الجمعة، 28 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة لقمان

إعراب سورة لقمان


.إعراب الآيات (1- 7):{الم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (2) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (7)}.
الإعراب:
جملة: (تلك آيات...) لا محلّ لها ابتدائيّة.
(3- 4) (هدى) حال منصوبة من الكتاب، والعامل فيها الإشارة (للمحسنين) متعلّق ب (رحمة)، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمحسنين، الواو عاطفة في الموضعين (بالآخرة) متعلّق بالخبر (يوقنون)، (هم) الثاني توكيد للأول..
وجملة: (يقيمون...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يؤتون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (هم... يوقنون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (يوقنون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
(5) (على هدى) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ أولئك (من ربّهم) متعلّق بنعت لهدى الواو عاطفة (هم) مبتدأ ثان في محلّ رفع خبره (المفلحون).
وجملة: (أولئك على هدى...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (أولئك هم المفلحون) لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى.
وجملة: (هم المفلحون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) الثاني.
الواو عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من)، اللام للتعليل (يضلّ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر يعود على من (عن سبيل) متعلّق ب (يضل)، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يشتري. (هزوا) مفعول به ثان عامله يتّخذها (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب).
والمصدر المؤوّل (أن يضلّ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يشتري).
وجملة: (من الناس...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أولئك على هدى.
وجملة: (يشتري...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يضلّ...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يتّخذها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: (أولئك لهم عذاب...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (لهم عذاب...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك).
(7) الواو عاطفة (آياتنا) نائب الفاعل مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى)، (مستكبرا) حال منصوبة من فاعل ولّى (كأن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف يعود على من يشتري (في أذنيه) متعلّق بخبر كأنّ المشدّدة (وقرا) اسم كأنّ منصوب الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّره).
وجملة: (تتلى...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (ولّى...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (كأن لم يسمعها...) في محلّ نصب حال ثانية من فاعل ولّى.
وجملة: (لم يسمعها...) في محلّ رفع خبر (كأن) المخفّفة.
وجملة: (كأنّ في أذنيه وقرا...) في محلّ نصب بدل من كأن لم يسمعها.
وجملة: (بشره...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءك فبشّره....
الصرف:
(7) مستكبرا: اسم فاعل من السداسيّ استكبر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
المجاز: في قوله تعالى: (الْكِتابِ الْحَكِيمِ).
وصف الكتاب بالحكيم مجاز، لأن الوصف بذلك للتملك، هو لا يملك الحكمة، بل يشتمل عليها ويتضمنها، فلأجل ذلك وصف بالحكيم بمعنى ذي الحكمة.
ويجوز أن يكون هناك استعارة بالكناية، أي الناطق بالحكمة كالحي ويجوز أن يكون الحكيم في صفاته عز وجل، ووصف الكتاب به من باب الإسناد المجازي.
الفوائد:
1- الاضافة بمعنى (من):
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) فإضافة اللهو إلى الحديث الغاية منها التبيين وضابطها أن يكون الاسم الثاني (من المضاف والمضاف إليه) صالح للإخبار به عن الأول، نحو: (خاتم فضة) أي خاتم كائن من فضة.
2- النضر بن الحارث:
ذكر المفسرون والمؤرخون، أن النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة بقصد التجارة، ثم يشتري كتبا فيها أخبار الأعاجم، فيأتي مكة ويحدث أهلها بما فيها، ويقول: إن محمدا يحدثكم بأخبار عاد وثمود، وأنا أحدثكم بأحاديث فارس والروم، فيستحسنون ذلك، وينصرفون عن سماع القرآن، فنزلت بهم هذه الآية. ومن المعلوم أن أسباب النزول، تكون خاصة، ثم تسري أحكامها فيما بعد على العموم.
.إعراب الآيات (8- 9):
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)}.
الإعراب:
(لهم جنّات) مثل لهم عذاب.
وجملة: (إنّ الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (لهم جنات...) في محلّ رفع خبر إنّ.
