السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الزمر

إعراب سورة الزمر من الآية 1 إلى الآية 32


       ( الآيات 1 - 32 )       ( الآيات 33 - 75 )       التالى


 
.إعراب الآية رقم (1):{تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)}.
الإعراب:
(تنزيل) مبتدأ مرفوع، (من اللّه) متعلّق بخبر المبتدأ تنزيل.
جملة: (تنزيل الكتاب من اللّه) لا محلّ لها ابتدائيّة.
.إعراب الآية رقم (2):
{إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)}.
الإعراب:
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إليك) متعلّق ب (أنزلنا)، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل أنزلنا، الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (مخلصا) حال من فاعل اعبد (له) متعلّق ب (مخلصا)، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل.
جملة: (إنّا أنزلنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزلنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اعبد) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّه فاعبد.
.إعراب الآية رقم (3):
{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ (3)}.
الإعراب:
(ألا) للتنبيه (للّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ الدين الواو الواو استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ما) نافية (إلّا) للحصر اللام للتعليل (يقرّبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (إلى اللّه) متعلّق ب (يقرّبونا)، (زلفى) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه.
والمصدر المؤوّل (أن يقرّبونا...) في محل جرّ باللام متعلّق ب (نعبدهم).
(بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يحكم)، (في ما) متعلّق ب (يحكم)، (فيه) متعلّق ب (يختلفون)، (لا) نافية.
جملة: (للّه الدين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الذين اتّخذوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّخذوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما نعبدهم) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقولون ما نعبدهم....
وجملة القول المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (يقرّبونا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إنّ اللّه يحكم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يحكم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (هم فيه يختلفون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يختلفون) في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
وجملة: (إنّ اللّه لا يهدي من) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يهدي من) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (هو كاذب) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
.إعراب الآيات (4- 6):
{لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (4) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)}.
الإعراب:
(لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب لو (ممّا) متعلّق ب (اصطفى)، والعائد محذوف (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ...) في محلّ نصب مفعول به.
(سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف (الواحد، القهّار) نعتان للفظ الجلالة مرفوعان.
جملة: (أراد اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتّخذ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (اصطفى) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (يخلق) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: نسبّح (سبحان) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة- أو استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو اللّه) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(5) (بالحقّ) متعلّق بحال من الفاعل- أو من المفعول-، (على النهار) متعلّق ب (يكوّر) بمعنى يدخل، وكذلك (على الليل)، (كلّ) مبتدأ مرفوع، (لأجل) متعلّق ب (يجري)، (ألا) للتنبيه.
وجملة: (خلق) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (يكوّر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (يكوّر) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة يكوّر (الأولى).
وجملة: (سخّر) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (كلّ يجري) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هو العزيز) لا محلّ لها استئنافيّة.
(6) (من نفس) متعلّق ب (خلقكم)، (منها) متعلّق ب (جعل)، الواو عاطفة (لكم) متعلّق ب (أنزل)، (من الأنعام) متعلّق بحال من ثمانية أزواج (في بطون) متعلّق ب (يخلقكم)، (خلقا) مفعول مطلق منصوب (من بعد) متعلّق بنعت ل (خلقا)، (في ظلمات) بدل من (في بطون) بإعادة الجار فيتعلّق ب (يخلقكم)، (اللّه) لفظ الجلالة خبر المبتدأ ذلكم (ربّكم) خبر ثان مرفوع (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الملك)، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير في الخبر المحذوف في محلّ رفع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق بحال من النائب الفاعل في (تصرفون).
وجملة: (خلقكم من نفس) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (جعل) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: (أنزل لكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقكم.
وجملة: (يخلقكم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ذلكم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (له الملك) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ ذلكم.
وجملة: (لا إله إلّا هو) في محلّ رفع خبر رابع- أو استئنافيّة-.
وجملة: (تصرفون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان هذا شأن اللّه فأنّي تصرفون.
البلاغة:
1- العطف ب (ثم): في قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها).
فعطفها بثم على الآية الأولى، للدلالة على مباينتها لها فضلا ومزية، وتراخيها عنها فيما يرجع إلى زيادة كونها آية، فهو من التراخي في الحال والمنزلة، لا من التراخي في الوجود.
