الخميس، 27 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الأنبياء من الآية 44 إلى الآية 82

إعراب سورة الأنبياء من الآية 44 إلى الآية 82




 
.إعراب الآية رقم (44):{بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ (44)}.
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (هؤلاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (آباءهم) معطوف على اسم الإشارة بالواو، منصوب (حتّى) حرف غاية وجرّ (عليهم) متعلّق ب (طال).
والمصدر المؤوّل (أن طال..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعنا).
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء استئنافيّة- أو عاطفة- (من أطرافها) متعلّق ب (ننقصها).
والمصدر المؤول (أنّا نأتي...) في محلّ نصب مفعول به عامله يرون.
الهمزة للاستفهام التقريعيّ الإنكاريّ الفاء عاطفة.
جملة: (متّعنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (طال.. العمر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (لا يرون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نأتي...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (ننقصها...) في محلّ نصب حال من فاعل نأتي.
وجملة: (هم الغالبون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يرون.
الصرف:
(طال)، فيه إعلال بالقلب، أصله طول- مضارعه يطول- تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
.إعراب الآية رقم (45):
{قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (45)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (بالوحي) متعلّق ب (أنذركم)، الواو استئنافيّة (إذا) مجرّد من الشرط فهو متعلّق ب (يسمع)، أو بالمصدر الدعاء، (ما) زائدة (ينذرون) مثل ينصرون.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنذركم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا يسمع الصمّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ينذرون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
البلاغة:
وضع الظاهر موضع المضمر:
في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ) والفائدة من هذا الفن التسجيل عليهم بالتصامم، وتقيد نفي السماع، فقد كان مقتضى السياق أن يقول: ولا يسمعون.
.إعراب الآية رقم (46):
{وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (46)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (مسّتهم) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (من عذاب) متعلّق بنعت لنفحة اللام لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد (يا) أداة تنبيه (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب.. و(نا) مضاف إليه.
جملة: (مسّتهم نفحة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يقولنّ...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
جملة: (ويلنا) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (إنّا كنّا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كنّا ظالمين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(نفحة)، مصدر مرّة من نفح الثلاثيّ وزنه فعلة بفتح فسكون.
البلاغة:
في قوله تعالى: (مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ) ثلاث مبالغات: آ- ذكر المس، وهو دون النفوذ، ويكفي في تحققه إيصال ما.
ب- وما في النفح من معنى النزارة، فإن أصله هبوب رائحة الشيء. ويقال نفحته الدابة، ضربته بحد حافرها، ونفحة بعطية أعطاه يسيرا.
ج- بناء المرة، وهي لأقل ما ينطلق عليه الاسم.
الفوائد:
نفحة: اسم مرة:
هنا يجمل بنا أن نتعرض لذكر المرّة والهيئة، وبيان وسائل اشتقاقهما:
أ- اسم المرة أو مصدر المرة: كلاهما واحد. ويبنى من الثلاثي المجرّد على وزن فعلة، لبيان عدد المرات التي حدث بها الفعل، نحو: وقفت وقفة، وقفت وقفتين، ووقفت ثلاث وقفات إلخ.
ويصاغ من فوق الثلاثي، بإضافة تاء إلى المصدر، مثل: أكرمته إكرامة، وسفّرته تسفيرة. وإن كان المصدر فيه التاء من الأصل، فيذكر بعده ما يدل على عدده، مثل:
رحمته رحمة واحدة أو رحمتين.
ب- أما اسم الهيئة أو مصدر الهيئة: فهو المصدر الذي يذكر لبيان نوع الفعل أو صفته، فيذكر من الثلاثي على وزن فعلة، بكسر أوّله، مثل مات ميتة سيئة. وفلان يمشي مشية الأسد.
وإذا كان فعله فوق الثلاثي، يوصف مصدره، فيصبح مصدر نوع، أو اسم هيأة، مثل أكرمته إكراما جيدا.
