الجمعة، 28 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة يس

إعراب سورة يس من الآية 1 إلى الآية 44


       ( الآيات 1 - 44 )       ( الآيات 45 - 83 )       التالى


 
.إعراب الآية رقم (1):{يس (1)}.
حرفان مقطّعان لا محلّ لهما من الإعراب.
.إعراب الآيات (2- 11):
{وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9) وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)}.
الإعراب:
الواو واو القسم (القرآن) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم.
جملة: أقسم بالقرآن لا محلّ لها ابتدائيّة.
(3- 5) اللام لام القسم عوض المزحلقة (من المرسلين) متعلّق بخبر (إنّ) (على صراط) متعلّق بالخبر المحذوف، (تنزيل) مفعول مطلق لفعل محذوف (الرحيم) نعت للعزيز مجرور مثله..
وجملة: (إنّك لمن المرسلين) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: نزّل (تنزيل) لا محلّ لها استئنافيّة.
(6) اللام للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (ما) نافية، (آباؤهم) نائب الفاعل مرفوع الفاء عاطفة..
والمصدر المؤوّل (أن تنذر...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالمصدر النائب عن فعله تنزيل.
وجملة: (تنذر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (ما أنذر آباؤهم) في محلّ نصب نعت ل (قوما).
وجملة: (هم غافلون) في محلّ نصب معطوفة على جملة ما أنذر...
اللام لام القسم لقسم مقدّر.. (قد) حرف تحقيق (على أكثرهم) متعلّق ب (حقّ)، الفاء تعليليّة (لا) نافية.
وجملة: (قد حقّ القول) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر..
وجملة القسم المقدّر استئنافيّة.
وجملة: (هم لا يؤمنون) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (لا يؤمنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(8) (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (في أعناقهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان الفاء الأولى زائدة لمطلق الربط (إلى الأذقان) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هي.. الفاء الثانية عاطفة..
وجملة: (إنّا جعلنا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (جعلنا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (هي إلى الأذقان) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هم مقمحون) لا محلّ لها معطوفة على جملة هي الأذقان.
(9) الواو عاطفة (من بين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا، وكذلك (من خلفهم) ف الواو لعطف المفعول الأول على الأول والمفعول الثاني على الثاني الفاء عاطفة في الموضعين..
وجملة: (جعلنا) الثانية في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الأولى).
وجملة: (أغشيناهم) في محلّ رفع معطوفة على جملة جعلنا (الثانية).
وجملة: (هم لا يبصرون) في محلّ رفع معطوفة على جملة أغشيناهم.
وجملة: (لا يبصرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(10) الواو عاطفة (سواء) خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر المصدر المؤوّل (عليهم) متعلّق بسواء الهمزة حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (لا) نافية..
والمصدر المؤوّل (أأنذرتهم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (سواء عليهم) إنذارك لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا جعلنا.
وجملة: (أنذرتهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ الهمزة.
وجملة: (لم تنذرهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذرتهم.
وجملة: (لا يؤمنون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(11) (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) متعلّق بحال من الفاعل أو المفعول الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بمغفرة) متعلّق ب (بشّره)..
وجملة: (إنما تنذر) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اتّبع) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (خشي) لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّبع.
وجملة: (بشّره) جواب شرط مقدّر أي من اتّبع الذكر.. فبشره.
الصرف:
(8) مقمحون: جمع مقمح، اسم مفعول من (أقمح) الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
البلاغة:
1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا).
مثّل تصميمهم على الكفر، وأنه لا سبيل إلى ارعوائهم، بأن جعلهم كالمغلولين المقمحين، في أنهم لا يلتفتون إلى الحق، ولا يعطفون أعناقهم نحوه، ولا يطأطئون رؤوسهم له، وكالحاصلين بين سدين، لا يبصرون ما قدامهم ولا ما خلفهم: في أن لا تأمل لهم ولا تبصر، وأنهم متعامون عن النظر في آيات اللّه.
2- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا).