2- الاستعارة التبعية: في قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) والإنزال مجاز عن القضاء والقسمة، فإنه تعالى إذا قضى وقسم أثبت ذلك في اللوح المحفوظ، ونزلت به الملائكة الموكلة بإظهاره، ووصفه بالنزول مع أنه معنى شائع متعارف كالحقيقة، والعلاقة بين الإنزال والقضاء الظهور بعد الخفاء، ففي الكلام استعارة تبعية، ويجوز أن يكون مجازا مرسلا.
الفوائد:
1- التصوير الفني في القرآن الكريم:
إن البيان الإلهي، في هذه الآية، قد جعل من صورة توالي الليل والنهار لوحة مجسدة ظاهرة، وهي لوحة تسري فيها الحياة والحركة، وتنبض فيها الخطوط والألوان، فقال تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) ومعنى التكوير اللف يقال: كار العمامة على رأسه وكوّرها، ويقول الزمخشري إن الليل والنهار خلفه يذهب هذا ويغشى مكانه هذا، ومن هنا ندرك مبلغ التصوير والحركة في صورة الليل والنهار وتواليهما مع الأيام، وندرك معنى التكوير الذي ينشئ في الذهن والخيال تلك الحركة الدائبة، واللف والدوران، الذي يتراءى للخيال في تعاقب الليل والنهار، فالصورة ماثلة والحركة مطردة أبدا بلا نفاد، والليل والنهار متلاحقان متتابعان دون توقف أو إبطاء.
2- الظلمات الثلاث:
قال ابن عباس: الظلمات الثلاث هي: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة (وهي غشاء ولد الإنسان). إذا وقف الإنسان متأمّلا، متدبّرا نشأته في الرحم، وأطواره في هذه الظلمات الثلاث، وكيف تحوطه عناية اللّه عز وجل، ليكمل في بطن أمه تسعة أشهر، ثم يأتي مولودا إلى هذا الوجود، فإنه لا يسعه إلا أن يخر ساجدا لعظمة اللّه عز وجل، ولقدرته العظيمة التي رعته وأنشأته مخلوقا سويا في ظلمات ثلاث.
.إعراب الآية رقم (7):{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب الشرط (عنكم) متعلّق بغنيّ الواو عاطفة (لعباده) متعلّق ب (يرضى)، الواو عاطفة (لكم) متعلّق ب (يرضه)، الواو استئنافيّة (لا) نافية (وزارة) صفة نابت عن موصوف أي نفس وزارة وكذلك (أخرى) (إلى ربّكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مرجعكم الفاء (ما) حرف مصدريّ، (بذات) متعلّق بعليم.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ينبّئكم).
جملة: (تكفروا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه غني) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا يرضى) في محلّ رفع معطوفة على الخبر غنيّ.
وجملة: (تشكروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تكفروا.
وجملة: (يرضه) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا تزر وازرة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إلى ربّكم مرجعكم) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: (ينبّئكم) لا محلّ لها معطوفة على الاسمية الأخيرة.
وجملة: (كنتم تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ- أو الاسميّ-.
وجملة: (تعملون) في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: (إنّه عليم) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآيات (8- 9):
{وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (8) أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إليه) متعلّق بالحال (منيبا)، (منه) متعلّق بنعت لنعمة (إليه) متعلّق ب (يدعو) (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يدعو)، الواو عاطفة (للّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان اللام للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عن سبيله) متعلّق ب (يضلّ).
والمصدر المؤوّل (أن يضلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل).
(بكفرك) متعلّق ب (تمتّع)، (قليلا) مفعول فيه ظرف زمان- نائب عن الظرف-، (من أصحاب) متعلّق بخبر (إنّ).
جملة: (مسّ ضرّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه مستأنف.
وجملة: (دعا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (خوّله) في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه معطوف على الشرط الأول وفعله وجوابه المستأنف.
وجملة: (نسي) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كان يدعو) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يدعو) في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: (جعل) لا محلّ لها معطوفة على جملة نسي.
وجملة: (يضل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تمتّع) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّك من أصحاب) لا محلّ لها تعليليّة.
