الأحد، 30 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة العلق

إعراب سورة العلق


إعراب الآيات (1- 2):{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}.
الإعراب:
(باسم) متعلّق بحال من فاعل اقرأ أي متلبسا باسم، أو مبتدئا باسم.. (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لربّك (من علق) متعلّق ب (خلق) الثاني.
جملة: (اقرأ) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (خلق) الأولى لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (خلق) الثانية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الفوائد:
- بداية الوحي:
قال أكثر المفسرين: هذه السورة أول سورة نزلت من القرآن الكريم، وأول ما نزل خمس آيات من أولها، إلى قوله: (ما لَمْ يَعْلَمْ). عن عائشة أم المؤمنين، رضي اللّه عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة: (وفي مسلم) الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه (وهو التعبد الليالي ذوات العدد) قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الوحي.
وفي رواية: فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ). فرجع بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: أي خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر، قال: خشيت على نفسي.
قالت له خديجة: كلا، أبشر، فو اللّه لا يخزيك اللّه أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء اللّه أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خبره، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل اللّه على موسى، يا ليتني فيها جذعا إذ يخرجك قومك. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي. زاد البخاري، قال: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى اللّه عليه وسلم- فيما بلغنا- حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق، فكلما أوفى بذروة جبل تبدي له جبريل فقال: يا محمد، إنك رسول اللّه، فيسكن لذلك جأشه، وتقر عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فقال له جبريل مثل ذلك.
إعراب الآيات (3- 5):
{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (5)}.
الإعراب:
الواو حاليّة (الذي) في محلّ رفع نعت للأكرم، (بالقلم) متعلّق ب (علّم) والباء للاستعانة.
جملة: (اقرأ) لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.
وجملة: (ربّك الأكرم) في محلّ نصب حال من فاعل اقرأ.
وجملة: (علّم بالقلم) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (علّم الإنسان) لا محلّ لها بدل من (علّم بالقلم).
وجملة: (لم يعلم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(3) الأكرم: هو بصيغة اسم التفضيل وزنه أفعل ولكنّه في المعنى مبالغة الكرم أي كرمه يزيد على كل كرم.
.إعراب الآيات (6- 7):
{كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (7)}.
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر، اللام المزحلقة للتوكيد، (أن) حرف مصدريّ، والضمير في (رآه) يعود على الإنسان أي رأى نفسه.
والمصدر المؤوّل (أن رآه..) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (يطغى) أي لرؤية نفسه مستغنيا.
جملة: (إنّ الإنسان ليطغى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يطغى) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (رآه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (استغنى) في محلّ نصب مفعول به ثان للرؤية القلبيّة.
الصرف:
(7) رآه: المدّة فيه من همزة وألف ساكنة وهما عين الكلمة ولأمها، ولمّا جاء ضمير الغائب أدغمت الألفان ووضعت المدّة فوقها لتوسّطها العارض، والأصل رأى.
.إعراب الآية رقم (8):
{إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (8)}.
الإعراب:
(إلى ربّك) متعلّق بخبر إنّ (الرجعى) اسم إنّ منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
جملة: (إنّ إلى ربّك الرجعى) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(الرجعى) مصدر سماعيّ للثلاثي رجع، وزنه فعلى بضم فسكون.. وهناك الرجوع والمرجع بكسر الجيم.
.إعراب الآيات (9- 10):
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى (10)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التعجّبيّ، (عبدا) مفعول به منصوب عامله ينهى (إذا) ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (ينهى)..
جملة: (أرأيت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ينهى) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (صلّى) في محلّ جرّ مضاف إليه.
.إعراب الآيات (11- 12):
{أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (12)}.
الإعراب:
(كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (على الهدى) متعلّق بخبر كان (أو) للعطف (بالتقوى) متعلّق ب (أمر) جملة: (أرأيت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إن كان على الهدى) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (أمر) لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه معنى التعجّب المتقدّم، أو معنى الاستفهام في قوله: (ألم يعلم بأنّ اللّه يرى).
.إعراب الآيات (13- 14):
{أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (14)}.
الإعراب:
مفعول (رأيت) محذوف دلّ عليه (الذي ينهى..).
(كذّب) في محلّ جزم فعل الشرط ومثله (تولّى)، الهمزة للاستفهام التوبيخيّ..
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يرى) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعلم).
جملة: (أرأيت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كذّب) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (تولّى) لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: (ألم يعلم) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية.
وجملة: (يرى) في محلّ رفع خبر أنّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه المفعول الثاني، أي: إن كذّب وتولّى فهل يعلم هذا الناهي أنّ اللّه يراه.
.إعراب الآيات (15- 18):
{كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (18)}.
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر اللام موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم اللام لام القسم (نسفعن) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد الخفيفة (بالناصية) متعلّق ب (نسفعن)، والباء للاستعانة (ناصية) بدل من الناصية المعرفة الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر اللام لام الأمر السين للاستقبال (ندع) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة رسما لمناسبة قراءة الوصل، والفاعل نحن للتعظيم.
جملة: (إن لم ينته) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (نسفعن) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (ليدع) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان قادرا على دفع العذاب فليدع ناديه.
وجملة: (سندع الزبانية) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(15) ينته: إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله ينتهي، وزنه يفتع.
(17) ناديه: اسم للمجلس الذي يجتمع فيه القوم، وزنه فاعل.
(18) سندع: حذف منه حرف العلّة- لام الفعل- من رسم المصحف بسبب قراءة الوصل.
(الزبانية)، جمع زبنية، بكسر أوّله وسكون ثانيه وكسر ثالثة وتخفيف الياء، وهو من الزبن أي الدفع أو هو جمع زبنيّ على النسب وأصله زبانيّ بتشديد الياء ثمّ جاءت التاء عوضا من الياء.. وجاء في القاموس: الزبنية كهبرية، متمرّد الجنّ والإنس والشديد والشرطيّ، جمعه زبانية أو واحدها زبنيّ.
البلاغة:
الإسناد المجازي: في قوله تعالى: (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ).
حيث وصف الناصية بما ذكر، مع أنه صفة صاحبها للمبالغة، حيث يدل على وصفه بالكذب والخطأ بطريق الأولى، ويفيد أنه لشدة كذبه وخطئه، كأن كل جزء من أجزائه يكذب ويخطئ، وهو كقوله تعالى: (تَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) وقولهم: وجهها يصف الجمال. فالإسناد مجازي، من إسناد ما للكل إلى الجزء.
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ).
أي فليدع أهل النادي، فالنادي لا يدعى، وإنما يدعى أهله، فأطلق المحل وأريد الحال، فالمجاز مرسل علاقته المحلية، والنادي هو المجلس الذي ينتدي فيه القوم، أي يجتمعون للحديث.
.إعراب الآية رقم (19):
{كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}.
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة الواو عاطفة في الموضعين..
جملة: (لا تطعه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اسجد) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (اقترب) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(تطعه)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله تطيعه مرفوعا، فلمّا جزم سكّنت العين فالتقى ساكنان، التقى ساكنان الياء والعين، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه تفله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