السماحة
معنى السماحة لغة واصطلاحاً
معنى السماحة لغة:
سَمُحَ، ككَرُمَ، سَماحاً وسَماحَةً وسُموحاً وسُموحَةً وسَمْحاً وسِماحاً (1). ومادة (سمح) تدل عَلَى سَلَاسَةٍ وَسُهُولَةٍ (2). والمسامَحة: المساهَلة. وتَسامحوا: تَساهَلوا (3).
معنى السماحة اصطلاحاً:
السماحة في الاصطلاح تطلق على معنيين:
الأول: (السماحة: هي بذل ما لا يجب تفضلا) (4).
الثاني: (في معنى التسامح مع الغير في المعاملات المختلفة ويكون ذلك بتيسير الأمور والملاينة فيها التي تتجلى في التيسير وعدم القهر، وسماحة المسلمين التي تبدو في تعاملاتهم المختلفة سواء مع بعضهم أو مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى) (5).
معنى السماحة لغة:
سَمُحَ، ككَرُمَ، سَماحاً وسَماحَةً وسُموحاً وسُموحَةً وسَمْحاً وسِماحاً (1). ومادة (سمح) تدل عَلَى سَلَاسَةٍ وَسُهُولَةٍ (2). والمسامَحة: المساهَلة. وتَسامحوا: تَساهَلوا (3).
معنى السماحة اصطلاحاً:
السماحة في الاصطلاح تطلق على معنيين:
الأول: (السماحة: هي بذل ما لا يجب تفضلا) (4).
الثاني: (في معنى التسامح مع الغير في المعاملات المختلفة ويكون ذلك بتيسير الأمور والملاينة فيها التي تتجلى في التيسير وعدم القهر، وسماحة المسلمين التي تبدو في تعاملاتهم المختلفة سواء مع بعضهم أو مع غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى) (5).
(2) ((معجم مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 99).
(3) ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 99).
(4) ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 160).
(5) ((نضرة النعيم)) لمجموعة مؤلفين (6/ 2287).
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الترغيب على السماحة من القرآن والسنة
الترغيب على السماحة من القرآن الكريم:
- قال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199].
قال السعدي: (هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم) (1).
- وقال سبحانه: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة: 237].
قال ابن عاشور: (ومعنى كون العفو أقرب للتقوى: أن العفو أقرب إلى صفة التقوى من التمسك بالحق لأن التمسك بالحق لا ينافي التقوى لكنه يؤذن بتصلب صاحبه وشدته، والعفو يؤذن بسماحة صاحبه ورحمته، والقلب المطبوع على السماحة والرحمة أقرب إلى التقوى من القلب الصلب الشديد، لأن التقوى تقرب بمقدار قوة الوازع، والوازع شرعي وطبيعي، وفي القلب المفطور على الرأفة والسماحة لين يزعه عن المظالم والقساوة، فتكون التقوى أقرب إليه، لكثرة أسبابها فيه) (2).
- ونفى الله عن رسوله الفظاظة وغلظ القلب فقال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ [آل عمران: 159].
قال السعدي: (أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك. وَلَوْ كُنتَ فَظًّا أي: سيئ الخلق غَلِيظَ الْقَلْبِ أي: قاسيه، لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ) (3).
- وقال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 280].
ففي هذه الآية (وجه الله الدائنين إلى التيسير على المدينين المعسرين، فعلمهم الله بذلك سماحة النفس، وحسن التغاضي عن المعسرين) (4).
الترغيب على السماحة من السنة النبوية:
- وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)) (5).
قال ابن بطال: (فيه الحضُ على السماحة وحسن المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق ومكارمها، وترك المشاحة والرقة في البيع، وذلك سبب إلى وجود البركة فيه لأن النبي عليه السلام لا يحض أمته إلا على ما فيه النفع لهم في الدنيا والآخرة) (6).
الترغيب على السماحة من القرآن الكريم:
- قال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199].
قال السعدي: (هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وما ينبغي في معاملتهم، فالذي ينبغي أن يعامل به الناس، أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم) (1).
- وقال سبحانه: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة: 237].
قال ابن عاشور: (ومعنى كون العفو أقرب للتقوى: أن العفو أقرب إلى صفة التقوى من التمسك بالحق لأن التمسك بالحق لا ينافي التقوى لكنه يؤذن بتصلب صاحبه وشدته، والعفو يؤذن بسماحة صاحبه ورحمته، والقلب المطبوع على السماحة والرحمة أقرب إلى التقوى من القلب الصلب الشديد، لأن التقوى تقرب بمقدار قوة الوازع، والوازع شرعي وطبيعي، وفي القلب المفطور على الرأفة والسماحة لين يزعه عن المظالم والقساوة، فتكون التقوى أقرب إليه، لكثرة أسبابها فيه) (2).
- ونفى الله عن رسوله الفظاظة وغلظ القلب فقال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ [آل عمران: 159].
قال السعدي: (أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك. وَلَوْ كُنتَ فَظًّا أي: سيئ الخلق غَلِيظَ الْقَلْبِ أي: قاسيه، لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ) (3).
- وقال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 280].
ففي هذه الآية (وجه الله الدائنين إلى التيسير على المدينين المعسرين، فعلمهم الله بذلك سماحة النفس، وحسن التغاضي عن المعسرين) (4).
الترغيب على السماحة من السنة النبوية:
- وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)) (5).
