الحكم
الدرس الثالث والستين من دروس أسماء الله الحُسنى، والاسم اليوم اسم الحكم.
والحَكَم بفتح الحاء والكاف. والحَكَمُ، والحاكم بمعنىً واحد، إلا أنَّ فقهاء اللغة يقولون: أيَّة زيادةٌ في المبنى ؛ لا بدَّ من أن يقابلها زيادةٌ في المعنى.
أصل الحَكَمِ المنعُ. حكمه أي منعه. والحكمةُ: هي الحديدة التي تمنع الفرس من السفاهة.. هكذا جاء في معاجم اللغة. والحَكَمُ اسمٌ من أسماء الله الحُسنى، ولا تنسوا أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول:
والحَكَم بفتح الحاء والكاف. والحَكَمُ، والحاكم بمعنىً واحد، إلا أنَّ فقهاء اللغة يقولون: أيَّة زيادةٌ في المبنى ؛ لا بدَّ من أن يقابلها زيادةٌ في المعنى.
أصل الحَكَمِ المنعُ. حكمه أي منعه. والحكمةُ: هي الحديدة التي تمنع الفرس من السفاهة.. هكذا جاء في معاجم اللغة. والحَكَمُ اسمٌ من أسماء الله الحُسنى، ولا تنسوا أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾
أسماؤه حُسنى، صفاته فُضلى، كمال الله مُطلق، أيُّ اسمٍ، إن بحثت عن وجوه الكمال فيه فقد أصبت، وإن خطر ببالك غير ذلك فقد أخطأت، قال بعض العلماء: " الحَكَم؛ صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل ".
أحياناً الباطل له جولةٌ وصولة، ربما سمح الله له أن يعلو، ربما أرخى الله له الحبل لكن إلى أمد. لأنَّه حَكَم ؛ لا بدَّ من أن يزهق الباطل، لأنَّ الله موجود. لو أنَّ الباطل استشرى وامتدَّ وطغى وبغى إلى أمدٍ طويل، هذه الفكرة تتناقض مع وجود الله، أن يستشري الباطل، أن يمتدَّ ويمتدّ أن يطغى أن يبغي، أن يضع كلَّ الخطط فتنجح، هذه الحقيقة تتناقض مع وجود الله ؛ لا بدَّ من أن يظهر الله آياته، وما أكثر الآيات، والآيات نراها كلَّ يوم.
والله سبحانه وتعالى، ألقى على النبيّ هذا القرآن الكريم، فهو آياته، هي كلامه. وخلق الكون، والكون آياته. وأفعاله كلّها آياته. أفعاله كلُّها تدلُّ على كمالاته، على عدالته وعلى حلمه، على رحمته، على قدرته، على علمه، فلك أن تعرف الله من آياته الكونيَّة، ولك أن تعرفه من آياته القرآنيّة، ولك أن تعرفه من آياته التكوينيَّة.
صاحب الفصل بين الحقُّ والباطل.. أحياناً زوجان ؛ كلٌّ يدَّعي أنَّه مظلوم، وكلُّ طرفٍ معه الحجج والبراهين والقصص، لكنَّ المظلوم فعلاً يوفِّقه الله، والظالم يسحقه الله.. شريكان ؛ كلٌّ يدَّعي أنَّه على حق، وأنَّ شريكه الآخر ظلمه. الإنسان أحياناً يتكلَّم، ويأتي بالحجج الواهية، ويفتري ويخترع أدلَّةُ غير صحيحة، يوهم الناس، ولكنَّ الله هو الحكم. فالشريكان ؛ الظالم يُهلكه الله، والمظلوم يوفِّقه الله. توفيق الله للمظلوم ؛ هو حُكْمُ الله فيه. إهلاك الظالم حُكْمُ الله فيه. زوجان افترقا، توفيق أحدهما في زواجٍ آخر، حُكْمُ الله فيه. هلاك الثاني في زواجٍ آخر، حُكْمُ الله فيه.
إنسان يدَّعي أنَّه ورع وأنَّه على حق، علامة حكم الله له أنَّه يوفِّقه، وعلامة حكم الله على الآخر أنَّه يخذله.. فطبعاً الحكم هنا توفيقه نصرٌ، وإهلاكه حكم. هو صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل، بين البارِّ والفاجر.
أيام يتوفّى أبٌ ويترك أولاداً، أحد أولاده الأقوياء يأخذ المال كلَّه، ويحرم إخوته، تدور الأيّام هؤلاء المظلومون إخوة هذا الأخ الباغي الظالم، يوفَّقون في أعمالهم، وهذا الذي أخذ المال الحرام، يُتلف الله ماله، وأحياناً يُضطرُّ أن يعمل عند إخوته.. الذي أخذ المال كلَّه وحرم إخوته منه، يخذله الله، ويتلف ماله، فيُضطرَّ أن يعمل عند إخوته الذين حرمهم من إرث أبيهم، فالله هو الحَكَمُ.
فعندنا حكم يوم القيامة، لكن هناك حكم في الدنيا هو نصر الله أو خِذلانه، توفيقه أو عدم توفيقه، تيسيره أو تعسيره، وما أكثر الشواهد، حياتنا زاخرةٌ بهذه الشواهد.. الذي كسب مالاً حلالاً قليلاً، يبارك الله له فيه. والذي كسب مالاً حراماً كثيراً، يتلِفُ الله ماله. الذي برَّ والديه يهبه الله أولاداً أبراراً. والذي عقَّ والديه يهبه الله أولاداً عاقّين ؛ هذا حكم الله له.
فالله سبحانه وتعالى هو الحكم، صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل، صاحب الفصل بين البارِّ والفاجر، المجازي كلَّ نفسٍ بما عملت، وهناك آيات كثيرةٌ جداً تؤكِّد هذا المعنى.. فقد قال تعالى:
أحياناً الباطل له جولةٌ وصولة، ربما سمح الله له أن يعلو، ربما أرخى الله له الحبل لكن إلى أمد. لأنَّه حَكَم ؛ لا بدَّ من أن يزهق الباطل، لأنَّ الله موجود. لو أنَّ الباطل استشرى وامتدَّ وطغى وبغى إلى أمدٍ طويل، هذه الفكرة تتناقض مع وجود الله، أن يستشري الباطل، أن يمتدَّ ويمتدّ أن يطغى أن يبغي، أن يضع كلَّ الخطط فتنجح، هذه الحقيقة تتناقض مع وجود الله ؛ لا بدَّ من أن يظهر الله آياته، وما أكثر الآيات، والآيات نراها كلَّ يوم.
والله سبحانه وتعالى، ألقى على النبيّ هذا القرآن الكريم، فهو آياته، هي كلامه. وخلق الكون، والكون آياته. وأفعاله كلّها آياته. أفعاله كلُّها تدلُّ على كمالاته، على عدالته وعلى حلمه، على رحمته، على قدرته، على علمه، فلك أن تعرف الله من آياته الكونيَّة، ولك أن تعرفه من آياته القرآنيّة، ولك أن تعرفه من آياته التكوينيَّة.
صاحب الفصل بين الحقُّ والباطل.. أحياناً زوجان ؛ كلٌّ يدَّعي أنَّه مظلوم، وكلُّ طرفٍ معه الحجج والبراهين والقصص، لكنَّ المظلوم فعلاً يوفِّقه الله، والظالم يسحقه الله.. شريكان ؛ كلٌّ يدَّعي أنَّه على حق، وأنَّ شريكه الآخر ظلمه. الإنسان أحياناً يتكلَّم، ويأتي بالحجج الواهية، ويفتري ويخترع أدلَّةُ غير صحيحة، يوهم الناس، ولكنَّ الله هو الحكم. فالشريكان ؛ الظالم يُهلكه الله، والمظلوم يوفِّقه الله. توفيق الله للمظلوم ؛ هو حُكْمُ الله فيه. إهلاك الظالم حُكْمُ الله فيه. زوجان افترقا، توفيق أحدهما في زواجٍ آخر، حُكْمُ الله فيه. هلاك الثاني في زواجٍ آخر، حُكْمُ الله فيه.
