الجمعة، 20 يناير 2012

مصطلحات : الراديكالية


الراديكالية
هي كلمة اجنبية معناها اصولي الا ان المفهوم عن هذه الكلمه

هو ما يعنيه من وضعها في الغرب فهي تستخدم بمعنى الارهاب

والتطرف ويستخدمها الغرب لذم المسلمين والصاق التهم بهم

و تعني التطرف وهي فلسفة سياسية والراديكاليون سبحثون عن

الاخطاء السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية في المجتمع ويطالبون

بالتغييرات الفورية لازالتها

وهي ماخوذه من الكلمة اللاتينية Raids تعني الجذر او الاصل

وهي معاديه للديموقراطية وقد وصفت بالفاشية الجديدة
الراديكالية مصطلح قديم ظهر منذ العصور الوسطى، وهي تعريب للكلمة الإنجليزية "Radicalism" وأصلها كلمة "Radical" وتقابلها باللغة العربية حسب المعني الحرفي للكلمة "أصل" أو "جذر"، ويقصد بها عموما (مثل كلمة "أصولية") العودة إلى الأصول والجذور والتمسك بها والتصرف أو التكلم وفقها، ويصفها قاموس لاروس الكبير بأنها "كل مذهب محافظ متصلب في موضوع المعتقد السياسي".
ويمكن القول أيضا بأن الراديكالية هي نهج أو سياسة تسعى لإدخال إصلاحات جذرية على النظام الاجتماعي القائم، والأحزاب الراديكالية في بعض الدول اليوم يمثلها عادة الأجنحة السياسية اليمينية المتطرفة أو الأحزاب ذات النظرة الدينية المتطرفة سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية أو هندوسية.
من معاني الراديكالية كذلك التطرف، أي النزعة إلى إحداث تغيرات متطرفة في الفكر والعادات السائدة والأحوال والمؤسسات القائمة.
وقد ظهرت في بداية الأمر للإشارة إلى تصلب رجال الكنيسة الغربية في مواجهة التحرر السياسي والفكري والعلمي في أوروبا، وللدلالة على تصلب رجال الكنيسة و"راديكاليتهم" (أي تعصبهم وتصلبهم وإصرارهم على الأصول القديمة دون تجديد).
ولكنها أصبحت تشير فيما بعد إلى العكس وإلى التغيير، ليس بمعنى "العودة للجذور" فقط، ولكن "التغيير عموما بشكل جذري"؛ حيث أصبحت تنسب إلى جذور الشيء، ويقال إن "الجذريون" أو "الراديكاليون" هم الذين يريدون تغيير النظام الاجتماعي والسياسي من جذوره، ولهذا فسرها البعض على أنها تعبر عن الإصلاح الأساسي " حسب نظرة هؤلاء " من الأعماق أو الجذور.
تاريخ
.....................................
جذور مفهوم التطرف تعود إلى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر أثناء الثورة الصناعية، كل ذلك بدأ بسلوك يعقوبي لبعض الجماعات تدعو إلى إجراء تغيير في الهياكل الاجتماعية، من خلال الإصلاحات المطلقة.
لكن العالم اليوم صبغ مصطلح "الراديكالية" بمعنى آخر هو التطرف، وأضاف إليه معنى العنف والإرهاب، وكثيرا ما أشير به الي بعض المسلمين في العصر الحديث، ولهذا قال المستشرق البريطاني "هومي بابا" (أستاذ الأدب في إحدى الجامعات البريطانية) إن: "الراديكالية كلمة ذات دلالات سلبية تلصق بالعالم الإسلامي، مع أن الظاهرة عالمية ولاتقتصر على ما كان يسمى دول العالم الثالث مثل الهند ومصر، بل وجدت طريقها إلى العالم الأول حيث الراديكالية الإنجيلية على أشدها في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً".
ويقول المؤرخون إن الصحفيين العرب تداولوا (بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982) ومن بعدهم الباحثون والمحللون الناطقون بالعربية، مصطلح (الأصولية) على نطاق واسع وذلك ترجمة لمصطلحين غربيين استعملتهما الأوساط السياسية والإعلامية والثقافية في الغرب للإشارة إلى حالة ظهور عدة تيارات وجماعات دينية تتعامل في الشأن السياسي في عدة دول ذات غالبية مسلمة والمصطلحان هما Radicalisme وIntegrisme، في حين أن هذين المصطلحين بما يحملان من دلالات سياسية وفكرية لايعبران تعبيرا دقيقا عما توحي به لفظة (الأصولية) الرائجة حاليا وخاصة مايتضمنه المصطلح الثاني من معاني الرجعية المعادية لكل تقدم، وهكذا يصبح النعت بالأصولية بمثابة شتيمة سياسية !.
وقد أصبحت الكلمة مرادفة للحياة السياسية عموما× بحيث أصبحت هناك "أحزاب راديكالية" و"سياسة راديكالية"، و"توجه راديكالي"، و"زعيم راديكالي". ومع انحسار استخدام الكلمة في العالم الغربي تدريجيا بدأت الصحف الغربية ومراكز الدراسات تتحدث عن العالم العربي والإسلامي بهذا المصطلح، مثل وصف [[الثورة بأنها راديكالية، والفكر الثوري بأنه راديكالي.
وغالبا ما ترتبط الكلمة بالتيارات الماركسية أو الاشتراكية أو اليمينية المتطرفة، وإن كانت أصبحت أكثر ارتباطا في الوقت الراهن بالتيارات الإسلامية.

