الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة يونس من الآية 19 إلى الآية 35

إعراب سورة يونس من الآية 19 إلى الآية 35




 
.إعراب الآية رقم (19):{وَما كانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)}.
الإعراب:
الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (الناس) اسم كان مرفوع (إلّا) أداة حصر (أمّة) خبر كان منصوب (واحدة) نعت لأمّة منصوب الفاء عاطفة (اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل الواو عاطفة (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره موجودة (سبقت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث، والفاعل هي (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة والكاف ضمير مضاف إليه اللام واقعة في جواب لولا (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي العذاب المفهوم من سياق الكلام (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي)، (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قضي)، (في) مثل الأول والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (ما كان الناس...) لا محلّ لها استئنافيّة.. أو معطوفة على جملة يعبدون..
وجملة: (اختلفوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لولا كلمة...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (سبقت) في محلّ رفع نعت لكلمة.
وجملة: (قضي بينهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يختلفون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
.إعراب الآية رقم (20):
{وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (يقولون) مثل يختلفون، (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (آية) نائب الفاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، والهاء مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّما) كافّة ومكفوفة (الغيب) مبتدأ مرفوع (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر آخر (انتظروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بالمنتظرين، و(كم) ضمير مضاف إليه (من المنتظرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (يقولون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدون.
وجملة: (لولا أنزل.. آية) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) جواب شرط مقدّر أي إن يقولوا هذا القول فقل..
وجملة: (الغيب للّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (انتظروا....) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم تؤمنوا فانتظروا..
وجملة: (إنّي.. من المنتظرين) لا محلّ لها في حكم التعليل.
.إعراب الآية رقم (21):
{وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (21)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (أذقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل (الناس) مفعول به منصوب (رحمة) مفعول به ثان منصوب (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (أذقنا)، (ضرّاء) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو منته بألف التأنيث الممدودة (مسّ) فعل ماض والتاء للتأنيث و(هم) ضمير مفعول به (إذا) حرف فجائي اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مكر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (في آيات) جارّ ومجرور متعلّق بمكر بحذف مضاف أي في تأويل آياتنا و(نا) ضمير مضاف إليه (قل) فعل أمر والفاعل أنت (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (أسرع) خبر مرفوع (مكرا) تمييز منصوب (إنّ) مثل السابق، (رسل) اسم إنّ منصوب و(نا) مضاف إليه (يكتبون) مثل يختلفون، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (تمكرون) مثل يختلفون.
جملة: (أذقنا...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (مسّتهم) في محلّ جرّ نعت لضرّاء.
وجملة: (لهم مكر...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه أسرع...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ رسلنا يكتبون..) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يكتبون...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تمكرون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف.
البلاغة:
الإشارة: وفي قوله: (قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً) فن الإشارة، لأن أفعل التفضيل دلّ على أن مكرهم كان سريعا، ولكن مكر اللّه أسرع منه. وإذا الفجائية يستفاد منها السرعة. والمعنى أنهم فاجؤوا المكر أي أوقعوه على جهة الفجاءة والسرعة.
.إعراب الآيات (22- 23):
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)}.
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ (يسيّر) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (في البرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسيّر)، الواو عاطفة (البحر) معطوف على البرّ مجرور (حتّى) حرف ابتداء (إذا) مثل السابق متعلّق ب (جاءتها)، (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون.. و(تم) اسم كان (في الفلك) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنتم الواو عاطفة (جرين) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والنون نون النسوة أي الفلك الباء حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جرين)، وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة (بريح) جارّ ومجرور متعلّق ب (جرين)، (طيّبة) نعت لريح مجرور الواو عاطفة (فرحوا) فعل ماض وفاعله (بها) مثل بهم متعلّق ب (فرحوا)، (جاءت) فعل ماض، والتاء للتأنيث و(ها) ضمير مفعول به (ريح) فاعل مرفوع (عاصف) نعت لريح مرفوع الواو عاطفة (جاءهم الموج) مثل جاءتها ريح (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاء)، (مكان) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (ظنّوا) مثل فرحوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (أحيط) فعل ماض مبنيّ للمجهول (بهم) مثل الأول في محلّ رفع الفاعل (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (مخلصين) حال منصوبة من فاعل دعوا، وعلامة النصب الياء اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمخلصين الدين مفعول به لاسم الفاعل مخلصين منصوب اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (أنجيت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء فاعل و(نا) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنجيتنا) اللام لام القسم (نكونن) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن (من الشاكرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر نكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل (أنّهم أحيط.) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا.