قال ابن بطال: (فيه الحضُ على السماحة وحسن المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق ومكارمها، وترك المشاحة والرقة في البيع، وذلك سبب إلى وجود البركة فيه لأن النبي عليه السلام لا يحض أمته إلا على ما فيه النفع لهم في الدنيا والآخرة) (6).
(1) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 313).
(2) ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (2/ 465).
(3) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 154).
(4) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 467).
(5) رواه البخاري (2076) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(6) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (6/ 210).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وقال المناويّ: (رحم الله عبدا) دعاء أو خبر وقرينة الاستقبال المستفاد من إذا تجعله دعاء (سَمْحا) بفتح فسكون جوادا أو متساهلا غير مضايق في الأمور وهذا صفة مشبهة تدل على الثبوت ولذا كرر أحوال البيع والشراء والتقاضي حيث قال: (إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى) أي وفى ما عليه بسهولة (سمحا إذا اقتضى) أي طلب قضاء حقه وهذا مسوق للحث على المسامحة في المعاملة وترك المشاححة والتضييق في الطلب والتخلق بمكارم الأخلاق وقال القاضي: رتب الدعاء على ذلك ليدل على أن السهولة والتسامح سبب لاستحقاق الدعاء ويكون أهلا للرحمة والاقتضاء والتقاضي وهو طلب قضاء الحق) (1).
- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار على كل قريب هين سهل)) (2).
قال القاري: (أي: تحرم على كل سهل طلق حليم لين الجانب، قيل: هما يطلقان على الإنسان بالتثقيل والتخفيف،... (قريب) أي: من الناس بمجالستهم في محافل الطاعة وملاطفتهم قدر الطاعة (سهل) أي: في قضاء حوائجهم، أو معناه أنه سمح القضاء سمح الاقتضاء سمح البيع سمح الشراء) (3).
- وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب)) (4).
قال الطيبي: (ولما كانت الأوصاف الأربعة ظاهرة في الإنسان والأرض أجريت على حقيقتها، وأولت الأربعة الأخيرة لأنها من الأخلاق الباطنة، فإن المعني بالسهل الرفق واللين، وبالحزن الخرق والعنف، وبالطيب الذي يعني به الأرض العذبة المؤمن الذي هو نفع كله، بالخبيث الذي يراد به الأرض السبخة الكافر الذي هو ضر كله، والذي سبق له الحديث هو الأمور الباطنة؛ لأنها داخلة في حديث القدر بالخير والشر، وأما الأمور الظاهرة من الألوان، وإن كانت مقدرة فلا اعتبار لها فيه) (5).
(والنفس السمحة كالأرض الطيبة الهينة المستوية، فهي لكل ما يراد منها من خير صالحة، إن أردت عبورها هانت، وإن أردت حرثها وزراعتها لانت، وإن أردت البناء فيها سهلت، وإن شئت النوم عليها تمهدت) (6).
- وروي عن مكحول مرسلاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف، إن قيد انقاد، وإن أنيخَ على صخرةٍ، استناخ)) (7).
(والمراد بالهين سهولته في أمر دنياه ومهمات نفسه ... واللين لين الجانب وسهولة الانقياد إلى الخير والمسامحة في المعاملة (كالجمل) أي كل واحد منهم) (8).
- وعن حذيفة قال ((أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت فى الدنيا - قال ولا يكتمون الله حديثا - قال يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر. فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي)) (9).
قال النووي: (والتجاوز والتجوز معناهما المسامحة في الاقتضاء والاستيفاء وقبول ما فيه نقص يسير كما قال وأتجوز في السكة وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعسر والوضع عنه إما كل الدين وإما بعضه من كثير أو قليل وفضل المسامحة في الاقتضاء وفي الاستيفاء سواء استوفي من موسر أو معسر وفضل الوضع من الدين وأنه لا يحتقر شيء من أفعال الخير فلعله سبب السعادة والرحمة) (10).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما السماحة والصبر فخلقان في النفس. قال تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد: 17] وهذا أعلى من ذاك وهو أن يكون صبارا شكورا فيه سماحة بالرحمة للإنسان وصبر على المكاره وهذا ضد الذي خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا؛ فإن ذاك ليس فيه سماحة عند النعمة ولا صبر عند المصيبة) (11).
(2) ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (2/ 465).
(3) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 154).
(4) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 467).
(5) رواه البخاري (2076) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(6) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (6/ 210).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وقال المناويّ: (رحم الله عبدا) دعاء أو خبر وقرينة الاستقبال المستفاد من إذا تجعله دعاء (سَمْحا) بفتح فسكون جوادا أو متساهلا غير مضايق في الأمور وهذا صفة مشبهة تدل على الثبوت ولذا كرر أحوال البيع والشراء والتقاضي حيث قال: (إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى) أي وفى ما عليه بسهولة (سمحا إذا اقتضى) أي طلب قضاء حقه وهذا مسوق للحث على المسامحة في المعاملة وترك المشاححة والتضييق في الطلب والتخلق بمكارم الأخلاق وقال القاضي: رتب الدعاء على ذلك ليدل على أن السهولة والتسامح سبب لاستحقاق الدعاء ويكون أهلا للرحمة والاقتضاء والتقاضي وهو طلب قضاء الحق) (1).
- وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار على كل قريب هين سهل)) (2).