ملاحظة هامة:
لا تدخل التاء الدالة على المرة الواحدة على الأفعال القلبية والباطنية والتي لا تدرك بالحسّ، كالحسن والجبن والعلم، فلا يقال: علمته علمة، ولا فهمته فهمة، ولا صبرته صبرة إلخ.
.إعراب الآية رقم (47):
{وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (47)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (القسط) نعت للموازين بحذف مضاف أي ذوات القسط، منصوب (ليوم) متعلّق ب (نضع)، الفاء عاطفة (تظلم) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (نفس) نائب الفاعل مرفوع (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر أي ظلما ما كبيرا أو صغيرا، الواو عاطفة، واسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على مضمون ما تقدّم أي العمل (من خردل) متعلّق بنعت لمثقال: (بها) متعلّق ب (أتينا)، الواو استئنافيّة (بنا) حرف جرّ زائد وضمير محلّه البعيد فاعل كفى.. (حاسبين) حال من ضمير المتكلّم الجمع، منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (نضع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تظلم نفس...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نضع.
وجملة: (إن كان مثقال...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نضع.
وجملة: (أتينا) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (كفى بنا حاسبين) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(خردل)، اسم جمع لنبات له حبّ صغير جدّا واحدته خردلة، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
.إعراب الآيات (48- 49):
{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الفرقان) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة في الموضعين (ضياء) معطوف على الفرقان منصوب ومثله (ذكرا)، (للمتّقين) متعلّق ب (ذكرا).
جملة: (آتينا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
(الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمتّقين، (بالغيب) متعلّق بحال من الفاعل في (يخشون)، الواو عاطفة (من الساعة) متعلّق بالخبر ب (مشفقون)، وهو خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (يخشون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هم... مشفقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
البلاغة:
العدول عن الفعلية إلى الاسمية:
في قوله تعالى: (وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) عدول عن الخطاب بالجملة الفعلية، كما هو مقتضى السياق، إلى الخطاب بالجملة الاسمية، للدلالة على أن حالتهم فيما يتعلّق بالآخرة الإشفاق الدائم.
.إعراب الآية رقم (50):
{وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (مبارك) نعت للخبر ذكر مرفوع مثله الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء للاستئناف (له) متعلّق ب (منكرون) وهو خبر أنتم.
جملة: (هذا ذكر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزلناه...) في محلّ رفع نعت ثان لذكر.
وجملة: (أنتم له منكرون) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآيات (51- 52):
{وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ (51) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ (52)}.
الإعراب:
(ولقد.. رشده) مرّ إعراب نظيرها، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (آتينا)، الواو عاطفة (به) متعلّق ب (عالمين) والضمير يعود على إبراهيم.
جملة: (آتينا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: (كنّا به عالمين) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم والجملة فيها معنى التعليل.
(إذ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (آتينا) أو ب (عالمين)، (لأبيه) متعلّق ب (قال)، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (هذه)، (التماثيل) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (التي) اسم موصول في محلّ رفع نعت للتماثيل (لها) متعلّق ب (عاكفون).
وجملة: (قال...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ما هذه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنتم لها عاكفون) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
الصرف:
(التماثيل)، جمع تمثال، اسم لما يصنع شبيها بخلق اللّه، وزنه تفعال بكسر فسكون، تماثيل وزنه تفاعيل.
.إعراب الآية رقم (53):
{قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ (53)}.
الإعراب:
(لها) متعلّق ب (عابدين) وهو مفعول به ثان عامله وجدنا منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (وجدنا...) في محلّ نصب مقول القول.
.إعراب الآية رقم (54):{قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54)}.
الإعراب:
(لقد كنتم) مثل لقد آتينا، وهو فعل ناقص (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد لاسم كان (آباؤكم) معطوف على الضمير المتّصل اسم كان (في ضلال) متعلّق بمحذوف خبر كنتم.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كنتم... في ضلال...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
.إعراب الآية رقم (55):
{قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (55)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (بالحقّ) متعلّق ب (جئتنا)، (أم) المتّصلة حرف عطف (من اللاعبين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أنت.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أجئتنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنت من اللاعبين...) في محلّ نصب معطوفة على جملة جئتنا.