جملة: (هو الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسيّركم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (كنتم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (جرين...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم.
وجملة: (فرحوا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة كنتم.
وجملة: (جاءتها ريح...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (جاءهم الموج...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (ظنّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.
وجملة: (أحيط بهم) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (دعوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إن أنجيتنا) لا محلّ لها تفسير لمعنى الفعل دعوا.
وجملة: (نكوننّ...) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (أنجى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إذا) فجائيّة (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يبغون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يبغون)، (بغير) جارّ ومجرور حال من فاعل يبغون أي مجانبين للحقّ (الحقّ) مضاف إليه مجرور. (يا) حرف نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (إنّما بغيكم على أنفسكم) مثل إنّما الغيب للّه و(كم) مضاف إليه في اللفظين (متاع) مفعول مطلق لفعل محذوف، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع.. و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (ننبّئ) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و(كم) ضمير مفعول به (بما كنتم تعملون) مثل بما كانوا يكفرون.
وجملة: (أنجاهم...) في محلّ جرّ بإضافة (لمّا) إليها.
وجملة: (هم يبغون) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يبغون) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
وجملة: (يأيّها الناس...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّما بغيكم على أنفسكم) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: تتمتّعون (متاع) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إلينا مرجعكم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: (ننبئكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إلينا مرجعكم.
وجملة: (كنتم تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: (تعملون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(عاصف)، اسم فاعل من عصف يعصف باب ضرب، وهو صفة تطلق على المذكّر والمؤنّث، ويقال أيضا عاصفة، وزنه فاعل.
(الموج)، اسم على وزن المصدر لما ارتفع من الماء على سطحه، وزنه فعل بفتح فسكون، واحدته موجة، جمعه أمواج.
(يبغون)، انظر الآية (83) من سورة آل عمران.. الصرف واحد ولكن المعنى مختلف.
البلاغة:
1- الالتفات: في قوله تعالى: (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) التفات من الخطاب إلى الغيبة للإيذان بما لهم من سوء الحال، الموجب للإعراض عنهم كأنه يذكر لغيرهم مساوئ أحوالهم.
2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ) أي أهلكوا ففي الكلام استعارة تبعية، وقيل: إن الإحاطة استعارة لسد مسالك الخلاص، تشبيها له بإحاطة العدو بإنسان، ثم كنى بتلك الاستعارة عن الهلاك، لكونها من روادفها ولوازمها.
3- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) معناه: إنما بغيكم وبال على أنفسكم لأن البغي لا يقع على الأنفس، وإنما هو الوبال. ولما كان البغي هو سببه ذكره على طريق المجاز المرسل والعلاقة السببية.
الفوائد:
الأمور التي يتعدّى بها الفعل القاصر.
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} والملاحظ أن الفعل يسيّر قد تعدى إلى مفعول به وأصل الفعل (سار) هو لازم فعند ما أصبح سيّر على وزن فعّل صار متعدّيا. وإتماما للفائدة سنورد الحالات التي يصبح فيها الفعل اللازم متعدّيا وهي:
1- دخول همزة التعدية على أوله، كقوله تعالى: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ ورَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ).
وقد ينقل المتعدي إلى واحد بالهمزة إلى التعدي لاثنين: نحو: (ألبست زيدا ثوبا) ولم ينقل المتعدي إلى اثنين إلى ثلاثة بالهمزة إلا في رأى وعلم مثل: أعلم الجندي القائد الأمر خطيرا.
2- ألف المفاعلة، تقول في جلس زيد ومشى وسار جالست زيدا، وماشيته، وسايرته.
3- صوغه على وزن (فعلت) لإفادة الغلبة، تقول: كرمت زيدا أي غلبته في الكرم.
4- صوغه على وزن: استفعل للطلب أو النسبة إلى الشيء ك (استخرجت المال) و(واستحسنت زيدا) أي طلبت استخراج المال ونسبت الحسن إلى زيد.