(9) (خالدين) حال مقدّرة منصوبة (فيها) متعلّق بخالدين (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (حقا) مفعول مطلق مؤكّد لمضمون الجملة منصوب الواو عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
وجملة: وعد اللّه وعدا لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هو العزيز...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (10):
{خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)}.
الإعراب:
(بغير) متعلّق بحال من السموات الواو عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (ألقى)، (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن تميد...) في محلّ نصب مفعول لأجله بحذف مضاف أي خشية أن تميد.
(بكم) متعلّق ب (تميد)، (فيها) متعلّق ب (بثّ) (من كلّ) متعلّق ب (بثّ) ومن تبعيضيّة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا)، الفاء عاطفة (فيها) متعلّق ب (أنبتنا)، (من كلّ) متعلّق ب (أنبتنا) ومن تبعيضيّة.
جملة: (خلق...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ترونها...) في محلّ جرّ نعت لعمد.
وجملة: (ألقى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (تميد...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (بثّ...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.
وجملة: (أنزلنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.
وجملة: (أنبتنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
الفوائد:
- الزوجية في البنات كما هي في الأحياء:
من عظيم خلق اللّه، أن الزوجية، وهي الذكورة والأنوثة، موجودة في النبات، كما هي موجودة في الأحياء، وهي سنة من سنن اللّه، وناموس مما أودعه اللّه في سائر مخلوقاته، ولئن ذهب بعضهم، في تعليلات غير مقبولة لوجود الازدواجية في الأحياء، وزعم أنها وليدة المصادفة أو التطور أو غير ذلك، فإنه سيقف مبهوتا أمام هذه الازدواجية في النبات الذي لا حياة فيه ولا عقل، ومع ذلك فقد زوّده اللّه بهذه الثنائية التي تضمن له توالده وتكاثره واستمرار نوعيته. فتبصر هديت إلى الرشد والسداد.
.إعراب الآية رقم (11):
{هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (11)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله خلق، (من دونه) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (بل) للإضراب الانتقاليّ (في ضلال) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الظالمون.
جملة: (هذا خلق اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أروني...) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في دعواكم عبادة غير اللّه فأروني..
وجملة: (خلق الذين...) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام ماذا.
وجملة: (الظالمون في ضلال...) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (12):
{وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق، وامتنع (لقمان) عن التنوين للعلميّة والعجمة (أن) حرف تفسير، (للّه) متعلّق ب (اشكر)، الواو استئنافيّة الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يشكر)، الواو عاطفة والفاء رابطة لجواب الشرط الثاني.
وجملة: (آتينا...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اشكر...) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (من يشكر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يشكر...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (إنّما يشكر...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (من كفر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يشكر.
وجملة: (كفر...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: (إنّ اللّه غنيّ...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الصرف:
(لقمان) قيل هو اسم علم أعجميّ، وقيل هو عربيّ منع من التنوين للعلميّة وزيادة ألف ونون، والأول أظهر... قيل هو ابن أخي إبراهيم، وقيل هو ابن أخت أيّوب أو ابن خالته.
.إعراب الآية رقم (13):{وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي مفعول به لفعل مقدر تقديره اذكر (لابنه) متعلّق ب (قال)، الواو حاليّة (بنيّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم..
الياء الثانية مضافة إليه (لا) ناهية جازمة (باللّه) متعلّق ب (تشرك) اللام المزحلقة تفيد التوكيد.
جملة: اذكر (إذ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قال لقمان...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (هو يعظه...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يعظه...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (لا تشرك...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إنّ الشرك لظلم...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(الشرك)، مصدر الثلاثيّ شرك استعمل اسما، فعله من باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
الفوائد:
- لقمان الحكيم:
في اسمه قولان:
أحدهما: أنه اسم أعجمي منع من الصرف للعجمة والعلمية.
وثانيهما: أنه عربي ومنع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. والأول أولى.
وأكثر الأقاويل أنه كان حكيما ولم يكن نبيا...
