الجمعة، 28 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الشعراء من الآية 117 إلى الآية 227 ونهاية السورة

إعراب سورة الشعراء من الآية 117 إلى الآية 227 ونهاية السورة




 
.إعراب الآيات (117- 118):{قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)}.
الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب، حذفت منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف...
والياء المحذوفة مضاف إليه، والنون في (كذّبون) للوقاية، جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة، والياء مفعول به.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء: (ربّ وجوابه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّ قومي كذّبون...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (كذّبون) في محلّ رفع خبر إنّ.
(118) الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب، (بيني) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (افتح)، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المضاف إليه (بينهم) معطوف على بيني بالواو ومتعلّق بما تعلّق به (فتحا) مفعول مطلق منصوب الواو عاطفة في الموضعين، والنون في (نجّني) للوقاية (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم مفعول نجنّي (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (من المؤمنين) متعلّق بحال من العائد المقدّر في الصلة.
وجملة: (افتح...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (نجّني...) في محلّ نصب معطوفة على جملة افتح.
الصرف:
(نجّني)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه ينجّي، فلمّا انتقل إلى الأمر بني على حذف الياء، وزنه فعنّي.
.إعراب الآيات (119- 120):
{فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (120)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة وكذلك الواو، (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب مفعول أنجينا (معه) مثل السابق، (في الفلك) متعلّق بالصلة المحذوفة.
جملة: (أنجيناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ربّ....
(120) (ثمّ) حرف عطف (بعد) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (أغرقنا)...
وجملة: (أغرقنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه.
الصرف:
(المشحون)، اسم مفعول من الثلاثيّ شحن، وزنه مفعول.
(الباقين)، جمع الباقي، اسم فاعل من (بقي) الثلاثيّ، ووزن الباقين الفاعين، فيه إعلال بالحذف أصله الباقيين- بياءين- التقي ساكنان حذفت إحداهما وهي لام الكلمة.
.إعراب الآيات (121- 122):
.إعراب الآيات (123- 135):
{كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)}.
الإعراب:
(كذّبت عاد... ربّ العالمين) آيات مرّ إعرابها، مفردات وجملا.
(128) الهمزة للاستفهام التقريعيّ (بكلّ) متعلّق ب (تبنون).
وجملة: (تبنون...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تعبثون...) في محلّ نصب حال من فاعل تبنون.
(129) الواو عاطفة، و(تتّخذون) متعدّ لواحد بمعنى تبنون، وفي معنى (لعلّكم) خلاف بين المفسّرين.
وجملة: (تتّخذون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة تبنون.
وجملة: (لعلّكم تخلدون...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
وجملة: (تخلدون...) في محلّ رفع خبر لعلّ.
(130) الواو عاطفة (جبّارين) حال منصوبة من فاعل بطشتم.
وجملة: (بطشتم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (بطشتم) الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(131) (فاتّقوا اللّه وأطيعون) مرّ إعرابها مفردات وجملا.
(132) الواو عاطفة (بما) متعلّق ب (أمدّكم)، والعائد محذوف.
وجملة: (اتّقوا الذي.) في محلّ جزم معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.
وجملة: (أمدّكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تعلمون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(133- 134) (بأنعام) متعلّق ب (أمدّكم) الثاني الواو عاطفة في المواضع الثلاثة.
وجملة: (أمدّكم) الثانية لا محلّ لها بدل من جملة أمدّكم الأولى (135) (عليكم) متعلّق ب (أخاف).
وجملة: (إنّي أخاف...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أخاف...) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(128) تبنون: فيه إعلال بالحذف أصله تبنيون- بياء بعد النون- استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الفاعل فأصبح تبنون، وزنه تفعون.
(ريع)، جمع ريعة وهو المكان المرتفع أو الطريق المنفرج في الجبل، وزنه فعل بكسر فسكون.
(129) مصانع: جمع مصنعة وهو الحوض أو البركة، وزنه مفعلة بفتح الميم أو ضمّها وفتح اللام أو ضمّها وهو من نوع اسم المكان...