الفوائد:
- أم العاطفة:
هي على نوعين: متصلة ومنفصلة.
أ- المتصلة: هي التي يكون ما بعدها متصلا بما قبلها، ومشاركا له في الحكم. وهي التي تقع بعد همزة الاستفهام أو همزة التسوية:
مثال همزة الاستفهام: أعليّ في الدار أم خالد؟
ومثال همزة التسوية: (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) وقد سمّيت متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر.
ب- المنقطعة: هي التي تكون لقطع الكلام الأول واستئناف ما بعده، ومعناها الإضراب، كقوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ).
ملاحظة: قد تتضمن (أم) المنقطعة معنى الاستفهام الإنكاري إلى جانب الإضراب نحو: (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ)!
.إعراب الآيات (56- 57):
{قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)}.
الإعراب:
(بل) للإضراب الإبطاليّ (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لربّ السموات الواو عاطفة (على ذلكم) متعلّق ب (الشاهدين)، (من الشاهدين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ أنا.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ربّكم ربّ السموات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فطرهنّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (أنا... من الشاهدين) لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم رب...
الواو عاطفة التاء للقسم (اللّه) لفظ الجلالة مقسم به مجرور، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم اللام لام القسم (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (أكيدنّ)، (مدبرين) حال منصوبة من فاعل تولّوا.
والمصدر المؤوّل (أن تولّوا..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: أقسم (باللّه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ربّكم رب السموات...
وجملة: (أكيدنّ...) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (تولّوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
الفوائد:
- أحرف القسم:
أحرف القسم ثلاثة، الياء والواو والتاء.
وإذا حذفت حرف القسم نصبت المحلوف به، فتقول: (اللّه لأفعلن). وكذلك كل خافض، إذا حذفته نصبت الاسم بعده على حذف حرف الجرّ، أو على نزع الخافض، يختلف التعبير والمعنى واحد. وسوف نعرّج على بحث أحرف القسم مرة أخرى إن شاء اللّه.
.إعراب الآية رقم (58):
{فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (جذاذا) مفعول به ثان منصوب (إلّا) أداة استثناء (كبيرا) مستثنى بإلّا منصوب (لهم) متعلّق بنعت ل (كبيرا)، (إليه) متعلّق ب (يرجعون).
جملة: (جعلهم...) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (لعلّهم.. يرجعون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يرجعون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(جذاذا)، قيل هو مصدر بلفظ المفرد، وقيل هو اسم للشيء المكسور كالحطام، وقيل هو جمع جذاذة كزجاج وزجاجة، وزنه فعال بضمّ الفاء.
.إعراب الآية رقم (59):
{قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)}.
الإعراب:
(من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، (بآلهتنا) متعلّق ب (فعل)، اللام المزحلقة للتوكيد (من الظالمين) متعلّق بمحذوف خبر إنّ.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (من فعل...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (فعل هذا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّه لمن الظالمين) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
.إعراب الآية رقم (60):
{قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ (60)}.
الإعراب:
(فتى) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (له) متعلّق ب (يقال)، (إبراهيم) في إعرابه أوجه: الأول، هو نائب الفاعل بتضمين يقال معنى يسمّى.. أو يقصد الاسم لا المسمّى.
الثاني: هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو هذا.. والجملة مقول القول أي نائب الفاعل.
الثالث: هو مبتدأ خبره محذوف تقديره: إبراهيم فاعل ذلك.. والجملة محكيّة.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سمعنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يذكرهم...) في محلّ نصب نعت لفتى.
وجملة: (يقال...) في محلّ نصب نعت ثان لفتى.
