الأربعاء، 1 مايو 2013

الموسوعة الكبرى للفتاوى : احترام المسلم لشعائر غَيْرِه الوطنية والدينية

احترام المسلم لشعائر غَيْرِه الوطنية والدينية


المفتى
فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا
تاريخ الفتوى : 1908 ميلادية


السؤال
من ج . ا . بمصر .
جناب الأستاذ العالم الشيخ رشيد رضا المحترم .
حَبَّذَا لو تكرّمتم بإبداء معلوماتكم السديدة , وآرائكم المفيدة عن السؤالين الآتيين ،
وما ذلك إلا حبًّا في الإفادة والاستفادة .
1- هل يجوز لأحد المسلمين أن يراعي شعائر الدولة التابع لها أم لا ؟
مثلاً إذا فرض وجود بعض المسلمين التابعين لدولة مسيحية كروسيا وغيرها ،
هل يتحتم على الرعايا المسلمين في مثل هذه الأحوال أن يُجَارُوا الشعب في
شعائرهم مع وجود المغايرة في الاحتفالات الدينية ، بمعنى هل يليق بهم أن يقوموا
بالاحترام اللازم للقيصر أو للحاكم إذا مرّ في الشوارع , أو قابلوه في محله كما تفعل
الرعية التي على دين ملكها أو حاكمها . وهل يتشارك المسلمون في إقامة الاحتفالات
التي تقوم بها الدولة التابعون لها كاحتفالها بعيد ملكها أو بعيد وطني , أو يجب تجنب
مثل هذا الاحترام وهذه الاحتفالات بغير الملوك المسلمين .
2- هل يجوز للمسلم احترام شعائر غيره الدينية أم لا ؟
مثلاً إذا أراد أحد المسلمين دخول كنيسة مسيحية أو ما شاكلها , وطلب منه
رفع عمامة أو مجاراة الشعب في عوائده الدينية ، هل له أن يفعل هذا أم يمتنع .
هذا ما أردنا الاستفهام عنه من عالم خبير مثلكم ، فنرجو الإجابة ، إما عموميًّا
في مجلتكم الزاهرة ، أو خصوصيًّا باسمي ، والسلام



الجواب
 أما الاحتفالات والشعائر الوطنية , فيباح للمسلم أن يشترك فيها مع
أهل وطنه ما لم تشتمل على محرم في الإسلام , كشرب الخمر على اسم الملك الذي
يسمونه النخب .
وأما الشعائر الدينية فلا يجوز للمسلم أن يشارك غير المسلمين فيها كأن يصلي
معهم كصلاتهم الخاصة بهم , كالتي تكون منهم في الكنيسة وهم مكشوفو الرؤوس
متوجهون إلى قبلتهم ، وإن لم يقل قولاً يحظره الإسلام . فالمحظور في هذا المقام
يرجع إلى أمرين :
أحدهما : الإتيان بما هو ممنوع في الإسلام , كتعظيم صور الأنبياء
والصالحين , أو طلب الخير أو دفع الشر منهم .
وثانيهما : العمل الديني الخاص بغير المسلمين , بحيث لو عمله المسلم لعده
رائيه منهم ، هذا ما اتفق عليه الفقهاء فيما نعلم , ولعلنا نفصل القول في ذلك بعد