الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة إبراهيم

إعراب سورة إبراهيم من الآية 1 إلى الآية 22


 

.إعراب الآية رقم (1):{الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)}.
الإعراب:
(الر) حروف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (أنزلناه) فعل ماض مبني على السكون.. و(نا) ضمير في محلّ رفع فاعل، والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول به (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلناه)، اللام لام التعليل (تخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الناس) مفعول به منصوب (من الظلمات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج)، (إلى النور) جارّ ومجرور متعلّق ب (تخرج)، (بإذن) جار ومجرور متعلّق بحال من فاعل تخرج أي ملتبسا بإذن ربّهم (ربّهم) مضاف إليه مجرور.. و(هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (إلى صراط) بدل من (إلى النور) بإعادة الجارّ (العزيز) مضاف إليه مجرور (الحميد) بدل من العزيز مجرور- أو نعت له- جملة: (هذا) كتاب...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (أنزلناه...) في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: (تخرج...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلناه).
البلاغة:
1- الاستعارة: في قوله تعالى:
{لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}.
وفي الكلام ثلاث استعارات. إحداهما في الإذن، والأخيرات في (الظلمات) و(النور). ويجوز أن تكون كلها استعارة مركبة تمثيلية بتصوير الهدى بالنور والضلال بالظلمة، وقوله: (بإذن ربهم) أي بتيسيره وتوفيقه تعالى، وهو مستعار من الإذن الذي يوجب تسهيل الحجاب.
.إعراب الآيات (2- 3):{اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (3)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة بدل من الحميد- أو من العزيز-، (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما الواو عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات ومعطوف عليه الواو عاطفة ويل مبتدأ مرفوع، (للكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ ويل (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (ويل)، (شديد) نعت لعذاب مجرور.
جملة: (له ما في السموات...) لا محلّ لها صلة الموصول الذي.
وجملة: (ويل للكافرين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة (هذا) كتاب في الآية السابقة.
(الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (يستحبّون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل (الحياة) مفعول به منصوب (الدّنيا) نعت للحياة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (على الآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستحبّون) بتضمينه معنى يفضّلون الواو عاطفة (يصدّون) مثل يستحبّون (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يصدّون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يبغونها) مثل يستحبّون و(ها) ضمير في محلّ نصب مفعول به (عوجا) مصدر في موضع الحال أي معوجّة، (أولئك) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (في ضلال) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ أولئك (بعيد) نعت لضلال مجرور مثله.
جملة: (الذين يستحبّون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يستحبّون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (يصدّون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يبغونها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أولئك في ضلال...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الّذين).
البلاغة:
1- المجاز العقلي: في قوله تعالى:
{فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} وصف الضلال بالبعد هو من الاسناد المجازي، والبعد في الحقيقة للضالّ، لأنه هو الذي يتباعد عن الطريق، فوصف به فعله، كما تقول جدّ جدّه. وداهية دهياء.
2- وفي جعل الضلال ظرفا مجاز أيضا، كأنه قد أحاط بهم وجلبهم بسواده، فهم منغمسون فيه إلى الأذقان، يتخبطون في متاهاته ويتعسفون في ظلماته.
الفوائد:
- الويل كلمة تفيد التهديد والوعيد ومعناها الهلاك، ويقال: ويلا لفلان فينصب، ويقال أيضا ويل له كما يقال سلام عليه.
.إعراب الآية رقم (4):
{وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (أرسلنا) مثل أنزلنا، (من) حرف جرّ زائد (رسول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) أداة حصر (بلسان) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من رسول، أي ناطقا أو ملتبسا (قومه) مضاف إليه مجرور.. والهاء ضمير مضاف إليه اللام للتعليل (يبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يبيّن).
والمصدر المؤوّل (أن يبيّن..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا).
الفاء استئنافيّة (يضلّ) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يشاء) مثل يضلّ الواو عاطفة (يهدي) مثل يضلّ، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (من يشاء) مثل الأولى الواو استئنافيّة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (العزيز) خبر مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (ما أرسلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يبيّن...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يضلّ اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (يهدي...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: (يشاء (الثانية)...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (هو العزيز...) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
- المجاز: في قوله تعالى: (إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) أي متكلما بلغة من أرسل إليهم من الأمم، والعلاقة السببية، لأن اللسان آلة النطق.
