الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الرعد من الآية 19 إلى الآية 43 ونهاية السورة

إعراب سورة الرعد من الآية 19 إلى الآية 43 ونهاية السورة




 
.إعراب الآيات (19- 25):{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (أنّ) حرف توكيد ونصب (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، والكاف مضاف إليه (الحقّ) خبر أنّ مرفوع الكاف حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر الموصول من (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أعمى) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (إنّما) كافّة ومكفوفة (يتذكّر) مثل يعلم (أولو) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (الألباب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (من يعلم... كمن هو أعمى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (أنزل...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) والمصدر المؤوّل (أنّ ما أنزل.. الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسد مفعولي يعلم.
وجملة: (هو أعمى...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (إنّما يتذكّر أولو...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت- (أولو)، (يوفون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوفون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (لا) نافية (ينقضون) مثل يوفون (الميثاق) مفعول به منصوب.
وجملة: (يوفون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذّين).
وجملة: (لا ينقضون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الواو عاطفة (الذين يصلون) مثل الذين يوفون ومعطوف عليه (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أمر) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أمر)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (يوصل) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
والمصدر المؤوّل (أن يوصل) في محلّ جرّ بدل من الضمير في (به).
الواو عاطفة (يخشون ربّهم) مثل ينقضون الميثاق.. و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (يخافون سوء) مثل ينقضون الميثاق (الحساب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (يصلون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أمر اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يوصل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يخشون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلون.
وجملة: (يخافون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلون.
الواو عاطفة (الّذين) مثل الأول ومعطوف عليه (صبروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (ابتغاء) مفعول لأجله منصوب، (وجه) مضاف إليه مجرور (ربّهم) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (أقاموا) مثل صبروا (الصلاة) مفعول به منصوب الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (أنفقوا) مثل صبروا (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أنفقوا)، (رزقنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.
و(نا) فاعل و(هم) ضمير مفعول به (سرّا) مصدر في موضع الحال، (علانية) معطوف على (سرّا) بالواو منصوب (يدرءون) مثل يوفون (بالحسنة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدرءون)، (السيّئة) مفعول به منصوب (أولئك لهم عقبى الدار) مثل أولئك لهم سوء الحساب.
وجملة: (صبروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أقاموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أنفقوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (رزقناهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يدرءون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صبروا.
وجملة: (أولئك لهم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لهم عقبى الدار...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
(جنّات) بدل من عقبى مرفوع (عدن) مضاف إليه مجرور (يدخلون) مثل يوفون و(ها) ضمير مفعول به الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على ضمير الفاعل في (يدخلونها) (صلح) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (من آبائهم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير العائد.. و(هم) مضاف إليه (أزواجهم) معطوف على آبائهم بالواو مجرور فهو مثله، وكذلك (ذرّيّاتهم)، الواو استئنافيّة (الملائكة) مبتدأ مرفوع (يدخلون) مثل يوفون (عليهم) مثل لهم متعلّق ب (يدخلون)، (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يدخلون)، (باب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (يدخلونها...) في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: (صلح...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (الملائكة يدخلون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدخلون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الملائكة).
(سلام) مبتدأ مرفوع (عليكم) مثل لهم متعلّق بمحذوف خبر الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (صبرتم) فعل ماض وفاعله.
والمصدر المؤوّل (ما صبرتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به (عليكم)، الفاء عاطفة (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح (عقبى) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الدار) مضاف إليه مجرور، والمخصوص بالمدح محذوف أي الجنّة، أو عقباهم.
وجملة: (سلام عليكم...) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون: سلام عليكم.. والجملة المقدّرة في محلّ نصب حال.
وجملة: (صبرتم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (نعم عقبى الدار...) في محلّ نصب معطوفة على جملة سلام عليكم.
الواو استئنافيّة (الذين) موصول مبتدأ في محلّ رفع (ينقضون) مثل: (يوفون)، (عهد) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقضون)، (ميثاقه) مضاف إليه مجرور..
والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (يقطعون ما... أن يوصل) مثل يصلون ما... أن يوصل الواو عاطفة (يفسدون) مثل يوفون (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يفسدون)، (أولئك لهم اللعنة، ولهم سوء الدار) مثل أولئك لهم عقبى الدار.
وجملة: (الّذين ينقضون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ينقضون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (يقطعون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.
وجملة: (أمر اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يوصل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يفسدون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.
وجملة: (أولئك لهم اللعنة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
وجملة: (لهم اللعنة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.
وجملة: (لهم سوء الدّار...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم اللعنة.
الصرف:
(عقبى)، اسم بمعنى الجزاء أو آخر كلّ أمر، وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين.
البلاغة:
2- فن الاحتراس: في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} فقد انتفى بقوله {ابتغاء وجه ربهم} أن يكون صبرهم ناشئا عن حب الجاه والشهرة، أو ليقال ما أصبره وأحمله للنوازل وأوقره عند الزلازل، لئلا يشمت به الأعداء.
كقول أبي ذؤيب:
وتجلّدي للشامتين أريهم ** أني لريب الدهر لا أتزعزع

ولا اعتقادا منهم بأن الأمر مقدور ولا مفر منه ولا طائل من الهلع ولا مرد للفائت ولا دافع لقضاء الله.
.إعراب الآية رقم (26):
{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعٌ (26)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يبسط) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الرّزق) مفعول به منصوب اللام حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يبسط)، (يشاء) مثل يبسط الواو عاطفة (يقدر) مثل يبسط الواو استئنافيّة (فرحوا) فعل ماض وفاعله، ويعود إلى الذين ينقضون عهد اللّه.. (بالحياة) جارّ ومجرور متعلّق ب (فرحوا)، (الدّنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو واو الحال (ما) ناف مهمل (الحياة) مبتدأ مرفوع (الدّنيا) مثل الأول، مرفوع (في الآخرة) جار ومجرور حال من الحياة الدّنيا أي مقيسة في جنب الآخرة.. وفيه حذف مضاف (إلّا) أداة حصر (متاع) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: (اللّه يبسط...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يبسط الرّزق...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يقدر...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط.
وجملة: (فرحوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما الحياة... إلّا متاع) في محلّ نصب حال.
البلاغة:
- المجاز: في قوله تعالى:
{وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا} أي بما بسط لهم فيها من النعيم، لأن فرحهم ليس بنفس الدنيا، فنسبة الفرح إليها مجازية. أو هناك تقديرا أي يبسط الحياة، أو الحياة الدنيا مجاز عما فيها.
.إعراب الآيات (27- 28):
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ (27) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يقول) مضارع مرفوع (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (آية) نائب الفاعل مرفوع (من ربّه) جارّ ومجرور نعت لآية..
والهاء مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يضلّ) مثل يقول، والفاعل هو (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يقول، والفاعل هو أي اللّه الواو عاطفة (يهدي) مثل يقول (إليه) مثل عليه متعلّق ب (يهدي)، (من) مثل الأول (أناب) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد.
جملة: (يقول...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أنزل عليه آية...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إنّ اللّه يضلّ...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يضلّ...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (يهدي...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: (أناب...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
(الذين) موصول في محلّ نصب بدل من الموصول الثاني (من)- أو عطف بيان (آمنوا) مثل كفروا الواو عاطفة (تطمئنّ) مثل يقول (قلوبهم) فاعل مرفوع.. و(هم) ضمير مضاف إليه (بذكر) جارّ ومجرور متعلّق ب (تطمئنّ)، (اللّه) مضاف إليه مجرور (ألا) أداة تنبيه (بذكر اللّه تطمئنّ القلوب) مثل تطمئنّ قلوبهم...
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تطمئنّ قلوبهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (تطمئنّ القلوب...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
البلاغة:
- العدول إلى صيغة المضارع: في قوله تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ} فقد عدل عن عطف الماضي على الماضي، فلم يقل واطمأنت قلوبهم لسر من الأسرار يدق إلا على العارفين بأسرار هذه اللغة. وذلك لإفادة دوام الاطمئنان وتجدده حسب تجدد المنزل من الذكر.
إعراب الآية رقم (29):
{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29)}.
