تعلموا السياسة من شعرة معاوية
قبل أن نعرج على هذه الجملة دعونا نتعرف فى عجالة على فضل معاوية رضى الله عنه
لا أحد ينكر إيمان معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنه ولا أحد ينكر علمه وفقهه
فهو من كتاب الوحى الكبار
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد رجوعه من صفين: (لا تَكرهوا إمارة معاوية، والله لئن فقدتموه لكأني أنظرُ إلى الروؤس تندرُ عن كواهلها).
وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب ـ يعني معاوية-).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما رأيت رجلاً أخلق للملك من معاوية، لم يكن بالضيّق الحصر).
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (علمت بما كان معاوية يغلب الناس، كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار).
وعنه قال: (ما رأيت بعد رسول الله أسود من معاوية) أي: من السيادة، قيل: ولا أبو بكر وعمر؟ فقال: (كان أبو بكر وعمر خيراً منه، وما رأيت بعد رسول الله أسود من معاوية).
قال كعب بن مالك رضي الله عنه: (لن يملك أحدٌ هذه الأمة ما ملك معاوية).
وعن قبيصة بن جابر قال: (صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أثقل حلماً، ولا أبطل جهلاً، ولا أبعد أناةً منه).
عن أبي إسحاق قال: (كان معاوية، وما رأينا بعده مثله).
من أعمال معاوية الخالدة
في عهد معاوية بن أبي سفيان اتسعت رقعة بلاد المسلمين جهة بلاد الروم، وبلاد السند، وكابل، والأهواز، وبلاد ما وراء النهر، وشمال أفريقيا، حتى وصلت إلى أكبر اتساع لدولة في تاريخ الإسلام الدولة الأموية، وقد أنشأ معاوية أول أسطول حربي في تاريخ الإسلام وفتح به جزيرة قبرص وصقلية ومناطق وجزر في البحر الأبيض المتوسط. استطاع معاوية أن يضيق الخناق على الدولة البيزنطية من حدود دولته بالحملات المستمرة والاستيلاء على جزر رودس وأرواد
ومن أجل بناء أسطول إسلامي بحري قوي، أقام معاوية دارًا لصناعة السفن البحرية في مدن ساحل الشام وفي جزيرة الروضة، كما نفذ معاوية خطة لنقل أعداد من العرب المسلمين إلى الجزر في البحر الأبيض المتوسط لحمايتها ونشر الإسلام على ربوعها. فتم نزول المسلمين بصقلية عام 48هـ، واستطاع فضالة بن عبيد الأنصاري فتح جزيرة (جربا) عام 49هـ
فمعاوية أفضل من جميع علماء الأمة اليوم وأكثر إيمانا ومع ذلك كان سياسيا بارعا
ليس هذا فحسب لكنه وبالإجماع أفضل من عمر بن عبد العزيز
فقد قيل لابن المبارك: ما نقول في معاوية؟ هل هو عندك أفضل أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: (لتُرابٌ في مِنْخَري معاوية مع رسول الله خيرٌ -أو أفضل- من عمر بن عبدالعزيز).
فعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه؛ مع جلال قدره، وعلمه، وزهده، وعدله، لا يقاس بمعاوية؛ لأن هذا صحابي، وذاك تابعي
سأل رجل المعافى بن عمران رحمه الله تعالى قائلاً: يا أبا مسعود! أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية؟ فغضب وقال: ( يومٌ من معاوية أفضل من عمر بن عبدالعزيز عُمُره )، ثم التفت إليه فقال: (تجعل رجلاً من أصحاب محمد مثل رجل من التابعين).
قال الإمام الذهبي رحمه الله: (حسبك بمن يُؤمّر عمر، ثم عثمان على إقليم ـوهو ثغرـ فيضبطه، ويقوم به أتمّ قيام، ويرضى الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم قد تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك).
قال المدائني: (كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب).
رواته للحديث
روى 163 حديثا
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن أبي بكر وعمر وأخته أم حبيبة .
