الأحد، 23 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الرعد

إعراب سورة الرعد من الآية 1 إلى الآية 18


 

.إعراب الآية رقم (1):{المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (1)}.
الإعراب:
(المر) حروف مقطّعة لا محلّ لها، (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ، والاشارة إلى آيات القرآن كلّها أو إلى آيات السورة... واللام للبعد والكاف للخطاب (آيات) خبر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل هو (إلى) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل)، (من ربّك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، والكاف ضمير مضاف إليه (الحقّ) خبر المبتدأ الموصول الواو عاطفة (لكنّ) حرف استدراك ونصب- ناسخ- (أكثر) اسم لكنّ منصوب (النّاس) مضاف إليه مجرور (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (تلك آيات...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (الّذي أنزل... الحقّ) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: (أنزل إليك...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (لكنّ أكثر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذي أنزل...
الحقّ.
وجملة: (لا يؤمنون...) في محلّ رفع خبر لكنّ.
الفوائد:
- ذكرنا رأينا فيما سبق، حول افتتاح بعض السور بمثل هذه الحروف فعد إليه في مظانه.
.إعراب الآيات (2- 4):
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (الّذي) موصول خبر، (رفع)، فعل ماض، والفاعل هو (السّموات) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الكسرة (بغير) جارّ ومجرور حال من السموات أي خالية عن عمد، (عمد) مضاف إليه مجرور (ترونها) مضارع مرفوع.. والواو فاعل، و(ها) ضمير مفعول به، (ثمّ) حرف عطف (استوى) مثل رفع والفتح مقدّر على الألف (على العرش) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى)، الواو عاطفة في الموضعين (سخّر الشّمس) مثل رفع السموات (القمر) معطوف على الشمس بالواو منصوب (كلّ) مبتدأ مرفوع، (يجري) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (لأجل) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجري)، (مسمّى) نعت لأجل مجرور، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (يدبّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو أي اللّه (الأمر) مفعول به منصوب (يفصّل الآيات) مثل يدبّر الأمر، وعلامة نصب المفعول الكسرة (لعلّكم) حرف ترجّ ونصب- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (بلقاء) جارّ ومجرور متعلّق ب (توقنون)، (ربّكم) مضاف إليه مجرور.. و(كم) ضمير مضاف إليه (توقنون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة: (اللّه الذي رفع...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (رفع...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي).
وجملة: (ترونها...) في محلّ نصب حال من السموات.
وجملة: (استوى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع..
وجملة: (سخّر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع..
وجملة: (كلّ يجري...) في محلّ نصب حال من مفعول سخّر.
وجملة: (يجري...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ).
وجملة: (يدبّر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يفصّل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لعلّكم... توقنون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (توقنون) في محلّ رفع خبر لعلّكم.
الواو عاطفة (هو الّذي مدّ الأرض) مثل اللّه الذي رفع السموات..
الواو عاطفة (جعل) مثل رفع (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعل)، (رواسي) مفعول به منصوب (أنهارا) معطوف على رواسي بالواو الواو عاطفة (من كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعل)، (الثمرات) مضاف إليه مجرور (جعل) مثل رفع (فيها) مثل الأول متعلّق ب (جعل)، (زوجين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء (اثنين) نعت لزوجين منصوب مثله وهو ملحق بالمثنّى (يغشي) مضارع، مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة، والفاعل هو أي اللّه (الليل) مفعول به منصوب (النهار) مفعول به ثان (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (في) حرف جرّ (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ.. واللام للبعد، والكاف للخطاب اللام للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الكسرة (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآيات (يتفكّرون) مثل توقنون.
وجملة: (هو الّذي...) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه الذي رفع..
وجملة: (مدّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذي).
وجملة: (جعل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (جعل (الثانية)...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل الأولى.
وجملة: (يغشي...) في محلّ نصب حال من فاعل مدّ.
وجملة: (إنّ في ذلك لآيات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يتفكّرون...) في محلّ جرّ نعت لقوم.
الواو عاطفة (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بخبر محذوف (قطع) مبتدأ مؤخّر مرفوع (متجاورات) نعت لقطع مرفوع الواو عاطفة في المواضع الأربعة الآتية (جنّات، زروع، نخيل) ألفاظ معطوفة على قطع بحروف العطف مرفوعة (من أعناب) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لجنّات (صنوان) نعت لنخيل مرفوع (غير) معطوف على صنوان بالواو مرفوع (صنوان) مضاف إليه مجرور (يسقى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي ما ذكر من الجنّات والزروع والنخيل (بماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسقى)، (واحد) نعت لماء مجرور الواو عاطفة (نفضّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (بعضها) مفعول به منصوب و(ها) مضاف إليه (على بعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (نفضّل)، (في الأكل) جارّ ومجرور متعلّق بحال من بعضها (إنّ في ذلك... يعقلون) مثل إن في ذلك... يتفكّرون.