وقد نسجت حول حكمة لقمان أساطير كثيرة، نورد هذه الأقوال لرجحانها:
أ- قال قتادة: خيّره اللّه بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة. فقذفت عليه وهو نائم فأصبح ينطق بالحكمة. فسئل عن ذلك، فقال: لو أرسل اللّه إليّ النبوة عزمة لرجوت الفوز بها، ولكنه خيرني، فخفت أن أضعف عن النبوة.
ب- قال سعيد بن المسيب:
كان أسود من سودان مصر، حكمته من حكمة الأنبياء وقيل: كان خياطا وقيل: راعيا، فرآه رجل يعرفه قبل ذلك، فقال: ألست عبد بني فلان، كنت ترعى بالأمس؟ قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: وما يعجبك من أمري؟ قال: وطء الناس بساطك، وغشيانهم بابك، ورضاهم بقولك. قال: يا ابن أخي، إن صنعت ما أقول لك، كنت لك. قال: وما أصنع؟ قال: غضّ بصري، وكفّ لساني، وعفّة طمعي، وحفظ فرجي، وقيامي بعهدي، ووفائي بوعدي، وتكرمة ضيفي، وحفظ جاري، وترك ما لا يعنيني، فذلك الذي صيرني كما ترى. ويروى أنه قال: قدر اللّه، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني.
ج- وقال أنس: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع المملوك حتى يجلس مجالس الملوك. قال اللّه تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ).
د- قال الثعالبي المفسّر: اتفق العلماء على أن لقمان لم يكن نبيّا، إلا عكرمة، تفرّد بأنه نبيّ...
هـ- قال وهب بن منبه: كان لقمان ابن أخت داود عليه السلام. وقيل: ابن خالته. وكان في زمنه، وكان داود يقول له: طوبى لك، أوتيت الحكمة، وصرفت عنك البلوى، وأوتي داود الخلافة وبلي بالبلية، وكان داود يغشاه ويقوله: انظروا إلى رجل أوتي الحكمة ووقي الفتنة.
وقال عبد الوارث: أوتي لقمان الحكمة في مقالة قالها، فقيل: وهل لك أن تكون خليفة فتعمل بالحق، فقال: إن تختر لي فسمعا وطاعة، وإن تخيرني أختر العافية، وإنه من يبيع الآخرة بالدنيا يخسرهما جميعا. ولأن أعيش حقيرا ذليلا أحب إلي من أن أعيش قويا عزيزا. وقيل: كان عبدا نجارا، فقال له سيده: اذبح شاة وائتني بأطيب مضغتين، فأتاه بالقلب واللسان. ثم أمره بمثل ذلك أن يخرج أخبث مضغتين فأخرج القلب واللسان. فقال له: ما هذا؟ فقال: ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا.
وقال أبو إسحاق الثعالبي:
كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه، فبعثه مولاه مع عبيد له إلى بستانه يأتونه بشيء من ثمر، فجاءوه وما معهم شيء، وقد أكلوا الثمر، وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند اللّه وجيها، فاسقني وإياهم ماء حميما، ثم أرسلنا لنعود، ففعل فجعلوا يقيئون تلك الفاكهة، ولقمان يتقيّأ ماء، فعرف مولاه صدقه وكذبهم، وقيل: إنه دخل على داود وهو يسرد الدرع، فلما أتمها لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت! فقال: الصمت حكمة، وقليل فاعله. فقال له داود: بحق ما سميت حكيما..!
.إعراب الآيات (14- 15):
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة- أو اعتراضيّة- (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا)، وعلامة الجرّ الياء (وهنا) مصدر في موضع الحال من أمّه (على وهن) متعلّق بنعت ل (وهنا)، الواو عاطفة (في عاملين) متعلّق بخبر المبتدأ فصاله (أن اشكر لي) مثل أن اشكر للّه، لوالديك متعلّق بما تعلّق به (لي) فهو معطوف عليه (إليّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المصير.
جملة: (وصّينا...) لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ بين كلام لقمان.
وجملة: (حملته أمّه) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (فصاله في عامين) لا محلّ لها معطوفة على جملة حملته أمّه.
وجملة: (اشكر لي) لا محلّ لها تفسيريّة لمفهوم التوصية.
