الجمعة، 28 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الأحزاب من الآية 35 إلى الأية 55

إعراب سورة الأحزاب من الآية 35 إلى الأية 55




 
.إعراب الآيات (35- 36):{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (36)}.
الإعراب:
(فروجهم) مفعول به لاسم الفاعل الحافظين، ومفعول الحافظات محذوف (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به للذاكرين (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، وقد حذف مفعول الذاكرات لدلالة الأول عليه (لهم) متعلّق ب (أعدّ)، والضمير فيه مذكّر للتغليب.
جملة: (إنّ المسلمين... أعدّ اللّه لهم..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أعدّ اللّه لهم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
36- الواو عاطفة (ما) نافية (لمؤمن) متعلّق بمحذوف خبر كان (لا) زائدة لتأكيد النفي (مؤمنة) معطوف على مؤمن بالواو مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (لهم) متعلّق بخبر يكون (من أمرهم) متعلّق بالخيرة.
والمصدر المؤوّل (أن يكون..) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
الواو عاطفة (من) اسم شرط مبتدأ الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (ضلالا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: (ما كان...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: (قضى اللّه...) في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (يكون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (من يعص...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان.
وجملة: (يعص...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (قد ضلّ...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(الصائمين)، جمع الصائم اسم فاعل من الثلاثي صام وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلة همزة بعد ألف فاعل.
.إعراب الآية رقم (37):
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً (37)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (للذي) متعلّق ب (تقول)، (عليه) متعلّق ب (أنعم)، والثاني متعلّق ب (أنعت)، (عليك) متعلّق ب (أمسك)، (في نفسك) متعلّق ب (تخفي)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (واللّه) الواو الحال (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن تخشاه) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أحقّ)، أي أحقّ بالخشية.
الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (زوّجناكها)، وهو في محلّ نصب (منها) متعلّق ب (قضى)، (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (على المؤمنين) متعلّق بخبر يكون (حرج) اسم يكون (في أزواج) متعلّق بنعت لحرج (منهنّ) متعلّق ب (قضوا)، الواو استئنافيّة...
جملة: اذكر (إذ تقول...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تقول...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (أنعم اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (أنعمت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (أمسك...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اتّق اللّه...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (تخفي...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تقول.
وجملة: (اللّه مبديه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تخشى...) في محلّ جر معطوفة على جملة تخفي.
وجملة: (اللّه أحقّ...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (تخشاه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (قضى زيد...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (زوّجناكها...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لا يكون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).
وجملة: (قضوا...) في محلّ جرّ مضاف إليه... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (كان أمر اللّه مفعولا) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مبديه)، اسم فاعل من الرباعيّ أبدى، وزنه مفعل بضمّ وكسر العين.
(زيد)، اسم علم مذكّر وزنه فعل بفتح فسكون وهو في الأصل مصدر الثلاثي زاد.
(وطرا)، اسم بمعنى حاجة وليس ثمة فعل مستعمل من هذه المادّة، والجمع أوطار زنة أفعال ووزن وطر فعل بفتحتين.