.إعراب الآية رقم (61):
{قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (ائتوا)، (على أعين) متعلّق بحال من الضمير في (به) أي ظاهرا أو مكشوفا.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ائتوا به...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كان هو فأتوا به... وجملة الشرط وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لعلّهم يشهدون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يشهدون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
.إعراب الآية رقم (62):
{قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ (62)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام، (بآلهتنا) متعلّق ب (فعلت).
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنت فعلت...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (فعلت هذا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت).
وجملة: (يا إبراهيم...) لا محلّ لها اعتراضيّة بين الحوار القائم.
البلاغة:
تجاهل العارف:
في قوله تعالى: (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ) فن طريف من فنونهم، يسمى تجاهل العارف. وهو سؤال المتكلم عما يعلمه حقيقة، تجاهلا منه، ليخرج الكلام مخرج المدح أو الذم، أو ليدل على شدة الوله في الحب، أو لقصد التعجب أو التوبيخ أو التقرير. وهو على قسمين: موجب ومنفي. والآية التي نحن بصددها من التجاهل الموجب الجاري مجرى التقرير.
.إعراب الآية رقم (63):
{قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ (63)}.
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (هذا) بدل من كبيرهم- أو نعت- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (كانوا) ماض ناقص مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط.. والواو اسم كان.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي: ما أنت فعلت ذلك، أو أي جواب آخر.
وجملة: (فعله كبيرهم...) لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: (اسألوهم...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا ينطقون فاسألوهم.
وجملة: (إن كانوا ينطقون) المذكورة لا محلّ لها تفسير للشرط السابق المقدّر- أو هي استئنافيّة.. وجملة الجواب محذوفة دلّ عليها ما قبلها.
وجملة: (ينطقون) في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة:
التعريض:
في قوله تعالى: (قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) هذا من معارض الكلام. والقول فيه أنّ قصد إبراهيم صلوات اللّه عليه لم يكن إلى أن ينسب الفعل الصادر عنه إلى الصنم، وإنما قصد تقريره لنفسه، وإثباته لها، على أسلوب تعريضي، يبلغ فيه غرضه من إلزامهم الحجة وتبكيتهم، وهذا كما لو قال لك صاحبك، وقد كتبت كتابا بخط رشيق، وأنت شهير بحسن الخط: أأنت كتب هذا؟ وصاحبك أمّي لا يحسن الخط ولا يقدر إلا على خربشة فاسدة، فقلت له: بل كتبته أنت، كان قصدك بهذا الجواب تقريره لك، مع الاستهزاء به، لا نفية عنك وإثباته للأميّ أو المخربش.
.إعراب الآيات (64- 65):
{فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (65)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (إلى أنفسهم) متعلّق ب (رجعوا)، الفاء عاطفة (أنتم) ضمير منفصل مستعار لمحلّ النصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ، (الظالمون) خبر إنّ مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: (رجعوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إنّكم.. الظالمون) في محلّ نصب مقول القول.
(على رؤوسهم) متعلّق بحال من الواو في (نكسوا)، اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (ما) نافية عاملة عمل ليس- أو مهملة- (هؤلاء) اسم ما في محلّ رفع- أو مبتدأ- وجملة: (نكسوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: (علمت...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابه في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو في موضع الحال من نائب الفاعل أي قائلين واللّه لقد علمت...
وجملة: (ما هؤلاء ينطقون) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي علمت المعلّق ب (ما) عن العمل.
وجملة: (ينطقون...) في محلّ نصب- أو رفع- خبر (ما) أو هؤلاء.
.إعراب الآيات (66- 67):{قالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (من دون) متعلّق بحال من ما (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (شيئا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر أي نفعا ما لا قليلا ولا كثيرا الواو عاطفة.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعبدون...) في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي: أتعرفون ذلك فتعبدون..
وجملة: (لا ينفعكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (لا يضرّكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(أفّ) اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، (لكم) متعلّق ب (أفّ)، الواو عاطفة (لما) متعلّق ب (أفّ) فهو معطوف على (لكم)، (من دون) متعلّق بحال من مفعول تعبدون المقدّر أي تعبدونه كائنا من دون اللّه الهمزة للاستفهام الإنكاريّ والفاء عاطفة (لا) نافية.