قال القاري: (أي: تحرم على كل سهل طلق حليم لين الجانب، قيل: هما يطلقان على الإنسان بالتثقيل والتخفيف،... (قريب) أي: من الناس بمجالستهم في محافل الطاعة وملاطفتهم قدر الطاعة (سهل) أي: في قضاء حوائجهم، أو معناه أنه سمح القضاء سمح الاقتضاء سمح البيع سمح الشراء) (3).
- وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب)) (4).
قال الطيبي: (ولما كانت الأوصاف الأربعة ظاهرة في الإنسان والأرض أجريت على حقيقتها، وأولت الأربعة الأخيرة لأنها من الأخلاق الباطنة، فإن المعني بالسهل الرفق واللين، وبالحزن الخرق والعنف، وبالطيب الذي يعني به الأرض العذبة المؤمن الذي هو نفع كله، بالخبيث الذي يراد به الأرض السبخة الكافر الذي هو ضر كله، والذي سبق له الحديث هو الأمور الباطنة؛ لأنها داخلة في حديث القدر بالخير والشر، وأما الأمور الظاهرة من الألوان، وإن كانت مقدرة فلا اعتبار لها فيه) (5).
(والنفس السمحة كالأرض الطيبة الهينة المستوية، فهي لكل ما يراد منها من خير صالحة، إن أردت عبورها هانت، وإن أردت حرثها وزراعتها لانت، وإن أردت البناء فيها سهلت، وإن شئت النوم عليها تمهدت) (6).
- وروي عن مكحول مرسلاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف، إن قيد انقاد، وإن أنيخَ على صخرةٍ، استناخ)) (7).
(والمراد بالهين سهولته في أمر دنياه ومهمات نفسه ... واللين لين الجانب وسهولة الانقياد إلى الخير والمسامحة في المعاملة (كالجمل) أي كل واحد منهم) (8).
- وعن حذيفة قال ((أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت فى الدنيا - قال ولا يكتمون الله حديثا - قال يا رب آتيتني مالك فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أتيسر على الموسر وأنظر المعسر. فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي)) (9).
قال النووي: (والتجاوز والتجوز معناهما المسامحة في الاقتضاء والاستيفاء وقبول ما فيه نقص يسير كما قال وأتجوز في السكة وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعسر والوضع عنه إما كل الدين وإما بعضه من كثير أو قليل وفضل المسامحة في الاقتضاء وفي الاستيفاء سواء استوفي من موسر أو معسر وفضل الوضع من الدين وأنه لا يحتقر شيء من أفعال الخير فلعله سبب السعادة والرحمة) (10).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما السماحة والصبر فخلقان في النفس. قال تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد: 17] وهذا أعلى من ذاك وهو أن يكون صبارا شكورا فيه سماحة بالرحمة للإنسان وصبر على المكاره وهذا ضد الذي خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا؛ فإن ذاك ليس فيه سماحة عند النعمة ولا صبر عند المصيبة) (11).
(1) ((فيض القدير)) للمناوي (2/ 441).
(2) رواه الترمذي (2488)، وابن حبان (2/ 215) (469)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (10/ 231). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (2697): إسناده جيد. وصححه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (1744).
(3) ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (8/ 3179).
(4) رواه أبو داود (4693)، والترمذي (2955)، وأحمد (4/ 400) (19597). قال الترمذي حسن صحيح. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (1734)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1759).
(5) ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (1/ 176).
(6) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 446).
(7) رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (1/ 130) (387)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (10/ 447) (7777)، والشهاب في ((مسنده)) (1/ 115). وضعفه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (9163)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6669).
(8) ((فيض القدير)) للمناوي (6/ 258).
(9) رواه البخاري (2077)، ومسلم (1560) واللفظ له.
(10) ((شرح مسلم)) للنووي (10/ 225).
(11) ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (7/ 264).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،فوائد سماحة النفس
- (يستطيع سمح النفس الهين اللين أن يغنم في حياته أكبر قسط من السعادة وهناءة العيش، لأنه بخلقه هذا يتكيف مع الأوضاع الطبيعية والاجتماعية بسرعة مهما كانت غير ملائمة لما يحب أو لما يهوى نفسه.
- ويستطيع أن يستقبل المقادير بالرضى والتسليم مهما كانت مكروهة للنفوس.
- ويستطيع سمح النفس الهين اللين أن يظفر بأكبر قسط من محبة الناس له، وثقة الناس به، لأنه يعاملهم بالسماحة والبشر ولين الجانب، والتغاضي عن السيئات والنقائص، فإذا دعاه الواجب إلى تقديم النصح كان في نصحه رفيقاً ليناً، سمحاً هيناً، يسر بالنصيحة، ولا يريد الفضيحة، يسد الثغرات، ولا ينشر الزلات والعثرات.
- ويعامل الناس أيضاً بالسماحة في الأمور المادية، فإذا باع كان سمحاً وإذا اشترى كان سمحاً، وإذا أخذ كان سمحاً، وإذا أعطى كان سمحاً، وإذا قضى ما عليه كان سمحاً وإذا اقتضى ما له كان سمحاً.
- ويجلب سمح النفس الهين اللين لنفسه الخير الدنيوي بتسامحه، وذلك لأن الناس يحبون المتسامح الهين اللين، فيميلون إلى التعامل معه، فيكثر عليه الخير بكثرة محبيه والواثقين به.
- ويجلب سمح النفس الهين اللين لنفسه رضى الله تعالى والخير الأخروي العظيم، ما ابتغى بسماحته رضوان الله عز وجل) (1).
