الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الحجر

إعراب سورة الحجر من الآية 1 إلى الآية 44




الإعراب:
(الر) حروف مقطّعة لا محلّ لها من الإعراب (تلك) اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، في محلّ رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف للخطاب (آيات) خبر مرفوع (الكتاب) مضاف إليه مجرور (قرآن) معطوف على الكتاب بالواو مجرور (مبين) نعت القرآن مجرور.
والجملة الاسمية لا محلّ لها ابتدائيّة.
.إعراب الآية رقم (2):
الإعراب:
(ربما) كافّة ومكفوفة (يودّ) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (لو) حرف مصدريّ (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو في محلّ رفع اسم كان (مسلمين) خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء.
والمصدر المؤوّل (لو كانوا مسلمين) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ.
جملة: (يودّ الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الّذين).
وجملة: (كانوا مسلمين) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو).
البلاغة:
1- التعبير بالضد: في قوله تعالى: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ} اختلف علماء البلاغة في المراد بهذا التعبير. وقد قرر النحاة أن ربما لا تدخل إلا على الماضي؟
وما المراد بمعنى التقليل الذي تفيده رب؟ وقد أجيب عن الأول بأن المترقب في أخبار الله تعالى بمثابة الماضي المقطوع به في تحققه، فكأنه قيل ربما ود، وأجيب عن الثاني بأن هذا مذهب وارد على سنن العرب في قولهم لعلك ستندم على فعلك. وربما ندم الإنسان على ما يفعل، ولا يشكون في ندامته ولا يقصدون تقليله. والعقلاء يتحرزون من التعرض من المظنون، كما يتحرزون من المتيقن الثابت. وهذا الجواب جميل، ولكن الأجمل منه أن يقال: إن العرب تعبر عن المعنى بما يؤدي عكس مقصوده.
.إعراب الآية رقم (3):
الإعراب:
(ذرهم) فعل أمر مبنيّ على السكون.. و(هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت (يأكلوا) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون.. والواو فاعل الواو عاطفة (يتمتّعوا) مثل يأكلوا ومعطوف عليه الواو عاطفة (يلههم) مضارع مجزوم معطوف على يأكلوا وعلامة الجزم حذف حرف العلّة.. و(هم) مثل الأول (الأمل) فاعل مرفوع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال (يعلمون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو فاعل، ومفعول يعلمون محذوف تقديره عاقبة أمرهم.
جملة: (ذرهم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يأكلوا....) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
أي إن تتركهم يأكلوا..
وجملة: (يتمتّعوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يأكلوا.
وجملة: (يلههم الأمل...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يأكلوا.
جملة: (سوف يعلمون) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن يشغلهم أمر الدنيا فسوف يعلمون.
الصرف:
(الأمل)، مصدر سماعيّ لفعل أمل، وزنه فعل بفتحتين.

.إعراب الآية رقم (4):{وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (4)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (أهلكنا) فعل ماض وفاعله (من) حرف جرّ زائد- لاستغراق الجنس- (قرية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) للحصر الواو واو الحال اللام حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم (كتاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (معلوم) نعت لكتاب مرفوع.
جملة: (أهلكنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لها كتاب...) في محلّ نصب حال من قرية لوجود الواو.
الصرف:
(معلوم)، اسم مفعول من علم الثلاثيّ، وزنه مفعول.
.إعراب الآية رقم (5):
{ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (5)}.
الإعراب:
(ما) حرف نفي (تسبق) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ زائد- لاستغراق الجنس- (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل تسبق (أجلها) مفعول به منصوب.. و(ها) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (ما) مثل الأول (يستأخرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (ما تسبق...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما يستأخرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تسبق..
.إعراب الآيات (6- 7):
{وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب عطف بيان من أيّ- أو بدل- (نزّل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (على) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نزّل)، (الذكر) نائب الفاعل مرفوع (إنّك) حرف مشبه بالفعل- ناسخ-، والكاف ضمير في محلّ نصب اسم إنّ اللام المزحلقة للتوكيد (مجنون) خبر إنّ مرفوع.
جملة: (قالوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نزّل عليه الذكر...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (إنّك لمجنون) لا محلّ لها جواب النداء.
(لوما) أداة عرض (تأتينا) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بالملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأتينا)، (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط..
