الاثنين، 3 مارس 2014

قسم المقالات : المختصر المفيد بقلم دكتور مصطفى محمود


المختصر المفيد
   
بقلم د مصطفى محمود




الأخبار التي تأتي من القري السياحية في سيناء‏..‏ في دهب ونويبع وطابا تحكي عن ظاهرة جديدة لاتة للنظر هي ظاهرة زواج البنات اليهوديات من الشباب المسلم‏..‏ يحدث هذا بكثرة والعريس المفضل الذي تقع عليه العين يكون أبوه من ملاك هذه القري السياحية‏..‏ وتكرار هذه الزيجات أصبح ظاهرة لافتة فعلا وخصوبة الشباب المصري مشهورة‏..‏
وما أسرع ما تأتي هذه الزيجات بأجيال الأطفال الجديدة تتوالي‏..‏ وتبدو الحكاية في ظاهرها مصادفة‏..‏ وهي في حقيقتها نوع من الخطف‏..‏ خطف الشباب وخطف الأرض لتكون فيما بعد ملكية قانونية لأجيال إسرائيلية دون حرب ودون مساومات ودون مفاوضات‏..‏ وإنما ملكية شرعية وميراث لا غبار عليه بالأصول‏,‏ وبدون طلقة رصاص واحدة‏..‏ واسترداد لسيناء قطعة قطعة عن طريق هذه الزيجات السعيدة والأفراح والليالي الملاح‏.‏
وحينما تتكرر هذه الظاهرة فإنها لا تعود مصادفة بل تصبح خطة مرسومة وشباكا منصوبة وفخاخا مجهزة لإصطياد نخبة من شبابنا من ملاك الأراضي الجديدة‏,‏ وروشتة غاية في الذكاء لعلاج قلة النسل وقلة العدد بالنسبة للشعب الإسرائيلي ودعم للطاقة الإنجابية للصهاينة عن طريق شبابنا مجانا ومع الشكر ومع بقشيش عدة فدادين من أرض سيناء
ويتزامن هذا مع خطوة واسعة لفارس الحزب الديمقراطي الأمريكي آل جور والمرشح للرياسة الأمريكية القادمة باختياره للسيناتور اليهودي جوزيف ليبرمان نائبا له‏..‏ وفي حالة فوزه سوف يصبح هذا اليهودي الصهيوني علي مرمي خطوة واحدة من مقعد الرياسة الأمريكي‏..‏ وفي حالة أي حادث طارئ‏(‏ رصاصة طائشة تصيب العزيز آل جور في مقتل دون قصد‏)‏ سوف يتربع الصهيوني العتيد علي عرش رياسة العالم ويتغير اتجاه التاريخ كله وتتجه عجلة القيادة بكل أطقمها لتحقيق الحلم الصهيوني العتيد وإعادة كتابة التاريخ من جديد ووضع إسرائيل علي قمة المستقبل
تري هل يحدث شئ من هذا‏..‏؟‏!‏
إنهم يخططون لهذه النهاية ويرسمون لها من قديم
وهم لا يعوزهم الذكاء ولا الإرادة ولا المثابرة ولا الإصرار ولا الحيلة

ولا شك أن الإيقاع البطيء في الحركة السياسية للمجموعة العربية سوف يكون عنصرا مساعدا
وسوف تمضي سنوات ونحن نسمع أن الدول العربية تخطط لاجتماع قمة وأنها تعد لقمة وشيكة‏..‏ وأن لا شيء يعوق هذه القمة سوي صدام حسين وموقف العراق من حكاية الأسري الكويتيين وموقف الكويت الرافض للجلوس مع صدام وصعوبة الجمع بين دول الخليج والمملكة العربية السعودية وصدام في مائدة واحدة للتشاور‏..‏ إلي آخر لفافة التريكو التي لا سبيل الي حلها
ولمدة سنوات سوف تظل هناك نية وتخطيط لهذه القمة‏,‏ وإعداد لهذا القمة‏,‏ وتشاور حول هذه القمة‏,‏ ثم شك في جدوي هذه القمة‏..‏ ثم تأجيل لهذه القمة لإعداد أفضل‏.‏
لقد غرست أمريكا خنجر المحال والعجز والشلل والكراهية الدائمة والخلاف الأزلي بين المجموعة العربية بحرب الخليج وتداعياتها وغرست مصر في أوحالها‏..‏ ولا يبدو لمشاكلها آخر
وسوف نقرأ دائما أننا نعد للقمة وأننا علي وشك القمة وأنه من الأفضل تأجيل القمة بأمل إعداد أفضل للقمة‏..‏ بينما إسرائيل تهرول لإختصار التاريخ ولتكديس القنابل النووية والصواريخ النووية والغواصات النووية في ترساناتها وتخطط لخطف الشباب وخطف الأرض مجانا ومضاعفة تعدادها ونسلها مجانا وعلي حسابنا وإسترداد سيناء دون حرب وبدون ضرب والوصول إلي كل المراد بالتطبيع والتركيع‏..‏ وهذا هو المختصر المفيد في علوم التعقيد والتأييد وحل المشاكل بداخلنا في المزيد من المشاكل واختصار المراحل باستئصال الأوائل والأواخر‏..‏ والدوران في بيت جحا بحثا عن باب جحا