وجملة: (في الأرض قطع...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأخيرة.
وجملة: (يسقى...) في محلّ رفع نعت لما ذكر من الأنواع.
وجملة: (نفضّل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة في الأرض قطع.
وجملة: (إنّ في ذلك...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعقلون...) في محلّ جرّ نعت لقوم.
الصرف:
(عمد)، جمع عماد- على غير قياس- لأنّ قياسه أن يجمع على عمد بضمّتين، اسم جامد للحجر على أيّ شكل كان، ويجوز أن يكون عمد- بفتحتين- اسم جمع.
(رواسي)، جمع رأس، اسم للجبل، وهو في الأصل اسم فاعل من رسا الناقص، وزنه فاعل، وقد حذف حرف العلّة لأنه اسم منقوص لالتقاء الساكنين، وبدون حذف (الراسي) فيه إعلال بالقلب لأنّ لام الكلمة واو من فعل رسا يرسو، أصله (الراسو) بكسر السين.. ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
(قطع)، انظر الآية (27) من سورة يونس.
(متجاورات)، جمع متجاورة، مؤنّث متجاور، اسم فاعل من تجاور الخماسيّ، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(زرع)، اسم للمزروع جاء على لفظ المصدر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(صنوان)، جمع صنو اسم بمعنى الأخ الشقيق أصلا، وهنا فرع النخلة، وزنه فعل بكسر الفاء وفتحها، وله جمع آخر هو أصناء.
البلاغة:
(1) الاستعارة: في قوله تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ} أي دعائم، والمراد هنا قدرة الله تعالى، وهو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض، فيكون العمد على هذا استعارة.
(2) نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى:
{بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها} أي رفع السموات خالية من العمد، فالوجه انتفاء العمد والرؤية جميعا فلا رؤية ولا عمد.
الفوائد:
- قوله في الآية الثالثة:
{جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} يتردد ذكر الزوجية في القرآن الكريم، سواء في عالم الإنسان أو عالم النبات. وفي ذلك ما فيه من الأدلة القطعية على وجود الإله القادر العالم المنظم لشؤون هذا الكون، وقد قال أحد الفلاسفة المعاصرين: إن وجود الزوجية في الأحياء لدليل على وجود الله، وأعظم من ذلك دلالة وجودها في النبات الذي لا يعقل ولا يفكر. وإنما يخضع لقوانين تملى عليه من الخالق المبدع، ولا يمكن أن توجد بالمصادفة في حال من الأحوال..إعراب الآية رقم (5):{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (5)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تعجب) مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل أنت الفاء رابطة لجواب الشرط (عجب) خبر مقدّم مرفوع (قولهم) مبتدأ مؤخّر مرفوع.. و(هم) ضمير مضاف إليه الهمزة للاستفهام (إذا) ظرف للزمن المستقبل غير متضمّن معنى الشرط متعلّق بمحذوف تقديره أنبعث- أو- أنحشر- (كنّا) فعل ماض ناقص.. و(نا) ضمير اسم كان (ترابا) خبر منصوب الهمزة مثل الأولى (إنّنا) حرف توكيد ونصب- ناسخ- و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام للتوكيد (في خلق) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (جديد) نعت لخلق مجرور (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (كفروا) فعل ماض وفاعله (بربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (كفروا).. و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (أولئك) مثل الأول (الأغلال) مبتدأ ثان مرفوع (في أعناقهم) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ الثاني.. و(هم) مثل الأخير الواو عاطفة (أولئك) مثل الأول (أصحاب) خبر أولئك مرفوع (النار) مضاف إليه مجرور (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (إن تعجب...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عجب قولهم..) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (كنّا ترابا...) في محلّ جرّ مضاف إليه... والظرف والجملة بعده مقول القول لقولهم.
وجملة: (إنّا لفي خلق...) لا محلّ لها تفسيريّة لمضمون متعلّق الظرف إذا.
وجملة: (أولئك الّذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (أولئك... (الثانية)...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين..
وجملة: (الأغلال في أعناقهم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (أولئك أصحاب...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أولئك..
وجملة: (هم فيها خالدون...) في محلّ رفع خبر ثان لأولئك.
الصرف:
(جديد)، صفة مشبّهة من فعل جدّ يجدّ باب ضرب، وزنه فعيل.
.إعراب الآيات (6- 7):
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (6) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (7)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (يستعجلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل الكاف ضمير مفعول به (بالسيّئة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستعجلون)، (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من السيّئة (الحسنة) مضاف إليه مجرور الواو واو الحال (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء سكون التاء مع سكون الألف.. والتاء للتأنيث (من قبلهم) جار ومجرور متعلّق ب (خلت)..
