التعاون
معنى التعاون لغة واصطلاحاً
معنى التعاون لغة:
العون: الظهير على الأمر (1)، وأعانه على الشيء: ساعده، واستعان فلان فلانا وبه طلب منه العون (2). وتعاون القوم أعان بعضهم بعضًا (3). والمعوان: الحسن المعونة للناس، أو كثيرها (4).
معنى التعاون اصطلاحاً:
التعاون هو: (المساعدة على الحق ابتغاء الأجر من الله سبحانه) (5).
معنى التعاون لغة:
العون: الظهير على الأمر (1)، وأعانه على الشيء: ساعده، واستعان فلان فلانا وبه طلب منه العون (2). وتعاون القوم أعان بعضهم بعضًا (3). والمعوان: الحسن المعونة للناس، أو كثيرها (4).
معنى التعاون اصطلاحاً:
التعاون هو: (المساعدة على الحق ابتغاء الأجر من الله سبحانه) (5).
(1) ((لسان العرب)) لابن منظور (13/ 298).
(2) ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى وآخرون (2/ 638).
(3) ((مختار الصحاح)) للرازي (ص222).
(4) ((تاج العروس)) للزبيدي (35/ 431).
(5) ((موسوعة الأخلاق)) لخالد الخراز (ص441).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الألفاظ المترادفة في التعاون
ومن الألفاظ المترادفة في التعاون يقولون: (شد على يديه، وأجازه، وأيده، وأمده، وهو في حرمته، وفي جواره، وفي خفارته، ظافره، وصانعه، ومالأه) (1).
(2) ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى وآخرون (2/ 638).
(3) ((مختار الصحاح)) للرازي (ص222).
(4) ((تاج العروس)) للزبيدي (35/ 431).
(5) ((موسوعة الأخلاق)) لخالد الخراز (ص441).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الألفاظ المترادفة في التعاون
ومن الألفاظ المترادفة في التعاون يقولون: (شد على يديه، وأجازه، وأيده، وأمده، وهو في حرمته، وفي جواره، وفي خفارته، ظافره، وصانعه، ومالأه) (1).
(1) ((الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى)) لأبي الحسن الرماني (ص70).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،فضل التعاون
لقد جعل الله سبحانه وتعالى التعاون فطرة جبلية، جبلها في جميع مخلوقاته صغيرها وكبيرها ذكرها وأنثاها إنسها وجنها، فلا يمكن لأي مخلوق أن يواجه كل أعباء الحياة ومتاعبها لوحده منفرداً، بل لابد أن يحتاج إلى من يعاونه ويساعده، لذلك فالتعاون ضرورة من ضروريات الحياة، التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبالتعاون ينجز العمل بأقصر وقت وأقل جهد، ويصل إلى الغرض بسرعة وإتقان.
والملاحظ أن نصوص الشريعة جاءت بالخطاب الجماعي فقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وردت 89 مرة، وقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ عشرين مرة، وقوله يَا بَنِي آدَمَ خمس مرات دلالة على أهمية الاجتماع والتعاون والتكامل.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التعاون ودعا إليه فقال: ((من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له)) (1).
وشبه المؤمنين في اتحادهم وتعاونهم بالجسد الواحد فقال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) (3).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجماعة)) (4).
وحث على معونة الخدم ومساعدتهم، فقال: ((ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)) (5).
و (دعا يزيد بن المهلب ولده حبيباً ومن حضر من ولده، ودعا بسهام، فحزمت، وقال: أفترونكم كاسريها مجتمعة؟ فقالوا: لا. قال: أفترونكم كاسريها مفترقة؟ قالوا: نعم، قال: هكذا الجماعة) (6).
لقد جعل الله سبحانه وتعالى التعاون فطرة جبلية، جبلها في جميع مخلوقاته صغيرها وكبيرها ذكرها وأنثاها إنسها وجنها، فلا يمكن لأي مخلوق أن يواجه كل أعباء الحياة ومتاعبها لوحده منفرداً، بل لابد أن يحتاج إلى من يعاونه ويساعده، لذلك فالتعاون ضرورة من ضروريات الحياة، التي لا يمكن الاستغناء عنها، فبالتعاون ينجز العمل بأقصر وقت وأقل جهد، ويصل إلى الغرض بسرعة وإتقان.
والملاحظ أن نصوص الشريعة جاءت بالخطاب الجماعي فقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وردت 89 مرة، وقوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ عشرين مرة، وقوله يَا بَنِي آدَمَ خمس مرات دلالة على أهمية الاجتماع والتعاون والتكامل.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التعاون ودعا إليه فقال: ((من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له)) (1).
وشبه المؤمنين في اتحادهم وتعاونهم بالجسد الواحد فقال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) (3).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((يد الله مع الجماعة)) (4).
وحث على معونة الخدم ومساعدتهم، فقال: ((ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)) (5).
و (دعا يزيد بن المهلب ولده حبيباً ومن حضر من ولده، ودعا بسهام، فحزمت، وقال: أفترونكم كاسريها مجتمعة؟ فقالوا: لا. قال: أفترونكم كاسريها مفترقة؟ قالوا: نعم، قال: هكذا الجماعة) (6).
(1) رواه مسلم (1728).
(2) رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له.
(3) رواه البخاري (481) ومسلم (2585).
(4) رواه الترمذي (2166). من حديث ابن عباس رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن غريب، وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (5/ 28): وإن لم يكن لفظه صحيحا فإن معناه صحيح، وحسنه السفاريني في ((شرح كتاب الشهاب)) (315)، وقال المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)) (6/ 16): رواته كلهم ثقات [وله ما] يؤيده، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) والوادعي في ((الصحيح المسند)). والحديث روي من طرق عن ابن عمر وعرفجة الأشجعي رضي الله عنهم.
(5) رواه البخاري (31) ومسلم (1661).
(6) ((صفحات مشرقة من حياة السابقين)) لنذير محمد كتبي (ص362).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الترغيب والحث على التعاون
الترغيب والحث على التعاون من القرآن الكريم:
- قال تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1 - 3].
وقال السعدي: (والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه) (1).
وقال ابن باز: (فهذه السورة العظيمة القصيرة اشتملت على معان عظيمة من جملتها التواصي بالحق وهو التعاون على البر والتقوى) (2).
- وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2].
قال ابن كثير (يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم) (3).
وقال القرطبي: (وهو أمرٌ لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي ليعن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافقٌ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الدال على الخير كفاعله)) (4) ... وقال الماوردي: ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى له، لأن في التقوى رضا الله تعالى، وفي البر رضا الناس، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته) (5).
وقال ابن باز: (والمعنى احذروا مغبة التعاون على الإثم والعدوان وترك التعاون على البر والتقوى ومن العاقبة في ذلك شدة العقاب لمن خالف أمره وارتكب نهيه وتعدى حدوده) (6).
(2) رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له.
(3) رواه البخاري (481) ومسلم (2585).
(4) رواه الترمذي (2166). من حديث ابن عباس رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن غريب، وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (5/ 28): وإن لم يكن لفظه صحيحا فإن معناه صحيح، وحسنه السفاريني في ((شرح كتاب الشهاب)) (315)، وقال المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)) (6/ 16): رواته كلهم ثقات [وله ما] يؤيده، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) والوادعي في ((الصحيح المسند)). والحديث روي من طرق عن ابن عمر وعرفجة الأشجعي رضي الله عنهم.
(5) رواه البخاري (31) ومسلم (1661).
(6) ((صفحات مشرقة من حياة السابقين)) لنذير محمد كتبي (ص362).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الترغيب والحث على التعاون
الترغيب والحث على التعاون من القرآن الكريم:
- قال تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1 - 3].
وقال السعدي: (والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه) (1).
وقال ابن باز: (فهذه السورة العظيمة القصيرة اشتملت على معان عظيمة من جملتها التواصي بالحق وهو التعاون على البر والتقوى) (2).
- وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2].
قال ابن كثير (يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم) (3).
وقال القرطبي: (وهو أمرٌ لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى، أي ليعن بعضكم بعضًا، وتحاثوا على ما أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافقٌ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الدال على الخير كفاعله)) (4) ... وقال الماوردي: ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى له، لأن في التقوى رضا الله تعالى، وفي البر رضا الناس، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته) (5).
وقال ابن باز: (والمعنى احذروا مغبة التعاون على الإثم والعدوان وترك التعاون على البر والتقوى ومن العاقبة في ذلك شدة العقاب لمن خالف أمره وارتكب نهيه وتعدى حدوده) (6).
(1) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير الكريم المنان)) للسعدي (1/ 934).
(2) ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (5/ 87).
(3) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/ 12).
(4) رواه الترمذي (2670)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (6/ 184) (2193). من حديث أنس رضي الله عنه. بلفظ: ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال الدال على الخير كفاعله)). قال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): حسن صحيح. ورواه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (3/ 140)، وأبو يعلى في ((المسند)) (7/ 275) (4296)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (1/ 69). من حديث أنس رضي الله عنه. بلفظ: ((الدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان)). قال المنذري: رواه البزار من رواية زياد بن عبد الله النميري وقد وثق وله شواهد، وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال: يخطئ وابن عدي وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات. ورواه أبو يعلى كذلك، وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (1660). والحديث روي من طرق عن أبي مسعود البدري، وابن مسعود، وسهل بن سعد، وبريدة بن الحصيب، وأنس بن مالك، وابن عباس، وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم.
(5) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/ 46 - 47).
(6) ((محموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (5/ 93).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5].
قال القرطبي: (وإياك نستعين: أي: نطلب العون والتأييد والتوفيق) (1).
وقال الشنقيطي: (وإياك نستعين: أي: لا نطلب العون إلا منك وحدك ; لأن الأمر كله بيدك وحدك) (2).
- وقوله عز وجل: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103].
قال أبو جعفر الطبري: (يعني بذلك جل ثناؤه: وتعلقوا بأسباب الله جميعًا. يريد بذلك تعالى ذكره: وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله) (3).
وقال السعدي: (فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى) (4).
- وقوله: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه: 29 - 32].
قال مقاتل بن سليمان: (اشدد به أزري: يقول اشدد به ظهري وليكون عونا لي وأشركه في أمري الذي أمرتني به، يتعظون لأمرنا ونتعاون كلانا جميعا) (5).
وقال أبو جعفر الطبري: (قو ظهري، وأعني به) (6).
وقال السعدي: (علم عليه الصلاة والسلام أن مدار العبادات كلها والدين على ذكر الله فسأل الله أن يجعل أخاه معه يتساعدان ويتعاونان على البر والتقوى فيكثر منهما ذكر الله من التسبيح والتهليل وغيره من أنواع العبادات) (7).