(2) رواه الترمذي (2488)، وابن حبان (2/ 215) (469)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (10/ 231). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (2697): إسناده جيد. وصححه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (1744).
(3) ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (8/ 3179).
(4) رواه أبو داود (4693)، والترمذي (2955)، وأحمد (4/ 400) (19597). قال الترمذي حسن صحيح. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (1734)، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1759).
(5) ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (1/ 176).
(6) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 446).
(7) رواه ابن المبارك في ((الزهد)) (1/ 130) (387)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (10/ 447) (7777)، والشهاب في ((مسنده)) (1/ 115). وضعفه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (9163)، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6669).
(8) ((فيض القدير)) للمناوي (6/ 258).
(9) رواه البخاري (2077)، ومسلم (1560) واللفظ له.
(10) ((شرح مسلم)) للنووي (10/ 225).
(11) ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (7/ 264).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،فوائد سماحة النفس
- (يستطيع سمح النفس الهين اللين أن يغنم في حياته أكبر قسط من السعادة وهناءة العيش، لأنه بخلقه هذا يتكيف مع الأوضاع الطبيعية والاجتماعية بسرعة مهما كانت غير ملائمة لما يحب أو لما يهوى نفسه.
- ويستطيع أن يستقبل المقادير بالرضى والتسليم مهما كانت مكروهة للنفوس.
- ويستطيع سمح النفس الهين اللين أن يظفر بأكبر قسط من محبة الناس له، وثقة الناس به، لأنه يعاملهم بالسماحة والبشر ولين الجانب، والتغاضي عن السيئات والنقائص، فإذا دعاه الواجب إلى تقديم النصح كان في نصحه رفيقاً ليناً، سمحاً هيناً، يسر بالنصيحة، ولا يريد الفضيحة، يسد الثغرات، ولا ينشر الزلات والعثرات.
- ويعامل الناس أيضاً بالسماحة في الأمور المادية، فإذا باع كان سمحاً وإذا اشترى كان سمحاً، وإذا أخذ كان سمحاً، وإذا أعطى كان سمحاً، وإذا قضى ما عليه كان سمحاً وإذا اقتضى ما له كان سمحاً.
- ويجلب سمح النفس الهين اللين لنفسه الخير الدنيوي بتسامحه، وذلك لأن الناس يحبون المتسامح الهين اللين، فيميلون إلى التعامل معه، فيكثر عليه الخير بكثرة محبيه والواثقين به.
- ويجلب سمح النفس الهين اللين لنفسه رضى الله تعالى والخير الأخروي العظيم، ما ابتغى بسماحته رضوان الله عز وجل) (1).
(1) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 443).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،صور السماحة
(الناس على اختلاف مستوياتهم في الذكاء واختلاف نماذجهم الخلقية يوجد فيهم من يتمتعون بخلق سماحة النفس، فهم هينون لينون سمحاء، ويوجد فيهم آخرون نكدون متشددون يتذمرون من كل شيء لا يوافق هواهم) (1). وقد قال صلى الله عليه وسلم كما مر معنا في الحديث: ((رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)) (2) وصور سماحة النفس كثيرة فمنها:
1 - السماحة في التعامل مع الآخرين:
ويكون بعدم التشديد والغلظة في التعامل مع الآخرين حتى ولو كان خادماً فعن أنس قال ((خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت)) (3).
2 - السماحة في البيع والشراء:
وتكون السماحة في البيع والشراء، بأن لا يكون البائع مغالياً في الربح، ومكثرا في المساومة، بل عليه أن يكون كريم النفس. وبالمقابل على المشتري أيضاً أن يتساهل وأن لا يدقق في الفروق البسيطة، وأن يكون كريماً مع البائع وخاصة إذا كان فقيراً.
3 - السماحة في قضاء الحوائج:
فإن الذي يقضي حوائج الناس فينفس كربتهم وييسر على معسرهم ييسر الله عنه في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم، قال: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) (4).
4 - السماحة في الاقتضاء:
قال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 280].
قال السعدي: (وَإِن كَانَ المدين ذُو عُسْرَةٍ لا يجد وفاء فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ إما بإسقاطها أو بعضها) (5). فمن السماحة في الاقتضاء أن يراعي حال المدين، وأن لا يطالبه بشدة وأمام الناس، قال صلى الله عليه وسلم: ((من طلب حقا فليطلبه في عفاف، واف أو غير واف)) (6).
(الناس على اختلاف مستوياتهم في الذكاء واختلاف نماذجهم الخلقية يوجد فيهم من يتمتعون بخلق سماحة النفس، فهم هينون لينون سمحاء، ويوجد فيهم آخرون نكدون متشددون يتذمرون من كل شيء لا يوافق هواهم) (1). وقد قال صلى الله عليه وسلم كما مر معنا في الحديث: ((رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى)) (2) وصور سماحة النفس كثيرة فمنها:
1 - السماحة في التعامل مع الآخرين:
ويكون بعدم التشديد والغلظة في التعامل مع الآخرين حتى ولو كان خادماً فعن أنس قال ((خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت)) (3).
2 - السماحة في البيع والشراء:
وتكون السماحة في البيع والشراء، بأن لا يكون البائع مغالياً في الربح، ومكثرا في المساومة، بل عليه أن يكون كريم النفس. وبالمقابل على المشتري أيضاً أن يتساهل وأن لا يدقق في الفروق البسيطة، وأن يكون كريماً مع البائع وخاصة إذا كان فقيراً.
