الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة إبراهيم من الآية 23 إلى الآية 52 ونهاية السورة

إعراب سورة إبراهيم من الآية 23 إلى الآية 52 ونهاية السورة




 
.إعراب الآية رقم (23):{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (23)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (أدخل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (آمنوا) فعل ماض وفاعله (عملوا) مثل آمنوا (الصّالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جنّات) مفعول به عامله أدخل منصوب وعلامة النصب الكسرة (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحتها) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري)، وهو على حذف مضاف أي تحت أشجارها أو بيوتها، و(ها) ضمير مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع (خالدين) حال من الموصول (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخالدين (بإذن) جارّ ومجرور حال ثانية من الموصول، (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و(هم) ضمير مضاف إليه (تحيّتهم)، مبتدأ مرفوع.. و(هم) مثل الأخير (فيها) مثل الأول متعلّق ب (تحيتهم)، (سلام) مبتدأ ثان مرفوع وخبره محذوف تقديره عليكم..
والجملة الاسميّة خبر التحيّة.
جملة: (أدخل الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (تجري... الأنهار) في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: (تحيّتهم... سلام) في محلّ نصب حال من الموصول.
وجملة: (سلام (عليكم)...) في محلّ رفع خبر المبتدأ تحيّتهم.
.إعراب الآيات (24- 25):
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال (ضرب) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مثلا) مفعول به منصوب (كلمة) بدل من المفعول منصوب، (طيّبة) نعت لكلمة منصوبة (كشجرة) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لكلمة، (أصلها) مبتدأ مرفوع.. و(ها) مضاف إليه (ثابت) خبر مرفوع الواو عاطفة (فرعها في السماء) مثل أصلها ثابت، والخبر جاء شبه جملة- جار ومجرور-.
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ضرب اللّه...) في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام.
وجملة: (أصلها ثابت...) في محلّ جرّ نعت لشجرة.
وجملة: (فرعها في السماء...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصلها ثابت.
(تؤتي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هي أي الشجرة (أكلها) مفعول به منصوب.. و(ها) مضاف إليه (كلّ) اسم نائب عن الظرف منصوب متعلّق ب (تؤتي)، (حين) مضاف إليه مجرور (بإذن ربّها) مثل بإذن ربّهم، والجار والمجرور حال من فاعل تؤتي الواو استئنافيّة (يضرب) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الأمثال) مفعول به منصوب (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضرب) بتضمينه معنى يبيّن (لعلّهم) حرف ترجّ ونصب.. و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يتذكّرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (تؤتي...) في محلّ نصب حال من شجرة.
وجملة: (يضرب اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعلّهم يتذكّرون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يتذكّرون...) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(ثابت)، اسم فاعل من الثلاثي ثبت، وزنه فاعل.
(فرعها) اسم هو مصدر في الأصل وزنه فعل بفتح فسكون ثم انتقل إلى معنى اسم الفاعل بمعنى المتفرع من الأصل.
البلاغة:
- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ} فقد ذكر تعالى في هذا التشبيه شجرة موصوفة بأربع صفات، ثم شبه الكلمة الطيبة بها، الصفة الأولى كونها (طيبة) والثانية كون (أصلها ثابت) والثالثة كون (فرعها في السماء) والرابعة كونها (دائمة الثمر). ووجه الشبه في تمثيل الإيمان بالشجرة أن الشجرة لا تكون شجرة إلا بثلاثة أشياء: عرق راسخ وأصل قائم وفرع عال، كذلك الإيمان، لا يتم إلا بثلاثة أشياء: تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالأبدان، فوجود الصفات الثلاث في جانب المشبه به حسية بينما هي في جانب المشبه معنوية.
.إعراب الآية رقم (26):
{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (26)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (مثل) مبتدأ مرفوع (كلمة) مضاف إليه مجرور (خبيثة) نعت لكلمة مجرور (كشجرة) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ، على حذف مضاف أي كمثل شجرة (خبيثة) نعت لشجرة مجرور (اجتثّت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي (من فوق) جارّ ومجرور متعلّق ب (اجتثّت) (الأرض) مضاف إليه مجرور (ما لها من قرار) مثل ما لها من محيص.
جملة: (مثل كلمة... كشجرة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اجتثّت...) في محلّ جرّ نعت لشجرة.
وجملة: (ما لها من قرار) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(قرار)، مصدر سماعيّ لفعل قرّ الثلاثيّ، وزنه فعال بفتح الفاء. وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: قرور بضمّ القاف، وقرّ بفتح القاف، وتقرار، وتقرة بفتح التاء وكسر القاف.