الفوائد:
- يشترط في تعدّد الخبر أن يكون لكل من الخبرين أو الثلاثة معنى مستقلّ كما في هذه الآية وإذا كان الخبران يشكلان صفة واحدة فلا يكون من تعدد الخبر، فإذا قلنا: (الرمّان حلو حامض) فليس هذا من تعدد الخبر، لأن الرمان في هذه الحالة (يكون مزّا) أي (لفّانا). فتبصّر قبل أن تحكم.
.إعراب الآية رقم (5):
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) مثل أنزلنا، (موسى) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (بآياتنا) جارّ ومجرور حال من موسى.. و(نا) ضمير مضاف إليه (أن) تفسيريّة، (أخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (قومك) مفعول به منصوب.. والكاف مضاف إليه (من الظلمات إلى النور) جارّ ومجرور مكرّر متعلّقان ب (أخرج)، الواو عاطفة (ذكّرهم) مثل أخرج..
و(هم) ضمير مفعول به (بأيّام) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذكّر)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (إنّ) حرف توكيد ونصب (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم.. واللام للبعد، والكاف للخطاب اللام للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات، (صبّار) مضاف إليه مجرور (شكور) نعت لصبّار مجرور.
جملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (أخرج...) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (ذكّرهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرج.
وجملة: (إنّ في ذلك لآيات...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(صبّار)، من صيغ المبالغة على وزن فعّال بفتح الفاء والعين المشدّدة، من فعل صبر الثلاثيّ.
(شكور)، من صيغ المبالغة على وزن فعول بفتح الفاء من فعل شكر الثلاثيّ.
.إعراب الآيات (6- 8):
{وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (لقومه) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال)..
والهاء ضمير مفعول به (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعمة، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (نعمة)، (أنجاكم) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (من آل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنجى)، (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (يسومونكم) مضارع مرفوع.. والواو فاعل، و(كم) مثل الأخير (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (يذبّحون) مثل يسومون (أبناءكم) مفعول به منصوب.. و(كم) مضاف إليه الواو عاطفة (يستحيون نساءكم) مثل يذبّحون أبناءكم الواو عاطفة (في) حرف جرّ (ذلكم) مثل ذلك- إعرابا وتعليقا- (بلاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّكم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لبلاء.. و(كم) ضمير مضاف إليه (عظيم) نعت ثان لبلاء مرفوع.
جملة: (اذكر) إذ قال موسى...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال موسى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (اذكروا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنجاكم...) في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
وجملة: (يسومونكم...) في محلّ نصب حال من (آل فرعون)، أو من ضمير الخطاب في (أنجاكم).
وجملة: (يذبّحون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يسومونكم.
وجملة: (يستحيون...) في محلّ نصب معطوفة على جملة يسومونكم.
وجملة: (في ذلك بلاء...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
الواو عاطفة (إذ تأذّن) مثل إذ أنجى ومعطوف عليه، (ربّكم) فاعل مرفوع، و(كم) مضاف إليه اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (شكرتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير فاعل اللام لام القسم (أزيدنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد، و(كم) ضمير مفعول به والفاعل أنا الواو عاطفة (لئن كفرتم) مثل لئن شكرتم (إنّ) حرف توكيد ونصب (عذابي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء ضمير مضاف إليه اللام للتوكيد- لام القسم أو المزحلقة- (شديد) خبر إنّ مرفوع.
وجملة: (تأذّن ربّكم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (إن شكرتم...) في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره يقول.
وجملة: (أزيدنّكم...) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (كفرتم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة شكرتم.
وجملة: (إنّ عذابي لشديد...) لا محلّ لها جواب القسم الثاني...
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الواو عاطفة (قال موسى) مثل الأولى (إن) حرف شرط جازم (تكفروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لفاعل تكفروا الواو عاطفة (من) اسم موصول معطوف على الواو في (تكفروا) في محلّ رفع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة من (جميعا) حال منصوبة من الموصول من الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّ اللّه لغنيّ) مثل إنّ عذابي لشديد (حميد) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (قال موسى...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة قال موسى الأولى.