روى عنه: جرير بن عبد الله البجلي والسائب بن يزيد الكندي وابن عباس ومعاوية بن خديج ويزيد بن جارية وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وأبو إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وقيس بن أبي حازم وعيسى بن طلحة أبو مجلز وحميد بن عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن حبير بن مطعم وآخرون
لا أحد ينكر إيمان معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنه ولا أحد ينكر علمه وفقهه
فهو من كتاب الوحى الكبار
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد رجوعه من صفين: (لا تَكرهوا إمارة معاوية، والله لئن فقدتموه لكأني أنظرُ إلى الروؤس تندرُ عن كواهلها).
وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: (ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب ـ يعني معاوية-).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما رأيت رجلاً أخلق للملك من معاوية، لم يكن بالضيّق الحصر).
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (علمت بما كان معاوية يغلب الناس، كان إذا طاروا وقع، وإذا وقعوا طار).
وعنه قال: (ما رأيت بعد رسول الله أسود من معاوية) أي: من السيادة، قيل: ولا أبو بكر وعمر؟ فقال: (كان أبو بكر وعمر خيراً منه، وما رأيت بعد رسول الله أسود من معاوية).
قال كعب بن مالك رضي الله عنه: (لن يملك أحدٌ هذه الأمة ما ملك معاوية).
وعن قبيصة بن جابر قال: (صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أثقل حلماً، ولا أبطل جهلاً، ولا أبعد أناةً منه).
عن أبي إسحاق قال: (كان معاوية، وما رأينا بعده مثله).
من أعمال معاوية الخالدة
في عهد معاوية بن أبي سفيان اتسعت رقعة بلاد المسلمين جهة بلاد الروم، وبلاد السند، وكابل، والأهواز، وبلاد ما وراء النهر، وشمال أفريقيا، حتى وصلت إلى أكبر اتساع لدولة في تاريخ الإسلام الدولة الأموية، وقد أنشأ معاوية أول أسطول حربي في تاريخ الإسلام وفتح به جزيرة قبرص وصقلية ومناطق وجزر في البحر الأبيض المتوسط. استطاع معاوية أن يضيق الخناق على الدولة البيزنطية من حدود دولته بالحملات المستمرة والاستيلاء على جزر رودس وأرواد
ومن أجل بناء أسطول إسلامي بحري قوي، أقام معاوية دارًا لصناعة السفن البحرية في مدن ساحل الشام وفي جزيرة الروضة، كما نفذ معاوية خطة لنقل أعداد من العرب المسلمين إلى الجزر في البحر الأبيض المتوسط لحمايتها ونشر الإسلام على ربوعها. فتم نزول المسلمين بصقلية عام 48هـ، واستطاع فضالة بن عبيد الأنصاري فتح جزيرة (جربا) عام 49هـ
فمعاوية أفضل من جميع علماء الأمة اليوم وأكثر إيمانا ومع ذلك كان سياسيا بارعا
ليس هذا فحسب لكنه وبالإجماع أفضل من عمر بن عبد العزيز
فقد قيل لابن المبارك: ما نقول في معاوية؟ هل هو عندك أفضل أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: (لتُرابٌ في مِنْخَري معاوية مع رسول الله خيرٌ -أو أفضل- من عمر بن عبدالعزيز).
فعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه؛ مع جلال قدره، وعلمه، وزهده، وعدله، لا يقاس بمعاوية؛ لأن هذا صحابي، وذاك تابعي
سأل رجل المعافى بن عمران رحمه الله تعالى قائلاً: يا أبا مسعود! أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية؟ فغضب وقال: ( يومٌ من معاوية أفضل من عمر بن عبدالعزيز عُمُره )، ثم التفت إليه فقال: (تجعل رجلاً من أصحاب محمد مثل رجل من التابعين).