إنسان يدَّعي أنَّه ورع وأنَّه على حق، علامة حكم الله له أنَّه يوفِّقه، وعلامة حكم الله على الآخر أنَّه يخذله.. فطبعاً الحكم هنا توفيقه نصرٌ، وإهلاكه حكم. هو صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل، بين البارِّ والفاجر.
أيام يتوفّى أبٌ ويترك أولاداً، أحد أولاده الأقوياء يأخذ المال كلَّه، ويحرم إخوته، تدور الأيّام هؤلاء المظلومون إخوة هذا الأخ الباغي الظالم، يوفَّقون في أعمالهم، وهذا الذي أخذ المال الحرام، يُتلف الله ماله، وأحياناً يُضطرُّ أن يعمل عند إخوته.. الذي أخذ المال كلَّه وحرم إخوته منه، يخذله الله، ويتلف ماله، فيُضطرَّ أن يعمل عند إخوته الذين حرمهم من إرث أبيهم، فالله هو الحَكَمُ.
فعندنا حكم يوم القيامة، لكن هناك حكم في الدنيا هو نصر الله أو خِذلانه، توفيقه أو عدم توفيقه، تيسيره أو تعسيره، وما أكثر الشواهد، حياتنا زاخرةٌ بهذه الشواهد.. الذي كسب مالاً حلالاً قليلاً، يبارك الله له فيه. والذي كسب مالاً حراماً كثيراً، يتلِفُ الله ماله. الذي برَّ والديه يهبه الله أولاداً أبراراً. والذي عقَّ والديه يهبه الله أولاداً عاقّين ؛ هذا حكم الله له.
فالله سبحانه وتعالى هو الحكم، صاحب الفصل بين الحقِّ والباطل، صاحب الفصل بين البارِّ والفاجر، المجازي كلَّ نفسٍ بما عملت، وهناك آيات كثيرةٌ جداً تؤكِّد هذا المعنى.. فقد قال تعالى:
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)﴾
وقد قال تعالى:
﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾
وقال تعالى:
﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)﴾
إخواننا الكرام... أرجو الله سبحانه وتعالى أن يّوفِّقني لترسيخ هذه الحقيقة.
يعني شابٌ مؤمنٌ مستقيمٌ، ويخاف الله ويرجو رحمته، ويتحرّى الحلال، ويبحث عن زوجةٍ صالحة، لا يكذب، ضابطاً لجوارحه، ضابط لدخله وإنفاقه، وشابٌ آخر متفلِّتٌ ليس عنده عقيدة، ولا استقامة، ولا عبادة، ولا حلال ولا حرام، يفعل ما يشاء. فإذا تساوى هذان الشابّان في التوفيق وفي النصر والتأييد، وفي التمتُّع في الحياة الدنيا. إن تساويا ولم يكن هناك فرقٌ بينهما، هذه الفكرة تتناقض مع وجود الله.
يعني شابٌ مؤمنٌ مستقيمٌ، ويخاف الله ويرجو رحمته، ويتحرّى الحلال، ويبحث عن زوجةٍ صالحة، لا يكذب، ضابطاً لجوارحه، ضابط لدخله وإنفاقه، وشابٌ آخر متفلِّتٌ ليس عنده عقيدة، ولا استقامة، ولا عبادة، ولا حلال ولا حرام، يفعل ما يشاء. فإذا تساوى هذان الشابّان في التوفيق وفي النصر والتأييد، وفي التمتُّع في الحياة الدنيا. إن تساويا ولم يكن هناك فرقٌ بينهما، هذه الفكرة تتناقض مع وجود الله.
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾
إنسان دخله حلال ؛ أيعقل أن يُعامل كما يُعامل صاحب الدخل الحرام ؟! إنسان ضبط أهله وأولاده وبناته ؛ أيعقل أن يُعامل من قبلهم كما يُعامل إنسان تفلَّت من أوامر الشرع، وأطلق لزوجته ولبناته العنان ؟!
هذا مستحيل فالحَكَمُ توفيقه حُكْمٌ، تيسيره حكم. تعسيره حكم إلقاء الأمن في قلب المؤمن حكم. إلقاء الخوف والفزع في قلب المشرك حكم. أن يُقدِّر للإنسان حياةَ ضنك ؛ معيشةً ضنكاً حكم، أن يقدِّر للإنسان حياةً طيِّبة حكم، أن ينصرك حكم، أن يخذلك حكم، إن دعوته فاستجاب لك فدعاؤك صادق ومخلص، وإن لم يستجب فهناك سببٌ حال دون أن يُستجاب لك حكم.
أيام أذكر لكم مثلاً أوضح.. أب عنده ولدان، ولد بار، والثاني عاق، فإذا دخل البار رحبَّ به وقال له: أهلاً وسهلاً قد اشتقنا لك، وأين أنت وكيف حالك ؟ وكيف أولادك ؟ وكيف أهلك ؟ هل تناولت طعام الغذاء ؟ فلاحظ أنت إذا أحبَّ أب ابنه. وإذا دخل العاق يتمنّى أن لا يدخل عليه، فانكماش الأب من ولده العاق حكم، وترحيبه بولده البار حكم، التوفيق حكم والتعسير حكم، إلقاء الأمن في قلب المؤمن حكم، وإلقاء الفزع في قلب المشرك حكم.
والذي يقصد بينَ مخلوقاته.. أوسع.. ربما لم تصدِّقوا أنَّ شاةً قرناء لو نطحت شاةً أُخرى لاقتص منها أبداً، الحكم بين مخلوقاته لا بين بني البشر فحسب، ولا بين الإنس والجنِّ فحسب بل بين كلِّ مخلوقاته بما شاء، أن يُميِّز بين الشقيِّ والسعيد فقد قال تعالى:
هذا مستحيل فالحَكَمُ توفيقه حُكْمٌ، تيسيره حكم. تعسيره حكم إلقاء الأمن في قلب المؤمن حكم. إلقاء الخوف والفزع في قلب المشرك حكم. أن يُقدِّر للإنسان حياةَ ضنك ؛ معيشةً ضنكاً حكم، أن يقدِّر للإنسان حياةً طيِّبة حكم، أن ينصرك حكم، أن يخذلك حكم، إن دعوته فاستجاب لك فدعاؤك صادق ومخلص، وإن لم يستجب فهناك سببٌ حال دون أن يُستجاب لك حكم.
أيام أذكر لكم مثلاً أوضح.. أب عنده ولدان، ولد بار، والثاني عاق، فإذا دخل البار رحبَّ به وقال له: أهلاً وسهلاً قد اشتقنا لك، وأين أنت وكيف حالك ؟ وكيف أولادك ؟ وكيف أهلك ؟ هل تناولت طعام الغذاء ؟ فلاحظ أنت إذا أحبَّ أب ابنه. وإذا دخل العاق يتمنّى أن لا يدخل عليه، فانكماش الأب من ولده العاق حكم، وترحيبه بولده البار حكم، التوفيق حكم والتعسير حكم، إلقاء الأمن في قلب المؤمن حكم، وإلقاء الفزع في قلب المشرك حكم.
والذي يقصد بينَ مخلوقاته.. أوسع.. ربما لم تصدِّقوا أنَّ شاةً قرناء لو نطحت شاةً أُخرى لاقتص منها أبداً، الحكم بين مخلوقاته لا بين بني البشر فحسب، ولا بين الإنس والجنِّ فحسب بل بين كلِّ مخلوقاته بما شاء، أن يُميِّز بين الشقيِّ والسعيد فقد قال تعالى:
﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾
مؤمن مخلص، مؤمن مقصِّر هل هما عند الله سيّان ؟ لا.. لابدَّ من أن يُميّز الله بينهما، يضع الأول في ظرف فيتألَّق، يضع الثاني في ظرف فيسقط، امتحنهما وفرَّق بينهما.