ووزن مصانع مفاعل بفتح الميم وكسر العين... والمصانع أيضا الحصون.
الفوائد:
1- إذ قال لهم أخوهم هود:
في قوله تعالى: (أخوهم هود) لفتة كريمة، تشير إلى أن الرسول أو النبي يكون من أوساط القوم المرسل إليهم، فليس هو جبارا من جبابرتهم، ولا هو ملك من ملائكة السماء، وإنما هو عبد من عباد اللّه، قد اختاره لتأدية رسالته لفئة من خلقه، فهو يشاركهم في سائر شؤونهم البشرية، ويختص بالوحي ينزل عليه ويؤمر بتبليغه، فهو أخوهم على كل حال.
2- عند ما يكون البدل اسما والمبدل منه اسم استفهام أو اسم شرط، وجب أن يسبق البدل همزة الاستفهام أو (إن) الشرطية، نحو: كم رجالك أعشرون أم ثلاثون.
ويسميه النحاة بدل تفصيل. وهو ينحصر في البدل المطابق، نحو من جاءك أزيد أم عمرو، ونحو:
(من يجتهد إن علي أو خالد فأكرمه) فمن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ، والجملة بعده خبره، وإن حرف شرط لا عمل لها هنا، لأنه أتي بها لإيضاح المعنى وليس للعمل، وعلي بدل من الضمير المستتر في يجتهد، وخالد معطوف على علي، وجملة فأكرمه في محل جزم جواب الشرط.
ونحو: حيثما تنتظر في المدرسة وإن في الدار أو إفك فتبصّر وأرجو لك الهداية إلى الصواب.
.إعراب الآيات (136- 138):
{قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (136) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)}.
الإعراب:
(سواء) خبر مقدّم مرفوع (علينا) متعلّق بسواء، الهمزة حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من الواعظين) متعلّق بمحذوف خبر تكن.
والمصدر المؤوّل (أوعظت...) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر أي: وعظك سواء علينا أم عدم وعظك.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: وعظك (سواء...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (وعظت...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ الهمزة.
وجملة: (لم تكن من الواعظين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة وعظت.
(137) (إن) حرف نفي (إلّا) أداة حصر (خلق) خبر المبتدأ هذا...
لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (إن هذا إلّا خلق...) لا محلّ لها تعليليّة.
(138) الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجّر الياء.
وجملة: (ما نحن بمعذّبين) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(الواعظين): جمع الواعظ، اسم فاعل من الثلاثيّ وعظ باب ضرب، وزنه فاعل.
(خلق): اسم بمعنى طبيعة المرء وشيمته، وزنه فعل بضمّتين.
(معذّبين): جمع معذّب، اسم مفعول من الرباعيّ عذّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
.إعراب الآيات (139- 140):
{فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة، والثانية عاطفة (إنّ في ذلك...
العزيز الرحيم) مرّ إعرابها.
جملة: (كذّبوه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أهلكناهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة كذبوه.
.إعراب الآيات (141- 152):
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152)}.
الإعراب:
(كذّبت ثمود... ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا.
(146) الهمزة للاستفهام التقريعيّ، والواو في (تتركون) نائب الفاعل (في ما) متعلّق ب (تتركون)، (هاهنا) اسم إشارة مبنيّ، مسبوق بحرف التنبيه، في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف صلة ما (آمنين) حال منصوبة من نائب الفاعل.
وجملة: (تتركون...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
(147) (في جنّات) متعلّق بما تعلّق به الموصول ما، لأنه بدل منه بإعادة الجارّ.
(148) وجملة: (طلعها هضيم...) في محلّ جرّ نعت لنخل.
(149) (من الجبال) متعلّق ب (تنحتون) بتضمينه معنى تتّخذون، (فارهين) حال منصوبة من فاعل تنحتون.
وجملة:
{تنحتون} لا محلّ لها معطوفة على جملة تتركون.
(150) (فاتّقوا اللّه وأطيعون) مرّ إعرابها، مفردات وجملا...
(151) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطيعوا) حذف النون... والواو فاعل.
وجملة: (لا تطيعوا...) معطوفة على جملة اتّقوا...
(152) (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمسرفين (في الأرض) متعلّق ب (يفسدون)، (لا) نافية.
وجملة: (يفسدون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يصلحون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(148) هضيم: صفة مشتقّة من الثلاثّي هضم باب فرح أي رقّ ولان، وزنه فعيل بمعنى مفعول.
(149) فارهين: جمع فاره من الثلاثيّ فره بمعنى حذق ومهر باب كرم، اسم فاعل وزنه فاعل.
البلاغة:
1- المجاز: في قوله تعالى: (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ).