أو التطرف فلسفة سياسية تؤكد الحاجة للبحث عن مظاهر الجور والظلم في المجتمع واجتثاثها. ومصدر كلمة الراديكالية، ينبع من الكلمة اللاتينية Radis، وتعني الجذر
أو الأصل
. فالراديكاليون يبحثون عما يعتبرونه جذور الأخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المجتمع ويطالبون بالتغييرات الفورية لإزالتها.

يختلف معنى كلمة راديكالي
من بلد لآخر ومن وقت لآخر. ففي بلدان الغرب، غالبًا ما يساند الراديكاليون
بعض المفاهيم الاشتراكية، بينما كان الراديكاليون في بلدان أوروبا الشرقية يعارضون وجود الأنظمة الاشتراكية القائمة. إضافة لذلك، فإن من يعدهم جيل من الأجيال راديكاليين، قد يختلفون بقدر كبير في وجهات نظرهم عن الراديكاليين من الجيل السابق لهم، أو الذي يأتي من بعدهم.


في أوروبا.
استخدم المصطلح راديكالي
بصفة عامة في بريطانيا، خلال السنوات الأولى من القرن التاسع عشر. وكان ذلك الاستخدام يصف الإصلاح الذي تطالب به بعض القيادات السياسية أمثال تشارلز جيمس فوكس في عام 1797م، حيث كان السيد فوكس يطالب بما سماه الإصلاح الجذري
وذلك بغرض تحسين النظام السياسي البريطاني ليكون أكثر ديمقراطية. وخلال سنوات القرن التاسع عشر، قاد الفيلسوف البريطاني جيرمي بينثام، مجموعة كانت تدعى بالفلاسفة الراديكاليين، وكان هذا الفيلسوف يعتقد بأن جميع القوانين، والتشريعات، يجب أن توفر القدر الأكبر من السعادة للسواد الأعظم من الناس.

تطوَّر مفهوم الراديكاليّة
في فرنسا، بعد أن حولت الثورة الفرنسية (1789-1799م) تلك الدولة إلى جمهورية. وخلال القرن التاسع عشر عَدَّ كثير من الراديكاليين الأوروبيين الثورة الفرنسية نموذجًا لهم، وسعوا بذلك لتأسيس جمهوريات في بلدانهم.

قام العديد من الراديكاليين الأوروبيين بتأسيس الحركة الاشتراكية، وطالبوا بإعادة البناء الكامل للمجتمع. وخلال السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، انقسمت الحركة إلى قسمين : قسم معتدل وقسم متطرف. وسعى الاشتراكيون المعتدلون إلى التغيير من خلال الإصلاح التدريجي، أما الاشتراكيون الراديكاليون فقد أصروا على أن الثورة فقط هي الكفيلة بإصلاح المجتمع. ففي روسيا أُطلق على المعتدلين المنشفيك
وعلى الراديكاليين البولشفيك
. وقد استولى البولشفيك على السلطة عام 1917م وأقاموا حكومة شيوعية.