الإعراب:
(الذين) موصول مبتدأ (آمنوا) فعل ماض وفاعله الواو عاطفة (عملوا) مثل آمنوا (الصالحات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (طوبى) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ طوبى الواو عاطفة (حسن) معطوف على طوبى مرفوع (مآب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (الذين آمنوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (طوبى لهم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
الصرف:
(طوبى)، مصدر من الطيب مثل البشرى والرجعى، وزنه فعلى بضمّ الفاء، وفيه إعلال بالقلب وأصله طيبي بضمّ الطاء وسكون الياء... فهو من طاب يطيب، فلمّا جاءت الياء ساكنة بعد ضمّ قلبت واوا.
الفوائد:
(1) يقول ابن مالك:
ولا يجوز الابتداء بالنكرة ** ما لم تخصّص كعند زيد تمرة

فالأصل في المبتدأ أن يكون معرفة، ولا يكون نكرة الا بمسوّغ، والمسوغات كثيرة، قد تبلغ نيفا وثلاثين مسوغا، وترجع جميعها إلى العموم والخصوص. وإليك أهم هذه المسوغات:
أ- أن يتقدم الخبر على النكرة.
ب- أن يتقدم استفهام على النكرة.
ج- أن يتقدم عليها نفي.
ء- أن توصف النكرة.
هـ- أن تكون النكرة عاملة.
وأن تكون مضافة.
ز- أن تكون شرطا.
ح- أن تكون جوابا.
ط- أن تكون عامة.
ي- أن تكون دعاء.
ك- أن يكون فيها معنى التعجب.
ل- أن تكون خلفا عن موصوف.
م- أن تكون مصغرة.
ن- أن يقع قبلها واو الحال.
س- أن تكون معطوفة على معرفة.
ع- أن يعطف عليها موصوف.
ف- أن تكون مبهمة.
ص- أن تقع بعد لولا.
وثمة مسوغات أخرى ترجع إلى ما ذكرنا لك من المسوغات. وهذا بحث دقيق حقيق بالمراجعة والمعاودة.

.إعراب الآية رقم (30):
{كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (30)}.
الإعراب:
الكاف حرف جرّ وتشبيه، (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أرسلناك، والإشارة إلى إرسال الرسل، واللام للبعد، والكاف للخطاب (أرسلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل والكاف ضمير مفعول به (في أمّة) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلناك) أي إلى أمّة (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والتاء للتأنيث، (من قبلها) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلت).. و(ها) ضمير مضاف إليه (أمم) فاعل خلت مرفوع اللام للتعليل (تتلو) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تتلو)، (الّذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (أوحينا) مثل أرسلنا (إليك) مثل عليهم متعلّق بفعل أوحينا.
والمصدر المؤوّل (أن تتلو..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلناك).
الواو واو الحال (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بالرّحمن) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون)، (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (هو) مثل هم (ربّي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب.. وخبر لا محذوف تقديره موجود (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (عليه) مثل عليهم متعلّق ب (توكّلت) فعل ماض وفاعله الواو عاطفة (إليه) مثل عليهم متعلّق بخبر مقدّم (متاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف..
والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه أي متابي.
جملة: (أرسلناك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قد خلت.. أمم) في محلّ جرّ نعت لأمّة.
وجملة: (تتلو...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أوحينا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (هم يكفرون...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يكفرون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو ربّي...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا إله إلّا هو...) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو).
وجملة: (توكّلت...) في محلّ رفع خبر ثالث للمبدأ (هو).
وجملة: (إليه متاب...) في محلّ معطوفة على جملة توكّلت.
الصرف:
(متاب)، مصدر ميميّ من تاب يتوب، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب، أصله متوب- بسكون التاء وفتح الواو- ثمّ سكّنت الواو ونقلت الحركة إلى التاء قبلها، ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها.
.إعراب الآية رقم (31):
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (31)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ- (قرآنا) اسم أنّ منصوب (سيّرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول، والتاء للتأنيث الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (سيّرت) والباء سببيّة (الجبال) نائب الفاعل مرفوع (أو) حرف عطف في الموضعين (قطّعت به الأرض، كلّم به الموتى) مثل سيّرت به الجبال..
