السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة فصلت

إعراب سورة فصلت من الآية 1 إلى الآية 38


         ( الآيات 1 - 38 )         ( الآيات 39 - 54 )         التالى


 
.إعراب الآيات (1- 5):{حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (2) كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (4) وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ (5)}.
الإعراب:
(تنزيل) مبتدأ مرفوع خبره كتاب، (من الرحمن) متعلّق بنعت ل (تنزيل) (الرحيم) نعت للرحمن مجرور.
جملة: (تنزيل) لا محلّ لها ابتدائيّة..
(3) (قرآنا) حال من آيات منصوبة (لقوم) متعلّق ب (فصّلت).
وجملة: (فصّلت آياته) في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: (يعلمون) في محلّ جرّ نعت لقوم.
(4) (بشيرا) نعت ثان ل (قرآنا) منصوب، الفاء عاطفة في الموضعين (لا) نافية.
وجملة: (أعرض أكثرهم) لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة..
وجملة: (هم لا يسمعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرض أكثرهم.
وجملة: (لا يسمعون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(5) الواو عاطفة في المواضع الأربعة (في أكنّة) متعلّق بخبر المبتدأ قلوبنا (ممّا) متعلّق بأكنّة بتقدير محجوبة (إليه) متعلّق ب (تدعونا)، (في آذاننا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ وقر (من بيننا) خبر مقدّم للمبتدأ حجاب، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر...
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرض أكثرهم.
وجملة: (قلوبنا في أكنّة) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تدعونا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (في آذاننا وقر) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (من بيننا حجاب) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: (اعمل) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت الاستمرار في الدعوة فاعمل.
وجملة: (إنّنا عاملون) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ) إلى قوله: (عامِلُونَ) ففي الآية ثلاث استعارات تمثيلية، لنبو قلوبهم عن إدراك الحق وقبوله، ومج أسماعهم له، وامتناع مواصلتهم وموافقتهم للرسول صلى اللّه عليه وسلم. وأرادوا بذلك إقناطه عليه الصلاة والسلام عن اتباعهم إياه حتى لا يدعوهم إلى الصراط المستقيم.
وقد ذكر الزمخشري في كتابه الكشاف أن في هذه الآية من المبالغة والبلاغة ما لا يليق أن ينتظم إلا في درر الكتاب العزيز، فإنها اشتملت على ذكر حجب ثلاثة متوالية: كل واحد منها كاف في فنه، فأولها الحجاب الحائل الخارج، ويليه حجاب الصمم، وأقصاها الحجاب الذي أكن القلب والعياذ باللّه، فلم تدع هذه الآية حجابا مرتخيا، إلا أسبلته، ولم تبق لهولاء الأشقياء مطمعا ولا صريخا إلا استلبته.
.إعراب الآيات (6- 7):
{قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (7)}.
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (مثلكم) نعت لبشر مرفوع (إليّ) متعلّق ب (يوحى)، (أنّما) كافّة ومكفوفة..
والمصدر المؤوّل (أنّما إلهكم إله...) في محلّ رفع نائب الفاعل.
الفاء عاطفة، (إليه) متعلّق ب (استقيموا) بتضمينه معنى توجهوا الواو استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع. (للمشركين) متعلّق بخبر المبتدأ ويل.
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنا بشر) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (يوحى) في محلّ رفع نعت ثان لبشر.
وجملة: (استقيموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: (استغفروه) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: (ويل للمشركين) لا محلّ لها استئنافيّة.
(7) (الذين) نعت للمشركين في محلّ جرّ، (لا) نافية الواو عاطفة في الموضعين (هم) الثاني توكيد للأول.
وجملة: (لا يؤتون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (هم كافرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
.إعراب الآية رقم (8):
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)}.
الإعراب:
(لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر)، (غير) نعت لأجر مرفوع..
جملة: (إنّ الذين آمنوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا...
وجملة: (لهم أجر) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(ممنون)، اسم مفعول من الثلاثيّ منّ بمعنى قطع باب نصر، وزنه مفعول.
.إعراب الآيات (9- 12):
{قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (11) فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام الإنكاريّ اللام المزحلقة للتوكيد (بالذي) متعلّق ب (تكفرون)، (في يومين) متعلّق ب (خلق)، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
جملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّكم لتكفرون) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (تكفرون) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة (تكفرون) في محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تجعلون) في محلّ رفع معطوفة على جملة تكفرون..