وقال المراغي: (أي أحكم به قوتي، واجعله شريكي في أمر الرسالة حتى نتعاون على أدائها على الوجه الذي يؤدي إلى أحسن الغايات، ويوصل إلى الغرض على أجمل السبل) (8).
الترغيب والحث على التعاون من السنة النبوية:
- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) (9).
قال ابن بطال: (تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا في أمور الدنيا والآخرة مندوب إليه بهذا الحديث) (10).
وقال ابن حجر: (قال ابن بطال: المعاونة في أمور الآخرة، وكذا في الأمور المباحة من الدنيا مندوب إليها) (11).
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: (ظاهره الإخبار ومعناه الأمر، وهو تحريض على التعاون) (12).
- وعن ابن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلمٍ كربةً، فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة)) (13).
(2) ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (5/ 87).
(3) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/ 12).
(4) رواه الترمذي (2670)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (6/ 184) (2193). من حديث أنس رضي الله عنه. بلفظ: ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال الدال على الخير كفاعله)). قال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وقال الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)): حسن صحيح. ورواه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (3/ 140)، وأبو يعلى في ((المسند)) (7/ 275) (4296)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (1/ 69). من حديث أنس رضي الله عنه. بلفظ: ((الدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان)). قال المنذري: رواه البزار من رواية زياد بن عبد الله النميري وقد وثق وله شواهد، وقال الهيثمي: رواه البزار وفيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال: يخطئ وابن عدي وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات. ورواه أبو يعلى كذلك، وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (1660). والحديث روي من طرق عن أبي مسعود البدري، وابن مسعود، وسهل بن سعد، وبريدة بن الحصيب، وأنس بن مالك، وابن عباس، وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم.
(5) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/ 46 - 47).
(6) ((محموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (5/ 93).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5].
قال القرطبي: (وإياك نستعين: أي: نطلب العون والتأييد والتوفيق) (1).
وقال الشنقيطي: (وإياك نستعين: أي: لا نطلب العون إلا منك وحدك ; لأن الأمر كله بيدك وحدك) (2).
- وقوله عز وجل: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103].
قال أبو جعفر الطبري: (يعني بذلك جل ثناؤه: وتعلقوا بأسباب الله جميعًا. يريد بذلك تعالى ذكره: وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله) (3).
وقال السعدي: (فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى) (4).
- وقوله: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه: 29 - 32].
قال مقاتل بن سليمان: (اشدد به أزري: يقول اشدد به ظهري وليكون عونا لي وأشركه في أمري الذي أمرتني به، يتعظون لأمرنا ونتعاون كلانا جميعا) (5).
وقال أبو جعفر الطبري: (قو ظهري، وأعني به) (6).
وقال السعدي: (علم عليه الصلاة والسلام أن مدار العبادات كلها والدين على ذكر الله فسأل الله أن يجعل أخاه معه يتساعدان ويتعاونان على البر والتقوى فيكثر منهما ذكر الله من التسبيح والتهليل وغيره من أنواع العبادات) (7).
وقال المراغي: (أي أحكم به قوتي، واجعله شريكي في أمر الرسالة حتى نتعاون على أدائها على الوجه الذي يؤدي إلى أحسن الغايات، ويوصل إلى الغرض على أجمل السبل) (8).
الترغيب والحث على التعاون من السنة النبوية:
- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) (9).
قال ابن بطال: (تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا في أمور الدنيا والآخرة مندوب إليه بهذا الحديث) (10).
وقال ابن حجر: (قال ابن بطال: المعاونة في أمور الآخرة، وكذا في الأمور المباحة من الدنيا مندوب إليها) (11).
وقال أبو الفرج ابن الجوزي: (ظاهره الإخبار ومعناه الأمر، وهو تحريض على التعاون) (12).
- وعن ابن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلمٍ كربةً، فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة)) (13).
(1) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (1/ 145).
(2) ((أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)) للشنقيطي (1/ 7).
(3) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (5/ 643).
(4) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) للسعدي (ص141).
(5) ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (3/ 26).
(6) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (16/ 55).
(7) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) للسعدي (ص504).
(8) ((تفسير المراغي)) (16/ 107).
(9) رواه البخاري (481) ومسلم (2585)
(10) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 227).
(11) ((فتح الباري)) (10/ 450).
(12) ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) لابن الجوزي (1/ 405).
(13) رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،قال ابن بطال في شرح هذا الحديث: ( ... وباقي الحديث حض على التعاون، وحسن التعاشر، والألفة، والستر على المؤمن، وترك التسمع به، والإشهار لذنوبه) (1).
وقال ابن حجر (2) والعيني (3): (وفي الحديث حض على التعاون وحسن التعاشر والألفة).
- وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا))، قيل: يا رسول الله، هذا نصرته مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: ((تأخذ فوق يده)) (4).
قال ابن بطال: (والنصرة عند العرب: الإعانة والتأييد، وقد فسره رسول الله أن نصر الظالم منعه من الظلم؛ لأنه إذا تركته على ظلمه ولم تكفه عنه أداه ذلك إلى أن يقتص منه؛ فمنعك له مما يوجب عليه القصاص نصره، وهذا يدل من باب الحكم للشيء وتسميته بما يئول إليه ... ) (5).
وقال العيني: (النصرة تستلزم الإعانة) (6).
- وعن أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخيرٍ فقد غزا)) (7).
قال ابن بطال: (وقال الطبري: وفيه من الفقه أن كل من أعان مؤمنًا على عمل بر فللمعين عليه أجر مثل العامل، وإذا أخبر الرسول أن من جهز غازيًا فقد غزا، فكذلك من فطر صائمًا أو قواه على صومه، وكذلك من أعان حاجا أو معتمرًا بما يتقوى به على حجه أو عمرته حتى يأتى ذلك على تمامه فله مثل أجره. ومن أعان فإنما يجيء من حقوق الله بنفسه أو بماله حتى يغلبه على الباطل بمعونة فله مثل أجر القائم، ثم كذلك سائر أعمال البر، وإذا كان ذلك بحكم المعونة على أعمال البر فمثله المعونة على معاصي الله وما يكرهه الله، للمعين عليها من الوزر والإثم مثل ما لعاملها) (8).
وقال ابن عثيمين: (وهذا من التعاون على البر والتقوى، فإذا جهز الإنسان غازياً، يعني براحلته ومتاعه وسلاحه، ثلاثة أشياء: الراحلة، والمتاع، والسلاح، إذا جهزه بذلك فقد غزا، أي كتب له أجر الغازي، لأنه أعانه على الخير. وكذلك من خلفه في أهله بخير فقد غزا، يعني لو أن الغازي أراد أن يغزو ولكنه أشكل عليه أهله من يكون عند حاجاتهم، فانتدب رجلاً من المسلمين وقال: اخلفني في أهلي بخير، فإن هذا الذي خلفه يكون له أجر الغازي؛ لأنه أعانه) (9).
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... )) (10).
قال ابن دقيق العيد: (هذا الحديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب فيه فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما يتيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة أو غير ذلك) (11).
وقال ابن حجر (وفي الحديث حض على التعاون وحسن التعاشر والألفة) (12).
وقال المباركفوري: (وقال النووي هذا الحديث صريحٌ في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم بعضًا وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثمٍ ولا مكروهٍ) (13).
(2) ((أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)) للشنقيطي (1/ 7).
(3) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (5/ 643).
(4) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) للسعدي (ص141).
(5) ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (3/ 26).
(6) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (16/ 55).
(7) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) للسعدي (ص504).
(8) ((تفسير المراغي)) (16/ 107).
(9) رواه البخاري (481) ومسلم (2585)
(10) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/ 227).
(11) ((فتح الباري)) (10/ 450).
(12) ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) لابن الجوزي (1/ 405).
(13) رواه البخاري (2442) ومسلم (2580)،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،قال ابن بطال في شرح هذا الحديث: ( ... وباقي الحديث حض على التعاون، وحسن التعاشر، والألفة، والستر على المؤمن، وترك التسمع به، والإشهار لذنوبه) (1).
وقال ابن حجر (2) والعيني (3): (وفي الحديث حض على التعاون وحسن التعاشر والألفة).
- وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا))، قيل: يا رسول الله، هذا نصرته مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: ((تأخذ فوق يده)) (4).
قال ابن بطال: (والنصرة عند العرب: الإعانة والتأييد، وقد فسره رسول الله أن نصر الظالم منعه من الظلم؛ لأنه إذا تركته على ظلمه ولم تكفه عنه أداه ذلك إلى أن يقتص منه؛ فمنعك له مما يوجب عليه القصاص نصره، وهذا يدل من باب الحكم للشيء وتسميته بما يئول إليه ... ) (5).
وقال العيني: (النصرة تستلزم الإعانة) (6).
- وعن أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في أهله بخيرٍ فقد غزا)) (7).
قال ابن بطال: (وقال الطبري: وفيه من الفقه أن كل من أعان مؤمنًا على عمل بر فللمعين عليه أجر مثل العامل، وإذا أخبر الرسول أن من جهز غازيًا فقد غزا، فكذلك من فطر صائمًا أو قواه على صومه، وكذلك من أعان حاجا أو معتمرًا بما يتقوى به على حجه أو عمرته حتى يأتى ذلك على تمامه فله مثل أجره. ومن أعان فإنما يجيء من حقوق الله بنفسه أو بماله حتى يغلبه على الباطل بمعونة فله مثل أجر القائم، ثم كذلك سائر أعمال البر، وإذا كان ذلك بحكم المعونة على أعمال البر فمثله المعونة على معاصي الله وما يكرهه الله، للمعين عليها من الوزر والإثم مثل ما لعاملها) (8).
وقال ابن عثيمين: (وهذا من التعاون على البر والتقوى، فإذا جهز الإنسان غازياً، يعني براحلته ومتاعه وسلاحه، ثلاثة أشياء: الراحلة، والمتاع، والسلاح، إذا جهزه بذلك فقد غزا، أي كتب له أجر الغازي، لأنه أعانه على الخير. وكذلك من خلفه في أهله بخير فقد غزا، يعني لو أن الغازي أراد أن يغزو ولكنه أشكل عليه أهله من يكون عند حاجاتهم، فانتدب رجلاً من المسلمين وقال: اخلفني في أهلي بخير، فإن هذا الذي خلفه يكون له أجر الغازي؛ لأنه أعانه) (9).
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... )) (10).
قال ابن دقيق العيد: (هذا الحديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب فيه فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما يتيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة أو غير ذلك) (11).
وقال ابن حجر (وفي الحديث حض على التعاون وحسن التعاشر والألفة) (12).
وقال المباركفوري: (وقال النووي هذا الحديث صريحٌ في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم بعضًا وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثمٍ ولا مكروهٍ) (13).
(1) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (6/ 571).
