علم الصرف : مصدر المرة - مصدر الهيئة وهمزتا القطع والوصل
مصدر المرة " اسم المرة " .
تعريفـه : هو مصدر مصوغ من الفعل للدلالة على حصول الحدث مرة واحدة .
مثل : دار دورة ، أكل أكلة ، شرب شربة ، ضرب ضربة .
شروط صياغته :
يشترط في صوغ اسم المرة ثلاثة شروط هي :
أ – أن يكون فعله تاماً ، فلا يصاغ من كان الناقصة وأخواتها .
ب – ألا يكون قلبياً ، فلا يصاغ من ظن وأخواتها .
جـ – ألا يدل على صفة ثابتة ، فلا يصاغ من كاد وعسى ، ولا فهم وعلم ، ولا حسن وخبث .
صياغتـه :
1 ـ يصاغ من الفعل الثلاثي على وزن " فَعْلة " بفتح الفاء وتسكين العين .
مثل : جلس جلسة ، وقف وقفة ، هفى هفوة ، كبى كبوة ، نبى نبوة .
قالوا : لكل عالم هفوة ، ولكل جواد كبوة ، ولكل صارم نبوة .
فإن كان بناء المصدر العادي على " فَعْلة " مثل : رحم رحمة ، دعا دعوة . فإن اسم المرة منه ما يكون بوصفه بكلمة واحدة للدلالة على المرة .
نحو : دعوت أصدقائي دعوة واحدة .
وأصاب اللاعب المرمى إصابة واحدة .
وصحت في القادمين صيحة واحدة .
2 ـ ويصاغ من غير الثلاثي على صورة المصدر الأصلي مع زيادة تاء في آخره .
مثل : انطلق انطلاقة ، استعمل استعمالة ، سبح تسبيحة .
تقول : انطلقت السيارة انطلاقة .
واستعملت الفرشاة استعمالة .
وسبحت الله تسبيحة .
فإن كان المصدر الصريح " العادي " مختوماً بتاء دُلَّ على اسم المرة منه بوصفه بكلمة واحدة . مثل : أصاب إصابة واحدة ، استقام استقامة واحدة .
تقول : استشرت الطبيب استشارة واحدة .
فائـدة : إذا كان للفعل المزيد أكثر من مصدر صيغ بناء مصدر اسم المرة على الأشهر من مصدريه .
فنقول : وسوس الشيطان في نفسه وسوسة واحدة ، ولا نقول وسواساً واحداً .
وخاصمت الرجل مخاصمة واحدة . ولا نقول خصاماً واحداً .
مصدر الهيئة " اسم الهيئة " .
تعريفـه : هو مصدر مصوغ من الفعل للدلالة على الصفة التي يكون عليها الحدث عند وقوعه . مثل : جلس جِلسة ، مشي مِشية ، أكل إكلة .
شـروط صياغته : لا يصاغ إلا من الفعل الثلاثي وشذ صوغه من المزيد .
وتكون صياغته على وزن " فِعْلة " بكسر الفاء وتسكين العين .
نحو : جلست جلسة الأمير .
وأكلت إكلة الشرة .
ووثب الفارس وثبة الأسد .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا قتلتم فأحسنوا القتلة " .
فـائـدة :
1 ـ إذا كان المصدر القياسي " العادي " للفعل الثلاثي على وزن " فِعْلة " فإنه يُدل على الهيئة منه بالوصف أو بالإضافة .
نحو : أغمى على المريض إغماءة شديدة .
التفت الرجل إلى صديقه التفاتة الخائف .
2 ـ من أسماء الهيئة التي وردت شذوذاً من غير الثلاثي ولا يقاس عليها .
نِقبة من الفعل انتقب نحو : انتقبت المرأة نِقبة .
خِمرة من الفعل اختمر نحو : اختمرت المرأة خِمرة .
عِمّة من الفعل اعتم وتعمم نحو : لبس الرجل عِمة .
همزتا القطع والوصل .
أولاً : همزة القطع :
هي الهمزة التي تقع في أول الكلمة ، وتظهر في النطق سواء أكانت في أول الكلام أم في وصله . وترسم على شكل رأس عين صغير " ء " على الألف ، فإن كانت مفتوحة رسمت فوق الألف مثل : أخي ، أعطى .
تقول : أبي أعطى أخي جائزة .
وإن كانت مكسورة رسمت تحت الألف مثل : إنّ ، إحسان ، إبراهيم .
ونحو قوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم ربِّ أرني كيف تحيى الموتى } 260 البقرة .
تأتي همزة القطع في المواضع التالية :
1 ـ في ماضي الفعل الرباعي وأمره ومصدره .
مثل : أكرم – إكرام – أكرمْ ، أحسن – إحسان – أحسنْ .