نسبة الإطاعة إلى الأمر مجاز، وهي للأمر حقيقة، وفي ذلك من المبالغة ما لا يخفى ويجوز أن تكون الاطاعة مستعارة للامتثال، لما بينهما من الشبه في الإفضاء إلى فعل ما أمر به، أو مجازا مرسلا عنه للزومه له.
الإرداف: في قوله تعالى: (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ).
لما كان (يفسدون) لا ينافي إصلاحهم أحيانا أردف بقوله تعالى: (وَلا يُصْلِحُونَ) لبيان كمال إفسادهم وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا.
.إعراب الآيات (153- 154):{قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (من المسحّرين) متعلّق بخبر المبتدأ أنت.
جملة: (قالوا..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنت من المسحّرين...) في محلّ نصب مقول القول.
(154) (ما) نافيّة (إلّا) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بآية) متعلّق ب (ائت) (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت.
وجملة: (ما أنت إلّا بشر...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (ائت...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا فأت بآية.
وجملة: (إن كنت من الصادقين) لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
الصرف:
(المسحّرين)، جمع المسحّر، اسم مفعول من الرباعيّ سحّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
.إعراب الآيات (155- 156):
{قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)}.
الإعراب:
(لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (شرب) الأول الواو عاطفة (لكم) مثل لها والمبتدأ (شرب) الثاني.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هذه ناقة...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لها شرب...) في محلّ رفع نعت لناقة.
وجملة: (لكم شرب...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لها شرب.
(156) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (بسوء) متعلّق ب (تمسّوها) بمعنى تنالوها الفاء فاء السببيّة (يأخذكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة، (عذاب) الفاعل...
وجملة: (لا تمسّوها...) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: لا تزاحموها في وقت شربها ولا تمسّوها...
الصرف:
(شرب)، اسم للماء المشروب، أو لنصيب منه، وزنه فعل بكسر فسكون.
.إعراب الآيات (157- 159):
{فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة، والثانية عاطفة.
جملة: (عقروها...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أصبحوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(158- 159) الفاء عاطفة (إنّ في ذلك... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما مفردات وجملا.
وجملة: (أخذهم العذاب...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الفوائد:
- قصة ناقة صالح وعقرها:
ذكر القرطبي ما يلي:
أوحى اللّه إلى صالح، أن قومك سيعقرون ناقتك، فقال لهم ذلك، فقالوا: ما كنا لنفعل، فقال لهم صالح: إنه سيولد في شهركم هذا غلام يعقرها، ويكون هلاككم على يديه، فقالوا: لا يولد في هذا الشهر ذكر إلا قتلناه، فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر، فذبحوا أبناءهم، ثم ولد للعاشر، فأبى أن يذبح ابنه، وكان لم يولد له من قبل، فكان ابن العاشر أزرق أحمر، فنبت نباتا سريعا، فكان إذا مرّ بالتسعة قالوا: لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا قبل هذا. وغضب التسعة على صالح، لأنه كان سببا لقتلهم أبناءهم، فتعصبوا، أو تقاسموا باللّه لنبيتنه وأهله، فقالوا: نخرج إلى سفر، فيرى الناس سفرنا، فنكون في غار، حتى إذا كان الليل، وخرج صالح إلى مسجده، أتيناه فقتلناه، ثم قلنا: ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون، فيصدقوننا ويعلمون أنا قد خرجنا إلى سفر، وكان صالح لا ينام معهم في القرية، بل كان ينام في المسجد، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم.
فلما دخلوا الغار أرادوا أن يخرجوا، فسقط عليهم الغار فقتلهم، فرأى ذلك الناس ممن كان قد اطلع على ذلك، فصاحوا في القرية: يا عباد اللّه، أما رضي صالح أن أمر بقتلهم أولادهم حتى قتلهم، فاجتمع أهل القرية على عقر الناقة.
وروي أن مسطعا، ألجأ الناقة إلى مضيق في شعب، فرماها بسهم، فأصاب رجلها فسقطت، ثم ضربها قدار، وقيل: إنه قال لا أعقرها حتى يرضوا أجمعين، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون: أترضين؟ فتقول: نعم، وكذلك صبيانهم.
ولذلك ضرب ب (قدار) المثل في الشؤم. وفي ذلك يقول زهير:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ** وما هو عنها بالحديث المرجم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ** وتضر إذا ضريتموها فتضرم