في الهند.
انقسمت أيضًا الحركة الوطنية، فبالرغم من أن معظم الناس كانوا يرغبون في طرد البريطانيين من الهند، إلا أنهم لم يتفقوا على كيفية إجراء التغيير. فاتبع المعتدلون المهاتما موهنداس غاندي، في دعوته للعصيان المدني. انظر:
غاندي، موهنداس كرمشند
. أما الوطنيون الأكثر راديكالية، فقد كانوا يرون البريطانيين، أعداء يمكن هزيمتهم عن طريق العنف فقط. خلال الحرب العالمية الثانية، (1939- 1945م)، بدأ سوبهاس تشاندرا بوس، زعيم الحزب الراديكالي في المفاوضات مع ألمانيا النازية، ومن ثم قام بتجهيز جيش هندي للقتال جنباً إلى جنب مع اليابانيين وطرد البريطانيين من الهند. إلا أن تلك القوة تعرضت للهزيمة. وبعد انتهاء الحرب، اجتمع المسؤولون البريطانيون، مع القيادات الوطنية المعتدلة، ونالت الهند استقلالها عام 1947م.

في الولايات المتحدة الأمريكية.
عارض أتباع ألكسندر هاملتون، أول وزير للخزانة، الثورة الفرنسية. وقد استخدموا المصطلح راديكاليون
، لتعريف أتباع توماس جفرسون، المؤيدين لفرنسا.

وفي السنوات التي سبقت الحرب الأهلية الأمريكية (1861- 1865م) والتي أعقبتها مباشرة، نادى دعاة الراديكالية بالإلغاء الفوري لظاهرة الاسترقاق. أما الراديكاليون الآخرون، فقد طالبوا بتخفيض أسعار الأراضي، وحظر المشروبات الكحولية والإصلاحات الانتخابية وحقوق المرأة. بعد انتهاء الحرب الأهلية، سعى الجمهوريون والراديكاليون، إلى السلام الصعب مع الجنوب المنهزم. انظر: إعادة البناء
.

لم يتمكن الراديكاليون الأمريكيون على الإطلاق، من تأسيس حزب سياسي رئيسي كما فعل الأوروبيون. وبالرغم من ذلك، فإن الراديكاليين في الولايات المتحدة قد أثروا في السياسات الوطنية من خلال كتاباتهم وأحاديثهم.

أدان مساندو الحركة السوداء خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين حركة الحقوق المدنية لأن أهدافها وأساليبها غير راديكالية. وخلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، حرصت النساء الراديكاليات على إسقاط التنظيمات التي يهيمن عليها الرجال. ويسعى المعتدلون للمطالبة بالأجر المتساوي للعمل المتساوي، وإيجاد مدخل لتعديل الحقول المتساوية والمطالبة بدعم الحكومة الفيدرالية لمراكز رعاية الأطفال

