الثلاثاء، 20 مارس 2012

شخصيات تاريخية : الرئيس الأمريكى دوايت أيزنهاور

الرئيس الأمريكى دوايت أيزنهاور

دوايت ديفيد أيزنهاور (14 أكتوبر 1890 - 28 مارس 1969)، سياسي وعسكري أمريكي والرئيس رقم 34 تولى حكم الولايات المتحدة في الفترة من 1953 إلى 1961.
خلال الحرب العالمية الثانية، شغل منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، المسؤولة عن التخطيط والإشراف على نجاح غزو فرنسا وألمانيا. في عام 1951، أصبح أول قائد أعلى لقوات حلف الناتو.[1]
انهى حرب كورية وحافظ على الضغط على الإتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. أعاد تنظيم ميزانية الدفاع في اتجاه الأسلحة النووية وأطلق سباق الفضاء ووسع نظام الضمان الاجتماعي وبدء في إنشاء نظام للطرق السريعة بين الولايات.
«أن كل بندقية تصنع وكل سفينة حربية تدشن، وكل صاروخ يطلق هو في الحسابات الأخيرة عملية سرقة للقمة العيش من فم الجياع ومن أجساد الذين يرتجفون من شدة البرد ويحتاجون إلى الكساء». الرئيس أيزنهاور
أعجب الأميركيون بتاريخه العسكري لذلك هزم مرشح الحزب الديمقراطي "ألداي ستيفنسون" مرتين في الانتخابات الرئاسية عامي 1952 و1956.
مات يوم 28 مارس/ آذار 1969 في واشنطن.

أيزنهاور والأزمات
أدخل دوايت أيزنهاور أميركا في دوامة الحرب الباردة والسباق نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، كما زج بجيوشها في حرب فيتنام

على المستوى الداخلي تصاعد التمييز العنصري في أميركا، ويرى المراقبون أن لأيزنهاور ميولا عنصرية ضد السود. أما على المستوى الخارجي فقد تم:

تكثيف نشاط وكالة الاستخبارات الأميركية في دول العالم وخاصة العالم الثالث.
إنشاء أحلاف معادية للمعسكر الشيوعي (حلف سياتو South East Asia Treaty Organization وحلف بغداد).
القبض على رئيس الوزراء الإيراني مصدق الذي أمم بترول بلاده.
الحرب الفيتنامية التي استمرت ثماني سنوات وبلغت ضحاياها نحو 18 مليون شخص ما بين قتيل وجريح وأسير ولاجئ، بينهم 17 مليون فيتنامي.
عرف عهد أيزنهاور تسابقا محموما نحو التسلح النووي بين المعسكرين الشرقي والغربي.

يذكر المؤرخون أن أيزنهاور لما أصبح رئيساً للولايات المتحدة أمر عام 1954 بإصدار كتيب عن إسرائيل وسياسة أميركا نحوها، جاء فيه أن "إسرائيل ولدت بعد الحرب الثانية وقامت لتعيش مع غيرها من الدول التي اقترنت مصالح الولايات المتحدة بقيامها

أيزنهاور ومصر
فمذكرات ايزنهاور التي رتبها وجمعها وعلق عليها الصحفي الامريكي المعروف ستيفن امبروز توضح لنا خارطة الشرق الاوسط كما تراها واشنطن في الخمسينيات وتداعيات الثورة المصرية كما تكشف اسرار المناورات السياسية الكبرى التي اطاحت بكثير من الانظمة والرؤوس وغيرت المعادلات وقلبت التحالفات واعطت لعصرنا الراهن طابعه المتميز خاصة بالانشقاقات العربية والاسلامية وهشاشة توجهات الانظمة في الشرق الاوسط في الخمسينيات وتغلغل التدخلات الاجنبية في قلب الامة العربية

يكشف (امبروز) في صفحات كتابه سرا ظل مجهولا حتى عثر عليه الكاتب فيما جمع من مذكرات الرئيس ايزنهاور وهذا السر هو ان (فوستر دالس) وزير الخارجية طلب من المخابرات المركزية الامريكية ان تعد سيناريوهات محتملة لقتل جمال عبدالناصر

وفعلا تم اعداد هذه الصيغ الممكنة وعرضه(دالس) على ايزنهاور الذي رفضها.. ورفض الفكرة قائلا انه يستبعد ان يكون عبدالناصر وراء زعزعة المصالح الامريكية في الشرق الاوسط