وعلامة الرفع في الموتى الضمّة المقدّرة على الألف.
والمصدر المؤوّل (أنّ قرآنا...) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.
(بل) حرف إضراب (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (الأمر) مبتدأ مؤخّر مرفوع (جميعا) حال منصوبة من الأمر، والعامل فيه معنى الاستقرار الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (ييئس) مضارع مجزوم (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (آمنوا) فعل ماض وفاعله (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لو) مثل الأولى (يشاء) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام واقعة في جواب لو (هدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (الناس) مفعول به منصوب (جميعا) حال من الناس منصوبة.
والمصدر المؤوّل (أنه) لو يشاء.. في محلّ نصب مفعول به لفعل ييئس بتضمينه معنى يعلم.
الواو استئنافيّة (لا) نافية (يزال) مضارع ناقص- ناسخ- (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع اسم لا يزال (كفروا) فعل ماض وفاعله (تصيبهم) مضارع مرفوع.. و(هم) ضمير مفعول به الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (صنعوا) مثل كفروا (قارعة) فاعل تصيبهم مرفوع (أو) حرف عطف (تحلّ) مثل تصيب، والفاعل: إمّا القارعة وإمّا ضمير الخطاب الموجّه إلى الرسول عليه السلام (قريبا) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (تحلّ)- وهو صفة لموصوف محذوف أي مكانا قريبا- (من دارهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قريبا).. و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (ما صنعوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تصيب).
(حتّى) حرف غاية وجرّ (يأتي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (وعد) فاعل مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ ب (حتّى)، متعلّق ب (تحلّ).
(إنّ) حرف توكيد ونصب (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يخلف) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الميعاد) مفعول به منصوب.
جملة: (ثبت) تسير الجبال...) لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف تقديره لما آمنوا أو لكان هذا القرآن.
وجملة: (سيّرت به الجبال...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (قطّعت به الأرض...) في محلّ رفع معطوفة على جملة سيّرت.
وجملة: (كلّم به الموتى...) في محلّ رفع معطوفة على جملة قطّعت.
وجملة: (للّه الأمر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ييئس الذين آمنوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي: أغفلوا عن كون الأمر للّه فلم يعلموا..
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يشاء اللّه...) في محلّ رفع خبر أن المخفّفة.
وجملة: (هدى...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) الثاني.
وجملة: (لا يزال الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (تصيبهم.. قارعة) في محلّ نصب خبر لا يزال.
وجملة: (صنعوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تحلّ...) في محلّ نصب معطوفة على جملة تصيبهم.
وجملة: (يأتي وعد اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) مضمرا.
وجملة: (إنّ اللّه لا يخلف...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يخلف...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(قارعة). مؤنّث قارع، اسم فاعل من قرع الثلاثيّ، وزنه فاعل والمؤنّث فاعلة.
البلاغة:
الإيجاز: في قوله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ} إلى آخر الآية، حيث أن جواب (لو) محذوف لانسياق الكلام إليه، واختلف المفسرون والمعربون في تقديره، فقدره الزمخشري (لما آمنوا به) ولكنه جعله مرجوحا وقدر الأرجح بقوله: (لكان هذا القرآن).
- اختلف المعربون في تقدير جواب (لو) في هذه الآية، وذهبوا به مذاهب، والذي يتسارع إلى الذهن من سياق الكلام أن يكون الجواب (لما آمنوا) فتدبر فإن التقدير ملكة من الذوق وحسن الإدراك.
.إعراب الآية رقم (32):
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (32)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (استهزئ) ماض مبنيّ للمجهول (برسل) جارّ ومجرور نائب الفاعل (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (استهزئ)... والكاف ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (أمليت) فعل ماض وفاعله اللام حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أمليت)، (كفروا) فعل ماض وفاعله (ثمّ) حرف عطف (أخذتهم) مثل أمليت.. و(هم) ضمير مفعول به الفاء عاطفة (كيف) اسم استفهام فيه معنى الوعيد والتقرير خبر (كان) الناقص (عقاب) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، ولفاصلة الآي.. والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه.