الفوائد:
- إبطال عادة التبنيّ:
من المعلوم أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان قد زوّج مولاه زيد بن حارثة من زينب بنت جحش، فتأفّف أهلها من ذلك، لمكانها في الشرف فإن العرب كانوا يكرهون تزويج بناتهم من الموالي، فلما نزل قوله تعالى في سورة الأحزاب: (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً) لم ير أهلها بدا من قبول تزويجها من زيد، فلما دخل عليها زيد شمخت عليه، لشرفها ونسبها، فلم يتحمل ذلك، فاشتكاها لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأمره باحتمالها والصبر عليها إلى أن ضاقت نفسه، فقرر طلاقها. وبعد انقضاء عدتها أمر اللّه نبيّه صلى اللّه عليه وسلم أن يتزوج زينب، حسما لهذا الشقاق، وحفظا لشرفها، ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خشي من لوم اليهود والعرب له في زواج زوجة متبنيه، فقال لزيد: أمسك عليك زوجك، واتق اللّه وأخفى في نفسه ما أبداه اللّه، فبت اللّه حكمه بإبطال هذه القاعدة، وهي تحريم زوج المتبنيّ بقوله في سورة الأحزاب: (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا). ثم إن اللّه عز وجل حرم التبني على المسلمين، لما فيه من الأضرار، وأنزل فيه من سورة الأحزاب: (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) ومن هذا الحين صار اسم زيد (زيد بن حارثة) بدل (زيد بن محمد) وقد حاول المشككون أن ينفثوا سمومهم حول هذه القصة، فقالوا: إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم توجه يوما لزيارة زيد فوقعت عينه على زينب فوقعت في قلبه، فقال: سبحان اللّه، فلما جاء زوجها ذكرت له ذلك، فرأى من الواجب عليه فراقها فتوجه وأخبر النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك فنهاه عن ذلك. ويبدو كذب ذلك من أن النبي صلى اللّه عليه وسلم يعرف زينب من أيام مكة، حيث أسلمت، وهي ابنة عمته، وهو الذي زوجها لزيد، ولو كانت له رغبة فيها لتزوجها هو منذ البداية وعلى كل حال فالمؤمن الحق يعتقد بعصمة سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم، وطهارة خلقه، ونظافة قلبه، ولا يشك قيد شعرة بذلك أما المشككون، فإنهم لا يقيمون للأنبياء وزنا، ولا يرعون للأديان حرمة، لذا فإنهم يختلقون الأكاذيب، ويفسرون الظواهر حسب نفوسهم المريضة، فهم أحقر من الالتفات إليهم أو الرد عليهم.
.إعراب الآيات (38- 39):
{ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً (39)}.
الإعراب:
(ما) نافية (على النبيّ) متعلّق بخبر مقدّم (حرج) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم كان مؤخّر (في ما) متعلّق بنعت لحرج (له) متعلّق ب (فرض)، (سنّة) اسم وضع موضع المصدر فهو مفعول مطلق منصوب كصنع اللّه ووعد اللّه... إلخ (في الذين) متعلّق بحال من سنّة اللّه (خلوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلوا)، الواو عاطفة..
جملة: (ما كان...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (فرض اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: سنّ (اللّه سنّة...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو اعتراضيّة-.
وجملة: (خلوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كان أمر اللّه قدرا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(39) (الذين) موصول بدل من الأول في محلّ جرّ، الواو عاطفة (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (اللّه) مستثنى منصوب (اللّه) لفظ الجلالة الثاني مجرور لفظا بالباء مرفوع محلّا فاعل كفى (حسيبا) حال منصوبة.
وجملة: (يبلّغون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يخشونه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لا يخشون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (كفى باللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مقدورا)، اسم مفعول من الثلاثيّ قدر، وزنه مفعول.
.إعراب الآية رقم (40):
{ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (40)}.
الإعراب:
(ما) نافية (من رجالكم) متعلّق بنعت لأحد الواو عاطفة (لكن) حرف للاستدراك لا عمل له (رسول) معطوف على (أبا) منصوب مثله، (خاتم) معطوف على رسول بالواو منصوب (بكلّ) متعلّق ب (عليما) خبر كان.
وجملة: (ما كان محمّد أبا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان اللّه... عليما) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان محمد.
الصرف:
(خاتم)، اسم جامد ذات، الآلة التي يختم به الكتاب، استعمل على سبيل التشبيه، وزنه فاعل بفتح الفاء والعين.
البلاغة:
فن التفليف: في قوله تعالى: (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) الآية.
وفي محيط المحيط: التفليف عند البلغاء، هو التناسب، وهو عبارة عن إخراج الكلام مخرج التعليم بحكم أو أدب، لم يرد المتكلم ذكره، وإنما قصد ذكر حكم داخل في عموم المذكور الذي صرّح بتعليمه وأوضح من هذا أن يقال: إنه جواب عام، عن نوع من أنواع جنس تدعو الحاجة إلى بيانها كلها، فيعدل المجيب عن الجواب الخاص عما سئل عنه من تبيين ذلك النوع، إلى جواب عام يتضمن الإبانة على الحكم المسئول عنه وعن غيره مما تدعو الحاجة إلى بيانه.