كان ذلك في اواخر سنة 1955 وفي اواخر تلك السنة ايضا اتجه عبدالناصر الى الولايات المتحدة لتسليح مصر بمبلغ سبعة وعشرين مليون دولار فهب (دالس) والكونجرس الموالي لاسرائيل لاجبار ايزنهاور على رفض الصفقة فتوجه عبدالناصر الى تشيكوسلوفاكيا التي عقد معها صفقة فاقت الصفقة الامريكية بخمس مرات وقبلت الحكومة التشيكية ان تقبض مقابل اسلحتها مقايضة بكميات من القطن المصري ولم ييأس عبدالناصر من امريكا فعرض على ايزنهاور تمويل بناء سد اسوان بالتعاون مع البنك الدولي فتم نفس الضغط ـ الى جانب ضغط (إيدن) الذي كان يعتبر القضاء على مصر قصما حاسما لظهر العرب ـ ورفض ايزنهاور تمويل السد العالي فالتفت عبدالناصر الى السوفييت

وقد كتب ايزنهاور في مذكراته بتاريخ 8 مارس 1956 مايلي :

(اني مقتنع ان عبدالناصر لن يقوم بأي حركة من اجل السلام وان العرب اصبحوا وقحين ولذلك سوف اعمل جهدي
على احداث الشقاق بين عبدالناصر والملك سعود)

وتصاعدت تحديات عبدالناصر مهددا بتأميم القنال فتضاعف خوف امريكا وفرنسا وبريطانيا واستغلت اسرائيل التي كان يتزعمها بن جوريون آنذاك هذا الخوف لاثارة الغرب باسره ضد مصر ولم تنقطع تحديات عبدالناصر فأعلن في اواخر مايو ان مصر تعترف رسميا بالصين الشعبية وترفض صين شان غاي تشاك وتحرك (ايدن) في اتجاه الاحتلال العسكري للقنال ولمصر ان لزم الامر قائلا في مذكرة بتاريخ 27 مايو 56 موجهة الى ايزنهاور (ان الغرب سيختنق وسينقطع عنه صنبور النفط ولايمكن ان نترك عبدالناصر يؤمم القنال ويهدد مصالحنا البحرية.. والامر يدعو الى تأديب عبدالناصر..)

وكان ايزنهاور يميل حسب المعطيات التي استقاها من (دالس) ومن المخابرات الامريكية الى عقد ندوة لايجاد حل قائلا في مذكراته وفي رسالة ابلغها (روبرت مورفي) الى (ايدن) بتاريخ 2 سبتمبر 56 (ان لدينا في منطقة الشرق الاوسط وخاصة من بين العرب حلفاء اعربوا لنا عن رغبتهم في تحجيم عبدالناصر ولكنهم يرون ان عملا عسكريا في القنال لايأتي بتلك النتيجة..)

وجاء جواب (ايدن) يوم 7 سبتمبر 1956 ليذكر ايزنهاور بان بريطانيا وفرنسا تحالفتا في الحرب الاخيرة مع الولايات المتحدة (ولايمكن ان نترك الغرب ينهار على مراحل)


في منتصف نهار 31 اكتوبر علم ايزنهاور ان الطائرات البريطانية والفرنسية والاسرائيلية معززة في الارض بقوات ثلاثية كبرى هاجمت مصر وان عبدالناصر تمكن من غلق القنال وجمع قواته للمقاومة وكتب الرئيس
الامريكي في مذكراته بان ذلك الهجوم كان مفاجأة عظمى له تعادل مفاجأة بيرل هاربر في ديسمبر الهجوم الالماني على فرنسا في ديسمبر والبقية معلومة لدى المؤرخين فقد تحرك ايزنهاور وبولجانين زعيم الاتحاد السوفييتي حينذاك لانهاء العدوان واغتنم الكرملين هذا الحدث ـ ومناخ الانتخابات الرئاسية الامريكية ـ ليقوم بغزو المجر واحتلال عاصمته بودابست لسحق المتحررين ويهب ايزنهاور ليستخلص العبرة من العدوان الثلاثي فيقول (انا مؤمن بأن مصالح امريكا رهينة استقرار منطقة الشرق الاوسط اكثر منها رهينة الشرق الاقصى)

ويضيف ايزنهاور يوم 5 فبراير 1957 قائلا : (لعل مصلحة امريكا تتلخص في الحفاظ على حاجة العرب المستمرة للمعونة الغربية مع استعدادنا للتدخل العسكري اذا ثبت ان جزءا من هذا العالم العربي صلب عوده لدرجة تهديد اسرائيل)

ثم يقول ايزنهاور تلك الحكمة التي ذهبت مذهب الامثال في الخمسينيات حين خطب امام الكنجرس يوم 3 مارس 1957 قائلا: (بصورة عامة نحن بازاء قادة عرب محتاجين للسلاح يحكمون شعوبا محتاجة للخبز)