وجملة: (إليّ المصير) لا محلّ لها تعليليّة.
(15) الواو عاطفة (جاهداك) في محلّ جزم فعل الشرط.. والألف فاعل، والكاف مفعول به (أن) حرف مصدريّ ونصب (بي) متعلّق ب (تشرك)، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق بخبر ليس (به) حال من علم.
والمصدر المؤوّل (أن تشرك) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (جاهداك).
الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة الواو عاطفة (في الدنيا) متعلّق ب (صاحبهما)، (معروفا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي صحابا معروفا الواو عاطفة (إليّ) متعلّق ب (أناب) (ثمّ) حرف عطف (إليّ) الثاني متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر مرجعكم الفاء عاطفة (ما) حرف مصدري.
والمصدر المؤوّل (ما كنتم...) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أنبّئكم).
وجملة: (جاهداك...) لا محلّ لها معطوفة على جملة وصّينا...
وجملة: (تشرك....) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ليس لك به علم...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (لا تطعهما...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (صاحبهما....) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (اتّبع...) في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: (أناب....) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إليّ مرجعكم) لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي: فإنّكم ميّتون ثمّ إليّ مرجعكم...
وجملة: (أنبئّكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم.
وجملة: (كنتم تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (تعملون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(وهنا)، مصدر وهن باب وعد ووثق أي ضعف، ووهنه غيره متعدّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
فن عكس الظاهر، أو نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى: (ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ).
أي لا تشرك بي ما ليس بشيء، يريد الأصنام، وعبّر بنفي العلم عن نفي المعلوم.
الفوائد:
الجملة المعترضة:
وهي من الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب، وهي تعترض بين شيئين متلازمين، لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا وقد وقعت في مواضع، أهمها:
1- بين الفعل ومرفوعه، كقول جويرية بنت زيد:
وقد أدركتني والحوادث جمة ** أسنّه قوم لا ضعاف ولا عزل

2- بين الفعل ومفعوله، كقول أبي النجم العجلي:
وبدلت والدهر ذو تبدل ** هيفا دبورا بالصّبا والشّمأل

3- بين المبتدأ وخبره: كقول: معن بن أوس المزني:
وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ** نوادب لا يملكنه ونوائح

4- بين الشرط وجوابه: كقول النابغة الذبياني:
لعمري وما عمري عليّ بهيّن ** لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع

الأقارع: بنو قريع بن عوف.
6- بين الموصوف وصفته: كقوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ).
7- بين سوف والفعل، كقول زهير بن أبي سلمى:
وما أدري وسوف إخال أدري ** أقوم آل حصن أم نساء

8- بين جملتين مستقلتين: كما في الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
9- بين الموصول وصلته، كقول جرير:
ذاك الذي وأبيك يعرف مالكا ** والحق يدفع ترّهات الباطل

10- بين ما أصله مبتدأ وخبر، كقول محمد بن بشير الخارجي:
لعلك والموعود حق لقاؤه ** بدا لك في تلك القلوص بداء

قال البيت في رجل وعده بقلوص ثم مطله والقلوص من النوق الشابة، وجمعها قلص وقلائص، وجمع القلص قلاص.
.إعراب الآيات (16- 19):
{يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}.
الإعراب:
(يا بنيّ) مرّ إعرابها، (تك) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر يعود على الخصلة السيئة التي كنّى عنها بالضمير إنّها (من خردل) متعلّق بنعت لحبّة الفاء عاطفة (في صخرة) متعلّق بخبر تكن، (في السموات) مثل في صخرة وكذلك (في الأرض) (بها) متعلّق ب (يأت)، (خبير) خبر ثان مرفوع.
جملة: (يا بنيّ...) لا محلّ لها استئناف في حيّز قول لقمان.
وجملة: (إنّها إن تك...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (إن تك...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (تكن في صخرة...) في محلّ رفع معطوفة على جملة إن تك...
وجملة: (يأت بها اللّه...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (إنّ اللّه لطيف...) لا محلّ لها تعليليّة.