فقد شبههم بمن أحاط بهم سدان هائلان فغطيا أبصارهم، بحيث لا يبصرون قدّامهم ووراءهم، في أنهم محبوسون في هذه الجهالة، ممنوعون من النظر في الآيات والدلائل أو كأنهم، وقد حرموا نعمة التفكير في القرون الخالية، والأمم الماضية، والتأمل في المغاب الآتية، والعواقب المستقبلة، قد أحيطوا بسد من أمامهم، وسد من ورائهم، فهم في ظلمة داكنة، لا تختلج العين من جانبها بقبس، ولا تتوسم بصيصا من أمل.
.إعراب الآية رقم (12):
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (12)}.
الإعراب:
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ، الواو عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (آثارهم) معطوف على الموصول بحرف العطف، منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده (في إمام) متعلّق ب (أحصيناه)..
جملة: (إنّا نحن نحيي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نحن نحيي) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (نحيي الموتى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن).
وجملة: (نكتب) في محلّ رفع معطوفة على جملة نحيي.
وجملة: (قدّموا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: أحصينا (كلّ شيء) في محلّ رفع معطوفة على جملة نكتب.
وجملة: (أحصينا) لا محلّ لها تفسيريّة.
.إعراب الآيات (13- 14):
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة، والخطاب في (اضرب) للرسول عليه السلام (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (مثلا) مفعول به أول منصوب (أصحاب) بدل من (مثلا) منصوب مثله، (إذ) ظرف مبني في محلّ نصب بدل من أصحاب بدل اشتمال.
وجملة: (اضرب) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (جاءها المرسلون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(إذ) الثاني بدل من الأول بدل كلّ (إليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، الفاء عاطفة في المواضع الثلاثة (بثالث) متعلّق ب (عزّزنا) بحذف مضاف أي برسول ثالث (إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون).
وجملة: (أرسلنا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كذّبوهما) في محلّ جرّ معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: (عزّزنا) في محلّ جرّ معطوف على جملة كذبوهما.
وجملة: (قالوا) في محلّ جرّ معطوفة على جملة عزّزنا.
وجملة: (إنّا إليكم مرسلون) في محلّ نصب مقول القول.
البلاغة:
الحذف: في قوله تعالى: (فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ):
فقد حذف مفعول عززنا، والتقدير فعززناهما بثالث وإنما جنح إلى هذا الحذف لأن الغرض ذكر المعزز به، وهو شمعون، وما لطف فيه من التدبير، حتى عزّ الحق وذلّ الباطل وإذا كان الكلام منصبا إلى غرض من الأغراض، جعل سياقه له وتوجهه إليه، كأن سواه مرفوض مطروح. ونظيره قولك: حكم السلطان اليوم بالحق، الغرض المسوق إليه: قولك بالحق فلذلك رفضت ذكر المحكوم له والمحكوم عليه.
الفوائد:
- أصحاب القرية قال العلماء بأخبار الأنبياء: بعث عيسى عليه الصلاة والسلام رسولين من الحواريين: (صادقا وصدوقا) فلما قربا من المدينة، رأيا شيخا يرعى غنيمات له، وهو حبيب النجار، فسأل عن حالهما، فقالا: نحن رسولا عيسى، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، فقال: أمعكما آية؟ فقالا: نشفي المريض ونبرئ الأكمه والأبرص، وكان له ابن مريض مدة سنتين، فمسحاه فقام، فآمن حبيب وفشا الخبر، فشفي على أيديهما خلق كثير، فدعاهما الملك وقال لهما: ألنا إله سوى آلهتنا؟ قالا:
نعم، من أوجدك وآلهتك؟ فقال: حتى أنظر في أمركما فتبعهما الناس وضربوهما، وقيل: حبسوهما. ثم بعث عيسى صلى اللّه عليه وسلم شمعون، فدخل متنكرا، وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به، ورفعوا خبره إلى الملك، فأنس به، فقال له ذات يوم: بلغني أنك حبست رجلين، فهل سمعت قولهما؟ قال: لا، فدعاهما، فقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا: اللّه الذي خلق كل شيء، ورزق كل حي، وليس له شريك، فقال: صفاه وأوجزا، قالا: يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد. قال: وما آيتكما؟ قالا: ما يتمنى الملك، فدعا بغلام أكمه، فدعوا اللّه فأبصر الغلام. فقال له شمعون: أرأيت، لو سألت إلهك حتى يصنع مثل هذا، فيكون لك وله الشرف. قال الملك: ليس لي عندك سرّ، إن إلهنا لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع، ثم قال: إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به، فدعوا بغلام مات من سبعة أيام، فقام وقال: إني أدخلت في سبعة أودية من النار بسبب موتي على الشرك، وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا، وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة. قال الملك ومن هم؟ قال: شمعون وهذان، فتعجب الملك فلما رأى شمعون أن قوله قد أثّر فيه نصحه فآمن، وآمن معه قوم، ومن لم يؤمن صاح عليهم جبريل عليه السلام فهلكوا.