(9) (أم) للإضراب الانتقاليّ بمعنى بل والهمزة التي للاستفهام الإنكاريّ (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن هو عاص (ساجدا) حال من الضمير في قانت (هل) حرف استفهام إنكاريّ (إنّما) كافّة ومكفوفة..
وجملة: (من هو قانت) كمن هو عاص لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
وجملة: (هو قانت) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يحذر) في محلّ نصب حال ثانية.
وجملة: (يرجو) في محلّ نصب معطوفة على جملة يحذر.
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يستوي) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يعلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يعلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يتذكّر أولو الألباب) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (10):
{قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (10)}.
الإعراب:
(عباد) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف اتباعا لقراءة الوصل، والياء مضاف إليه (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعباد (للذين) متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ حسنة (في هذه) متعلّق ب (أحسنوا)، (إنّما) كافّة ومكفوفة (أجرهم) مفعول به للفعل المبني للمجهول يوفّى (بغير) متعلّق بحال من أجرهم.
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أحسنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (للذين أحسنوا حسنة) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أرض اللّه واسعة) لا محلّ لها معطوفة على استئناف البيانيّ.
وجملة: (إنّما يوفّى الصابرون) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
.إعراب الآيات (11- 12):
{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)}.
الإعراب:
التاء في (أمرت) نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب (له) متعلّق ب (مخلصا)، (الدين) مفعول به لاسم الفاعل (مخلصا).
والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت.
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّي أمرت) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أمرت) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أعبد) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
(12) اللام للتعليل- أو بمعنى الباء للتعدية (أن أكون) مثل أن أعبد.
والمصدر المؤوّل (أن أكون...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمرت).
وجملة: (أمرت) الثانية في محلّ رفع معطوفة على جملة أمرت (الأولى).
وجملة: (أكون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
.إعراب الآية رقم (13):
{قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13)}.
الإعراب:
(عصيت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (عذاب) مفعول به منصوب عامله أخاف.
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّي أخاف) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أخاف) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (عصيت) لا محلّ لها اعتراضيّة... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
.إعراب الآيات (14- 16):
{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم منصوب (مخلصا له ديني) مثل: (مخلصا له الدين).
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أعبد) في محلّ نصب مقول القول.
(15) الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والأمر في (اعبدوا) للتهديد (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، (من دونه) حال من العائد المقدّر (الذين) موصول خبر إنّ في محلّ رفع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خسروا) (ألا) أداة تنبيه (هو) ضمير فصل.
وجملة: (اعبدوا) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف أي: أمّا أنتم فاعبدوا... أي لا تعبدون اللّه.
وجملة: (شئتم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ الخاسرين الذين) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (خسروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ذلك هو الخسران) لا محلّ لها استئنافيّة.
(16) (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ ظلل (من فوقهم) متعلّق بحال من ظلل، (من النار) متعلّق بنعت لظلل (من تحتهم) مثل من فوقهم (ظلل) معطوف على الأول بالواو، (ذلك) مبتدأ في محلّ رفع، والإشارة إلى العذاب (به) متعلّق ب (يخوّف)، (يا عباد) مرّ إعرابها، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر النون في (اتّقون) للوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به.
وجملة: (لهم ظلل) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل-.
وجملة: (ذلك يخوّف به) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يخوّف) في محلّ رفع خبر المبتدأ ذلك.
وجملة النداء: (يا عباد) لا محلّ لها استئنافيّة- أو مقول القول لقول مقدّر-.
وجملة: (اتّقون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن خفتم النار فاتّقون.. وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.
البلاغة:
التهويل: في قوله تعالى: (أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ).
تهويل رائع، فقد جعل الجملة مستأنفة، وصدّرها بحرف التنبيه، وأشار بذلك إلى بعد منزلة المشار إليه في الشر، وأنه لعظمه بمنزلة المحسوس، ووسّط الفصل بين المبتدأ والخبر، وعرّف الخسران، وأتى به على فعلان الأبلغ من فعل، ووصفه بالمبين، من الدلالة على كمال هوله وفظاعته، وأنه لا نوع من الخسر وراءه.
الفوائد:
- أحوال المنادي المضاف لياء المتكلّم:
1- إن كان معتل الآخر (مقصورا أو منقوصا) ثبتت معه الياء مفتوحة، مثل:
(يا فتاي، يا محاميّ).