فإن قوله: (ما كانَ مُحَمَّدٌ) جواب عن سؤال مقدر، وهو قول قائل: أليس محمدا أبا زيد بن حارثة؟ فأتى الجواب يقول: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، وكان مقتضى الجواب أن يقول: ما كان محمد أبا زيد، وكان يكفي أن يقول ذلك، ولكنه عدل عنه ترشيحا للإخبار بأن محمدا صلى اللّه عليه وسلم خاتم النبيين، ولا يتم هذا الترشيح إلا بنفي أبوته لأحد من الرجال، فإنه لا يكون خاتم النبيين إلا بشرط أن لا يكون له ولد قد بلغ، فلا يرد أن له الطاهر والطيب والقاسم، لأنهم لم يبلغوا مبلغ الرجال. ثم احتاط لذلك بقوله: (مِنْ رِجالِكُمْ)، فأضاف الرجال إليهم لا إليه، فالتف المعنى الخاص في المعنى العام، وأفاد نفي الأبوة الكلية لأحد من رجالهم، وانطوى في ذلك نفي الأبوة لزيد. ثم إن هناك تلفيفا آخر، وهو قوله: (وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ) فعدل عن لفظ نبي إلى لفظ رسول، لزيادة المدح، لأن كل رسول نبي ولا عكس، على أحد القولين، فهذا تلفيف بعد تلفيف.
الفوائد:
- بعض أحكام لكن:
من المعلوم أن (لكن) المخففة هي حرف استدراك، وأحيانا تأتي عاطفة، وقد اختلف النحاة في نحو: (ما قام زيد ولكن عمرو) على أربعة أقوال:
1- ما قاله يونس: إن لكن غير عاطفة، والواو عاطفة مفردا على مفرد.
2- ما قاله ابن مالك: إن (لكن) غير عاطفة، والواو عاطفة لجملة حذف بعضها على جملة صرح بجميعها. قال: فالتقدير في نحو: (ما قام زيد ولكن عمرو) ولكن قام عمرو. وفي (وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ) ولكن كان رسول اللّه. وعلة ذلك، أن الواو لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين، فيجوز تخالفهما فيه، نحو: قام زيد ولم يقم عمرو.
3- قال ابن عصفور: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة لازمة.
4- قال ابن كيسان: إن (لكن) عاطفة، والواو زائدة غير لازمة.
.إعراب الآيات (41- 44):{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) بدل من أيّ في محلّ نصب (ذكرا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: (يأيّها الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اذكروا...) لا محلّ لها جواب النداء.
(42) (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (سبّحوه)..
وجملة: (سبّحوه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكروا.
(43) (عليكم) متعلّق ب (يصلّي)، (ملائكته) معطوفة على الضمير المستتر فاعل يصلّي مرفوع، ولم يؤكّد بالمنفصل لوجود الفاصل (عليكم)، اللام للتعليل (يخرجكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الظلمات) متعلّق ب (يخرجكم)، وكذلك (إلى النور).
والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يصلّي).
(بالمؤمنين) متعلّق بخبر كان (رحيما).
وجملة: (هو الذي...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: (يصلّي...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يخرجكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: (كان... رحيما) لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلّي.
(44) (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بتحيّتهم (سلام) مبتدأ ثان خبره محذوف تقديره عليكم، الواو عاطفة (لهم) متعلّق ب (أعدّ)..
وجملة: (تحيّتهم... سلام) عليكم لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (سلام) عليكم في محلّ رفع خبر المبتدأ (تحيّتهم).
وجملة: (أعد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تحيّتهم..
البلاغة:
1- التخصيص: في قوله تعالى: (بُكْرَةً وَأَصِيلًا).