3 - السماحة في قضاء الحوائج:
فإن الذي يقضي حوائج الناس فينفس كربتهم وييسر على معسرهم ييسر الله عنه في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم، قال: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) (4).
4 - السماحة في الاقتضاء:
قال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 280].
قال السعدي: (وَإِن كَانَ المدين ذُو عُسْرَةٍ لا يجد وفاء فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وهذا واجب عليه أن ينظره حتى يجد ما يوفي به وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ إما بإسقاطها أو بعضها) (5). فمن السماحة في الاقتضاء أن يراعي حال المدين، وأن لا يطالبه بشدة وأمام الناس، قال صلى الله عليه وسلم: ((من طلب حقا فليطلبه في عفاف، واف أو غير واف)) (6).
(1) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 441).
(2) رواه البخاري (2076) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(3) رواه البخاري (6038)، ومسلم (2309)، واللفظ للبخاري.
(4) رواه مسلم (2699).
(5) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (116).
(6) رواه ابن ماجه (2421)، وابن حبان (11/ 474) (5080)، والحاكم (2/ 38) (2238) من حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6384).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وسائل اكتساب خلق سماحة النفس
هناك وسائل لاكتساب خلق سماحة النفس فمنها:
1 - (التأمل في الترغيبات التي رغب الله بها الذين يتحلون بخلق السماحة، والفوائد التي يجنونها في العاجلة والآجلة، والسعادة التي يظفرون بها في الحياة الدنيا والآخرة.
2 - التأمل في المحاذير التي حذر الله منها النكدين المشتددين العسيرين، وما يجلبه لهم خلقهم وظواهره السلوكية من مضار عاجلة وآجله، ومتاعب وآلام كثيرة، وخسارة مادية ومعنوية.
3 - الاقتناع الإيماني بسلطان القضاء والقدر، وأنه هو المهيمن على كل الأحداث التي تخرج عن حدود الإرادة الإنسانية المسؤولة عن الأعمال الصادرة عنها) (1).
(2) رواه البخاري (2076) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(3) رواه البخاري (6038)، ومسلم (2309)، واللفظ للبخاري.
(4) رواه مسلم (2699).
(5) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (116).
(6) رواه ابن ماجه (2421)، وابن حبان (11/ 474) (5080)، والحاكم (2/ 38) (2238) من حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم. قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (6384).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،وسائل اكتساب خلق سماحة النفس
هناك وسائل لاكتساب خلق سماحة النفس فمنها:
1 - (التأمل في الترغيبات التي رغب الله بها الذين يتحلون بخلق السماحة، والفوائد التي يجنونها في العاجلة والآجلة، والسعادة التي يظفرون بها في الحياة الدنيا والآخرة.
2 - التأمل في المحاذير التي حذر الله منها النكدين المشتددين العسيرين، وما يجلبه لهم خلقهم وظواهره السلوكية من مضار عاجلة وآجله، ومتاعب وآلام كثيرة، وخسارة مادية ومعنوية.
3 - الاقتناع الإيماني بسلطان القضاء والقدر، وأنه هو المهيمن على كل الأحداث التي تخرج عن حدود الإرادة الإنسانية المسؤولة عن الأعمال الصادرة عنها) (1).
(1) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 451) بتصرف.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج من سماحة النبي صلى الله عليه وسلم:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمحاً في تعامله وهو المثل الأكمل في السماحة، يحكي لنا أنس رضي الله عنه ما لاقاه من النبي صلى الله عليه وسلم من حسن المعاملة فيقول: ((خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت)) (1).
وروى عنه أنه قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين، خدمته عشر سنين، فما لامني على شيء قط أتي فيه على يدي، فإن لامني لائم من أهله قال: دعوه فإنه لو قضي شيء كان) (2).
- وعنه أيضاً قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً، فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: ((يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟ قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله)) (3).
- ومن سماحته صلى الله عليه وسلم قضاء حوائج الناس فقد روى البخاري عن أنس قال: (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) (4).
- ومن سماحته صلى الله عليه وسلم عفوه عمن أراد قتله، فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد فلما قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت سمرة فعلق بها سيفه، ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال: ((إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال: من يمنعك مني؟ قلت: اللَّه ثلاثا، ولم يعاقبه وجلس)) (5).
- ومن سماحته صلى الله عليه وسلم تعامله مع الأعرابي الذي جذب رداءه بشدة ليأمر له بعطاء، فعن أنس قال: ((كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، ورجع نبي الله صلى الله عليه وسلم في نحر الأعرابي، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء)) (6).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمحاً في تعامله وهو المثل الأكمل في السماحة، يحكي لنا أنس رضي الله عنه ما لاقاه من النبي صلى الله عليه وسلم من حسن المعاملة فيقول: ((خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت)) (1).
وروى عنه أنه قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين، خدمته عشر سنين، فما لامني على شيء قط أتي فيه على يدي، فإن لامني لائم من أهله قال: دعوه فإنه لو قضي شيء كان) (2).
- وعنه أيضاً قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً، فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: ((يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟ قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله)) (3).
- ومن سماحته صلى الله عليه وسلم قضاء حوائج الناس فقد روى البخاري عن أنس قال: (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) (4).