(2) ((فتح الباري)) لابن حجر (5/ 97).
(3) ((عمدة القاري)) للعيني (12/ 289).
(4) رواه البخاري (2444).
(5) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (6/ 572).
(6) ((عمدة القاري)) للعيني (12 - 289).
(7) رواه البخاري (2843)، ومسلم (1895) واللفظ له
(8) ((عمدة القاري)) للعيني (12 - 289).
(9) ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/ 374).
(10) رواه مسلم (2699).
(11) ((شرح الأربعين النووية)) لابن دقيق العيد (1/ 119).
(12) ((فتح الباري)) لابن حجر (5/ 97).
(13) ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (6/ 47).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أقوال العلماء في التعاون
- قال عطاء بن أبي رباح: (تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو نسوا فذكروهم) (1).
- وقال ابن تيمية: (حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعضٍ في الأقوال أخبارها وغير أخبارها وفي الأعمال أيضًا .. ) (2).
- و (قال أبو حمزة الشيباني- رحمه الله تعالى- لمن سأله عن الإخوان في الله من هم؟ قال: «هم العاملون بطاعة الله- عز وجل- المتعاونون على أمر الله- عز وجل- وإن تفرقت دورهم وأبدانهم) (3).
- و (قال أبو الحسن العامري: التعاون على البر داعية لاتفاق الآراء، واتفاق الآراء لإيجاد مجلبة المراد، مكسبة للوداد) (4).
- وقال أبو جعفر بن صهبان: (كان يقال: أول المودة طلاقة الوجه، والثانية: المودة، والثالثة: قضاء حوائج الناس) (5).
(2) ((فتح الباري)) لابن حجر (5/ 97).
(3) ((عمدة القاري)) للعيني (12/ 289).
(4) رواه البخاري (2444).
(5) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (6/ 572).
(6) ((عمدة القاري)) للعيني (12 - 289).
(7) رواه البخاري (2843)، ومسلم (1895) واللفظ له
(8) ((عمدة القاري)) للعيني (12 - 289).
(9) ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/ 374).
(10) رواه مسلم (2699).
(11) ((شرح الأربعين النووية)) لابن دقيق العيد (1/ 119).
(12) ((فتح الباري)) لابن حجر (5/ 97).
(13) ((تحفة الأحوذي)) للمباركفوري (6/ 47).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أقوال العلماء في التعاون
- قال عطاء بن أبي رباح: (تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو نسوا فذكروهم) (1).
- وقال ابن تيمية: (حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعضٍ في الأقوال أخبارها وغير أخبارها وفي الأعمال أيضًا .. ) (2).
- و (قال أبو حمزة الشيباني- رحمه الله تعالى- لمن سأله عن الإخوان في الله من هم؟ قال: «هم العاملون بطاعة الله- عز وجل- المتعاونون على أمر الله- عز وجل- وإن تفرقت دورهم وأبدانهم) (3).
- و (قال أبو الحسن العامري: التعاون على البر داعية لاتفاق الآراء، واتفاق الآراء لإيجاد مجلبة المراد، مكسبة للوداد) (4).
- وقال أبو جعفر بن صهبان: (كان يقال: أول المودة طلاقة الوجه، والثانية: المودة، والثالثة: قضاء حوائج الناس) (5).
(1) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 176).
(2) ((الفتاوى الكبرى)) لابن تيمية (6/ 364).
(3) ((الإخوان)) لابن أبي الدنيا (ص99).
(4) ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (9/ 148).
(5) ((الإخوان)) لابن أبي الدنيا (ص191).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أقسام التعاون
ينقسم التعاون إلى قسمين:
1 - تعاون على البر والتقوى.
2 - تعاون على الإثم والعدوان.
قال ابن تيمية: (فإن التعاون نوعان: الأول: تعاونٌ على البر والتقوى: من الجهاد وإقامة الحدود، واستيفاء الحقوق، وإعطاء المستحقين؛ فهذا مما أمر الله به ورسوله. ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة فقد ترك فرضًا على الأعيان، أو على الكفاية متوهمًا أنه متورعٌ. وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع؛ إذ كل منهما كف وإمساكٌ.
والثاني: تعاونٌ على الإثم والعدوان، كالإعانة على دمٍ معصومٍ، أو أخذ مال معصومٍ، أو ضرب من لا يستحق الضرب، ونحو ذلك؛ فهذا الذي حرمه الله ورسوله. نعم إذا كانت الأموال قد أخذت بغير حق، وقد تعذر ردها إلى أصحابها، ككثيرٍ من الأموال السلطانية؛ فالإعانة على صرف هذه الأموال في مصالح المسلمين كسداد الثغور، ونفقة المقاتلة، ونحو ذلك: من الإعانة على البر والتقوى) (1).
(2) ((الفتاوى الكبرى)) لابن تيمية (6/ 364).
(3) ((الإخوان)) لابن أبي الدنيا (ص99).
(4) ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (9/ 148).
(5) ((الإخوان)) لابن أبي الدنيا (ص191).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أقسام التعاون
ينقسم التعاون إلى قسمين:
1 - تعاون على البر والتقوى.
2 - تعاون على الإثم والعدوان.
قال ابن تيمية: (فإن التعاون نوعان: الأول: تعاونٌ على البر والتقوى: من الجهاد وإقامة الحدود، واستيفاء الحقوق، وإعطاء المستحقين؛ فهذا مما أمر الله به ورسوله. ومن أمسك عنه خشية أن يكون من أعوان الظلمة فقد ترك فرضًا على الأعيان، أو على الكفاية متوهمًا أنه متورعٌ. وما أكثر ما يشتبه الجبن والفشل بالورع؛ إذ كل منهما كف وإمساكٌ.
والثاني: تعاونٌ على الإثم والعدوان، كالإعانة على دمٍ معصومٍ، أو أخذ مال معصومٍ، أو ضرب من لا يستحق الضرب، ونحو ذلك؛ فهذا الذي حرمه الله ورسوله. نعم إذا كانت الأموال قد أخذت بغير حق، وقد تعذر ردها إلى أصحابها، ككثيرٍ من الأموال السلطانية؛ فالإعانة على صرف هذه الأموال في مصالح المسلمين كسداد الثغور، ونفقة المقاتلة، ونحو ذلك: من الإعانة على البر والتقوى) (1).
(1) ((السياسة الشرعية)) لابن تيمية (ص40).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،فوائد التعاون
من فوائد التعاون:
1 - استفادة كل فرد من خبرات وتجارب الأفراد الآخرين في شتى مناحي الحياة.
2 - إظهار القوة والتماسك.
3 - يزيد في الإخلاص في العمل.
4 - تنظيم الوقت وتوفير الجهد.
5 - ثمرة من ثمرات الأخوة الإسلامية.
6 - رفع الظلم عمن وقع عليه.
7 - حماية للفرد.
8 - تقاسم الحمل وتخفيف العبء.
9 - سهولة التصدي لأي أخطار تواجه الإنسان ممن حوله.
10 - سهولة إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقدر عليها الأفراد.
11 - القضاء على الأنانية وحب الذات.
12 - من أهم ركائز النجاح والتفوق.
13 - من ثمار الإيمان.
14 - نيل تأييد الله.
15 - نيل محبة الله ورضاه.
16 - يجعل الفرد يشعر بالسعادة.
17 - يزيل الضغائن والحقد والحسد من القلوب.
18 - يساعد الفرد على بذل المزيد من الجهد والقوة.
19 - يساعد على سرعة التنفيذ.
20 - يسرع من عجلة التطور العلمي والتقدم التكنولوجي.
21 - يكسبك حب الخير للآخرين.
22 - يؤدي بالفرد إلى الإتقان في العمل.
23 - يولد عند الفرد الشعور بالقوة.
24 - يجدد طاقة الفرد وينشطها.
25 - العمل بأكثر من عقل.
26 - يسهل العمل وييسره.
27 - يحقق أكبر الاستثمارات.
28 - يحد من الازدواجية في العمل.
29 - يولد سلامة الصدر وحب الآخرين.
30 - يتبين للفرد ما يمتلك من طاقة وخبرات وقدرات.
31 - استغلال الملكات والطاقات المهدرة الاستغلال المناسب لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،مضار التعاون على الإثم والعدوان
1 - تقلب نظام المجتمع وتساعد على فساد الذمم.
2 - تفتح أبواب الشر وتطمس معالم الحق ليرتع الباطل.
3 - تنبئ عن خسة صاحبها ودناءة نفسه.
4 - دليل كامل على ضعف الإيمان وقلة المروءة.
5 - يبشر صاحبها بعاقبة وخيمة وعذاب أليم.
6 - ينبذ صاحبها ويهمل شأنه إذا كان المجتمع صالحا.
7 - تساعد على طغيان الحاكم وترخص له الظلم.
8 - إذا تحققت في مجتمع كانت سببا في خرابه.
9 - تضيع الحقوق، وتصل لغير أهلها ومستحقيها (1).
من فوائد التعاون:
1 - استفادة كل فرد من خبرات وتجارب الأفراد الآخرين في شتى مناحي الحياة.
2 - إظهار القوة والتماسك.
3 - يزيد في الإخلاص في العمل.
4 - تنظيم الوقت وتوفير الجهد.
5 - ثمرة من ثمرات الأخوة الإسلامية.
6 - رفع الظلم عمن وقع عليه.
7 - حماية للفرد.
8 - تقاسم الحمل وتخفيف العبء.
9 - سهولة التصدي لأي أخطار تواجه الإنسان ممن حوله.
10 - سهولة إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقدر عليها الأفراد.
11 - القضاء على الأنانية وحب الذات.
12 - من أهم ركائز النجاح والتفوق.
13 - من ثمار الإيمان.
14 - نيل تأييد الله.
15 - نيل محبة الله ورضاه.
16 - يجعل الفرد يشعر بالسعادة.
17 - يزيل الضغائن والحقد والحسد من القلوب.
18 - يساعد الفرد على بذل المزيد من الجهد والقوة.
19 - يساعد على سرعة التنفيذ.
20 - يسرع من عجلة التطور العلمي والتقدم التكنولوجي.
21 - يكسبك حب الخير للآخرين.
22 - يؤدي بالفرد إلى الإتقان في العمل.
23 - يولد عند الفرد الشعور بالقوة.
24 - يجدد طاقة الفرد وينشطها.
25 - العمل بأكثر من عقل.
26 - يسهل العمل وييسره.
27 - يحقق أكبر الاستثمارات.
28 - يحد من الازدواجية في العمل.
29 - يولد سلامة الصدر وحب الآخرين.
30 - يتبين للفرد ما يمتلك من طاقة وخبرات وقدرات.
31 - استغلال الملكات والطاقات المهدرة الاستغلال المناسب لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،مضار التعاون على الإثم والعدوان
1 - تقلب نظام المجتمع وتساعد على فساد الذمم.