5- تضعيف العين: تقول في فرح زيد: فرّحته، ومنه قوله تعالى الوارد في هذه الآية: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ).
.إعراب الآية رقم (24):{إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)}.
الإعراب:
(إنّما مثل الحياة الدنيا كماء) مثل إنّما الغيب للّه، (الحياة) مضاف إليه مجرور (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (أنزلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون. و(نا) فاعل والهاء ضمير مفعول به (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلناه)، الفاء عاطفة (اختلط) فعل ماض الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اختلط)، (نبات) فاعل مرفوع (الأرض) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من نبات الأرض (يأكل) فعل مضارع مرفوع (الناس) فاعل مرفوع (الأنعام) معطوف على الناس بالواو مرفوع. (حتّى إذا) مرّ إعرابها، (أخذت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (الأرض) فاعل مرفوع (زخرف) مفعول به منصوب و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ازيّنت) مثل أخذت، والفاعل هي الواو عاطفة (ظنّ) فعل ماض (أهل) فاعل مرفوع و(ها) مضاف إليه (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (قادرون) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو (على) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بالخبر (أتاها) مثل أنجاهم، (أمر) فاعل مرفوع و(نا) ضمير مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتى)، (أو) حرف عطف (نهارا) معطوف على (ليلا) منصوب ومتعلّق بما تعلّق به المعطوف عليه الفاء عاطفة (جعلنا) مثل أنزلنا و(ها) ضمير مفعول به أوّل (حصيدا) مفعول به ثان منصوب (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف (لم) حرف نفي وجزم (تغن) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هي (بالأمس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تغن)، الكاف حرف جرّ، (ذلك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفصّل.. واللام للبعد والكاف للخطاب (نفصّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفصّل)، (يتفكّرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (مثل الحياة.. كماء) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزلناه) في محلّ جرّ نعت لماء.
وجملة: (اختلط به نبات...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أنزلناه.
وجملة: (يأكل الناس) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (أخذت الأرض...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ازيّنت...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذت؟
الأرض.
وجملة: (أتاها أمرنا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (جعلناها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (كأن لم تغن...) في محلّ نصب حال من مفعول جعلناها.
وجملة: (لم تغن...) في محلّ رفع خبر كأن.
وجملة: (نفصّل الآيات) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتفكّرون) في محلّ جرّ نعت لقوم.
الصرف:
(ازّيّنت)، فيه إبدال التاء زايا وأصله تزيّنت، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت للإدغام، ثمّ جيء بهمزة الوصل تخلّصا من البدء بالساكن، وزنه اتفعّلت.
(حصيدا)، صفة مشتقّة من حصد يحصد باب نصر، وزنه فعيل بمعنى مفعول أي محصودا بمعنى كالمحصود.
(تغن)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، ففيه ألف محذوفة، وزنه تفع بفتح العين.
(الأمس)، اسم ظرفي دال على الزمن الماضي البعيد وزنه فعل بفتح فسكون.. جمعه آمس بضم الميم وأموس بضم الهمزة والميم وآماس..
والنسبة إليه إمسيّ بكسر الهمزة وسكون الميم على غير القياس.
البلاغة:
1- التشبيه المركب: في الآية الكريمة وفي قوله تعالى: (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ) شبهت الآية حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها بعد الإقبال، بحال نبات الأرض في جفافه وذهابه حطاما بعد ما التف وتكاثف وزين الأرض بخضرته ورفيفه.
2- الاستعارة بالكناية: في قوله تعالى: (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ) ففي الكلام استعارة بالكناية، حيث شبهت الأرض بالعروس، وحذف المشبه به، وأقيم المشبه مقامه. وإثبات أخذ الزخرف لها تخييل، وما بعده ترشيح.
3- الاستعارة: في قوله تعالى: (فَجَعَلْناها حَصِيداً) استعارة مصرحة. والأصل جعلنا نباتها هالكا. فشبه الهالك بالحصيد، وأقيم اسم المشبه به مقامه، ولا ينافيه تقدير المضاف، كما توهم، لأنه لم يشبه الزرع بالحصيد بل الهالك به.
وذهب السكاكي إلى أن في الكلام استعارة بالكناية حيث شبهت الأرض المزخرفة والمزينة بالنبات الناضر المونق الذي ورد عليه ما يزيده ويغنيه وجعل الحصيد تخيلا.