.إعراب الآية رقم (15):
{قالُوا ما أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15)}.
الإعراب:
(ما) نافية (إلّا) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع، الواو عاطفة (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إن) حرف نفي (إلّا) مثل الأولى..
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما أنتم إلّا بشر) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما أنزل الرحمن) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (إن أنتم إلّا تكذبون) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول- أو تعليليّة-.
وجملة: (تكذبون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم).
.إعراب الآيات (16- 17):{قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)}.
الإعراب:
(إليكم) متعلّق بالخبر (مرسلون)، واللام المزحلقة جعلت (إنّ) مكسورة.
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ربّنا يعلم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يعلم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّنا).
وجملة: (إنّا إليكم لمرسلون) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم المعلّق بإن مكسورة الهمزة.
(17) الواو عاطفة (ما) نافية (علينا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (إلّا) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
وجملة: (ما علينا إلّا البلاغ) في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
البلاغة:
التأكيد: في قوله تعالى: (إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ).
في هذه الآيات يبدو التأكيد بأروع صوره للخبر، فقد قال أولا: (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما) فأورد الكلام ابتدائي الخبر، ثم قال: (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) فأكده بمؤكدين، وهو إن واسمية الجملة، فأورد الكلام طلبيا، ثم قال: (إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) فترقى في التأكيد بثلاثة، وهي: إن، واللام، واسمية الجملة فأورد الكلام إنكاري الخبر جوابا عن إنكارهم. قيل وفي قوله: (رَبُّنا يَعْلَمُ) تأكيد رابع، وهو إجراء الكلام مجرى القسم، في التأكيد به، وفي أنه يجاب بما يجاب به القسم.
وفي هذه الآية ائتلاف الفاصلة مع ما يدل عليه سائر الكلام، فإن ذكر الرسالة مهد لذكر البلاغ والبيان.
.إعراب الآية رقم (18):
{قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (18)}.
الإعراب:
(بكم) متعلّق ب (تطيّرنا)، اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (تنتهوا) مضارع مجزوم فعل الشرط اللام الثانية لام القسم (نرجمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد، و(كم) مفعول به، والفاعل نحن (ليمسّنكم) مثل لنرجمنّكم (منّا) متعلّق ب (يمسنّكم) بتضمينه معنى يأتينّكم.
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إنّا تطيّرنا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تطيّرنا بكم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إن لم تنتهوا) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (نرجمنّكم) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (يمسّنّكم منّا عذاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة نرجمنّكم.
.إعراب الآية رقم (19):
{قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)}.
الإعراب:
(معكم) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (طائركم) الهمزة للاستفهام (ذكّرتم) مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) نائب الفاعل (بل) للإضراب الانتقاليّ.
جملة: (قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (طائركم معكم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إن ذكّرتم) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول...
وجواب الشرط محذوف تقديره تطيّرتم.
وجملة: (أنتم قوم) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
.إعراب الآيات (20- 25):
{وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من أقصى) متعلّق ب (جاء)، (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه.
جملة: (جاء رجل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسعى) في محلّ رفع نعت لرجل.