وجملة: (ذلك ربّ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(10) الواو عاطفة (فيها) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق، (من فوقها) متعلّق بنعت لرواسي (فيها) متعلّق ب (بارك)، والثالث متعلّق ب (قدّر)، (في أربعة) متعلّق ب (قدّر) بحذف مضاف أي في تمام أربعة (سواء) مفعول مطلق لفعل محذوف، (للسائلين) متعلّق بالفعل المحذوف.
وجملة: (جعل) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (بارك) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (قدّر) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
(11) (ثمّ) حرف عطف (إلى السماء) متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى قصد الواو حاليّة الفاء عاطفة (لها، للأرض) متعلّقان ب (قال)، متعاطفان، (طوعا) مصدر في موضع الحال (طائعين) حال منصوبة من فاعل أتينا.
وجملة: (استوى) لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر.
وجملة: (هي دخان) في محلّ نصب حال.
وجملة: (قال) لا محلّ لها معطوفة على جملة استوى.
وجملة: (ائتيا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قالتا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أتينا) في محلّ نصب مقول القول.
(12) الفاء عاطفة (سبع) مفعول به ثان عامله قضاهنّ بتضمينه معنى صيّرهنّ، منصوب (في يومين) متعلّق ب (قضاهنّ)، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (في كلّ) متعلّق ب (أوحى)، (بمصابيح) متعلّق ب (زيّنا)، (حفظا) مفعول مطلق لفعل محذوف، والإشارة في (ذلك) إلى المذكور المتقدّم (العليم) نعت للعزيز مجرور.
وجملة: (قضاهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة قال برابط السببيّة. أو برابط التفسير.
وجملة: (أوحى) لا محلّ لها معطوفة على جملة قضاهنّ.
وجملة: (زيّنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحى بملاحظة الالتفات فيها.
وجملة: حفظناها (حفظا) لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّنا...
وجملة: (ذلك تقدير) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(10) أقواتها: جمع قوت اسم للطعام وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن أقوات أفعال.
(11) دخان: اسم لبخار الماء المتكاثف أو غيره، وزنه فعال بضمّ الفاء.
(طائعين)، جمع طائع- جاء مذكّرا للتغليب- اسم فاعل من الثلاثيّ طاع باب باع، وزنه فاعل وفيه إبدال عين الكلمة- وهي الياء - همزة قياسا على كلّ اسم فاعل يأتي من المعتلّ الأجوف.. أصله طائع.
البلاغة:
1- التشبيه البليغ الصوري: في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ).
تشبيه بليغ صوري، لأن صورتها صورة الدخان في رأي العين، والمراد بالدخان البخار الذي تتشكل منه الطبقات الهوائية، فلا منافاة مع أحدث نظريات العلم.
2- التمثيل: في قوله تعالى: (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) فمعنى أمر السماء والأرض بالإتيان وامتثالهما: أنه أراد تكوينهما فلم يمتنعا عليه ووجدتا كما أرادهما، وكانتا في ذلك كالمأمور المطيع إذا ورد عليه فعل الآمر المطاع، وهو من المجاز الذي يسمى التمثيل، ويجوز أن يكون تخييلا ويبنى الأمر فيه على أن اللّه تعالى كلّم السماء والأرض وقال لهما: ائتيا شئتما ذلك أو أبيتماه، فقالتا: أتينا على الطوع لا على الكره. والغرض تصوير أثر قدرته في المقدورات لا غير، من غير أن يحقق شيء من الخطاب والجواب. ونحوه قول القائل: قال الجدار للوتد: لم تشقني؟ قال الوتد: اسأل من يدقني، فلم يتركني، ورائي الحجر الذي ورائي.
3- الالتفات: في قوله تعالى: (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ).
التفات من الغيبة إلى التكلم فقد أسند التزيين إلى ذاته سبحانه لإبراز مزيد العناية بالأمر.
.إعراب الآيات (13- 18):
{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (14) فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (18)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة والثانية رابطة (أعرضوا) في محلّ جزم فعل الشرط (صاعقة) مفعول به ثان منصوب (مثل) نعت لصاعقة منصوب.
جملة: (أعرضوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: (قل) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (أنذرتكم) في محلّ نصب مقول القول.
(14) (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بصاعقة عاد لأنها بمعنى العذاب، (من بين) متعلّق بحال من الرسل وكذلك (من خلفهم)، (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية (إلّا) للحصر (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب (لو) الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (بما) متعلّق بالخبر كافرون (به) متعلّق ب (أرسلتم)، وضمير الخطاب فيه نائب الفاعل.