قال الإمام الذهبي رحمه الله: (حسبك بمن يُؤمّر عمر، ثم عثمان على إقليم ـوهو ثغرـ فيضبطه، ويقوم به أتمّ قيام، ويرضى الناس بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم قد تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك).
قال المدائني: (كان عمر إذا نظر إلى معاوية قال: هذا كسرى العرب).
رواته للحديث
روى 163 حديثا
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن أبي بكر وعمر وأخته أم حبيبة .
روى عنه: جرير بن عبد الله البجلي والسائب بن يزيد الكندي وابن عباس ومعاوية بن خديج ويزيد بن جارية وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وأبو إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وقيس بن أبي حازم وعيسى بن طلحة أبو مجلز وحميد بن عبد الرحمن بن عوف ومحمد بن حبير بن مطعم وآخرون
لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما أنقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها".
هكذا دوت جملته الشهيرة رضى الله عنه ، هذه الجملة التى تبلور معانى السياسة الرشيدة ، والتى حتى ان اختلفت معها سياسيا لا تملك إلا أن تحترمها وتقدرها ليس فقط لأنه صحابى جليل ولكن لعبقرية هذه الطريقة فى السياسة والتى لا أبالغ إن قلت إنها أعلى درجات الوعى السياسى
جملة معاوية رضى الله عنه لا تحتاج لذكرها حروفا وكلماتا لأنها فكر سياسى مورس وطبق حتى نتج معها هذه الإنجازات الرائعة
فالسياسة شئ وطريقة الحكم شئ آخر وقد يلتقيا
لكن من البديهى أن تجد أحيانا طريقة حكم متدنية مثلا لكن مطبقها سياسى بارع فيجبرك ساعتها على احترام فكره
السياسة أن تترك خطا للاتصال حتى مع الأعداء
لنقارن بين هذه السياسة البليغة والتى تعلم كثير منها من قدوته ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أعظم سياسى على وجه الأرض وبشهادة الأعداء قبل الأصدقاء
لنقارن هذه السياسة مع ما يطبقه حزبا النور والحريا والعدالة بما أنهما حزبا الأغلبية وبقولهما أنهما يطبقان شريعة الله والذين ما فتئو أن يوسعوا فجوات الفرقة بينهم وبين كثير من الفصائل على فرعيات كان من الممكن وطبقا لفقه الأولويات أن يتم التعامل معها بطريقة أفضل وأرشد وأعقل
فالسياسة ليست هى الغاية بل هى الوسائل التى تؤدى إلى رفعة الدولة داخليا وخارجيا
والسياسة الرشيدة لا تنفك ولا تبعد عن الشريعة بمفهومها الواعى
يقول الشيخ عبد الرحمن تاج شيخ الأزهر الأسبق
كلمة السياسة فى لغة العرب مصدراً " لساس "
"يسوس" وتطلق بإطلاقات كثيرة ومعناها - فى جميع إطلاقاتها - يدور على تدبير الشيئ والتصرف فيه بما يصلحه :
تقول : ساس فلان الدابة إذا راضها وتعهدها بما يصلحها .
وساس الأمر سياسة : عالجه وبذل همه فى إصلاحه
وساس الرعية : ولى حكمها وقام فيها بالأمر والنهى وتصرف فى شئونها بما يصلحها . ومن ذلك ما ورد فى حديث : ( كان بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم ) أى يتولون أمورهم كما يصنع الأمراء والولاة بالرعية
أما فى الإصطلاح فهى : اسم للأحكام والتصرفات التى تدبر بها شئون الأمة فى حكوماتها وتشريعها وقضائها ، وفى جميع سلطاتها التنفيذية والإدارية ، وفى علاقاتها الخارجية التى تربطها بغيرها من الأمم .
فلكل أمة فى هذه النواحى سياسة وأحكام خاصة تتفق وعاداتها وأسلوب معيشتها ودرجة رقيها
فالأحكام المعتمدة على العرف مثلا تكون سياسة شرعية إذا لوحظ اعتداد الشريعة بهذا العرف ، فإن لم يلحظ هذا المعنى كانت تلك الأحكام سياسة وضعية لا شرعية ، وإن كانت فى ذاتها متفقة مع مبادئ الشريعة وقوانينها .
