كانوا يكسبون) مثل ما كانوا يكفرون.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الكلام أي عوقبوا بما كانوا..
وجملة: (أولئك مأواهم النار...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (مأواهم النار...) في محلّ رفع خبر لمبتدأ (أولئك).
وجملة: (كانوا يكسبون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يكسبون) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآيات (9- 10):
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (10)}.
الإعراب:
(إنّ الذين) مرّ إعرابها، (آمنوا) مثل رضوا وكذلك (عملوا)، (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (يهدي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(هم) ضمير مفعول به (ربّ) فاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه (بإيمان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي)، والباء للسببيّة و(هم) مثل الأخير (تجري) مثل يهدي (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري)، و(هم) مثل الأخير (الأنهار) فاعل مرفوع (في جنّات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الأنهار، (النعيم) مضاف إليه مجرور.
جملة: (إنّ الذين آمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يهديهم ربّهم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تجري.. الأنهار) لا محلّ لها استئنافية.
(دعوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(هم) ضمير مضاف إليه (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بدعوى (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح والكاف ضمير مضاف إليه (اللهمّ) لفظ الجلالة منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب.. والميم المشدّدة عوض من (يا) المحذوفة الواو عاطفة (تحيّتهم فيها) مثل دعواهم فيها، (سلام) خبر المبتدأ تحيّة مرفوع، الواو عاطفة (آخر) مبتدأ مرفوع (دعوى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و(هم) مثل الأخير (أن) هي المخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن واجب الحذف (الحمد) مبتدأ مرفوع (للَّه) جارّ ومجرور خبر المبتدأ الحمد (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (دعواهم فيها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: نسبّح (سبحانك) في محلّ رفع خبر المبتدأ دعواهم.
وجملة النداء: (اللهمّ) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (تحيّتهم.. سلام) لا محلّ لها معطوفة على جملة دعواهم...
وجملة: (آخر دعواهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة دعواهم...
وجملة: (الحمد للَّه...) في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.
والمصدر المؤوّل من أن المخفّفة واسمها وخبرها في محلّ رفع خبر المبتدأ (آخر).
الصرف:
(دعوى)، مصدر سماعيّ لفعل دعا يدعو، وزنه فعلى بفتح الفاء فسكون العين.
(تحيّة)، مصدر قياسي لفعل حيّا يحيّي، وقد عوض من إحدى الياءات الثلاث تاء مربوطة، وأصل المصدر تحيية.. فلمّا اجتمعت ياءان وأريد إدغامهما حرّكت الحاء بالكسر وسكّنت الياء الأولى، فالوزن تفعلة، وأصله تفعيل. وإضافة التحيّة إلى الضمير إمّا من إضافة المصدر إلى الفاعل إذا كانوا هم الذين يحيّون الملائكة.. أو من إضافة المصدر إلى المفعول إذا كان اللَّه يحيّيهم.
الفوائد:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ} ونحن هنا بخصوص كلمة (سبحانك) فإننا نعربها مفعولا مطلقا لفعل محذوف، وهناك مصادر تجري على هذا المنوال وتعرب إعرابها، ولما كان ذلك من الأمور الهامة ويخفى على الكثير رأينا تتميما للفائدة أن نذكرها. هناك مصادر مسموعة شاع استعمالها ولا أفعال لها، ولكن القرائن دالة عليها. مثل: (سمعا وطاعة، عجبا، حمدا وشكرا لا كفرا معاذ اللَّه)، ومن المفيد أن نعرض هنا طائفة من هذه المصادر المسموعة لدورانها على الألسنة:
1- فمنها مالا يستعمل إلا مضافا مثل: سبحان اللَّه، معاذ اللَّه.
وقد ورد منها مثناة المصادر الآتية: (لبيك، لبيك وسعديك، وحنانيك، ودواليك، وحذاريك) والمتكلم يريد بذلك التكثير فكأنه يقول تلبية لك بعد تلبية، حنانا بعد حنان.
2- ومنها ما استعمل غير مضاف كالأمثلة الأولى وك (حجرا محجورا) بمعنى منعا ممنوعا.