الفوائد:
- التناسق في المعنى:
لقد عبرت هذه الآية الكريمة عن سرعة زوال الحياة الدنيا وفنائها، وأنها زخرف خادع، سرعان ما يبهت وينطفئ بريقه، وهناك لفتات في التعبير توحي بهذا المعنى إيحاء شديدا، فقد قال تعالى: (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ) نحن هنا في التعبير على سرعة زوال الدنيا، لذلك جاء المعنى متناسقا مع هذه الفكرة، ونرى كيف أن النبات هو الذي يسرع ليستقبل ماء السماء مع أن ماء السماء هو الذي يسقط على النبات، وفي هذا قوة في المعنى تمنحه بعدا عميقا، وكذلك يقفز الزمن مراحل سريعة، فسرعان ما تأخذ الأرض زخرفها وتتزين، وسرعان ما يظن أهلها أنهم مقيمون في نعيمها، وسرعان ما يأتيها أمر اللَّه ليلا أو نهارا، فتصبح حصيدا كأن لم تغن بالأمس، تناسق بديع وملاءمة بين المعنى والمبنى تبلغ قمة الكمال!
.إعراب الآية رقم (25):
{وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (اللَّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يدعو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل هو (إلى دار) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدعو)، (السلام) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يهدي) مثل يدعو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي اللَّه، والعائد محذوف أي من يشاء اللَّه هدايته (إلى صراط) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي)، (مستقيم) نعت لصراط مجرور.
جملة: (اللَّه يدعو...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدعو...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (يهدي...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يدعو.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
.إعراب الآيات (26- 27):
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (27)}.
الإعراب:
اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أحسنوا) فعل ماض مبني على الضمّ..
والواو فاعل (الحسنى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (زيادة) معطوف على الحسنى مرفوع الواو عاطفة (لا) نافية (يرهق) مضارع مرفوع (وجوه) مفعول به مقدّم منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (قتر) فاعل مرفوع الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ذلّة) معطوف على قتر مرفوع مثله (أولئك) اسم اشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (أصحاب) خبر مرفوع (الجنّة) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (للذين أحسنوا الحسنى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أحسنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يرهق.. قتر) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أولئك أصحاب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هم فيها خالدون) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك.
الواو عاطفة (الذين) مبتدأ مبنيّ في محلّ رفع، (كسبوا) مثل أحسنوا (السيّئات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (جزاء) مبتدأ مرفوع (سيئة) مضاف إليه مجرور (بمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر جزاء أي مستقرّ، أو مقدّر، و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ترهق) مثل يرهق و(هم) ضمير مفعول به (ذلّة) فاعل مرفوع (ما) نافية اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بعاصم (من) حرف جرّ زائد (عاصم) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (كأنّما) كافّة ومكفوفة (أغشيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث (وجوه) نائب الفاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (قطعا) مفعول به منصوب بتضمين فعل أغشيت معنى ألبست (من الليل) جارّ ومجرور نعت ل (قطعا) (مظلما)، حال من الليل منصوبة (أولئك.... خالدون) مثل الأولى.
وجملة: (الذين كسبوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة للذين أحسنوا الحسنى.
وجملة: (كسبوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (جزاء سيّئة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (ترهقهم ذلّة) في محلّ رفع معطوفة على جملة جزاء سيّئة..
وجملة: (ما لهم.. من عاصم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كأنّما أغشيت وجوههم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أولئك أصحاب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هم فيها خالدون) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ أولئك.
الصرف:
(قتر)، اسم بمعنى الغبار الذي فيه سواد، أو هو الدخان، ومنه غبار القدر، وقد يراد به اللون دون المادة، وزنه فعل بفتحتين، وهو مأخوذ من فعل قتر يقتر باب نصر وباب ضرب وباب فرح.
(عاصم)، اسم فاعل من عصم الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فاعل.
(قطعا)، جمع قطعة، اسم لما يقتطع من الشيء، وزنه فعلة بكسر فسكون، ووزن قطع فعل بكسر ففتح.