2- إن كان صفة: أي (اسم فاعل، أو مبالغته، أو اسم مفعول) ثبتت معها الياء ساكنة أو مفتوحة تقول: (يا سامعي يا سامعي أجبني) (يا معبودي يا معبودي أغثني).
3- إن كان صحيح الآخر جاز فيه أربعة أوجه:
أ- حذف الياء وإبقاء الكسرة قبلها دليلا عليها، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ).
ب- إبقاء الياء ساكنة (يا عبادي).
ج- إبقاء الياء وفتحها (يا حسرتي على فلان).
د- قلب الكسرة قبل الياء فتحة، وقلب الياء ألفا، مثل: (يا حسرتا). فإن كان المضاف أبا أو أما جاز فيه الأوجه الأربعة المتقدمة، وجاز وجه خامس، هو قلب الياء تاء مفتوحة، مثل: (يا أبت، يا أمّت)، ووجه سادس هو قلبها تاء مكسورة، مثل: (يا أبت) (يا أمت)، وتبدل هذه التاء هاء عند الوقف فتقول: (يا أبه، يا أمّه).
وألحقوا بذلك (ابن عمي، ابنة عمي، ابن أمي، ابنة أمي) فجوّزوا فيها: إثبات الياء وحذفها، مع كسر الآخر أو فتحه: (يا بن عمّ، يا بن عمّ)، مع أن ياء المتكلم هنا لم يضف إليها منادى، وإنما أضيف إليها ما أضيف إليه منادى، فكان حقها الإثبات، لكنهم ألحقوها بما تقدم، بل حذفهم لها أكثر من الإثبات.
.إعراب الآيات (17- 18):{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (18)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (أن) حرف مصدريّ ونصب (إلى اللّه) متعلّق ب (أنابوا)، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم.
والمصدر المؤوّل (أن يعبدوها) في محلّ نصب بدل اشتمال من الطاغوت.
الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (عباد) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة بسبب قراءة الوصل.. والياء المحذوفة مضاف إليه.
جملة: (الذين اجتنبوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اجتنبوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يعبدوها) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (أنابوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتنبوا...
وجملة: (لهم البشرى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (بشرّ عباد) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: تنبّه فبشّر...
(18) (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعبادي الفاء عاطفة (الذين) الثاني في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك (هم) ضمير فصل، (أولو) خبر المبتدأ أولئك الثاني.
وجملة: (يستمعون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يتّبعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستمعون.
وجملة: (أولئك الذين هداهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هداهم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: (أولئك أولو الألباب) لا محل لها معطوفة على جملة أولئك... الأولى.
البلاغة:
المبالغة: في تشبيه الشيطان بالطاغوت في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ).
ففيها مبالغات، وهي التسمية بالمصدر، كأن عين الشيطان طغيان، وأن البناء بناء مبالغة، فإن الرحموت: الرحمة الواسعة، والملكوت: الملك المبسوط.
.إعراب الآية رقم (19):
{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (من) اسم شرط جازم مبتدأ، (عليه) متعلّق ب (حقّ)، الهمزة توكيد للأولى الفاء رابطة لجواب الشرط (في النار) متعلّق بمحذوف صلة من.
جملة: (من حقّ عليه كلمة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (حقّ عليه كلمة) في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: (أنت تنقذ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (تنقذ) في محلّ رفع خبر المبتدأ أنت.
البلاغة:
الاستعارة التمثلية المكنية: في قوله تعالى: (أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ).
حيث مثل حاله عليه الصلاة والسلام، في المبالغة في تحصيل هدايتهم، والاجتهاد في دعائهم إلى الإيمان، بحال من يريد أن ينقذ من في النار منها. وفي الحواشي الخفاجية، نقلا عن السعد، أن في هذه الآية استعارة لا يعرفها إلا فرسان البيان، وهي الاستعارة التمثيلية المكنية، لأنه نزل ما يدل عليه قوله تعالى: (أفمن) إلخ من استحقاقهم العذاب، وهم في الدنيا، منزلة دخولهم النار في الآخرة، حتى يترتب عليه تنزيل بذله عليه الصلاة والسلام جهده في دعائهم إلى الايمان منزلة إنقاذهم من النار، الذي هو من ملائمات دخول النار.