جملة: (استهزئ برسل...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (أمليت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أخذتهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت.
وجملة: (كان عقاب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمليت.
.إعراب الآية رقم (33):{أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (33)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء استئنافيّة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وخبره محذوف تقديره كمن ليس كذلك..
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قائم) خبر مرفوع (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قائم) (نفس) مضاف إليه مجرور (بما كسبت) مثل بما صنعوا، والفاعل هي عائد على النفس الواو استئنافيّة، (جعلوا) مثل كفروا، (اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (شركاء) وهو مفعول به منصوب قل فعل أمر والفاعل أنت (سمّوهم) فعل أمر مبني على حذف النون..
والواو فاعل، و(هم) ضمير مفعول به (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (تنبّئونه) مضارع مرفوع.. والواو فاعل، والهاء ضمير مفعول به الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تنبّئون)، (لا) حرف ناف (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو، وهو العائد (في الأرض) جار ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل يعلم، (أم) مثل الأول (بظاهر) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره تسمّونهم (من القول) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (ظاهر)، (بل) للإضراب (زيّن) فعل ماض مبنيّ للمجهول (للذين كفروا) مرّ إعرابها، والجار متعلّق ب (زيّن)، (مكرهم) نائب الفاعل مرفوع.. و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (صدّوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول، مبنيّ على الضمّ.. والواو نائب فاعل. (عن السبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (صدّوا)، الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يضلل) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (اللّه) فاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (من) حرف جرّ زائد (هاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر، أو هو اسم ما العاملة عمل ليس مؤخّر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على آخره لأنه اسم منقوص، وحذفت الياء لمناسبة التنوين.
جملة: (من هو قائم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو قائم...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (كسبت...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسمي أو الحرفيّ.
وجملة: (جعلوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سمّوهم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تنبّئونه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يعلم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تسمّونهم) بظاهر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (زيّن.. مكرهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (صدّوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّن...
وجملة: (يضلل اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما له من هاد...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(سمّوهم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون أصله سميوهم حذفت الياء بعد نقل حركتها إلى الميم وزنه فعّوهم.
البلاغة:
(1) الاستفهام الإنكاري: في قوله تعالى:
{أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ} الخبر محذوف، أي كمن ليس كذلك، إنكارا لذلك. وإدخال الفاء لتوجيه الإنكار إلى توهم المماثلة، وحذف الخبر تصريحا في التوبيخ والزراية عليهم.
(2) وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى:
{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ} فوضع المظهر موضع المضمر، للتنصيص على وحدانيته ذاتا واسما، وللتنبيه على اختصاصه باستحقاق العبادة مع ما فيه من البيان بعد الإبهام.
3- التعجيز: في قوله تعالى:
{قُلْ سَمُّوهُمْ} تبكيت إثر تبكيت، أي سموهم من هم وما أسماؤهم؟ وفي البحر: أن المعنى أنهم ليسوا ممن يذكر ويسمى، انما يذكر ويسمى من ينفع ويضر، وهذا مثل أن يذكر لك أن شخصا يوقر ويعظم، وهو عندك لا يستحق ذلك، فتقول لذاكره: سمه حتى أبين لك زيفه وأنه بمعزل عن استحقاق ذلك.
4- الكناية: في قوله تعالى:
{أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ} أي بشركاء مستحقين للعبادة لا يعلمهم سبحانه وتعالى، والمراد نفيها بنفي لازمها على طريق الكناية، لأنه سبحانه إذا كان لا يعلمها وهو الذي لا يغرب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، فهي لا حقيقة لها أصلا.
5- الاستدراج: بقوله: (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) ليحثهم على التفكير دون القول المجرد من الفكر، كقوله في مكان آخر: (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ)، (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها) وهذا الاحتجاج من أعجب الأساليب وأقواها.
.إعراب الآية رقم (34):
{لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (34)}.
الإعراب:
(لهم عذاب) مثل إليه متاب، (في الحياة الدّنيا) مرّ إعرابها، والجارّ متعلّق بنعت لعذاب الواو عاطفة اللام للابتداء تفيد التوكيد (عذاب) مبتدأ مرفوع (الآخرة) مضاف إليه مجرور (أشقّ) خبر مرفوع.