تخصيصهما بالذكر ليس لقصر التسبيح عليهما دون سائر الأوقات، بل لإبانة فضلهما على سائر الأوقات، لكونهما تحضرهما ملائكة الليل والنهار، وتلتقي فيهما كإفراد التسبيح من بين الأذكار، مع اندراجه فيها، لكونه العمدة بينها.
2- الاستعارة: في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ)..
لما كان من شأن المصلي أن ينعطف في ركوعه وسجوده، أستعير لمن ينعطف على غيره حنوّا عليه وترؤفا. كعائد المريض في انعطافه عليه، والمرأة في حنوّها على ولدها، ثم كثر حتى استعمل في الرحمة والترؤف. ومنه قولهم: صلى اللّه عليك، أي ترحم عليك وترأف.
.إعراب الآيات (45- 48):
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45) وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً (48)}.
الإعراب:
(يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين، (شاهدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (إلى اللّه) متعلّق ب (داعيا) (بإذنه) حال من الضمير في (داعيا)، (سراجا) معطوف على (شاهدا)، فهو حال في المعنى، (لهم) متعلّق بخبر أنّ (من اللّه) متعلّق بحال من (فضلا) اسم أنّ الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تطع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (على اللّه) متعلّق ب (توكّل)، (كفى باللّه وكيلا) مثل كفى باللّه حسيبا.
والمصدر المؤوّل (أنّ لهم... فضلا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (بشّر).
جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا أرسلناك...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أرسلناك...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (بشّر...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: راقب الناس وبشّر...، والاستئناف في حيّز النداء.
وجملة: (لا تطع...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: (دع أذاهم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: (توكّل...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المقدّر.
وجملة: (كفى باللّه وكيلا) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دع)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الأمر فهو مثال واوي وزنه عل بفتح فسكون.
.إعراب الآية رقم (49):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (49)}.
الإعراب:
(يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (من قبل) متعلّق ب (طلّقتموهنّ)، والواو فيه زائدة لإشباع حركة الميم (أن) حرف مصدريّ ونصب الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ عدّة وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (عليهنّ) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر..
والمصدر المؤوّل (أن تمسّوهنّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
الفاء الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (سراحا) مفعول مطلق منصوب.
جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (نكحتم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (طلّقتموهنّ) في محلّ جرّ معطوف على جملة نكحتم.
وجملة: (تمسّوهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ما لكم... من عدّة) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تعتدّونها...) في محلّ جرّ- أو رفع- نعت لعدّة.
وجملة: (متّعوهنّ...) جواب شرط مقدّر أي: إن لم تفرضوا لهنّ صداقا فمتّعوهنّ.
وجملة: (سرّحوهنّ) معطوفة على جملة متّعوهنّ.
البلاغة:
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى: (إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ):
تسمية العقد نكاحا مجاز مرسل، علاقته الملابسة، من حيث أنه طريق إليه، ونظيره تسميتهم الخمر إثما، لأنها سبب في اقتراف الإثم.
2- الكناية: في قوله تعالى: (تَمَسُّوهُنَّ).
من آداب القرآن: الكناية عن الوطء بلفظ: الملامسة، والمماسة، والقربان، والتغشي، والإتيان.
الفوائد:
- لا طلاق ولا عدة قبل النكاح:
في الآية دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع، لأن اللّه تعالى رتب الطلاق على النكاح، حتى لو قال لامرأة أجنبية: إذا نكحتك فأنت طالق. وهذا قول علي وابن عباس وسعيد بن المسيب وطاووس ومجاهد والشعبي وقتادة وأكثر أهل العلم. وذهب الشافعي وروى عن ابن مسعود، أنه يقع الطلاق وهو قول إبراهيم النخعي وأصحاب الرأي. والقول الأول هو الأرجح، لقول ابن عباس: جعل اللّه الطلاق بعد النكاح.
ومن جهة أخرى، فقد أجمع العلماء، أنه إذا كان الطلاق قبل المسيس والخلوة فلا عدة. وذهب أحمد إلى أن الخلوة توجب العدة والصداق.