(17) (يا بنيّ) مثل الأولى (بالمعروف) متعلّق ب (اومر)، (عن المنكر) متعلّق ب (انه)، (على ما) متعلّق ب (اصبر)، (من عزم) متعلّق بخبر إنّ....
وجملة: (يا بنيّ) الثانية لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: (أقم...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اومر..) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: (انه...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: (اصبر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم.
وجملة: (أصابك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّ ذلك من عزم الأمور) لا محلّ لها تعليليّة.
(18) الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (للناس) متعلّق ب (تصعّر) (لا) مثل الأولى (في الأرض) متعلّق ب (تمش) (مرحا) مصدر في موضع الحال، (لا) نافية (فخور) نعت لمختال مجرور مثله.
وجملة: (لا تصعّر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لا تمش...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (إنّ اللّه لا يحبّ) لا محلّ لها تعليل للنهي.
وجملة: (لا يحبّ...) في محلّ رفع خبر إنّ.
(19) الواو عاطفة (في مشيك) متعلّق ب (اقصد)، (من صوتك) متعلّق ب (اغضض)، اللام المزحلقة.
وجملة: (اقصد...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (اغضض...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (إنّ أنكر...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(16) صخرة: اسم جامد ذات، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(19) مشيك: مصدر سماعيّ لفعل مشى باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(صوتك)، الاسم من (صات، يصوت) باب نصر، (ويصات) باب فتح، وهو المصدر أيضا، وزنه فعل بفتح فسكون.
(أنكر) على وزن اسم التفضيل من (نكر) الثلاثيّ باب فرح، وزنه أفعل.
البلاغة:
التتميم: في قوله تعالى: (إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ..) والمعنى أنه تمم خفاء الهنة أو الخطيئة في نفسها، بخفاء مكانها من الصخرة، والأخفى من الصخرة، كأن تكون في صخرة مستقرة في أغوار الأرض السحيقة، أو في الأعالي من أجواز الفضاء، ومنه في الشعر قول الخنساء:
وإن صخرا لتأتمّ الهداة به ** كأنه علم في رأسه نار

فقولها (في رأسه نار) تتميم جميل لابد منه لتجسيد الظهور والشهرة للسارين والغادين.
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).
حيث أخلي الكلام من لفظ التشبيه، وأخرج مخرج الاستعارة، فجعلوا حميرا، وجعل صوتهم نهاقا، مبالغة في الذم والتهجين وإفراطا في النهي عن رفع الصوت والحمار مثل في الذم البليغ والشتيمة الموجعة، وكذلك نهاقه.
.إعراب الآيات (20- 21):{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (21)}.
الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (سخّر)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، وكذلك (في الأرض) صلة ما الثاني.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه سخّر...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعوليّ تروا.
الواو عاطفة (عليكم) متعلّق ب (أسبغ)، (ظاهرة) حال من نعمه منصوبة والواو استئنافيّة (من الناس) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر من (في اللّه) متعلّق ب (يجادل) بحذف مضاف أي في توحيده أو صفاته (بغير) حال من فاعل يجادل الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي في الموضعين (هدى، كتاب) معطوفان على علم مجروران.
جملة: (تروا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (سخّر...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (أسبغ...) في محلّ رفع معطوفة على جملة سخّر.
وجملة: (من الناس من يجادل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يجادل...) لا محلّ لها صلة الموصول من.
(21) الواو عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل)، (بل) للإضراب الانتقالي (عليه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وجدنا الهمزة للاستفهام الإنكاري الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (إلى عذاب) متعلّق ب (يدعوهم).
وجملة: (قيل...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (اتّبعوا...) في محلّ رفع نائب الفاعل.
وجملة: (أنزل اللّه...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: (قالوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (نتّبع...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.. ومقول القول محذوف أي: لا نتّبع ما أنزل اللّه بل نتّبع...
وجملة: (وجدنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: (كان الشيطان يدعوهم) في محلّ نصب حال من الآباء...
وجواب لو محذوف يفسّره ما قبله.
وجملة: (يدعوهم...) في محلّ نصب خبر كان.