و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه (المثلات) فاعل مرفوع الواو عاطفة (إنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ- (ربّك) اسم إنّ منصوب.. والكاف مضاف إليه اللام المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (مغفرة) مضاف إليه مجرور (للناس) جارّ ومجرور متعلّق ب (مغفرة)، (على ظلمهم) جارّ ومجرور حال من الناس عاملها مغفرة.. و(هم) مضاف إليه الواو عاطفة (إنّ... لشديد) مثل إنّ... لذو (العقاب) مضاف إليه مجرور.
جملة: (يستعجلونك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك الذين.
وجملة: (خلت.. المثلات) في محلّ نصب حال.
وجملة: (إنّ ربّك لذو...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستعجلونك.
وجملة: (إنّ ربّك لشديد...) لا محلّ لها معطوفة على الجملة السابقة.
الواو عاطفة (يقول) مضارع مرفوع (الّذين) موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا (أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل) (آية) نائب الفاعل مرفوع (من ربّه) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لآية.. والهاء مضاف إليه (إنّما) كافّة ومكفوفة (أنت) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (منذر) خبر مرفوع الواو عاطفة (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدم (قوم) مضاف إليه مجرور (هاد) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف المحذوفة، فهو اسم منقوص وجملة: (يقول...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو..
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أنزل.. آية) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّما أنت منذر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لكلّ قوم هاد) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنت منذر.
الصرف:
(المثلات)، جمع المثلة، اسم للعقوبة الفاضحة، وزنه فعلة بفتح الفاء وضمّ العين، ووزن مثلات فعلات بفتح الفاء وضمّ العين.
(هاد)، اسم فاعل من هدى الثلاثيّ، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف فهو منقوص حذفت ياؤه لالتقاء الساكنين.
الفوائد:
1- ذو: هي من الأسماء الخمسة، ومنهم من اعتبرها ستة، وهي: أب أخ حم فم ذو، والسادس هو (الهن).
أ- إعرابها فيه ثلاثة آراء:
1- الرأي الراجح: ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء.
2- الرأي الثاني (المرجوح): أنها تعرب إعراب الاسم المقصور، فتلزمها الألف في آخرها.
3- ومن العرب من زعم بأنها تعرب بالحركات كغيرها من الأسماء.
ب- شروط إعرابها بالأحرف:
أن تكون مفردة، وأن تكون مضافة، وأن تكون إضافتها إلى غير ياء المتكلم.
ج- إذا ثنيت الأسماء الخمسة أعربت إعراب المثنى، بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا.
وإذا جمعت أعربت إعراب جمع التكسير بالحركات، إلا ذو فتعرب إعراب جمع المذكر السالم، لأنها ملحقة به. وإذا أضيفت إلى ياء المتكلم، فتعرب بحركات مقدّرة على ما قبل الياء، لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة. وتنفرد (ذو) من بين الأسماء الخمسة بأنها قد تأتي موصولة. وتأتي للإشارة، وتأتي بمعنى صاحب وكل يبحث في مقامه. فلا تتعجّل.
2- من خصائص لغتنا العربية (القلب) وهو نوعان:
أ- قلب في الاسناد ومنه (يجعلون الأغلال في أعناقهم والقيود في أيديهم).
وهو خلاف الحقيقة، لأن الأعناق هي التي تكون في الأغلال والأيدي هي التي تكون في القيود، وليس العكس هو الصحيح.
ب- القلب في الأحرف، مثله خيرزان، وخيزران. وسجادة، وسداجة.
وله نظائر كثيرة في الفعل والاسم.
ملاحظة: هناك نوع من الاقلاب يحصل في تلاوة القرآن الكريم فتقلب النون الساكنة أو التنوين ميما في مواضع خاصة مكانها علم التجويد فمن شاء فليراجعها هناك.
.إعراب الآية رقم (8):
{اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (8)}.
الإعراب:
(اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يعلم) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (تحمل) مثل يعمل (كلّ) فاعل مرفوع (أنثى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (ما تغيض الأرحام وما تزداد) مثل ما تحمل كلّ أنثى، وفاعل تزداد ضمير تقديره هي الواو عاطفة (كلّ) مبتدأ مرفوع (شيء) مضاف إليه مجرور (عنده) ظرف منصوب متعلّق بنعت لكلّ أو لشيء والهاء ضمير مضاف إليه (بمقدار) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ كلّ.
جملة: (اللّه يعلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (تحمل كلّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (تغيض الأرحام...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (تزداد...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: (كلّ شيء...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(مقدار)، يحتمل أن يكون مصدرا بمعنى القدرة أو بمعنى القدر- بسكون الدال- ويحتمل أن يكون اسما لما يعرف به قدر الشيء من معدود وكيل وموزون، وزنه مفعال بكسر الميم وجمعه مقادير زنة مفاعيل.