فتعرككم عرك الرحى بثفالها ** وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم

تنتج لكم غلمان أشأم كلهم ** كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم

أي أنها تلدكم أبناء، كل واحد منهم يضاهي في الشؤم عاقر الناقة قدار بن سالف. وكان من حق زهير أن يقول: كأحمر ثمود ولكنه قال: كأحمر عاد. وبذلك جانبه الصواب، وجلّ من لا يخطئ.
.إعراب الآيات (160- 166):
{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (166)}.
الإعراب:
(كذّبت قوم لوط... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا...
(165) الهمزة للاستفهام الإنكاريّ التقريعيّ (من العالمين) متعلّق بحال من الذكران...
وجملة: (تأتون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(166) الواو عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لكم) متعلّق ب (خلق)، (من أزواجكم) متعلّق بحال من العائد المقدّر، (بل) للإضراب الانتقاليّ (قوم) خبر مرفوع (عادون) نعت لقوم مرفوع...
وجملة: (تذرون...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة تأتون.
وجملة: (خلق لكم ربّكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (أنتم قوم...) لا محلّ لها استئنافيّة...
الصرف:
(165) الذكران: جمع الذكر، اسم لما هو ضدّ الأنثى، وزنه فعل بفتحتين، ووزن الذكران فعلان بضمّ فسكون، وثمّة جموع أخرى هي ذكور بضمّ الذال وذكارة بكسر الذال.
(166) عادون: فيه إعلال بالحذف أصله عاديون- بياء قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال قبلها... ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح عادون زنة فاعون (173- البقرة).
البلاغة:
الإبهام: في قوله تعالى
{ما خَلَقَ لَكُمْ} وقد أراد به أقبالهنّ، وفي ذلك مراعاة للحشمة والتصون. و(من) تحتمل البيان، وتحتمل التبعيض.
.إعراب الآية رقم (167):
.إعراب الآيات (168- 169):
{قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)}.
الإعراب:
(لعملكم) متعلّق بالقالين، (من القالين) خبر إنّ...
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّي... من القالين) في محلّ نصب مقول القول.
(169) (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة مضاف إليه، والنون في (نجّني) نون الوقاية (أهلي) معطوف على الضمير الياء في (نجّني) بالواو، منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، والياء مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (نجّني).
وجملة: (ربّ)... لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (نجّني...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
الصرف:
(القالين)، جمع القالي، اسم فاعل من الثلاثيّ قلى- أي أبغض- وفي (القالين) إعلال بالحذف أصله القاليين- بياءين ساكنتين- حذفت إحداهما- لام الكلمة- وبقيت علامة الإعراب، وزنه الفاعين.
.إعراب الآيات (170- 175):
{فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (أهله) معطوف على ضمير الغائب في (نجّيناه) بالواو، منصوب (أجمعين) توكيد منصوب، وعلامة النصب الياء.
جملة: (نجّيناه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(171) (إلّا) أداة استثناء (عجوزا) منصوب على الاستثناء (في الغابرين) متعلق بنعت ل (عجوزا).
(172) وجملة: (دمّرنا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(173) الواو عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أمطرنا)، (مطرا) مفعول به منصوب، الفاء عاطفة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذّم (مطر) فاعل فعل الذّم مرفوع... والمخصوص بالذم محذوف تقديره مطرهم.
وجملة: (أمطرنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة دمّرنا.
وجملة: (ساء مطر المنذرين) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمطرنا.
(174- 175) (إنّ في ذلك... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما.
الفوائد:
- فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ:
أشرنا فيما سبق إلى أن أفعال المدح ثلاثة: نعم، وحبّ، وحبذا.
وأن أفعال الذم ثلاثة أيضا، وهي:
بئس، وساء، ولا حبذا.
ونزيد على ذلك أن جمل هذه الأفعال إنشائية وليست خبرية. وهذه الأفعال لا تتصرف، لأنها لا تتضمن معنى الحدث الذي يلازم التصرف.
- ملاحظة: حبذا: فعل مركب من (حبّ) و(ذا) اسم إشارة.
- ملاحظة ثانية: يتقدم التمييز على المخصوص بالذم نحو:
ألا حبذا قوما سليم فإنهم ** وفوا وتواصوا بالإعانة والصبر

