الخميس، 19 يناير 2012

الصحابة : الزبير بن العوام

الزبير بن العوام

الزبيـر بن العوام.. حواريّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
»  إن لكل نبي حواريّاً، وحواريّ الزبير بن العوام«
الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في ( قصي بن كلاب(كماأن أمه ( صفية ) عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوجته أسماء بنت أبيبكر ذات النطاقين. كان رفيع الخصال عظيم الشمائل، يدير تجارة ناجحة،وثراؤه عريض لكنه أنفقه في الإسلام حتى مات مديناً.

الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله، لقب بحواري الرسول. ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم وعمره خمس عشرة سنة، كان ممن هاجر إلى الحبشة، و هاجر إلى المدينة، قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "إن لكل نبي حوارياً وحواريّ الزبير"، تزوج أسماء بنت الصديق.
كان من السبع الأوائل في الإسلام...وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.
أمه صفية بنت عبد المطلب بن عبد مناف, عمة رسول الإسلام. عمته السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.
كان خفيف اللحية أسمر اللون، كثير الشعر، طويلاً.
شهد بدراً وجميع غزوات الرسول مع الرسول وحارب الردة ومانعي الزكاة تحت خلافة أبي بكر الصديق وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص فى فتح مصر وقد ساعد ذلك المسلمين كثيراً لما فى شخصيته من الشجاعة والحزم.
ولما مات عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة المجوسي كان الزبير من الستة أصحاب الشورى الذين عهد عمر إلى أحدهم بشئون الخلافة من بعده. عادى الزبير بن العوام علي بن أبى طالب ولما تبين له موقف الإمام على من مقتل عثمان رد راجعاً عن الجيش فى موقعة الجمل وكان بجانبه طلحة بن عبيد الله وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر.
قتله غدرا رجل يدعى عمرو بن جرموز ، وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم قاتله بالنار.. وقد دفن الزبير في أطراف البصرة في موضع يسمى اليوم باسمه.
أبنائه: كان يسمي أبناءه بأسماء الشهداء وهم: عبدالله، جعفر، عبيدة، عمرو، خالد، عروة، المنذر، مصعب، عاصم، حمزة

الزبير وطلحة
يرتبطذكرالزبيـر دوماً مع طلحة بن عبيد الله، فهما الاثنان متشابهان في النشأةوالثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين، وحتى مصيرهما كان متشابهاً؛ فهما منالعشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجتمعانبالنسب والقرابة معه، وتحدث عنهما الرسول قائلاً «طلحة والزبيـر جاراي فيالجنة»، و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطابلإختيار خليفته.
أول سيف شهر في الإسلام
أسلم الزبير بنالعوام وعمره خمس عشرة سنة، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوابالإسلام، وقد كان فارساً مقداماً، وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام؛ ففيأيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قُتِل، فما كان منالزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه، وسار في شوارع مكة كالإعصار، وفي أعلىمكة لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله ماذا به؟ فأخبره النبأ، فصلىعليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب.
إيمانه وصبرهكانللزبير رضي الله عنه نصيباً من العذاب على يد عمه، فقد كان يلفه في حصيرويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه: "اكفر برب محمد أدرأ عنك هذاالعذاب"، فيجيب الفتى الغض: "لا والله، لا أعود للكفر أبداً". ويهاجرالزبير إلى الحبشة الهجرتين، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول صلىالله عليه وسلم.
غزوة أحد
في غزوة أحد وبعد أن انقلب جيشقريش راجعاً إلى مكة، ندب الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير وأبوبكرلتعقّب جيش المشركين ومطاردته، فقاد أبوبكر والزبير رضي الله عنهما سبعينمن المسلمين قيادة ذكية، أبرزا فيها قوة جيش المسلمين، حتى أن قريش ظنتأنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم فأسرعوا خطاهم لمكة هاربين.
بنو قريظةوفييوم الخندق قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بنيقريظة؟» فقال الزبير: "أنا" فذهب، ثم قالها الثانية، فقال الزبير: "أنا" فذهب، ثم قالها الثالثة، فقال الزبيـر: "أنا" فذهب، فقال النبـي صلى اللهعليه وسلم: « لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبيـر حَوَاريَّ وابن عمتي»
وحينطال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا للرسول صلى الله عليه وسلم، أرسلالرسول صلى الله عليه وسلم الزبيـر وعلي بن أبي طالب، فوقفا أمام الحصنيرددان: "والله لنذوقن ماذاق حمزة، أو لنفتحن عليهم حصنهم"، ثم ألقيابنفسيهما داخل الحصن، وبقوة أعصابهما أحكما وأنزلا الرعب في أفئدةالمتحصـنين داخله وفتحا للمسلمين أبوابه.
يوم حنين
وفي يومحنين أبصر الزبيـر (مالك بن عوف) زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلكالغزوة، أبصره واقفاً وسط فيلق من أصحابه وجيشه المنهزم، فاقتحم حشدهموحده، وشتت شملهم وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض المسلمينالعائدين من المعركة.