وجملة: (أفّ لكم...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (تعبدون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تعقلون...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجهلتم فلا تعقلون.
الفوائد:
- أسماء الأفعال:
أ- اسم الفعل: هو ما ناب عن الفعل بالعمل، ولم يتأثر بالعوامل. وهو نوعان: مرتجل ومنقول.
ب- اسم الفعل المرتجل:
هو ما كان من الأصل كما وصلنا، ولم يكن له استعمال آخر، مثل: أوّه، وأفّ ووي بمعنى أتوجّع وأتضجّر وأعجب.
ج- اسم الفعل المنقول:
هو ما نقل عن غيره، وبعبارة أوضح، هو ما كان له استعمال سابق، ثم نقل إلى استعمال لاحق، فيه معنى الفعل، نحو: دونك ومكانك.
ونحو عليك وإليك ورويدا وبله وحذار ونزال: فهو ينقل عن الظرف- وعن الجار والمجرور، وعن المصدر، ويكون قياسيا على وزن فعال.
.إعراب الآية رقم (68):
{قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (68)}.
الإعراب:
(كنتم) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (حرّقوه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (انصروا...) في محلّ نصب معطوفة على جملة حرّقوه.
وجملة: (كنتم فاعلين) لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليها الكلام المتقدّم أي إن كنتم ناصرين لها فانصروها.
.إعراب الآية رقم (69):
{قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ (69)}.
الإعراب:
(نار) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (كوني) فعل أمر ناقص مبنيّ على حذف النون.. والياء ضمير في محلّ رفع اسم كن (على إبراهيم) متعلّق ب (سلاما)، وعلامة الجرّ الفتحة للعلميّة والعجمة.
جملة: (قلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وجوابه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (كوني بردا...) لا محلّ لها جواب النداء.
الصرف:
(بردا)، مصدر سماعيّ لفعل برد يبرد باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
.إعراب الآيات (70- 73):
{وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (71) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ (72) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (73)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (به) متعلّق بحال من (كيدا)، الفاء عاطفة (الأخسرين) مفعول به ثان منصوب.
جملة: (أرادوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جعلناهم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الواو عاطفة في الموضعين (لوطا) معطوف على ضمير الغائب في (نجّيناه)، (إلى الأرض) متعلّق بفعل نجّيناه بتضمينه معنى أوصلناه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض (فيها) متعلّق ب (باركنا)، (للعالمين) متعلّق ب (باركنا)، وعلامة الجرّ الياء، فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
وجملة: (نجّيناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جملة جعلناهم.
وجملة: (باركنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (له) متعلّق ب (وهبنا)، (نافلة) حال منصوبة من يعقوب (كلا) مفعول به مقدّم منصوب (صالحين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة: (وهبنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم.
وجملة: (جعلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرادوا أو جعلناهم.
الواو عاطفة في المواضع الخمسة (أئمّة) مفعول به ثان منصوب (بأمرنا) متعلّق ب (يهدون) بتضمينه معنى يدعون (إليهم) متعلّق ب (أوحينا)، (لنا) متعلّق ب (عابدين) خبر كانوا.
وجملة: (جعلناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم الأولى.
وجملة: (يهدون...) في محلّ نصب نعت لأئمّة.
وجملة: (أوحينا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.
وجملة: (كانوا لنا عابدين) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناهم.
الصرف:
(فعل)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ فعل باب فتح، وزنه فعل على لفظه بكسر فسكون.
الفوائد:
- الأرض التي باركنا فيها:
هي بيت المقدس والقرى حوله. هي جزء من فلسطين. وقيل: كورة من أرض الشام. وفي كلمة فلسطين قولان: إما ملحقة بجمع المذكر السالم، فتعرب إعرابه، وإما ممنوعة من الصرف، فتجر بالفتحة نيابة عن الكسرة.