ويجوز تأخيره عن نحو:
حبذا الصبر شيمة لامرئ رام ** مباراة مولع بالمغاني

- ملاحظة ثالثة: (ذا) الكائنة في (حبذا) تلتزم الإفراد والتذكير وإن كان المخصوص غير ذلك، ويجب أن نراعي في تمييز هذا الباب خمسة أمور: للإيجاز نحيلك على المطولات من كتب النحو.
ويمكن أن نقدر التمييز في الآية التي نحن بصددها فنقول (ساء مطرا مطر المنذرين) ويمكن غير ذلك. فتأمل واختر...
.إعراب الآيات (176- 184):{كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (180) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)}.
الإعراب:
(كذّب أصحاب... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا.
(181) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (من المخسرين) متعلّق بخبر تكونوا.
وجملة: (أوفوا...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لا تكونوا...) لا محل لها معطوفة على جملة أوفوا...
(182) الواو عاطفة (بالقسطاس) متعلّق بحال من فاعل زنوا أي متلبسين بالقسطاس.
وجملة: (زنوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا..
(183) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب (لا تعثوا) مثل لا تبخسوا (في الأرض) متعلّق ب (تعثوا)، (مفسدين) حال منصوبة مؤكّدة لمعنى عاملها.
وجملة: (لا تبخسوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا...
وجملة: (لا تعثوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا...
(184) الواو عاطفة (الذي) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (الجبلّة) معطوف بالواو، على ضمير الخطاب المفعول منصوب، (الأولين) نعت للجبلّة منصوب مثله وعلامة النصب الياء.
وجملة: (اتّقوا...) لا محلّ لها معطوفة على أوفوا...
وجملة: (خلقكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
الصرف:
(المخسرين)، جمع المخسر، اسم فاعل من الرباعيّ أخسر، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(الجبلّة)، اسم بمعنى الخلائق والأمم مأخوذ من الجبل لشدّتهم، وزنه فعلّة بكسر الفاء والعين وفتح اللام المشدّدة، وثمّة لغات أخرى في لفظها.
الفوائد:
الأيكة فيها قراءتان:
أ- الأيكة: وهي الشجر الملتف أو الغيضة.
ب- ليكة: وهي اسم القرية التي سكنها قوم شعيب.
وعلى ذلك الأيكة التي هي الغيضة أو الشجر الملتف بعضه على بعض نذكر بعض ما قاله الشعراء: في الأيك وحمامه الصادح على أفنانه. قال أحدهم:

أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ** وأصبر عنها إنني لصبور

وأنشد الرياشي لأحدهم:
دعوت فوق أفنان من الأيك موهنا ** مطوقة ورقاء في إثر آلف

فهاجت عقابيل الهوى إذ ترنمت ** وشبت ضرام الشوق تحت الشراسف

بكت بجفون دمعها غير ذارف ** وأغرت جفوني بالدموع الذوارف

وقال عوف بن محلّم:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ** وغصنك ميّاد ففيم تنوح