الراديكالية الإسلامية
................................
الراديكالية مصطلح معروف في الأدبيات السياسية إلا أن الثورة في إيران أفرزت نوعاً خاصاً من الراديكالية، أصطلح على تسميته بالراديكالية الإسلامية، وتعني مناصرة الإصلاحات الجذرية والأساسية والحاسمة في المنهج السياسي للجمهورية الإيرانية ، كما تعني المطالبة بالحريات الأساسية والديمقراطية على أساس القيادة الشعبية الدينية، وكان ظهور هذا النوع من الراديكالية نتيجة لأن عدداً من علماء الدين اتخذوا من المنهج الراديكالي أسلوباً لهم في الممارسة السياسية، فأدخلوا عليه بعض التعديلات التي تصبغه بالصبغة الإسلامية، وقد اختلف قادة الثورة الإسلامية حول حدود هذه الراديكالية، لكنهم قرنوها بالحركة الإصلاحية في البلاد، وقد أرجعها بعضهم إلى عهد الخميني مؤكدين أن الخميني نفسه كان يناصر الجناح الراديكالي في النظام، فإذا كان عبد الله نوري نموذجاً للتيار الراديكالي الإسلامي فقد لفت انتباه الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، فقربه إليه وجعله وكيلاً سياسياً لهيئة الإذاعة والتليفزيون ثم مديراً لها، كما عينه ممثلاً له في اللجنة الثلاثية لاختيار القضاة وعضوا في المجلس الأعلى للقضاء، كما عينه الخميني عام (1361هـ).ش. ممثلا له في هيئة جهاد التعمير وهي من الهيئات الثورية الهامة، وكان أول شاب يختاره الخميني لتولى هذه المناصب، واستمرت علاقة نوري بالخميني قوية فأسند له منصبين هامين أولهما أن يكون ممثله في جيش حراس الثورة الإسلامية الذراع القوي للنظام، وثانيهما أن يكون عضوا في لجنة إعادة النظر في دستور الجمهورية الإسلامية، مما يعد دعما للراديكاليين في الحكومة، ثم كانت عضويته في مجلس الشورى الإسلامي سنداً آخر لهذه الراديكالية، وإذا كان طاهري قد ساعده في إظهار هويته الراديكالية في أصفهان، فإن الخميني قد ساعده في طهران، وساعده الخميني نفسه في الحكومة، فقد ساعد الخميني رفسنجاني في البرلمان، وكانت الراديكالية الإسلامية تحت قيادته في البرلمان منافسة قوية لليمين المحافظ حيث استطاع دعم صلاته بعلماء الدين في مجلس الشورى الإسلامي حتى وصل إلى رئاسة لجنة الخطة والميزانية، وصارت له صلاحيات كبيرة في تحديد ميزانية مرحلة الحرب، في أواخر حياة الخميني كادت تسنح له فرصة رئاسة الوزراء حيث كان الاتجاه العام يجمع ما بين الثورية والأصالة مما يسمح للجيل الثاني بتولي المهام، فضلاً عن أن نوري كان قد دعم شبكة علاقته بعلماء الدين الشبان مما جعل له موقعا متميزاً في النظام، لقد صار عبد الله نوري في السنوات الأخيرة من التسعينيات قوة راديكالية إسلامية، لكنه استطاع أن يعبر من الراديكالية إلى التحديث في الوقت الذي كان يحسب فيه على علماء الدين. وكان الرئيس هاشمي رفسنجاني قد قام عام (1368هـ،ش. 1994م) بثورة إدارية غير بها أسلوب العمل، واختار عبد الله نوري وزيراً للداخلية فلم يكن نوري في موقع مدير تنفيذي فقط بل مخططاً لبنية أمنية على الطريقة الراديكالية فدمج اللجان الثورية في وزارة الداخلية وعمل على توحيد ومركزية القيادة الأمنية، ثم صار عبد الله نوري عضواً بمجمع تحديد مصلحة النظام فصار أحد كبار مديري النظام، لكن المجمع كان في بداية تكوينه، وكان الجناح اليميني المحافظ يسيطر على إدارة الحكومة بالتعاون مع التكنوقراط لطرد جناح اليسار الراديكالي الإسلامي من السلطة، لذلك فلم يدعم مجلس الشورى الإسلامي عبد الله نوري عام (1372هـ.