وجملة: (جاءتهم الرسل) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تعبدوا) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤوّل (أن لا تعبدوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة.. متعلّق ب (جاءتهم).
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لو شاء اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنزل) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّا كافرون) في محلّ نصب معطوفة على جملة لو شاء..
وجملة: (أرسلتم به) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
(15) الفاء عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (عاد) مبتدأ مرفوع الفاء رابطة لجواب أمّا (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا)، (بغير) حال من فاعل استكبروا الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أشدّ (منّا) متعلّق بأشدّ (قوّة) تمييز منصوب الهمزة للاستفهام التقريعيّ (الذي) موصول في محلّ نصب نعت للفظ الجلالة (هو) ضمير فصل، (منهم قوّة) مثل منّا قوّة... (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون).
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ يروا.
وجملة: (أمّا عاد) لا محلّ لها معطوفة على جملة أعرضوا.
وجملة: (استكبروا) في محلّ رفع خبر المبتدأ عاد.
وجملة: (قالوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: (من أشدّ) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لم يروا) لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر في حيّز القول أي: أغفلوا ولم يروا...
وجملة: (خلقهم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (كانوا يجحدون) في محلّ رفع معطوفة على جملة استكبروا.
وجملة: (يجحدون) في محلّ نصب خبر كانوا.
(16) الفاء عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أرسلنا)، (في أيّام) متعلّق ب (أرسلنا)، اللام للتعليل (نذيقهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (عذاب) مفعول به ثان منصوب (في الحياة) متعلّق ب (نذيقهم)...
والمصدر المؤوّل (أن نذيقهم...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أرسلنا).
الواو اعتراضيّة اللام لام الابتداء للتوكيد الواو عاطفة- أو حاليّة- (لا) نافية، والواو في (ينصرون) نائب الفاعل.
وجملة: (أرسلنا) في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا...
وجملة: (نذيقهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (عذاب الآخرة أخزى) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (هم لا ينصرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة عذاب الآخرة.
وجملة: (لا ينصرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(17- 18) الواو عاطفة (أما ثمود) مثل أمّا عاد الفاء رابطة لجواب (أمّا)، والثانية عاطفة (على الهدى) متعلّق بفعل (استحبّوا) بتضمينه معنى اختاروا الفاء عاطفة (الهون) نعت ل (العذاب) مجرور (بما) متعلّق ب (أخذتهم).
وجملة: (أمّا ثمود فهديناهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا عاد...
وجملة: (هديناهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود).
وجملة: (استحبّوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة هديناهم.
وجملة: (أخذتهم صاعقة) في محلّ رفع معطوفة على جملة استحبّوا.
وجملة: (كانوا يكسبون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما).
وجملة: (يكسبون) في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: (نجّينا) في محلّ رفع معطوفة على جملة أخذتهم...
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كانوا يتّقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: (يتّقون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(16) صرصرا: اسم للريح الشديدة أو صفة مشتقّة من الصرّ وهو البرد أو من الثلاثيّ صرّ باب ضرب بمعنى صوّت وصاح شديدا، وزنه فعلل بفتح الفاء واللام الأولى.
(نحسات)، جمع نحس صفة مشتقّة من الثلاثيّ نحس باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر كأشر.
(أخزى)، اسم تفضيل من الثلاثيّ خزي باب فرح، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله أخزي- بالياء- تحرّكت الياء وفتح ما قبلها قلبت ألفا.
(17) العمى: مصدر عمي يعمى باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون، وفيه إعلال بالقلب أصله العمي- بالياء- جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.. ورسمت برسم الياء غير المنقوطة بسبب أصلها.
البلاغة:
1- الالتفات: في قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا).
فقد خاطبهم أولا بقوله: (أإنكم)، بيد أنهم لم يأبهوا لخطابه ولم يستوعبوا نصحه، فالتفت من الخطاب إلى الغيبة، لأنهم فعلوا الإعراض، فليس له إلا أن يعرض عن خطابهم، ليصح التلاؤم، ويناسب اللفظ المعنى، وهذا من أرفع أنواع البلاغة وأرقاها. وكم للالتفات من أسرار.
2- العدول عن المضارع المستقبل إلى الماضي: في قوله تعالى: (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ).