وقيل: إن النار مجاز عن الضلال، من باب إطلاق اسم المسبب على السبب، والانقاذ بدل الهداية، من ترشيح المجاز.
.إعراب الآية رقم (20):
{لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ (20)}.
الإعراب:
(لكن) حرف استدراك مهمل وفيه معنى الإضراب (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ غرف (من فوقها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ غرف الثاني (من تحتها) متعلّق ب (تجري)، بحذف مضاف أي من تحت عرصاتها (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف (لا) نافية.
جملة: (الذين اتّقوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّقوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لهم غرف) في محلّ رفع خبر للمبتدأ (الذين).
وجملة: (من فوقها غرف) في محلّ رفع نعت لغرف الأول.
وجملة: (تجري من تحتها الأنهار) في محلّ رفع نعت لغرف في الموضعين.
وجملة: وعد اللّه وعدا لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يخلف اللّه) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
الصرف:
(مبنيّة)، مؤنّث مبنيّ وهو اسم مفعول من بنى الثلاثيّ، وفيه إعلال بالقلب أصله مبنوي- بضمّ النون وسكون الواو- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء فأدغمت مع الياء الثانية ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة.
.إعراب الآية رقم (21):
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (21)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل)، الفاء عاطفة (في الأرض) متعلّق بنعت لينابيع، (به) متعلّق ب (يخرج) والباء سببيّة (ألوانه) فاعل اسم الفاعل (مختلفا)، (ثمّ) عاطفة في المواضع الثلاثة وكذلك الفاء (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام الابتداء للتوكيد (ذكرى) اسم إنّ منصوب (لأولي) متعلّق بالمصدر ذكرى.
جملة: (لم تر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزل) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أن اللّه أنزل..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
وجملة: (سلكه) في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (يخرج) في محلّ رفع معطوفة على جملة سلكه.
وجملة: (يهيج) في محلّ رفع معطوفة على جملة يخرج وجملة: (تراه مصفّرا) في محلّ رفع معطوفة على جملة يهيج.
وجملة: (يجعله) في محلّ رفع معطوفة على جملة يهيج.
وجملة: (إنّ في ذلك لذكرى) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(حطاما)، اسم بمعنى الفتات وزنه فعال بضمّ الفاء من الثلاثيّ حطم باب فرح أي تكسّر، وباب ضرب بمعنى كسر.
.إعراب الآية رقم (22):
{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ، (للإسلام) متعلّق بفعل شرح الفاء رابطة لجواب الشرط (على نور) متعلّق بخبر المبتدأ هو (من ربّه) متعلّق بنعت لنور الفاء استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع، (للقاسية) متعلّق بخبر المبتدأ ويل (قلوبهم) فاعل لاسم الفاعل القاسية (من ذكر) متعلّق بالقاسية والجار للسببيّة (في ضلال) خبر المبتدأ أولئك.
جملة: (من شرح) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر للتعليل أي: أمن أسلم فمن شرح..
وجملة: (شرح) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هو على نور) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ويل للقاسية) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أولئك في ضلال) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة.
الفوائد:
- ورود (من) بمعنى (عن):
ورد في الآية التي نحن بصددها (من) بمعنى عن، في قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) أي عن ذكر اللّه، وقوله تعالى: (يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) أي عن هذا. وقيل: هي في هذه للابتداء، لتفيد أن ما بعد ذلك من العذاب أشدّ، وكأن هذا القائل يعلق معناها بويل: مثل قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)، ولا يصح كونه تعليقا صناعيا للفصل بالخبر، وقيل: هي فيهما للابتداء، أو هي في الأولى للتعليل، أي من أجل ذكر اللّه، لأنه إذا ذكر قست قلوبهم.
وزعم ابن مالك أن (من) في نحو: (زيد أفضل من عمرو) للمجاوزة، وكأنه قيل: جاوز زيد عمرا في الفضل، قال: وهو أولى من قول سيبويه وغيره: إنها لابتداء الارتفاع، في نحو: (أفضل منه)، وابتداء الانحطاط في نحو: (شر منه)، إذ لا يقع بعدها إلى. وقد يقال: ولو كانت للمجاوزة لصح أن يحل محلها (عن).