3- في تفصيل مجمل أو بيان عاقبة مثل فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً.
4- ورد مصادر لا أفعال لها مثل: (ويل، ويب) في الدعاء على الإنسان، و(ويح، ويس) في الدعاء له، و(بلها) يقدرون لها عاملا من معناها ولا يلفظونه، ومتى أضيفت هذه المصادر وجب نصبها، فإذا لم تضف جاز النصب والابتداء بها نقول: (ويل للظالم، وويلا للظالم) أما مثل: (ويل الظالم) فليس غير النصب لأنها أضيفت.
.إعراب الآية رقم (11):
{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (يعجّل) مضارع مرفوع (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعجّل)، (الشرّ) مفعول به منصوب (استعجالهم) منصوب على نزع الخافض أي: كاستعجالهم.. و(هم) مضاف إليه (بالخير) جارّ ومجرور حال من المفعول المقدّر للمصدر استعجال أي استعجالهم الأمور بالخير، اللام واقعة في جواب لو (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (إلى) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قضي)، (أجل) نائب الفاعل مرفوع و(هم) مضاف إليه الفاء عاطفة (نذر) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الذين) موصول مبنيّ في محل نصب مفعول به (لا يرجون لقاءنا) مرّ إعرابها في (طغيان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعمهون)، و(هم) مثل الأخير (يعمهون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (يعجّل اللَّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قضي إليهم أجلهم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (نذر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة فيها استدراك لما سبق أي: لو يعجّل اللَّه الشرّ للناس لأهلكهم، لكننا نمهلهم فنذر.. ففي الكلام التفات.
وجملة: (لا يرجون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يعمهون) في محلّ نصب حال.
الصرف:
(استعجال) مصدر قياسي للسداسي استعجل، وزنه استفعال.
البلاغة:
- التنكيت: في قوله تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ) أصله (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ) تعجيله لهم الخير، فوضع (اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ) موضع تعجيله لهم الخير اشعارا بسرعة إجابته لهم وإسعافه بطلبتهم، حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل لهم. وهو كلام رصين يدل على دقة صاحبه إذ لا يكاد يوضع مصدر مؤكد مقارنا لغير فعله في الكتاب العزيز بدون مثل هذه الفائدة الجليلة. والنحاة يقولون في ذلك: أجرى المصدر على فعل مقدر دل عليه المذكور، ولا يزيدون عليه وإذا راجع الفطن قريحته وناجى فكرته علم أنه إنما قرن بغير فعله لفائدة. وهي في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) التنبيه على نفوذ القدرة في المقدور وسرعة إمضاء حكمها حتى كأن إنبات اللّه تعالى لهم نفس نباتهم، أي إذا وجد الإنبات وجد النبات حتما حتى كأن أحدهما عين الآخر فقرن به.
.إعراب الآية رقم (12):
{وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (12)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (دعانا)، (مسّ) فعل ماض (الإنسان) مفعول به مقدّم منصوب (الضرّ) فاعل مرفوع (دعا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(نا) ضمير مفعول به (لجنب) جارّ ومجرور حال من فاعل دعا والهاء مضاف إليه (أو) حرف عطف (قاعدا) معطوف على الحال الأولى منصوب ومثله (قائما). الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (مرّ) كشف مثل مسّ و(نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (عن) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (كشفنا)، (ضرّ) مفعول به منصوب والهاء مثل الأخير (مرّ) مثل مسّ، والفاعل هو (كأن) حرف تشبيه ونصب مخفّف من التثقيلة، واسمه محذوف أي كأنّه.. (لم) حرف نفي وجزم (يدعنا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و(نا) مثل الأخير (إلى ضرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعنا) على حذف مضاف أي إلى دفع ضرّ أو إزالة ضرّ (مسّ) مثل الأول والهاء مفعول به، والفاعل هو أي الضرّ.
جملة: (مسّ.. الضرّ..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (دعانا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كشفنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (مرّ...) لا محلّ لها جواب الشرط (لمّا).
وجملة: (كأن لم يدعنا...) في محلّ نصب حال من فاعل مرّ.