البلاغة:
1- التشبيه التمثيلي: أيضا في تشبيه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة غير الثابتة كأنها اجتثت أو كأنها ملقاة على وجه الأرض، فلا تغوص إلى الأرض بل عروقها في وجه الأرض، ولا غصون لها تمتد صعدا إلى السماء. وهذا معنى قوله: (ما لَها مِنْ قَرارٍ).
2- المجاز العقلي في قوله: (تُؤْتِي أُكُلَها). ففعل الإيتاء مسند إلى غير فاعله الحقيقي، لأن النخلة لا تؤتي أكلها.
الفوائد:
- تقريظ الكلمة:
مهما عظّم أولو الفكر من مقام الكلمة وطلبوا لها من الحرية والتقديس لم يبلغوا في تقييمها ما أراد لها اللّه من التقدير والتقديس، وبيان عظيم خطرها في المجتمعات.
فالكلمة الطيبة مثلها مثل الشجرة الطيبة، جذورها ضاربة في الأرض، وفروعها سابحة في السماء. أما الكلمة الخبيثة، فشأنها شأن الشجرة الخبيثة التي استؤصلت عن سطح الأرض ليس لها قرار أو استقرار.
.إعراب الآية رقم (27):
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ (27)}.
الإعراب:
(يثّبت) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله (بالقول) جارّ ومجرور ومتعلّق ب (يثّبت)، (الثابت) نعت للقول مجرور (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يثّبت)، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (في الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به المجرور الأول فهو معطوف عليه الواو عاطفة (يضلّ اللّه الظالمين) مثل يثّبت اللّه الذين.. وعلامة نصب المفعول الياء الواو عاطفة (يفعل اللّه ما يشاء) مثل يثبّت اللّه الذين آمنوا، وفاعل يشاء ضمير مستتر تقديره هو.
جملة: (يثبّت اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذّين).
وجملة: (يضلّ اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يفعل اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
.إعراب الآيات (28- 30):
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}.
الإعراب:
(لم تر) مرّ إعرابها، (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تر) بتضمينه معنى تنظر (بدّلوا) فعل ماض وفاعله (نعمة) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (كفرا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (أحلّوا قومهم دار) مثل بدّلوا نعمة اللّه كفرا... و(هم) ضمير مضاف إليه (البوار) مضاف إليه مجرور.
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (بدّلوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (أحلّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(جهنّم) بدل من (دار البوار)، منصوب (يصلونها) مضارع مرفوع..
والواو فاعل، و(ها) ضمير مفعول به الواو واو الحال (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (القرار) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي.
وجملة: (يصلونها...) في محلّ نصب حال من جهنّم.
وجملة: (بئس القرار...) في محلّ نصب حال من ضمير الغائب.
الواو عاطفة (جعلوا) مثل بدّلوا (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمفعول ثان (أندادا) مفعول به منصوب اللام لام العاقبة (يضلّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (عن سبيله) جارّ ومجرور متعلّق ب (يضلّوا) بتضمينه معنى يبعدوا، والهاء مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (تمتّعوا) فعل أمر مبني على حذف النون..
والواو فاعل الفاء تعليليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (مصيركم) اسم إنّ منصوب، و(كم) ضمير مضاف إليه (إلى النار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ.
والمصدر المؤوّل (أن يضلّوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلوا).
وجملة: (جعلوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة: بدّلوا..
وجملة: (يضلّوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تمتّعوا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ مصيركم إلى النار...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(البوار)، مصدر بار يبور، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصدر آخر هو بور بضمّ الباء بمعنى الهلاك، والبوار في الأصل الكساد ثمّ أستعير للهلاك لأنه إذا كسد صار غير منتفع به، فأشبه الهلاك من هذا الوجه.
البلاغة:
1- التعجب الوارد بصيغة الاستفهام: في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً} تعجيب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أو لكل أحد مما صنع الكفرة من الأباطيل التي لا تكاد تصدر عمن له أدنى إدراك أي ألم تنظر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه أي شكر نعمته تعالى بأن وضعوا موضعه (كفرا) عظيما وغمطا لها.
1- الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى:
{لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} لما كان الإضلال أو الضلال نتيجة للجعل المذكور، شبه بالغرض والعلة الباعثة فاستعمل له حرفة على سبيل الاستعارة التبعية..إعراب الآية رقم (31):{قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (31)}.