وجملة: (تكفروا...) في محلّ نصب مقول القول.. وجواب الشرط محذوف تقديره فقد آذيتم أنفسكم.. أو فإنّما ضرر كفركم لاحق بكم.
وجملة: (إنّ اللّه لغنيّ...) لا محلّ لها تعليل للجواب المحذوف.
الفوائد:
- ولادة موسى:
حفظ لنا التاريخ أن كاهنا من كهنة فرعون تقدم إليه بأنه سيولد مولود في بني إسرائيل يذهب ملكه على يده، فثارت ثائرته وسدر في بهتانه، وأمعن في غيّه، فأمر بأن يذبح أبناؤهم، وتستحيي نساؤهم. ولكن قدرة الله تعالى تسامت أن يقف أمامها تدبير ظالم، فقدّر في أزله أن يخرج من أوساط هؤلاء المستضعفين من يتزلزل على يديه ملك الجبابرة، ويقضى بواسطته على أعظم الفراعنة.
إعراب الآية رقم (9):
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (يأتكم) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و(كم) ضمير مفعول به (نبأ) فاعل مرفوع (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (من قبلكم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول.. و(كم) مضاف إليه (قوم) بدل من الموصول مجرور (نوح) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة في المواضع الآتية (عاد، ثمود، الذين) أسماء معطوفة على قوم بحروف العطف، (من بعدهم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول.. و(هم) مضاف إليه (لا) نافية (يعلمهم) مضارع مرفوع.. و(هم) ضمير مفعول به (إلّا) أداة حصر (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (جاءت) فعل ماض، والتاء للتأنيث و(هم) ضمير مفعول به (رسلهم) فاعل مرفوع، و(هم) مضاف إليه (بالبيّنات) جارّ ومجرور متعلّق بحال من رسلهم الفاء عاطفة (ردّوا) فعل ماض وفاعله (أيديهم) مفعول به منصوب و(هم) مضاف إليه (في أفواههم) جارّ ومجرور متعلّق ب (ردّوا) بتضمينه معنى وضعوا و(هم) مثل الأخير الواو عاطفة (قالوا) مثل ردّوا (إنّا) حرف مشبّه بالفعل.. و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كفرنا) فعل ماض وفاعله الباء حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (كفرنا)، (أرسلتم) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير نائب الفاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل أرسلتم (إنّا) مثل الأول اللام المزحلقة (في شكّ) جار ومجرور متعلّق بخبر إنّ (ممّا) مثل بما متعلّق بشكّ، (إليه) مثل به متعلّق ب (تدعوننا) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل، و(نا) ضمير مفعول به (مريب) نعت لشكّ مجرور مثله.
جملة: (لم يأتكم نبأ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يعلمهم إلّا اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاءتهم رسلهم...) لا محلّ لها تفسير للنبأ.
وجملة: (ردّوا أيديهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جاءتهم رسلهم.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ردّوا...
وجملة: (إنّا كفرنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كفرنا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أرسلتم به...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (إنّا لفي شك...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (تدعوننا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
البلاغة:
- الكناية: في قوله تعالى:
{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ} المراد أنهم عضوا أيديهم غيظا من شدة نفرتهم من رؤية الرسل وسماع كلامهم، واليد والفم على حقيقتهما، والرد كناية عن العض. والكلام يحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أن يكون استعارة تمثيلية، بأن يراد برد أيدي القوم إلى أفواه الرسل عليهم السلام عدم قبول كلامهم واستماعه مشبها بوضع اليد على فم المتكلم لإسكاته.
الفوائد:
- فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ:
اختلف المفسرون في تحقيق معنى هذه الجملة على وجوه. قال أبو عبيدة العرب تقول للرجل إذا أضرب عن الجواب وسكت: قد ردّ يده في فيه كناية عن الغيظ والضجر فهو ضرب من المثل أي لم يؤمنوا ولم يستجيبوا لدعوته.
.إعراب الآية رقم (10):
{قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (10)}.