والتاء ضمير في محلّ رفع اسم كان (من الصادقين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر كنت، وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (تأتينا...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (كنت من الصادقين) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنت من الصادقين في ما تدّعيه فأتنا بالملائكة.
الصرف:
(مجنون)، اسم مفعول من الثلاثيّ جنّ، وزنه مفعول.
.إعراب الآية رقم (8):
{ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (8)}.
الإعراب:
(ما) نافية (ننزّل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (الملائكة) مفعول به منصوب (إلّا) للحصر (بالحق) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الملائكة، الواو عاطفة (ما) مثل الأول (كانوا) فعل ماض ناقص والواو اسم كان (إذا) حرف جواب لا عمل له (منظرين) خبر كانوا منصوب، وعلامة النصب الياء.
جملة: (ما ننزّل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما كانوا.. منظرين) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
البلاغة:
- اللف والنشر المشوش: في قوله تعالى:
{ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ}.
فالكلام مسوق منه سبحانه إلى نبيه صلّى اللّه عليه واله وسلّم جوابا عن مقالتهم المحكية وردا لاقتراحهم الباطل الصادر عن محض التعصب والعناد وهو قوله لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ أما رده على مقالتهم الأولى وهي إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ فهو قوله تعالى الذي سيأتي:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ}.
.إعراب الآية رقم (9):
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (9)}.
الإعراب:
(إنّ) حرف توكيد ونصب.. و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ. (نزّلنا) فعل ماض وفاعله (الذكر) مفعول به منصوب الواو عاطفة (إنّا) مثل الأول اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (حافظون)، اللام المزحلقة للتوكيد (حافظون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: (إنّا نحن نزّلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نحن نزّلنا...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (نزّلنا...) في محلّ رفع خبر المبتدأ نحن.
وجملة: (إنّا له لحافظون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
.إعراب الآيات (10- 11):
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (11)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) مثل نزّلنا، (من قبلك) جارّ ومجرور متعلّق ب (أرسلنا)، والكاف ضمير مضاف إليه (في شيع) جارّ ومجرور متعلّق بنعت للمفعول المقدّر أي أرسلنا رسلا في شيع.. (الأوّلين) مضاف إليه مجرور، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
الواو عاطفة (ما) حرف نفي (يأتيهم) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء.. و(هم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ زائد (رسول) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل يأتي (إلّا) للحصر (كانوا) فعل ماض ناقص.. والواو اسم كان الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يستهزئون) وهو مضارع مرفوع. والواو فاعل.
وجملة: (ما يأتيهم من رسول...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: (كانوا.. يستهزئون) في محلّ نصب حال من مفعول يأتيهم.
وجملة: (يستهزئون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(شيع)، جمع شيعة، اسم للفرقة المتّفقة على طريق، وفي المصباح: كلّ قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة. ثمّ صارت اسما لجماعة مخصوصة، ووزن شيعة فعلة بكسر فسكون، ووزن شيع فعل بكسر ففتح.
البلاغة:
اللف والنشر المشوش في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ثم أردف ذلك بقوله ولقد أرسلنا من قبلك إلى آخر الآية أي أن هذا ديدنهم وديدن الجاهلية مع جميع الأنبياء فلا تبتئس واقتد بمن قبلك وتأس بهم.
يطلق على:
.إعراب الآيات (12- 13):
{كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)}.
الإعراب:
الكاف حرف جرّ وتشبيه (ذلك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نسلك، والإشارة إلى الاستهزاء والتكذيب، واللام للبعد، والكاف للخطاب (نسلكه) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم والهاء ضمير مفعول به، (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (نسلكه)، (المجرمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (نسلكه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يؤمنون) والباء سببيّة، والضمير عائد على الإشارة، الواو استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (خلت) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والتاء للتأنيث (سنّة) فاعل مرفوع (الأولين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (لا يؤمنون...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تفسير ل (نسلكه)-.
وجملة: (خلت سنّة الأولين) لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة:
- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى:
{كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} إلخ....
ففي الكلام تشبيه تمثيلي للعناد المستحوذ عليهم، والعناد الراسخ في صدورهم، وتفصيل ذلك أن الله تعالى سلك القرآن في قلوبهم وأدخله في سويداءاتها كما سلك ذلك في قلوب المؤمنين المصدقين، فكذب به هؤلاء، وصدّق به هؤلاء كل على علم وبينة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيّ عن بينة، ولئلا يكون للكفار على الله حجة بأنهم ما فهموا وجوه الإعجاز كما فهمها من آمن فأعلمهم الله تعالى من الآن، وهم في مهلة وإمكان، إنهم ما كفروا إلا على علم، معاندين باغين، ليكون أدحض لأية حجة يختلقونها، وأنفى لكل ادعاء يدعون به.