الإعراب:
(قل) مثل السابق، (لعبادي) جارّ ومجرور متعلّق ب (قل)، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لعباد (آمنوا) مثل بدّلوا.. ومفعول قلّ محذوف تقديره أقيموا الصلاة (يقيموا) مضارع مجزوم بجواب الطلب للفعل المقدّر أقيموا، وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (ينفقوا) مثل يقيموا ومعطوف عليه (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ينفقوا)، والعائد محذوف أي رزقناهم إيّاه (رزقناهم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل، و(هم) مفعول به (سرّا) مصدر في موضع الحال منصوب، (علانية) معطوف على (سرّا) بالواو منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقيموا) أو (ينفقوا)، (أن) حرف مصدريّ (يأتي) مضارع منصوب (يوم) فاعل مرفوع (لا) نافية (بيع) مبتدأ مرفوع، (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (خلال) معطوف على بيع مرفوع مثله.
والمصدر المؤوّل (أن يأتي...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (يقيموا...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء، أي: إن يؤمروا بإقامة الصلاة يقيموها.
وجملة: (ينفقوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يقيموا.
وجملة: (رزقناهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يأتي يوم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لا بيع فيه...) في محلّ رفع نعت ليوم.
الصرف:
(خلال)، مصدر سماعيّ للرباعي خالّه أي صادقة، وزنه فعال بكسر الفاء، وهو مفرد.. أو هو جمع خلة بكسر الخاء بمعنى المصادقة والإخاء.
البلاغة:
- حذف المقول:
من قوله تعالى:
{قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا}.. إلخ اتفق أكثر المعربين على أن مقول القول محذوف، يدل عليه جوابه، أي قل لهم أقيموا الصلاة وأنفقوا. وقد رد الحذاق على هذا الإعراب بقوله: وفي هذا الإعراب نظر، لأن الجواب حينئذ يكون خبرا، فإنه إن قال لهم هذا القول امتثلوا مقتضاه فأقاموا الصلاة وأنفقوا، لكنهم قد قيل لهم فلم يمتثل كثير منهم، وخبر اللّه يجل عن الخلف. وهذه النكتة هي الباعثة لكثير من المعربين على العدول عن هذا الوجه من الاعراب، مع تبادره فيما ذكر بادي الرأي. ويمكن تصحيحه بحمل العام على الغالب لا على الاستغراق. ويقوى بوجهين لطيفين:
أحدهما أن هذا النظم لم يرد إلا لموصوف بالايمان الحق المنوه بإيمانه عند الأمر، كهذه الآية وغيرها، مثل قوله تعالى
{قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}.
والثاني تكرر مجيئه للموصوفين بأنهم عباد اللّه المشرفون بإضافتهم إلا اسم اللّه تعالى. وقد قالوا: إن لفظ العباد لم يرد في الكتاب العزيز إلا مدحة للمؤمنين، وخصوصا إذا انضاف إليه تعالى إضافة التشريف. والحاصل أن المأمور في هذه الآية من هو بصدد الامتثال وفي حيّز المسارعة للطاعة، فالخبر في امتثالهم حق وصدق، إما على العموم إن أريد، أو على الغالب.
.إعراب الآيات (32- 34):
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (32) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (33) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السموات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب الواو عاطفة (أنزل) مثل خلق (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، (ماء) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (أخرج) مثل خلق الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أخرج)، (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من (رزقا)- نعت تقدّم على المنعوت، ومن تبعيضيّة- (رزقا) مفعول به منصوب عامله أخرج اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت ل (رزقا)، الواو عاطفة (سخّر) مثل خلق (لكم) مثل الأول متعلّق ب (سخّر)، (الفلك) مفعول به منصوب اللام للتعليل (تجري) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هي (في البحر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري)، (بأمره) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل تجري.. والهاء مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن تجري) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (سخّر).
الواو عاطفة (سخّر لكم الأنهار) مثل سخّر لكم الفلك.
جملة: (اللّه الذي...) لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة.
وجملة: (خلق...) لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (أنزل...) لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة الصّلة.
وجملة: (أخرج...) لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (سخّر...) لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة الصّلة.
وجملة: (تجري...) لا محلّ لها من الإعراب صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (سخّر... (الثانية) لا محلّ لها من الإعراب معطوفة على جملة خلق.
الواو عاطفة (سخّر لكم الشّمس) مثل سخّر لكم الفلك (القمر) معطوف على الشمس بالواو ومنصوب (دائبين) حال منصوبة من الشمس والقمر، وعلامة النصب الياء الواو عاطفة (سخّر لكم الليل) مثل سخّر لكم الفلك (النهار) معطوف على الليل بالواو منصوب.
وجملة: (سخّر لكم الشّمس...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق، أو سخّر.