وجملة: (قال) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة النداء وجوابها... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (اتّبعوا) لا محلّ لها جواب النداء.
(21) (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لا) نافية (أجرا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة- أو حاليّة-.
وجملة: (اتّبعوا) الثانية لا محلّ لها بدل من جملة اتّبعوا (الأولى).
وجملة: (لا يسألكم) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (هم مهتدون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(22) الواو عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (لا) نافية (الذي) اسم موصول مفعول به الواو عاطفة (إليه) متعلّق ب (ترجعون)، والواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: (ما لي) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء وجملة: (لا أعبد) في محلّ نصب حال.
وجملة: (فطرني) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (إليه ترجعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(23) الهمزة للاستفهام وفيه معنى النفي- أو الإنكار- (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله أتّخذ، (إن) حرف شرط جازم والنون في (يردن) نون الوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة مراعاة لقراءة الوصل (بضرّ) متعلّق بحال من المفعول أي متلبّسا بضرّ (لا) نافية (تغن) مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (عنّي) متعلّق ب (تغن)، (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مبيّن لكميّته، الواو عاطفة (لا) نافية (ينقذون) مضارع مجزوم معطوف على (تغن)، وعلامة الجزم حذف النون، والواو فاعل، والنون. المذكورة للوقاية، والياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات مفعول به.
وجملة: (أتّخذ) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (يردن الرحمن) لا محلّ لها تعليل لما سبق.
وجملة: (لا تغن عنّي شفاعتهم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا ينقذون) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تغن...
(24) (إذا)- بالتنوين- حرف جواب، اللام المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ...
وجملة: (إنّي لفي ضلال) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
(25) (بربّكم) متعلّق ب (آمنت)، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر، والنون في (اسمعون) للوقاية، والياء المحذوفة بسبب فواصل الآيات مفعول به.
وجملة: (إنّي آمنت) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (آمنت) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (اسمعون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: فاسمعون.
الفوائد:
- الفروق بين البدل وعطف البيان:
1- البدل هو المقصود بالحكم، وأتي بالمتبوع قبله تمهيدا لذكر البدل، على حين عطف البيان متبوعه هو المقصود، وإنما أتي بعطف البيان للتوضيح، فهو كالصفة.
مثال للبدل: (حرر القائد صلاح الدين بيت المقدس) فالبدل صلاح الدين هو المقصود بالحكم. مثال عطف البيان (جاء أبو زيد عمران) فأبو زيد هو المقصود بالحكم، لكن (عمران) جاءت أوضح منه.
2- عطف البيان أوضح من متبوعه، ولا يشترط ذلك في البدل.
3- يخصون عطف البيان بالمعارف أو النكرات المختصة (عند بعضهم) ولا يشترط ذلك في البدل.
4- لك في البدل أن تستغني عن التابع أو المتبوع، فقولك: (جاء الشاعر خالد) يبقى سليما إذا أسقطت البدل أو المبدل منه، ولا يصح ذلك دائما في عطف البيان مثل: (يا أيها الرجل). لا يقال: (يا الرجل) و(يا زيد الفاضل) لا يقال: (يا الفاضل) و(جارك ماتت زينب أمه) لا يقال: (جارك ماتت زينب)، ولذا يكون التابع في هذه الجمل، وفي أمثالها، عطف بيان، لعدم صحة حلوله مكان المبدل منه. وحين تبقى الجملة سليمة بإسقاط التابع أو المتبوع صحّ في التابع أن يكون بدلا أو عطف بيان، لكن الأصح إعرابه عطف بيان إذا كان أوضح أو أشهر من المتبوع.
5- إن عطف البيان لا يكون تابعا لجملة بخلاف البدل، كما في قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) فجملة اتبعوا الثانية بدل من جملة اتبعوا الأولى، و(أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ).
6- البدل يخالف متبوعه في التعريف والتنكير: كقوله تعالى: (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ) و(بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ). وعطف البيان لا يخالف متبوعه بذلك.
.إعراب الآيات (26- 27):
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}.
الإعراب:
(يا) حرف تنبيه.
