المعجزة وتعريفها
المعجزة دليل حسي أو معنوي يعجز جميع البشر الموجودون عند إرسال الرسول عن الإتيان بمثله.
وعجز البشر دليل على أن المعجزة فعل الله القادر على كل شيء.
والله لا يفعل المعجزة إلا ليثبت للمرسل إليهم أنه تعالى هو الذي أرسل هذا الرسول إليهم وأنهم مكلفون باتباعه والعمل بما جاء به من دين وشرع.
وقد عرف العلماء المعجزة بالتعريف الآتي:
المعجزة: هي أمر يظهره الله بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرون عن الإتيان بمثله.
فشروط المعجزة حسب هذا التعريف هي:
1- أن تكون المعجزة من الله تعالى دون غيره، لأنها تصديق منه لرسول فلا يصدقه بفعل غيره، سواء كان هذا الأمر (المعجزة) الذي يظهره الله قولا مثل القرآن، أم فعلا كفلق البحر لسيدنا موسى، أم تركا كعدم إحراق النار لسيدنا إبراهيم عليه السلام.
2- أن تكون خارقة للعادة لأنها لو لم تكن كذلك لأمكن للكاذب ادعاء الرسالة، وخرج بهذا السحر و الشعوذة و المخترعات الغربية.
3- أن تظهر على يد من يدعي النبوة ليعلم أنه تصديق له... فخرج بهذا الكرامة و المعونة و الإستدراج.
4- أن تكون مقرونة بدعوى النبوة ومصاحبة لها حقيقة أو حكما كما إذا تأخرت بزمن يسير... وخرج بهذا الإرهاص.
5- أن تكون المعجزة موافقة للمطلوب، فإن جاءت مخالفة للمطلوب سميت إهانة كما حصل لمسيلمة الكذاب، فإنه تفل في عين لتبرأ فعميت السليمة.
6- أن لا تكون مكذبة للمدعي. فلو قال الإنسان: معجزتي نطق هذا الجماد فنطق الجماد مكذبا له فإن تكذيبه يعتبر دليلا على كذب المدعي.
7- أن تتعذر معارضة الأمر الخارق للعادة و الإتيان بمثله لأن المعارضة لو أمكنت واستطاع أحد أن يأتي بمثل الأمر الخارق للعادة الذي جاء به النبي لأمكن لأي كاذب أن يدعي النبوة.
8- زاد بعضهم أن لا تحصل المعجزة زمن نقض العادات- وذلك كزمن طلوع الشمس من مغربها و تكلم الدابة، وظهور المسيح الدجال، فإن الخوارق فيه ليست معجزة.
الفروق بين المعجزة وبين غيرها من خوارق العادات
1- هو: أن المعجزة أمر خارق للعادة يظهر على يد مدعي النبوة.
2- والكرامة: أمر خارق للعادة يظهر على يد عبد صالح غير مدع للنبوة.
3- والمعونة: أمر خارق للعادة يظهر على يد بعض العوام تخليصا من شدة.
4- والإهانة: أمر خارق للعادة يظهر على يد كاذب مدع للنبوة خلاف مطلوبه كما حصل لمسيلمة الكذاب.
5- والإستدراج: أمر خارق للعادة يظهر على يد فاسق مدع للإلهية، كما يظهر على يد المسيح الدجال.
6- والإرهاص: أمر خارق للعادة يظهر على يد نبي قبل بعثته كتظليل الغمام لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
7- والسحر: قواعد يقتدر بها على أفعال غريبة بالنظر لمن جهل قواعده و يمكن اكتسابه بالتعلم.
8- والشعوذة: خفة في اليد بوساطتها يرى الشخص أشياء على أنها حقيقية وليست كذلك في الواقع كما يفعل الحواة.
9- وغرائب المخترعات: هي الناشئة عن معرفة بعض خصائص المادة وأسرار الكون. مثل الراديو- والتلفزيون وسفن الفضاء وغيرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الولاية
تعريف الولاية والولي : ـ
الولاية : القرب ، والحب ، والنصرة ، وهي ضد العداوة التي هي البعد ، والبغض وإرادة الانتقام من العدو ، وهي بكسر الواو وفتحها ، قرأ حمزة { ما لكم من ولايتهم من شئ } بكسر الواو ، وقرأ الباقون بفتحها .
وولاية الله للعبد : أن يهديه للإيمان والطاعة ، وأن يعينه على العبادة ، فيزداد قربا منه ، فيحبه الله ، ويتولى أمره .