المميِّز بين الشقيِّ والسعيد بالعقاب والثواب، ما من مخلوقٍ يعتصم بي من دون خلقي أعرف ذلك من نيَّته، فتكيده أهل السماوات والأرض، إلاّ جعلت له من بين ذلك مخرجاً. أن يجعل الله له من بين ذلك مخرجا حكم. " وما من مخلوقٍ يعتصم بمخلوقٍ دوني أعرف ذلك من نيَّته إلا جعلت الأرض هويّاً تحت قدميه، وقطَّعت أسباب السماء بين يديه "، أن يجعل الأرض هويّاً تحت قدميه حكم.. هو حكم.
قال الغزاليّ: " الحكم ؛ هو الحاكم المحكَّم، والقاضي المسلَّم، لا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه ".
في الدنيا قد يحكم القاضي، ولكنَّ محكمة النقض تنقُض حكمه، وقد يحكم رئيس محكمة النقضِّ، ولا يُصدَّق حكمُه، لكنَّ الله سبحانه وتعالى لا معقِّب لحكمه، وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مردَّ له لا تعقب لحكمه.
ذكرت البارحة في بعض الدروس.. أنَّه لو التقيت رسولَ الله
- صلّى الله عليه وسلَّم - وهو سيِّد الخلق وحبيب الحقّ، وعرضّت عليه مشكلتك، وكانت خصومةً بينك وبين أحد الناس، وانتزعت من فمه الشريف حكماً لصالحك، من هو الحكم ؟ هو الله.. ولم تكن محقّاً لا تنجو من عذاب الله، من هو الحكم ؟ هو الله.
لمّا نزلت براءة السيِّدة عائشة قال لها أبوها: قومي إلى النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم فاشكريه. قالت: لا والله لا أقوم إلا لله. فقال عليه الصلاة والسلام:
المميِّز بين الشقيِّ والسعيد بالعقاب والثواب، ما من مخلوقٍ يعتصم بي من دون خلقي أعرف ذلك من نيَّته، فتكيده أهل السماوات والأرض، إلاّ جعلت له من بين ذلك مخرجاً. أن يجعل الله له من بين ذلك مخرجا حكم. " وما من مخلوقٍ يعتصم بمخلوقٍ دوني أعرف ذلك من نيَّته إلا جعلت الأرض هويّاً تحت قدميه، وقطَّعت أسباب السماء بين يديه "، أن يجعل الأرض هويّاً تحت قدميه حكم.. هو حكم.
قال الغزاليّ: " الحكم ؛ هو الحاكم المحكَّم، والقاضي المسلَّم، لا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه ".
في الدنيا قد يحكم القاضي، ولكنَّ محكمة النقض تنقُض حكمه، وقد يحكم رئيس محكمة النقضِّ، ولا يُصدَّق حكمُه، لكنَّ الله سبحانه وتعالى لا معقِّب لحكمه، وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مردَّ له لا تعقب لحكمه.
ذكرت البارحة في بعض الدروس.. أنَّه لو التقيت رسولَ الله
- صلّى الله عليه وسلَّم - وهو سيِّد الخلق وحبيب الحقّ، وعرضّت عليه مشكلتك، وكانت خصومةً بينك وبين أحد الناس، وانتزعت من فمه الشريف حكماً لصالحك، من هو الحكم ؟ هو الله.. ولم تكن محقّاً لا تنجو من عذاب الله، من هو الحكم ؟ هو الله.
لمّا نزلت براءة السيِّدة عائشة قال لها أبوها: قومي إلى النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم فاشكريه. قالت: لا والله لا أقوم إلا لله. فقال عليه الصلاة والسلام:
(( عرفت الحقَّ لأهله.))
هو الحكم..
قال: " الحكم ؛ هو الذي لا يقع في وعده ريب "، إذا وعد.. لأنَّ ربنا عزَّ وجلَّ يطمئننا، إذا حدَّثنا عن المستقبل، جاء الفعل ماضياً ففي قوله تعالى:
قال: " الحكم ؛ هو الذي لا يقع في وعده ريب "، إذا وعد.. لأنَّ ربنا عزَّ وجلَّ يطمئننا، إذا حدَّثنا عن المستقبل، جاء الفعل ماضياً ففي قوله تعالى:
﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾
﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ﴾
لم يأت بعد..
﴿ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾
معنى ذلك أنَّه لم يأتِ، لكن ليقين وقوعه أتى، وقال تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي﴾
لم يقل بعد.. قال: " الحكم ؛ هو الذي لا يقع في وعده ريب، ومن أصدق من الله حديثاً، ومن أوفى بعهده من الله، ولا في فعله عيب.. لا في وعده ريب، ولا في فعله عيب ".
" والحكم ؛ هو الذي حكم على القلوب بالرضى والقناعة ".. في واحد هذه الدنيا مرحلةٌ إعداديَّة في الحياة الأبديَّة، والمؤمن عرف أنَّها حياةٌ دنيا، حياة إعداد، حياة تمهيد، لذلك رضي عن الله، رضي عن جسمه، عن عقله، عن إمكاناته، عن دخله، عن بيته، عن زوجه، عن أولاده، عن بناته، راضي.. من الذي ألقى في قلبه الرضى ؟ الله سبحانه وتعالى، لقربه من الله ألقى في قلبه السكينة والرضى.
قال: " الحكم ؛ هو الذي حكم على القلوب بالرضى والقناعة، وعلى النفوس بالانقياد والطاعة ".
الحكم ؛ من بعض معاني هذا الاسم العظيم الحكم.. النّافذ حكمه، فالإنسان أحياناً يصدر تعليمات فلا تنفَّذ، أو تنفَّذ في مركز المدينة، وفي أطرافها لا تنفَّذ، ما أكثر التعليمات التي تصدر والتي لا تنفَّذ. فبالطبع ليس كلَّ إنسان حكمه نافذ. أو لو أنَّ الإنسان أراد أن ينفذ حكمه، لاحتاج إلى جهاز كبير جداً، يعني الساعة الثالثة في منتصف الليل لا يوجد شرطي، فإذا كانت الإشارة حمراء يمكنه أن ينفذ منها ويتخطّاها، وبذلك نكون قد خرقنا حكم قانون السير، فمن غير المعقول وضع عند كلِّ إشارة شرطي ليلاً ونهاراً. إذاً الحكم لم يُنَفَذْ، فالإنسان أضعف من أن يُنفِّذ حكمه، أما الله سبحانه وتعالى، الحكم النافذ حكمه.
لذلك عظمة الدين.. أنَّ الدين أساسه الوازع الداخلي، لأنَّ المؤمن يعلم أنَّ الله معه، وفي القصَّة المشهورة عن سيِّدنا عمر والراعي.. قال له: بعني هذه الشاة، قال: ليست لي، قال: خذ ثمنها، قال: ليست لي.. والله إنني في أشدَّ الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدَّقني، فإني عنده صادق أمين ؛ لكن أين الله ؟
وإني أعتقد أنَّه ما من نظامٍ وضعيِّ، إلا ويعتمد على الرادع لا على الوازع. والردع مرتبط بأشخاص، أو بأجهزة، أو بآلات، يعني ممكن إذا انقطعت الكهرباء في إحدى المدن التي توصف بالرقي، والمجتمع الحضاري، فمن الممكن أن ترتكب في ليلةٍ واحدة مائتا ألف سرقة، انقطعت الكهرباء في إحدى مدن الغرب وفي ساعاتٍ معدودة وارتكبت مائتا ألف سرقة، فلا يوجد الوازع، ولكن هناك الرادع. والرادع أساسه المراقبة، فلمّا انقطعت الكهرباء التغى الرادع فتفلَّتت النفوس، أمّا عظمة هذا الدين، أنَّه مبني على الوازع.
