شبهة فى المتعة
المفتي
عطية صقر
مايو 1997
السؤال
ما معنى قوله تعالى{نساوكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } البقرة :
223 ؟
الجواب
فهم بعض الناس من هذه الآية أن للزوج أن يباشر زوجته في غير المحل الطبيعي للمباشرة ، اعتمادا على ما يفهمه من تعبير"أنى شئتم " وعلى ما نقل خطأ عن بعض الأئمة، وقد جاء في البخارى ومسلم عن جابر رضي اللّه عنه قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ، فأنزل اللَّه قوله تعالى {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } وفى لفظ مسلم "إن شاء مُجبيةً وإن شاء غير مجبية -والمجبية المنكبة على وجهها- غير أن ذلك في صمام واحد " والصمام الواحد هو المحل الطبيعي ، وهو موضع الحرث والولد .
وفي المسند عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب قال للنبي صلى الله عليه وسلم : هلكت ، قال "وما أهلكك "؟ قال : حولت رحلى البارحة . فلم يرد عليه شيئا، فأوحى اللّه إليه {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } أقبل وأدبر واتق الحيضة والدبر .
وذكر الشافعي : بسند وثق رجاله أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان النساء في أدبارهن فقال "حلال " فلما ولى دعاه فقال "كيف قلت : في أي الحرثتين أو فى أى الحرزتين أو في أى الخصفتين ؟ أمن دبرها في قبلها فنعم ، أم من دبرها في دبرها فلا، إن اللَّه لا يستحى من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن " وفي بعض الروايات التعيير بالحشوش والمحاش .
إن لفظ "أنَّى" في الآية يطلق على معان ثلاثة ، أين ومن أين وكيف .
والمعنى الثالث هو المقصود منها، فالتعميم في الحال لا في المكان كما بينته السنة الصحيحة ، والحرث هو الذي ينبت الزرع وهو الولد .
وقال مجاهد : سألت ابن عباس عن هذه الآية فقال : تأتيها من حيث أمرت أن تعتزلها ، يعني فى الحيض ، لأن هذه الآية متصلة بآية الحيض .
ومن هنا يعلم خطأ من نسب القول إلى الإتيان في غير ذلك إلى بعض الأئمة فهو مجمع على حرمته ، وتفصيله في شرح الزبيدى للإحياء "ج 5 ص 375" وزاد المعاد لابن القيم وخلاصته فى الجزء الثالث من موسوعة : الأسرة تحت رعاية الإسلام