- ومن سماحته صلى الله عليه وسلم عفوه عمن أراد قتله، فعن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل نجد فلما قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قفل معهم فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم تحت سمرة فعلق بها سيفه، ونمنا نومة فإذا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يدعونا وإذا عنده أعرابي فقال: ((إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا قال: من يمنعك مني؟ قلت: اللَّه ثلاثا، ولم يعاقبه وجلس)) (5).
- ومن سماحته صلى الله عليه وسلم تعامله مع الأعرابي الذي جذب رداءه بشدة ليأمر له بعطاء، فعن أنس قال: ((كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، ورجع نبي الله صلى الله عليه وسلم في نحر الأعرابي، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء)) (6).
(1) رواه البخاري (6038)، ومسلم (2309)، واللفظ للبخاري.
(2) رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (ص43).
(3) رواه مسلم (2310) من حديث أنس رضي الله عنه.
(4) رواه البخاري (6072).
(5) رواه البخاري (2910).
(6) رواه البخاري (5809)، ومسلم (1057).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج من سماحة السلف مع غير المسلمين:
- في خلافة أبي بكر رضي الله عنه كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق- وكانوا من النصارى -: (وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله) (1).
- كما أن أبا بكر رضي الله عنه كان يوصي الجيوش الإسلامية بقوله: (وستمرون على قوم في الصوامع رهبانا يزعمون أنهم ترهبوا في الله فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم) (2).
- ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) (3) والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.
- وأوصى عمر رضي الله عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم (4).
- وأن عبد الله بن عمرو ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) (5).
- وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة: (وانظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه) (6).
- وعندما أمر عمر بن عبد العزيز رحمه الله مناديه ينادي: (ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، فقام إليه رجل ذمي من أهل حمص فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله قال: وما ذاك؟ قال: العباس بن الوليد بن عبد الملك اغتصبني أرضي. والعباس جالس، فقال له عمر: يا عباس ما تقول؟ قال: نعم أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد وكتب لي بها سجلا، فقال عمر: ما تقول يا ذمي؟ قال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله تعالى، فقال عمر: نعم كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد قم فاردد عليه ضيعته فردها عليه) (7).
(2) رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (ص43).
(3) رواه مسلم (2310) من حديث أنس رضي الله عنه.
(4) رواه البخاري (6072).
(5) رواه البخاري (2910).
(6) رواه البخاري (5809)، ومسلم (1057).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج من سماحة السلف مع غير المسلمين:
- في خلافة أبي بكر رضي الله عنه كتب خالد بن الوليد رضي الله عنه في عقد الذمة لأهل الحيرة بالعراق- وكانوا من النصارى -: (وجعلت لهم أيما شيخ ضعف عن العمل، أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين هو وعياله) (1).
- كما أن أبا بكر رضي الله عنه كان يوصي الجيوش الإسلامية بقوله: (وستمرون على قوم في الصوامع رهبانا يزعمون أنهم ترهبوا في الله فدعوهم ولا تهدموا صوامعهم) (2).
- ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه فوالله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) (3) والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.
- وأوصى عمر رضي الله عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة أن يوفى لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم (4).
- وأن عبد الله بن عمرو ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) (5).
- وفي خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كتب إلى عدي بن أرطأة: (وانظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه) (6).
- وعندما أمر عمر بن عبد العزيز رحمه الله مناديه ينادي: (ألا من كانت له مظلمة فليرفعها، فقام إليه رجل ذمي من أهل حمص فقال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله قال: وما ذاك؟ قال: العباس بن الوليد بن عبد الملك اغتصبني أرضي. والعباس جالس، فقال له عمر: يا عباس ما تقول؟ قال: نعم أقطعنيها أمير المؤمنين الوليد وكتب لي بها سجلا، فقال عمر: ما تقول يا ذمي؟ قال: يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله تعالى، فقال عمر: نعم كتاب الله أحق أن يتبع من كتاب الوليد قم فاردد عليه ضيعته فردها عليه) (7).
(1) ((كتاب الخراج)) لأبي يوسف (ص157).
(2) رواه الواقدي في ((فتوح الشام)) (1/ 8).
(3) ((كتاب الخراج)) لأبي يوسف (ص139).
(4) رواه البخاري (1392).
(5) رواه أبو داود (5152)، الترمذي (1943)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (6/ 214). قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في ((الترغيب والترهيب)) (2574).
(6) ((الأموال)) للقاسم بن سلام (ص 56).
(7) ((أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز رحمه الله وسيرته)) للآجري (ص 58).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،علامات سمح النفس
هناك علامات للمتصف بخلق السماحة منها:
1 - (طلاقة الوجه واستقبال الناس بالبشر، ومشاركتهم بالسمع والفكر والقلب.
وطلق الوجه حسن البشر بالناس محبب إليهم، مألوف في نفوسهم، قريب إلى قلوبهم.
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الظاهرة بقوله وعمله، فمن ذلك ما يلي:
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك)) (1) ...
وهكذا يكون سمح النفس طلق الوجه باسماً مشرق المحيَّا، بخلاف النكد الصعب، حتى يبدو كأنه قرف من كل شيء فإذا واجه الناس واجههم بسحنة منقبضة لا انبساط فيها ولا بشر، وإذا اجتمع معهم لم يشاركهم بمشاعره ولا بحواسه، وكان بينهم كأنه غريب عنهم، وكأنهم غرباء عنه، وفي وجهه ولسانه ونفسه، وهذا الوضع يجعله ممقوتا مكروهاً بعيدا عن قلوب الناس، لأنه وضع يلازمه في معظم أحواله بسبب نكد نفسه الملازم له ...
