قصيــدة وداع حبيــب للشــاعر : عبود محمد ادريس
هيا أيا قلبى لنخلو ســـــــاعة ***بين الحقــول على ضفاف النيــل
لنعيد عهدا قد مضى كنا بـــه ***نلهو بحضن أزاهـــــــــــر ونخيل
ولكم جلسنا فوق شط ســــــا ***حر يحــوى من الابداع كل جميل
الزرع والأشجار ترقص حولـ*** نا والطير يشـــدو فوق كل خميل
حب الطبيعة كان يملك شوقنا ***من غيـــــــــر واش بيننا وعذول
لا نعرف الشكوى ولا ألم الجـ ***وى ولواعج الأشــواق والحرمان
احساسنا من عشق كل مليحة ***يخلو ومن وجد ومن أشــــــجان
قد كان هذا حالنا فيمــا مضى ***فى مسرح الأشــجار والشــــطآن
حتى ســــــبتنا غادة بحديثها ***العذب الجميل وصوتـــــها الرنان
دعت الفؤاد لعشـــــــقها فأجا بها*** بحنيــــــنه فى لهفة الصديان
يــــا كم أحبتنى وكم أحببتها ***حبا أحال لنا الوجود ربيــــــــــعا
والطير فوق غصونه غنى لـ ***نا والكون أصبح بالجمال بديـــعا
ولكم تناجيــــــــنا بكل براءة ***وحديثنا فى الحب كان وديــــــعا
ولكم نعمنـا بالوصال وصفوه ***وتدفقت أشـــــــــــــواقنا ينبوعا
لكن تبدلت الريــــاض بلاقعا ***وتبدل الحب الجميـــــــــــل بديعا
قد ودعت قلبى منــاى فجاءة ***من غيـــــــــــر ذنب لا ولا انذار
من بعد ما علق الفـؤاد بحبـ ***ها وملأت كل الكون بالأشـــــعار
قالت وداعا يا حبيبا كان لى ***حلما وكم أبدت مـــــــــن الأعذار
فالحزن فاق تجلدى وتحملى ***والشـــــوق أمسى جذوة من نار
وتذكر العهد الجميل يزيدنى ***شــــــــوقا ويا ويحى من التذكار
هيا أيا قلبى لنخلو ســــاعة ***فوق الضفاف وواحة الأشــــجار
فاليــوم نحن لخلوة بين الر با ***فى حاجة تهفو لها أشـــواقى
كى نشــــتكى للنيل ما فعلت بنا*** ذات الدلال كريـــمة الأعراق
فلعلنا للحزن نلقى ســـــلوة ***أو بلســـــما للجرح فى الأعماق
فهناك فى حضن الطبيعةعـ ***الم فيه الصفاء وســلوة العشاق
برأ وأنس للعليــــل المبتلى ***ولكل قلب موحـــــــــــش خفاق
منذ افترقنا يا حبيبةمهجتى ***ما عاد لى غيـــر الدموع طبيبا
منذ افترقنا والـــفؤاد معذب ***وغدوت وحدى فى الحياةغريبا
رددت آهات الوداع قصائدا ***كم أوجعت شــكوى الأنين قلوبا
قدر هواك وأن أكابدذا الفـرا*** ق فهل من الأقــدار كان هروبا
كم كنت أحلم أن يدوم وصـ ***ـالنا وبأن أظل لك الحياة حبيبا
شعر عبود أدريس الشاعر الاسوانى المتميز