وجملة: (سخّر لكم اللّيل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق، أو سخّر.
الواو عاطفة (آتاكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (من كلّ) جار ومجرور متعلّق ب (آتاكم)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، (سألتم) فعل ماض وفاعله والواو زائدة إشباع حركة الميم والهاء ضمير مفعول به، ويعود على اللّه الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تعدّوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (لا) نافية (تحصوها) مضارع مجزوم جواب الشرط، ومثل تعدّوا.. و(ها) ضمير مفعول به (إنّ) حرف توكيد ونصب (الإنسان) اسم إنّ منصوب اللام المزحلقة للتوكيد (ظلوم) خبر إنّ مرفوع (كفّار) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (آتاكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة المتقدّمة.
وجملة: (سألتموه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تعدّوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تحصوها...) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ الإنسان لظلوم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دائبين)، مثنّى دائب، اسم فاعل من دأب الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(نعمة)، اسم بمعنى المنعم به، وهو اسم جنس لا يراد به الواحد بل الجمع، وزنه فعلة بكسر الفاء.
(ظلوم) مبالغة اسم الفاعل من ظلم الثلاثيّ، وزنه فعول.
البلاغة:
- التأكيد الذي جعل الخبر إنكاريا: بقوله إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ فقد اشتملت هذه الآية على أربعة تأكيدات أولها (إن) وثانيها (اللام المزحلقة أو لام التأكيد) وصيغة (ظلوم) وصيغة (كفّار).
.إعراب الآيات (35- 38):
{وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36) رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (38)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (إبراهيم) فاعل مرفوع، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. والياء المحذوفة مضاف إليه (اجعل) فعل أمر دعائيّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (البلد) بدل من ذا- أو عطف بيان- منصوب (آمنا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (اجنب) مثل اجعل والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به الواو عاطفة (بنيّ) معطوف على ضمير المتكلّم المفعول منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم..
والياء مضاف إليه (أن) حرف مصدريّ ونصب (نعبد) مضارع منصوب، والفاعل نحن (الأصنام) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن نّعبد...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي عن أن نعبد.. متعلّق ب (أجنبي).
جملة: (قال إبراهيم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يا) ربّ... وجوابها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اجعل...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اجنبي...) لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
وجملة: (نعبد...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
(ربّ) مثل الأول (إنّهنّ) حرف مشبّه بالفعل.. وهنّ ضمير في محلّ نصب اسم أنّ أي الأصنام (أضللن) فعل ماض مبنيّ على السكون..
والنون فاعل (كثيرا) مفعول به منصوب (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (كثيرا)، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تبعني) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط...
والنون للوقاية، والياء ضمير مفعول به، والفاعل هو الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّه) مثل إنّهنّ (من) حرف جرّ والنون للوقاية والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ الواو عاطفة (من عصاني فإنّك) مثل من تبعني فإنّه.. (غفور) خبر إنّ مرفوع (رحيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (يا) ربّ...) لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: (إنّهنّ أضللن...) لا محلّ لها تعليل لطلب الاجتناب...
وجملة: (أضللن...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (من تبعني...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهنّ أضللن.
وجملة: (تبعني...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّه منّي...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (من عصاني...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من تبعني.
وجملة: (عصاني...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: (إنّك غفور...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنه بالفاء (ربنا) منادى مضاف منصوب.. و(نا) ضمير مضاف إليه (إنّي أسكنت) مثل إنّهنّ أضللن (من ذريتيّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت للمفعول المحذوف أي بعضا من ذريتيّ.. والياء ضمير مضاف إليه (بواد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسكن) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (غير) نعت لواد مجرور (ذي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (زرع) مضاف إليه مجرور (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لواد (بيتك) مضاف إليه مجرور... والكاف ضمير مضاف إليه (المحرّم) نعت لبيتك مجرور (ربّنا) مثل الأول اللام للتعليل (يقيموا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الصّلاة) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اجعل) فعل أمر دعائي، والفاعل أنت (أفئدة) مفعول به منصوب (من الناس) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لأفئدة (تهوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، وجملة: (النداء ربّنا...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
والفاعل هي (إلى) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تهوي) الواو عاطفة (ارزقهم) مثل اجعل.. و(هم) ضمير مفعول به (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (ارزق)، (لعلّهم) حرف ترجّ ونصب..
و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (يشكرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
وجملة: (إنّي أسكنت...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أسكنت...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ربّنا (الثانية)...) لا محلّ لها اعتراضيّة لتأكيد الدعاء.
وجملة: (اجعل...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تكرمهم فاجعل...
وجملة: (تهوي...) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل اجعل.