(مظلما)، اسم فاعل من أظلم الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
.إعراب الآيات (28- 29):
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (29)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (نحشر) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم و(هم) ضمير مفعول به ويعود إلى الخلق، (جميعا) حال منصوبة من ضمير المفعول (ثمّ) حرف عطف (نقول) مثل نحشر اللام حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (نقول)، (أشركوا) مثل أحسنوا، (مكانكم) اسم فعل أمر بمعنى اثبتوا منقول عن الظرف، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنتم، (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير المستتر في اسم الفعل، والواو عاطفة (شركاء) معطوف على الضمير المستتر تبعة في الرفع و(كم) ضمير مضاف إليه الفاء استئنافيّة (زيّلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (زيّلنا)، و(هم) مثل كم الأخير الواو عاطفة (قال) فعل ماض (شركاء) فاعل مرفوع و(هم) مثل كم (ما) نافية (كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه، (إيّانا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (تعبدون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (نحشرهم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نقول...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نحشرهم.
وجملة: (أشركوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (مكانكم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (زيّلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال شركاؤهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّلنا...
وجملة: (ما كنتم... تعبدون) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تعبدون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الفاء عاطفة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف الباء حرف جرّ زائدة (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) تمييز منصوب، (بيننا) مثل بينهم متعلّق بشهيد الواو عاطفة (بينكم) مثل بينهم ومعطوف على بيننا (إن) مخفّفة من الثقيلة، واسمه ضمير محذوف أي إنّنا (كنّا) مثل كنتم (عن عبادة) جارّ ومجرور متعلّق بغافلين و(كم) ضمير مضاف إليه اللام هي الفارقة التي تميّز إن المخفّفة من غيرها (غافلين) خبر كنّا منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: (كفى باللّه...) في محلّ نصب معطوف على جملة ما كنتم.. تعبدون.
وجملة: (إن كنّا...) لا محلّ لها في حكم العليليّة.
وجملة: (كنّا... غافلين) في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
الصرف:
(زيّلنا)، قيل فيه إعلال بالقلب، مجرّده زال يزول، وأصله زيولنا.. فلمّا اجتمعت الياء والواو وكانت الأولى منهما ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الثانية وزنه فيعلنا.. وقيل إن مجرّدة زال يزيل، يقال زلت الشيء عن مكانه أزيله، وعلى ذلك فليس فيه إعلال، وزنه فعّل بالتضعيف للتكثير لا للتعدية، وهذا هو الأظهر.
الفوائد:
- أسماء الأفعال:
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ} و(مكانكم) اسم فعل أمر بمعنى (الزموا). ولعله من المفيد أن نعرض أهم ما يتعلق بأسماء الأفعال.
1- أسماء الأفعال تدل على معنى الفعل وزمنه، لذلك تشبه الفعل كما أنها لا تقبل النواصب والجوازم، وبهذا تشبه الاسم ومن هنا جاءت تسميتها أسماء الأفعال.
2- أسماء الأفعال مبنية حسب حركة آخرها.
3- وتنقسم إلى أقسام:
أ- مرتجلة: وهي ما وضعت أصلا في اللغة لهذا الغرض دون غيره. وتنقسم إلى اسم فعل ماض مثل: هيهات. أي بعد، واسم فعل مضارع مثل: أفّ أي أتضجّر واسم فعل أمر مثل: آمين: استجب.
ب- منقولة: وهي المنقولة عن ظرف مثل: دونك الكتاب: خذه.
ومنقولة عن جار ومجرور مثل إليك عني: ابتعد، ومنقولة عن مصدر مثل: رويد أخاك: أمهل. بله الشرّ: اترك.
ج- قياسية: وتؤخذ من الفعل الثلاثي التام المتصرف على وزن (فعال) مثل:
نزال وحذار ولا يأتي من هذا الوزن (فعال) إلا ما يفيد الأمر.
ملاحظة: اسم الفعل المنقول الذي تلحقه كاف الخطاب، فإنها تتصرف بحسب المخاطب، إفرادا وتثنية وجمعا، وتذكيرا وتأنيثا. وهي حرف لا محل له من الإعراب.
.إعراب الآية رقم (30):{هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (30)}.