وجملة: (لم يدعنا...) في محلّ رفع خبر كأن.
وجملة: (مسّه) في محلّ جرّ نعت لضرّ.
الكاف حرف جرّ وتشبيه (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله زيّن الآتي.. اللام للبعد، والكاف للخطاب (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (للمسرفين) جارّ ومجرور متعلّق ب (زيّن)، وعلامة الجرّ الياء (ما) حرف مصدريّ، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (كانوا..) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (زيّن للمسرفين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كانوا....) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة:
- التقسيم أو صحة الأقسام: وهو عبارة عن استيفاء المتكلم جميع أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه، بحيث لا يغادر منه شيئا. وقوله: (دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً) استوفى جميع الهيئات التي يكون عليها الإنسان وقد تردد التقسيم في آل عمران.
الفوائد:
- خلجات النفوس وأوضاع الناس:
هذه الآية الكريمة تصور لنا نموذجا بشريا في الناس لا يختص بزمان أو مكان، وإنما يتكرر ويتوالى على مدار الزمان والمكان، وهو نموذج شائع، ويشكل الغالبية العظمى، إلا من رحم ربك، وقليل ما هم فنحن في هذه الآية مع الإنسان حين يمسه الضر أو تنزل به مصيبة فإنه يدعو اللّه في جميع أحواله مضطجعا أو قائما أو قاعدا، ولكن عند ما يكشف اللّه عنه الضر فإنه ينسى اللّه ويمرّ كأن لم يكن بالأمس شيء! فهذا وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم أنه يصور النفس البشرية بكافة أبعادها، وجميع حالاتها، ونرى هذا التصوير يصدق على الجنس البشري في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة. ولا عجب لأن اللّه خالق الإنسان ويعلم ما هو عليه، ولا تخفى عليه خافية في الأنفس والآفاق.
إعراب الآيات (13- 14):
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14)}.
الإعراب:
الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أهلكنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير فاعل (القرون) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أهلكنا)، و(كم) ضمير مضاف إليه (لمّا ظلموا) مثل لمّا كشفنا، الواو حاليّة (جاءت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث و(هم) ضمير مفعول به (رسل) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاءتهم)، الواو عاطفة (ما) نافية (كانوا) مثل السابق، اللام لام الجحود (يؤمنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كانوا.
(كذلك) مثل السابق، والعامل فعل (نجزي) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (المجرمين) نعت للقوم منصوب وعلامة النصب الياء و(القوم) مفعول به منصوب.
جملة: (أهلكنا) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (ظلموا) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لمّا ظلموا أهلكناهم.
وجملة: (جاءتهم رسلهم) في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة: (ما كانوا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة ظلموا.
وجملة: (يؤمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (نجزي...) لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة.
(ثمّ) حرف عطف (جعلنا) مثل أهلكنا و(كم) ضمير مفعول به (خلائف) مفعول به ثان منصوب (في الأرض) جارّ ومجرور نعت لخلائف (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعلناكم)، و(هم) ضمير مضاف إليه اللام للتعليل (ننظر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عامله (تعملون) وهو مضارع مرفوع.
والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن ننظر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلناكم).
وجملة: (جعلناكم..) لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة المستأنفة في الآية السابقة.
وجملة: (ننظر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تعملون) في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
.إعراب الآية رقم (15):
{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) مثل السابق متعلّق ب (قال)، (تتلى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلى)، (آيات) نائب الفاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (بيّنات) حال منصوبة وعلامة النصب الكسرة (قال) فعل ماض (الذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (لا يرجون لقاءنا) مرّ إعرابها، (ائت) فعل أمر، والفاعل أنت (بقرآن) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائت) (غير) نعت لقرآن مجرور (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أو) حرف عطف (بدّل) مثل ائت والهاء ضمير مفعول به (قل) مثل ائت (ما) نافية (يكون) مضارع تام مرفوع، اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يكون)، (أن) حرف مصدريّ (أبدّل) مضارع منصوب والفاعل أنا والهاء ضمير مفعول به (من تلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أبدّله)، (نفس) مضاف إليه مجرور والياء ضمير مضاف إليه (إن) حرف نفي (أتّبع) مثل أبدّل وهو مرفوع (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (اليّ) مثل لي متعلّق ب (يوحى).