وجملة: (ارزقهم...) في محلّ جزم معطوفة على جملة اجعل.
وجملة: (لعلّهم يشكرون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يشكرون...) في محلّ رفع خبر لعلّ.
والمصدر المؤوّل (أن يقيموا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسكنت).. وجملة يقيموا صلة الموصول الحرفيّ.
(ربّنا) مثل الأول (إنّك) مثل إنّهنّ.. (تعلم) مضارع مرفوع، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نخفي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن الواو عاطفة (ما نعلن) مثل ما نخفي الواو واو الحال، (ما) نافية (يخفى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخفى)، (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يخفى (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لشيء الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (في الأرض) لأنه معطوف عليه.
وجملة: (النداء.. ربّنا) لا محلّ لها استئناف لتأكيد التضرّع.
وجملة: (إنّك تعلم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (تعلم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (نخفي...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف.
وجملة: (نعلن...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني والعائد محذوف.
وجملة: (ما يخفى... من شيء) في محلّ نصب حال.
البلاغة:
1- المجاز العقلي: في اسناد الإضلال للأصنام في قوله أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ أي تسببن له في الضلال، فاسناد الإضلال إليهن مجازي لأنهن جماد لا يعقل منهن ذلك، والمضل في الحقيقة هو الله تعالى وقد يكون مجاز مرسل والعلاقة هي السببية لأنهن سبب الإضلال.
2- الطباق: بصورة متعددة كقوله تعالى:
{رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وما يَخْفى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ}.
الفوائد:
1- (ربّ) منادى مضاف إلى ياء المتكلم.
والمنادي بحسب الإعراب قسمان:
1- مبني على الضم في محلّ نصب. وهو المفرد العلم والنكرة المقصودة.
2- معرب منصوب، وهو النكرة غير المقصودة، والمضاف، والشبيه بالمضاف. وهكذا تكون أقسام المنادي خمسة: مفرد علم، ونكرة مقصودة، ونكرة غير مقصودة، ومضاف، وشبيه بالمضاف، وقد حذف المضاف إليه وهو الياء.
وقد جرت معالجة نظير له فعد إليه في مظانه.
إعراب الآيات (39- 41):
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (41)}.
الإعراب:
(الحمد) مبتدأ مرفوع (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ (الّذي) موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (وهب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (وهب) (على الكبر) جارّ ومجرور حال من الياء (إسماعيل) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (إسحاق) معطوف على إسماعيل بالواو منصوب مثله (إنّ) حرف توكيد ونصب (ربّي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه اللام المزحلقة للتوكيد (سميع) خبر إنّ مرفوع (الدّعاء) مضاف إليه مجرور.
جملة: (الحمد للّه...) لا محلّ لها استئناف في حيّز دعاء إبراهيم.
وجملة: (وهب...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي).
وجملة: (إنّ ربي لسميع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(ربّ) مرّ إعرابه، (اجعلني) مثل اجنبي، (مقيم) مفعول به ثان منصوب (الصّلاة) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (من ذرّيّتي) مرّ إعرابها.
متعلّق بنعت مقدّر معطوف على ضمير المتكلّم في (اجعلني) أي: اجعلني مقيم الصلاة وبعضا من ذريّتي، (ربّنا) مرّ إعرابه، الواو عاطفة (تقبّل) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (دعاء) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف- أو لمناسبة رؤوس الآي- والياء المحذوفة ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (النداء وجوابها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اجعلني...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (ربّنا...) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (تقبّل دعاء...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الأول.
(ربّنا) مثل السابقة، (اغفر) مثل تقبّل (لي) مثل الأول متعلّق ب (اغفر)، الواو عاطفة (لوالديّ) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الياء، والياء الثانية مضاف إليه الواو عاطفة (للمؤمنين) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه، وعلامة الجرّ الياء، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق به (اغفر)، (يقوم) مضارع مرفوع (الحساب) فاعل مرفوع.
وجملة: (ربّنا اغفر لي...) لا محلّ لها استئناف في حيّز الدعاء الجاري.
وجملة: (اغفر...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يقوم الحساب...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الصرف:
(مقيم)، اسم فاعل في أقام الرباعي، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالقلب، أصله مقوم- بسكون القاف وكسر الواو- ثمّ سكّنت الواو ونقلت الحركة إلى القاف- إعلال بالتسكين- فلمّا كسر ما قبل الواو الساكنة قلبت ياء.