.إعراب الآيات (14- 15):
{وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (فتحنا) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (فتحنا)، (بابا) مفعول به منصوب (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بنعت ل (بابا)، الفاء عاطفة (ظلّوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم ظلّ (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يعرجون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: (فتحنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ظلّوا.. يعرجون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يعرجون) في محلّ نصب خبر ظلّوا.
اللام واقعة في جواب لو (قالوا) فعل ماض وفاعله (إنّما) كافّة مكفوفة (سكّرت) فعل ماض مبنيّ للمجهول.. والتاء للتأنيث (أبصارنا) نائب الفاعل مرفوع.. و(نا) مضاف إليه (بل) للإضراب الانتقالي (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (قوم) خبر مرفوع (مسحورون) نعت لقوم مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو).
وجملة: (سكّرت أبصارنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (نحن قوم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(مسحورون)، جمع مسحور، اسم مفعول من سحر الثلاثيّ، وزنه مفعول.
البلاغة:
1- الاستعارة: في قوله تعالى:
{إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا} فقد أرادوا بذلك أنه فسدت أبصارنا واعتراها خلل في إحساسها كما يعتري عقل السكران ذلك فيختل إدراكه.
2- وفي كلمتي الحصر والإضراب دلالة على أنهم يبتنون القول بذلك، وأن ما يرونه لا حقيقة له، وإنما هو أمر خيل إليهم بالسحر. وإيضاح ذلك أنهم قالوا:
(إنما) وهي تفيد الحصر في المذكور آخرا، فيكون الحصر في الأبصار لا في التسكير، فكأنهم قالوا سكرت أبصارنا لا عقولنا. ونحن وإن كنا نتخيل بأبصارنا هذه الأشياء، لكنا نعلم بعقولنا أن الحال بخلافه، أي لا حقيقة له. ثم قالوا (بل) كأنهم أضربوا عن الحصر في الأبصار وقالوا بل جاوز ذلك إلى عقولنا بسحر صنعه لنا.
إعراب الآيات (16- 20):{وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (17) إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ (18) وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (20)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (جعلنا) فعل ماض وفاعله (في السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (جعلنا) بمعنى خلقنا، (بروجا) مفعول به منصوب الواو عاطفة (زيّناها) مثل جعلنا.. و(ها) مفعول به (للناظرين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من ضمير الغائب.
جملة: (جعلنا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة: (زيّناها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.
الواو عاطفة (حفظناها من كلّ) مثل زيّناها للناظرين، والجارّ متعلّق ب (حفظناها)، (شيطان) مضاف إليه مجرور (رجيم) نعت لشيطان مجرور.
وجملة: (حفظناها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناها.
(إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل، (استرق) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (السمع) مفعول به منصوب الفاء عاطفة (أتبعه) مثل استرق.. والهاء مفعول به (شهاب) فاعل مرفوع (مبين) نعت لشهاب مرفوع.
وجملة: (استرق...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (أتبعه شهاب...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الواو عاطفة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده (مددناها) مثل زيّناها الواو عاطفة (ألقينا) مثل جعلنا (في) حرف جر و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ألقينا)، (رواسي) مفعول به منصوب (وأنبتنا فيها) مثل وألقينا فيها (من كلّ) جارّ ومجرور نعت لمقدّر أي أنواعا من كلّ شيء (شيء) مضاف إليه مجرور (موزون) نعت لشيء مجرور.
وجملة: (مددنا) الأرض...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا...
وجملة: (مددناها (المذكورة) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (ألقينا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة (مددنا) الأرض.
وجملة: (أنبتنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة (مددنا) الأرض.
الواو عاطفة (جعلنا) مثل الأول اللام حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (جعلنا) بمعنى خلقنا (فيها) مثل السابق متعلّق ب (جعلنا)، (معايش) مفعول به منصوب الواو عاطفة (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على معايش، (لستم) فعل ماضي ناقص جامد مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير اسم ليس اللام حرف جرّ والهاء في محلّ جرّ متعلّق برازقين الباء حرف جرّ زائد (رازقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (جعلنا لكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة (مددنا) الأرض.