الإعراب:
(قالت) فعل ماض، والتاء للتأنيث (رسلهم) فاعل مرفوع.. و(هم) مضاف إليه الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (في اللّه) جارّ ومجرور خبر مقدّم (شكّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (فاطر) نعت للفظ الجلالة- أو بدل مجرور (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (يدعوكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو اللام للتعليل (يغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام والفاعل هو اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يغفر)، (من ذنوبكم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت للمفعول المحذوف، و(كم) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يغفر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يدعوكم).
الواو عاطفة (يؤخّركم) مثل يغفر ومعطوف عليه، و(كم) ضمير مفعول به (إلى أجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يؤخّر) (مسمّى) نعت لأجل مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (قالوا) فعل ماض وفاعله (إن) حرف نفي (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (إلّا) حرف للحصر (بشر) خبر مرفوع (مثلنا) نعت لبشر مرفوع، و(نا) مضاف إليه (تريدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (أن) حرف مصدريّ (تصدّونا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون، والواو فاعل و(نا) ضمير مفعول به (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (تصدّونا)، (كان) فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (يعبد) مثل يدعو (آباؤنا) فاعل مرفوع، و(نا) مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ائتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بسلطان) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا)، (مبين) نعت لسلطان مجرور مثله.
والمصدر المؤوّل (أن تصدّونا..) في محلّ نصب مفعول به عامله تريدون.
جملة: (قالت رسلهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أفي اللّه شكّ...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يدعوكم...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (يغفر...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يؤخّركم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إن أنتم إلّا بشر...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تريدون...) في محلّ رفع نعت ثان لبشر.
وجملة: (تصدّونا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (كان يعبد...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يعبد آباؤنا...) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (ائتوا...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم رسلا فأتوا بسلطان.
.إعراب الآية رقم (11):
{قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}.
الإعراب:
(قالت.. رسلهم) مرّ إعرابها، اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (قالت)، (إن نحن إلّا بشر مثلكم) كمثل إن أنتم إلّا بشر مثلنا، الواو عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (يمنّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (على) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يمنّ)، (يشاء) مثل يمنّ (من عباده) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول يشاء المقدّر أي يشاء تكليفه بالرسالة كائنا من عباده، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (ما) نافية (كان) ماض ناقص اللام حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (أن) حرف مصدريّ (نأتيكم) مضارع منصوب، و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل نحن (بسلطان) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل نأتيكم (إلّا) للحصر (بإذن) جارّ ومجرور حال من الفاعل (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أن نأتيكم..) في محلّ رفع اسم كان.
الواو عاطفة (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يتوكّل) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام لام الأمر (يتوكّل) مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (قالت.. رسلهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن نحن إلّا بشر...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لكنّ اللّه يمنّ...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (يمنّ...) في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ما كان...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (نأتيكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يتوكّل المؤمنون...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عزم المؤمنون على أمر فليتوكّلوا على اللّه.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
.إعراب الآية رقم (12):
{وَما لَنا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدانا سُبُلَنا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لنا) مثل السابق، متعلّق بخبر ما (ألّا نتوكّل) مثل أن نأتيكم، و(لا) حرف نفي (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (نتوكّل)، الواو واو الحال (قد) حرفت تحقيق (هدانا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف.. و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل هو (سبلنا) مفعول به ثان منصوب.. و(نا) مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (ألّا نتوكّل..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف تقديره في.. والجارّ متعلّق بمحذوف حال، والتقدير: ما لنا ساعين في ترك التوكّل..
أو أيّ عذر لنا ممعنين في ترك التوكّل.
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (نصبرنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد، والفاعل نحن (على) حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ، (آذيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل والواو زائدة حركة إشباع الميم و(نا) ضمير مفعول به الواو عاطفة (على اللّه... المتوكّلون) مرّ إعراب نظيرها.
جملة: (ما لنا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (نتوكّل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (قد هدانا...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (نصبرنّ...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: (آذيتمونا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يتوكّل المتوكّلون...) جواب شرط مقدّر.