البلاغة:
- الاستعارة: في قوله تعالى:
{يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ} أي يثبت ويتحقق، واستعمال القيام فيما ذكر إما مجاز مرسل أو استعارة، ومن ذلك قامت الحرب، وجوز أن يكون قد شبه الحساب برجل قائم على الاستعارة المكنية وأثبت له القيام على التخييل، وأن يكون المراد يقوم أهل الحساب فحذف المضاف أو أسند إلى الحساب ما لأهله مجازا.
الفوائد:
بناء الكعبة:
أفضى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل بسر رهيب وأمر عجيب قال له: يا بنيّ ان الله أمرني أن أبني هنا بيتا..
وأشار إلى مكان الكعبة، وأخذا يرفعان القواعد من البيت وهما يسألان الله قائلين: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
وقد جعل إسماعيل يهيئ الأدوات ويأتي بالحجارة وإبراهيم يرفع بالبناء، ثم قال إبراهيم يا بني انشد لي حجرا أضعه تحت قدميّ لعلي أستطيع إتمام ما بدأت وأشرف على ما بنيت. عثر إسماعيل على الحجر الأسود فقدمه إلى أبيه حيث أقام عليه بيني وإسماعيل يناوله وينتقل حول البناء حتى تم بناء البيت الذي أصبح مثابة للناس واستجاب الله دعوة إبراهيم: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ سورة إبراهيم الآية 38.
.إعراب الآيات (42- 43):
{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ (43)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (تحسبنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم، والفاعل أنت والنون للتوكيد (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به أول منصوب (غافلا) مفعول به ثان منصوب (عن) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يعمل) مضارع مرفوع (الظالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو (إنّما) كافّة ومكفوفة (يؤخّرهم) مثل يعمل... و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (ليوم) جارّ ومجرور متعلّق به (يؤخّر)، (تشخص..
الأبصار) مثل يعمل الظالمون (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلق ب (تشخص).
جملة: (لا تحسبنّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعمل الظّالمون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) والمصدر المؤوّل (ما يعمل...) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (غافلا) وجملة: (يؤخّرهم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تشخص فيه الأبصار...) في محلّ جرّ نعت ليوم.
(مهطعين) حال منصوبة من الأبصار لأنها دالّة على أصحابها وعلامة النصب الياء، (مقنعي) حال ثانية منصوبة مثل معطهين (رؤوسهم) مضاف إليه مجرور و(هم) مضاف إليه (لا) حرف للنفي (يرتدّ) مثل يعمل (إلى) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق- (يرتدّ)، (طرفهم) فاعل مرفوع، و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (أفئده) مبتدأ مرفوع و(هم) مثل الأخير (هواء) خبر مرفوع.
وجملة: (لا يرتدّ إليهم طرفهم...) في محلّ نصب حال من الضمير في مقنعي.
وجملة: (أفئدتهم هواء...) في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يرتدّ....
الصرف:
(مهطعين)، جمع مهطع، اسم فاعل من أهطع بمعنى أسرع.
وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(مقنعي)، جمع مقنع، حذفت نونه للإضافة، اسم فاعل مثل مهطع، وزنه مفعل.
(طرف)، هو في الأصل مصدر، ثم أطلق على الباصرة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(هواء)، اسم جامد في الأصل، واستعمل هنا كصفة بمعنى فارغة أو خاوية، ولهذا قدّر فيه معنى التاء الدالّة على الجمع فبقي مفردا، وزنه فعال بفتح الفاء.. والهمزة المتطرّفة منقلبة عن ياء لأنه يجمع على أهوية، فلمّا تطرّفت الياء بعد ألف ساكنة قلبت همزة.
الفوائد:
1- عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ: إذا دخل (حرف الجر عن) على (ما) الموصولية كتبت بالألف، كما هي في هذه الآية. وإذا دخل على (اسم استفهام) حذفت الألف وكتبت بالميم فحسب، كقوله تعالى: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ).
2- (مهطعين): حال، والحال: اسم نكرة منصوب يبين هيئة الفاعل أو المفعول به، أو هما معا عند وقوع الفعل.
مثال الحال التي تبين هيئة الفاعل، مثل: (سأزحف ثائرا متمردا)، وهيئة المفعول مثل: (ركب عليّ السيارة مسرعة).
أنواع الحال: آ- الحال المفردة: وهي ما ليست جملة ولا شبه جملة، وتطابق صاحبها في النوع (التذكير والتأنيث) وفي العدد (الإفراد أو التثنية والجمع) مثل: (واجه الصّعاب قويا)، (واجها الصّعاب قويين)، (واجهوا الصّعاب أقوياء).
ب- الحال شبه الجملة، وهي التي تأتي متعلق (ظرف أو جار ومجرور)، نحو: (الصيف على الجبال أجمل منه على الشاطئ).