جملة: (قيل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ادخل الجنّة) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (قال) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا ليت قومي يعلمون) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يعلمون) في محلّ رفع خبر ليت.
(27) (ما) مصدريّ، (لي) متعلّق ب (غفر)، (من المكرمين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (ما غفر...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعلمون).
وجملة: (غفر لي ربّي) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (جعلني) لا محلّ لها معطوفة على جملة غفر لي ربّي.
الجزء الثالث والعشرون:
.إعراب الآيات (28- 29):
{وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (29)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (على قومه) متعلّق ب (أنزلنا)، (من بعده) متعلّق ب (أنزلنا)، (جند) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا)، الواو اعتراضيّة (ما) نافية...
جملة: (ما أنزلنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما كنّا منزلين) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو تعليليّة- (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، واسم (كانت) محذوف تقديره العقوبة المفهومة من السياق الفاء عاطفة (إذا) حرف فجاءة.
وجملة: (إن كانت إلّا صيحة) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هم خامدون) لا محلّ لها معطوفة على جملة كانت...
البلاغة:
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (فَإِذا هُمْ خامِدُونَ):
شبهوا بالنار على سبيل الاستعارة المكنية، والخمود تخييل، وفي ذلك رمز إلى الحي كشعلة النار، والميت كالرماد، كما قال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ** يجور رمادا بعد إذ هو ساطع

ويجوز أن تكون الاستعارة تصريحية تبعية في الخمود، بمعنى البرودة والسكون، لأن الروح لفزعها عند الصيحة تندفع إلى الباطن دفعة واحدة، ثم تنحصر فتنطفئ الحرارة الغريزية لانحصارها، ولعل في العدول عن هامدون إلى (خامدون) رمزا خفيفا إلى البعث بعد الموت..إعراب الآية رقم (30):{يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (30)}.
الإعراب:
(يا) للنداء والتحسّر (حسرة) منادى شبيه بالمضاف متحسّر به منصوب (على العباد) متعلّق بحسرة (ما) نافية (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتي (إلّا) للحصر (به) متعلّق ب (يستهزئون)..
جملة: (يا حسرة على العباد) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما يأتيهم من رسول) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كانوا به يستهزئون) في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم أو فاعله.
وجملة: (يستهزئون) في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ).
والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون، ويتلهف على حالهم المتلفهون. أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين. ويجوز أن يكون من اللّه تعالى على سبيل الاستعارة، في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به، وفرط إنكاره له وتعجيبه منه.

.إعراب الآيات (31- 32):
{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (32)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام (كم) كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدم (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من القرون، (من القرون) تمييز كم (إليهم) متعلّق ب (يرجعون) المنفي.
جملة: (لم يروا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أهلكنا) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يروا المعلّق ب (كم) الخبريّة- وقد تكون استفهاميّة-.
وجملة: (لا يرجعون) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّهم إليهم لا يرجعون) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أهلكناهم)، أي: أهلكناهم بأنّهم إليهم لا يرجعون أي: أهلكناهم بالاستئصال.
الواو عاطفة (إن) حرف نفي (كلّ) مبتدأ مرفوع، (لمّا) للحصر بمعنى إلّا (جميع) خبر المبتدأ مرفوع بمعنى مجموعون (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بجميع- أو ب (محضرون) وهو خبر ثان.
وجملة: (إن كلّ لمّا جميع) في محلّ نصب معطوفة على جملة أهلكنا.
.إعراب الآيات (33- 35):
{وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (35)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (آية) خبر مقدّم مرفوع للمبتدأ (الأرض) (لهم) متعلّق بنعت لآية (منها) متعلّق ب (أخرجنا) الفاء عاطفة (منه) متعلّق ب (يأكلون).
جملة: (آية لهم الأرض) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أحييناها) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أخرجنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أحييناها.
وجملة: (يأكلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
الواو عاطفة (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول ثان و(جنّات) المفعول الأول (من نخيل) متعلّق بنعت لجنّات (فيها) الثاني متعلّق ب (فجّرنا)، (من العيون) مثل فيها، ومن تبعيضيّة.