ولا وجود لجحا ولا باب جحا ولا بيت جحا
والشيخ أبو حصيره نسخة أخري منقحة من بيت جحا ومسمار جحا
ولا تنفد لهؤلاء الناس حيلة
هل وصلت مفاوضات كامب ديفيد الثانية الي شيء؟‏!!‏
لم تصل الي شييء‏!!‏
ولكن ضاع الوقت وهو أهم شيء‏!!‏
فالوقت هو العمر
واذا ضاع عمر ياسر عرفات لن يبقي شئ
علينا أن نبدأ من جديد
ومن بيريز لرابين لنتنياهو لباراك لآل جور لجوزيف ليبرمان ياقلبي لا تحزن
هل أصابكم الدوار؟‏!!‏
هذا هو المراد من رب العباد
أن تدور أرجوحة إسرائيل بالمفاوض الفلسطيني حتي يصيبه الدوار ويقع علي الأرض فتسارع إسرائيل إلي إسناد رأسه وإسعافه بجرعة ماء وتوشوش مادلين أولبرايت في أذنه فيفيق مذعورا علي كابوس
هل رأيتم كيف خرجت إسرائيل من لبنان؟‏!‏
هل فاوضتها المقاومة؟‏!!‏
هل فاوضها حزب الله‏..‏؟‏!!‏
لم يحدث شئ من هذا
وإنما كان هناك قتال‏...‏ رجلا لرجل
وللأسف الشديد‏..‏ لا يوجد في كتب التاريخ حل آخر
وهذا هو المختصر المفيد
والأذكياء هم الذين لا يفتحون علي أنفسهم إلا نوع الحرب التي تناسبهم

ولم تفتح المقاومة اللبنانية علي نفسها حربا نظامية بل تجنبت تماما هذا اللون من الحرب‏..‏ واختارت حرب العصابات‏..‏ وفعل مقاتلو الشيشان الشئ نفسه‏..‏ واختار السادات الحرب النظامية المحدودة‏..‏ وأضاع هتلر ألمانيا في حرب عالمية واسعة‏..‏ وفعل نابليون ومحمد علي الشئ نفسه وضيعوا أنفسهم وضيعونا
واختيار الحرب المناسبة فن‏,‏ كما أن ايقاف الحرب في الوقت المناسب فن‏,‏ كما أن خوض معارك السلام فن‏..‏ والتفاوض مع الأنذال فن أي فن
والصراعات لها حدودها وأصولها
والمفاوضات لها رجالها
والحروب لها أبطالها
وإختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب هو أهم أسباب النجاح‏..‏ والله دائما هو الذي يختار‏..‏ فيما نظن نحن أننا نحن الذين نختار
إنما يتركنا الله لنختار حينما يريد لنا الفشل
وذلك لأننا لا نري أعماق النفوس‏..‏ وانما الله وحده هو الذي يراها‏..‏ وهو الذي يري خفايا القلوب وهو الذي يعلم أين قلب الأسد بين هؤلاء الرجال‏..‏ وأين الجبان فيهم
والله وحده هو الذي يري الزمن بطوله
أما نحن فلا نري إلا اللحظة الحاضرة‏..‏ ولا نبصر إلا ما تحت أقدامنا
ولهذا يتفاوت الناس‏...‏ ويقع ما يقع‏..‏ ولا يعلم المستقبل إلا الله
ولو سألتني‏..‏ ماذا تتوقع لنهاية هذا المسلسل العربي ـ الإسرائيلي
لقلت
كل شئ ممكن