.إعراب الآية رقم (50):
{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ وَبَناتِ خالِكَ وَبَناتِ خالاتِكَ اللاَّتِي هاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (50)}.
الإعراب:
(يأيّها النبيّ) مثل يأيّها الذين، (لك) متعلّق ب (أحللنا)، (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لأزواجك الواو عاطفة في كلّ المواضع (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على أزواجك (ممّا) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: ما ملكتها يمينك (عليك) متعلّق ب (أفاء)، وألفاظ (بنات) الأربعة معطوفة على أزواجك منصوبة وعلامة النصب الكسرة فهو ملحق بجمع المؤنّث السالم (اللاتي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لبنات (معك) ظرف منصوب متعلّق ب (هاجرن) (امرأة) معطوفة على أزواجك منصوبة (وهبت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (للنبيّ) متعلّق ب (وهبت)، (أراد) مثل وهبت (أن) حرف مصدريّ ونصب (خالصة) حال منصوبة (لك) متعلّق بخالصة (من دون) متعلّق بحال من الضمير في خالصة...
والمصدر المؤوّل (أن يستنكحها) في محلّ نصب مفعول به عامله أراد...
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (عليهم) متعلّق ب (فرضنا)، (في أزواجهم) متعلّق ب (فرضنا) (ما) الثاني موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم بالواو اللام حرف جرّ (كي) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (عليك) متعلّق بخبر يكون.
والمصدر المؤوّل (كي لا يكون...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أحللنا).
جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا أحللنا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أحللنا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (آتيت...) لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي).
وجملة: (ملكت يمينك) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (أفاء اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (هاجرن...) لا محلّ لها صلة الموصول (اللاتي).
وجملة: (وهبت...) في محلّ نصب نعت ثان لامرأة.. وجواب الشرط محذوف أي: فهي حلّ له.
وجملة: (أراد النبيّ...) لا محلّ لها اعتراضيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الجواب السابق.
وجملة: (يستنكحها...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (علمنا...) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (فرضنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: (ملكت أيمانهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
وجملة: (يكون عليك حرج...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي).
وجملة: (كان اللّه غفورا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
الالتفات: في قوله تعالى: (نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها).
حيث عدل عن الخطاب إلى الغيبة، للإيذان بأنه مما خص به وأوثر، ومجيئه على لفظ النبي للدلالة على أن الاختصاص تكرمة له لأجل النبوّة، وتكريره تفخيم له وتقرير لاستحقاقه الكرامة لنبوته.
الفوائد:
- زواج الهبة:
أفادت هذه الآية أن اللّه عز وجل قد أحل للنبي صلى اللّه عليه وسلم امرأة مؤمنة، وهبت نفسها له بغير صداق أما غير المؤمنة، فلا تحل له في ذلك أما غير النبي صلى اللّه عليه وسلم، من سائر المسلمين، فلا ينعقد نكاحه بلفظ الهبة، بل لابد من لفظ الإنكاح أو التزويج.
وهذا قول أكثر العلماء ومنهم مالك والشافعي. وقال ابن عباس ومجاهد: لم يكن عند النبي صلى اللّه عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له، ولم يكن عنده امرأة إلا بعقد النكاح أو بملك يمين، والآية على سبيل الفرض والتقدير. وقال آخرون: بل كانت عنده امرأة وهبت نفسها له، فقال الشعبي: هي زينب بنت خزيمة. وقال قتادة: هي ميمونة بنت الحرث. وقال علي بن الحسين والضحاك ومقاتل هي: أم شريك بنت جابر.
وقال عروة بن الزبير: هي: خولة بنت حكيم.
.إعراب الآية رقم (51):{تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً (51)}.
الإعراب:
(من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (منهنّ) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي من تشاء إرجاءه منهن (إليك) متعلّق ب (تؤوي)، الواو عاطفة (من) الثالث في محلّ نصب معطوفة على الموصول من تشاء، (ممّن) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي: من ابتغيتها ممّن عزلت الفاء استئنافيّة (لا) نافية للجنس (عليك) متعلّق بخبر لا (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى التخيير، والخبر أدنى (أن) حرف مصدريّ ونصب..