وجملة: (جعلنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا.
وجملة: (فجّرنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرجنا..
اللام للتعليل (يأكلوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون، والواو فاعل (من ثمره) متعلّق ب (يأكلوا)، والضمير في ثمره يعود على المذكور من النخيل والأعناب (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على ثمره، الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (لا) نافية...
والمصدر المؤوّل (أن يأكلوا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا)..
وجملة: (يأكلوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (عملته أيديهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (لا يشكرون) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيجحدون النعم فلا يشكرون.
.إعراب الآية رقم (36):
{سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)}.
الإعراب:
(سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب (كلّها) توكيد معنوي للأزواج منصوب (ممّا) متعلّق بحال من الأزواج، وكذلك (من أنفسهم) مما الثانية، (لا) نافية...
جملة: نسبّح (سبحان) لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: (خلق) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تنبت الأرض) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (لا يعلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
البلاغة:
فن التناسب: في قوله تعالى: (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها).
وفن التناسب: هو أن يأتي المتكلم في أول كلامه بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه، فإما أن يكون مجملا يحتاج إلى تفصيل، أو موجها يفتقر إلى توجيه، أو محتملا يحتاج المراد منه إلى ترجيح لا يحصل إلا بتفسيره وتبيينه، ووقوع التفسير في الكلام على أنحاء: تارة يأتي بعد الشرط، أو بعد ما فيه معنى الشرط، وطورا بعد الجار والمجرور، وآونة بعد المبتدأ الذي التفسير خبره، وقد أتت صحة التفسير في هذه الآية مقترنة بصحة التقسيم، واندمج فيهما الترتيب والتهذيب، فكان فيها أربعة فنون: فقد قدم سبحانه البنات، وانتقل على طريق البلاغة إلى الأعلى، فثنى بأشرف الحيوان وهو الإنسان ليستلزم ذكره بقية الحيوان، ثم ثلث بقوله: (وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)، فانتقل من الخصوص إلى العموم، ليندرج تحت العموم.
.إعراب الآيات (37- 40):
{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (آية لهم.. نسلخ) مثل نظيرها، (منه) متعلّق ب (نسلخ)، الفاء عاطفة (إذا) فجائية.
جملة: (آية لهم الليل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نسلخ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هم مظلمون) لا محلّ لها معطوفة على جملة نسلخ.
الواو عاطفة (الشمس) معطوف على الليل مرفوع، (لمستقرّ) متعلّق ب (تجري) بتضمينه معنى تنتهي (لها) متعلّق بمستقرّ (ذلك) مبتدأ خبره تقدير (العليم) نعت للعزيز مجرور.
وجملة: (تجري) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ذلك تقدير) لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة (القمر) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي أنزلنا- أو خلقنا- (منازل) مفعول به ثان منصوب بتضمين قدّرنا معنى صيّرنا، وذلك بحذف مضاف أي ذا منازل، (حتّى) حرف غاية وجرّ (كالعرجون) متعلّق بحال من فاعل عاد.
والمصدر المؤوّل (أن عاد...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (قدّرناه).
وجملة: أنزلنا
{القمر} لا محلّ لها معطوفة على جملة آية لهم الليل.
وجملة:
{قدّرناه} لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (عاد) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
(لا) نافية مهملة (الشمس) مبتدأ مرفوع خبره جملة ينبغي (لها) متعلّق ب (ينبغي)، (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن تدرك...) في محلّ رفع فاعل ينبغي.
الواو عاطفة (لا الليل) مثل لا الشمس، والخبر (سابق)، (كلّ) مبتدأ مرفوع، (في فلك) متعلّق ب (يسبحون).
وجملة: (لا الشمس ينبغي) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ينبغي) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشمس).
وجملة: (تدرك) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لا الليل سابق) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا الشمس...
وجملة: (يسبحون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ).
الصرف:
(37) مظلمون: جمع مظلم أي داخل في الظلام، اسم فاعل من الرباعيّ أظلم، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(39) العرجون: اسم جامد لعود النخلة أو عنقودها، وزنه فعلول بضمّ الفاء واللام وسكون العين بينهما.