أرسل لي أخٌ أراد أن لا أعرفه، رسالةً قال لي فيها: والله لقد أرجعت لورثةٍ عشرين مليون ليرة، وهم لا يعلمون عنها شيئاً، وقد مات أبوهم فجأةً وأبوهم من النوع الذي لا يعلم عن أمواله إطلاقاً، وقد رددت المبلغ لهم كاملاً. ما الذي جعله يردُّ هذا المبلغ ؟ الوازع أم الرادع ؟ فالرادع غير موجودٍ فليس هناك إيصالاً بالمبلغ، ليس مداناً أمامهم إطلاقاً، فليس هناك إيصالاً وإيصال ولا هناك علمُ بالمبلغ، ولا خبرٌ أبداً، لكنَّ الوازع الديني حمله على أن يردَّ هذا المبلغ.
تجد في المؤمنين مواقف لا تصدَّق، أما هي معقولةً جداً ؛ لأنَّ المؤمن يراقب الله عزَّ وجلَّ. إنسان متزوج شعرت امرأته كأنَّه متزوِّج من أُخرى، هكذا شعرت وبعد أن تقصَّت فإذا توقُّعها في محلِّه، ولم تفاتحه في هذا الأمر، ثم توفي هذا الزوج ؛ فمن شدَّة ورعها أرسلت حصَّة ضُرَّتها بعد الوفاة، ومن شدَّة ورع الثانية قالت: والله طلَّقني قبل أن يموت. ولم تأخذ شيئاً، هذا هو الإسلام.
الحكم ؛ هو النافذ حكمه، الذي لا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، والذي يفصل بين الحقِّ والباطل.
الآن الحكم في نقطةً مهمّة جداً.. لو أنَّ أباً ارتكب ابنه غلطاً ما، فضربه ولم ينطق ببنت شفه، فالضرب لم يُفِدْ.. فمن لوازم إقامة العدل، ومن لوازم التربية الصحيحة، أن يُبيِّن الأب لابنه لماذا ضربه، ماذا فعل، فعل كذا وكذا فاستحقَّ العقاب، فقال: الحكم ؛ هو الذي يبيِّن لكلِّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ أو شر يبين، كيف يبيِّن ؟.. أحياناً الإنسان يُلقى في روعه، فعندنا وحي للأنبياء، وهناك وحي إلهام فقد قال تعالى:
" والحكم ؛ هو الذي حكم على القلوب بالرضى والقناعة ".. في واحد هذه الدنيا مرحلةٌ إعداديَّة في الحياة الأبديَّة، والمؤمن عرف أنَّها حياةٌ دنيا، حياة إعداد، حياة تمهيد، لذلك رضي عن الله، رضي عن جسمه، عن عقله، عن إمكاناته، عن دخله، عن بيته، عن زوجه، عن أولاده، عن بناته، راضي.. من الذي ألقى في قلبه الرضى ؟ الله سبحانه وتعالى، لقربه من الله ألقى في قلبه السكينة والرضى.
قال: " الحكم ؛ هو الذي حكم على القلوب بالرضى والقناعة، وعلى النفوس بالانقياد والطاعة ".
الحكم ؛ من بعض معاني هذا الاسم العظيم الحكم.. النّافذ حكمه، فالإنسان أحياناً يصدر تعليمات فلا تنفَّذ، أو تنفَّذ في مركز المدينة، وفي أطرافها لا تنفَّذ، ما أكثر التعليمات التي تصدر والتي لا تنفَّذ. فبالطبع ليس كلَّ إنسان حكمه نافذ. أو لو أنَّ الإنسان أراد أن ينفذ حكمه، لاحتاج إلى جهاز كبير جداً، يعني الساعة الثالثة في منتصف الليل لا يوجد شرطي، فإذا كانت الإشارة حمراء يمكنه أن ينفذ منها ويتخطّاها، وبذلك نكون قد خرقنا حكم قانون السير، فمن غير المعقول وضع عند كلِّ إشارة شرطي ليلاً ونهاراً. إذاً الحكم لم يُنَفَذْ، فالإنسان أضعف من أن يُنفِّذ حكمه، أما الله سبحانه وتعالى، الحكم النافذ حكمه.
لذلك عظمة الدين.. أنَّ الدين أساسه الوازع الداخلي، لأنَّ المؤمن يعلم أنَّ الله معه، وفي القصَّة المشهورة عن سيِّدنا عمر والراعي.. قال له: بعني هذه الشاة، قال: ليست لي، قال: خذ ثمنها، قال: ليست لي.. والله إنني في أشدَّ الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدَّقني، فإني عنده صادق أمين ؛ لكن أين الله ؟
وإني أعتقد أنَّه ما من نظامٍ وضعيِّ، إلا ويعتمد على الرادع لا على الوازع. والردع مرتبط بأشخاص، أو بأجهزة، أو بآلات، يعني ممكن إذا انقطعت الكهرباء في إحدى المدن التي توصف بالرقي، والمجتمع الحضاري، فمن الممكن أن ترتكب في ليلةٍ واحدة مائتا ألف سرقة، انقطعت الكهرباء في إحدى مدن الغرب وفي ساعاتٍ معدودة وارتكبت مائتا ألف سرقة، فلا يوجد الوازع، ولكن هناك الرادع. والرادع أساسه المراقبة، فلمّا انقطعت الكهرباء التغى الرادع فتفلَّتت النفوس، أمّا عظمة هذا الدين، أنَّه مبني على الوازع.
أرسل لي أخٌ أراد أن لا أعرفه، رسالةً قال لي فيها: والله لقد أرجعت لورثةٍ عشرين مليون ليرة، وهم لا يعلمون عنها شيئاً، وقد مات أبوهم فجأةً وأبوهم من النوع الذي لا يعلم عن أمواله إطلاقاً، وقد رددت المبلغ لهم كاملاً. ما الذي جعله يردُّ هذا المبلغ ؟ الوازع أم الرادع ؟ فالرادع غير موجودٍ فليس هناك إيصالاً بالمبلغ، ليس مداناً أمامهم إطلاقاً، فليس هناك إيصالاً وإيصال ولا هناك علمُ بالمبلغ، ولا خبرٌ أبداً، لكنَّ الوازع الديني حمله على أن يردَّ هذا المبلغ.
تجد في المؤمنين مواقف لا تصدَّق، أما هي معقولةً جداً ؛ لأنَّ المؤمن يراقب الله عزَّ وجلَّ. إنسان متزوج شعرت امرأته كأنَّه متزوِّج من أُخرى، هكذا شعرت وبعد أن تقصَّت فإذا توقُّعها في محلِّه، ولم تفاتحه في هذا الأمر، ثم توفي هذا الزوج ؛ فمن شدَّة ورعها أرسلت حصَّة ضُرَّتها بعد الوفاة، ومن شدَّة ورع الثانية قالت: والله طلَّقني قبل أن يموت. ولم تأخذ شيئاً، هذا هو الإسلام.
الحكم ؛ هو النافذ حكمه، الذي لا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، والذي يفصل بين الحقِّ والباطل.
الآن الحكم في نقطةً مهمّة جداً.. لو أنَّ أباً ارتكب ابنه غلطاً ما، فضربه ولم ينطق ببنت شفه، فالضرب لم يُفِدْ.. فمن لوازم إقامة العدل، ومن لوازم التربية الصحيحة، أن يُبيِّن الأب لابنه لماذا ضربه، ماذا فعل، فعل كذا وكذا فاستحقَّ العقاب، فقال: الحكم ؛ هو الذي يبيِّن لكلِّ نفسٍ ما عملت من خيرٍ أو شر يبين، كيف يبيِّن ؟.. أحياناً الإنسان يُلقى في روعه، فعندنا وحي للأنبياء، وهناك وحي إلهام فقد قال تعالى:
﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾
وهناك وحي غريزة، فقد قال تعالى:
﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ﴾
وأيضاً هناك وحي أمر لقوله تعالى:
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)﴾
أما الوحي إلى النبيّ ؛ فهذا وحي الرسالة، وليس لنا علاقة به الآن. لكن أحياناً الإنسان تأتيه مصيبة، ويلقى في قلبه أنَّها من أجل كذا.