.إعراب الآيات (74- 75):
{وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لوطا) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (حكما) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة في الموضعين (من القرية) متعلّق ب (نجّيناه)، (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للقرية (فاسقين) خبر ثان ل (كانوا)، منصوب، وعلامة النصب الياء.
جملة: آتينا (لوطا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آتيناه...) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (نجّيناه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كانت تعمل...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (تعمل الخبائث...) في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: (إنّهم كانوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (كانوا قوم سوء...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الواو عاطفة (في رحمتنا) متعلّق ب (أدخلناه)، (من الصالحين) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: (أدخلناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة (آتينا) لوطا.
وجملة: (إنّه من الصالحين) لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة:
1- المجاز: في قوله تعالى: (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ) القرية مجاز عن أهلها.
2- المجاز في قوله تعالى: (وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا): أي في أهل رحمتنا، أي جعلناه في جملتهم وعدادهم، فالظرفية مجازية، أو في جنتنا فالظرفية حقيقية، والرحمة مجاز، ويجوز أن تكون الرحمة مجازا عن النبوة، وتكون الظرفية مجازية أيضا.
.إعراب الآيات (76- 77):
{وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (77)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (نوحا) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر نوح (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالمضاف المقدّر خبر نوح، (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نادى)، الفاء عاطفة في الموضعين (له) متعلّق ب (استجبنا)، (أهله) معطوف على ضمير الغائب المفعول في (نجّيناه)، (من الكرب) متعلّق ب (نجّيناه).
جملة: اذكر (نوحا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نادى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (استجبنا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نادى.
وجملة: (نجّيناه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة استجبنا.
الواو عاطفة (من القوم) متعلّق ب (نصرناه) بتضمينه معنى منعناه (الذين) اسم موصول نعت للقوم (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا)، الفاء عاطفة (أجمعين) حال منصوبة من ضمير الغائب في (أغرقناهم).
وجملة: (نصرناه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة نجّيناه.
وجملة: (كذّبوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (إنّهم كانوا...) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: (كانوا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أغرقناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
.إعراب الآيات (78- 82):
{وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ (79) وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ (80) وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ (81) وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ (82)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (داود) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر وهو على حذف مضاف أي اذكر خبر داود وسليمان، الواو عاطفة (إذ) ظرف زمان للماضي متعلّق بالمضاف المقدّر (خبر)، (في الحرث) متعلّق ب (يحكمان)، (إذ) ظرف متعلّق ب (يحكمان)، (فيه) متعلّق ب (نفشت)، الواو حاليّة (لحكمهم) متعلّق بالخبر (شاهدين).
جملة: اذكر (داود...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحكمان...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نفشت... غنم) في محلّ جر بإضافة (إذ) الثاني إليها.
وجملة: (كنّا.. شاهدين) في محلّ نصب حال.
الفاء عاطفة (سليمان) مفعول به ثان منصوب، وامتنع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف نون (كلا.. علما) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (يسبّحن)، ومنع داود من الصرف للعلميّة والعجمة (يسبّحن) مضارع مبنيّ على السكون.. والنون فاعل (الطير) معطوف على الجبال بالواو منصوب، الواو للعطف.
وجملة: (فهّمناها...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحكمان.
وجملة: (آتينا...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (سخّرنا...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة فهّمناها.
وجملة: (يسبّحن...) في محلّ نصب حال من الجبال.
وجملة: (كنّا فاعلين...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا.
الواو عاطفة (لكم) متعلّق بنعت للبوس، اللام لام التعليل (تحصنكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من بأسكم) متعلّق ب (تحصنكم).
والمصدر المؤوّل (أن تحصنكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (علّمناه).
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف الاستفهام.. والاستفهام بمعنى الأمر.
وجملة: (علّمناه...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة سخّرنا.
وجملة: (تحصنكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أنتم شاكرون...) جواب شرط مقدّر أي إن فعلنا لكم ذلك فهل أنتم شاكرون.