ج- الحال جملة (اسمية أو فعلية)، نحو: رأيت زيدا وهو خارج، ورأيت زيدا يخرج.
يشترط في الجملة التي تقع حالا أن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال وهذا الرابط قد يكون:
(1) الواو فقط، مثل: (لن نفعل والعدوّ متربص).
(2) أو الضمير فقط، مثل: (جئت وقد هبط الظلام).
(3) أو الضمير والواو معا، مثل: لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى.
.إعراب الآيات (44- 45):
{وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (44) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (45)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (أنذر) فعل أمر، والفاعل أنت (الناس) مفعول به منصوب (يوم) مفعول به ثان منصوب وهو على حذف مضاف أي أنذرهم أهواله (يأتيهم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، و(هم) ضمير مفعول به، (العذاب) فاعل مرفوع الفاء عاطفة (يقول) مثل يأتي (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (ربّنا) مرّ إعرابها، (أخّرنا)، مثل انذر.. و(نا) ضمير مفعول به (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخّرنا)، (قريب) نعت لأجل مجرور (نجب) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل نحن (دعوتك) مفعول به منصوب.. والكاف مضاف إليه الواو عاطفة (نتّبع الرسل) مثل نجب دعوتك وحرّك آخر الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين الهمزة للاستفهام الواو عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون... والواو اسم تكون (أقسمتم) فعل ماضي مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل (ما) نافية اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (زوال) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخر.
جملة: (أنذر الناس...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يأتيهم العذاب...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يقول الذين...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يأتيهم العذاب.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (النّداء وجوابها...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أخّرنا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (نجب...) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (نتّبع...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نجب..
وجملة: (لم تكونوا...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: القول المقدّرة معطوفة على جملة يقول الذين ظلموا.
وجملة: (أقسمتم...) في محلّ نصب خبر تكونوا.
وجملة: (ما لكم من زوال...) لا محلّ لها جواب القسم.
الواو عاطفة (سكنتم) مثل أقسمتم (في مساكن) جارّ ومجرور متعلّق ب (سكنتم)، (الّذين) موصول مضاف إليه (ظلموا) مثل الأول (أنفسهم) مفعول به منصوب.. و(هم) مضاف إليه الواو استئنافيّة (تبيّن) فعل ماض والفاعل محذوف مفهوم من سياق الكلام أي تبيّن حالهم (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها (فعلنا) وهو فعل وفاعل الباء حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فعلنا)، الواو استئنافيّة (ضربنا) مثل فعلنا (لكم) مثل الأول متعلّق ب (ضربنا)، (الأمثال) مفعول به منصوب.
وجملة: (سكنتم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة أقسمتم.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (تبيّن لكم (الحال)...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فعلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّ.
وجملة: (ضربنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(زوال) مصدر الثلاثي زال وزنه فعال بفتح الفاء وثمّة مصادر أخرى منها زول بفتح وسكون وزوالان زنة فعلان بفتحتين.
.إعراب الآيات (46- 48):{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (48)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (مكروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (مكرهم) مفعول مطلق منصوب. (هم) مضاف إليه الواو عاطفة (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (مكرهم) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وهو على حذف مضاف أي جزاء مكرهم أو علم مكرهم.. و(هم) مثل الأوّل الواو استئنافيّة (إن) نافية، (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (مكرهم) اسم كان مرفوع، و(هم) مثل الأول اللام لام التعليل، (تزول) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تزول) ومن سببيّة (الجبال) فاعل مرفوع.
والمصدر المؤوّل (أن تزول) في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: (قد مكروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عند اللّه مكرهم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كان مكرهم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تزول منه الجبال...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب، (لا تحسبنّ اللّه مخلف) مثل ولا تحسبنّ اللّه غافلا، (وعده) مضاف إليه مجرور.. والهاء مضاف إليه (رسله) مفعول به أول لاسم الفاعل مخلف المضاف إلى مفعوله الثاني وعد والهاء مثل الأخير (إنّ) حرف توكيد ونصب (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ (عزيز) خبر إنّ مرفوع (ذو) خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو (انتقام) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (لا تحسبنّ...) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي تنبّه فلا تحسبنّ.. أو معطوفة على الاستئناف المتقدّم قد مكروا....
وجملة: (إنّ اللّه عزيز...) لا محلّ لها تعليليّة.