فإنسان خالف مخالفة بسيطة، بحسب ثقافته الدينيَّة، وأقوال أساتذته أنَّه لا بدَّ له من مصيبة بدأ ينتظر، فصحته سليمة، ولا شيء حدث لأولاده وزوجته، فلم يصبه شيء على الرغم من مخالفته البسيطة، ففي الصلاة ناجى ربَّه فقال: يا ربّ، لقد عصيتك فلم تعاقبني قال: وقع في قلبه، أُلقي في قلبه ؛ أن يا عبدي قد عاقبتك ولم تدرِ، ألم أحرمك لذَّة مناجاتي ؟
فهناك أخ من إخواننا لديه معملُ بسيطٌ، زاره شخص من المسجد ليشتري من القطع من هذه الألبسة، وهذا الأخ يبيع بالجملة، فهذا الطلب رآه مهيناً، فلا يبيع أربع قطع، ولكنَّه يبع خمسمائة دزِّينة، فقال له: أنا لا أبيع بالمفرَّق. فقال له هذا الأخ: لا تؤاخذني. يقول صاحب هذا المعمل: والله ثلاثون يوماً متواليةً، لم يدخل معملي إنسانٌ، ثم وقع في قلبه لماذا لم تبع فلاناً ؟
فمعنى الحكم،. الله عزَّ وجلَّ مربٍّ، يعاقب، ويُلقي في روع الإنسان لماذا فعل معك كذا وكذا.
أحد الأشخاص عليه زكاة ماله ولم يدفعها، سيّارته أُصيبت بحادث وهذا شيء طبيعي أما أن يأتي ثمن التصليح مع الطلاء، قطع الغيار مطابقاً لمبلغ الزكاة بدقّة على مستوى الليرة الواحدة - فكان مبلغ الزكاة - 11815 ليرة سوريّة -، وهو نفسه مبلغ التصليح، فهذا تعليم من الله.. بخلت بزكاة مالك فدفعت المال بلا طائل، فالله عزَّ وجلَّ حكم يعاقب، ويُلقي في روع الإنسان أنَّه فعل كذا وكذا.
شخصٌ تزوج امرأة في الشهر الخامس كانت هي حاملاً في الشهر التاسع، فبالطبع هذا الجنين ليس منه، وكان بإمكانه أن يفضحها أو يسحقها أو يطلِّقها، ولكنّه غلب على ظنِّه أنّها زلّت قدمها وتمنى على الله أن تتوب على يديه، فأخذ منها الغلام ودخل إلى أحد المساجد مع صلاة الفجر، ووضع الغلام خلف الباب، ودقق في المسجد بعد أن نوى الإمام الفرض، فلما انتهت الصلاة بكى الغلام، تحلَّق المسلمون حوله، وجاء هو كواحدٍ منهم وسأل ما القصة ؟ فقالوا له: انظر هذا الغلام، فقال لهم: آتني به أنا أكفله، وأعاده إلى أمّه. ولكن جاره رأى رسول الله في المنام قال له: قل لجارك فلان أنَّه رفيقي في الجنَّة.
فالله أحياناً يشجِّع العملَ الطيِّب، فكان يمكن أن يطلقّها، أو يفضحها أو يقتلها أهلُها، ولكنَّه أدرك أن عملها هذا غلطة لن تتكرر، فاستوعب القضيَّة، وأراد أن يرضي الله بأن يجعلها تتوب على يديه، فبشره رسول الله بأنَّه رفيقه في الجنّة. فالله حكم، إن عملت عملاً طيِّباً، يُلقي في روعك أنَّه راضٍ عنك، وإن عملت لا سمح الله عملاً سيِّئاً، يريك مناماً مخيفاً أحياناً، أو انقباضا فتشعر بضيق، والدنيا كلُّها لا تسعه، فضيق القلب، أو انشراح الصدر هو من أساليب ربنا التربويّة، فهو يربّي، فإن كان عملك طيِّباً تجدك منطلقاً، والناس قد يكونوا في همّ وغم، وأنت مستثنى وليس لك علاقة بشيء، وإذا لم يكن عملك طيباً فيكون هناك انقباضٌ.
أما من أجمل الآيات المتعلِّقة بهذا الاسم قوله تعالى:
فإنسان خالف مخالفة بسيطة، بحسب ثقافته الدينيَّة، وأقوال أساتذته أنَّه لا بدَّ له من مصيبة بدأ ينتظر، فصحته سليمة، ولا شيء حدث لأولاده وزوجته، فلم يصبه شيء على الرغم من مخالفته البسيطة، ففي الصلاة ناجى ربَّه فقال: يا ربّ، لقد عصيتك فلم تعاقبني قال: وقع في قلبه، أُلقي في قلبه ؛ أن يا عبدي قد عاقبتك ولم تدرِ، ألم أحرمك لذَّة مناجاتي ؟
فهناك أخ من إخواننا لديه معملُ بسيطٌ، زاره شخص من المسجد ليشتري من القطع من هذه الألبسة، وهذا الأخ يبيع بالجملة، فهذا الطلب رآه مهيناً، فلا يبيع أربع قطع، ولكنَّه يبع خمسمائة دزِّينة، فقال له: أنا لا أبيع بالمفرَّق. فقال له هذا الأخ: لا تؤاخذني. يقول صاحب هذا المعمل: والله ثلاثون يوماً متواليةً، لم يدخل معملي إنسانٌ، ثم وقع في قلبه لماذا لم تبع فلاناً ؟
فمعنى الحكم،. الله عزَّ وجلَّ مربٍّ، يعاقب، ويُلقي في روع الإنسان لماذا فعل معك كذا وكذا.
أحد الأشخاص عليه زكاة ماله ولم يدفعها، سيّارته أُصيبت بحادث وهذا شيء طبيعي أما أن يأتي ثمن التصليح مع الطلاء، قطع الغيار مطابقاً لمبلغ الزكاة بدقّة على مستوى الليرة الواحدة - فكان مبلغ الزكاة - 11815 ليرة سوريّة -، وهو نفسه مبلغ التصليح، فهذا تعليم من الله.. بخلت بزكاة مالك فدفعت المال بلا طائل، فالله عزَّ وجلَّ حكم يعاقب، ويُلقي في روع الإنسان أنَّه فعل كذا وكذا.
شخصٌ تزوج امرأة في الشهر الخامس كانت هي حاملاً في الشهر التاسع، فبالطبع هذا الجنين ليس منه، وكان بإمكانه أن يفضحها أو يسحقها أو يطلِّقها، ولكنّه غلب على ظنِّه أنّها زلّت قدمها وتمنى على الله أن تتوب على يديه، فأخذ منها الغلام ودخل إلى أحد المساجد مع صلاة الفجر، ووضع الغلام خلف الباب، ودقق في المسجد بعد أن نوى الإمام الفرض، فلما انتهت الصلاة بكى الغلام، تحلَّق المسلمون حوله، وجاء هو كواحدٍ منهم وسأل ما القصة ؟ فقالوا له: انظر هذا الغلام، فقال لهم: آتني به أنا أكفله، وأعاده إلى أمّه. ولكن جاره رأى رسول الله في المنام قال له: قل لجارك فلان أنَّه رفيقي في الجنَّة.
فالله أحياناً يشجِّع العملَ الطيِّب، فكان يمكن أن يطلقّها، أو يفضحها أو يقتلها أهلُها، ولكنَّه أدرك أن عملها هذا غلطة لن تتكرر، فاستوعب القضيَّة، وأراد أن يرضي الله بأن يجعلها تتوب على يديه، فبشره رسول الله بأنَّه رفيقه في الجنّة. فالله حكم، إن عملت عملاً طيِّباً، يُلقي في روعك أنَّه راضٍ عنك، وإن عملت لا سمح الله عملاً سيِّئاً، يريك مناماً مخيفاً أحياناً، أو انقباضا فتشعر بضيق، والدنيا كلُّها لا تسعه، فضيق القلب، أو انشراح الصدر هو من أساليب ربنا التربويّة، فهو يربّي، فإن كان عملك طيِّباً تجدك منطلقاً، والناس قد يكونوا في همّ وغم، وأنت مستثنى وليس لك علاقة بشيء، وإذا لم يكن عملك طيباً فيكون هناك انقباضٌ.
