السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الشورى

إعراب سورة الشورى

.إعراب الآيات (1- 3):{حم (1) عسق (2) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)}.
الإعراب:
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يوحي (إليك) متعلّق ب (يوحى) ومثله (إلى الذين) فهو معطوف على الأول (من قبلك) متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين (اللّه) لفظ الجلالة فاعل (يوحي) مرفوع..
جملة: (يوحي اللّه) لا محلّ لها ابتدائيّة.
الفوائد:
- حم. عسق:
سئل الحسين بن الفضل لم قطع حروف (حم عسق) ولم يقطع حروف (المص) و(المر) و(كهيعص)، فقال لأنها بين سور أوائلها (حم) فجرت مجرى نظائرها، فكان (حم) مبتدأ، و(عسق) خبره، ولأن (حم عسق) عدت آيتين وعدت أخواتها التي لم تقطع آية واحدة، وقيل: لأن أهل التأويل لم يختلفوا في (كهيعص) وأخواتها أنها حروف التهجّي، واختلفوا في (حم) فجعلها بعضهم فعلا فقال معناها (حمّ الأمر) أي قضي، وبقي عسق على أصله. وقال ابن عباس (ح): حلمه، (م):
مجده، (ع): علمه، (س): سناه، (ق): قدرته، أقسم اللّه عز وجل بها. وقال ابن عباس: ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحي إليه (حم عسق) فلذلك قال اللّه تعالى: (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
.إعراب الآية رقم (4):
{لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4)}.
الإعراب:
(له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما الواو عاطفة (ما في الأرض) مثل ما في السموات ومعطوف عليه (العظيم) خبر ثان مرفوع.
جملة: (له ما في السموات) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (هو العليّ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (5):
{تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)}.
الإعراب:
(من فوقهنّ) متعلّق ب (يتفطّرن)، الواو عاطفة في الموضعين (بحمد) متعلّق بحال من فاعل يسبّحون (لمن) متعلّق ب (يستغفرون)، (ألا) للتنبيه (هو) ضمير فصل..
جملة: (تكاد السموات) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يتفطّرن) في محلّ نصب خبر تكاد وجملة: (الملائكة يسبّحون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (يسبّحون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الملائكة) وجملة: (يستغفرون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يسبّحون وجملة: (إنّ اللّه الغفور) لا محلّ لها استئنافيّة.
.إعراب الآية رقم (6):
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عليهم) متعلّق ب (حفيظ)، الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عليهم) متعلّق ب (وكيل)، (وكيل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
جملة: (الذين اتّخذوا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (اتّخذوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (اللّه حفيظ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (ما أنت عليهم بوكيل) في محلّ رفع معطوفة على جملة اللّه حفيظ.
.إعراب الآيات (7- 9):
{وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (8) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أوحينا (إليك) متعلّق ب (أوحينا) اللام للتعليل (تنذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام الواو عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على أم (حولها) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من).
والمصدر المؤوّل (أن تنذر..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أوحينا) الواو عاطفة (تنذر) معطوف على الأول (يوم) مفعول به ثان منصوب بحذف مضاف أي عذاب يوم الجمع، والمفعول الأول محذوف أي الناس (لا) نافية للجنس (فيه) خبر لا (فريق) مبتدأ مرفوع مؤخّر، والخبر محذوف أي منهم في الموضعين (في الجنّة) متعلّق بالخبر المحذوف، الواو عاطفة (فريق في السعير) مثل فريق في الجنّة..
جملة: (أوحينا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (تنذر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) المضمر وجملة: (تنذر) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة تنذر الأولى وجملة: (لا ريب فيه) في محلّ نصب حال من يوم الجمع.
وجملة: منهم (فريق) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: منهم (فريق) الثانية لا محلّ لها معطوفة على البيانيّة الأخيرة 8- الواو عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم اللام واقعة في جواب لو (أمّة) مفعول به ثان منصوب الواو عاطفة (لكن) حرف استدراك لا عمل له (في رحمته) متعلّق ب (يدخل)، الواو عاطفة في الموضعين (ما) نافية (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (لا) زائدة لتأكيد النفي..