فصيغة الماضي للدلالة على تحقق الإنذار المنبئ عن تحقق المنذر به.
3- الإسناد المجازي: في قوله تعالى: (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى).
والعذاب في الأصل صفة المعذب، وإنما وصف به العذاب على الإسناد المجازي للمبالغة، فإنه يدل على أنه ذل الكافر زاد حتى اتصف به عذابه، كما قرر في قولهم: شعر شاعر.
4- المشاكلة: في قوله تعالى: (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى).
جعل الخزي هذه المرة خبرا، للمشاكلة على حد قول الشاعر:
قلت اطبخوا لي جبة وقميصا

5- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى).
فقد شبه الكفر بالعمى، لأن الكافر ضال عن القصد، متعسف الطريق كالأعمى، وشبه الإيمان بالهدى، لأن المؤمن مهتد إلى القصد وسواء السبيل ثم حذف المشبه في كليهما وأثبت المشبه به.
الفوائد:
- الفاصل بين أما والفاء:
1- المبتدأ: كقوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ).
2- الخبر: كقولنا (أما في الدار فزيد).
3- جملة الشرط: كقوله تعالى: (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ).
4- اسم منصوب لفظا أو محلا بالجواب: كقوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ).
5- اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء. نحو: (أما زيدا فاضربه). وقراءة بعضهم في الآية التي نحن بصددها: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) بالنصب، ويجب تقدير العامل بعد الفاء.
.إعراب الآيات (19- 25):{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (25)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إلى النار) متعلّق ب (يحشر)، الفاء عاطفة، والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.
جملة: اذكر (يوم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يحشر أعداء) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (هم يوزعون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشر أعداء.
وجملة: (يوزعون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(20) (حتّى) حرف ابتداء (ما) زائدة (عليهم) متعلّق ب (شهد)، (بما) متعلّق ب (شهد)، والباء سببيّة.
وجملة: (جاءوها) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (شهد سمعهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كانوا يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ (ما).
وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
(21) الواو في المواضع الثلاثة عاطفة (لجلودهم) متعلّق ب (قالوا)، (لم) متعلّق ب (شهدتم)، (علينا) متعلّق ب (شهدتم)، (الذي) موصول في محلّ رفع نعت للفظ الجلالة (أوّل) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (إليه) متعلّق ب (ترجعون) والواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم وهو جملة حتّى إذا...
وجملة: (شهدتم) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قالوا) الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أنطقنا اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنطق) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (هو خلقكم) في محلّ نصب معطوفة على جملة أنطقنا اللّه.
وجملة: (خلقكم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
وجملة: (ترجعون) في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقكم.
(22) الواو استئنافيّة، (ما) نافية (عليكم) متعلّق ب (يشهد)، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين.
والمصدر المؤول (أن يشهد...) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي مخافة أن يشهد....
(لكن) للاستدراك لا عمل له (لا) نافية (ممّا) متعلّق بنعت ل (كثيرا).
وجملة: (ما كنتم تستترون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تستترون) في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: (يشهد عليكم سمعكم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ظننتم) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كنتم...
وجملة: (لا يعلم) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه لا يعلم..) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ظننتم.
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أو الاسميّ.
(23) الواو عاطفة (ظنّكم) بدل من اسم الإشارة، (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لظنّكم (بربّكم) هو في موضع المفعول الثاني أي ظننتموه كائنا بربّكم الفاء عاطفة (من الخاسرين) متعلّق بمحذوف خبر أصبحتم.
وجملة: (ذلكم ظنّكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة لكن ظننتم.
وجملة: (ظننتم بربّكم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (أرداكم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة: (أصبحتم من الخاسرين) في محلّ رفع معطوفة على جملة أرداكم.
(24) الفاء عاطفة، والثانية رابطة لجواب الشرط (لهم) متعلّق بنعت لمثوى الواو عاطفة الفاء رابطة (ما) نافية عاملة أو مهملة (من المعتبين) متعلّق بخبر محذوف.
وجملة: (إن يصبروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم ظنّكم.
وجملة: (النار مثوى) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إن يستعتبوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يصبروا..
وجملة: (ما هم من المعتبين) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
(25) الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (لهم) متعلّق ب (قيّضنا)، والثاني ب (زيّنوا)، (بين) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و(ما) الثاني معطوف على الأول (خلفهم) ظرف منصوب متعلّق بصلة ما الثاني (عليهم) متعلّق ب (حقّ)، (في أمم) متعلّق بحال من الضمير في (عليهم)، (من قبلهم) متعلّق ب (خلت)، (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل خلت...