الإعراب:
(هنا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة- أي في ذلك الموقف- متعلّق ب (تبلوا)، واللام للبعد، والكاف للخطاب (تبلو) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدرّة على الواو (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أسلفت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث، والفاعل هي أي كلّ نفس الواو عاطفة (ردّوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب الفاعل (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (ردّوا)، (مولى) بدل من لفظ الجلالة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة و(هم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لمولى مجرور الواو عاطفة (ضلّ) فعل ماض (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ضلّ) بتضمينه معنى غاب (ما) اسم موصول في محلّ رفع فاعل (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (تبلو كلّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أسلفت) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (ردّوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ضلّ عنهم ما...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (يفترون) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآية رقم (31):
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يرزق) فعل مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يرزق)، (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور مثله (أم) حرف بمعنى بل وهي المنقطعة للإضراب الانتقاليّ (من يملك) مثل من يرزق (السمع) مفعول به منصوب الواو عاطفة (الأبصار) معطوف على السمع منصوب الواو عاطفة (من يخرج الحيّ) مثل من يملك السمع (من الميّت) جارّ ومجرور متعلّق ب (يخرج)، الواو عاطفة (يخرج الميّت من الحيّ) مثل نظيرها المتقدّمة الواو عاطفة (من يدبّر الأمر) مثل من يملك السمع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر السين حرف استقبال (يقولون) مثل يفترون، (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف أي اللّه يفعل كلّ ذلك، الفاء عاطفة (قل) مثل الأول الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة (لا) نافية (تتّقون) مثل يفترون.
جملة: (قل....) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من يرزقكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يرزقكم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (من يملك...) لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول المتقدّم.
وجملة: (يملك...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: (من يخرج...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يخرج...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثالث.
وجملة: (يخرج (الثانية) في محلّ رفع معطوفة على جملة يخرج الأولى.
وجملة: (من يدبّر...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يدبّر...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الرابع.
وجملة: (سيقولون...) في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي: إن سألتموهم ذلك فسيقولون.
وجملة: (اللّه (يفعل ذلك..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الأولى).
وجملة: (أفلا تتّقون) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتصرون على الضلال فلا تتقون.
.إعراب الآية رقم (32):
{فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (ذلكم) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى الفعّال لهذه الأشياء، واللام للبعد، والكاف للخطاب، والميم حرف لجمع الذكور (اللّه) لفظ الجلالة خبر مرفوع (ربّ) بدل من لفظ الجلالة مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (الحقّ) نعت لربّ مرفوع الفاء عاطفة (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وفيه معنى النفي، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الحقّ) مضاف إليه مجرور (إلّا) أداة حصر (الضلال) بدل من اسم الاستفهام تبعه في الرفع الفاء عاطفة (أنّي) اسم استفهام بمعنى كيف في محلّ نصب حال عامله تصرفون، (تصرفون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع.. والواو نائب الفاعل.
جملة: (ذلكم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ماذا بعد الحقّ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أنّى تصرفون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (33):
{كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (33)}.
الإعراب:
الكاف حرف جرّ (ذلك) إشارة في محلّ جرّ متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله حقّت، (حقّت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور والكاف مضاف إليه (على) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حقّت)، (فسقوا) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم لا يؤمنون) في محلّ رفع بدل من (كلمة).
جملة: (حقّت كلمة..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فسقوا..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يؤمنون) في محلّ رفع خبر أنّ.
.إعراب الآية رقم (34):
{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (هل) حرف استفهام (من شركاء) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم و(كم) ضمير مضاف إليه (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (يبدأ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الخلق) مفعول به منصوب (ثمّ) حرف عطف (يعيد) مثل يبدأ والهاء ضمير مفعول به (قل) مثل الأول (اللّه) مبتدأ مرفوع (يبدأ... يعيده) مثل الأولى (فأنّى تؤفكون) مثل فأنّى تصرفون.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هل من شركائكم من..) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يبدأ...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يعيده) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه يبدأ...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يبدأ الخلق...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه) وجملة: (يعيده...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدأ.
وجملة: (تؤفكون) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل (الثانية).
.إعراب الآية رقم (35):
{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}.
الإعراب:
(قل.. يهدي) مثل نظيرها، (إلى الحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي)، (قل اللّه..) مثل نظيرها، (للحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهدي) الثاني الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يهدي إلى الحق) كالأولى (أحقّ) خبر مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يتّبع) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب..
ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يتّبع) في محلّ جرّ بباء محذوفة والجارّ والمجرور متعلّق بأحقّ أي: أحقّ بأن يتّبع، والمفضّل عليه محذوف أي ممن لا يهدي.
(أم) حرف عطف معادل للهمزة (من لا يهدّي) مثل من يهدي (إلّا) أداة حصر (أن يهدى) مثل أن يتّبع. والمصدر المؤوّل (أن يهدى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق ب (يهدّي)، أي: لا يهدّي إلّا بأن يهدى.
الفاء استئنافيّة (ما) اسم استفهام للتوبيخ والإنكار مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ ما (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال من فاعل (تحكمون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هل من شركائكم من يهدي) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يهدي...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه يهدي...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (من يهدي...) في محلّ نصب معطوفة على جملة هل من شركائكم...
وجملة: (يهدي (الثالثة) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (يتّبع) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (من لا يهدّي) في محلّ نصب معطوفة على جملة من يهدي...
وجملة: (لا يهدّي) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: (يهدى (بالبناء للمفعول) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ما لكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تحكمون) في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (لكم).
الصرف:
(يهدّي)، فيه قلب التاء دالا وإدغامها مع الدال الثانية، أصله يهتدي، فلمّا أريد إدغام الدالين سكنت الأولى، وقد كانت الهاء قبل ذلك ساكنة، فكسرت تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه يفتعل.
(يهدي)، بالبناء للمجهول، فيه إعلال بالقلب، أصله يهدي بفتح الدال وضمّ الياء بالضمّة المقدّرة، فلمّا فتح ما قبل الياء المتحركة في الأصل قلبت ألفا، وزنه يفعل بضمّ الياء وفتح العين.
البلاغة:
مخالفة حروف الجر: وهذا باب ينطوي على السر في مخالفة حروف الجر.
وأكثر الناس يضعون هذه الحروف في غير مواضعها، ويجهلون الدقائق الكامنة في وضعها حيث وضعت، وهنا عدّى فعل هدى إلى الحق بإلى مرتين، وفي الثالثة عدّاه باللام، والنحاة يغفلون عن هذا السر ويقولون: إن ما يصح جره بإلى يجوز جره باللام التي تفيد الغاية مثلها، ولا عكسه، فلا يقال في قلت له، قلت إليه، ويقولون: الماء في الكأس لأن في للظرفية، ويجيزون التعدي بالباء لأنها تخلفها في الظرفية. ولا يجوز أن يقال في مررت به: مررت فيه. إذا تقرر هذا نقول، واللّه أعلم، إن هناك سرا وراء الصورة، فالهداية لما أسندت إليهم وجبت تعديتها بإلى التي تفيد البعد، كأنها ضمنا بعيدة عنهم ولكنها لما أسندت إلى اللّه تعالى، وجب تعديتها باللام التي تفيد القرب، كأنها من خصائصه وحده، وملك يمينه، وهو المنفرد بها على وجه الديمومة والكمال.
الفوائد:
حلّ لإشكال.
ورد في هذه الآية قوله تعالى:
{أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى} قد يقول قائل: الأصنام جماد، لا تتصور هدايتها، ولا أن تهدى، فكيف قال: إلا أن يهدى؟ فقد ذكر العلماء في ذلك وجوه:
1- أن معنى الهداية في حق الأصنام الانتقال من مكان إلى مكان، فيكون المعنى أنها لا تنتقل إلا بفعل فاعل، فبيّن سبحانه وتعالى عجز الأصنام.
2- أن ذكر الهداية في حق الأصنام على وجه المجاز، وذلك أن المشركين لما اتخذوا الأصنام آلهة، وأنزلوها منزلة من يسمع ويعقل، عبر عنها بما يعبر به عمّن يسمع ويعقل ويعلم، ووصفها بهذه الصفة وإن كان الأمر ليس كذلك.
3- يحتمل أن يكون المراد من قوله: (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) الأصنام، ومن قوله: (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ) رؤساء الكفر والضلالة، فاللّه سبحانه تعالى هدى الخلق إلى الدين بما أظهر من الدلائل الدالة على وحدانيته، وأما رؤساء الكفر والضلالة فإنهم لا يقدرون على هداية غيرهم إلا إذا هداهم اللّه إلى الحق، فكان اتباع دين اللّه والتمسك بهدايته أولى من اتباع غيره.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