أما من أجمل الآيات المتعلِّقة بهذا الاسم قوله تعالى:
﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً﴾
أحياناً يكون معه وثائق.. فيقول لك: و معه وثائق، والقاضي أعرفه، ويترافع عني المحامي فلان، وما أدراك ما فلان، ومطمئن، هل اتّخذ هذا الإنسان الله حكماً ؟ لا.. لقد اتخذ القاضي حكماً، فقد يفاجأ بحكمٍ غير متوقَّع.
﴿ قل أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلا ﴾
فالإنسان ليس له الحق في أن يحتكم لغير الله، فلغير الله يصبح محكوماً، وليس حاكماً، فأحياناً الذي اعتمدّت عليه يخيِّب ظنَّك، وقد قال تعالى:
﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)﴾
لذلك أجمل دعاء أن تقول إذا ألمَّ بك مكروه أو نزلت بك ظُلامة: حسبي الله ونعم الوكيل.
فالله ينصرك، والله عزَّ وجلَّ من أسمائه الحق.. فما معنى الحق ؟ معنى الحق أنّه لا بدَّ من أن يظهر الحقّ، لا بدَّ من أن يظهر الحقّ لأنّه هو الحق، فلا تخشَ، العاقبة للمتقين والأيام تدور ولا تستقر إلا على إنصاف المظلوم، وعلى إهلاك الظالم، وعلى رفعة المؤمن وعلى إذلال الكافر أبداً، وهذا التاريخ أمامكم.
أصحاب النبيّ - رضوان الله عليهم - الذين التفّوا حوله، وعزَّروه ونصروه، ودافعوا عنه، وآمنوا به، وأحبّوه، وافتدوه بأرواحهم، أين هم الآن ؟ في أعلى عليين، والذين حاربوه وخذلوه وأخرجوه، وقاتلوه وكذَّبوه أين هم ؟ في اسفل السافلين، هذا هو التاريخ.
سيِّدنا عمر بن عبد العزيز.. كيف اسمه ؟ كالنجم في السماء، كلّ شيء له نهاية، والعاقبة للمتقين، وقد قال تعالى:
فالله ينصرك، والله عزَّ وجلَّ من أسمائه الحق.. فما معنى الحق ؟ معنى الحق أنّه لا بدَّ من أن يظهر الحقّ، لا بدَّ من أن يظهر الحقّ لأنّه هو الحق، فلا تخشَ، العاقبة للمتقين والأيام تدور ولا تستقر إلا على إنصاف المظلوم، وعلى إهلاك الظالم، وعلى رفعة المؤمن وعلى إذلال الكافر أبداً، وهذا التاريخ أمامكم.
أصحاب النبيّ - رضوان الله عليهم - الذين التفّوا حوله، وعزَّروه ونصروه، ودافعوا عنه، وآمنوا به، وأحبّوه، وافتدوه بأرواحهم، أين هم الآن ؟ في أعلى عليين، والذين حاربوه وخذلوه وأخرجوه، وقاتلوه وكذَّبوه أين هم ؟ في اسفل السافلين، هذا هو التاريخ.
سيِّدنا عمر بن عبد العزيز.. كيف اسمه ؟ كالنجم في السماء، كلّ شيء له نهاية، والعاقبة للمتقين، وقد قال تعالى:
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾
كلمة:
﴿ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ﴾
معنى ذلك ؛ أنَّ هناك وقتاً وفيه ظلمٌ فقد يكون الإنسان مظلوماً. فالسيِّدة عائشة ألم تُظلم ؟ فلماذا أخَّر الله الوحي شهراً ؟ من أجل أن تُكشف النفوس. أخَّر براءتها شهراً بأكمله، المؤمنون ظنّوا بأنفسهم خيراً، والمنافقون روَّجوا هذا الخبر وأشاعوه وأرجفوا في المدينة، الله عزَّ وجلَّ كشف النفوس على حقيقتها لو أنَّ هذا الخبر أُشيع في المدينة، وفي اليوم الثاني جاءت البراءة، فبذلك يكون أربع أخماس الناس لم يمتحنوا، لكن لا، والخبر ينتشر ويزداد انتشاراً، والتهمة كبيرة جداً فهي تهمة الفاحشة ! وهي زوجة رسول الله وابنة الصدّيق، الطاهرة العفيفة والبريئة، ولكن الخبر شاع، والنبي مقيَّد ليس معه دليل إثبات ولا دليل نفي، وزوجته، وهي أقرب الناس إليه، وهي عرضه، والخبر يمشي ويشيع، فانظروا إلى دقَّة الله.
﴿ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ﴾
حتى حرف غاية.. أي أنّ هناك وقتاً فقد تكون مظلوماً، وقد يكون المبطل هو الأقوى، وكلمته هي النافذة، وأنت لا أحد يسمع لك، والناس كلُّهم ضدّك، ممكن ذلك فعليك أن تصبر.
﴿وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)﴾
وبعد ثلاثين يوماً نزلت براءتُها.. وانتهى بذلك الأمر.
والآية تقول:
والآية تقول:
﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)﴾
كأنه بقي الله عزَّ وجلَّ من سياسته مع عباده، أو بعبارة أدّق: من سننه مع خلقه ؛ أنَّه يُرخي الحبل للكل، بقي بإمكانك أن تفعل ما تشاء، أن تعصي الله، وأن تقول كلاماً غير معقول، وأن تأتي بالإفك والإثم، وأنت قوي وصحيح، والفحص الدموي مائة بالمائة مالك يزداد، قوَّتك تزداد، ولكن هذا الشيء لا إلى ما لا نهاية، إلى حين، فالحبل مرخى إلى حين، ففي أيَّة لحظة يُشدَّ الحبل ؛ فإذا أنت في قبضة الله.
والله هذه القصَّة - أيُّها الإخوة - تتكرر كلّ يوم... ممكن لإنسان أن يؤذي الناس، ويكون شديد الذكاء، ويحتال عليهم إلى حين، ثم يقع في شرِّ عمله، ثم يفضحه الله، فدائماً وأبداً ؛ الطائع لله هو الفائز.
لذلك هناك مقولة تقول: " كفاك على عدوِّك نصراً ؛ أنَّه في معصية الله "، لو كنت أضعف منه لو كان هو الأقوى، وأنت الأضعف. لو كان هو الأغنى، وأنت الأفقر. لو كان هو الأذكى، وأنت الأقل ذكاءً. فالعاقبة للمستقيم.
دققوا في هذه الكلمة من الآية:
والله هذه القصَّة - أيُّها الإخوة - تتكرر كلّ يوم... ممكن لإنسان أن يؤذي الناس، ويكون شديد الذكاء، ويحتال عليهم إلى حين، ثم يقع في شرِّ عمله، ثم يفضحه الله، فدائماً وأبداً ؛ الطائع لله هو الفائز.
لذلك هناك مقولة تقول: " كفاك على عدوِّك نصراً ؛ أنَّه في معصية الله "، لو كنت أضعف منه لو كان هو الأقوى، وأنت الأضعف. لو كان هو الأغنى، وأنت الأفقر. لو كان هو الأذكى، وأنت الأقل ذكاءً. فالعاقبة للمستقيم.
دققوا في هذه الكلمة من الآية:
﴿ وَاصْبِرْ حَتَّى ﴾
أي اصبر إلى أن، فحتى حرف غاية..
﴿ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ﴾
حتى يتصرف، حتى يقصم الظالم، وينصر المؤمن.