البلاغة:
1- الطباق: في قوله تعالى:
{اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ} أي ما تنقص وتزيد.
.إعراب الآية رقم (9):
{عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ (9)}.
الإعراب:
(عالم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، (الغيب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الشهادة) معطوف على الغيب مجرور (الكبير) خبر ثان مرفوع (المتعال) خبر ثالث مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف أو لمناسبة فواصل الآي.
جملة: (هو عالم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(المتعال)، اسم فاعل من فعل تعالى الخماسيّ، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين، والياء المحذوفة منقلبة عن واو، أصله المتعالو- بكسر اللام- لأن مجرّده علا يعلو.. ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وقد رسمت الكلمة محذوفة الياء في المصحف للتخفيف، وقد تلفظ الياء في الوقف.
.إعراب الآية رقم (10):
{سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ (10)}.
الإعراب:
(سواء) خبر مقدّم مرفوع (من) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من الضمير في سواء الذي هو بمعنى مستو (من) اسم موصول مبتدأ مؤخّر في محلّ رفع (أسرّ) فعل ماض، والفاعل هو، وهو العائد (القول) مفعول به منصوب الواو عاطفة (من جهر) مثل من أسرّ ومعطوف عليه الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جهر)، الواو عاطفة (من) مثل الأول ومعطوف عليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (مستخف) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص منوّن (بالليل) جارّ ومجرور متعلّق ب (مستخف) الواو عاطفة (سارب بالنهار) مثل مستخف بالليل.
جملة: (سواء... من أسرّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أسرّ...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (جهر به...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (هو مستخف...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
الصرف:
(مستخف)، اسم فاعل من (استخفى) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وحذفت الياء- أصله المستخفي- لالتقاء الساكنين لمناسبة التنوين.
(سارب)، اسم فاعل من (سرب) الثلاثيّ، وزنه فاعل.
البلاغة:
1- المبالغة: في قوله تعالى: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ} مبالغ في الاختفاء، كأنه مختف (بالليل) وطالب للزيادة، وتقديم الإسرار والاستخفاء لإظهار كمال علمه تعالى، فكأنه في التعلق بالخفيات أقدم منه بالظواهر، وإلا فنسبته إلى الكل سواء.
.إعراب الآية رقم (11):{لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (11)}.
الإعراب:
اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (معقّبات) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من بين) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لمعقّبات (يديه) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (من خلفه) جارّ ومجرور متعلّق بما تعلّق به الجارّ السابق فهو معطوف عليه.. والهاء مثل الأخير (يحفظون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل والهاء ضمير مفعول به (من أمر) جار ومجرور متعلّق ب (يحفظون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه (إنّ) حرف توكيد ونصب (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يغيّر) مضارع مرفوع، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (بقوم) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول (حتّى) حرف غاية وجرّ (يغيّروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (ما بأنفسهم) مثل ما بقوم.. و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يغيّروا..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يغيّر).
الواو عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب، (أراد) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بقوم) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (سوءا) وهو مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (مردّ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (له) مثل الأول متعلّق بخبر لا الواو عاطفة (ما) حرف ناف (لهم) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (من دونه) مثل من خلفه متعلّق بحال من وال (من) حرف جرّ زائد (وال) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص.
جملة: (له معقّبات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحفظونه...) في محلّ رفع نعت آخر لمعقّبات.
وجملة: (إنّ اللّه لا يغيّر...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يغيّر...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يغيّروا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (أراد...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (لا مردّ له...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ما لهم... من وال) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
الصرف:
(معقّبات)، جمع معقّبة مؤنّث معقّب، اسم فاعل من عقّب الرباعيّ وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(مردّ)، مصدر ميميّ من (ردّ) الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عينه في المضارع مضمومة.
(وال)، اسم فاعل من الثلاثيّ ولي، وزنه فاع، وفيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لمناسبة التنوين.
الفوائد:
1- قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ).
لقد جرت هذه الآية مجرى المثل، ولكن الناس فهموا فحواها على وجوه.
وأغلب الظن أن الراجح من وجوهها الكثيرة وجهان:
أ- أحدهما، وهو الذي يهجم على الفكر، وهو أن يكون الناس في صورة من صور الضرّ والشرّ، فيلهجون بالدعاة إلى الله، ليرفع عنهم غائلة الشر. فالآية تذكرهم بأن عليهم أن يصلحوا أنفسهم أولا، وبالتالي يصلح الله لهم أمرهم.
ب- الوجه المقابل لهذا، أن يكون الناس في نعمة وخير، فإذا تغيرت نفوسهم وتنكرت لأنعمه تعالى، تأذّن الله بأن يذهب عنهم نعمه، ويستبدل لهم النعماء بالبأساء، والخير العميم بالشر الوخيم.