الله يقول رننا سننتصر عليهم‏..‏ جاء هذا في القرآن الكريم في الآيات‏7,6‏ من سورة الإسراء
وصدق الله العظيم وهو الأعلم بكل شئ
أما متي؟‏..‏ وكيف؟‏..‏ فذلك في علمه وحده
ومن سيكون محل الإختيار من الله لهذا النصر العظيم‏..‏؟؟‏!..‏ الله وحده هو الذي يعلم
وتلك جوهرة الغيب المكنون الذي لا يطلع عليه أحد
ولكنا نثق كمسلمين أن كل ما جاء بالقرآن الكريم صدق مطلق‏..‏ ولا نناقش هذه المسألة‏..‏ وإنما نستعد لها ونتلقاها كبشارة مؤكدة
يقول ربنا مخاطبا بني إسرائيل في سورة الإسراء
فاذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا‏..‏ أي يدمروا كل ما أعلت إسرائيل وكل ما أنشأت من بنيان‏..‏ أيكون الهيكل؟‏!‏ وقد اختارت له إسرائيل بالفعل مكانا عاليا
ومتي يكون ذلك الوعد‏..‏ الذي يقول فيه ربنا‏..‏ فاذا جاء وعد الآخرة‏..‏ أتكون إشارة الي آخر الزمان؟‏..‏ لا أظن أنه بهذا البعد‏..‏ بل أراه في السنين العشر القادمة حسب تسارع الحوادث‏..‏ فقد أقبل اليهودي ليبرمان بنفسه ليكون علي رأس العالم‏..‏ وعلي رأس الشهود الموعودين
والله وحده يعلم بالتوقيت

أما كلمة‏..‏ وعد الآخرة‏..‏ فقد تكون لها دلالة في الآيات التالية‏..‏ يقول ربنا في أواخر سورة الإسراء‏..‏ فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا‏..‏ ولقد جاء بهم لفيفا بالفعل وجمعهم أشتاتا من كل الأمم في إسرائيل‏..‏ والمعني أننا في الميقات وفي سنوات الحسم الأواخر بالفعل
ولا شك أنه سوف يتبادر إلي أذهانكم سؤال أكبر
كيف تجري علي إسرائيل هذه الهزيمة الكاملة والاندحار الكامل وأمريكا في هذا العلو؟‏!!‏ وكيف لا تسارع الي نجدتها‏..!!..‏ وأين تكون أمريكا ساعتها‏..‏؟‏!!‏
وذلك لغز آخر يجلوه القرآن الكريم في إشارة عابرة يصف فيها قوم عاد‏..‏ بأنها عاد الأولي‏..‏ والمعني أنه ستكون هناك عاد ثانية‏..‏ دولة عملاقة تتعملق في صناعاتها كما تعملقت عاد الأولي هي أمريكا‏..‏ ثم يجري عليها حاصد الفناء فيأتي عليها ربنا من القواعد
والمعني المهموس بين السطور‏..‏ أن أمريكا لن تظل أمريكا

يقول ربنا مخاطبا عادا الأولي وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين‏(129-130‏ الشعراء‏)‏
ذكر الصناعة المتفوقة وذكر البطش والجبروت‏..‏ وهما صفتان في العملاق الأمريكي‏(‏ سفن الفضاء والأقمار الصناعية‏..‏ وإلقاء القنبلة الذرية علي اليابان رغم أستسلامها‏)..‏ الصناعة المتفوقة والبطش والجبروت‏..‏ وكلها صفات صدقت علي أمريكا
إن أمريكا إذن هي المقصودة في القرآن الكريم بأنها عاد الثانية‏..‏ وسيجري عليها ماجري لعاد الأولي‏..‏ وسوف يتزامن هذا مع هزيمة إسرائيل وتدمير ما أنشأت وما رفعت من بنيان‏..‏ فسوف تنهار أمريكا فجأة ولن تكون عندها طاقة لنجدة الحبيبة إسرائيل‏..‏ وكيفية هذا الإنهيار وأسبابه في علم الله وحده
وهذا هو وعد الآخرة ولهذا قال القرآن الكريم‏..‏ فاذا جاء وعد الآخرة‏..‏ بمعني نذير الآخرة
فلكل جبار نهاية تقصم جبروته‏..‏ حدث ذلك في عاد الأولي‏..‏ ويحدث في عاد الثانية‏..‏ وذلك وعد الآخرة‏..‏ أو النذير بالآخرة التي تزداد إقترابا يوما بعد يوم والتي لن تبقي علي أحد‏..‏ فكل موجود مهما علا تصحبه نهايته وآخرته
ولن تجد إسرائيل الجبروت الأمريكي الذي يسعفها من هول الهزيمة النكراء‏..‏ لأن الجبروت الأمريكي سوف يكون في خبر كان
وكل هذا متضمن في الكلمات القليلة التي نزلت كالقوارع في سورة الإسراء

