علم العروض : بحر المتدارك
ومفتاحه هو: سبقت دركي فإذا نقرتْ....فعلن فعلن فعلن فعلُ وأحياناً يسمى المحدث
ومفتاحه هو: حركاتُ المحدث تنتقـلُ... فعلن فعلن فعلن فعلُ .
تركيب أبيات هذا البحر من ( فاعلن) مكررة ثماني مرات ، أربعاً في كل شطر ، فيكون البيت تاماً ، أو مكررة ست مرات في كل شطر ثلاث فيكون البيت مجزوءاً
أولا : تام المتدارك
قال شوقي معارضاً الحصري:
ما بــا/ ل العــا/ذل يف/تــح لي/ بــاب الس/ـلوان وأو/صــده/
ويـــقول تـكاد تـــــجن به فـأقول وأوشـــك أعبـــده
ما با ( فاعل) ل العا (فاعل ) ذل ( فعلن ) تح لي ( فعلن ) وهي العروض حذف منها الثاني الساكن ، ويسمى خبناً ، فهي مخبونة.
جاءنا/ عـــامرٌ/سالماً /صالحاً / بعــد ما /هو كـــان من /عامري
باب الس ( فاعل) سلوا ( فاعل) ن وأو ( فعلن) صده ( فعلن) وهو الضرب ، مخبون كالعروض
وهنا أبيات من مطلع قصيدة شوقي :
مضناك جـفاه مرقده وبكـاه ورحـم عـوده
حـيران القلب معذبة مقـروح الجفن مسـهده
أودى حـرقاً إلا رمـقاً يبــقيه عليـك وتنـفذه
يستـهوى الورق تأوهه ويـذيب الصــخر تنهده
ويناجي النجم ويتـعبه ويقيم الليـل ويقعـــده
ويعـلم كل مـطوقـة شــجناً في الـدوح تردده
كم مد لطيفك من شرك وتـأدب لا يتـصـيـده
فعسـاك بقرب مسعفه ولـعل خيـالك مسـعده
* * * * *
وقد ذكر العروضيون لهذا النوع التام عروضاً وضرباً صحيحين ، وآخرين مقطوعين.
فأما الصحيحان : فليس ثمة شاهد يثبت وجودهما في القديم ولا في الحديث ، ومعلوم أن الأبيات التي يصنعها العرضيون لا عبرة بها ولا وزن لها.
وأما المقطوعان : فليس في القديم شاهد لهما ، وأما في الحديث فنجد أبياتاً منثورة كأنها هتاف ، فأما القصائد فلم يوجد منها شيء .
تجد ذلك في قول شوقي:
تـحيا روما يحيا قيصر رومـا العظمى أبداً تنصر
وقوله :
مـرحى مرحى يحيا الفن يحيـا الشعر يحيا اللحن
ولذلك أعرضنا عن هذين النوعين .
ثانيا : مجزوء المتدارك
والذي نراه أن مجزوء المتدارك لا وجود له في الشعر العربي أثبته العروضيون وصنعوا له أبياتاً تقوم على عروض صحيحة وضرب صحيح كقول الذي قال :
قـف على دارهم وابـكين بين أطلالـها الدمـى
أو عروض صحيحة ، وضرب مخبون مرفل ، تصير مخبون مرفل ، تصير به ( فاعلن) إلى ( فاعلاتن) كقول من قال :
دار ســعدى بشحر عمان قــد كساها البلى الملوان
وتقطيعه :
دار سع ( فاعلن) ـدى بشح ( فاعلن) ـر عمان ( فعلاتن) ، فهذه العروض – كما يظهر – مرفلة- ، ولكن العروضيون يصيرون على أنها صحيحة ، وأن الترفيل هنا غير لازم ، ويدعون أن ذاك مصدره التصريع، وأن الشاعر سيهجره بعد ذلك ، ولكن أين القصيدة ومن الشاعر ؟ لا جواب .
قد كسا ( فاعلن) ها البلى ال( فاعلن) ملوان ( فعلاتن) وهذا الضرب مرفل ، ويثبتون عروضاً صحيحة ، وضرباً مذالاً ، مثل قول القائل :
هـذه دارهم أقفرت أم زبـور محتهــا الدهور
هذه ( فاعلن) دراهم ( فاعلن ) أقفرت ( فاعلن) عروض صحيحة أم زبو ( فاعلن) رمحت ( فاعلن) ـها الدهور ( فاعلان) ضرب زيد فيه ساكن على ما آخره وتد مجموع ، ويسمى هذا تذييلاً ، فالضرب مذال.
ونحن لا نثبت للمتدارك إلا نوعه التام النخبون العروض والضرب وعمدتنا في ذلك عدم الورود عن العرب ، ونشاز اللحن والموسيقى