هذا وقد أفادت الآية ورود اسم الفاعل بمعنى الصفة المشبهة في قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ). و(قاسية) اسم فاعل، ولكنها صفة مشبهة، لأنها دلت على صفة ثابتة فيهم، وهذه الصفة رفعت فاعلا وهو (قلوبهم)، وتقول القاعدة: إذا ورد اسم الفاعل أو اسم المفعول، ودلا على صفات ثابتة، فيعتبران: (صفة مشبهة)، مثل:
(هذا رجل معتدل القامة) و(عليّ محمود السيرة).
.إعراب الآية رقم (23):
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (23)}.
الإعراب:
(كتابا) بدل من أحسن (مثاني) نعت ثان لكتاب منصوب (منه) متعلّق ب (تقشعرّ)، (إلى ذكر) متعلّق ب (تلين) بتضمينه معنى تطمئنّ (به) متعلّق ب (يهدي)، الواو عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله يضلل الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بخبر مقدّم (هاد) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة فهو اسم منقوص.
جملة: (اللّه نزّل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نزّل) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (تقشعرّ منه جلود) في محلّ نصب نعت ثالث ل (كتابا).
وجملة: (يخشون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (تلين جلودهم) في محلّ نصب معطوفة على جملة تقشعرّ.
وجملة: (ذلك هدى اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يهدي) في محلّ نصب حال من هدى والعامل فيها الإشارة ذلك.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من)، والعائد محذوف.
وجملة: (من يضلل اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك هدى.
وجملة: (ما له من هاد) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
البلاغة:
1- وصف الواحد بالجمع: في قوله تعالى: (مَثانِيَ):
لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل، وتفاصيل الشيء هي جملته لا غير، ألا تراك تقول: القرآن أسباع وأخماس، وسور وآيات، وكذلك تقول: أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات، ونظيره قولك: الإنسان عظام وعروق وأعصاب.
2- فائدة التكرير: وفائدته التثنية. والتكرير: ترسيخ الكلام في الذهن، فإن النفوس أنفر شيء عن حديث الوعظ، فما لم يكرر عليها، عودا عن بدء، لم يرسخ فيها، ولم يعمل عمله، ومن ثم كانت عادة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أن يكرر عليهم ما كان يعظ به وينصح، ثلاث مرات، وسبعا، ليركزه في قلوبهم، ويغرسه في صدروهم.
3- التجسيد الحي: في قوله تعالى: (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ).
في هذا المقطع من الآية نكت بلاغية بديعة، وأهمها التجسيد الحي، حيث أراد سبحانه أن يجسد فرط خشيتهم، فعرض صورة في الجلد اليابس، وصورة من الشعر الواقف. ألا نقول: وقف شعر رأسه من الخوف، وفي ذكر الجلود وحدها أولا، وقرنها بالقلوب ثانيا، لأن الخشية التي محلها القلوب، مستلزمه لذكر القلوب، فكأنه قيل: تقشعر جلودهم، وتخشى قلوبهم في أول الأمر، فإذا ذكروا اللّه، وذكروا رحمته وسعتها، استبدلوا بالخشية رجاء في قلوبهم، وبالقشعريرة لينا في جلودهم.
وقيل: المعنى: أن القرآن لما كان في غاية الجزالة والبلاغة، فكانوا إذا رأوا عجزهم عن معارضته اقشعرت الجلود منه إعظاما له وتعجبا من حسنه وبلاغته، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه.
.إعراب الآية رقم (24):{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (24)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن أمن منه (بوجهه) متعلّق ب (يتّقي)، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يتّقي)، الواو واو الحال (للظالمين) متعلّق ب (قيل)، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم، والعائد محذوف.
جملة: (من يتّقي كمن أمن) لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: أكل الناس سواء فمن يتّقي...
وجملة: (يتّقي) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (قيل) في محلّ نصب حال بتقدير قد.
وجملة: (ذوقوا) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (كنتم تكسبون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (تكسبون) في محلّ نصب خبر كنتم.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ).