﴿ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾
فإنسان أساء إساءة بالغة للناس، وله عملٌ صغيرٌ في أطراف المدينة أساء إساءة بالغة للناس، ثم كُشف بشكلٍ - درامي بالتعبير الحديث - وأُهين إهانةً ما بعدها إهانة، جاء أمر الله، من هو الجاهل ؟ هو الذي يظُن أنَّه يفعل ما يشاء، ولا أحد سيُحاسبه، لكنَّ ربَّك بالمرصاد.
﴿ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴾
سيِّدنا يوسف.. ماذا حكم عليه إخوته ؟ أن يقتلوه، ألقوه في غيابت الجب ليموت.. بعد حين ماذا كانت النتيجة ؟ دخلوا عليه فإذا هو عزيز مصر، مقامه كبيرٌ جداً، فمصر كانت أكبر مملكة هو رئيس وزارتها فقالوا له:
﴿قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)﴾
وقال أبوه سيِّدنا يعقوب:
﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)﴾
لذلك: إذا أردت أن تكون أقوى الناس، فتوكَّل على الله. وإذا أردت أن تكون أغنى الناس، فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك. وإذا أردت أن تكون أكرم الناس، فاتق الله.
من حكم الله في حقِّ العباد:
الآن بعض أهم أحكام الله... قال: حُكم الله ؛ أنَّه ليس للإنسان إلا ما سعى.. الله عزَّ وجلَّ ليس عنده تمنيَّات، ولا محاباة، ولا تمييز فقد قال تعالى:
من حكم الله في حقِّ العباد:
الآن بعض أهم أحكام الله... قال: حُكم الله ؛ أنَّه ليس للإنسان إلا ما سعى.. الله عزَّ وجلَّ ليس عنده تمنيَّات، ولا محاباة، ولا تمييز فقد قال تعالى:
﴿لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾
وقال تعالى:
﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)﴾
هذا من حكم الله.. ومن حكم الله، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14)﴾
وكذلك قول الله تعالى:
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾
حكم الله..
﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
وقال تعالى:
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي ﴾
حكم الله..
﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ﴾
وقال تعالى:
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)﴾
﴿ فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ ﴾
حكم الله..
﴿ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ﴾
من لم يتبع هدى الله عزَّ وجلَّ، حُكَمَ اللهِ، يضلُ عقلهُ، وتشقى نفسهُ.
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)﴾
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ ﴾
حكم الله..
﴿ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
هذا أول حكم: من لم يتبع هدى الله عزَّ وجلَّ، يندم على ما فات ويخشى من ما هو آت.
هذا هو القرآن بين أيديكم، أي أنَّ الله عزَّ وجلَّ أعطانا أحكاماً جاهزة، وقال تعالى:
هذا هو القرآن بين أيديكم، أي أنَّ الله عزَّ وجلَّ أعطانا أحكاماً جاهزة، وقال تعالى:
﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ﴾
﴿ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ ﴾
حكم، وقال تعالى:
﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)﴾
﴿ إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾
حكم، وقال تعالى:
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ﴾
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ ﴾
حكم.
ما قولكم أن نقرأ القرآن ونتبع أحكام الله في خلقه، كلها قوانين فقد قال تعالى:
ما قولكم أن نقرأ القرآن ونتبع أحكام الله في خلقه، كلها قوانين فقد قال تعالى:
﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33)﴾
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)﴾
﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)﴾
أي: أية خيانة على وجه الأرض ؛ لا يمكن إلا أن تُكْشَفَ، هذا حكم الله، أيَّة مخادعة تعود على صاحبها ؛ فقد قال تعالى:
﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾
وأيُّ مكرٍ يعود على صاحبه فقد قال تعالى:
﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾
هذه كلَّها أحكام الله عزَّ وجلَّ.. إن الله مع الصابرين، إن الله مع المتقين، إن الله مع الصادقين فقد قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)﴾
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)﴾
حكم الله على المعتدين ؛ أنَّه لا يستجيب لهم لأنه لا يحبهم هذا حكم الله عزَّ وجلَّ.. فقد قال تعالى:
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
ما قولكم أن نقرأ القرآن ونتبع الآيات التي فيها حكم الله.. فقد قال تعالى:
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾
هذا هو حكم الله، فالمؤمن.. مؤمن، قضيَّة أعطى الله فيها حكماً، إن وضعتَ هذه القضيَّة على بساط البحث، فلست مؤمناً..
﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ ﴾
هذا حكم الله عزَّ وجلَّ وكفى.
أيُّها الإخوة... حدَّث الربيع بن نافع عن جدِّه شريح عن أبيه هانئ أنَّه لما وفد إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مع قومه، سمعهم النبي يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال:
أيُّها الإخوة... حدَّث الربيع بن نافع عن جدِّه شريح عن أبيه هانئ أنَّه لما وفد إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مع قومه، سمعهم النبي يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال:
(( حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ هَانِئٍ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ فَقَالَ إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلا الْفَرِيقَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ قَالَ لِي شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ قَالَ فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ قُلْتُ شُرَيْحٌ قَالَ فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ))
هذا من لطف النبيَّ - اللهمَّ صلِّ عليه - فالله هو الحكم، وأنت لست حكماً.
لِمَ تُكنى أبا الحكم ؟ لأنَّ قومي يحتكمون إلي وحكمي منصف فقال له الرسول: ما أحسن هذا.. جيِّد. وعرف منه أسماء أولاده واسم أكبرهم شريح فسماه أبا شريح.. هذا من أدب النبيِّ مع ربِّه. فهذا الاسم لله عزَّ وجلَّ، هو الحكم، أما الإنسان إذا صار حكماً أي صار قاضياً واستلم القضاء.
لِمَ تُكنى أبا الحكم ؟ لأنَّ قومي يحتكمون إلي وحكمي منصف فقال له الرسول: ما أحسن هذا.. جيِّد. وعرف منه أسماء أولاده واسم أكبرهم شريح فسماه أبا شريح.. هذا من أدب النبيِّ مع ربِّه. فهذا الاسم لله عزَّ وجلَّ، هو الحكم، أما الإنسان إذا صار حكماً أي صار قاضياً واستلم القضاء.
(( حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ قَالَ لَوْلا حَدِيثُ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ اثْنَانِ فِي النَّارِ وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ جَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ لولا أن النبي قال ذلك لَقُلْنَا إِنَّ الْقَاضِيَ إِذَا اجْتَهَدَ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ))
أي قاضيان إلى النار.. إنسان حكم بلا علم، وإنسان حكم على علم ظلماً، كلاهما في النار.. والذي عرف الحقَّ فحكم به فهو في الجنَّة.
أحدهم علَّق على هذا الموضوع قائلاً: قاضيان في النار، وقاضٍ في جهنَّم. أي لم يبقَ أحد إلا ودخل النار من القضاة.. على كلٍ القضاء شيء مخيف، لأنَّ الظلم ظُلماتٌ يوم القيامة.
أيُّها الإخوة: اسم الله الحكم، يقتضينا أن نحتكم إلى الله أول موقف..أما إذا حُكِّمنا.. أن نحكم بالعدل، ينبغي أن نحتكم إلى الله لأنَّه يعلم كلَّ شيء، يعلم السرَّ وأخفى، ويقتضينا إذا حُكِّمنا في قضيَّة ألا ننحاز مع أحد.