.إعراب الآيات (13- 17):
{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ (17)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قال) فعل ماض (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لرسلهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال)، و(هم) ضمير مضاف إليه اللام لام القسم لقسم مقدّر (نخرجنّ) مثل نصبرنّ، و(كم) ضمير مفعول به (من أرضنا) جارّ ومجرور متعلّق ب (نخرجنّ)، و(نا) ضمير مضاف إليه (أو) حرف عطف (لتعودنّ) لام القسم ومضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد (في ملّتنا) مثل من أرضنا متعلّق ب (تعودنّ)، الفاء عاطفة (أوحى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر (إلى) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أوحى)، (ربّهم) فاعل مرفوع، و(هم) مضاف إليه (لنهلكنّ) مثل لنخرجنّ (الظّالمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قال الّذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (نخرجنّكم...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر مقول القول في محلّ نصب.
وجملة: (تعودنّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: (أوحى.. ربّهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: (نهلكنّ...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة وجوابها تفسير للإيحاء.
الواو عاطفة (لنسكننّكم) مثل لنخرجنّكم (الأرض) مفعول به منصوب (من بعدهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (نسكن) و(هم) ضمير مضاف إليه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة إلى النصر وإيراث الأرض.. واللام للبعد والكاف للخطاب اللام حرف جرّ (من) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر المبتدأ (خاف) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (مقامي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه الواو عاطفة (خاف وعيد) مثل خاف مقامي.. وحذف ضمير المتكلّم تخفيفا لمناسبة الفاصلة.
وجملة: (نسكننّكم...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم المقدّرة السابقة.
وجملة: (ذلك لمن خاف...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (خاف...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (خاف (الثانية)...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانية.
الواو عاطفة (استفتحوا) فعل ماض وفاعله، والضمير يعود على الأنبياء الواو عاطفة (خاب) فعل ماض (كلّ) فاعل مرفوع (جبّار) مضاف إليه مجرور (عنيد) نعت لجبّار مجرور.
وجملة: (استفتحوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحى.
وجملة: (خاب كلّ جبّار...) لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي فنصروا وخاب كلّ جبّار...
(من ورائه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم.. والهاء مضاف إليه (جهنّم) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو عاطفة (يسقى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الجبّار (من ماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسقى)، (صديد) بدل من ماء مجرور.
وجملة: (من ورائه جهنّم...) في محلّ رفع نعت ل (كلّ جبّار)، أو في محلّ جرّ نعت لجبّار.
وجملة: (يسقى...) معطوفة على جملة من ورائه جهنّم تأخذ إعرابها.
(يتجرّعه) مضارع مرفوع، والهاء ضمير مفعول به، والفاعل هو الواو عاطفة (لا) نافية (يكاد) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (يسيغه) مثل يتجرّعه الواو عاطفة (يأتيه) مثل يتجرّعه، والضمّة مقدّرة (الموت) فاعل مرفوع (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتيه)، (مكان) مضاف إليه مجرور الواو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما الباء، حرف جرّ زائد (ميّت) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما الواو عاطفة (من ورائه عذاب) مثل من ورائه جهنّم (غليظ) نعت لعذاب مرفوع مثله.
وجملة: (يتجرّعه...) في محلّ جرّ نعت لماء.
وجملة: (لا يكاد يسيغه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتجرّعه.
وجملة: (يسيغه...) في محلّ نصب خبر يكاد.
وجملة: (يأتيه الموت...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يكاد...
وجملة: (ما هو بميّت...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (من ورائه عذاب...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يأتيه الموت..
الصرف:
(مقامي)، اسم مكان من قام الثلاثيّ- وهو عند الفرّاء مصدر ميميّ- وفيه إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها، وزنه مفعل وأصله مقوم- بسكون القاف وفتح الواو-.
(وعيد)، مصدر وعد يعد السماعيّ إذا وعده الشرّ، وزنه فعيل.
(صديد)، اسم لما يسيل من قيح ودم من الجرح أو الدمّل، وزنه فعيل.
البلاغة:
1- المبالغة: في قوله تعالى:
{وَلا يَكادُ} فدخول فعل يكاد للمبالغة، يعني ولا يقارب أن يسيغه، فكيف تكون الإساغة، كقوله: (لم يكد يراها) أي لم يقرب من رؤيتها فكيف يراها.
2- المجاز: في قوله تعالى:
{وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ} أي أسبابه من الشدائد وأنواع العذاب، فالكلام على المجاز، أو بتقدير مضاف.
