الأحد، 30 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة البلد

إعراب سورة البلد


إعراب الآيات (1- 4):{لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)}.
الإعراب:
(لا) زائدة، (بهذا) متعلّق ب (أقسم) الواو اعتراضيّة (بهذا) متعلّق ب (حلّ)، (والد) معطوف على (هذا) الأول مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على (والد)، اللام لام القسم (قد) حرف تحقيق (في كبد) متعلّق بحال من المفعول..
جملة: (لا أقسم) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (أنت حلّ) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (ولد) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (خلقنا) لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(4) كبد: اسم بمعنى المشقّة، أو مصدر الثلاثيّ كبد الرجل إذا وجعه كبده، باب فرح، ثم استعمل في كلّ تعب، وزنه فعل بفتحتين.
.إعراب الآية رقم (5):
{أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التهديديّ (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف يعود على الإنسان أي أنه.. (عليه) متعلّق ب (يقدر) والمصدر المؤوّل (أن لن يقدر..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
جملة: (يحسب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لن يقدر عليه أحد) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
.إعراب الآية رقم (6):
{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6)}.
الإعراب:
الضمير الفاعل في (يقول) يعود على شخص بعينه.
جملة: (يقول) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أهلكت) في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(لبدا)، جمع لبدة، اسم بمعنى الكثرة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح.
.إعراب الآية رقم (7):
{أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}.
الإعراب:
مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا، والاستفهام فيها إنكاريّ.
.إعراب الآيات (8- 17):
{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريعيّ (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة.
جملة: (نجعل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هديناه) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
10- 11 الفاء عاطفة (لا) نافية، الواو اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين، خبر الأول جملة أدراك، وخبر الثاني (العقبة) بحذف مضاف أي: اقتحام العقبة..
وجملة: (لا اقتحم العقبة) لا محلّ لها معطوفة على جملة هديناه.
وجملة: (ما أدراك) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (أدراك) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: (ما العقبة) في محلّ نصب مفعول به ثان ل (أدراك).
11- 17 (فكّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (أو) حرف عطف في الموضعين (إطعام) معطوف على فكّ مرفوع (في يوم) متعلّق بالمصدر إطعام (يتيما) مفعول به للمصدر إطعام (مسكينا) معطوف على (يتيما) منصوب (ثمّ) حرف عطف (من الذين) متعلّق بخبر كان (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الأول (بالرحمة) متعلّق ب (تواصوا) الثاني.
وجملة: هي (فكّ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كان من الذين) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا اقتحم.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تواصوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (تواصوا) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة تواصوا (الأولى).
الصرف:
(9) شفتين: مثنّى شفة، اسم ذات للعضو المعروف في الوجه، وفي (شفة) حذف اللام، والأصل شفهة بدليل تصغيرها على شفيهة، وجمعها على شفاه.. ولا تجمع جمعا سالما فوزن شفة فعة بفتحتين.
(10) النجدين: مثنّى نجد، اسم بمعنى الطريق المرتفع وقصد به هنا طريق الخير والشرّ، وقيل هما الثديان.. ووزن نجد فعل بفتح فسكون.
(11) العقبة: اسم للطريق الصعب في الجبل، وأستعير هنا لمجاهدة النفس في فعل الطاعات وترك المحرّمات، أو هو ترشيح لاستعارة النجدين للخير والشر، وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(13) فكّ: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فكّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(14) مسغبة: مصدر ميميّ من الثلاثيّ سغب باب فرح بزيادة التاء للمبالغة أو باب نصر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين.
(15) مقربة: مثل مسغبة من باب كرم.
(16) متربة: مثل مسغبة من باب فرح أي أصابه التراب بمعنى افتقر.
(17) المرحمة: مثل مسغبة من باب فرح.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ).
أي طريقي الخير والشر، حيث استعار النجدين للخير والشر، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وقد وصف سبيل الخير بالرفعة والنجدية، بخلاف سبيل الشر، فإن فيه هبوطا من ذروة الفطرة إلى حضيض الشقاوة، فهو على التغليب أو على توهم المتخيلة.
2- الاستعارة: في قوله تعالى: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ).
العقبة الطريق الوهر في الجبل وفي البحر، هي ما صعب منه وكان صعودا. وهي هنا استعارة لما فسرت به من الأعمال الشاقة المرتفعة القدر عند اللّه تعالى، والقرينة ظاهرة، وإثبات الاقتحام المراد به الفعل، والكسب ترشيح.
الفوائد:
- عمل المصدر عمل فعله:
في هاتين الآيتين عمل المصدر عمل فعله، في قوله تعالى: (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) فالمصدر إطعام عمل عمل فعله فنصب مفعولا وهو (يتيما).
وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بعمل المصدر عمل فعله.
يعمل المصدر الصريح عمل فعله في موضعين اثنين:
1- إذ صح أن يحل محله (أن والفعل) كما في الآية الكريمة، بتأويل (أو أن تطعم يتيما) أو (ما والفعل) كقوله تعالى: (تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) والتقدير: (كما تخافون أنفسكم). ويعمل المصدر بهذه الحال، سواء أكان مضافا كقوله تعالى: (وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) أم منونا، كما في الآية الكريمة أم محلّى ب (آل) وهذا قليل جدا في اللغة، وذلك كقول الشاعر:
ضعيف النكاية أعداءه ** يخال الفرار يراخي الأجل

الشاهد فيه المصدر (النكاية) نصب أعداءه على المفعولية.
2- إذا كان نائبا عن الفعل: مثل: (أداء الواجب) (حفظا الحقّ) فهذان مصدران نابا عن فعلهما. والتقدير أدّ الواجب، احفظ الحق. والمصدر يعرب في هذه الحال مفعولا مطلقا لفعل محذوف. وهذا المصدر النائب عن الفعل يكون منصوبا دائما ويلزم حالة واحدة أينما وقع.
.إعراب الآيات (18- 20):{أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (بآياتنا) متعلّق ب (كفروا)، (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (أصحاب)، (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (نار).
جملة: (أولئك أصحاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الذين كفروا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هم أصحاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (عليهم نار) في محلّ رفع خبر ثان.
الصرف:
(20) مؤصدة: اسم مفعول من الرباعيّ آصد بمعنى أطبق وزنه مفعلة بضمّ الميم وفتح العين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