الواو عاطفة (ما لهم من واق) مثل ماله من هاد، (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (واق).
جملة: (لهم عذاب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعذاب الآخرة أشقّ...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ما لهم.. من واق) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(أشقّ)، اسم تفضيل من شقّ الثلاثيّ، وزنه أفعل، وقد أدغمت عينه ولامه فهما حرف واحد.
(واق)، اسم فاعل من وقى الثلاثيّ، وزنه فاع، ففيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لأنه اسم منقوص ولمناسبة التنوين.
الفوائد:
(1) يجد القارئ في هذه الآيات تكرار حذف الياء، مراعاة للفواصل وجرس الكلام.
ولكن حذف المذكور ليس من نوع واحد. ففي لفظ (عقاب) حذفت ياء المتكلم، والقارئ يقدرها من سياق الكلام، وفي كلمتي (هاد) و(واق) حذفت الياء التي هي من أصل الكلمة، وسبب حذفها التقاء الساكنين التنوين والياء الساكنة في آخر الاسم المنقوص. ولدى الوقوف على أواخر الآيات يحصل الجرس المطلوب الذي نلحظه دائما وأبدا في نسق القرآن الكريم. وهو عامل من عوامل إعجازه وبلاغته.
.إعراب الآية رقم (35):
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (35)}.
الإعراب:
(مثل) مبتدأ مرفوع (الجنّة) مضاف إليه مجرور.. والخبر محذوف تقديره كائن في ما نقصّه أو نتلوه (الّتي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للجنّة (وعد) فعل ماض مبنيّ للمجهول (المتّقون) نائب الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو، والعائد محذوف أي وعد بها (تجري) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (من تحتها) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري).. و(ها) ضمير مضاف إليه مجرور (الأنهار) فاعل مرفوع (أكلها) مبتدأ مرفوع.. و(ها) مثل الأخير (دائم) خبر مرفوع الواو عاطفة (ظلّها) معطوف على أكلها، (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.. واللام للبعد، والكاف للخطاب، والإشارة إلى الجنّة (عقبى) خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (اتّقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل الواو عاطفة (عقبى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع كالأول (الكافرين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء (النار) خبر مرفوع.
جملة: (مثل الجنّة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (وعد المتّقون...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (تجري.. الأنهار...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أكلها دائم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تلك عقبى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّقوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عقبى الكافرين النار...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك عقبى..
الصرف:
(دائم)، اسم فاعل من دام الثلاثيّ، وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة لأن فعله معتلّ أجوف أصله دوام- الألف أصلها واو، مضارعه يدوم-.
.إعراب الآية رقم (36):
{وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (36)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (الّذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ (آتيناهم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) فاعل، و(هم) ضمير مفعول به (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (يفرحون) مضارع مرفوع..
والواو فاعل الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يفرحون)، (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، الواو عاطفة (من الأحزاب) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (ينكر) مضارع مرفوع، والفاعل هو وهو العائد (بعضه) مفعول به منصوب.. والهاء مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (إنّما) كافّة ومكفوفة (أمرت) مثل أنزل.. والتاء نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ (أعبد) مضارع منصوب، والفاعل أنا (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة (لا) نافية (أشرك) مثل أعبد ومعطوف عليه الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أشرك).
والمصدر المؤوّل (أن أعبد..) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت.
(إليه) مثل به متعلّق ب (أدعو) وهو مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو الواو عاطفة (إليه) مثل به متعلّق بخبر مقدّم (مآب) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. والياء المحذوفة ضمير مضاف إليه.
جملة: (الذين آتيناهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آتيناهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يفرحون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (أنزل إليك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (من الأحزاب من ينكر...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ينكر...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أمرت...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أعبد...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لا أشرك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أعبد.
وجملة: (أدعو...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (إليه مآب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إليه أدعو.