ذلك هو المختصر المفيد في القرآن المجيد‏..‏ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏..‏ لأنه معجزة محمد عليه الصلاة والسلام وخوارق البيان التي أتي بها لتكون حجة له وللعالمين من بعده عبر الأعصر والدهور
وهناك من ينظر إلي المستقبل في ضوء آخر غير ضوء القرآني الكريم وينظر الي حركة التاريخ نظرة علمانية لا دينية ويفهم التاريخ في ضوء تطور المصالح المادية‏..‏ ويقول أن أمريكا باقية علي عرش قيادة العالم ولكن الشعب الامريكي سوق تقوم قيامته علي اليهود وسوف ينقلب علي جماعات الضغط اليهودي بسبب الإفساد والابتزاز والتحكم في أسواق المال والبورصات ووسائل الإعلام وسوف تتراكم ردود الأفعال ضد اليهود حتي تصل الي الإشتعال الذي يقلب السياسة الأمريكية الي النقيض‏..‏ وساعتها لن تجد إسرائيل من يتحرك لنجدتها في هزيمتها وربما انتصرت أمريكا المسيحية لفكرة إنتزاع القدس من أيدي الصهاينة ووقفت مع العرب المسلمين في مطالبهم‏..‏
ويبقي كتاب المستقبل مغلقا لن يفض طلاسمه إلا حركة الزمن الدوار

ومن ذا الذي يمسك بمغاليق الماضي والحاضر والمستقبل إلا رب الأزمان وحده‏..‏ ولا يملك أمثالنا إلا الترقب والانتظار‏..‏ ولا نعرف من مغاليق المستقبل إلا التخمين
ولكن مما يبعث علي الإطمئنان أن هل الفكر الديني وأهل الفكر المادي الجدلي كلاهما اتفقا علي أن سيادة الصهاينة علي العالم لن تدوم وأن المساندة الأمريكية لليهود لن تستمر‏..‏ وربما انقلبت الي نقيضها‏..‏
وبقاء الحال كما يقولون من المحال
وهدا هو المختصر المفيد‏..‏ مرة أخري
أين نكون نحن من هذا الذي سوق يحدث؟؟

محلك سر؟؟‏..‏ لا أظن‏..‏ فما دامت هناك حرب في السنوات العشر القادمة‏..‏ فلابد أننا سنكون في طليعة من يخوضها‏..‏ والمعني المستفاد أننا سوف نعبيء قوانا وسوف نستعد وسوف نكون‏..‏ كركون سلاح
وهذا طبيعي فالحوادث سوف تحشد الموتي في قبورها وسوف تنبه الغافلين وتوقظ الحالمين في الأسحار
هل هي نبوءة أم احتمال أم ضرب من الخيال‏..‏ أم رؤية تصيب وتخيب؟
أنا لست ضارب رمل ولا صاحب نبوءات

إنما هي قراءة لأوراق الواقع‏..‏ ونظرة في ملف الأحوال‏..‏ ووقفة مع القرآن الكريم معجزة الأجيال
وهي همومنا اليومية التي نبيت ونصحو عليها
وكما قلنا من قبل‏..‏ بقاء الحال من المحال

سوف يقول أبناء العم من بني إسرائيل حينما يقرأو هذا الكلام‏..‏ أنها أحلام العجزة‏..‏ وأماني الحالمين المتواكلين
وينسي أبناء العم أنهم أيضا عجزة‏..‏ وأن كل خلق الله في آخر الأمر عجزة‏..‏ وإننا كلنا نولد عجزة ونموت عجزة‏..‏ وأنه لا قادر بحق إلا الله‏..‏ وهم أهل توحيد ويفهمون هذا الكلام‏..‏ ولكن سكرة الغرور والاعتداد الزائد بتفوقهم ومكرهم بدأ يدير رؤوسهم فلم يعودوا يرون إلا أنفسهم وإنتصاراتهم التي تتوالي‏,‏ وخيل لهم أنهم أمسكوا بالمستقبل وأوشكوا علي تحقيق الأسطورة وأنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدني من قيادة العالم‏..‏ وأن الكرة الأرضية توشك أن تستقر في حجرهم
وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال‏(‏ إبراهيم ـ‏46)‏
يقول ربنا ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون‏(‏ النمل ـ‏50)‏
ويقول ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين‏(‏ آل عمران ـ‏54)‏
ونحن نري الآن مكرهم‏..‏