ش. 1998م) وسحبت منه الثقة كوزير للداخلية فعاد إلى الحوزة العلمية في قم، لكن جمعية كوادر البناء استدعته ووضعته على رأس قائمتها الانتخابية، فنجح في انتخابات الدورة الخامسة لمجلس الشورى لولا الخلاف الذي دب بين العمليين من كوادر البناء وبين الجناح اليساري من الإصلاحيين فصار زعيم الأقلية في المجلس، إلا أنه أصبح من زعماء كوادر البناء مع تباعده مع العمليين في الحرب وخلافه مع التكنوقراط حول الاشتراك في انتخابات مجلس الخبراء.
ومع نجاح الرئيس خاتمي في تولي رئاسة الجمهورية اختاره وزيراً للداخلية فحصل على الثقة من المجلس بصعوبة، وقد حرص نوري خلال توليه وزارة الداخلية على تعميق التنمية السياسية كرجل دين حر، فمنح تصاريح أكثر لنشاط الأحزاب والجماعات السياسية، وأقر التجمعات والاجتماعات السياسية، ومهد لإقامة مجالس المدن، كما عارض محاكمة غلامحسين كرباسي مما أدى بالمحافظين في مجلس الشورى الإسلامي باستجوابه وسحب الثقة منه في أقل من عام، وقد جعله هذا يقرر أن يوصل صوته للرأي العام فقام بتأسيس صحيفة خرداد، واستفاد من منبرها في الدعوة لإصلاح الحوزة والسلوك السياسي لعلماء الدين وإعادة النظر في ولاية الفقيه، وقد اعتبر علماء الدين دعوة نوري خروجاً على أسس النظام فأغلقت الصحيفة وتم تقديم نوري للمحاكمة.
لكن هذا لم يكن نهاية للراديكالية الإيرانية حيث تشير السياسة التي يتبعها الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي وسعيه لإبقاء النظام مع إصلاحه ليصل إلى مرحلة النضج السياسي، ويخرج من تقوقعه إلى مستوى الظروف التي تواجهه والأوضاع التي تكتنف المنطقة والعالم إلى توجه راديكالي، وراديكالية خاتمي لا تأتي من فراغ على عكس ما يبدو من كونه أحد علماء الدين، حيث يرجع إلى قيادته حركة الإصلاح في إيران الفضل في تركيز الجماعات السياسية وتبلورها واتخاذها شكل الأحزاب السياسية وتفعيل دورها في تنمية الديمقراطية، ولا شك أن مشروع خاتمي الذي يجمع بين الراديكالية والشيعية في ثوب جديد وليد فكر سياسي وتجربة في الحكم والإدارة، حيث أدرك أن المجتمع المدني الذي ينشد الوصول إليه يحتاج إلى قيادة من نوع جديد ترشد المواطنين، بل والنظام كله إلى الطريق الذي ينبغي سلوكه للوصول إلى تحقيق قيام هذا المجتمع خلال المرحلة المقبلة، ويشرح ذلك بقوله: إن القدرة الاجتماعية تنشأ سواء في الداخل أو الخارج من إرادة الإنسان ولا تتحقق في ممارسة أية قوة سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة ما لم تكن متفقه مع رغبات الشعب، الدستور هو أساس العمل في المجتمع وإلا فإن المجتمع يتفسخ، فتمتع الحكام بالقوة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والعلمية هو امتداد لرغبة الشعب وإرادته، والانتخابات هي دليل مشروعية ومقبولة النظام ودليل اقتداره، والبلاد في حاجة إلى تنمية شاملة، ولكن الأهم من ذلك هو أن تكون مختلف التنمية التقدم في مسيرة رغبات الشعب وإرادته.
مستقبل الإسلام وتحديات الراديكالية العالمية
.............................................................
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا. (البقرة : 143)