الاتقاء بالوجه، كناية عن عدم ما يتقى به، إذ الاتقاء بالوجه لا وجه له، لأنه لا يتقى به، ولا يخلو عن خدش. وأما الذي يتقى به فهما اليدان، وهما مغلولتان إلى عنقه. وقيل: هو مجاز تمثيلي، لأن الملقى في النار لم يقصد الاتقاء بوجهه، ولكنه لم يجد ما يتقي به غير وجهه، ولو وجد لفعل، فلما لقيها بوجهه كانت حاله حال المتقي بوجهه، فعبر عن ذلك بالاتقاء، من باب المجاز التمثيلي.
.إعراب الآيات (25- 26):
{كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (26)}.
الإعراب:
(من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الفاء عاطفة في الموضعين (حيث) اسم مبنيّ على الضم في محلّ جر بحرف الجرّ متعلّق ب (أتاهم)، (لا) نافيّة.
جملة: (كذّب الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أتاهم العذاب) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لا يشعرون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(26) (في الحياة) متعلّق ب (أذاقهم)، الواو استئنافيّة اللام لام الابتداء للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم.
وجملة: (أذاقهم اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة أتاهم العذاب.
وجملة: (عذاب الآخرة أكبر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كانوا يعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط محذوف تقديره ما كذّبوا رسلهم في الدنيا.
وجملة: (يعلمون) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآيات (27- 28):
{وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (للناس) متعلّق ب (ضربنا)، (في هذا) متعلّق ب (ضربنا)، (القرآن) بدل من ذا- أو عطف بيان عليه- مجرور (من كلّ) متعلّق ب (ضربنا)..
جملة: (ضربنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعلّهم يتذكّرون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: (يتذكّرون) في محلّ رفع خبر لعلّهم.
(28) (قرآنا) حال منصوبة موطّئة- أو مؤكّدة للفظ القرآن-، (غير) نعت ثان ل (قرآنا) منصوب.. أو حال.
وجملة: (لعلّهم يتّقون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لجعل القرآن عربيا.
وجملة: (يتّقون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (عِوَجٍ).
لفظ العوج مختص بالمعاني، دون الأعيان. وقيل المراد بالعوج: الشك واللبس.
وأنشد:
وقد أتاك يقين غير ذي عوج ** من الإله وقول غير مكذوب

فالعوج: استعارة تصريحية.
2- التشبيه المقلوب: في قوله تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ).
وأصل الكلام: أنجعل المفسدين كالمصلحين والفجار كالمتقين، ولكنه عكس، مبالغة ومسايرة لظن الكافرين بأنهم أرفع مكانة من المؤمنين المتقين في الآخرة، كما أنهم كذلك في الدنيا، لأن الأصل أن يشبه الأدنى بالأعلى.
الفوائد:
- أقسام الحال:
تنقسم باعتبارات:
1- الأول: انقسامها باعتبار انتقال معناها ولزومه إلى قسمين: منتقلة، وهو الغالب، وملازمة، وذلك واجب في ثلاث مسائل:
إحداهما: الجامدة غير المؤولة بالمشتق، نحو: (هذا مالك ذهبا) (هذه جبّتك خزّا) بخلاف نحو: (بعته يدا بيد) بمعنى متقابضين، وهو وصف منتقل، وإنما لم يؤول في الأول لأنها مستعملة في معناها الوضعي، بخلافها في الثاني، وكثير يتوهم أن الحال الجامدة لا تكون إلا المؤولة بالمشتق، وليس كذلك.
الثانية: المؤكدة نحو: (وَلَّى مُدْبِراً) وقولك (هو الحق صادقا) لأن الصدق من لوازم الحق وصفاته.
الثالثة: التي دل عاملها على تجدد صاحبها، نحو: (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) وقولهم (خلق اللّه الزرافة يديها أطول من رجليها).
2- الثاني: انقسامها بحسب قصدها لذاتها، وللتوطئة بها، إلى قسمين: مقصودة وهو الغالب، وموطئة وهي الجامعة الموصوفة، نحو: (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) إنما ذكر بشرا توطئة لذكر سويا، وتقول: (جاءني زيد رجلا محسنا) وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (قُرْآناً عَرَبِيًّا) و(قرآنا) حال من كلمة (القرآن) في الآية السابقة وهي حال موطئة، فذكر (قرآنا) توطئة لذكر (عربيا). ورأينا في هذا المثل كيف أن الحال في المعنى هو الصفة التي جاءت بعد الحال الموطئة، فكلمة (عربيا) هي الحال من ناحية المعنى لا الإعراب.