البلاغة:
الطباق: في قوله تعالى: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً).
والمراد بالنعم الظاهرة كل ما يعلم بالمشاهدة، والباطنة ما لا يعلم إلا بدليل.
.إعراب الآيات (22- 25):
{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (24) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (25)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (إلى اللّه) متعلّق ب (يسلم)، الواو حاليّة الفاء رابطة لجواب الشرط (بالعروة) متعلّق ب (استمسك)، الواو عاطفة (إلى اللّه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر عاقبة.
جملة: (من يسلم...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسلم...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (هو محسن...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (استمسك...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إلى اللّه عاقبة...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(23) الواو عاطفة (كفر) مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (إلينا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرجعهم الفاء عاطفة (ما) حرف مصدري، (بذات) متعلّق بعليم.
والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (ننبّئهم).
وجملة: (من كفر...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من يسلم.
وجملة: (كفر...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (لا يحزنك كفره...) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (إلينا مرجعهم) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (ننبّئهم) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: (عملوا...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (إنّ اللّه عليم...) لا محلّ لها تعليليّة.
(24) (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، (ثمّ) حرف عطف (إلى عذاب) متعلّق ب (نضطرهم) بتضمينه معنى نردّهم.
وجملة: (نمتّعهم...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (نضطرّهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة نمتّعهم.
(25) الواو عاطفة اللام موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (سألتهم) في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ اللام لام القسم (يقولنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون نون التوكيد (اللّه) مبتدأ خبره محذوف أي خالقها (للّه) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية.
وجملة: (إن سألتهم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من كفر.
وجملة: (من خلق...) في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام.
وجملة: (خلق...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يقولنّ...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: (اللّه) خالقها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (قل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الحمد للّه...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أكثرهم لا يعلمون) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم).
البلاغة:
التشبيه التمثيلي المركب: في قوله تعالى: (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى).
حيث شبه حال المتوكل على اللّه عز وجل، المفوض إليه أموره كلها، المحسن في أعماله، بمن ترقى في جبل شاهق أو تدلى منه، فتمسك بأوثق عروة من حبل متين، مأمون انقطاعه ويجوز أن يكون هناك استعارة في المفرد وهو العروة الوثقى، بأن يشبه التوكل النافع المحمود عاقبته بها، فتستعار له.
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ).
فقد شبه إلزامهم التعذيب وإرهاقهم إياه، باضطرار المضطّر إلى الشيء الذي لا يقدر على الانفكاك منه. والغلظ مستعار من الأجرام الغليظة. والمراد الشدة والثقل على المعذب.
.إعراب الآيات (26- 27):
{لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)}.
الإعراب:
(للّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (هو) ضمير فصل، (الحميد) خبر ثان مرفوع للحرف المشبّه بالفعل.
جملة: (للّه ما في السموات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
(27) الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم، (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة ما (من شجرة) حال من ضمير الوجود، (أقلام) خبر أنّ مرفوع الواو حاليّة (من بعده) متعلّق بحال من سبعة أبحر، (ما) نافية.
والمصدر المؤوّل (أنّ ما في الأرض... أقلام) في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت..
وجملة: ثبت وجود الأقلام لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (البحر يمدّه...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يمدّه... سبعة...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (البحر).
وجملة: (ما نفدت كلمات...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (إنّ اللّه عزيز...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
(27) بعض أحكام (لو):
1- هي خاصة بالفعل، وقد يليها اسم مرفوع معمول لمحذوف يفسره ما بعده:
كقول عمر رضي اللّه عنه: (لو غيرك قالها يا أبا عبيدة) أو يليها اسم منصوب كذلك، كقولنا: (لو زيدا رأيته أكرمته)، أو خبر لكان محذوفة، نحو: (التمس ولو خاتما من حديد).