انظروا إليهم كيف يتفاوضون مع العرب ويحسبون نصيبهم من الأرض بالمتر والسنتيمتر ونصيبهم من الماء فوق الأرض وتحت الأرض وفي جوف الأرض‏..‏ فهم يريدون القدس ويريدون الأرض تحت القدس‏..‏ ويقولون إن الأرض تحت القدس هي قدسهم القديمة والهيكل القديم الذي بناه سليمان‏..‏ ويريدون الحفر في الماضي والحفر في الحاضر‏..‏ والحفر في دماغنا‏..‏ ولا نهاية لمطالبهم‏..‏
ونحن يا سادة؟‏!..‏ أليس لنا ماضي‏..‏ أليس لنا تاريخ؟‏!‏ أليس لنا آثار فوق الأرض وفي جوف الأرض‏..‏ أليست لنا أهرامات ومعابد‏..‏ أليست لنا قدس قديمة وأنبياء أكابر
ومن يكون ذو النون المصري‏..‏ من يكون إدريس النبي المصري العظيم أبوالتوحيد الذي جاء بعلم الفلك وحساب الفصول والتنجيم والذي رفعه الله مكانا عليا‏(57‏ ـ مريم‏)..‏ وأين جامعة أون في عين شمس التي أضاءت بأنوراها للعالم القديم‏..‏ وأين النبي العربي الخاتم والجامع لجميع الكمالات سيدنبا وسيد العالمين‏..‏ محمد عليه الصلاة والسلام‏..‏ وأين قدسنا الذي صلـي فيه عمر بن الخطاب‏..‏ وأعادة الينا البطل صلاح الدين بقوة السلاح
ولكنهم يريدون أن يزيحوا كل شيء من صفحة التاريخ ويمحوا كل أثر إلا آثارهم وكل سيرة إلا سيرتهم وكل الرسل الكرام إلا موسي الذي قهر الفراعنة وحرر العالم‏..‏ وموسي نفسه لعنهم وضاق ذرعا بمكرهم
وهم يمكرون بالعالم كله ويستعملون وسائل إعلامهم الجهنمية للتغطية علي كل حقيقة منافسة ويروجون لفكرة واحدة‏..‏ هي اليهودي المظلوم المضطهد والهولوكوست والمحرقة‏..‏ والستة ملايين يهودي وقود المحرقة‏(‏ وكل تعداد اليهود علي أيامها في أوروبا لا يتجاوز الملايين الثلاثة‏)‏ الي آخر سلسلة الأكاذيب التي لا تنتهي
وآخر نكتة هي الحل الذي قاله الأخ الفلسطيني قريع نقلا عن الأمريكيين بأن تكون ملكية القدس لله فتلقف الجانب الإسرائيلي هذا الحل بالموافقة الفورية وباركت أمريكا هذا المخرج والحقيقة أن ما تصوره قريع مخرجا هو متاهة‏..‏ يا أستاذ قريع لا تصدقهم‏..‏ الدنيا كلها ملك لله ومع ذلك أنت تعلم أنها منهوبة‏..‏ واذا تقدم منك شحاذ مادا يده طالبا حسنة‏..‏ أنت تقول له فورا‏..‏ علي الله‏..‏ فماذا قدمت له في الحقيقة‏..‏ غير هروبك منه ومن خلقته‏..‏ أنا متأكد أن إسرائيل سوف تتمسك بالقشة التي إقترحتها لتلقمك بعدها حجرا‏..‏ تغلق به فمك وتضيع حقك الي الأبد‏..‏ إن الله إستخلفنا علي الأرض لنحكم باسمه وندبر أمورنا بنواميس الحق والعدل التي علمها لنا
وذلك مكرهم المعهود فاذا قلت إن القدس لله فقد اعترفت بأن القدس لهم فهم أبناء الله وأحباؤه هكذا تقول توراتهم الملفقة‏,‏ ولم يبق لك إلا أن تبتلع الطعم الذي أوقعت نفسك فيه‏,‏ وتنتظر أن يسعفك الله بمكر أقوي من مكرهم
ولا نهاية لأحاييلهم الشيطانية‏..‏

ولا تراجع‏..‏ إن القدس عربية وهي ميراث حق لكل المسلمين وهذا هو الأساس الذي يجب أن يبني عليه أي تفاوض