.إعراب الآية رقم (37):
{وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (37)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كذلك أنزلناه) مثل كذلك أرسلناك، (حكما) حال منصوبة من الضمير الغائب أي حاكما (عربيّا) نعت ل (حكما) منصوب، الواو استئنافيّة، اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اتّبعت) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. والتاء فاعل (أهواءهم) مفعول به منصوب.. و(هم) ضمير مضاف إليه (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اتّبعت)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (جاءك) فعل ماض.. والكاف مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من العلم) جارّ ومجرور حال من العائد (مالك... ولا واق) مرّ إعراب نظيرها، و(لا) زائدة لتأكيد النفي (واق) معطوف على وليّ يأخذ إعرابه.
جملة: (أنزلناه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن اتّبعت...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاءك من العلم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ما لك.. من وليّ) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الفوائد:
- يتساءل المعرب: لماذا لم تقترن جملة ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ بالفاء؟ والجواب على ذلك: أنه قد اجتمع في الآية قسم وشرط، وقد تقدم القسم على الشرط، فجاء الجواب للمتقدم وأما جواب الشرط، فقد دلّ عليه جواب القسم، وجواب القسم لا يقتضي لزوم ارتباطه بالفاء. فعد إلى هذا البحث في مظانه فقد أوليناه حقه هناك.
إعراب الآية رقم (38):{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ (38)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (رسلا) مفعول به منصوب (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)، والكاف مضاف إليه الواو عاطفة (جعلنا) مثل أرسلنا اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعلنا)، (أزواجا) مفعول به منصوب (ذرّيّة) معطوف على (أزواجا) بالواو منصوب الواو عاطفة (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- (لرسول) جارّ ومجرور خبر كان (أن يأتي) مثل أن أعبد، (بآية) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتي)، (إلّا) استثناء (بإذن) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مستثنى من أعمّ الأحوال (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ رفع اسم كان.
(لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (أجل) مضاف إليه مجرور (كتاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
جملة: (أرسلنا رسلا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (جعلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (ما كان لرسول...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (لكلّ أجل كتاب...) لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ.
.إعراب الآية رقم (39):
{يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (39)}.
الإعراب:
(يمحو) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو الواو عاطفة (يثبت) مثل يشاء الواو عاطفة (عنده) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم..
والهاء مضاف إليه (أمّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه.
جملة: (يمحو اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يثبت...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (عنده أمّ الكتاب...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
البلاغة:
- فن الاستخدام: في قوله تعالى:
{لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ} وهذا الفن هو فن رفيع من فنون البلاغة، أطلق عليه علماء هذا الفن اسم فن الاستخدام، وعرفوه بتعريفات لا تخلو من غموض. فأما تعريفه كما أورده ابن أبي الإصبع وابن منقذ وصاحب نهاية الأرب فهو: أن يأتي المتكلم بلفظة لها محملان، ثم يأتي بلفظتين تتوسط تلك اللفظة بينهما وتستخدم كل لفظة منهما أحد محملي اللفظة المتوسطة، ففي الآية المذكورة لفظة (كتاب) تحتمل الأمد المحتوم، بدليل قوله تعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ} أي أمده، أي أمد العدة، وأجله منتهاه، والكتاب المكتوب، وقد توسطت لفظة كتاب بين لفظتي (أجل) و(يمحو)، فاستخدمت لفظة أجل أحد مفهوميها وهو الأمد، واستخدمت لفظة يمحو مفهومها الآخر وهو المكتوب، فيكون التقدير على ذلك: لكل حد مؤقت مكتوب يمحى ويثبت.
الفوائد:
- نزلت هذه الآية ردا على الذين استنكروا النسخ من المشركين، واتخذوه وسيلة للطعن بالقرآن والتشهير بالرسول صلّى اللّه عليه وسلّم. وقد فند مزاعمهم مبينا أن التغيير كما يقول الفقهاء يحصل بالفروع التي لا ينكر تغير أحكامها بتغير الزمان والمكان.
فهي تدور في فلك المنفعة العامة ومصالح الناس.
وأما المقاصد الثابتة، والمبادئ العامة، فهي الباقية الخالدة التي لا ينالها تبديل أو تغيير، وهي المشار إليها ب (أم الكتاب). فتأمل فقه هذا الدين، عصمنا الله وإياكم من الزلل والأوهام.