فاستأذن في فهمك، وتخيّر في رأيك، وكل مجتهد وله نصيب من الأجر.
.إعراب الآيات (12- 13):
{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقال: (12) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (13)}.
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع خبر (يريكم) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (البرق) مفعول به ثان منصوب (خوفا) مصدر في موضع الحال من المفعول في (يريكم)، الواو عاطفة (طمعا) معطوف على (خوفا) منصوب الواو عاطفة (ينشئ) مثل يري (السحاب) مفعول به منصوب (الثقال) نعت للسحاب منصوب.
جملة: (هو الذي...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يريكم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ينشئ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
الواو عاطفة (يسبّح) مضارع مرفوع (الرعد) فاعل مرفوع (بحمده) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسبّح)، والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (الملائكة) معطوف على الرعد مرفوع (من خيفته) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسبّح)، ومن سببيّة والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (يرسل الصواعق) مثل ينشئ السحاب الفاء عاطفة (يصيب) مثل يسبّح الباء حرف عطف و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يصيب)، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله يصيب (يشاء) مثل يسبّح، ومفعول يشاء محذوف تقديره إصابته، وفاعل يشاء اللّه الواو واو الحال (هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يجادلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (في اللّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجادلون)، الواو واو الحال (هو) مثل هم (شديد) خبر مرفوع (المحال) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (يسبّح الرعد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يريكم.
وجملة: (يرسل الصواعق...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يسبّح الرعد.
وجملة: (يصيب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: (يشاء...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (هم يجادلون...) في محلّ نصب حال من الموصول من.
وجملة: (هو شديد...) في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة.
الصرف:
(الرعد)، في التفسير: الرعد اسم ملك من الملائكة أو هو صوته.. أو هو مصدر أطلق على صوت الشرارة الكهربائيّة الحاصلة من احتكاك السحب... وقال أبو حيّان: المفسّرون لم يجمعوا على أنّ الرعد اسم لملك وعلى تقدير أن يكون اسما لملك لا يلزم أن يكون ذلك الملك يدبّر لا السحاب ولا غيره... إلخ. وانظر الآية (19) من سورة البقرة.
(المحال)، قيل: الميم فيه أصل من محلّ بفلان إذا كاده وعرّضه للهلاك فهو على هذا مصدر سماعيّ للفعل الذي يأتي من باب فتح وباب فرح وباب كرم.. وقيل أيضا: المحال المكايدة والقوّة.. وجاء في القاموس: المحال ككتاب الكيد وروم الأمر بالحيل والتدبير والقدرة والجدال والعذاب والعقاب والعداوة والقوة والشدّة.. ومحلّ به مثلّث الحاء محلا ومحالا حاده بسعاية إلى السلطان وماحله مماحلة ومحالا قاواه حتّى يتبيّن أيهما أشدّ. في كلّ ما سبق الميم أصليّة، وزنه فعال.. وقيل: الميم زائدة من الحول والحيلة، أعلّ على غير قياس لأن قياسه عدم الإعلال، كما يقال محور ومقود ومرود.. وزنه مفعل بكسر الميم وفتح العين.
البلاغة:
1- هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً والمراد من البرق معناه المتبادر وعن ابن عباس، أن المراد به الماء فهو مجاز، من باب اطلاق الشيء على ما يقارنه غالبا.
2- وفي الآية فن رائع من فنون البلاغة وهو (صحة الأقسام)، ويمكن تحديده بأنه عبارة عن استيفاء المعنى من جميع أقسامه ووجوهه، بحيث لا يغادر المتكلم منها شيئا ففي الآية المذكورة، استوفى قسمي رؤية البرق، إذ ليس فيها إلا الخوف من الصواعق، والطمع في الأمطار، ولا ثالث لهذين القسمين. ولكن مجرد استيفاء الأقسام لا يعتبر بيانا، بل هناك أبعد من ذلك، وأدق وأبعد منالا، وهذا الأمر هو تقديم ما هو أولى بالذكر، وأجدر بالتقديم، حيث قدم الخوف على الطمع، إذا كانت الصواعق يجوز وقوعها من أول برقة ولا يحصل المطر إلّا بعد تواتر الإبراق، لأن تواتره لا يكاد يخلف، ولهذا كانت العرب تعد سبعين برقة وتنتجع، فلا تخطئ الغيث والكلأ.
الفوائد:
1- يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ رغم اختلاف العلماء حول هذه الباء، فقد عقدوا البسيط، وصعّبوا السهل ولم يتفقوا. ونحن نعلم أن المعنى الأصلي للباء هو الإلصاق، وهو لا يفارقها في جميع معانيها، ولذلك اقتصر عليه سيبويه، وسواء قلنا إن الباء هنا للإلصاق أو الاستعانة أو السببية، فجميعها تخرج من مشكاة واحدة، وهو الملاصقة والمصاحبة، ولا حاجة لنا للتكلف والتّمحّل، ونشير هنا إلى أن العلماء ذكروا للباء ثلاثة عشر معنى.