2 - مبادرة الناس بالتحية والسلام والمصافحة وحسن المحادثة:
فمن كان سمح النفس بادر إلى هذه المحاسن، ووجودها في الإنسان طبيعية غير متكلفة، يدل على أنه سمح هين لين رقيق حاشية النفس، ألوف ودود لا فظ ولا غليظ ...
3 - حسن المصاحبة والمعاشرة والتغاضي وعدم التشدد في الأمور:
فمن كان سمح النفس كان حسن المصاحبة لإخوانه، ولأهله، ولأولاده، ولخدمه، ولكل من يخالطه، ولكل من يرعاه.
وكان حسن المعاشرة خفيف المحاسبة والمؤاخذة، متغاضياً عن المخالفات التي تتعلق به، لا يتشدد في الأمور، ولا يعظم الصغائر، بل يلتمس العذر لمن يقصر معه أو لا يعطيه من الاحترام أو الخدمة حقه (2).
(2) رواه الواقدي في ((فتوح الشام)) (1/ 8).
(3) ((كتاب الخراج)) لأبي يوسف (ص139).
(4) رواه البخاري (1392).
(5) رواه أبو داود (5152)، الترمذي (1943)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (6/ 214). قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في ((الترغيب والترهيب)) (2574).
(6) ((الأموال)) للقاسم بن سلام (ص 56).
(7) ((أخبار أبي حفص عمر بن عبد العزيز رحمه الله وسيرته)) للآجري (ص 58).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،علامات سمح النفس
هناك علامات للمتصف بخلق السماحة منها:
1 - (طلاقة الوجه واستقبال الناس بالبشر، ومشاركتهم بالسمع والفكر والقلب.
وطلق الوجه حسن البشر بالناس محبب إليهم، مألوف في نفوسهم، قريب إلى قلوبهم.
وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الظاهرة بقوله وعمله، فمن ذلك ما يلي:
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك)) (1) ...
وهكذا يكون سمح النفس طلق الوجه باسماً مشرق المحيَّا، بخلاف النكد الصعب، حتى يبدو كأنه قرف من كل شيء فإذا واجه الناس واجههم بسحنة منقبضة لا انبساط فيها ولا بشر، وإذا اجتمع معهم لم يشاركهم بمشاعره ولا بحواسه، وكان بينهم كأنه غريب عنهم، وكأنهم غرباء عنه، وفي وجهه ولسانه ونفسه، وهذا الوضع يجعله ممقوتا مكروهاً بعيدا عن قلوب الناس، لأنه وضع يلازمه في معظم أحواله بسبب نكد نفسه الملازم له ...
2 - مبادرة الناس بالتحية والسلام والمصافحة وحسن المحادثة:
فمن كان سمح النفس بادر إلى هذه المحاسن، ووجودها في الإنسان طبيعية غير متكلفة، يدل على أنه سمح هين لين رقيق حاشية النفس، ألوف ودود لا فظ ولا غليظ ...
3 - حسن المصاحبة والمعاشرة والتغاضي وعدم التشدد في الأمور:
فمن كان سمح النفس كان حسن المصاحبة لإخوانه، ولأهله، ولأولاده، ولخدمه، ولكل من يخالطه، ولكل من يرعاه.
وكان حسن المعاشرة خفيف المحاسبة والمؤاخذة، متغاضياً عن المخالفات التي تتعلق به، لا يتشدد في الأمور، ولا يعظم الصغائر، بل يلتمس العذر لمن يقصر معه أو لا يعطيه من الاحترام أو الخدمة حقه (2).
(1) رواه الترمذي (1970)، وأحمد (3/ 360) (14920). وصححه الألباني في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (2684).
(2) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 447) بتصرف.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،سماحة الإسلام
كما دعا الإسلام المسلمين إلى التحلي بخلق السماحة، فإن السماحة من خلق الإسلام نفسه ... فمن السماحة عفو الله ومغفرته للمذنبين من عباده، وحلمه تبارك وتعالى على عباده، وتيسير الشريعة عليهم، وتخفيف التكاليف عنهم، ونهيهم عن الغلو في الدين، ونهيهم عن التشديد في الدين على عباد الله (1).
- قال تعالى: يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185].
- وقال مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 6].
- وقال سبحانه: يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 28].
- وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) (2).
- ونهى النبي عن التنطع والتشدد في الدين، فعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((هلك المتنطعون)). قالها ثلاثا (3).
- ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من يشق على المسلمين فقال: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به)) (4).
- وأمر بالتخفيف على المسلمين ونهى عن التثقيل في أمور الدين فعن أبي مسعود، رضي الله عنه، قال: ((أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا قال فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبا في موعظة منه يومئذ قال: فقال يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة)) (5).
- ومن سماحة الإسلام تيسيره لشؤون مناسك الحج فعن عبد الله بن عمرو بن العاص: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح فقال اذبح، ولا حرج فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال ارم، ولا حرج فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم، ولا أخر إلا قال افعل، ولا حرج)) (6).
- سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين؛ فالإسلام لم تقتصر سماحته على المسلمين فحسب بل أبعد من ذلك ليشمل غير المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين، حتى في حالة الحرب، فنهى الإسلام عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، فعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام)) (7).