وجملة: (لستم.. برازقين) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
الصرف:
(شهاب)، اسم جامد للجرم المحترق النازل من السماء، وزنه فعال بكسر الفاء، جمعه شهب بضمّتين.
(موزون)، اسم مفعول من وزن الثلاثيّ، وزنه مفعول.
(معايش)، جمع معيشة اسم لما يعيش به الإنسان مدّة حياته من مطعم ومشرب.. وملبس، ووزن معيشة مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين حيث سكّنت الياء ونقلت حركتها إلى العين قبلها. لم تقلب الياء همزة في (معايش) لأنها أصلية.
البلاغة:
- المجاز: في قوله تعالى:
{مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} أي مقدر بمقدار معين تقتضيه الحكمة، فهو مجاز مستعمل في لازم معناه، أو كناية أو من كل شيء مستحسن متناسب من قولهم: كلام موزون.
.إعراب الآية رقم (21):
{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إن) نافية (من) حرف جرّ زائد (شيء) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (إلّا) للحصر (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، و(نا) ضمير مضاف إليه (خزائنه) مبتدأ مؤخّر مرفوع.
والهاء مضاف إليه الواو عاطفة (ما) نافية (ننزّله) مضارع مرفوع، والهاء مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (إلّا) مثل الأولى (بقدر) جارّ ومجرور متعلّق ب (ننزّله)، (معلوم) نعت لقدر مجرور.
جملة: (إن من شيء إلّا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عندنا خزائنه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (شيء).
وجملة: (ننزّله...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(قدر)، اسم لما يقدّره اللّه، وتعلّق الإرادة في أوقاتها، وزنه فعل بفتحتين.
البلاغة:
- الاستعارة: في قوله تعالى:
{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ} حيث شبهت مقدوراته تعالى الغائبة للحصر المندرجة تحت قدرته الشاملة في كونها مستورة عن علوم العالمين، ومصونة عن وصول أيديهم بنفائس الأموال المخزونة في الخزائن السلطانية فذكر الخزائن على طريقة الاستعارة التخييلية، وجوز أن يكون قد شبه اقتداره تعالى على كل شيء وإيجاده لما يشاء بالخزائن المودعة فيها الأشياء المعدة لأن يخرج منها ما شاء، فذكر ذلك على سبيل الاستعارة التمثيلية.
الفوائد:
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ.
(إن) هذه نافية، ولذلك جاءت بعدها (من) وهي حرف جرّ زائد ورد لإفادة التوكيد. ول (إن) عدة أنواع. وقد استوفينا الحديث بشأنها في أماكن سابقة لذلك اجتزأنا بأن نذكر بها فحسب.
.إعراب الآيات (22- 25):
{وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (أرسلنا) فعل ماض وفاعله (الرياح) مفعول به منصوب (لواقح) حال منصوبة الفاء عاطفة (أنزلنا... ماء) مثل أرسلنا الرياح (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزلنا)، الفاء عاطفة (أسقينا) مثل أرسلنا والكاف ضمير مفعول به والميم لجمع الذكور والواو زائدة إشباع حركة الميم والهاء ضمير مفعول به ثان الواو حاليّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع اسمها اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخازنين الباء: حرف جرّ زائد (خازنين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما.
جملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة: (أسقيناكموه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: (ما أنتم... بخازنين) في محلّ نصب حال من ضمير الخطاب في (أسقيناكم).
الواو عاطفة (إنّا) حرف توكيد ونصب.. و(نا) ضمير في محلّ نصب اسم إن اللام المزحلقة للتوكيد (نحن) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة نحيي (نحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل نحن للتعظيم الواو عاطفة (نميت) مضارع مرفوع (نحن) مثل الأول (الوارثون) خبر نحن الثاني مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: (إنّا لنحن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أسقيناكموه.
وجملة: (نحن نحيي...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (نحيي...) في محلّ رفع خبر نحن.
وجملة: (نميت...) في محلّ رفع معطوفة على جملة نحيي.
وجملة: (نحن الوارثون) في محلّ رفع معطوفة على جملة نحن نحيي.
الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علمنا) مثل أرسلنا (المستقدمين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ و(كم) ضميرا في محلّ جرّ متعلّق بحال من المستقدمين (ولقد علمنا المستأخرين) مثل المتقدّمة.
وجملة: (قد علمنا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا لنحن..
وجملة: (قد علمنا (الثانية) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة القسم الأولى.