انتشار الفقر في الدول الإسلامية جعل أكبر عدد المهاجرين في أوربّا وأمريكا هم المسلمون، حيث يتقدّمون إليها سواء بطريقة رسمية أم غير رسمية للبحث عن أحسن الحياة اقتصادية وسياسية واجتماعية.
وإلى جانب ذلك قاموا بالدعوة الإسلامية فيها. هذا ما جعل الإسلام ينتشر في الدول الغربية، حتى في أمريكا، بالسرعة. ولكن الأسف، بعد حادثة 11 من سبتمبر 2001، أصبح المسلمون الموجودون في أوربّا متّهمون بالقوم الذي يحبّ العنف والإرهاب.

ظهور الراديكالية
قال كثير من المحلّلين أن ظهور الموقف الراديكالي بشكل السُخط نحو الغرب بسبب النزاع المتواصل بين فلسطين وإسرائيل. وسبّب ذلك ظهور الانتقام السياسي الأوسع، يعني بين العرب وبين إسرائيل ومشجّعيها. ثم يتّسع النزاع إلى أن أصبح النزاع بين الإسلام واليهود.
ظهور الحركة الدينية الراديكالية هو الواقع المهمّ الذي يصوّر عن الإسلام في الأيام الأخيرة. فالمجتمع العالمي لم ينس الثورة الإسلامية الإيرانية سنة 1979 التي رفعت جماعة المُلّة إلى السلطة. وقد أثّرت تأثيرا قويا فيهم. وفي وقت قصير، ذهل العالم الغربي عندما قامت حكومة الملّة بمقاومته، حيث أنهت سيطرة الغرب السياسية والعرفية فيها وبدّلتها بالنظم الجديدة.
نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية يقوّي حركة هذه الدولة في تصدير الثورة. رأى كثير من المحلّلين أنه من السهل أن نجد البيانات عن تورّط إيران بالأعمال الراديكالية في الدول الأخرى. حيث قامت بتشجيع حركة الثورة في لبنان وفلسطين، حتى في أوربّا. والحالة نفسها ظهرت في الجزائر، حيث عانت الفوضى المتواصل في السنوات الأخيرة.
إن الحركة الراديكالية المنتشرة في معظم الدول الإسلامية لم تكن مرتبطة كلّها. فالمقاومة التي حدثت في جنوب فلبّين ليست لها علاقة بالجزائر، كما أن الحركة الثورية في السودان ليست لها علاقة مع الثورة الإيرانية. لكلّ الحركة برنامجها الخاصة. وأحيانا، تختلف أيضا في كيفية تفسير النصوص أساساً لحركتها.
وفي القرن التاسع عشر، تغيّرت الأحوال في العالم، حيث أصبح الغرب قوّة مسيطرة في العالم، سواء في السياسة أم الاقتصاد أم الثقافة أم غيرها من النواحي. وفي جانب آخر انهزمت الأمة الإسلامية. فتحوّل برنامج التجديد الإسلامي من القضايا الداخلية إلى القضايا الخارجية. كما تحوّل شكل حركة النهضة الإسلامية من الحركة الثقفية الدينية إلى الحركة السياسية الإيديولوجية.
وتكون عملية النهضة برفض الغربيين (غير المسلمين) وبالرجوع إلى الواقع التاريخي للإسلام. وفي معظم الدولة الإسلامية استخدمت المصطلحات الدينية للتعبير عن عدم الرضا على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. لذلك، أصبحت الحجّة في إقامة الدين ليست حجّة دينية فحسب، بل تدفعها الإرادة القويّة للحصول على الفوز مثل ما كان في الواقع التاريخي.

محو الراديكالية
كاد أن يرتبط كل الأعمال الراديكالية بحركة المقاومة على الغرب. بداية من المعارضة على الحكم العلماني إلى الرأسمالي الذي يعتبره متّصفا بالاستغلال. دلّ ذلك على أن الحضارة الحديثة المنفّذة في العالم اليوم لم توفّق مصالح الجماعة الراديكالية. وفي الوقت نفسه من الصعب أن تقبل ميول العولمة المنظّمة للعلاقة الدولية. فلابد من البحث عن حلّ ذلك كي تنتهي الحركة الراديكالية.
وينبغي أن يكون المسلمون أمة وسطا مثل ما أمرهم الله عز وجلّ في سورة البقرة الآية 143. وذلك باستخدام العقل لا السلاح. فالمسلمون لا بد أن يهتمّوا بالجانبي المادّي والروحي معاً.
ويمكن تحقيق “أمة وسطا” باستقلال المسلمين من الفقر والجهل والظلم. لأن تلك الأمور الثلاثة هي الدوافع الرئيسية المؤدّية إلى ظهور الراديكالية. إن الانفجارات الحادثة في المغرب والرياض وبالي قد أيقظت الأمة الإسلامية بأن الراديكالية قد تحوّلت إلى الفعل. فظهرت المقاومة على تلك العملية من زعماء المسلمين، مثل شيخ الأزهر السابق بمصر، محمد سيّد الطنطاوي، وملك فهد بن عبد العزيز ورئيس الوزراء مهاتير محمد. وقال شيخ الأزهر السابق رحمه الله  أن الراديكالية لا علاقة لها بالدين، وأنها حركة سياسية تشوّه صورة الإسلام.