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا)) (8).
(2) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 447) بتصرف.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،سماحة الإسلام
كما دعا الإسلام المسلمين إلى التحلي بخلق السماحة، فإن السماحة من خلق الإسلام نفسه ... فمن السماحة عفو الله ومغفرته للمذنبين من عباده، وحلمه تبارك وتعالى على عباده، وتيسير الشريعة عليهم، وتخفيف التكاليف عنهم، ونهيهم عن الغلو في الدين، ونهيهم عن التشديد في الدين على عباد الله (1).
- قال تعالى: يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185].
- وقال مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [المائدة: 6].
- وقال سبحانه: يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا [النساء: 28].
- وعن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة)) (2).
- ونهى النبي عن التنطع والتشدد في الدين، فعن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((هلك المتنطعون)). قالها ثلاثا (3).
- ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من يشق على المسلمين فقال: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به)) (4).
- وأمر بالتخفيف على المسلمين ونهى عن التثقيل في أمور الدين فعن أبي مسعود، رضي الله عنه، قال: ((أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا قال فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبا في موعظة منه يومئذ قال: فقال يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن فيهم المريض والكبير وذا الحاجة)) (5).
- ومن سماحة الإسلام تيسيره لشؤون مناسك الحج فعن عبد الله بن عمرو بن العاص: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح فقال اذبح، ولا حرج فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي قال ارم، ولا حرج فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم، ولا أخر إلا قال افعل، ولا حرج)) (6).
- سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين؛ فالإسلام لم تقتصر سماحته على المسلمين فحسب بل أبعد من ذلك ليشمل غير المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين، حتى في حالة الحرب، فنهى الإسلام عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، فعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال: اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام)) (7).
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا)) (8).
(1) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرحمن الميداني (2/ 465) بتصرف.
(2) رواه البخاري (39).
(3) رواه مسلم (2670).
(4) رواه مسلم (1828) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(5) رواه البخاري (6110).
(6) رواه البخاري (83)، ومسلم (1306).
(7) رواه مسلم (1731).
(8) رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 61) (112)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (8/ 214) من حديث ابن كعب بن مالك رحمه الله. قال الذهبي: مرسل مليح الإسناد.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،السماحة في واحة الشعر ..
قال زهير:
على مكثريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل (1).
وقال أوس بن حجر:
أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا
إن الذي جمع السماحة والنجدة ... والحزم والقوى جمعا (2).
وقال محمد بن أشكاب العجمي:
وإذا جدت للصديق بوعد ... فصل الوعد بالفعال الجميل
ليس في وعد ذي السماحة مطل ... إنما المطل في عدات البخيل (3).
وقال آخر:
الحمد لله الذي ... جعل السماحة خير متجر (4).
وقال الشافعي:
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً ... وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا ... وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب ... يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا ترجُ السماحة من بخيلٍ ... فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وقال آخر:
قد تحابى الجواد نائبة الدَّهْر ... وفيهَا على الْبَخِيل وقاحة
كم رَأينَا من نعْمَة قادها الْبُخْل ... وأخرى تذود عَنْهَا السماحة (5). ...
(2) رواه البخاري (39).
(3) رواه مسلم (2670).
(4) رواه مسلم (1828) من حديث عائشة رضي الله عنها.
(5) رواه البخاري (6110).
(6) رواه البخاري (83)، ومسلم (1306).
(7) رواه مسلم (1731).
(8) رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 61) (112)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (8/ 214) من حديث ابن كعب بن مالك رحمه الله. قال الذهبي: مرسل مليح الإسناد.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،السماحة في واحة الشعر ..
قال زهير:
على مكثريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل (1).
وقال أوس بن حجر:
أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا
إن الذي جمع السماحة والنجدة ... والحزم والقوى جمعا (2).
وقال محمد بن أشكاب العجمي:
وإذا جدت للصديق بوعد ... فصل الوعد بالفعال الجميل
ليس في وعد ذي السماحة مطل ... إنما المطل في عدات البخيل (3).
وقال آخر:
الحمد لله الذي ... جعل السماحة خير متجر (4).
وقال الشافعي:
وكنْ رجلاً على الأهوالِ جلداً ... وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا ... وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب ... يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا ترجُ السماحة من بخيلٍ ... فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وقال آخر:
قد تحابى الجواد نائبة الدَّهْر ... وفيهَا على الْبَخِيل وقاحة
كم رَأينَا من نعْمَة قادها الْبُخْل ... وأخرى تذود عَنْهَا السماحة (5). ...
(1) ((بحر العلوم)) لأبي الليث السمرقندي (2/ 460).
(2) ((الفوائد والأخبار)) لأبي بكر بن دريد (ص 34).
(3) ((البخلاء)) للخطيب البغدادي (ص 150).
(4) ((البخلاء)) للخطيب البغدادي (ص 199).
(5) ((يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر)) لأبي منصور الثعالبي (2/ 353).
(2) ((الفوائد والأخبار)) لأبي بكر بن دريد (ص 34).
(3) ((البخلاء)) للخطيب البغدادي (ص 150).
(4) ((البخلاء)) للخطيب البغدادي (ص 199).
(5) ((يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر)) لأبي منصور الثعالبي (2/ 353).