أفق لا تنح من غير شيء فإنني ** بكيت زمانا والفؤاد صحيح

ولوعا فشطت غربة دار زينب ** فها أنا أبكي والفؤاد جريح

.إعراب الآيات (185- 187):
{قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)}.
الإعراب:
(قالوا إنّما... المسحّرين) مرّ إعرابها مفردات وجملا، (ما أنت... مثلنا) مرّ إعرابها. (إن) مخففة من الثقيلة مهملة، اللام هي الفارقة (من الكاذبين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نظنّك.
وجملة: (إن نظنّك لمن الكاذبين) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(187) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (علينا) متعلّق ب (أسقط)، (من السماء) متعلّق بنعت ل (كسفا)، (إن كنت من الصادقين) مرّ إعرابها.
وجملة: (أسقط...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا فأسقط.
وجملة: (كنت من الصادقين...) لا محلّ لها تفسيريّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
.إعراب الآية رقم (188):
{قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (188)}.
الإعراب:
(ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم).
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ربّي أعلم...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
.إعراب الآيات (189- 191):
{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة، والثانية عاطفة، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على عذاب يوم الظلّة...
وجملة: (كذّبوه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أخذهم عذاب...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إنّه كان عذاب...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(إنّ في ذلك... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما مفردات وجملا.
.إعراب الآيات (192- 199):
{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام هي المزحلقة للتوكيد...
والضمير في (إنّه) يعود على القرآن الكريم.
جملة: (إنّه لتنزيل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(193) (به) متعلّق بحال من الروح أي متلبّسا به، والعامل فيها نزل...
وجملة: (نزل به الروح...) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ).
(194- 195) (على قلبك) متعلّق ب (نزل)، اللام تعليليّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من المنذرين) متعلّق بخبر تكون (بلسان) متعلّق ب (نزل)، (مبين) نعت ثان للسان مجرور.
والمصدر المؤوّل أن تكون في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزل).
وجملة: (تكون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(196) الواو عاطفة اللام مزحلقة للتوكيد (في زبر) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: (إنّه لفي زبر..) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتنزيل...
(197) الهمزة للاستفهام التوبيخيّ التقريعيّ الواو عاطفة (لهم) متعلّق بحال من آية (آية) خبر يكن منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب...
والمصدر المؤوّل (أن يعلمه علماء...) في محلّ رفع اسم يكن.
وجملة: (لم يكن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لفي زبر.
وجملة: (يعلمه علماء...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
(198) الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع- (على بعض) متعلّق ب (نزّلناه)...
وجملة: (لو نزّلناه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن لهم آية.
(199) الفاء عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرأه)، (ما) نافية (به) متعلّق بمؤمنين الخبر.
وجملة: (قرأه عليهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة نزّلناه.
وجملة: (ما كانوا به مؤمنين) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو).
الصرف:
(192) تنزيل: مصدر بمعنى اسم المفعول أي المنزل، وزنه تفعيل.
(195) عربيّ: اسم منسوب إلى عرب- اسم جنس جمعيّ- وزنه فعليّ بفتح الفاء والعين.
(198) الأعجمين: جمع الأعجم وهو مخفّف من الأعجميّ- بياء النسب- اسم لمن لا يتكلّم العربيّة، فهو وصف على وزن أفعل ومؤنّثه عجماء، وقياس جمعه عجم بضمّ فسكون، وجمع جمع السالم نظرا لأصله في النسب، وهو من عجم يعجم باب كرم، كان في لسانه لكنة.
.إعراب الآيات (200- 203):
{كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)}.
الإعراب:
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سلكناه، والضمير الغائب في الفعل يعود على القرآن الكريم بحذف مضاف أي: سلكنا تكذيبه (في قلوب) متعلّق ب (سلكناه).
جملة: (سلكناه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(201) (لا) نافية (به) متعلّق ب (يؤمنون)، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
والمصدر المؤوّل (أن يروا...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يؤمنون) المنفي.
وجملة: (لا يؤمنون...) في محلّ نصب حال من المجرمين أو من الهاء.
وجملة: (يروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(202) الفاء عاطفة (يأتيهم) مضارع منصوب معطوف على (يروا)، (بغتة) مصدر في موضع الحال أي: مباغتا الواو واو الحال (لا) نافية...
وجملة: (يأتيهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يروا.
وجملة: (هم لا يشعرون...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (لا يشعرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(203) الفاء عاطفة (يقولوا) مضارع منصوب معطوف على يأتيهم، وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (هل) حرف استفهام بمعنى التحسر أو الطمع في المحال...
وجملة: (يقولوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتيهم.
وجملة: (هل نحن منظرون...) في محلّ نصب مقول القول.
الفوائد:
- شروط جمع المذكر السالم:
يشترط له ثلاثة شروط:
أ- أن لا تلحقه تاء التأنيث، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء مثل: طلحة، ولا من الصفات نحو علّامة، لئلا يجتمع فيهما علامتا التأنيث والتذكير، وهما النقيضان..
ب- أن يكون لمذكر، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء علم المؤنث، نحو زينب، ولا صفة المؤنث نحو حائض.