3- الكناية: في قوله تعالى:
{عَذابٌ غَلِيظٌ} فوصف العذاب بالغلظة، كناية عن قوته واتصاله، لأن الغلظة تستوجب القوة وتستدعي أن يكون متصلا تتصل به الأزمنة كلها فلا انفصال بينها.
4- الغلو: بذكر (كاد) وهذا يطرد في كل كلام تستعمل فيه أداة المقاربة.
5- التتميم: وهو أنواع ثلاثة: تتميم النقص، وتتميم الاحتياط، تتميم المبالغة، فقد قال يتجرعه، ولو قال جرعه لما أفاد المعنى الذي أراده، لأن جرع الماء لا يشير إلى معنى الكراهية، ولكنه عند ما أتى بالتاء على صيغة التفعل أفهم أنه يتكلف شربه تكلفا، وأنه يعاني من جراء شربه مالا يأتي الوصف عليه من تقزز وكراهية، ثم احتاط للأمر لأنه قد يوهم بأنه تكلف شربه ثم هان عليه الأمر بعد ذلك، فأتى بالكيدودة، أي أنه تكلف شربه وهو لا يكاد يشربه، ولو اكتفى بالكيدودة لصلح المعنى دون مبالغة، ولكن عند ما جاءت يسيغه أفهم أنه لا يسيغه بل يغص به فيشربه بعد اللتيا والتي، جرعة غب جرعة، فيطول عذابه تارة بالحرارة وتارة بالعطش.
الفوائد:
- لحرف العطف (أو) عدة معان نوجزها بما يلي:
الشك، والإبهام، والإباحة، والتخيير، وللجمع بين شيئين مثل الواو، والإضراب مثل: (بل)، والتقسيم، وأن تكون بمعنى (إلا) وبمعنى (إلى) وتأتي للتقريب، والشرطية، والتبعيض.
وجملتها اثنا عشر معنى تجد شرحها في المطولات، وكذلك التمثيل عليها..!
.إعراب الآية رقم (18):{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (18)}.
الإعراب:
(مثل) مبتدأ مرفوع (الّذين) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (كفروا) فعل ماض وفاعله (بربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا)، و(هم) مضاف إليه، وخبر المبتدأ محذوف تقديره: فيما يتلى عليكم، ومكانه قبل المبتدأ (أعمالهم) مبتدأ مرفوع... و(هم) مضاف إليه (كرماد) جارّ ومجرور خبر المبتدأ أعمالهم (اشتدّت) فعل ماض... والتاء للتأنيث الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اشتدّت) بتضمينه معنى طارت (الريح) فاعل مرفوع (في يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (اشتدّت)، عاصف نعت ليوم مجرور (لا) نافية (يقدرون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من شيء (كسبوا) مثل كفروا (على شيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يقدرون)، (ذلك) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ... واللام للبعد، والكاف للخطاب، والإشارة إلى التمثيل عن أعمالهم (هو) ضمير فصل (الضلال) خبر المبتدأ ذلك مرفوع (البعيد) نعت للضلال مرفوع.
جملة: (مثل الّذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الوصول (الّذين).
وجملة: (أعمالهم كرماد...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اشتدّت به الريح...) في محلّ جرّ نعت لرماد.
وجملة: (لا يقدرون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (كسبوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ذلك.. الضلال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(رماد)، اسم جامد وزنه فعال بفتح الفاء.
البلاغة:
1- التشبيه التمثيلي: بقوله: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ).
حاصل التمثيل: تشبيه أعمالهم، في حبوطها وذهابها هباء منثورا لابتغائها على غير أساس من معرفته الله تعالى والايمان به وكونها لوجهه، برماد طيرته الريح العاصف وفرقته، فالمشبه مركب وهم الذين كفروا وأعمالهم، والمشبه به الرماد، ووجه الشبه أن الريح العاصف تطير الرماد وتفرق أجزاءه، كما أن الكفر يحبط الأعمال.
2- المجاز العقلي: في اسناد العصف لليوم في قوله تعالى: (في يوم عاصف) العصف اشتداد الريح، وصف به زمان هبوبها على الاسناد المجازي، كنهاره صائم وليله قائم للمبالغة.