2 - تفتح أبواب الشر وتطمس معالم الحق ليرتع الباطل.
3 - تنبئ عن خسة صاحبها ودناءة نفسه.
4 - دليل كامل على ضعف الإيمان وقلة المروءة.
5 - يبشر صاحبها بعاقبة وخيمة وعذاب أليم.
6 - ينبذ صاحبها ويهمل شأنه إذا كان المجتمع صالحا.
7 - تساعد على طغيان الحاكم وترخص له الظلم.
8 - إذا تحققت في مجتمع كانت سببا في خرابه.
9 - تضيع الحقوق، وتصل لغير أهلها ومستحقيها (1).
(1) ((نضرة النعيم)) لمجموعة من الباحثين (9/ 4209).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،صور من التعاون
للتعاون صور كثيرة نذكر منها ما يلي:
- التعاون على تجهيز الغازي.
- التعاون على دفع الظلم.
- التعاون في الثبات على الحق والتمسك به.
- التعاون في الدعوة إلى الله.
- التعاون في تحرير الرقيق من رقهم.
- التعاون في تزويج العزاب.
- التعاون في طلب العلم والتفقه في الدين.
- التعاون لتفريج كربات المهمومين وسد حاجات المعوزين.
- التعاون مع الأمير الصالح وتقديم النصح له ومساعدته على القيام بواجباته.
- تقديم النصيحة لمن يحتاجها.
- معاونة الخدم.
- التعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- التعاون في جمع التبرعات والصدقات والزكاوات وتوزيعها على مستحقيها.
- التعاون على حل الخلافات والنزاعات التي تقع في وسط المجتمع المسلم.
- التعاون في إقامة الحدود وحفظ أمن البلاد،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،موانع اكتساب التعاون
1 - التعصب والحزبية.
2 - اتباع الأوهام والشكوك بأن هذا التعاون سيكون في صالح أفراد دون أفراد.
3 - الأنانية، وعدم حب الخير للآخرين.
4 - تعذر الفرد بانشغاله وكثرة أعماله.
5 - تنافس الأفراد.
6 - حب الذات، والظهور والصدارة والزعامة وغيرها من حظوظ النفس.
7 - الحسد للآخرين.
8 - سوء الظن بالآخرين.
9 - عدم التعود على التعاون، والعمل في بيئة متعاونة متكاتفة.
10 - الكبر على الآخرين، وتوهم الفرد أنه أعظم من الآخرين.
11 - الكسل.
12 - النظر في التجارب الفاشلة لبعض حالات التعاون الشاذة،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الأسباب المعينة على اكتساب التعاون:
هناك العديد من الطرق والسبل التي تعمل على تقوية التعاون وتثبيته بين المؤمنين ومن ذلك:
1 - (التعارف.
2 - معرفة المسلم لحقوق المسلم عليه.
3 - احتساب الأجر.
4 - تنمية الروح الجماعية.
5 - فقه الواقع.
6 - تطهير القلب من الأمراض) (1).
7 - الإخلاص.
8 - إحسان الاختلاط بالناس.
للتعاون صور كثيرة نذكر منها ما يلي:
- التعاون على تجهيز الغازي.
- التعاون على دفع الظلم.
- التعاون في الثبات على الحق والتمسك به.
- التعاون في الدعوة إلى الله.
- التعاون في تحرير الرقيق من رقهم.
- التعاون في تزويج العزاب.
- التعاون في طلب العلم والتفقه في الدين.
- التعاون لتفريج كربات المهمومين وسد حاجات المعوزين.
- التعاون مع الأمير الصالح وتقديم النصح له ومساعدته على القيام بواجباته.
- تقديم النصيحة لمن يحتاجها.
- معاونة الخدم.
- التعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- التعاون في جمع التبرعات والصدقات والزكاوات وتوزيعها على مستحقيها.
- التعاون على حل الخلافات والنزاعات التي تقع في وسط المجتمع المسلم.
- التعاون في إقامة الحدود وحفظ أمن البلاد،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،موانع اكتساب التعاون
1 - التعصب والحزبية.
2 - اتباع الأوهام والشكوك بأن هذا التعاون سيكون في صالح أفراد دون أفراد.
3 - الأنانية، وعدم حب الخير للآخرين.
4 - تعذر الفرد بانشغاله وكثرة أعماله.
5 - تنافس الأفراد.
6 - حب الذات، والظهور والصدارة والزعامة وغيرها من حظوظ النفس.
7 - الحسد للآخرين.
8 - سوء الظن بالآخرين.
9 - عدم التعود على التعاون، والعمل في بيئة متعاونة متكاتفة.
10 - الكبر على الآخرين، وتوهم الفرد أنه أعظم من الآخرين.
11 - الكسل.
12 - النظر في التجارب الفاشلة لبعض حالات التعاون الشاذة،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،الأسباب المعينة على اكتساب التعاون:
هناك العديد من الطرق والسبل التي تعمل على تقوية التعاون وتثبيته بين المؤمنين ومن ذلك:
1 - (التعارف.
2 - معرفة المسلم لحقوق المسلم عليه.
3 - احتساب الأجر.
4 - تنمية الروح الجماعية.
5 - فقه الواقع.
6 - تطهير القلب من الأمراض) (1).
7 - الإخلاص.
8 - إحسان الاختلاط بالناس.
(1) ((الرائد دروس في التربية والدعوة)) لمازن بن عبدالكريم الفريح (1/ 223 - 225) بتصرف،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج تطبيقية من الأنبياء والمرسلين في التعاون:
- أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم -عليه السلام- ببناء الكعبة، فقام إبراهيم -عليه السلام- استجابة لأمر الله، وطلب من ابنه إسماعيل أن يساعده على تنفيذ هذا الأمر الإلهي، ويعينه في بناء الكعبة، فقال له: ((يا إسماعيل؛ إن الله أمرني بأمرٍ، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتًا، وأشار إلى أكمةٍ مرتفعةٍ على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 127]، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:127])) (1).
- عندما أرسل الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام إلى فرعون وكلفه بأن يدعو فرعون إلى عبادة الله وحده، طلب موسى عليه السلام من ربه سبحانه وتعالى المعين والمساعد على هذا الأمر العظيم، فطلب منه أن يجعل له أخاه هارون معاوناً ومساعداً في دعوته فرعون، فقال: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه:29 - 32] فقال الله له: قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [طه: 36]، وجعل هارون معاوناً ومساعداً لموسى عليه السلام في دعوته إلى الله، وآتاه النبوة استجابة لدعوة موسى، فباتحادهم وتعاونهم مكنهم الله من النصر على فرعون وجنوده (2).
- أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم -عليه السلام- ببناء الكعبة، فقام إبراهيم -عليه السلام- استجابة لأمر الله، وطلب من ابنه إسماعيل أن يساعده على تنفيذ هذا الأمر الإلهي، ويعينه في بناء الكعبة، فقال له: ((يا إسماعيل؛ إن الله أمرني بأمرٍ، قال: فاصنع ما أمرك ربك، قال: وتعينني؟ قال: وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتًا، وأشار إلى أكمةٍ مرتفعةٍ على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء، جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة: 127]، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة:127])) (1).
- عندما أرسل الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام إلى فرعون وكلفه بأن يدعو فرعون إلى عبادة الله وحده، طلب موسى عليه السلام من ربه سبحانه وتعالى المعين والمساعد على هذا الأمر العظيم، فطلب منه أن يجعل له أخاه هارون معاوناً ومساعداً في دعوته فرعون، فقال: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه:29 - 32] فقال الله له: قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى [طه: 36]، وجعل هارون معاوناً ومساعداً لموسى عليه السلام في دعوته إلى الله، وآتاه النبوة استجابة لدعوة موسى، فباتحادهم وتعاونهم مكنهم الله من النصر على فرعون وجنوده (2).
(1) رواه البخاري (3364).
(2) انظر تفسير قوله تعالى: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي *طه:29 - 32*،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج تطبيقية من الأمم السابقة في التعاون:
- التعاون بين ذو القرنين وأصحاب السد:
(لقد مكن الله عز وجل لذي القرنين في الأرض، وآتاه من كل شيء سبباً، فتوفرت القدرة والسلطة، وتهيأت أمامه أسباب القوة والنفوذ التي لم تتوفر لكثير غيره .. وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا [الكهف:83 - 84]، ومع ذلك لم يستغن ذو القرنين عن معونة الآخرين حينما أراد أن يقوم بعمل كبير، وإنجاز عظيم: حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا [الكهف: 93 - 94]، فصارحهم ذو القرنين بأن مثل هذا العمل الضخم يحتاج إلى التعاون، ولا يتم دونه؛ فقال: مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا [الكهف: 95] ... الآيات، فماذا كانت نتيجة هذا التعاون العظيم؟ كانت نتيجته إتمام عمل عظيم، سد منيع، لا يستطيع مهاجموه أن يعلو ظهره، ولا أن يحدثوا فيه خرقاً .. والدرس الذي نخرج به أن التعاون إذا أخلص له أهلوه، وبذلوا فيه بصدق ما استطاعوا حقق لهم من النتائج ما يكفي ويشفي) (1).
(2) انظر تفسير قوله تعالى: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي *طه:29 - 32*،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج تطبيقية من الأمم السابقة في التعاون:
- التعاون بين ذو القرنين وأصحاب السد:
(لقد مكن الله عز وجل لذي القرنين في الأرض، وآتاه من كل شيء سبباً، فتوفرت القدرة والسلطة، وتهيأت أمامه أسباب القوة والنفوذ التي لم تتوفر لكثير غيره .. وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا [الكهف:83 - 84]، ومع ذلك لم يستغن ذو القرنين عن معونة الآخرين حينما أراد أن يقوم بعمل كبير، وإنجاز عظيم: حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا [الكهف: 93 - 94]، فصارحهم ذو القرنين بأن مثل هذا العمل الضخم يحتاج إلى التعاون، ولا يتم دونه؛ فقال: مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا [الكهف: 95] ... الآيات، فماذا كانت نتيجة هذا التعاون العظيم؟ كانت نتيجته إتمام عمل عظيم، سد منيع، لا يستطيع مهاجموه أن يعلو ظهره، ولا أن يحدثوا فيه خرقاً .. والدرس الذي نخرج به أن التعاون إذا أخلص له أهلوه، وبذلوا فيه بصدق ما استطاعوا حقق لهم من النتائج ما يكفي ويشفي) (1).