أكرمت صديقي ، وأحسنت إلى الفقراء .
أكرم أصدقائك إكراماً حسناً .
2 ـ في أول كل فعل مضارع . مثل : أكتب ، أجلس ، ألعب .
نحو : أجتهد في دروسي ، وأعمل واجبي أولاً بأول .
3 ـ في أول بعض الحروف . مثل : إنّ ، أنّ ، أن ، إن ، إلى ، أيا ، أما ، إلا .
ويستثنى من ذلك " أل " لأن همزتها همزة وصل عند اتصالها بالاسم .
4 ـ في أول بعض الظروف وأسماء الشرط والاستفهام والضمائر .
مثل : أين ، أيّ ، أيان ، إذا ، أنت ، إياك ، أنا ، أنتم .
5 ـ في صيغتي التعجب والتفضيل .
مثل : ما أكرم محمد ، والوضوء أفضل من التيمم .
6 ـ في أول الأسماء ما لم تكن مصادر لأفعال خماسية أو سداسية .
مثل : أحمد ، إبراهيم ، إسماعيل ، أسعد ، إمام .
ويستثنى من ذلك بعض الأسماء المسموعة عن العرب وقد جاءت همزتها همزة وصل
وهي : ابن ، ابنه ، اسم ، امرؤ ، امرأة ، اثنان ، اثنتان ، ايم الله .
فائـدة : تعد همزة الأفعال الثلاثي همزة قطع وإن كانت أصلية .
مثل : أخذ ، أكل ، أمن ، أسف .
ثانياً : همزة الوصل :
هي كل همزة تظهر في النطق ولا تكتب إذا جاءت في أول الكلام ، ولا تظهر خطاً ولا تنطق لفظاً إذا جاءت في وسطه . مثل : استعمل ، انكسر ، استعان .
نقول : استعنت بالله واستعملت الدواء للاستطباب .
ومن قال بكتابة همزة الوصل فإنه يعنى برسمها ألفاً ليس غير أو ألفاً فوقها رأس صاد صغيرة ، هكذا " ا " .
ومنها في قوله تعالى : { واقصد في مشيك واغضض من صوتك } 19 لقمان .
وقوله تعالى : { فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول } 64 النساء .
مواضع همزة الوصل :
تأتي همزة الوصل في المواضع التالية :
1 ـ في أول الفعل الخماسي الماضي وأمره ومصدره .
مثل : انطلق – انطلقْ – انطلاق .
انكسر – انكسرْ – انكسار .
اتقى – اتق – اتقاء .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت " .
وقوله تعالى : { الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون } 2 المطففين .
2 ـ في أول الفعل الماضي السداسي وأمره ومصدره .
مثل : استخرج – استخرجْ – استخراج .
استسهل – استسهل – استسهال .
ومنه قوله تعالى : { فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم } 7 التوبة .
3 ـ في أول فعل الأمر الثلاثي . مثل : اذكر ، انصح ، اعمل ، اجلس .
ومنه قوله تعالى : { وابد ربك حتى يأتيك اليقين } 99 الحجر .
وقوله تعالى : { اقرأ وربك الأكرم } 3 العلق .
وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير } 177 الحج .
4 ـ في " أل " التعريف . مثل : الكتاب ، الرجل ، الشجرة .
ومنه قوله تعالى : { إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى } 42 الأنفال .
وقد شذت همزة " أل " في كلمة " ألبتة " إذ اعتبرها النحاة همزة قطع ، وكذا تصبح همزة الوصل في لفظ الجلالة " الله " همزة قطع إذا سبقت بحرف النداء " يا " .
فنقول : يا ألله كن في عوننا .
5 ـ في بعض الأسماء المسموعة عن العرب وهي :
ابن ، ابنة ، امرؤ ، امرأة ، اسم ، اثنان ، اثنتان ، ايم الله ، ايمن الله .
نحو : وايم الله لأساعدن الفقراء .
حركة همزة الوصل :
1 ـ تفتح مع أل التعريف نحو قوله تعالى : { الحاقة . ما الحاقة } .
وقوله تعالى : { القارعة . ما القارعة . وما أدراك ما القارعة } .
2 ـ تضم في موضعين :
أ – مع أمر الفعل الثلاثي المضموم العين في المضارع .
مثل : خرج – يخرُج – اخرج ، نصر – ينصُر – انصر .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " .
ومنه قوله تعالى : { اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك } 110 المائدة .
ب – مع ماضي الخماسي والسداسي المبني للمجهول .
مثل : امتنع ، اعتدي ، انطلق ، استنفر ، استعين .
ومنه قوله تعالى : { ولقد استهزئ برسل من قبلك } 10 الأنعام .
وقوله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتبعوا } 166 البقرة .
3 ـ وتكسر في غير ما سبق .