.إعراب الآيات (19- 20):
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (لم) حرف نفي وجزم (تر) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (أنّ) حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (خلق) فعل ماض، والفاعل هو (السّموات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الأرض) معطوف على السموات بالواو منصوب (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل خلق أو مفعوله (إن) حرف شرط جازم (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط (يذهبكم) مضارع مجزوم جواب الشرط... و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل للفعلين ضمير تقديره هو (يأت) مضارع مجزوم معطوف على الفعل يذهبكم، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل هو (بخلق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأت)، (جديد) نعت لخلق مجرور.
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلق...) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه خلق...) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تر وجملة: (يشأ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يذهبكم...) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يأت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهبكم.
الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع اسم ما... واللام للبعد والكاف للخطاب (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بعزيز الباء حرف جرّ زائد (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: (ما ذلك.. بعزيز) لا محلّ لها معطوفة على جملة إن يشأ...
الفوائد:
- وما ذلك على الله بعزيز:
الباء حرف جرّ زائد وقد سبقت بنفي.
وسبق وتحدثنا عن أنواع الباء ومنها الزائدة وتفيد التوكيد، ومحلّ (عزيز) من الإعراب يختلف باختلاف اعتبارنا ل (ما) فإن كانت حجازية ف (عزيز) في محل نصب خبر (ما) وإن كانت تميميّة فهي في محلّ رفع خبر و(ما) مهملة لا عمل لها. وقوله: (من محيص) على شاكلة (بعزيز).
.إعراب الآية رقم (21):
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ (21)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (برزوا) فعل ماض وفاعله (للّه) جار ومجرور متعلّق ب (برزوا) وهو على حذف مضاف أي جزاء اللّه- أو حساب اللّه- (جميعا) حال منصوبة فاعل برزوا الفاء عاطفة (قال) فعل ماض (الضعفاء) فاعل مرفوع اللام حرف جرّ (الّذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (قال)، (استكبروا) مثل برزوا (إنّا) حرف توكيد ونصب... و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير في محلّ رفع اسم كان اللام حرف جرّ وك (م) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (تبعا)- نعت تقدّم على المنعوت- (تبعا) خبر كنّا منصوب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام للتوبيخ (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مغنون) خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الواو (عن) حرف جرّ و(نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (مغنون)، (من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق بحال من شيء (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ زائد، (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله مغنون (قالوا) مثل برزوا (لو) حرف شرط غير جازم (هدانا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، و(نا) ضمير مفعول به (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع اللام واقعة في جواب لو (هديناكم) فعل ماض مبنيّ على السكون... و(نا) ضمير فاعل، و(كم) ضمير مفعول به (سواء) خبر مقدّم مرفوع (علينا) مثل عنّا متعلّق بسواء الهمزة حرف مصدري للتسوية (جزعنا) مثل هدينا (أم) حرف عطف (صبرنا) مثل هدينا (ما) نافية مهملة (لنا) مثل لكم متعلّق بخبر مقدم (من محيص) مثل من شيء، والاسم مرفوع محلّا مبتدأ.
جملة: (برزوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال الضعفاء...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (استكبروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (إنّا كنّا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كنّا.. تبعا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (هل أنتم مغنون...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءنا العذاب، فهل أنتم...
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لو هدانا اللّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (هديناكم...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو).
وجملة: (سواء علينا أجزعنا...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
والمصدر المؤوّل (أجزعنا...) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (جزعنا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ الهمزة.
وجملة: (صبرنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جزعنا.
وجملة: (ما لنا من محيص...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(تبعا)، إمّا أن يكون جمعا لتابع مثل خدم وخادم.. فهو اسم فاعل من تبع الثلاثيّ وزنه فاعل.. وإما أن يكون مصدرا سماعيّا لفعل تبع استعمل استعمال اسم الفاعل، ووزن تبع فعل بفتحتين.
(مغنون)، جمع المغني، اسم فاعل من (أغنى) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وفي (مغنون) إعلال بالحذف، حذفت الياء بعد تسكينها ونقل حركتها إلى النون بسبب التقاء الساكنين ووزن مغنون مفعون- بضمّ الميم والعين-.