الواو عاطفة (إنّ) مثل الأول (ربك) اسم إنّ منصوب.. والكاف مضاف إليه (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (يحشرهم) مثل نميت.. و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (إنّه) مثل إنّا (حكيم) خبر إنّ مرفوع (عليم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (إنّ ربّك هو...) لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.
وجملة: (هو يحشرهم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يحشرهم...) في محلّ رفع خبر هو.
وجملة: (إنّه حكيم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(لواقح)، جمع لاقحة مؤنّث لاقح، اسم فاعل من لقح الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(خازنين)، جمع خازن، اسم فاعل من خزن الثلاثيّ، وزنه فاعل.
(المستقدمين)، جمع المستقدم، اسم فاعل من استقدم السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(المستأخرين)، جمع المستأخر، اسم فاعل من استأخر السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
- التشبيه البليغ: في قوله تعالى:
{وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ} اللواقح جمع لاقح بمعنى حامل، ووصف الرياح بذلك على التشبيه البليغ شبهت الريح المحملة بالسحاب الماطر بالناقة الحامل، لأنها حاملة لذلك السحاب أو للماء الذي فيه والمراد ملقحات للسحاب أو الشجر، فيكون قد أستعير اللقح لصب المطر في السحاب أو الشجر.
.إعراب الآيات (26- 27):
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (27)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لقد خلقنا الإنسان) مثل لقد علمنا المستقدمين، (من صلصال) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلقنا)، (من حمأ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لصلصال، (مسنون) نعت لحمأ مجرور.
جملة: (خلقنا...) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة.
الواو عاطفة (الجانّ خلقناه) مثل الأرض مددناها (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (خلقناه)، (من نار) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلقناه)، (السموم) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (خلقنا) الجانّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقنا الإنسان.
وجملة: (خلقناه...) لا محلّ لها تفسيريّة.
الصرف:
(صلصال)، اسم للطين اليابس، وزنه فعلال.
(حمأ)، اسم للطين الأسود، وزنه فعل بفتحتين.
(مسنون)، اسم مفعول من سنّ الثلاثيّ، وزنه مفعول.
(الجانّ)، اسم جمع للجنّ، وهو على وزن فاعل، جمعه جنّان بكسر الجيم وفتح النون المشدّدة.
(السموم)، اسم للريح الحارّة أو النار التي لا دخان لها، وزنه فعول فتح الفاء.
.إعراب الآيات (28- 29):{وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (29)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قال) فعل ماض (ربّك) فاعل مرفوع..
والكاف مضاف إليه (للملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال)، (إنّي) مثل إنّا (خالق) خبر إنّ مرفوع (بشرا) مفعول به لاسم الفاعل خالق، منصوب (من صلصال من حمأ مسنون) مرّ إعرابها والمجرور الأول متعلّق بخالق.
جملة: (قال ربك...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (إنّي خالق...) في محلّ نصب مقول القول.
الفاء عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (سوّيت) فعل ماض مبنيّ على السكون.. والتاء فاعل والهاء ضمير مفعول به الواو عاطفة (نفخت) مثل سوّيت (في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نفخت)، (من روحي) جارّ متعلّق بنفخت وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط (قعوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون...
والواو فاعل (له) فيه متعلّق ب (قعوا)، (ساجدين) حال منصوبة وعلامة النصب الياء.
وجملة: (سوّيته...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (نفخت...) في محلّ جرّ معطوفة على جملة سوّيته.
وجملة: (قعوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
.إعراب الآيات (30- 31):
{فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (سجد) فعل ماض (الملائكة) فاعل مرفوع (كلّهم) توكيد معنويّ للملائكة مرفوع مثله و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه (أجمعون) توكيد معنويّ ثان مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: (سجد الملائكة...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(إلّا) أداة استثناء (إبليس) اسم منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل على الخلاف المعروف بحقيقة إبليس هل هو من الملائكة أو لا (أبى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل هو (أن) حرف نصب ومصدريّ (يكون) مضارع ناقص منصوب، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر يكون (الساجدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
والمصدر المؤوّل (أن يكون...) في محلّ نصب مفعول به عامله أبي.