2- تقع (أنّ) بعدها كثيرا، كقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا) وموضع (أن واسمها وخبرها) أي المصدر المؤول عنه- عند جميع النحاة- الرفع، فقال سيبويه: في محلّ رفع مبتدأ ولا تحتاج إلى خبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه، واختصت من بين سائر ما يؤول بالاسم بالوقوع بعد لو وقيل: في محلّ رفع مبتدأ والخبر محذوف، ثم قيل: يقدر الخبر مقدما أي لو ثابت إيمانهم، وقال ابن عصفور: بل يقدر هنا مؤخرا.
وذهب المبرد والزجاج والكوفيون إلى أن المصدر المؤول في محلّ رفع على الفاعلية، والفعل مقدر بعدها، أي (ولو ثبت أنهم آمنوا). وهذا هو القول الراجح، لأن (لو) تختص بالدخول على الأفعال.
قال الزمخشري: ويجب كون (أنّ) فعلا ليكون عوضا من الفعل المحذوف، ورده ابن الحاجب وغيره بقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ).
وقالوا: إنما ذاك في الخبر المشتق لا الجامد كالذي في الآية. وقد وجدت آية في التنزيل وقع فيها الخبر مشتقا، ولم ينتبه لها الزمخشري، كما لم ينتبه لآية لقمان، ولا ابن الحاجب وإلا لما منع من ذلك، ولا ابن مالك، وإلا لما استدل بالشعر، وهي قوله تعالى: (وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ). ونحن نعترض على ابن هشام في وجه الاستشهاد بهذه الآية لأن (لو) في الآية الكريمة هي حرف مصدري وليست لو الشرطية.
3- يغلب دخول (لو) على الماضي، لذا فهي لم تجزم، ولو أريد بها معنى (إن) الشرطية.
4- جواب: (لو) فعل ماض مثبت أو منفي بما، والغالب على المثبت دخول اللام عليه، كقوله تعالى: (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) ومن تجرده منها (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) والغالب على المنفي تجرده منها، كقوله تعالى: (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ)، أو مضارع منفي بلم كقول عمر (لو لم يخف اللّه لم يعصه).
5- خداع وغرور:
قال المفسرون: لما نزلت بمكة وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا وهاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المدينة أتاه أحبار اليهود وقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول: وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا أتعنينا أم قومك؟
فقال عليه الصلاة والسلام: كلّا قد عنيت. قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا أوتينا التوراة فيها علم كل شيء. فقال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- هي في علم اللّه قليل، وقد أتاكم اللّه بما إن عملتم به انتفعتم. قالوا: كيف تزعم هذا وأنت تقول (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) فكيف يجتمع علم قليل مع خير كثير فأنزل اللّه هذه الآية. وقيل إن المشركين قالوا: إن القرآن وما يأتي به محمد يوشك أن ينفد فينقطع، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية.
.إعراب الآية رقم (28):
{ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)}.
الإعراب:
(ما) نافية الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (إلّا) للحصر (كنفس) متعلّق بخبر المبتدأ خلقكم بحذف مضاف أي كخلق نفس..
جملة: (ما خلقكم... إلّا كنفس) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه سميع...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
.إعراب الآيات (29- 30):{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)}.
الإعراب:
(ألم تر أنّ اللّه يولج) مثل نظيرها، (في النهار) متعلّق ب (يولج) الأول، وكذلك (في الليل) ب (يولج) الثاني (كلّ) مبتدأ، والتنوين عوض من المضاف إليه المحذوف (إلى أجل) متعلّق ب (يجري)...
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه يولج) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
(ما) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه... خبير) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أنّ اللّه يولج).
والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يولج الليل...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (يولج النهار...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.
وجملة: (سخّر...) في محلّ رفع معطوفة على جملة يولج الليل.
وجملة: (كلّ يجري...) في محلّ نصب حال من الشمس والقمر.
وجملة: (يجري...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (كل).
وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
(30) (ذلك) مبتدأ (هو) ضمير فصل في الموضعين.. (من دونه) حال من العائد المحذوف.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه... الحقّ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك).
والمصدر المؤوّل (أنّ ما... الباطل) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه... العليّ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: (ذلك بأنّ اللّه...) لا محلّ لها تعليل لما تقدّم.
البلاغة:
المخالفة في الصيغة: في قوله تعالى: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ).