.إعراب الآيات (14- 15):
{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْ ءٍ إِلاَّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (14) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (15)}.
الإعراب:
(له دعوة) مثل له معقّبات، (الحقّ) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يدعون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول يدعون المقدّر والهاء مضاف إليه (لا) نافية (يستجيبون) مثل يدعون اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبون) (بشيء) جارّ ومجرور متعلّق ب (يستجيبون) على معنى يجيبون (إلّا) أداة حصر (كباسط) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: إلّا استجابة كاستجابة باسط كفّيه، فهو على حذف مضاف (كفّيه) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.. والهاء مضاف إليه (إلى الماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (باسط) اللام للتعليل (يبلغ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو أي الماء (فاه) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف.. والهاء مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن يبلغ..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (باسط).
الواو واو الحال (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) ضمير منفصل اسم ما في محلّ رفع الباء زائدة (بالغة) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما..
والهاء مثل الأخير الواو استئنافيّة (ما) نافية مهملة (دعاء) مبتدأ مرفوع (الكافرين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (إلّا) أداة حصر (في ضلال) جارّ ومجرور خبر المبتدأ.
جملة: (له دعوة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الّذين يدعون...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يدعون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا يستجيبون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (يبلغ...) لا محلّ لها صلة الموصول (أن) المضمر.
وجملة: (ما هو ببالغه...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (ما دعاء الكافرين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(دعوة)، مصدر مرّة من دعا يدعو، وزنه فعلة بفتح الفاء، وقد يكون مصدرا خالصا مجرّدا من الوحدة.
(كفّيه)، مثنّى كف، اسم جامد للعضو المعروف، وزنه فعل بفتح فسكون.
الواو عاطفة (للّه) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسجد) وهو مضارع مرفوع (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (طوعا) مصدر في موضع الحال أي طائعا (كرها) معطوف على (طوعا) بالواو منصوب الواو عاطفة (ظلالهم) معطوف على الموصول من مرفوع.. و(هم) ضمير مضاف إليه (بالغدوّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسجد)، (الآصال) معطوف على الغدوّ بالواو مجرور مثله.
وجملة: (يسجد...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة السابقة.
البلاغة:
1- التشبيه المركب التمثيلي: في قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْ ءٍ إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ} أي لكونه جمادا لا يشعر بعطشه وبسط يديه إليه، حيث شبه آلهتهم حين استكفائهم إياهم ما أهمهم بلسان الاضطرار في عدم الشعور فضلا عن الاستطاعة للاستجابة وبقائهم لذلك في الخسارة بحال ماء بمرأى من عطشان باسط كفيه إليه يناديه عبارة وإشارة فهو لذلك في زيادة الكباد والبوار.
وعن أبي عبيدة، أن ذلك تشبيه بالقابض على الماء، في أنه لا يحصل على شيء، ثم قال: والعرب تضرب المثل في الساعي فيما لا يدركه بالقابض على الماء، وأنشد قول الشاعر:
فأصبحت فيما كان بيني وبينها

في الود مثل القابض الماء باليد.
2- التهكم: في الآية الكريمة، حيث أخرج الكلام مخرج التهكم بهم، فقيل لا يستجيبون لهم شيئا من الاستجابة إلا استجابة كائنة في هذه الصورة التي ليست فيها شائبة الاستجابة قطعا، فهو في الحقيقة من باب التعلق بالحال.
3- الاستعارة: في قوله تعالى:
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ} حيث استعار السجود للانقياد والخضوع.
إعراب الآية رقم (16):
{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (16)}.
الإعراب:
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (ربّ) خبر مرفوع (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف على السموات بالواو مجرور (قل) مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره ربّ السموات (قل) مثل الأول الهمزة للاستفهام الفاء عاطفة (اتّخذتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير في محلّ رفع فاعل (من دونه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من أولياء- نعت تقدّم على المنعوت- والهاء مضاف إليه (أولياء) مفعول به منصوب (لا يملكون لأنفسهم) مثل لا يستجيبون لهم (نفعا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ضرا) معطوف على (نفعا) منصوب مثله (قل) مثل الأول (هل) حرف استفهام (يستوي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الأعمى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الألف (البصير) معطوف على الأعمى بالواو مرفوع (أم) بمعنى بل للإضراب (هل تستوي.. النور) مثل هل يستوي... البصير (أم) مثل الأول وبعده همزة مقدّرة (جعلوا) فعل ماض وفاعله (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من (شركاء) وهو مفعول جعلوا منصوب (خلقوا) مثل جعلوا (كخلقه) جار ومجرور نعت لمحذوف هو مفعول به- والهاء مضاف إليه الفاء عاطفة (تشابه) فعل ماض (الخلق) فاعل مرفوع (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تشابه)، (قل اللّه) مثل السابقة (خالق) خبر المبتدأ مرفوع (كلّ) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الواحد) خبر مرفوع (القهّار) خبر ثان مرفوع.
جملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من ربّ...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل (الثانية)...) لا محلّ لها استئناف مقرّر لحكاية قولهم.
وجملة: (اللّه (ربّ السموات)...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل (الثالثة)...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّخذتم...) في محلّ نصب معطوفة على مقدّر هو مقول القول أي: أأقررتم بالجواب فاتّخذتم.. أو أعلمتم أنّ اللّه ربّ السموات والأرض فاتّخذتم.
وجملة: (لا يملكون...) في محلّ نصب نعت لأولياء.
وجملة: (قل (الرابعة)...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هل يستوي الأعمى...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (هل تستوي الظلمات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جعلوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلقوا...) في محلّ نصب نعت لشركاء.
وجملة: (تشابه الخلق...) في محلّ نصب معطوفة على جملة خلقوا.
وجملة: (قل (الخامسة)...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اللّه خالق...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (هو الواحد...) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
البلاغة:
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى:
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ} والأعمى هو المشرك الجاهل بالعبادة ومستحقها، والبصير هو الموحد العالم بذلك. وقيل: إن الكلام على التشبيه، والمراد لا يستوي المؤمن والكافر كما لا يستوي الأعمى والبصير فلا مجاز.
2- التهكم: في قوله تعالى:
{أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} في سياق الإنكار، جيء به للتهكم، فإن غير الله تعالى لا يخلق شيئا لا مساويا ولا منحطا.
الفوائد:
استعارة السجود للانقياد والخضوع في قوله تعالى:
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً} وهما من خصائص العقلاء للكائنات العاقلة وغير العاقلة، والطوع الناشئ عن اختيار، وهو الصادر عن الإنسان، والكره الناشئ عن غير اختيار وهو الصادر عن الجماد. ومعنى انقياد الظلال مطاوعتها لما يراد منها كطولها وقصرها وامتدادها وتقلصها.
ولأبي حيان كلام لطيف نثبته فيما يلي، دفعا للأوهام، قال: (وكون الظلال يراد بها الأشخاص كما قال بعضهم ضعيف، وأضعف منه قول ابن الأنباري: إنه تعالى جعل للظلال عقولا تسجد لها، وتخشع بها، كما جعل للجبال أفهاما حتى خاطبت وخوطبت، لأن الجبل لا يمكن أن يكون له عقل بشرط تقدير الحياة، وأما الظل فعرض لا يتصور قيام الحياة به).

.إعراب الآية رقم (17):
{أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (17)}.
الإعراب:
(أنزل) فعل ماض، والفاعل هو (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل)، (ماء) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (سالت) فعل ماض.. والتاء للتأنيث (أودية) فاعل مرفوع (بقدرها) جارّ ومجرور متعلّق ب (سالت) و(ها) ضمير مضاف إليه الفاء عاطفة (احتمل) مثل أنزل (السيل) فاعل مرفوع (زبدا) مفعول به منصوب (رابيا) نعت للمفعول منصوب الواو عاطفة (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (يوقدون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يوقدون)، (في النّار) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير في (عليه)، (ابتغاء) مفعول لأجله، (حلية) مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (متاع) معطوف على حلية مجرور (زبد) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مثله) نعت لزبد مرفوع.. والهاء مضاف إليه الكاف حرف جرّ وتشبيه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضرب، والإشارة إلى المذكور المتقدّم واللام للبعد والكاف للخطاب (يضرب) مضارع مرفوع (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الحقّ) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي مثل الحقّ (الباطل) معطوف على (الحقّ) بالواو منصوب الفاء عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الزبد) مبتدأ مرفوع الفاء رابطة لجواب الشرط (يذهب) مثل يضرب، والفاعل هو (جفاء) حال منصوبة الواو عاطفة (أمّا) مثل الأول (ما) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (ينفع الناس) مثل يضرب.. الحقّ، والفاعل هو وهو العائد، (فيمكث) مثل فيذهب (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمكث)، (كذلك يضرب اللّه الأمثال) مثل كذلك... الحق.
جملة: (أنزل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سالت أودية...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (احتمل السيل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة سالت.
وجملة: (يوقدون...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (ممّا يوقدون... زبد) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل فهي مثل آخر.
وجملة: (يضرب اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أمّا الزبد فيذهب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يضرب اللّه..
وجملة: (يذهب جفاء...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الزبد).
وجملة: (ما ينفع الناس فيمكث...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الزبد فيذهب.
وجملة: (ينفع...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يمكث...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما).