.إعراب الآيات (40- 41):
{وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (41)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم أدغم مع ما و(ما) زائدة (نرينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والنون للتوكيد والكاف ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (بعض) مفعول به ثان منصوب (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (نعدهم) مضارع مرفوع.. و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (أو) حرف عطف (نتوفّينّك) مثل نرينّك ومعطوف عليه الفاء تعليليّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة (علينا الحساب) مثل عليك البلاغ.
جملة: (نرينّك...) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فذلك شافيك.
وجملة: (نعدهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (نتوفّينّك...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف تقديره فلا لوم عليك.
وجملة: (عليك البلاغ...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (علينا الحساب...) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الواو عاطفة (لم) حرف نفي وجزم (يروا) مضارع مجزوم، وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (أنّا) حرف توكيد ونصب.. و(نا) اسم أن (نأتي) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء والفاعل نحن للتعظيم (الأرض) مفعول به منصوب (ننقصها) مثل نأتي.. و(ها) مفعول به (من أطرافها) جارّ ومجرور متعلّق ب (ننقصها)، و(ها) ضمير مضاف إليه الواو استئنافيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يحكم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (لا) نافية للجنس (معقّب) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لحكمه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر لا..
والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (سريع) خبر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (لم يروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نرينّك.
وجملة: (نأتي...) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّا نأتي..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
وجملة: (ننقصها...) في محلّ نصب حال من فاعل نأتي، أو من مفعوله.
وجملة: (اللّه يحكم...) لا محلّ لها استئنافيّة فيها حكم التعليل.
وجملة: (يحكم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (لا معقّب لحكمه...) في محلّ نصب حال أي نافذا حكمه.
وجملة: (هو سريع...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه يحكم.
الصرف:
(معقّب)، اسم فاعل من الرباعيّ عقّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
- الالتفات: في قوله تعالى:
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} التفات من المتكلم إلى الغيبة، وبناء الحكم على الاسم الجليل من الدلالة على الفخامة، وتربية المهابة، وتحقيق مضمون الخبر، بالإشارة إلى العلة التي هي السبب في إتيان الأرض وانتقاص أطرافها، ونقل السيطرة من الظالمين بالأمس إلى المظلومين، ومن الغالبين بالأمس إلى المغلوبين، وهذه الفخيمة لا تتأتى إلّا بإيراد الكلام في معرض الغيبة.
.إعراب الآية رقم (42):
{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (مكر) فعل ماض (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (من قبلهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول... و(هم) مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم (المكر) مبتدأ مرفوع (جميعا) حال منصوبة (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) حرف مصدريّ (تكسب) مثل يعلم (كلّ) فاعل مرفوع (نفس) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة السين حرف استقبال (يعلم) مثل الأول (الكفّار) فاعل مرفوع اللام حرف جرّ (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (عقبى) مبتدأ مؤخّر مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الدار) مضاف إليه مجرور.
جملة: (مكر الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (للّه المكر...) في محلّ جواب شرط مقدّر أي إن يمكروا فلله المكر.
وجملة: (يعلم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تكسب كلّ...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
والمصدر المؤوّل (ما تكسب...) في محلّ نصب مفعول به.
وجملة: (سيعلم الكفّار...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قد مكر الذين...
وجملة: (لمن عقبى الدار...) في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالاستفهام (من).
.إعراب الآية رقم (43):
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (43)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يقول) مضارع مرفوع (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لست) فعل ماض ناقص جامد مبنيّ على السكون.. والتاء اسم ليس (مرسلا) خبر منصوب (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف الباء حرف جرّ زائد (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل كفى (شهيدا) تمييز منصوب، (بيني) ظرف منصوب متعلّق ب (شهيدا)، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه الواو عاطفة (بينكم) مثل الأول ومعطوف عليه الواو عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع معطوف على محلّ لفظ الجلالة (عنده) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.. والهاء مضاف إليه (علم) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (يقول الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لست مرسلا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كفى باللّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (عنده علم...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