الثلاثاء، 10 أبريل 2012

موسوعة علوم الحديث : تخريج الحديث عن طريق : الاستقراء والتتبع

تخريج الحديث عن طريق : الاستقراء والتتبع


        تعتمد هذه الطريقة على الاستقراء والتتبع، وهو التفتيش الدقيق عن الحديث المطلوب تخريجه، والبحث عنه في بطون دواوين الحديث ورقة ورقة، وسطراً سطراً، وقراءتها سرداً.

        تستخدم هذه الطريقة لتخريج الحديث من الكتب غير الداخلة في الطرائق الخمسة السابقة، وذلك لأنها غير مرتبة على أي ترتيب من التراتيب السالف ذكرها.

        فلا هي مرتبة على الكلمات الغريبة، ولا على أوائل الحديث، ولا على مسانيد الصحابة، ولا على الأبواب والموضوعات، ولا على صفات في السند أو المتن , فلا يمكن التخريج من أمثال هذه الكتب إلا بواسطة الاستقراء والتتبع.

        وهذه كثيرة جداً، يمكن تصنيفها حسب الأنواع الآتية:

        أ.الأجزاء الحديثية:

        ومثالها :

        1- الثقفيات: لأبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي الأصبهاني (ت489هـ) توجد مخطوطة.

        2- الجعديات: لأبي الحسن علي بن الجعد البغدادي (ت232هـ)، وهي اثنا عشر جزءاً من جمع أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي الكبير (ت317هـ)(69)، وهي التي طبعت بعنوان: "مسند ابن الجعد" بتحقيق الدكتور عبد المهدي بن عبد القادر.

        ب.الأربعينات:

        ومثالها :

        1- الأربعون: لأبي بكر محمد بن حسين الآجُرّي البغدادي (ت360هـ) مطبوع.

        2- الأربعون: للبيهقي (ت458هـ) مطبوع، ط أولى (1403هـ/1983م).

        جـ. الأفراد:

        هي المصادر التي تجمع الأحاديث التي تفرد بها روايها عن كل الرواة ثقاتٍ أو غيرهم، أو التي تفرد بها روايها الثقة عن غيره من الثقات، أو التي تفرد بها راويها عن راو معين. مثل :

        1- الأفراد والغرائب: للدارقطني (ت385هـ) يوجد منها بعض الأجزاء مخطوطاً.

        2- الأفراد: لابن شاهين (ت385هـ)(73).

        د. الأمالي الحديثية:

        هي الكتب التي يكتب فيها مؤلفوها الأحاديث التي يقرأها عليهم شيوخهم. مثل :

        1-الأمالي: لأبي عبد الله حسين بن إسماعيل المِحَامَلي البغدادي (ت330هـ) مخطوط في الظاهرية برقم 115.

        2-الأمالي: لأبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص البغدادي (ت393هـ) مخطوط في الظاهرية:

        كافة هذه المؤلفات وغيرها من الكتب غير الداخلة في الطرائق الخمسة السابقة ، هي كتب الطريقة السادسة بشرط ألا يكون لأحاديثها أي فهرس من الفهارس المتنوعة، لأنه إذا كان لها فهرس على الكلمات الغريبة فتدخل تلك المؤلفات في كتب الطريقة الأولى، وإذا عمل لها فهرس على أوائل الحديث فتصبح من كتب الطريقة الثانية، وإذا عمل لها فهرس على مسانيد الصحابة فتندرج في كتب الطريقة الثالثة، وإذا عمل لها فهرس على الأبواب والموضوعات فتدخل في كتب الطريقة الرابعة، وأكثرها قد عمل لها فهارس مفردة، أو ملحقة بها.

        محاسن هذه الطريقة:

        1-إنها أضمنُ طريقٍ للوصول إلى الحديث الذي يراد تخريجه، لأنها تعتمد على التببع الكامل للحديث في مصادره سطراً سطراً، وحرفاً حرفاً، فلا يفوت الباحثَ إن كان فيها.

        2-إنها أكثره توفيراً لفرص الإطلاع على مجموعة كبيرة من الأحاديث في المصادر التي يبحث فيها عن الحديث المطلوب تخريجه.

        عيوبها:

        -ضياع كثير من الوقت والجهد، وقد لا يجد الباحث مع ذلك حديثه لأنه غير موجود في المصدر الذي فتش فيه عنه، ومن الممكن عدم الوقوف على الحديث مع وجوده في المصدر بسبب استعجاله، أو إرهاقه، أو لعدم وقوع البصر عليه.
========
المصدر :
تخريج الحديث - نشأته ومنهجه د/ محمد أبو الليث الخير آبادي (بتصرف)