والمصدر المؤوّل (أن تقرّ..) في محلّ جرّ ب (إلى) مقدرا متعلّق بأدنى أي: إلى أن تقرّ أعينهنّ.
الواو عاطفة (لا) نافية (يحزنّ) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب معطوف على (تقرّ)، ومثله (يرضين). (بما) متعلّق ب (يرضين)، (كلّهنّ) تأكيد للفاعل في (يرضين)، الواو استئنافيّة (في قلوبكم) متعلّق بمحذوف صلة ما الواو مثل الأخيرة.
جملة: (ترجي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (تؤوي...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ترجي.
وجملة: (تشاء) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (ابتغيت...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: (عزلت...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع.
وجملة: (لا جناح عليك) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ذلك أدنى...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تقرّ أعينهنّ...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن).
وجملة: (لا يحزنّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: (يرضين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة: (آتيتهنّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اللّه يعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (كان اللّه عليما...) لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
الصرف:
(ترجي)، مخفّف من ترجئ بمعنى تؤخّر.
.إعراب الآية رقم (52):
{لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً (52)}.
الإعراب:
(لا) نافية (لك) متعلّق ب (يحلّ)، (بعد) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يحلّ) الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (تبدّل) أي تتبدّل، مضارع منصوب (بهنّ) متعلّق ب (تبدّل)، (أزواج) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن تبدّل) في محلّ رفع معطوف على النساء، فاعل يحلّ.
الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلّا) للاستثناء (ما) اسم موصول في محلّ رفع بدل من النساء.
جملة: (لا يحلّ لك النساء...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تبدّل...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أعجبك حسنهن) في محلّ نصب حال من فاعل تبدّل..
وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لو أعجبك حسن النساء لا يحلّ لك التبديل.
وجملة: (ملكت يمينك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (كان اللّه... رقيبا) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(تبدّل)، حذف منه احدى التاءين تخفيفا، أصله تتبدّل.
الفوائد:
- تحريم النساء على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
أفادت الآية تحريم زواج النساء على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد نسائه التسع، وذلك أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما خيرهن فاخترن اللّه ورسوله، شكر اللّه لهن ذلك، وحرم عليه النساء سواهن، ونهاه عن تطليقهن وعن الاستبدال بهن، ونذكر أزواجه التسع اللواتي توفي عنهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للفائدة وهن: عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة بنت أبي أمية، وصفية بنت حييّ بن أخطب، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث. رضي اللّه عنهن.
.إعراب الآيات (53- 55):
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54) لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (55)}.
الإعراب:
(يأيها الذين آمنوا) مرّ إعرابها،، (لا) ناهية جازمة (إلّا) للاستثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (لكم) نائب الفاعل للمبني للمجهول (إلى طعام) متعلّق ب (يؤذن)، (غير) حال من الضمير في (لكم)..
والمصدر المؤوّل (أن يؤذن) لكم... في محلّ نصب مستثنى من عموم الأحوال.
(إناه) مفعول به لاسم الفاعل ناظرين، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك الفاء رابطة لجواب الشرط والثالثة كذلك، والثانية عاطفة الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (مستأنسين) معطوف على (غير ناظرين) مقدّرا، منصوب (لحديث) متعلّق بمستأنسين (منكم) متعلّق ب (يستحيي) الواو اعتراضيّة، (لا) نافية (من الحقّ) متعلّق ب (يستحيي)، والواو في (سألتموهنّ) هي زائدة إشباع حركة الميم (متاعا) مفعول به ثان منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط، ومفعول (اسألوهنّ) الثاني محذوف (من وراء) متعلّق ب (اسألوهنّ)، (لقلوبكم) متعلّق ب (أطهر)، الواو عاطفة (ما) نافية (لكم) متعلّق بمحذوف خبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (أن تنكحوا) مثل أن تؤذوا (من بعده) متعلّق ب (تنكحوا) (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تنكحوا) المنفي... (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (عظيما) خبر كان.