(1) ((الرائد دروس في التربية والدعوة))، لمازن عبدالكريم الفريح (1/ 228 - 229).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج تطبيقية من النبي صلى الله عليه وسلم في التعاون:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى لقضاء حوائج المسلمين ويحب إعانتهم والوقوف معهم فيما يلم بهم من نوازل، وكان مجبولاً على ذلك من صغره وقبل بعثته، وقد بينت ذلك أمنا خديجة رضي الله عنها عندما كانت تخفف من روع النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من غار حراء بعد نزول الوحي عليه، وكان فزعاً، فقالت له: (كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) (1).
- وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة)) (2).
- وعن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو أغبر بطنه يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
ويرفع بها صوته: أبينا أبينا)) (3).
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يسعى لقضاء حوائج المسلمين ويحب إعانتهم والوقوف معهم فيما يلم بهم من نوازل، وكان مجبولاً على ذلك من صغره وقبل بعثته، وقد بينت ذلك أمنا خديجة رضي الله عنها عندما كانت تخفف من روع النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من غار حراء بعد نزول الوحي عليه، وكان فزعاً، فقالت له: (كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) (1).
- وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة)) (2).
- وعن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو أغبر بطنه يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
ويرفع بها صوته: أبينا أبينا)) (3).
(1) رواه البخاري (3) ومسلم (160). واللفظ للبخاري.
(2) رواه البخاري (6039).
(3) رواه البخاري (4104) ومسلم (1803)، واللفظ للبخاري.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج تطبيقية من الصحابة في التعاون:
كان الصحابة رضوان الله عليهم مثالاً يحتذى بهم في التعاون، وكانوا في ذلك المثل الأسمى، فكانوا كخلية النحل في تكاتفها وتعاونها، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، و (في الوقت الذي كان فيه أبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص، وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص يفتحون مصر والشام والعراق، كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يسوسون الناس، ويرعون شئونهم، وكان معاذ بن جبل وابن عباس وابن عمر يعلمون الناس، ويفتونهم ويربونهم، وكان أبو هريرة وأنس وعائشة يحفظون الحديث ويروونه، وكان أبو ذر وأبو الدرداء يعظون الناس والحكام وينصحونهم، فتعاونوا ولم يتعايبوا .. وتناصروا ولم يتدابروا) (1). ونقف هنا وقفات بسيطة مع نماذج بسيطة من تعاون الصحابة:
تعاون الصحابة رضي الله عنهم في حفر الخندق:
- ينقل لنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه صورة من تعاون الصحابة وتكاتفهم في حفر الخندق، فيقول: ((جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم، ويقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا ... على الإسلام ما بقينا أبدا
والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبهم ويقول:
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجرة)) (2).
تعاون أبي بكر وأهل بيته مع النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته:
- جهز أبو بكر راحلتين عندما أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، وخاطر بنفسه وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما وصلا غار ثور دخل أبو بكر أولاً ليستبرأ الغار للنبي صلى الله عليه وسلم كي لا يصيبه أذى، وأعدت أسماء بنت أبي بكر لهما جهاز السفر، وكان عبد الله بن أبي بكر يأتي لهما بأخبار قريش، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر يريح الغنم عليهما وهما في الغار ليشربا من لبنها، وفي طريقهما إلى المدينة كان أبو بكر إذا طلب قريش للرسول صلى الله عليه وسلم مشى خلفه، وإذا تذكر رصدها له مشى أمامه (3).
تعاون الصحابة رضوان الله عليهم في بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم:
- عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار: ((يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فقال أنسٌ: فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين، وفيه خربٌ وفيه نخلٌ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين، فنبشت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول: اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة)) (4).
تعاون الأنصار مع المهاجرين بعد الهجرة:
- قال عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- ((آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيني وبين سعد بن الربيع، فقال لي سعد: إني أكثر الأنصار مالا، فأقاسمك مالي شطرين، ولي امرأتان، فانظر أيتهما شئت حتى أنزل لك عنها، فإذا حلت تزوجتها، فقلت: لا حاجة لي في ذلك، دلوني على السوق، فدلوني على سوق بني قينقاع، فما رحت حتى استفضلت أقطاً وسمناً)) (5).
- وقالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ((اقسم بيننا وبينهم النخل، قال: لا. قال: يكفوننا المئونة ويشركوننا في التمر. قالوا: سمعنا وأطعنا)) (6).
ومن تعاون الصحابة أيضاً:
- موقفهم في قصة سلمان رضي الله عنه عندما كاتب سيده، وكان فقيراً لا يملك ما كاتب عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((أعينوا أخاكم)) فأعانوه، حتى تحرر من رقه وأصبح حراً (7).
(2) رواه البخاري (6039).
(3) رواه البخاري (4104) ومسلم (1803)، واللفظ للبخاري.،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نماذج تطبيقية من الصحابة في التعاون:
كان الصحابة رضوان الله عليهم مثالاً يحتذى بهم في التعاون، وكانوا في ذلك المثل الأسمى، فكانوا كخلية النحل في تكاتفها وتعاونها، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، و (في الوقت الذي كان فيه أبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص، وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص يفتحون مصر والشام والعراق، كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يسوسون الناس، ويرعون شئونهم، وكان معاذ بن جبل وابن عباس وابن عمر يعلمون الناس، ويفتونهم ويربونهم، وكان أبو هريرة وأنس وعائشة يحفظون الحديث ويروونه، وكان أبو ذر وأبو الدرداء يعظون الناس والحكام وينصحونهم، فتعاونوا ولم يتعايبوا .. وتناصروا ولم يتدابروا) (1). ونقف هنا وقفات بسيطة مع نماذج بسيطة من تعاون الصحابة:
تعاون الصحابة رضي الله عنهم في حفر الخندق:
- ينقل لنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه صورة من تعاون الصحابة وتكاتفهم في حفر الخندق، فيقول: ((جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم، ويقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا ... على الإسلام ما بقينا أبدا
والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبهم ويقول:
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجرة)) (2).
تعاون أبي بكر وأهل بيته مع النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته:
- جهز أبو بكر راحلتين عندما أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، وخاطر بنفسه وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما وصلا غار ثور دخل أبو بكر أولاً ليستبرأ الغار للنبي صلى الله عليه وسلم كي لا يصيبه أذى، وأعدت أسماء بنت أبي بكر لهما جهاز السفر، وكان عبد الله بن أبي بكر يأتي لهما بأخبار قريش، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر يريح الغنم عليهما وهما في الغار ليشربا من لبنها، وفي طريقهما إلى المدينة كان أبو بكر إذا طلب قريش للرسول صلى الله عليه وسلم مشى خلفه، وإذا تذكر رصدها له مشى أمامه (3).
تعاون الصحابة رضوان الله عليهم في بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم:
- عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار: ((يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فقال أنسٌ: فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين، وفيه خربٌ وفيه نخلٌ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين، فنبشت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول: اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة)) (4).
تعاون الأنصار مع المهاجرين بعد الهجرة:
- قال عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- ((آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيني وبين سعد بن الربيع، فقال لي سعد: إني أكثر الأنصار مالا، فأقاسمك مالي شطرين، ولي امرأتان، فانظر أيتهما شئت حتى أنزل لك عنها، فإذا حلت تزوجتها، فقلت: لا حاجة لي في ذلك، دلوني على السوق، فدلوني على سوق بني قينقاع، فما رحت حتى استفضلت أقطاً وسمناً)) (5).
- وقالت الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ((اقسم بيننا وبينهم النخل، قال: لا. قال: يكفوننا المئونة ويشركوننا في التمر. قالوا: سمعنا وأطعنا)) (6).
ومن تعاون الصحابة أيضاً:
- موقفهم في قصة سلمان رضي الله عنه عندما كاتب سيده، وكان فقيراً لا يملك ما كاتب عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: ((أعينوا أخاكم)) فأعانوه، حتى تحرر من رقه وأصبح حراً (7).
(1) ((التيه والمخرج)) عدنان عرعور (ص53 - 54).
(2) رواه البخاري (2835).
(3) انظر ((صحيح البخاري)) حديث رقم (3905).
(4) رواه البخاري (428)، ومسلم (524).
(5) رواه البخاري (2048).
(6) رواه البخاري (3782).
(7) رواه أحمد (5/ 441) (23788)، والبزار (6/ 462) (2500)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (12/ 228)، والطبراني (6/ 222) (6065). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/ 335): [روي] بأسانيد وإسناد الرواية الأولى رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع ورجال الرواية الثانية رجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة، وقال ابن العراقي في ((طرح التثريب)) (4/ 42): إسناده جيد، وحسن إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (2/ 556)، وحسنه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (84).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ميادين التعاون
(لقد أقام الإسلام التعاون بين المسلمين على أساس محكم، ومدَّ له في كل ناحية من نواحي الحياة بسبب. فالتمثيل القرآني لأهل الإيمان أنهم كالبنيان المرصوص، وفي التمثيل النبوي كالجسد الواحد. فأمور الإسلام ومطلوباته لا تتحقق على وجهها إلا بالتعاون. ودين الله بنيان شامخ لا يقوم ولا يثبت إلا حين تتراص لبناته وتتضامن مبانيه لتسد كل لبنة ثغرتها.
وإذا كان الله سبحانه قد خلق الخلق لعبادته وطاعته فإن هذه العبادات والطاعات أنواع: قلبية عقلية كالإيمان، وبدنية كالصلاة، ومالية كالزكاة، ومركبة من البدن والمال كالحج والجهاد.
وكل هذه العبادات بأنواعها لا تقام ولا تشاد إلا بوسائلها: من صحة الفكر، وسلامة البدن، وسعة ذات اليد. ولهذه الوسائل وسائل: من التفقه في الدين، والإحسان في الأعمال؛ من زراعة وصناعة وحرف، وإتقان في العلوم والمعارف؛ من الطب والحساب والهندسة والمعامل والمختبرات. ومن المقطوع به - كما سبق - أن الإنسان بمفرده بل حتى الرهط من الناس والجماعة المحدودة من القوم لا تستطيع بهذه الوسائل الانفراد بتحقيق هذه المقاصد. ومنه يتبين حاجة الناس إلى الاجتماع والتآزر، فذلك ما تقتضيه الفطرة، ويتطلبه الدين، وتنتظم به الشؤون، وتستقيم به العلوم.
وهذا بعض البسط لصور من التعاون في أحكام الإسلام وآدابه، وإذا استجلاها رجل الدعوة عرف ضرورة التعاون وحاجته إليه في ميدانه ومجاله.
فالصلوات الخمس جماعة وجمعة، وصلاة العيدين وآدابهما، والحج بشعائره، وعقد النكاح بوليمته وآدابه، وعقيقة المولود، وإجابة الدعوى حتى للصائم، كلها مناشط عبادية اجتماعية تعاونية، ولا تكون صورتها الشرعية إلا كذلك.
وينضم إلى اجتماع الأعياد اجتماع الشدائد والكرب في صلوات الاستسقاء والكسوف والجنازة.