قال تعالى:{الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}[البقرة/257] وقال :{إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين(196)}[الأعراف/196]
وقال في الحديث القدسي : " من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه " . رواه البخاري.
ومعناه : أن الله يسدد الولي في سمعه ، وبصره ، ويده ، ورجله ، بحيث يكون عمله بهذه الجوارح لله اتباعا وإخلاصا ، وليس معناه أن الله يكون سمع الولي ، وبصره ، ويده ، ورجله ، لأن الحديث قد أثبت عبدا ومعبودا ، ومتقربا ومتقربا إليه ، ومحبا ومحبوبا ، وسائلا ومسئولا ، ومعطيا ومعطي ، ومستعيذا ومستعاذا به ، ومعيذا ، ومعاذا ، فدل الحديث على اثنين متباينين هما : العبد والرب ، ويمتنع أن يكون أحدهما عين الآخر .
وولاية العبد لله : أن يؤمن به ، ويتقيه ، ويتقرب إليه بالفرائض والنوافل، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ، ويحب ما يحب ، ويكره ما يكره
قال تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62) الذين ءامنوا وكانوا يتقون (63) لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة } [يونس]
فالله يوالي عبده إكراما منه ، والعبد يوالي ربه احتياجا إليه .
ولفظ ( الولي) يكون بمعنى اسم الفاعل ، فهو من والى الله بموافقته محبوياته والتقرب إليه بمرضاته ، ويكون بمعنى اسم المفعول : فهو من والاه الله بالحب ، والأمن ، والتوفيق ، والبشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
والأولياء يتفاوتون في درجاتهم بحسب قربهم من الله تعالى ، وبمقدار تقواهم ، يقول تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير (32) جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير(33) وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور(34) الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب(35) }[فاطر]
فهذه طوائف ثلاث : الظالم لنفسه ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات ، وكلهم يدخلون الجنة ، فهم من أولياء الله مع تفاوت درجاتهم في الدنيا والآخرة.
والأولياء ليسوا معصومين ، فالعصمة للأنبياء فقط ، ولا يلزم لحصول الولاية أن تظهر الكرامات وخوارق العادات على يد الولي : بل إن بعضهم قد يترفع عن ذلك ، ويستتر منه .
وتجتمع في المؤمن ولاية من وجه وعداوة من وجه ، كما قد يكون فيه تقوى وفجور ، ونفاق وإيمان .
الولاية : القرب ، والحب ، والنصرة ، وهي ضد العداوة التي هي البعد ، والبغض وإرادة الانتقام من العدو ، وهي بكسر الواو وفتحها ، قرأ حمزة { ما لكم من ولايتهم من شئ } بكسر الواو ، وقرأ الباقون بفتحها .
وولاية الله للعبد : أن يهديه للإيمان والطاعة ، وأن يعينه على العبادة ، فيزداد قربا منه ، فيحبه الله ، ويتولى أمره .
قال تعالى:{الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات}[البقرة/257] وقال :{إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين(196)}[الأعراف/196]
وقال في الحديث القدسي : " من عادى لي وليا ، فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه " . رواه البخاري.
ومعناه : أن الله يسدد الولي في سمعه ، وبصره ، ويده ، ورجله ، بحيث يكون عمله بهذه الجوارح لله اتباعا وإخلاصا ، وليس معناه أن الله يكون سمع الولي ، وبصره ، ويده ، ورجله ، لأن الحديث قد أثبت عبدا ومعبودا ، ومتقربا ومتقربا إليه ، ومحبا ومحبوبا ، وسائلا ومسئولا ، ومعطيا ومعطي ، ومستعيذا ومستعاذا به ، ومعيذا ، ومعاذا ، فدل الحديث على اثنين متباينين هما : العبد والرب ، ويمتنع أن يكون أحدهما عين الآخر .
وولاية العبد لله : أن يؤمن به ، ويتقيه ، ويتقرب إليه بالفرائض والنوافل، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ، ويحب ما يحب ، ويكره ما يكره
قال تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62) الذين ءامنوا وكانوا يتقون (63) لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة } [يونس]
فالله يوالي عبده إكراما منه ، والعبد يوالي ربه احتياجا إليه .