والمصدر المؤوّل (أن تؤذوا...) في محلّ رفع اسم كان.
والمصدر المؤوّل (أن تنكحوا...) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل أن تؤذوا.
جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تدخلوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يؤذن لكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (دعيتم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ادخلوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (طعمتم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (انتشروا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّ ذلكم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كان يؤذي...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يؤذي النبي) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (يستحيي منكم) في محلّ نصب معطوفة على جملة يؤذي.
وجملة: (اللّه لا يستحيّي من..) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (لا يستحيي من الحقّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (سألتموهنّ...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (اسألوهنّ...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ذلكم أطهر...) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
وجملة: (ما كان لكم...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: (تؤذوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (تنكحوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) الثاني.
وجملة: (إنّ ذلكم كان...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كان... عظيما) في محلّ رفع خبر إنّ.
(54) الفاء رابطة لجواب الشرط (بكلّ) متعلّق ب (عليما).
وجملة: (تبدوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تخفوه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تبدوا.
وجملة: (إنّ اللّه كان...) في محلّ جزم جواب الشرط... أو هي تعليل للجواب المقدّر أي: إن تبدوا شيئا.. فسيحاسبكم عليه لأنه بكلّ شيء عليم.
وجملة: (كان... عليما) في محلّ رفع خبر إنّ.
(55) (لا) نافية للجنس (عليهنّ) متعلّق بمحذوف خبر لا (في آبائهن) متعلق بالخبر المحذوف بحذف مضاف أي في رؤية آبائهنّ، الواو عاطفة في المواضع الستة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الستة...
والأسماء بعد ذلك معطوفة على آبائهنّ مجرورة مثله الواو عاطفة- أو استئنافيّة- (إنّ اللّه... شهدا) مثل إنّ اللّه... عليما.
وجملة: (لا جناح عليهنّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ملكت أيمانهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (اتّقين...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو استئنافيّة-.
وجملة: (إنّ اللّه... شهيدا) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (كان... شهيدا) في محلّ خبر إنّ.
الصرف:
(إناه): مصدر سماعي لفعل أنى يأني بمعنى نضج، وزنه فعل بكسر ففتح، وفيه إعلال بالقلب أصله إنيه بكسر ثمّ فتح فسكون، سبق الياء فتح فقلبت ألفا فقيل إناه.
(مستأنسين)، جمع مستأنس، اسم فاعل من (استأنس) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
الفوائد:
آداب وأحكام:
اشتملت هذه الآية على جملة من الآداب الاجتماعية وبعض الأحكام الفقهية، نوجزها فيما يلي:
1- عدم دخول البيت قبل الإذن، ومن الأفضل أن يكون دخول البيت في غير وقت الطعام، وإذا دعي المرء إلى وليمة من الأفضل أن يستأذن وينصرف عقب الطعام، لأن أهل البيت قد تتعطل بعض أعمالهم. وفي قوله تعالى: (وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) أدب أدّب به الثقلاء. وقيل: (بحسبك من الثقلاء أن اللّه لم يسكت عنهم).
2- حرم النظر إلى نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم وأمرهن بالحجاب ومخاطبتهن من وراء حجاب، وبعد هذه الآية لم يجز أن ينظر أحد إلى نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم عن أنس وابن عمر، أن عمر رضي اللّه عنه قال: وافقت ربي في ثلاث: قلت يا رسول اللّه، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزل وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وقلت: يا رسول اللّه، يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم في الغيرة فقلت: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ فنزلت كذلك.
3- حرمة الزواج من نساء النبي صلى اللّه عليه وسلم في حياته وبعد مماته، ونزلت الآية في رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: إذا قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلأنكحن عائشة. فأخبر اللّه أن ذلك محرم، وذلك من إعلام تعظيم اللّه لرسوله صلى اللّه عليه وسلم وإيجاب حرمته حيّا وميتا.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