عطف قوله سبحانه (سخر) على قوله تعالى: (يولج)، والاختلاف بينهما صيغة، لما أن إيلاج أحدهما في الآخر متجدد في كل حين، وأما التسخير فأمر لا تعدد فيه ولا تجدد، وإنما التعدد والتجدد في آثاره.
.إعراب الآيات (31- 32):
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)}.
الإعراب:
(ألم تر أنّ الفلك تجري) مثل نظيرها، (في البحر) متعلّق ب (تجري)، (بنعمة) متعلّق بفعل تجري، اللام للتعليل (يريكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من آياته) متعلّق ب (يريكم)..
والمصدر المؤوّل (أن يريكم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تجري).
(في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام التوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بآيات، (شكور) نعت لصبّار مجرور مثله.
جملة: (لم تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تجري...) في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: (يريكم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (إنّ في ذلك لآيات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
(32) الواو عاطفة (كالظلل) متعلق بنعت لموج (له) متعلّق بحال من (لدين) وهو مفعول اسم الفاعل مخلصين الفاء عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (إلى البرّ) متعلّق ب (نجّاهم)، الفاء رابطة لجواب الشرط (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (مقتصد)، الواو استئنافيّة (بآياتنا) متعلّق ب (يجحد)، (إلّا) للحصر بعد النفي (كلّ) فاعل يجحد مرفوع (كفور) نعت لختّار مجرور.
وجملة: (غشيهم موج...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (دعوا...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) لا محلّ لها معطوفة على الشرط الأول وفعله وجوابه.
وجملة: (نجّاهم...) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (منهم مقتصد...) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (ما يجحد... إلّا كلّ...) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(ختّار)، صيغة مبالغة من الثلاثيّ ختر باب ضرب أي غدّار وخدّاع، وزنه فعّال.
.إعراب الآيات (33- 34):
{يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}.
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (يوما) مفعول به منصوب (عن ولده) متعلّق ب (يجزي)، (لا) زائدة لتأكيد النفي (مولود) معطوف على والد مرفوع مثله، (هو) مبتدأ خبره (جاز) وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة (عن والده) متعلّق بجاز (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر عامله جاز الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة (تغرنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (لا يغرّنكم) مثل لا تغرّنكم (باللّه) متعلّق ب (يغرّنكم) جملة النداء... لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّقوا...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اخشوا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: (لا يجزي والد...) في محلّ نصب نعت ل (يوما) والرابط مقدّر.
وجملة: (هو جاز...) في محلّ رفع نعت لمولود.
وجملة: (إنّ وعد اللّه حقّ) لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: (لا تغرّنكم الحياة) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم هذه الأحكام فلا تغرّنكم...
وجملة: (لا يغرّنكم... الغرور) معطوفة على جملة لا تغرّنكم الحياة...
(34) (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ علم (في الأرحام) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) نافية (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (غدا) ظرف منصوب متعلّق ب (تكسب)، (ما تدري) مثل الأولى (بأيّ) متعلّق ب (تموت)، (خبير) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (إنّ اللّه عنده...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عنده علم الساعة...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ينزّل...) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: (يعلم ما في الأرحام...) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: (ما تدري نفس...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (تكسب غدا...) في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: (ما تدري) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تدري الأولى.
وجملة: (تموت...) في محلّ نصب مفعول تدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: (إنّ اللّه عليم...) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(جاز)، اسم فاعل من (جزى) الثلاثيّ، وزنه فاع، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين فهو اسم منقوص.
(الغرور)، اسم لما يسبب الانخداع، وجاء في التفسير أنه الشيطان... وزنه فعول بفتح الفاء.
(الغيث)، اسم لماء السماء وفعله غاث يغيث، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
للضمائر شأن كبير في الفصاحة والبلاغة، ولها تأثير في قوة الكلام وضعفه، أو توكيده وعدم توكيده، ومن ذلك قوله: (وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً)، فقد ورد الضمير بعد مولود، ولم يرد بعد والد في قوله: (لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) وذلك لسر يتجاوز الإعراب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