وجملة: (أبى...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
.إعراب الآية رقم (32):
{قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (يا) حرف نداء (إبليس) منادى مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب مفرد علم (ما) اسم استفهام- للتوبيخ- مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (تكون مع الساجدين) مثل يكون مع الساجدين، واسمه أنت والمصدر المؤوّل (ألّا تكون...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو في متعلّق بمحذوف حال، أي: مالك في ألّا تكون مع الساجدين.. أي ما عذرك حالة كونك غير ساجد مع الآخرين.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يا إبليس مالك...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (مالك...) لا محلّ لها جواب النداء.
.إعراب الآية رقم (33):
{قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)}.
الإعراب:
(قال) مثل السابق، (لم) حرف نفي وجزم (أكن) مضارع ناقص مجزوم، واسمه ضمير مستتر تقديره أنا اللام لام الجحود (أسجد) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود، والفاعل أنا (لبشر) جارّ ومجرور متعلّق ب (أسجد).
والمصدر المؤوّل (أن أسجد...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر أكن.
(خلقته) مثل سوّيته (من صلصال... مسنون) مرّ إعرابها.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لم أكن...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أسجد...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (خلقته...) في محلّ جرّ نعت لبشر.
.إعراب الآيات (34- 35):
{قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ (35)}.
الإعراب:
(قال) مثل السابق، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (اخرج) فعل أمر، والفاعل أنت (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (اخرج)، الفاء تعليليّة (إنّك) حرف توكيد ونصب.. والكاف ضمير في محلّ نصب اسم إنّ (رجيم) خبر إنّ مرفوع.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اخرج...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم ترض السجود فاخرج.. وجملة الشرط المقدّرة في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (إنّك رجيم) لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة (إنّ) مثل الأول (على) حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر إنّ مقدّم (اللعنة) اسم إنّ مؤخّر منصوب (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق باللعنة، (الدين) مضاف إليه مجرور.
وجملة: (إنّ عليك اللعنة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّك رجيم.
البلاغة:
- الكناية: في قوله تعالى:
{فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} أي مطرود من كل خير وكرامة، فإن من يطرد يرجم بالحجارة فالكلام من باب الكناية.
.إعراب الآية رقم (36):
{قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو إبليس (ربّ) منادى مضاف محذوف منه أداة النداء، منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف.. والياء المحذوف مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (انظرني) فعل أمر دعائيّ والنون للوقاية والياء ضمير مفعول به، والفاعل أنت (إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنظر)، (يبعثون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون.. والواو نائب الفاعل.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (انظرني...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن طردتني ولعنتني فأنظرني.. وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (يبعثون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
.إعراب الآيات (37- 38):
{قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)}.
الإعراب:
(قال) مثل السابق، الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّك) مرّ إعرابه، (من المنظرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّك من المنظرين) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت الإنظار فإنّك من المنظرين، وجملة الشرط المقدّر في محلّ نصب مقول القول.
(إلى يوم) جارّ ومجرور متعلّق بالمنظرين (الوقت) مضاف إليه مجرور (المعلوم) نعت للوقت مجرور.
.إعراب الآيات (39- 40):
{قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)}.
الإعراب:
(قال ربّ) مرّ إعرابها، الباء حرف جرّ، (ما) حرف مصدريّ (أغويتني) فعل ماض وفاعله.. والنون للوقاية، والياء ضمير مفعول به اللام لام القسم (أزيّننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع والنون للتوكيد، والفاعل أنا اللام حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أزيّننّ)، (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بحال من مفعول أزيّننّ المقدّر أي: أزيّننّ لهم المعاصي كائنة في الأرض.
والمصدر المؤوّل (ما أغويتني) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم أي: أقسم بإغوائك لأزيّننّ.
الواو عاطفة (لأغوينّهم) مثل لأزيّننّ، و(هم) ضمير مفعول به (أجمعين) توكيد لضمير الغائب هم منصوب- أو حال منه- وعلامة النصب الياء.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (النداء وجوابها) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أغويتني) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (أزيننّ لهم...) لا محلّ لها جواب القسم.. وجملة القسم وجوابها جواب النداء.
وجملة: (أغوينّهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
(إلّا) أداة استثناء (عبادك) مستثنى منصوب.. والكاف ضمير مضاف إليه (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من عبادك (المخلصين) نعت لعبادك منصوب، وعلامة النصب الياء.
الفوائد:
- قوله: (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي).