وجملة: (قيّضنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يصبروا..
وجملة: (زيّنوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قيّضنا.
وجملة: (حقّ القول) لا محلّ لها معطوفة على جملة زيّنوا..
وجملة: (قد خلت) في محلّ جر نعت لأمم.
وجملة: (إنّهم كانوا خاسرين) لا محلّ لها تعليل لاستحقاقهم العذاب.
وجملة: (كانوا خاسرين) في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(أرداكم)، فيه إعلال بالقلب أصله أرديكم، تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(المعتبين)، جمع المعتب، اسم مفعول من (أعتب) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
البلاغة:
الكناية: في قوله تعالى: (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ).
قيل المراد بالجلود: الجوارح. وقيل: هي كناية عن الفروج.

.إعراب الآية رقم (26):
{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (لهذا) متعلّق ب (تسمعوا)، (القرآن) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه.
(الغوا) أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل (فيه) متعلّق ب (الغوا).
جملة: (قال الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لا تسمعوا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (الغوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تسمعوا.
وجملة: (لعلّكم تغلبون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تغلبون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
الصرف:
(الغوا)، فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يلغون- بفتح الغين وسكون الواو- أصله يلغاون، التقى ساكنان فحذفت الألف- لام الكلمة- وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها فأصبح يلغون واستمرّ الإعلال في الأمر.. ووزنه في الأمر افعوا بفتح العين، وهو من باب فرح، لغي يلغى، إذا تكلّم بما لا فائدة فيه.
الفوائد:
1- لعلّ:
هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وبنو عقيل يخفضون بها المبتدأ كقول كعب بن سعد في رثاء أخيه: فقلت:
ادع أخرى وارفع الصوت جهرة ** لعلّ أبي المغوار منك قريب

ولم يثبت تخفيف (لعلّ). واعلم أن مجرور لعل في موضع رفع بالابتداء كما في البيت السابق، لتنزيل لعل منزلة الجار الزائد، كما في قولنا (بحسبك درهم). والخبر (قريب) في البيت السابق.
وتتصل ب (لعل) (ما) الحرفية، فتكفها عن العمل، لزوال اختصاصها حينئذ، بدليل قول الفرزدق:

أعد نظرا يا عبد قيس لعلما ** أضاءت لك النار الحمار المقيدا

وقيل: أول لحن سمع بالبصرة: (لعل لها عذر وأنت تلوم). ولعلّ تفيد الترجيّ، ومعناه توقعّ حصول المأمول، والإشفاق من وقوع المكروه كقولنا (لعلي ناجح) و(لعل الشرّ بعيد). وقد ورد معنى الترجي في الآية التي نحن بصددها قوله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ). وترد معظم الأحيان في القرآن الكريم بمعنى التحقيق والحصول، كقوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فمعنى لعلكم تتقون أي أنه سيتحقق لكم حصول التقوى بسبب الصيام.
2- الفرق بين الترجيّ والتمنيّ:
الترجي: هو تأمّل وقوع شيء ممكن مثل: (لعل المسافر يقدم) (لعل صاحب الحق يعفو). أما التمنيّ: فهو رجاء حصول شيء غير ممكن، كقول الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يوما ** فأخبره بما صنع المشيب

.إعراب الآية رقم (27):
{فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (27)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (نذيقنّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والنون نون التوكيد والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (عذابا) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (لنجزينّهم) مثل لنذيقنّ (أسوأ) مفعول به ثان منصوب (الذي) موصول مضاف إليه، والعائد محذوف.
جملة: (نذيقنّ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (لنجزينّهم) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى الاستئنافيّة.
وجملة: (كانوا يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.
.إعراب الآية رقم (28):
{ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (28)}.
الإعراب:
(ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى العذاب (جزاء) خبر مرفوع (النار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دار)، (فيها) متعلّق بحال من الضمير في (لهم)، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف، (ما) حرف مصدريّ (بآياتنا) متعلّق ب (يجحدون).
والمصدر المؤوّل (ما كانوا...) في محلّ جرّ ب الباء متعلّق بجزاء الأول، والباء سببيّة.
وجملة: (ذلك جزاء) لا محلّ لها تعليل- أو استئناف بيانيّ- وجملة: (لهم فيها دار الخلد) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (يجحدون) في محلّ نصب خبر كانوا.