ج- أن يكون عاقلا لأن هذا الجمع مخصوص بالعقلاء، فلا يجمع نحو: (شوشو) علما لكلب و(سابق) صفة لفرس، وأن لا يكون مركبا تركيبا مزجيا ولا إسناديا. وفيه بعض التفصيلات تجاوزناها بغية الإيجاز ومراعاة لخطة الكتاب.
.إعراب الآية رقم (204):
{أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (204)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة (بعذابنا) متعلّق ب (يستعجلون).
جملة: (يستعجلون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيغفلون عن حالهم من طلب الإنظار فيستعجلون بعذابنا.
.إعراب الآيات (205- 207):{أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (206) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (207)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الفاء استئنافيّة (متّعناهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (متّعناهم)، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.
جملة: (رأيت...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (متّعناهم...) لا محلّ لها اعتراضيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الاستفهام الآتي أي: لم يغن عنهم تمتّعهم...
(206) (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل جاءهم، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: (جاءهم ما كانوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة متّعناهم.
وجملة: (كانوا يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يوعدون...) في محلّ نصب خبر كانوا، والعائد محذوف.
(207) (ما) الأول اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله أغنى وهو للإنكار والنفي، (عنهم) متعلّق ب (أغنى)، (ما) حرف مصدريّ والواو في (يمتّعون) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ رفع فاعل أغنى...
وجملة: (أغنى...) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت بمعنى أخبرني.
وجملة: (كانوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يمتّعون...) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآيات (208- 209):
{وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ (209)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (قرية) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلّا) للحصر (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منذرون).
جملة: (ما أهلكنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لها منذرون...) في محلّ نصب حال من قرية- أو نعت لها- (209) (ذكرى) مفعول لأجله عامله منذرون، الواو عاطفة- أو حاليّة- (ما) نافية.
وجملة: (ما كنّا ظالمين) معطوفة على جملة لها منذرون أو حاليّة من الضمير في (لها).
.إعراب الآيات (210- 212):
{وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (210) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (به) متعلّق ب (تنزّلت).
جملة: (ما تنزّلت به الشياطين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(211) الواو عاطفة (ما) نافية، وفاعل (ينبغي) ضمير مستتر يعود على كتاب اللّه الحكيم أي ليس من مطلبهم ومبتغاهم (لهم) متعلّق ب (ينبغي)، الواو عاطفة (ما) مثل الأولى.
وجملة: (ما ينبغي...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (ما يستطيعون...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(212) (عن السمع) متعلّق ب (معزولون)، اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: (إنّهم... لمعزولون...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(معزولون)، جمع معزول، اسم مفعول من الثلاثيّ عزل، وزنه مفعول.
.إعراب الآيات (213- 220):
{فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِي ءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من (إلها)، ومنع (آخر) من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل الفاء فاء السببيّة (تكون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (من المعذّبين) متعلّق بمحذوف خبر تكون.
والمصدر المؤوّل (أن تكون...) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي لا يكن منك دعوة لعبادة إله آخر فحصول العذاب لك.
جملة: (لا تدع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تكون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(214- 215) الواو عاطفة في الموضعين (لمن) متعلّق ب (خفض)، (من المؤمنين) متعلّق بحال من فاعل اتّبعك.
وجملة: (أنذر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع.
وجملة: (اخفض...) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع...
وجملة: (اتّبعك...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
(216) الفاء عاطفة (عصوك) فعل ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط... والواو فاعل، والكاف مفعول به الفاء الثانية رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ.
وجملة: (إن عصوك...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (قل...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّي بريء...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تعملون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
والمصدر المؤوّل (ما تعملون...) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ببريء.
(217) الواو عاطفة (على العزيز) متعلّق ب (توكّل).
وجملة: (توكّل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر...
(218) (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للعزيز (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يراك).
وجملة: (يراك...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تقوم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(219- 220) الواو عاطفة (تقلّبك) معطوف على ضمير المفعول في (يراك)، منصوب (في الساجدين) متعلق بالمصدر تقلّبك، (هو) ضمير منفصل في محلّ نصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ على سبيل الاستعارة.
وجملة: (إنّه هو السميع...) لا محلّ لها تعليليّة.
الفوائد:
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ:
