السبت، 15 سبتمبر 2012

هل حقا آن الآوان ؟


هل حقا آن الأوان ؟

لا يعيش العظماء بأجسادهم وإنما بتراثهم الفكرى فهل حقا نحن على علم بين وتطبيق فعلى لما خلفه لنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من تراث فكرى وأخلاقى ناهيك عن نبوته ورسالته والتى لم يجد الزمان بمثلها ؟ هل نحن نتلمس أخلاقه ؟ كيف كان يعامل أهله وعشيرته ؟ الغريب قبل القريب العدو قبل الصديق ؟؟ هلا علمنا كيف كانت عظمته صلى الله عليه وسلم فى العدل ، فى المساواة ، فى الحرية ، فى الشورى ، فى التواضع ، فى تقديره للعلم والعقل والفكر ، فى احترامه لكرامة الانسان ، فى تكريمه للضعيف والمرأة والطفل والمسن والمحتاج وان كان كافرا ، ؟ هل صنعنا على منهاجه وحدة الأمة ونهضتها كما فعل هو صلوات ربى وسلامه عليه ؟ هل تصافينا وتحاببنا أم أننا ندافع عنه بالهوى واصطناع فكر مشوش من انفسنا لا يمت الى تراثه النبوى الحق ؟ لو كان محمدا بفكرنا نحن الان لما شهد له عظماء الفكر العالمى على مر العصور ..
يقول ( السير فيليب جيبس ) فى كتابه ( عظمة الرسول ) : يقول
يقول ( لقد فعل الاسلام - ديانة محمد - للنهوض بالانسانية والمدنية ما لم تفعله أى ديانة أخرى منذ بداية الخليقة
وفى القرون الخالية - وفى القرن الحالى - قد اعتمد مئات الملايين من الناس على الاسلام ، ولا يزال الاسلام قوة كبيرة يعتمدون عليها
ولولا المبادئ الاسلامية المثالية العظيمة لعادت البشرية - بلا ريب - الى العصور الوحشية المظلمة
ويقول ( لامارتين ) المؤرخ والكاتب الفرنسى :
كان محمدا حكيما بليغا وفيلسوفا خطيبا ورسولا مشرعا ومحاربا شجاعا ومفكرا عظيما ، مصيبا فى أفكاره وتشريعاته ، أسس إمبراطورية روحية متحدة قوية ، وإذا أردنا أن نبحث عن إنسان عظيم تتحقق فيه جميع صفات العظمة الإنسانية فلن نجد أمامنا سوى محمد الكامل
أما المسرحى والكاتب الايرلندى الشهير ( جوج برناردوشو) فقال :
إننى اعتقد أن دين محمد هو الدين الوحيد الذى يناسب كل إنسان ويصلح لكل زمان ويتمشى مع كل بيئة فى هذا العالم فى كل مرحلة من الحياة ، وانى أتنبأ أن دين محمد سيلقى القبول فى أوروبا غدا كما يلقاه الأن
ويقول ألفرد مارتين :
والحق أن محمدا بما قام به من الإصلاحات والتشريعات ، وما نشره من المدنية الإسلامية والحضارة الرائعة والنظم الاجتماعية قد أدى أكبر خدمة إنسانية للعالم كله وليس لجزيرة العرب وحدها
أما القيلسوف الفرنسى أوجست كونت فقد قال :
أننى أقر واعترف أن محمدا أسمى واكمل من البشر
ويقول اللورد هدلى :
كان محمدا داعيا الى الرحمة والعدل والأمانة يعتقد أن الدين أقرب الأشياء إلى العقل والى الطبيعة
ولم ينصبه مايكل هارت أعظم عظماء العالم فى كتابه الشهير ( الخالدون مائة ) إلا لأن محمدا رجل مختلف بفكره وأخلاقياته بصياغة الفرد والمجتمع والدولة
العظمة فى محمد أنه رجل متكامل فكرا وخلقا وشريعة ومنهاجا
الاسلام عقيدة وشريعة وأخلاقا
فهل نحن على وعى وعلم بهذه الثلاثية ؟
هل ننظر إلى محمد بقيمة الكلمة التى تكون الاسلام ؟
هلا تأملنا كيف أن محمدا ترك تراثا فكريا ودينيا ( القرآن والسنة ) فالقرآن كلام الله أى كلمة ، والسنة كلام النبى أو ما ورد عنه فى صيغة الكلام ، أى كلمة ، فديننا قام على الكلمة وتقدير الكلمة ، فهل نحن حقا أكثر الأمم احتراما وتقديرا لدور الكلمة ودور العقل والفكر أم أننا أقل الأمم تقديرا للكلمة ودورها فى بناء الأمم ؟
ديننا قام فى شريعته على المذاهب الفقهية أى أحترام الرأى والرأى الآخر فهل نحن حقا نقبل تعدد الآراء أم أننا نرتوى ديكتاتورية وتسلط وعناد ؟
ديننا قام على الأخلاق ، فهل راعينا الخلق فى معاملاتنا وفى تقبلنا للآخر وفى حواراتنا وأحاديثنا وكتاباتنا ومواقفنا ؟
ديننا قام على الحرية وعلى العدل والمساواة وعلى التعددية السياسية والفكرية وهكذا قامت دولة الاسلام فى المدينة ، فهل نحن حقا نعرف قيمة الفرد فى بناء المجتمع ؟
ديننا قام على العلم والتأمل فيه والاستفادة من عظمة الله فى تكوين محتوياته ، فهل قدرنا قيمة العلم والبحث العلمى واستنبطنا منه فوائد للنهضة وزدنا منه إيمانا وقربا من الله ؟
ويكأنى أنظر إلى وجه المصطفى خجلا مما نحن فيه الآن ؟
ويكأنى ارى الكون يسخر منا ضاحكا ونحن نخادع أنفسنا ونظن أننا على الحق
ويكأنى اسمع أنين الأرض حزنا وألما وحسرة على ما نصنعه نحن بأنفسنا
هل نحن حقا أتباع هذا الرجل العظيم ؟
هل نحن حقا أحفاد عمر وعلى والصديق وخديجة وجويرية
هل نحن حقا خير خلف لأعظم سلف ؟
هل نواجه أنفسنا يوما لنعلم يقينا أننا على خطأ ؟
هل آن الأوان حقا ؟ أم فجاجة الباطل ستطل متبجحة من عقولنا لتنبع من قلوبنا المريضة ؟
سؤال حقا يحتاج إجابة صادقة ( مع النفس )

بقلم / دكتور : أحمد كلحى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