ولفظ ( الولي) يكون بمعنى اسم الفاعل ، فهو من والى الله بموافقته محبوياته والتقرب إليه بمرضاته ، ويكون بمعنى اسم المفعول : فهو من والاه الله بالحب ، والأمن ، والتوفيق ، والبشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
والأولياء يتفاوتون في درجاتهم بحسب قربهم من الله تعالى ، وبمقدار تقواهم ، يقول تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير (32) جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير(33) وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور(34) الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب(35) }[فاطر]
فهذه طوائف ثلاث : الظالم لنفسه ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات ، وكلهم يدخلون الجنة ، فهم من أولياء الله مع تفاوت درجاتهم في الدنيا والآخرة.
والأولياء ليسوا معصومين ، فالعصمة للأنبياء فقط ، ولا يلزم لحصول الولاية أن تظهر الكرامات وخوارق العادات على يد الولي : بل إن بعضهم قد يترفع عن ذلك ، ويستتر منه .
وتجتمع في المؤمن ولاية من وجه وعداوة من وجه ، كما قد يكون فيه تقوى وفجور ، ونفاق وإيمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكرامة
الكرامة هي الآية أو الأمر الخارق للعادة الذي يكرم الله به أولياءه الصالحين من غير الأنبياء .
وصفات الكمال ترجع إلى ثلاثة : العلم ، والقدرة ، والغنى ، وهي لا توجد على وجه الكمال إلا لله ، فقد أحاط بكل شئ علما ، وهو على كل شئ قدير ، وهو غني عن العالمين .
وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبرأ منها : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلى } [الأنعام/50]
وذلك لأنهم يطالبونه تارة بعلم الغيب : { يسئلونك عن الساعة أيان مرساها(42)} [ النازعات].
وتارة بالتأثير : { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا(90) أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا (91) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا (92) } [ الإسراء].
وتارة يعيبون عليه الحاجة البشرية : { وقالوا ما ل هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا (7) أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها } [ الفرقان ]
وينال العبد من هذه الصفات الثلاثة بقدر ما يعطيه الله :
فيعلم ما علمه الله .
ويقدر على ما أقدره عليه .
ويستغني عما أغناه عنه من الأمور المخالفة للعادة .
فما كان من الخوارق من باب العلم : فتارة بأن يسمع العبد ما لا يسمعه غيره ، وتارة بأن يرى ما لا يراه غيره يقظة أو مناما ، وتارة بأن يعلم ما لم يعلمه غيره وحيا وإلهاما ، أو إنزال علم ضروري ، أو فراسة صادقة ، ويسمي كشفا ، ومشاهدات ، ومكاشفات ، ومخاطبات .
فالسماع : مخاطبات ، والرؤية : مشاهدات ، والعلم : مكاشفة .
ويسمى ذلك كله : كشفا ومكاشفة .
وما كان من باب القدرة فهو التأثير ، مثل تذليل النفوس له ، ومحبتها إياه.
وقد يكون التأثير في الكونيات : إما في نفسه ، كمشيه على الماء ، وطيرانه في الهواء ، وجلوسه في النار .
وإما في غيره بإصحاح ، وإهلاك ، وإغناء ، وإفقار .
وذلك أن للقلوب من التأثير أعظم مما للأبدان ، لكن إذا كانت صالحة، كان تأثيرها صالحا ، وإن كانت فاسدة ، كان تأثيرها فاسدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنواع الفراسة
(1) فراسة إيمانية : سببها نور يقذفه الله في قلب عبده الصالح ، فهي خاطر يثب على القلب وثوب الأسد على فريسته ، وكلما كان العبد أقوى إيمانا ، كان أقوى فراسة . قال عليه الصلاة والسلام : " اتقوا فراسة المؤمن ، فإنه ينظر بنور الله" ثم قرأ قوله : { إن في ذلك لأيات للمتوسمين (75)} [ الحجر] ، المتوسمين : المتفرسين .
قال أبو سليمان الداراني : " الفراسة مكاشفة النفس ، ومعاينة الغيب ، وهي من مقامات الإيمان "
(2) فراسة رياضية : وهي التي تحصل بالجوع والسهر ، فإن النفس إذا تجردت عن العوائق ، صار لها من الفراسة والكشف بحسب تجردها . وهذا النوع مشترك بين المؤمن والكافر ، ولا يدل على ولاية .
(3) فراسة خلقية : وهي الاستدلال بالخلق على الخلق ، كالاستدلال بسعة الصدر على سعة الخلق ، وبضيقه على ضيقه.
وهذا النوع غير منضبط .