هذا - وعدم دلالة شئ من النصوص الواردة فى الكتاب أو السنة على أحكام السياسة الشرعية تفصيلا لا يضر ولا يمنع من أن نصنفها بوصف الشرعية .
إنما الذى يضر ويمنع من ذلك أن تكون تلك الأحكام مخالفة مخالفة حقيقية لنص من النصوص التفصيلية التى أيد بها تشريع عام للناس فى كل زمان ومكان .
فمتى سلمت من هذه المخالفة وكانت متمشية مع روح الشريعة ومبادئها العامة كانت نظاما إسلاميا وسياسية شرعية .
ولذلك يقول ابن عقيل أحد أعلام الحنابلة - فيما نقله ابن القيم - :
( السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه الرسول ولا نزل به وحى )
ومن أجل ذلك كان من المغالطة أو الغلط ما يزعمه بعض المخالفين من أنه : ( لا سياسة إلا ما وافق الشرع ) إن أريد به أنه لا يعتبر من الشريعة الإسلامية شئ من الأحكام الجزئية التى تتحقق بها مصلحة أو تندفع بها مفسدة إلا إذا نطق به الشرع ، ودلت عليه - على التعيين - نصوص من الكتاب أو السنة . أما إذا كان معنى الموافقة للشرع أن تكون تلك الأحكام الجزئية متفقة مع روح الشريعة ومبادئها الكلية وأن تكون - مع ذلك - غير مناقضة لنص من نصوصها من نصوصها التفصيلية التى يراد بها التشريع العام فالقول بأنه ( لا سياسة إلا ما وافق الشرع ) قول صحيح ومستقيم تؤيده الشريعة نفسها ، ويشهد له عمل الصحابة والخلفاء الراشدين والأئمة المجتهدين
من البديهى أن نعرف أخيرا أن السياسة تحتاج لفهم ووعى وفطنة وحسن تصرف وإلمامنا بفقه الأولويات وإحتياجات الأمة
السياسة كيفية مخاطبة المستمع
السياسة كيفية الحوار
السياسة كيفية الإقناع والتنازل عن جزء من رأيى أو مكتسباتى فى سبيل حصولى على فكرة أهم بحيث لا تتعارض مع ثوابتى
السياسة إيحائى للآخر أنه مشارك وصانع حتى لرأيى
السياسة محاولة فهم الآخر واحترامه وإيصال ذلك له
السياسة أن أعرف متى أتكلم وكيف أتكلم وطبيعة من أحاوره سواء النفسية أو المزاجية أو لفكرية
السياسة أن أجبر غيرى على الإنسياق لبعض رايى ليس قوة بل اقناعا وحبا لى
السياسة هى إيمانى أن أخذى كل ما أريده هو نوع من الغباء السياسى
وأخيرا فالسياسة هى فن المعاملة
السياسة كيفية مخاطبة المستمع
السياسة كيفية الحوار
السياسة كيفية الإقناع والتنازل عن جزء من رأيى أو مكتسباتى فى سبيل حصولى على فكرة أهم بحيث لا تتعارض مع ثوابتى
السياسة إيحائى للآخر أنه مشارك وصانع حتى لرأيى
السياسة محاولة فهم الآخر واحترامه وإيصال ذلك له
السياسة أن أعرف متى أتكلم وكيف أتكلم وطبيعة من أحاوره سواء النفسية أو المزاجية أو لفكرية
السياسة أن أجبر غيرى على الإنسياق لبعض رايى ليس قوة بل اقناعا وحبا لى
السياسة هى إيمانى أن أخذى كل ما أريده هو نوع من الغباء السياسى
وأخيرا فالسياسة هى فن المعاملة
ولنأخذ من شعرة معاوية المثل فى ذلك
بقلم / د أحمد كلحى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