حبه للشهادة

كان الزبير بن العوامشديد الولع بالشهادة، فهاهو يقول: "إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماءالأنبياء، وقد علم ألا نبي بعد محمد، وإني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداءلعلهم يستشهدون".  
وهكذا سمى ولده "عبد الله" تيمناً بالشهيد عبد اللهبن جحش، وسمّى ولـده المنـذر تيمناً بالشهيد المنـذر بن عمـرو، وسمّىولـده عـروة تيمناً بالشهيد عـروة بن عمـرو، وسمى ولـده حمـزة تيمناًبالشهيد حمزة بن عبد المطلب، وسمّى ولـده جعفـراً تيمناً بالشهيد جعفر بنأبي طالب، وسمّى ولـده مصعباً تيمناً بالشهيد مصعب بن عميـر، وسمّى ولـدهخالـداً تيمنا بالشهيد خالـد بن سعيـد. وهكذا أسماهم راجياً أن ينالواالشهادة في يوم ما.
وصيته
كان توكله على الله منطلق جودهوشجاعته وفدائيته، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونهقائلاً: "إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي". وسأله عبد الله: "أي مولى تعني؟" فأجابه: "الله ، نِعم المولى ونِعم النصير". يقول عبدالله فيما بعد،فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقضي دينه،فيقضيه.

موقعة الجمل

بعد استشهاد عثمان بن عفان أتمالمبايعة الزبير وطلحة لعلي -رضي الله عنهم جميعاً- وخرجوا إلى مكةمعتمرين، ومن هناك إلى البصرة للأخذ بثأر عثمان، وكانت ( وقعة الجمل ) عام36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر، وانهمرت دموع علي-رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة،وصاح بطلحة: "يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك فيالبيت؟" ثم قال للزبير: "يا زبير: نشدتك الله، أتذكر يوم مرّ بك رسول اللهصلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا، فقال لك: يا زبير، ألا تحب علياً؟؟فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني، فقال لك: يا زبير،أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم"، فقال الزبير: "نعم أذكر الآن، وكنت قدنسيته، والله لاأقاتلك".  
وأقلع طلحة و الزبير رضي الله عنهما عنالاشتراك في هذه الحرب، ولكن دفعا حياتهما ثمناً لانسحابهما، و لكن لقياربهما قريرة أعينهما بما قررا فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتلهغدراً وهو يصلي، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.
الشهادة
لمّاكان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله، وسارعقاتل الزبير إلى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بينيديه، لكن علياً صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطردهقائلاً: "بشّر قاتل ابن صفية بالنار". وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبّلهالإمام وأمعن في البكاء وهو يقول "سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عنرسول الله". 
وبعد أن انتهى علي رضي الله عنه من دفنهما، ودعهما بكلماتأنهاها قائلاً: "إني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذينقال الله فيهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناًعَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}، ثم نظر إلى قبريهما، وقال: "سمعت أذنايهاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «طلحة والزبير، جاراي في الجنة»