البلاغة:
التجريد: في قوله تعالى: (النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ).
أي هي بعينها دار إقامتهم، على أن في للتجريد، كما قيل: في قوله تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) وقول الشاعر:
وفي اللّه إن لم ينصفوا حكم عدل

والتجريد: أن ينتزع من أمر ذي صفة آخر مثله، مبالغة فيها، فقد انتزع من النار دارا أخرى سماها دار الخلد.
إعراب الآية رقم (29):
{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ربّنا) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء، منصوب (اللذين) موصول مبنيّ على الياء في محلّ نصب مفعول به ثان (من الجنّ) متعلّق بحال من فاعل (أضلانا) (نجعلهما) مضارع مجزوم جواب الطلب والفاعل نحن و(هما) مفعول به (تحت) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان اللام للتعليل (يكونا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الأسفلين) متعلّق بمحذوف خبر يكون.
والمصدر المؤوّل (أن يكونا..) في محلّ جرّ متعلّق ب (نجعلهما).
وجملة: (قال الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محل لها صلة الموصول (الذين).
وجملة النداء وجوابه... في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أرنا) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (أضلّانا) لا محلّ لها صلة الموصول (اللذين).
وجملة: (نجعلهما) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي إن ترنا اللذين.. نجعلهما..
وجملة: (يكونا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.

.إعراب الآيات (30- 32):
{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)}.
الإعراب:
(ربّنا) مبتدأ خبره اللّه (عليهم) متعلّق ب (تتنزّل)، (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لا) ناهية جازمة في الموضعين (بالجنّة) متعلّق ب (أبشروا)، (التي) موصول في محلّ جرّ نعت للجنّة والعائد محذوف..
والمصدر المؤوّل (أن لا تخافوا..) في محلّ جرّ ب (باء) محذوفة متعلّق ب (تتنزّل).
جملة: (إنّ الذين قالوا) لا محلّ لها استئنافيّة.
جملة: (قالوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ربّنا اللّه) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (استقاموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: (تتنزل عليهم الملائكة) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لا تخافوا) في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: (لا تحزنوا) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا.
وجملة: (أبشروا) في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تخافوا.
وجملة: (كنتم توعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (توعدون) في محلّ نصب خبر كنتم.
(31) (في الحياة) متعلّق ب (أولياؤكم) وكذلك (في الآخرة)، الواو عاطفة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (ما)، (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف في الموضعين.
وجملة: (نحن أولياؤكم) لا محلّ لها تعليليّة مقرّرة لما سبق.
وجملة: (لكم فيها ما تشتهي) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لكم فيها ما تدّعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (تشتهي) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (تدّعون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
(32) (نزلا) حال منصوبة من العائد المحذوف أي تدّعونه نزلا، (من غفور) متعلّق بنعت ل (نزلا).
الفوائد:
الاستقامة:
قال أهل التحقيق: كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به، ورأس المعرفة اليقينية معرفة اللّه تعالى، وإليه الإشارة بقوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط، غير مائل إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد، وتكون في الأعمال الصالحة. سئل أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه عن الاستقامة فقال: أن لا تشرك باللّه شيئا، وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب، وقال عثمان رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا: أخلصوا في العمل، وقال علي رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا أدوا الفرائض، وهو قول ابن عباس، وقيل: استقاموا على أمر اللّه فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه، وقيل: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا اللّه حتى لحقوا باللّه، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة. وقوله تعالى في هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) بهاتين الجملتين يتلخص معنى الدين والإسلام، فهما جملتان قصيرتان، لكنهما كبيرتان في معناهما، وقد جمعتا مفهوم الدين والإسلام والرسالات السماوية ورسمتا منهجا كاملا دقيقا لسلوك المسلم في حياته، فما أعظم كلام اللّه وما أبعد مداه!
.إعراب الآية رقم (33):
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) اسم استفهام مبتدأ خبره أحسن (قولا) تمييز منصوب (ممّن) متعلّق بأحسن (إلى اللّه) متعلّق ب (دعا)، الواو عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة (صالحا) مفعول به منصوب، (من المسلمين) متعلّق بخبر إنّ.
جملة: (من أحسن) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (دعا) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (عمل) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (قال) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (إنّني من المسلمين) في محلّ نصب مقول القول.