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بانتقام، (تبدّل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (الأرض) نائب الفاعل مرفوع (غير) مفعول به منصوب، (الأرض) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (السموات) معطوف على نائب الفاعل مرفوع الواو استئنافيّة (برزوا) مثل مكروا (للّه) جارّ ومجرور ومتعلّق ب (برزوا) على حذف مضاف أي لجزاء اللّه (الواحد) نعت للفظ الجلالة مجرور (القهّار) نعت ثان مجرور.
وجملة: (تبدّل الأرض...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (برزوا...) لا محلّ لها استئنافيّة، أو حال بتقدير قد.
الصرف:
(مخلف)، اسم فاعل من أخلف الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى:
{وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ} فقد شبه بقوله لتزول منه الجبال مكرهم لتفاقمه وشدته، وافتتانهم فيه وبلوغهم الغاية منه، وشبه شريعته وآياته وما أنزله على نبيه من تعاليم سامية، وحجج بينة، شبهها بالجبال في رسوخها وتمكنها من نفوس المؤمنين.
الفوائد:
1- مُخْلِفَ وَعْدِهِ:
مخلف مفعول به ثان للفعل (تحسبنّ) وهو مضاف. ولو قرئ منقطعا عن الإضافة منونا (مخلفا وعده) لكان عمل عمل اسم الفاعل، وأصبح وعده مفعولا به لاسم الفاعل. ولهذا البحث تتمة سنوفيه حقه فيما سيأتي.
(2) يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ.
ذهب المفسرون والمفكرون مذاهب في التبديل أهمها مذهبان:
الأول أن التبديل من حال إلى حال مع بقاء الأصل كما هو.
والثاني أن التبديل هو الذهاب بالشيء واستبداله بآخر.
.إعراب الآيات (49- 51):
{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (49) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (51)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ترى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت (المجرمين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (يومئذ) ظرف منصوب متعلّق ب (ترى).. إذ ظرف مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين عوض من جملة محذوفة (مقرّنين) حال منصوبة من المجرمين، وعلامة النصب الياء (في الأصفاد) جار ومجرور متعلّق بمقرّنين.
جملة: (ترى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(سرابيلهم) مبتدأ مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (من قطران) جار ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الواو عاطفة (تغشى) مثل ترى (وجوههم) مفعول به منصوب، و(هم) مثل الأول (النار) فاعل تغشى مرفوع.
وجملة: (سرابيلهم من قطران...) في محلّ نصب حال من المجرمين.
وجملة: (تغشى... النار) في محلّ نصب معطوفة على الجملة الحاليّة.
اللام للتعليل (يجزي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (كلّ) مفعول به منصوب (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) موصول مفعول به، والعائد محذوف (كسبت) فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل هي.
والمصدر المؤوّل (أن يجزي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل ذلك.
(إنّ اللّه سريع) مثل إنّ اللّه عزيز، (الحساب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (يجزي اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (كسبت...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ اللّه سريع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مقرّنين)، جمع مقرّن، اسم مفعول من قرّن الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(الأصفاد)، جمع صفد اسم للقيد والغلّ- بضمّ الغين- وزنه فعل بفتحتين، ووزن الجمع أفعال.
(سرابيل)، جمع سربال، اسم للثوب، وزنه فعلال بكسر الفاء وسكون العين.
(قطران)، اسم للمادّة التي تطلي بها الإبل من الجرب، وزنه فعلان بفتح فكسر- وقد تسكّن الطاء.
.إعراب الآية رقم (52):
{هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (52)}.
الإعراب:
(ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بلاغ) خبر مرفوع (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ببلاغ، الواو عاطفة اللام للتعليل (ينذروا) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، وعلامة النصب حذف النون.. والواو نائب الفاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ينذروا) والباء سببيّة.
والمصدر المؤوّل (أن ينذروا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أنزل ذلك معطوفا على مقدّر أي: أنزل ذلك لينصحوا ولينذروا...
الواو عاطفة (ليعلموا) مثل لينذروا في البناء للمعلوم (أنّما) كافّة ومكفوفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إله) خبر مرفوع (واحد) نعت لإله مرفوع الواو عاطفة اللام للتعليل (يذّكّر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أولو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو، فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (هذا بلاغ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ينذروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يعلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
والمصدر المؤوّل (أن يعلموا) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل (لينذروا) لأنه معطوف عليه.
والمصدر المؤول (أنّما هو إله واحد) في محلّ نصب سدّ سدّ مفعولي يعلموا ولا عبرة ب (ما) الكافة إذ يبقى (أنّ) على مصدريته.
وجملة: (يذّكّر أولو الألباب...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثالث.
والمصدر المؤوّل (أن يذّكّر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل (لينذروا) لأنه معطوف عليه.
انتهى الجزء الثالث عشر بعون الله تعالى.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