إنه انتظام عجيب بين أهل الإسلام في مواطن السرور والحزن، ناهيك بصورة الأخوة، ومبدأ الشورى، وحقوق المسلمين فيما بينهم؛ في القربى والجوار والضيف وابن السبيل واليتامى والمساكين، مع ما يحيط بذلك من سياج الآداب الاجتماعية؛ من إفشاء السلام، وفسح المجالس، ودمح الزلة، مما بسطه قانون الأخلاق في الإسلام، ...
أما أنواع المعاملات والتعاملات فذلك جلي في عقود المضاربة والعارية والهبة والمهاداة وفرض الدية على العاقلة.
وثمة صور من المعاونات في كف الظلم، ونصرة المظلوم، ودفع الصائل بسلاح أو مال. بل هل يقوم الجهاد، وتقام الحدود، وتستوفى الحقوق، ويقوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالتعاون والتآزر.
وهناك التعاون بالرأي، بما يدل على الحق، ويخرج من الحيرة، وينقذ من المأزق والهلكة، في النصيحة والمشاورة، وقد يكون تعاوناً بالجاه؛ من الشفاعة لذي الحاجة عند من يملك قضاءها.
ومن هنا قال القرطبي رحمه الله: " فواجب على الناس التعاون، فالعالم يعين بعلمه، والغني بماله، والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة، فالمؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم ".
فإذا وضع المسلمون أيديهم على هذه الأسباب الوثيقة، يتقدمهم أولو الأمر والعلماء والدعاة بلغوا المكانة المحفوفة بالعزة المشار إليها بقوله سبحانه: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]) (1).
(2) رواه البخاري (2835).
(3) انظر ((صحيح البخاري)) حديث رقم (3905).
(4) رواه البخاري (428)، ومسلم (524).
(5) رواه البخاري (2048).
(6) رواه البخاري (3782).
(7) رواه أحمد (5/ 441) (23788)، والبزار (6/ 462) (2500)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (12/ 228)، والطبراني (6/ 222) (6065). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/ 335): [روي] بأسانيد وإسناد الرواية الأولى رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع ورجال الرواية الثانية رجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة، وقال ابن العراقي في ((طرح التثريب)) (4/ 42): إسناده جيد، وحسن إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (2/ 556)، وحسنه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (84).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ميادين التعاون
(لقد أقام الإسلام التعاون بين المسلمين على أساس محكم، ومدَّ له في كل ناحية من نواحي الحياة بسبب. فالتمثيل القرآني لأهل الإيمان أنهم كالبنيان المرصوص، وفي التمثيل النبوي كالجسد الواحد. فأمور الإسلام ومطلوباته لا تتحقق على وجهها إلا بالتعاون. ودين الله بنيان شامخ لا يقوم ولا يثبت إلا حين تتراص لبناته وتتضامن مبانيه لتسد كل لبنة ثغرتها.
وإذا كان الله سبحانه قد خلق الخلق لعبادته وطاعته فإن هذه العبادات والطاعات أنواع: قلبية عقلية كالإيمان، وبدنية كالصلاة، ومالية كالزكاة، ومركبة من البدن والمال كالحج والجهاد.
وكل هذه العبادات بأنواعها لا تقام ولا تشاد إلا بوسائلها: من صحة الفكر، وسلامة البدن، وسعة ذات اليد. ولهذه الوسائل وسائل: من التفقه في الدين، والإحسان في الأعمال؛ من زراعة وصناعة وحرف، وإتقان في العلوم والمعارف؛ من الطب والحساب والهندسة والمعامل والمختبرات. ومن المقطوع به - كما سبق - أن الإنسان بمفرده بل حتى الرهط من الناس والجماعة المحدودة من القوم لا تستطيع بهذه الوسائل الانفراد بتحقيق هذه المقاصد. ومنه يتبين حاجة الناس إلى الاجتماع والتآزر، فذلك ما تقتضيه الفطرة، ويتطلبه الدين، وتنتظم به الشؤون، وتستقيم به العلوم.
وهذا بعض البسط لصور من التعاون في أحكام الإسلام وآدابه، وإذا استجلاها رجل الدعوة عرف ضرورة التعاون وحاجته إليه في ميدانه ومجاله.
فالصلوات الخمس جماعة وجمعة، وصلاة العيدين وآدابهما، والحج بشعائره، وعقد النكاح بوليمته وآدابه، وعقيقة المولود، وإجابة الدعوى حتى للصائم، كلها مناشط عبادية اجتماعية تعاونية، ولا تكون صورتها الشرعية إلا كذلك.
وينضم إلى اجتماع الأعياد اجتماع الشدائد والكرب في صلوات الاستسقاء والكسوف والجنازة.
إنه انتظام عجيب بين أهل الإسلام في مواطن السرور والحزن، ناهيك بصورة الأخوة، ومبدأ الشورى، وحقوق المسلمين فيما بينهم؛ في القربى والجوار والضيف وابن السبيل واليتامى والمساكين، مع ما يحيط بذلك من سياج الآداب الاجتماعية؛ من إفشاء السلام، وفسح المجالس، ودمح الزلة، مما بسطه قانون الأخلاق في الإسلام، ...
أما أنواع المعاملات والتعاملات فذلك جلي في عقود المضاربة والعارية والهبة والمهاداة وفرض الدية على العاقلة.
وثمة صور من المعاونات في كف الظلم، ونصرة المظلوم، ودفع الصائل بسلاح أو مال. بل هل يقوم الجهاد، وتقام الحدود، وتستوفى الحقوق، ويقوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالتعاون والتآزر.
وهناك التعاون بالرأي، بما يدل على الحق، ويخرج من الحيرة، وينقذ من المأزق والهلكة، في النصيحة والمشاورة، وقد يكون تعاوناً بالجاه؛ من الشفاعة لذي الحاجة عند من يملك قضاءها.
ومن هنا قال القرطبي رحمه الله: " فواجب على الناس التعاون، فالعالم يعين بعلمه، والغني بماله، والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة، فالمؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم ".
فإذا وضع المسلمون أيديهم على هذه الأسباب الوثيقة، يتقدمهم أولو الأمر والعلماء والدعاة بلغوا المكانة المحفوفة بالعزة المشار إليها بقوله سبحانه: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]) (1).
(1) ((مجلة البحوث الإسلامية)) العدد (51)، ربيع الأول – جمادى الثانية، 1418هـ، ص (212 - 215).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أصناف الناس في التعاون
قال الماوردي- رحمه الله تعالى-: (تنقسم أحوال من دخل في عداد الإخوان أربعة أقسام: منهم من يعين ويستعين، ومنهم من لا يعين ولا يستعين، ومنهم من يستعين ولا يعين، ومنهم من يعين ولا يستعين.
فأما المعين والمستعين فهو معاوض منصف يؤدي ما عليه ويستوفي ماله، فهو كالمقرض يسعف عند الحاجة ويسترد عند الاستغناء، وهو مشكور في معونته، ومعذور في استعانته، فهذا أعدل الإخوان.
وأما من لا يعين ولا يستعين فهو متروك قد منع خيره وقمع شره فهو لا صديق يرجى، ولا عدو يخشى، وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصورة الممثلة، يروقك حسنها، ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شره، ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللوم أجدر.
وأما من يستعين ولا يعين فهو لئيم كَلّ، ومهين مستذل قد قطع عنه الرغبة وبسط فيه الرهبة، فلا خيره يرجى ولا شره يؤمن، وحسبك مهانة من رجل مستثقل عند إقلاله، ويستقل عند استقلاله فليس لمثله في الإخاء حظ، ولا في الوداد نصيب.
وأما من يعين ولا يستعين فهو كريم الطبع، مشكور الصنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يرى ثقيلا في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة.
فهذا أشرف الإخوان نفساً وأكرمهم طبعاً فينبغي لمن أوجد له الزمان مثله، وقل أن يكون له مثل؛ لأنه البر الكريم والدر اليتيم، أن يثني عليه خنصره، ويعض عليه بناجذه ويكون به أشد ضنا منه بنفائس أمواله، وسني ذخائره؛ لأن نفع الإخوان عام، ونفع المال خاص، ومن كان أعم نفعا فهو بالادخار أحق، ثم لا ينبغي أن يزهد فيه لخلق أو خلقين ينكرهما منه إذا رضي سائر أخلاقه، وحمد أكثر شيمه؛ لأن اليسير مغفور والكمال معوز) (1).
وقد علق الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد على تقسيم الماوردي بقوله: (هذا تقسيم من الماوردي - رحمه الله - أشبه بالحصر العقلي. وهو تقسيم جميل لتصوير النفوس وأحوال الناس والشخوص. ولكن واقع الناس، وما قضت به سنة الله في هذه الحياة، من بناء الدنيا واستقامة المعاش على المشاركة والمعاونة واتخاذ الناس بعضهم بعضاً سخرياً،... يشوش على ما قرره الماوردي، فلا يتصور في الواقع من أحد - فيما نحن بصدده - أن يحقق مبتغاه إلا بتعاضد أطراف من الناس. هذا جانب. ومن جانب آخر، فإن البذل من طرف واحد - على نحو ما ذكر الماوردي - لا يسمى إلا إحساناً ومنة ونعمة، وهذا ليس من باب التعاون في شيء إلا من حيث الأثر والفائدة للمُحسن إليه والمُنْعَم عليه.
كما أن من يستعين ولا يعين قد رضي لنفسه أن يكون عالة على غيره، وجعل حياته مبنية على السؤال والطلب والتطلع إلى ما في أيدي الناس.
وأما من لا يعين ولا يستعين فتصور وجوده في بني الإنسان بعيد، على نحو ما سبق في المقدمة من تقرير أن التعاون ضرورة إنسانية. فالإنسان لا يستغني عن أخيه الإنسان، كما قضى الله عز وجل في سننه) (2).
قال الماوردي- رحمه الله تعالى-: (تنقسم أحوال من دخل في عداد الإخوان أربعة أقسام: منهم من يعين ويستعين، ومنهم من لا يعين ولا يستعين، ومنهم من يستعين ولا يعين، ومنهم من يعين ولا يستعين.
فأما المعين والمستعين فهو معاوض منصف يؤدي ما عليه ويستوفي ماله، فهو كالمقرض يسعف عند الحاجة ويسترد عند الاستغناء، وهو مشكور في معونته، ومعذور في استعانته، فهذا أعدل الإخوان.
وأما من لا يعين ولا يستعين فهو متروك قد منع خيره وقمع شره فهو لا صديق يرجى، ولا عدو يخشى، وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصورة الممثلة، يروقك حسنها، ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شره، ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللوم أجدر.