3- الثالث: انقسامها بحسب الزمان إلى ثلاثة: مقارنة: وهو الغالب، كقوله تعالى: (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)، ومقدرة كقوله تعالى: (فَادْخُلُوها خالِدِينَ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ) أي مقدرا ذلك في المستقبل، ومحكية، وهي الماضية نحو: جاء زيد أمس راكبا.
4- الرابع: انقسامها بحسب التبيين والتوكيد إلى قسمين: مبينة، وهو الغالب، وتسمى مؤسسة أيضا، ومؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدونها، وهي ثلاثة:
أ- مؤكدة لعاملها كقوله تعالى: (وَلَّى مُدْبِراً).
ب- ومؤكدة لمضمون الجملة: نحو: (زيد أبوك عطوفا).
ح- ومؤكدة لصاحبها، نحو: (جاء القوم طرّا) وقوله تعالى: (لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً).

.إعراب الآية رقم (29):
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29)}.
الإعراب:
(رجلا) بدل من (مثلا) منصوب (فيه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ شركاء (لرجل) متعلّق بسلم (هل) حرف استفهام (مثلا) تمييز منصوب (للّه) خبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية..
جملة: (ضرب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يستويان) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (الحمد للّه) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (أكثرهم لا يعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ أكثرهم.
الصرف:
(متشاكسون)، جمع متشاكس، اسم فاعل من الخماسيّ تشاكس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(سلما)، مصدر الثلاثيّ سلم له باب فرح، استعمل وصفا على سبيل المبالغة أو على حذف مضاف أي ذا سلم.
البلاغة:
فن المثل: في قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ).
في الآية فن إرسال المثل، فقد شبه حال من يعبد آلهة شتى، بمملوك اشترك فيه شركاء شجر بينهم خلاف شديد، وخصام مبين، وهم يتجاذبونه، وهو يقف متحيرا لا يدري لأيهم ينحاز، ولأيهم ينصاع، وأيّهم أجدر بأن يطيعه، وحال من يعبد إلها واحدا، فهو متوفر على خدمته، يلبي كل حاجاته، ويصيخ سماعا لكل ما ينتدبه إليه ويطلبه منه.
.إعراب الآيات (30- 31):
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تختصمون)، وكذلك الظرف المنصوب (عند)..
جملة: (إنّك ميّت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّهم ميّتون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إنّكم تختصمون) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم ميّتون.
وجملة: (تختصمون) في محلّ رفع خبر إنّكم.
الفوائد:
القصاص يوم القيامة:
أفادت هذه الآية، بأن اللّه عز وجل يوم القيامة، يقتص من الظالم للمظلوم، ومن المبطل للمحق، كما قال ابن عباس رضي اللّه عنهما، عن عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنه قال: لما نزلت (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) قال الزبير: يا رسول اللّه أتكون علينا الخصومة بعد الذي كان بيننا في الدنيا. قال: «نعم». فقال: إن الأمر إذن لشديد. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقال ابن عمر رضي اللّه عنهما: ما عشنا برهة من الدهر، وكنا نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين، قلنا: كيف نختصم، وديننا واحد، وكتابنا واحد، حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت بأنها فينا نزلت.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي، صلى اللّه عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار». رواه مسلم.
الجزء الرّابع والعشرون:
.إعراب الآية رقم (32):
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (32)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره أظلم (ممّن) متعلّق بأظلم (على اللّه) متعلّق ب (كذب)، الواو عاطفة (بالصّدق) متعلّق ب (كذّب)، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (كذّب)، الهمزة للاستفهام التقريريّ (في جهنّم) متعلّق بمحذوف خبر ليس (مثوى) اسم ليس مؤخّر مرفوع (للكافرين) متعلّق بمثوى.
جملة: (من أظلم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كذب) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (كذّب) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (جاءه) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ليس في جهنّم مثوى) لا محلّ لها استئنافيّة.


       ( الآيات 1 - 32 )       ( الآيات 33 - 75 )       التالى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