.إعراب الآيات (34- 35):
{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) نافية الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي، (بالتي) متعلّق ب (ادفع) الفاء تعليليّة (إذا) فجائية (الذي) مبتدأ (بينك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (بينه) ظرف متعلّق بما تعلّق به الأول فهو معطوف عليه (عداوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
جملة: (لا تستوي الحسنة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ادفع) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (هي أحسن) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (الذي بينك عداوة) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (بينك وبينه عداوة) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (كأنّه وليّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي).
(35) الواو عاطفة في الموضعين (ما) نافية (إلّا) للحصر (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل ومثله (ذو)، وجملة: (ما يلقّاها) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة.
وجملة: (صبروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما يلقّاها) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يلقّاها (الأولى).
.إعراب الآية رقم (36):
{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (إمّا) حرف شرط جازم، و(ما) زائدة (ينزغنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والنون للتوكيد، والكاف مفعول به (من الشيطان) متعلّق بحال من الفاعل (نزغ) الفاء رابطة لجواب الشرط (باللّه) متعلّق ب (استعذ)، (هو) ضمير أستعير لمحلّ النصب لتوكيد اسم (إنّ)، (العليم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (ينزغنّك من الشيطان نزغ) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تستوي الحسنة.
وجملة: (استعذ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّه هو السميع) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(نزغ): مصدر سماعيّ لفعل نزغ الثلاثيّ من بابي فتح وضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.. و(النزغ) هو الوسوسة أو الإفساد أو الحثّ على المعصية.
.إعراب الآيات (37- 38):
{وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ (38)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من آياته) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (الليل).. (لا) ناهية جازمة (للشمس) متعلّق ب (تسجدوا)، الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (للقمر) متعلّق بما تعلّق به للشمس فهو معطوف عليه (اسجدوا) أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (للّه) متعلّق ب (اسجدوا)، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (كنتم) ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إيّاه) ضمير منفصل في محلّ نصب مفعول به عامله تعبدون.
جملة: (من آياته الليل) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا تسجدوا للشمس) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (اسجدوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تسجدوا للشمس.
وجملة: (خلقهنّ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (كنتم إيّاه تعبدون) لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فاسجدوا له.
وجملة: (تعبدون) في محلّ نصب خبر كنتم.
(38) الفاء استئنافيّة (استكبروا) في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة أو تعليليّة (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (له) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون، (بالليل) متعلّق ب (يسبّحون)، الواو حاليّة (لا) نافية.
وجملة: (إن استكبروا) لا محلّ لها استئنافيّة- أو معطوفة على جملة القول المقدّرة، وجواب الشرط مقدّر أي إن استكبروا فدعهم، أو لا تهتمّ بعصيانهم.
وجملة: (الذين عند ربّك) لا محلّ لها تعليليّة للجواب المقدّر.
وجملة: (يسبّحون له) في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
وجملة: (هم لا يسأمون) في محلّ نصب حال من فاعل يسبحون.
وجملة: (لا يسأمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الفوائد:
- آية السجدة:
يسن لقارئ القرآن أن يسجد سجدة التلاوة، كلما مر بآية سجدة، فإن كان خارج الصلاة نوى سجود التلاوة وكبر، ثم كبر ثانية للسجود، وسجد سجدة واحدة وسلم بعدها. أما أثناء الصلاة، فيهوي للسجود ناويا بقلبه سجدة التلاوة، فإذا تلفظ بالنية بطلت صلاته، ويسجد سجدة واحدة ثم يعود لمتابعة صلاته، وتصبح هذه السجدة واجبة في حق المأموم إن سجد إمامه، لأن متابعة الإمام واجبة، ومن كان خارج الصلاة وقرأ آية سجدة، ولم يكن متوضئا، فيقول: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه اللّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم (أربع مرات) وهذه السجدة في هذه السورة من عزائم سجود التلاوة، وفي موضع السجود فيها قولان للعلماء، وهما وجهان لأصحاب الشافعي، أحدهما: أنه عند قوله تعالى: (إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) وهو قول ابن مسعود والحسن وحكاه الرافعي عن أبي حنيفة وأحمد لأن ذكر السجدة قبله، والثاني وهو الأصح عند أصحاب الشافعي، وكذلك نقله الرافعي، عند قوله تعالى: (وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) وهو قول ابن عباس وابن عمر وسعيد ابن المسيب وقتادة، وحكاه الزمخشري عن أبي حنيفة، لأن عنده يتم الكلام.


         ( الآيات 1 - 38 )         ( الآيات 39 - 54 )         التالى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