وأما من يستعين ولا يعين فهو لئيم كَلّ، ومهين مستذل قد قطع عنه الرغبة وبسط فيه الرهبة، فلا خيره يرجى ولا شره يؤمن، وحسبك مهانة من رجل مستثقل عند إقلاله، ويستقل عند استقلاله فليس لمثله في الإخاء حظ، ولا في الوداد نصيب.
وأما من يعين ولا يستعين فهو كريم الطبع، مشكور الصنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يرى ثقيلا في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة.
فهذا أشرف الإخوان نفساً وأكرمهم طبعاً فينبغي لمن أوجد له الزمان مثله، وقل أن يكون له مثل؛ لأنه البر الكريم والدر اليتيم، أن يثني عليه خنصره، ويعض عليه بناجذه ويكون به أشد ضنا منه بنفائس أمواله، وسني ذخائره؛ لأن نفع الإخوان عام، ونفع المال خاص، ومن كان أعم نفعا فهو بالادخار أحق، ثم لا ينبغي أن يزهد فيه لخلق أو خلقين ينكرهما منه إذا رضي سائر أخلاقه، وحمد أكثر شيمه؛ لأن اليسير مغفور والكمال معوز) (1).
وقد علق الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد على تقسيم الماوردي بقوله: (هذا تقسيم من الماوردي - رحمه الله - أشبه بالحصر العقلي. وهو تقسيم جميل لتصوير النفوس وأحوال الناس والشخوص. ولكن واقع الناس، وما قضت به سنة الله في هذه الحياة، من بناء الدنيا واستقامة المعاش على المشاركة والمعاونة واتخاذ الناس بعضهم بعضاً سخرياً،... يشوش على ما قرره الماوردي، فلا يتصور في الواقع من أحد - فيما نحن بصدده - أن يحقق مبتغاه إلا بتعاضد أطراف من الناس. هذا جانب. ومن جانب آخر، فإن البذل من طرف واحد - على نحو ما ذكر الماوردي - لا يسمى إلا إحساناً ومنة ونعمة، وهذا ليس من باب التعاون في شيء إلا من حيث الأثر والفائدة للمُحسن إليه والمُنْعَم عليه.
كما أن من يستعين ولا يعين قد رضي لنفسه أن يكون عالة على غيره، وجعل حياته مبنية على السؤال والطلب والتطلع إلى ما في أيدي الناس.
وأما من لا يعين ولا يستعين فتصور وجوده في بني الإنسان بعيد، على نحو ما سبق في المقدمة من تقرير أن التعاون ضرورة إنسانية. فالإنسان لا يستغني عن أخيه الإنسان، كما قضى الله عز وجل في سننه) (2).
(1) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص171 - 173) بتصرف واختصار.
(2) ((مجلة البحوث الإسلامية)) العدد (51)، ربيع الأول – جمادى الثانية، 1418هـ، (ص: 209 - 210).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،مسائل متفرقة حول التعاون
- التعاون بين الحاكم والمحكوم:
إن الحاكم يحتاج إلى المعاونة والمساعدة، مثله مثل غيره من البشر، بل هو أشد حاجةً إلى ذلك من غيره، بسبب الأعمال والتكاليف الكثيرة التي يواجهها في إدارة البلاد، ومحال أن يتصدر لكل شئون البلاد ويديرها دون وجود المعين والمساعد، (فإن الإمام ليس هو ربا لرعيته حتى يستغني عنهم، ولا هو رسول الله إليهم حتى يكون هو الواسطة بينهم وبين الله. وإنما هو والرعية شركاء يتعاونون هم وهو على مصلحة الدين والدنيا، فلا بد له من إعانتهم، ولا بد لهم من إعانته، كأمير القافلة الذي يسير بهم في الطريق: إن سلك بهم الطريق اتبعوه، وإن أخطأ عن الطريق نبهوه وأرشدوه، وإن خرج عليهم صائلٌ يصول عليهم تعاون هو وهم على دفعه) (1).
- وجوه التعاون على البر والتقوى:
(قال ابن خويز مندادٍ في أحكامه: والتعاون على البر والتقوى يكون بوجوهٍ، فواجبٌ على العالم أن يعين الناس بعلمه فيعلمهم، ويعينهم الغني بماله، والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة ((المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يدٌ على من سواهم). ويجب الإعراض عن المتعدي وترك النصرة له ورده عما هو عليه)) (2).
- وصايا في الحث على التعاون:
- قال أبو هلال العسكري: (أجود ما قيل في التضافر والتعاون قول قيس بن عاصم المنقري يوصي ولده وقومه وجدت في كتاب غير مسموع لما حضر عبد الملك بن مروان الوفاة وعاينته وقال يا بني أوصيكم بتقوى الله وليعطف الكبير منكم على الصغير ولا يجهل الصغير حق الكبير وأكرموا مسلمة بن عبد الملك فإنه نابكم الذي عنه تعبرون ومجنكم الذي به تستجيرون ولا تقطعوا من دونه رأياً ولا تعصوا له أمراً، وأكرموا الحجاج بن يوسف فإنه الذي وطأ لكم المغابر وذلل لكم قارب العرب وعليكم بالتعاون والتضافر وإياكم والتقاطع والتدابر. فقال قيس بن عاصم لبنيه:
بصلاح ذات البين طول بقائكم ... إن مد في عمري وإن لم يمدد
حتى تلين جلدوكم وقلوبكم ... لمسود منكم وغير مسود
إن القداح إذا جمعن فرامها ... بالكسر ذو حنق وبطش أيد
عزت ولم تكسر وإن هي بددت ... فالوهن والتكسير للمتبدد) (3)
- روي أن أكتم بن صيفي دعا أولاده عند موته فاستدعى بضمامة من السهام وتقدم إلى كل واحد أن يكسرها فلم يقدر أحد على كسرها ثم بددها وتقدم إليهم أن يكسروها فاستهلوا كسرها فقال كونوا مجتمعين ليعجز من ناوأكم عن كسركم كعجزكم (4).
- التعاون في عالم الحيوانات والطيور:
توجد العديد من الأمثلة التي تدل على التعاون والتآزر والتكافل بين الكائنات الحية، وكثير من هذه الكائنات تعيش على شكل مجاميع وقطعان، لتكون قوة واحدة لحماية بعضها البعض، وللتصدي لأي خطر قد يحدق بأحد أفرادها.
(مخلوقات جعل الله في فطرتها نوع تعاون إما لتأمين غذائها أو الدفاع عن نفسها وجماعتها، ويظهر ذلك في جنسي النمل والنحل.
فقد شوهد أن النمل إذا عثر على عسل في وعاء، ولم يتمكن من الوصول إليه مباشرة؛ لوجود ماء أو سائل يحول بينه وبين هذا العسل، فإنه يتعاون بطريقة فدائية انتحارية؛ فتتقدم فرق بعد أخرى فتلتصق بالسائب وتموت، وتتقدم غيرها مثلها حتى تتكون قنطرة من جثث النمل الميت يعبر عليها الأحياء الباقون، فيدخلون الوعاء ويصلون إلى العسل ويبلغون مأربهم. هذا في حال اليسر والغذاء.
(2) ((مجلة البحوث الإسلامية)) العدد (51)، ربيع الأول – جمادى الثانية، 1418هـ، (ص: 209 - 210).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،مسائل متفرقة حول التعاون
- التعاون بين الحاكم والمحكوم:
إن الحاكم يحتاج إلى المعاونة والمساعدة، مثله مثل غيره من البشر، بل هو أشد حاجةً إلى ذلك من غيره، بسبب الأعمال والتكاليف الكثيرة التي يواجهها في إدارة البلاد، ومحال أن يتصدر لكل شئون البلاد ويديرها دون وجود المعين والمساعد، (فإن الإمام ليس هو ربا لرعيته حتى يستغني عنهم، ولا هو رسول الله إليهم حتى يكون هو الواسطة بينهم وبين الله. وإنما هو والرعية شركاء يتعاونون هم وهو على مصلحة الدين والدنيا، فلا بد له من إعانتهم، ولا بد لهم من إعانته، كأمير القافلة الذي يسير بهم في الطريق: إن سلك بهم الطريق اتبعوه، وإن أخطأ عن الطريق نبهوه وأرشدوه، وإن خرج عليهم صائلٌ يصول عليهم تعاون هو وهم على دفعه) (1).
- وجوه التعاون على البر والتقوى:
(قال ابن خويز مندادٍ في أحكامه: والتعاون على البر والتقوى يكون بوجوهٍ، فواجبٌ على العالم أن يعين الناس بعلمه فيعلمهم، ويعينهم الغني بماله، والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة ((المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يدٌ على من سواهم). ويجب الإعراض عن المتعدي وترك النصرة له ورده عما هو عليه)) (2).
- وصايا في الحث على التعاون:
- قال أبو هلال العسكري: (أجود ما قيل في التضافر والتعاون قول قيس بن عاصم المنقري يوصي ولده وقومه وجدت في كتاب غير مسموع لما حضر عبد الملك بن مروان الوفاة وعاينته وقال يا بني أوصيكم بتقوى الله وليعطف الكبير منكم على الصغير ولا يجهل الصغير حق الكبير وأكرموا مسلمة بن عبد الملك فإنه نابكم الذي عنه تعبرون ومجنكم الذي به تستجيرون ولا تقطعوا من دونه رأياً ولا تعصوا له أمراً، وأكرموا الحجاج بن يوسف فإنه الذي وطأ لكم المغابر وذلل لكم قارب العرب وعليكم بالتعاون والتضافر وإياكم والتقاطع والتدابر. فقال قيس بن عاصم لبنيه:
بصلاح ذات البين طول بقائكم ... إن مد في عمري وإن لم يمدد
حتى تلين جلدوكم وقلوبكم ... لمسود منكم وغير مسود
إن القداح إذا جمعن فرامها ... بالكسر ذو حنق وبطش أيد
عزت ولم تكسر وإن هي بددت ... فالوهن والتكسير للمتبدد) (3)
- روي أن أكتم بن صيفي دعا أولاده عند موته فاستدعى بضمامة من السهام وتقدم إلى كل واحد أن يكسرها فلم يقدر أحد على كسرها ثم بددها وتقدم إليهم أن يكسروها فاستهلوا كسرها فقال كونوا مجتمعين ليعجز من ناوأكم عن كسركم كعجزكم (4).
- التعاون في عالم الحيوانات والطيور:
توجد العديد من الأمثلة التي تدل على التعاون والتآزر والتكافل بين الكائنات الحية، وكثير من هذه الكائنات تعيش على شكل مجاميع وقطعان، لتكون قوة واحدة لحماية بعضها البعض، وللتصدي لأي خطر قد يحدق بأحد أفرادها.
(مخلوقات جعل الله في فطرتها نوع تعاون إما لتأمين غذائها أو الدفاع عن نفسها وجماعتها، ويظهر ذلك في جنسي النمل والنحل.