الصرف:
(صنعة)، مصدر صنع الثلاثيّ، أو مصدر المرّة منه، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(لبوس)، جمع لبس- بكسر فسكون- اسم للشيء الملبوس، ووزن لبوس فعول بفتح الفاء.
الواو عاطفة (لسليمان) متعلّق بفعل محذوف تقديره سخّرنا (الريح) مفعول به للفعل المقدّر منصوب (عاصفة) حال منصوبة من الريح (بأمره) متعلّق ب (تجري)، (الى الأرض) متعلّق ب (تجري)، (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للأرض (فيها) متعلّق ب (باركنا)، الواو عاطفة (بكلّ) متعلّق بخبر كنّا وهو (عالمين).
وجملة: سخّرنا (لسليمان...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة علّمناه.
وجملة: (تجري...) في محلّ نصب حال ثانية من الريح.
وجملة: (باركنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (كنّا... عالمين) في محلّ جرّ معطوفة على جملة (سخّرنا).
الواو عاطفة (من الشياطين) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر (له) متعلّق ب (يغوصون)، (عملا) مفعول به منصوب (دون) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (عملا)، الواو عاطفة (لهم) متعلّق بالخبر حافظين.
وجملة: (من الشياطين من يغوصون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة (سخّرنا).
وجملة: (يغوصون...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يعملون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (كنّا.. حافظين) في محلّ جرّ معطوفة على جملة من الشياطين من يغوصون...
الصرف:
(عاصفة)، مؤنث عاصف، اسم فاعل من عصف الثلاثيّ، وزنه فاعل.. وانظر الآية (22) من سورة يونس.
البلاغة:
فن جمع المختلف والمؤتلف:
في قوله تعالى: (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إلخ) وهذا الفن هو عبارة عن أن يريد المتكلم التسوية بين ممدوحين، فيأتي بمعان مؤتلفة في مدحهما، ثم يروم بعد ذلك ترجيح أحدهما على الآخر، بزيادة فضل لا ينقص مدح الآخر، فيأتي لأجل ذلك الترجيح بمعان تخالف معاني التسوية.
ففي الآية، ساوى أول الآية بين داود وسليمان عليهما السلام، في أهلية الحكم، ثم رجح آخرها سليمان، حيث يقول (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ)، وحصل الالتفات، فأتى بما يقوم مقام تلك الزيادة التي يرجح بها سليمان، لترشد إلى المساواة في الفضل، لتكون فضيلة السن وما يستتبعها من وفرة التجارب وحنكة الحياة قائمة مقام الزيادة التي رجح بها سليمان في الحكم.
الفوائد:
1- قصة حكم سليمان وداود في الحرث:
روى التاريخ، أن رجلين دخلا على داود عليه السلام، أحدهما صاحب حرث، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: إن هذا قد انفلتت غنمه، فوقعت في حرثي، فلم تبق منه شيئا. فحكم له داود برقاب الغنم، مقابل الحرث. فخرجا، فمرا على سليمان، فأخبراه بحكم أبيه، فقال: لو ولّيت أمركما لحكمت بغير هذا. فعلم داود بمقالة سليمان، فدعاه وأقسم عليه إلا أخبره بما كان سيحكم به. فقال: أدفع الغنم لصاحب الحرث، ينتفع بلبنها وأوبارها، وأدفع الحرث لصاحب الغنم، يغرسه ويرعاه، حتى يعود كما كان، ثم أعيد كلا لصاحبه. فأقر داود قضاء سليمان وأنفذه..
2- من عجائب حكم سليمان:
روى مسلم، من حديث أبي هريرة، قال: «بينا امرأتان معهما ابناهما، إذ جاء الذئب، فذهب بأحدهما، فقالت هذه: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فاختصمتا إلى داود عليه السلام، فقضى به للكبرى، فمرتا على سليمان، فأخبرتاه، فقال: ايتياني بسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا ويرحمك اللّه، فقضى به لها».


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