عند ما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقاربه إلى دار عمه أبي طالب فكانوا أربعين رجلا، قد يزيدون واحدا وينقصون.
فقال: يا بني عبد المطلب، لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ (أو كما قال) قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد...
وفي رواية أنه قال: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، افتدوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم شيئا...!
وتختلف الروايات ولكنها جميعها تخرج من مشكاة واحدة...!
.إعراب الآيات (221- 223):
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (223)}.
الإعراب:
(هل) حرف استفهام (على من) متعلّق ب (تنزّل) لأنه اسم استفهام له الصدارة، وقد حذفت إحدى التاءين من فعل تنزّل.
جملة: (أنبّئكم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تنزّل...) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أنبّئكم الثاني والثالث. وقد علّق الفعل بالاستفهام.
(222) (على كلّ) متعلّق ب (تنزّل) الثاني (أثيم) نعت لأفاك مجرور.
وجملة: (تنزّل) الثانية في محلّ نصب بدل من (تنزّل) الأولى.
(223) والضمير في (يلقون) إمّا أن يعود على الشياطين، أو على كلّ أفّاك بحسب معناه، وكذلك الضمير في (أكثرهم)، الواو عاطفة...
وجملة: (يلقون...) في محلّ نصب حال من الشياطين، أو في محلّ جرّ نعت لكلّ أفّاك بحسب عودة الضمير.
وجملة: (أكثرهم كاذبون...) معطوفة على جملة يلقون لها محلّ أو ليس لها.
الصرف:
(أفاك)، صيغة مبالغة من الثلاثيّ أفك باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، الجمع: أفّاكون.
.إعراب الآيات (224- 227):
{وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتّبعهم الغاوون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشعراء).
(225) الهمزة حرف استفهام، وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (في كلّ) متعلّق ب (يهيمون).
وجملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يهيمون...) في محلّ رفع خبر أنّ...
والمصدر المؤوّل (أنّهم... يهيمون) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ترى.
(226) الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، (لا) نافية.
وجملة: (يقولون...) في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني).
والمصدر المؤول (أنّهم يقولون...) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
وجملة: (لا يفعلون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(227) (إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (من بعد) متعلّق ب (انتصروا)، (ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (ما ظلموا...) في محلّ جرّ مضاف إليه...
والواو في (ظلموا) نائب الفاعل الواو عاطفة السين حرف استقبال (أيّ) اسم استفهام منصوب مفعول مطلق عامله ينقلبون.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (ذكروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (انتصروا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (سيعلم الذين...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الشعراء يتّبعهم.
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (ينقلبون...) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم.
المعلّق بالاستفهام.
الصرف:
(الشعراء) جمع شاعر اسم فاعل من الثلاثي شعر- نظم الشعر- وزنه فاعل والجمع فعلاء.
البلاغة:
التمثيل: في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ).
ذكر الوادي والهيوم: فيه تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول، واعتسافهم وقلة مبالاتهم، بالغلوّ في المنطق ومجاوزة حدّ القصد فيه، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم، وأن يبهتوا البرّي، ويفسقوا التقي.
الفوائد:
1- الشعر والإسلام:
كثير من الناس فهم هذه الآية على غير وجهها، فحسب أن الشعر حرام بجملته، وأن الشعراء ضالون جميعهم. وهذا فهم قاصر، ومجانف للحق والحقيقة، وهل الشعر إلا كلام يرد فيه الجيد المحمود، ويرد فيه الوسط العادي. فهو مثل الكلام المعتاد الذي لا يوصف بالحسن ولا بالرداءة، ويرد فيه البذيء المفحش، أو الشر الصراح، فهذا سيء، وقائله مجرم، ولا نستطيع أن نخرجه من فحوى الآية ومضمونها.
ثم أليس وقد كان للرسول شعراء ينافحون عنه وعن الإسلام، وكان صلى اللّه عليه وسلم يحضهم ويحثهم على قول الشعر كفاحا عن الدين ونفاحا عن المؤمنين.
وأليس وقد كان يستمع لحسان وغيره، ينشدون شعرهم في مسجده وبحضرته صلى اللّه عليه وسلم.
وأليس وقد استمع إلى كعب بن زهير وهو ينشده قصيدته المشهورة: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فيعفو عنه بعد أن كان قد هدر دمه.
بل ويخلع عليه بردته التي ابتاعها منه معاوية بثلاثين ألف درهم. واتخذها من بعده الخلفاء شعارا يرتدونها في الأعياد وفي المراسم.
وقد عرف عن الخلفاء الراشدين أنهم كانوا يقرضون الشعر، ولو على قلة. وكان أشعرهم علي. وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول إن من الشعر لحكمته..!
وقد قفز الشعر قفزة عملاقة في ظل الخلافة الاسلامية. وقد أهدت إلينا العهود الاسلامية الزاهرة نخبة من الشعراء، ما كان لهم أن ينبغوا هذا النبوغ لو كانت الشريعة الاسلامية تقف ضد الشعر وتطارد الشعراء.
وإن ورود الاستثناء في آخر الآية إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا إلخ يجعل ذمّ الشعراء محصورا في شعراء المشركين الذين آذوا الرسول وآذوا الدين.
2- سطيح الغساني:
أول كاهن في العرب، وكان جسده يدرج كما يدرج الثوب، وكان أبدا منسطحا على الأرض، وقد عمرّ (150) عاما، ومات في الليلة التي ولد فيها الرسول صلى اللّه عليه وسلم. لقد أنذر بسيل العرم قبل وقوعه.
وقد أرسل إليه ملك الفرس رسولا يسأله عن رؤيا رآها، ومعجزات حصلت ليلة مولد الرسول صلى اللّه عليه وسلم.
فأخبر سطيح بقوله: إذا ظهرت التلاوة، وفاض وادي السماوة، وظهر صاحب الهراوة، فليست الشام لسطيح بشام، يملك منهم ملوك وملكات بعدد ما سقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت (واللّه أعلم).



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