.إعراب الآية رقم (22):
{وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (22)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قال الشيطان) مثل قال الضعفاء، (لمّا) ظرف متضمّن معنى الشرط بمعنى حين مبني في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول (الأمر) نائب الفاعل (إنّ) حرف توكيد ونصب (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (وعدكم) فعل ماض، و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (وعد) مفعول به ثان منصوب (الحقّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (وعدتكم) فعل، وفاعل، ومفعول به الفاء عاطفة (أخلفتكم) مثل وعدتكم والمفعول الثاني محذوف أي أخلفتكم الوعد الواو عاطفة (ما) حرف نفي (كان) فعل ماض ناقص اللام حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من سلطان (من) حرف جرّ زائد (سلطان) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ (دعوتكم) مثل وعدتكم الفاء عاطفة (استجبتم) فعل ماض وفاعله (لي) مثل الأول متعلّق ب (استجبتم).
والمصدر المؤوّل (أن دعوتكم..) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع.
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تلوموني) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل والنون للوقاية، والياء ضمير مفعول به الواو عاطفة (لوموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (أنفسكم) مفعول به منصوب.. و(كم) مضاف إليه (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسم ما الباء حرف جرّ زائد (مصرخكم) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما..
و(كم) مثل الأخير الواو عاطفة (ما أنتم بمصرخيّ) مثل ما أنا بصرخكم، وعلامة الجرّ الياء لأنّه جمع مذكّر سالم، وحذفت النون للإضافة والياء الثانية مضاف إليه (إنّ) مثل الأول والياء ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (كفرت) مثل استجبتم الباء حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (أشركتم) مثل استجبتم، والواو زائدة إشباع حركة الميم والنون للوقاية، والياء المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أشركتم)، (إنّ الظالمين) مثل إنّ اللّه، وعلامة النصب الياء (لهم) مثل لي متعلّق بخبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت لعذاب مرفوع.
جملة: (قال الشيطان...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قضي الأمر...) في محلّ جرّ مضاف إليه... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبل أي: قال الشيطان.. والشرط فعله وجوابه لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (إنّ اللّه وعدكم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (وعدكم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (وعدتكم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ اللّه.
وجملة: (أخلفتكم...) في محلّ نصب معطوفة على جملة وعدكم.
وجملة: (ما كان لي.. سلطان) في محلّ نصب معطوفة على جملة قول القول.
وجملة: (دعوتكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (استجبتم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة دعوتكم.
وجملة: (لا تلوموني...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردتم الحقّ فلا تلوموني...
وجملة: (لوموا...) في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تلوموني..
وجملة: (ما أنا بمصرخكم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ما أنتم بمصرخيّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: (إنّي كفرت...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (كفرت...) في محلّ خبر إنّ.
وجملة: (أشركتموني...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
والمصدر المؤوّل (ما أشركتموني...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كفرت).
وجملة: (إنّ الظّالمين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لهم عذاب...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(مصرخ)، اسم فاعل من الرباعيّ أصرخ بمعنى أغاث، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى:
{إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ} فالاشراك استعارة بتشبيه الطاعة به، وتنزيلها منزلته أو لأنهم لما أشركوا الأصنام ونحوها بإيقاعه لهم في ذلك فكأنهم أشركوه، والكفر مجاز عن التبري وكما في قوله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} والمراد: إن كان إشراككم لي بالله تعالى هو الذي أطمعكم في نصرتي لكم، وخيل إليكم أن لكم حقا علي، فإني تبرأت من ذلك ولم أحمده، فلم يبق بيني وبينكم علاقة، وقد حذف المشبه وأبقى المشبه به على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
الفوائد:
1- الحوار، هو أحد الأساليب القرآنية المعتمدة، ورغم أن الحوار عنصر من عناصر القصة، إلّا انه في كثير من مواطن القرآن الكريم يرد لتقرير حقيقة أو عرض صورة، فهو والمثل صنوان، فنحن نرى في هذه الآيات صورة شاخصة تمثل المستضعفين، والمستكبرين وثالثهم الشيطان، وقد قاموا يتحاورون بين يدي الله، وكل يلقي اللوم على الآخر ولكن ذلك لم يغن عنهم أمام الله شيئا..!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