أحد القضاة وكان معروفاً في مدينته أنَّه يُحِبَّ الرُطب في بواكيرها، طُرِق بابه، فتح الغلام الباب، رأى رجلاً معه طبقاً رطب - وهذا شيء نفيس جداً في بواكيره، وهو غالٍ كثيراً، ومن نوع جيِّد -، فرجع إلى القاضي قال له: يا سيِّدي بالباب رجل ومعه طبقٌ رُطب. فقال له: صف لي إيَّاه. قال: صفته كيت وكيت. فعرف أنَّه أحد المتخاصمين، فقال: رُدَّ الطبق إليه. بعد حين قابل الخليفة وطلب إعفاءه من منصب القضاء. قال: ولِمَ وأنت الورع النزيه العالم الفقيه المجتهد ؟ قال: والله جاءني قبل أيَّام رجل قدَّم لي طبق رطب، وفي اليوم التالي جاء مع خصمه ليحتكما إلي، تمنيَّتُ أن يكون الحقُّ مع صاحب الطبق الذي قدَّمه إلي، هذا مع أنِّي رددته فكيف لو قبلته ؟.... كان القضاة هكذا يُحاسبون أنفسهم.
أنت حكماً بين ابنتك وصهرك، وتكلَّمت البنت على كيفها، فزمجرت وأرعدت وغضبت وقلت: هذا الصهر ليس عنده أدب، وسوف أقوم بتربيته وحرمانه من زوجته ست’ أشهر.. فهل أسمعت منه قبل أن تحكم.
قال أحدهم لأحد الشيوخ: يا سيدي قد لطمني أحدهم كفاً، فرددته له، أَعَليَّ شيء ؟ قال له الشيخ: لا ليس عليك شيء. ثمَّ ظهر أنَّ الذي ضربه هو أبوه. فالفتوى على قدر الوصف.
فالقضاء دقيق.. سمعت من ابنتك شيء وتكلَّمت عن زوجها كلَّ شيء، ألا يقتضي الحكم العدل أن تسمع من زوجها، ماذا فعلت به ؟ سمعت من والدتك، فاسمع من زوجتك رأساً طلقها دون سماعها، فأنت أحياناً تكون حكماً بين زوجتك وأمك، وبين ابنتك وصهرك هؤلاء أقرب الناس إليك، أو تكون رئيساً لدائرة وعندك موظفان متشاجران دوماً، فإذا سمعت من واحدٍ منهم، فاستمع للآخر، ولا تعاقب على الفور بعدما سمعت من الأوّل، فماذا تعلَّمنا من سيِّدنا سليمان ؟ فقد قال تعالى:
أحدهم علَّق على هذا الموضوع قائلاً: قاضيان في النار، وقاضٍ في جهنَّم. أي لم يبقَ أحد إلا ودخل النار من القضاة.. على كلٍ القضاء شيء مخيف، لأنَّ الظلم ظُلماتٌ يوم القيامة.
أيُّها الإخوة: اسم الله الحكم، يقتضينا أن نحتكم إلى الله أول موقف..أما إذا حُكِّمنا.. أن نحكم بالعدل، ينبغي أن نحتكم إلى الله لأنَّه يعلم كلَّ شيء، يعلم السرَّ وأخفى، ويقتضينا إذا حُكِّمنا في قضيَّة ألا ننحاز مع أحد.
أحد القضاة وكان معروفاً في مدينته أنَّه يُحِبَّ الرُطب في بواكيرها، طُرِق بابه، فتح الغلام الباب، رأى رجلاً معه طبقاً رطب - وهذا شيء نفيس جداً في بواكيره، وهو غالٍ كثيراً، ومن نوع جيِّد -، فرجع إلى القاضي قال له: يا سيِّدي بالباب رجل ومعه طبقٌ رُطب. فقال له: صف لي إيَّاه. قال: صفته كيت وكيت. فعرف أنَّه أحد المتخاصمين، فقال: رُدَّ الطبق إليه. بعد حين قابل الخليفة وطلب إعفاءه من منصب القضاء. قال: ولِمَ وأنت الورع النزيه العالم الفقيه المجتهد ؟ قال: والله جاءني قبل أيَّام رجل قدَّم لي طبق رطب، وفي اليوم التالي جاء مع خصمه ليحتكما إلي، تمنيَّتُ أن يكون الحقُّ مع صاحب الطبق الذي قدَّمه إلي، هذا مع أنِّي رددته فكيف لو قبلته ؟.... كان القضاة هكذا يُحاسبون أنفسهم.
أنت حكماً بين ابنتك وصهرك، وتكلَّمت البنت على كيفها، فزمجرت وأرعدت وغضبت وقلت: هذا الصهر ليس عنده أدب، وسوف أقوم بتربيته وحرمانه من زوجته ست’ أشهر.. فهل أسمعت منه قبل أن تحكم.
قال أحدهم لأحد الشيوخ: يا سيدي قد لطمني أحدهم كفاً، فرددته له، أَعَليَّ شيء ؟ قال له الشيخ: لا ليس عليك شيء. ثمَّ ظهر أنَّ الذي ضربه هو أبوه. فالفتوى على قدر الوصف.
فالقضاء دقيق.. سمعت من ابنتك شيء وتكلَّمت عن زوجها كلَّ شيء، ألا يقتضي الحكم العدل أن تسمع من زوجها، ماذا فعلت به ؟ سمعت من والدتك، فاسمع من زوجتك رأساً طلقها دون سماعها، فأنت أحياناً تكون حكماً بين زوجتك وأمك، وبين ابنتك وصهرك هؤلاء أقرب الناس إليك، أو تكون رئيساً لدائرة وعندك موظفان متشاجران دوماً، فإذا سمعت من واحدٍ منهم، فاستمع للآخر، ولا تعاقب على الفور بعدما سمعت من الأوّل، فماذا تعلَّمنا من سيِّدنا سليمان ؟ فقد قال تعالى:
﴿قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)﴾
فإذا كنت حكماً يجب أن تحكم بالعدل، وإن احتكمت فلا تحتكم إلا لله، فكيف تقول لله: يا ربِّ أنا حكَّمتك لك ؟ كيف تحتكم لله ؟ الاحتكام لله بأن تنصاع لكتابه، والاحتكام لرسوله بأن تخضع لسُنَّةِ، إما لكتاب الله، وإما لسنَّة رسول الله فقد قال تعالى:
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)﴾
يعني ورد في السيرة أنَّ سيِّدنا العبّاس، كان عين النبيَّ في مكَّة، ولحكمةً أرادها النبيّ قال: لا تقتلوا عمّي العبَّاس في معركة بدر. فبعضهم قال: ينهانا عن قتل عمِّه وأحدنا يقتل أباه وأخاه !! ثم كشفت حكمة النبيّ الكريم قال: والله - بقيت عشر سنوات وأنا أستغفر الله، لسوء ظنِّي برسول الله..
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾
وعند النزاع... قال تعالى:
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾
﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾
فردوّه إلى الله، أي إلى قرآنه وإلى رسوله أي سنَّته. فإذا كنت مؤمناً، فترُدُّ الأمر المتنازع فيه إلى الله ورسوله.
أما أكثر الناس عنده حاسَّة سادسة، إذا كانت قضيَّته تُحلَّ بالقانون، يقول لك: نحن في بلد فيه حكم وقانون وقضاء ؛ فيذهب إلى المحكمة. وإذا كانت القضيَّة القانون ضدَّه فيها فتنحل عند العلماء ويذهب إليهم ويقول لك: أنا أريد حكم الشرع. لماذا تريد أن تحتكم للشرع، ومرَّة لحكم القانون ؟ إذا كنت مؤمناً صادقاً، تحتكم إلى الله دائماً، إلى كتاب الله وإلى سنَّة رسوله صلّى الله عليه وسلَّم
أما أكثر الناس عنده حاسَّة سادسة، إذا كانت قضيَّته تُحلَّ بالقانون، يقول لك: نحن في بلد فيه حكم وقانون وقضاء ؛ فيذهب إلى المحكمة. وإذا كانت القضيَّة القانون ضدَّه فيها فتنحل عند العلماء ويذهب إليهم ويقول لك: أنا أريد حكم الشرع. لماذا تريد أن تحتكم للشرع، ومرَّة لحكم القانون ؟ إذا كنت مؤمناً صادقاً، تحتكم إلى الله دائماً، إلى كتاب الله وإلى سنَّة رسوله صلّى الله عليه وسلَّم
محمد راتب النابلسى