بعض النحاة اعتبر أن (الباء) للقسم وكأنه يقول: اقسم بإغوائك إياي، ونحن لا نرى هذا الرأي فالباء هنا سببية، فهو يقول: سوف أزيّن لهم في الأرض وأغويهم أجمعين بسبب اغوائك إياي، فالمعنى على هذا الوجه أقرب للسليقة العربية وأغنى عن التقدير الذي لا حاجة إليه.
.إعراب الآيات (41- 44):
{قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)}.
الإعراب:
(قال) فعل ماض، والفاعل هو (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (صراط) خبر مرفوع (على) حرف جرّ والياء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لصراط (مستقيم) نعت ثان مرفوع.
جملة: (قال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هذا صراط...) في محلّ نصب مقول القول.
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (عبادي) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (ليس) فعل ماض ناقص جامد اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ليس (عليهم) مثل عليّ متعلّق بحال من سلطان- نعت تقدّم على المنعوت- (سلطان) اسم ليس مؤخّر (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع، (اتّبعك) فعل ماض، والكاف ضمير مفعول به، والفاعل هو وهو العائد (من الغاوين) جارّ ومجرور حال من ضمير الفاعل.
وجملة: (إنّ عبادي ليس...) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
وجملة: (ليس لك.. سلطان) في محلّ رفع خبر إنّ.
الواو عاطفة (إنّ جهنّم) مثل إنّ عبادي، ومنع جهنّم من التنوين للعلميّة والتأنيث اللام المزحلقة للتوكيد (موعدهم) خبر إنّ مرفوع..
و(هم) مضاف إليه (أجمعين) توكيد للضمير في موعدهم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
وجملة: (إنّ جهنّم لموعدهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ عبادي..
(لها) مثل لك متعلّق بخبر مقدّم (سبعة) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أبواب) مضاف إليه مجرور (لكلّ) جارّ ومجرور خبر مقدّم (باب) مضاف إليه مجرور (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من (جزء) وهو مبتدأ مؤخّر مرفوع (مقسوم) نعت لجزء مرفوع.
وجملة: (لها سبعة أبواب) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ).
وجملة: (لكلّ باب.. جزء...) في محلّ رفع نعت لسبعة أبواب والرابط مقدّر أي لكلّ باب منها...
الصرف:
(جزء)، اسم لبعض الشيء من جزأ يجزأ باب فتح، وزنه فعل بضمّ فسكون، جمعه أجزاء زنة أفعال. ومثل الجزء بالضمّ الجزء بالفتح والجزاء بالفتح أيضا.
(مقسوم)، اسم مفعول من قسم الثلاثيّ، وزنه مفعول.
البلاغة:
1- الإيجاز: في قوله تعالى:
{قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} ولعله من أبلغ الإيجازات، لأنه قسيم الإيجاز بالحذف، فهو إيجاز بالتقدير. وهو قسمان: أحدهما ما ساوى لفظه معناه، وثانيهما ما زاد معناه على لفظه ويسمى بالقصر، إذ يدل لفظه على محتملات عديدة ومشتملات كثيرة ولا يمكن التعبير عنه بمثل ألفاظه وفي عدتها، بل يستحيل ذلك فقوله: (هذا) إشارة تدل على القرب فكأنه يشير إلى ما هو على مرأى من عيونهم، ومسمع من آذانهم، وبين متناول أيديهم، وصراط تدل على الطريق المسلوكة التي تفضي بسالكها إلى حيث يختار لنفسه من مذاهب لكن الطريق قد تكون معوجة ملتوية كثيرة المنعطفات، فيتيه السالك في متاهاتها، وتلتبس عليه أوجه الاستهداء في سلوكها، فجاء بكلمة (مستقيم) والمستقيم هو أقصر بعد بين نقطتين وأقل انحراف يخرجه عن سنن الاستقامة وحدودها. وكلمة (علي) تعني الإلزام والإيجاب، تقول علي عهد الله لأفعلن كذلك، فتشعر أنك قد ألزمت نفسك بما هو حق مفروض الأداء. ثم إن الإشارة تضمنت كل ما يحتويه الاستثناء فيما بعد وهو قوله إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ فكأنه أخذ على نفسه وأوجب على ذاته حقا لا انفكاك له عنه وهو تخليص المخلصين من إغوائه.
2- التهكم:
قوله سبحانه وتعالى إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لا يخفى ما في جعل جهنم موعدا لهم من التهكم والاستعارة فكأنهم على ميعاد، وفيه أيضا إشارة إلى أن ما أعد لهم فيها مما لا يوصف في الفظاعة.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