فقد شوهد أن النمل إذا عثر على عسل في وعاء، ولم يتمكن من الوصول إليه مباشرة؛ لوجود ماء أو سائل يحول بينه وبين هذا العسل، فإنه يتعاون بطريقة فدائية انتحارية؛ فتتقدم فرق بعد أخرى فتلتصق بالسائب وتموت، وتتقدم غيرها مثلها حتى تتكون قنطرة من جثث النمل الميت يعبر عليها الأحياء الباقون، فيدخلون الوعاء ويصلون إلى العسل ويبلغون مأربهم. هذا في حال اليسر والغذاء.
(1) ((منهاج السنة)) لابن تيمية (5/ 463).
(2) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/ 46).
(3) ((ديوان المعاني)) لأبي هلال العسكري (1/ 151).
(4) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (2/ 135).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أما في حال العسر والتعرض للمخاطر فإن مجاميع النمل إذا تعرضت لتيار مائي داهم - مثلاً - فإن بعضها يمسك ببعض - ثم تكون كتلة كروية متماسكة تتحمل اندفاع التيار، ثم تعمل حركتين في آن واحد، إحداهما: تتحرك فيها الأرجل كالمجاديف في اتجاه واحد نحو أقرب شاطئ، والثانية: حركة دائرية من أعلى إلى أسفل ليتم تقاسم التنفس بين الجميع، فإذا ما تنفس من في الأعلى حصل انقلاب ليرتفع من في جهة القاع، فيأخذ حظه من النفس، وهكذا في حركة دائرية حتى يبلغوا شاطئ الأمان.
فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. وسبحان من وهب الإنسان العقل المفكر ليتأسى ويعتبر ويكتشف ويرقى بفكره - بعد هداية الله وتوفيقه - ليكون خيراً من الأنعام.
أما النحل فنظامه في تكوين مملكته وإنتاج عسله وترتيب الأعمال بين أفراد خليته فعجب عجاب في التعاون والتناوب ولله في خلقه شؤون) (1).
فهذه الأمثلة وغيرها، تبين عظيم قدرته سبحانه وتعالى في الكون، الذي فطر جميع المخلوقات على التعاون والتكافل والتآزر.
- حكم وأمثال في التعاون
- في الجريرة تشترك العشيرة:
يضرب في الحث على المواساة والتعاون (2).
- هل ينهض البازي بغير جناحٍ؟
يضرب في الحث على التعاون والوفاق (3).
- بالساعدين تبطش الكفان:
يضرب في تعاون الرجلين وتساعدهما وتعاضدهما في الأمر (4).
- بال حمارٌ فاستبال أحمرةً:
أي حملهن على البول. يضرب في تعاون القوم على ما تكرهه (5).
- من أقوال الحكماء
- من جاد لك بمودته فقد جعلك عديل نفسه، فأول حقوقه اعتقاد مودته، ثم إيناسه والانبساط إليه في غير محرَّم، ثم نصحه في السر والعلانية، ثم تخفيف الأثقال عنه، ثم معاونته فيما ينوبه من حادثة أو يناله من نكبة، فإن مراقبته في الظاهر نفاق، وتركه في الشدة لؤم (6).
- فضيلة الفلاحين التعاون بالأعمال، وفضيلة التجار التعاون بالأموال، وفضيلة الملوك التعاون بالآراء والسياسة، وفضيلة العلماء التعاون بالحكم (7).
(2) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/ 46).
(3) ((ديوان المعاني)) لأبي هلال العسكري (1/ 151).
(4) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (2/ 135).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،أما في حال العسر والتعرض للمخاطر فإن مجاميع النمل إذا تعرضت لتيار مائي داهم - مثلاً - فإن بعضها يمسك ببعض - ثم تكون كتلة كروية متماسكة تتحمل اندفاع التيار، ثم تعمل حركتين في آن واحد، إحداهما: تتحرك فيها الأرجل كالمجاديف في اتجاه واحد نحو أقرب شاطئ، والثانية: حركة دائرية من أعلى إلى أسفل ليتم تقاسم التنفس بين الجميع، فإذا ما تنفس من في الأعلى حصل انقلاب ليرتفع من في جهة القاع، فيأخذ حظه من النفس، وهكذا في حركة دائرية حتى يبلغوا شاطئ الأمان.
فسبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. وسبحان من وهب الإنسان العقل المفكر ليتأسى ويعتبر ويكتشف ويرقى بفكره - بعد هداية الله وتوفيقه - ليكون خيراً من الأنعام.
أما النحل فنظامه في تكوين مملكته وإنتاج عسله وترتيب الأعمال بين أفراد خليته فعجب عجاب في التعاون والتناوب ولله في خلقه شؤون) (1).
فهذه الأمثلة وغيرها، تبين عظيم قدرته سبحانه وتعالى في الكون، الذي فطر جميع المخلوقات على التعاون والتكافل والتآزر.
- حكم وأمثال في التعاون
- في الجريرة تشترك العشيرة:
يضرب في الحث على المواساة والتعاون (2).
- هل ينهض البازي بغير جناحٍ؟
يضرب في الحث على التعاون والوفاق (3).
- بالساعدين تبطش الكفان:
يضرب في تعاون الرجلين وتساعدهما وتعاضدهما في الأمر (4).
- بال حمارٌ فاستبال أحمرةً:
أي حملهن على البول. يضرب في تعاون القوم على ما تكرهه (5).
- من أقوال الحكماء
- من جاد لك بمودته فقد جعلك عديل نفسه، فأول حقوقه اعتقاد مودته، ثم إيناسه والانبساط إليه في غير محرَّم، ثم نصحه في السر والعلانية، ثم تخفيف الأثقال عنه، ثم معاونته فيما ينوبه من حادثة أو يناله من نكبة، فإن مراقبته في الظاهر نفاق، وتركه في الشدة لؤم (6).
- فضيلة الفلاحين التعاون بالأعمال، وفضيلة التجار التعاون بالأموال، وفضيلة الملوك التعاون بالآراء والسياسة، وفضيلة العلماء التعاون بالحكم (7).
(1) ((مجلة البحوث الإسلامية)) العدد (51)، ربيع الأول – جمادى الثانية، 1418هـ، (ص: 198 - 199).
(2) ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى وآخرون (ص116).
(3) ((مجمع الأمثال)) للنيسابوري (2/ 404).
(4) ((مجمع الأمثال)) للنيسابوري (1/ 95).
(5) ((مجمع الأمثال)) للنيسابوري (1/ 98).
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص176).
(7) ((الكشكول)) لبهاء الدين الهمذاني (2/ 289).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(2) ((المعجم الوسيط)) لإبراهيم مصطفى وآخرون (ص116).
(3) ((مجمع الأمثال)) للنيسابوري (2/ 404).
(4) ((مجمع الأمثال)) للنيسابوري (1/ 95).
(5) ((مجمع الأمثال)) للنيسابوري (1/ 98).
(6) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص176).
(7) ((الكشكول)) لبهاء الدين الهمذاني (2/ 289).،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قال الشاعر:
لولا التعاون بين الناس ما شرفت ... نفس ولا ازدهرت أرض بعمران (1)
ويرحم الله شوقي حيث يقول:
إن التعاون قوةٌ علويةٌ ... تبني الرجال وتبدع الأشياء (2)
وقال آخر:
لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكن إخوان الثقات الذخائر (3)
وقال آخر:
يعرفك الإخوان كل بنفسه ... وخير أخ ما عرفتك الشدائد (4)
وقال آخر:
أعين أخي أو صاحبي في بلائه ... أقوم إذا عض الزمان وأقعد
ومن يفرد الإخوان فيما ينوبهم ... تنبه الليالي مرةً وهو مفرد (5)
وقال حافظ إبراهيم:
لا تعجبن لملكٍ عز جانبه ... لولا التعاون لم تنظر له أثرا (6)
وقال آخر:
أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح
وان ابن عم المرء فاعلم جناحه ... وهل ينهض البازي بغير جناح (7)
ولله در القائل:
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى ... خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا
تأبى القداح إذا اجتمعن تكسراً ... وإذا افترقن تكسرت أفرادا (8)
وقال آخر:
الناس للناس من بدوٍ وحاضرةٍ ... بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدم (9)
وقال آخر:
إذا العبء الثقيل توزعته ... رقاب القوم خف على الرقاب (10)
وقال آخر:
وإن قام منهم قائم قال قاعد ... رشدت فلا غرم عليك ولا خذل
وقال آخر:
إذا ما تأملنا الأمور تبينت ... لنا وأمير القوم للقوم خادم (11)
وقال آخر:
إذا سيدٌ منا ذرا حد نابه ... تخمط فينا ناب آخر مقرم
وقال أحد الشعراء:
هموم رجال في أمور كثيرة ... وهمي من الدنيا صديق مساعد
نكون كروح بين جسمين قسمت ... فجسماهما جسمان والروح واحد (12)
وقال آخر:
إني رأيت نملة ... في حيرة بين الجبال
لم تستطع حمل الطعام ... وحدها فوق الرمال
نادت على أخت لها ... تعينها فالحمل مال
لم يستطيعا حمله ... تذكرا قولا يقال
تعاونوا جميعكم ... فالخير يأتي بالوصال
نادت على إخوانها ... جاءوا جميعا بالحبال
جروا معا طعامهم ... لم يعرفوا شيئا محال
وقال حافظ إبراهيم:
إذا ألمت بوادي النيل نازلةٌ ... باتت لها راسيات الشام تضطرب
وإن دعا في ثرى الأهرام ذو ألمٍ ... أجابه في ذرا لبنان منتحب
لو أخلص النيل والأردن ودهما ... تصافحت منهما الأمواه والعشب
وقال آخر:
وكل عضوٍ لأمرٍ ما يمارسه ... لا مشي للكف بل تمشي به القدم (13)
وقال آخر:
وبلوت أسباب الحياة وقستها ... فإذا التعاون قوة ٌ ونجاح
وقال آخر:
وإن ضاع التعاون في أناس ... عفت آثارهم في الضائعينا ...
(1) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (ص303).
(2) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (ص303).
(3) ((عيون الأخبار)) للدينوري (3/ 4).
(4) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (ص87).
(5) ((موارد الظمآن لدروس)) لعبد العزيز السلمان (3/ 491).
(6) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (ص303).
(7) ((عيون الأخبار)) للدينوري (3/ 4).
(8) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (ص86).
(9) ((موارد الظمآن لدروس)) لعبد العزيز السلمان (4/ 155).
(10) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (ص303).
(11) ((موارد الظمآن لدروس)) لعبد العزيز السلمان (4/ 156).
(12) ((صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم)) لحسين المهدي (ص666).
(13) ((موارد الظمآن لدروس)) لعبد العزيز السلمان (4/ 156).