وجملة: (يضرب اللّه (الثانية)...) لا محلّ لها استئنافيّة للتأكيد.
الصرف:
(سالت) فيه إعلال بالقلب أصله سيلت قلبت الياء ألفا لتحرّكها وفتح ما قبلها وزنه فعلت.
(السيل)، اسم جامد سمّي به الماء الكثير السائل باسم المصدر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(زبدا)، اسم للوسخ والوضر وما يعلو وجه الماء كالحبب، وزنه فعل بفتحتين.
(رابيا)، اسم فاعل من ربا يربو بمعنى زاد، وهنا بمعنى عال، وزنه فاعل، والياء منقلبة عن واو بالإعلال لأنها متحرّكة بعد كسر، والأصل رابوا بكسر الباء.
(حلية)، اسم لما يزيّن به من المعدن الثمين أو الأحجار الكريمة، وزنه فعلة بكسر الفاء وفتح العين، جمعها حلي بكسر الحاء وضمّها- والأخير على غير قياس- أمّا حليّ بضمّ وكسرها مع تشديد الياء فهو جمع الحلي، بفتح الحاء وسكون اللام.. انظر الآية (148) من سورة الأعراف.
(جفاء)، اسم لما يلقيه السيل على الجانبين مما لا ينتفع به من جفأ النهر أي رمى بالزبد والقذى، وعلى هذا فالهمزة أصلية.. ويقال: جفأت القدر بزبدها، وأجفأت.. ويقال جفأ الوادي وأجفأ إذا نشف والعكبري يجعل الهمزة منقلبة عن حرف وليس بذلك.
البلاغة:
- المثل: في الآية الكريمة مثل ضربه الله للحق وأهله والباطل وحزبه، كما ضرب الأعمى والبصير والظلمات والنور مثلا لها، فمثل الحق وأهله بالماء الذي ينزله من السماء، فتسيل به أودية الناس، فيحيون به وينفعهم أنواع المنافع وبالفلز الذي ينتفعون به في صوغ الحليّ منه واتخاذ الأواني والآلات المختلفة، وشبّه الباطل في سرعة اضمحلاله ووشك زواله وانسلاخه عن المنفعة، بزبد السيل الذي يرمي به، وبزبد الفلز الذي يطفو فوقه إذا أذيب. وقد انطوت تحت هذا المثل الرائع أنواع من البلاغة نوردها باختصار:
أ- تنكير الأودية، لأن المطر لا يأتي إلا على طريق التناوب بين البقاع.
ب- الاحتراس بقوله: (بقدرها) أي بمقدارها الذي عرف الله أنه نافع للمطمور عليهم غير ضار، وإلا فلو طما واستحال سيلا لاجتاح الأخضر واليابس ولأهلك الحرث والنسل.
ج- مراعاة النظير في ألفاظ الماء والسيل والزبد والربو، وفي ألفاظ النار والجوهر والفلزات المعدنية والإيقاد والحلية والمتاع.
د- اللف والنشر الموشى في قوله تعالى:
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً} إلى آخر الآية.
.إعراب الآية رقم (18):
{لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ (18)}.
الإعراب:
اللام حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (استجابوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (لربّهم) جارّ ومجرور متعلّق ب (استجابوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (الحسنى) مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف الواو عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ، (لم) حرف نفي وجزم (يستجيبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستجيبوا)، (لو) حرف شرط غير جازم (أنّ) حرف توكيد ونصب- ناسخ- (لهم) مثل له متعلّق بخبر أنّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (في الأرض) جار ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة من ضمير الاستقرار الذي هو خبر.
والمصدر المؤوّل (أنّ لهم ما في الأرض) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت.. وهو فعل الشرط.
الواو عاطفة (مثله) معطوف على محلّ ما منصوب.. والهاء مضاف إليه (معه) ظرف منصوب متعلّق بحال من مثله.. والهاء مثل الأخير اللام واقعة في جواب لو (افتدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (افتدوا)، (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. والكاف حرف خطاب (لهم) مثل له متعلّق بخبر مقدّم (سوء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (الحساب) مضاف إليه مجرور الواو عاطفة (مأواهم) مبتدأ مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف.. و(هم) ضمير مضاف إليه (جهنّم) خبر مرفوع، وامتنع من التنوين للعلميّة والتأنيث الواو واو الحال (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ (المهاد) فاعل مرفوع..
والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أو جهنّم.
جملة: (استجابوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: (للذين استجابوا... الحسنى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الذين لم يستجيبوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (لم يستجيبوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (ثبت) ملك الأرض...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (افتدوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (أولئك لهم سوء...) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين).
وجملة: (لهم سوء الحساب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
وجملة: (مأواهم جهنّم...) في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم سوء الحساب.
وجملة: (بئس المهاد...) في محلّ نصب حال.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