البلاغة:
1- الاستعارة: في قوله تعالى: (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ).
وأصل السلخ كشط الجلد عن نحو الشاة، فاستعير لكشف الضوء عن مكان الليل وملقى ظلمته وظله، استعارة تبعية مصرحة، والجامع ما يعقل من ترتب أمر على آخر، فإنه يترتب ظهور اللحم على كشط الجلد وظهور الظلمة على كشف الضوء عن مكان الليل، ويجوز أن يكون في النهار استعارة مكنية، وفي السلخ استعارة تخييلية.
2- التشبيه المرسل: في قوله تعالى
{حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}.
فقد مثل الهلال بأصل عذق النخلة، والعذق بكسر العين هو الكباسة والكباسة عنقود النخل، وهو تشبيه بديع للهلال، فإن العرجون إذا قدم دق وانحنى واصفر، وهي وجوه الشبه بين الهلال والعرجون، فهو يشبهه في رأي العين في الدقة لا في المقدار، والاستقواس والاصفرار، وهذا من تشبيه المحسوس بالمحسوس، فإن الطرفان وهما القمر والعرجون حسيان.
الفوائد:
- حذف حرف الجر:
1- يكثر ذلك ويطرد مع (أنّ) و(أن) كقوله تعالى: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) أي بأن ومثله: (بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ) أي بأن هداكم و(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي) أي بأن يغفر لي. (وأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ) أي لأن المساجد للّه (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) أي بأنكم.
2- وجاء في غيرهما كما في الآية التي نحن بصددها: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) أي قدرنا له. (ويَبْغُونَها عِوَجاً) أي يبغون لها (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) أي يخوفكم بأوليائه.
3- وقد يحذف ويبقى الاسم مجرورا كقول القائل- وقد قيل له كيف أصبحت- (خير) أي بخير.
وقولهم (بكم درهم) أي بكم من درهم. ويقال في القسم (اللّه لأفعلنّ).
.إعراب الآيات (41- 44):
{وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (44)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (آية لهم) مرّ إعرابها، (أنّا) حرف مشبه بالفعل واسمه (في الفلك) متعلّق ب (حملنا).
والمصدر المؤوّل (أنّا حملنا..) في محلّ لها رفع مبتدأ مؤخّر.
جملة: (آية لهم أنّا حملنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (حملنا) في محلّ رفع خبر أنّ.
(42) الواو عاطفة (لهم) متعلّق ب (خلقنا)، (من مثله) متعلّق بحال من ما- نعت تقدّم على المنعوت- وجملة: (خلقنا) في محلّ رفع معطوفة على جملة حملنا.
وجملة: (يركبون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(43)- الواو عاطفة الفاء عاطفة (لا) نافية للجنس (صريخ) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر لا (لا) نافية، والواو في (ينقذون) نائب الفاعل.
وجملة: (إن نشأ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (نغرقهم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (لا صريخ لهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (لا هم ينقذون) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا صريخ لهم.
وجملة: (ينقذون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(44)- (إلّا) للاستثناء (رحمة) منصوب على الاستثناء المنقطع (منّا) متعلّق برحمة (إلى حين) متعلّق ب (متاعا).
الصرف:
(43) صريخ: صفة مشتقّة على وزن فعيل بمعنى فاعل أي مستغيث، وقد يأتي على معنى المفعول أيضا.
البلاغة:
سلامة الاختراع: في قوله تعالى: (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) إلى قوله تعالى: (وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) وسلامة الاختراع هي: الإتيان بمعنى لم يسبق إليه. فإن نجاتهم من الغرق برحمة منه تعالى هي في حد ذاتها متاع يستمتعون به، ولكنه على كل حال إلى أجل مقدر يموتون فيه لا مندوحة لهم عنه، فهم إن نجوا من الغرق فلن ينجوا مما يشبهه أو يدانيه، والموت لا تفاوت فيه.


       ( الآيات 1 - 44 )       ( الآيات 45 - 83 )       التالى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