والمصدر المؤوّل (أن أبدّله) في محلّ رفع فاعل يكون.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (أخاف) مثل أبدّل وهو مرفوع (إن) حرف شرط جازم (عصيت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء ضمير فاعل (ربّ) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء والياء مثلها في نفسي (عذاب) مفعول به عامله أخاف، منصوب (يوم) مضاف إليه مجرور (عظيم) نعت ليوم مجرور.
جملة: (تتلى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (قال الذين...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لا يرجون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ائت...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (بدّله) في محلّ نصب معطوفة على جملة ائت.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ما يكون...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أبدّله) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (إن أتّبع) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يوحى إليّ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّي أخاف...) لا محلّ لها تعليل آخر.
وجملة: (أخاف...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إن عصيت...) لا محلّ لها اعتراضيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فإنّي أخاف عذاب اللَّه.
.إعراب الآية رقم (16):
{قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16)}.
الإعراب:
(قل) مثل السابق، (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (اللَّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) نافية (تلوت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل والهاء ضمير مفعول به (عليكم) مثل عليهم، الواو عاطفة (لا) نافية (أدرى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اللَّه الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أدرى)، الفاء تعليليّة (قد) حرف تحقيق (لبثت) مثل تلوت (في) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (لبثت)، (عمرا) مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثت)، وهو على حذف مضاف أي مدة عمر أو أمد عمر (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (لبثت)، والهاء ضمير مضاف إليه الهمزة للاستفهام التوبيخيّ (لا) نافية (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لو شاء اللَّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما تلوته...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لا أدراكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (لبثت...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تعقلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة محذوفة مستأنفة أي أغاب عنكم ذلك فلا تعقلون.
الصرف:
(أدرى)، فيه إعلال بالقلب أصله أدري- بالياء- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل (عمرا)، الاسم من عمر يعمر باب ضرب، وباب نصر بمعنى الحياة أو ما طال منها، وزنه فعل بضمّتين.
.إعراب الآية رقم (17):
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بأظلم (افترى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو وهو العائد (على اللَّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (افترى)، (كذبا) مفعول به، (أو) حرف عطف (كذّب) فعل ماض، والفاعل هو (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّب)، والهاء ضمير مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد والهاء ضمير الشأن في محلّ نصب اسم إنّ (لا) نافية (يفلح) مضارع مرفوع (المجرمون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (من أظلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (افترى...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (كذّب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (إنّه لا يفلح المجرمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يفلح المجرمون) في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة:
خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) استفهام إنكاري معناه النفي، أي لا أحد أظلم من ذلك، ونفي الأظلمية كما هو المشهور كناية عن نفي المساواة. والمراد أنه أظلم من أي ظالم.
.إعراب الآية رقم (18):
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يعبدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دون) جارّ ومجرور حال من فاعل يعبدون أي متجاوزين اللّه (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (لا يضرّ) مثل لا يفلح، و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد الواو عاطفة (ينفعهم) مثل يضرّهم الواو عاطفة (يقولون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (شفعاء) خبر مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (عند) ظرف منصوب متعلّق بشفعاء، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قل) فعل أمر، والفاعل أنت الهمزة للاستفهام الإنكاريّ التعجّبيّ (تنبّئون) مثل يعبدون (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنبّئون)، (لا يعلم) مثل لا يضرّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يعلم)، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ الأول لأنّه معطوف عليه (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (تعالى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل هو (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يشركون) مثل يعبدون.
والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ جرّ متعلّق ب (تعالى).
جملة: (يعبدون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يضرّهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (لا ينفعهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يقولون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدون.
وجملة: (هؤلاء شفعاؤنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أتنبّئون اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا يعلم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (نسبّح) سبحانه) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (تعالى) لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة.
وجملة: (يشركون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