وجملة: (شاء اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا وجملة: (جعلهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (يدخل) لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء اللّه وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (الظالمون ما لهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء اللّه وجملة: (ما لهم من وليّ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الظالمون) 9- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل التي للانتقال والهمزة التي للإنكار، (اتّخذوا من دونه أولياء) مرّ إعرابها، الفاء تعليليّة (هو) ضمير فصل، الواو عاطفة في الموضعين (على كلّ) متعلّق ب (قدير).
وجملة: (اتّخذوا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (اللّه الوليّ) لا محلّ لها تعليل للنفي المقدّر وجملة: (هو يحيى الموتى) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه...
الوليّ وجملة: (يحيى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) وجملة: (هو على كلّ شيء قدير) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو يحيى...
.إعراب الآيات (10- 13):
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (اختلفتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (فيه) متعلّق ب (اختلفتم)، (من شيء) تمييز للضمير في (فيه)، الفاء رابطة لجواب الشرط (إلى اللّه) متعلّق بخبر المبتدأ (حكمه)، (ذلكم) مبتدأ، والإشارة إلى الحاكم العظيم (اللّه) لفظ الجلالة خبر، (ربّي) خبر ثان مرفوع، (عليه) متعلّق ب (توكّلت)، (إليه) متعلّق ب (أنيب).
جملة: (ما اختلفتم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (اختلفتم فيه) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) وجملة: (حكمه إلى اللّه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (ذلكم اللّه) في محلّ نصب مقول القول لقول مستأنف مقدّر أي قل لهم- والخطاب للرسول عليه السلام- ذلك اللّه ربّي..
وجملة: (عليه توكّلت) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ ذلكم.
وجملة: (إليه أنيب) في محلّ رفع معطوفة على جملة توكّلت.
11- (فاطر) خبر رابع، (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (من أنفسكم) متعلّق بحال من (أزواجا)، وكذلك (من الأنعام) حال من (أزواجا) الثاني (فيه) متعلّق ب (يذرؤكم)، (مثله) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (شيء) اسم ليس مؤخّر مرفوع..
وجملة: (جعل) في محلّ رفع خبر خامس للمبتدأ ذلكم وجملة: (يذرؤكم) في محلّ نصب حال من فاعل جعل، أو من الضمير في (لكم) وجملة: (ليس كمثله شيء) في محلّ رفع خبر سادس.
وجملة: (هو السميع) في محلّ رفع معطوفة على جملة ليس كمثله..
12- (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مقاليد)، (لمن) متعلّق ب (يبسط)، (بكلّ) متعلّق ب (عليم).
وجملة: (له مقاليد) في محلّ رفع خبر سابع وجملة: (يبسط) في محلّ رفع خبر ثامن وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (يقدر) في محلّ رفع معطوفة على جملة يبسط.
وجملة: (إنّه بكلّ شيء عليم) لا محلّ لها تعليل لما سبق.
13- (لكم) متعلّق ب (شرع)، (من الدين) متعلّق بحال من ما (به) متعلّق ب (وصّى)، وفاعل (وصّى) ضمير يعود على لفظ الجلالة (الذي) في محلّ نصب معطوف على الموصول ما (إليك) متعلّق ب (أوحينا)، (ما وصّينا به إبراهيم) مثل ما وصّى به نوحا فهو معطوف عليه (أن) حرف مصدريّ الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (فيه) متعلّق ب (تتفرّقوا)..
والمصدر المؤوّل (أن أقيموا..) في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
(على المشركين) متعلّق ب (كبر)، (ما) موصول في محلّ رفع فاعل كبر (إليه) متعلّق ب (تدعوهم)، و(إليه) الثاني متعلّق ب (يجتبي)، و(إليه) الثالث متعلّق ب (يهدي)..
وجملة: (شرع) في محلّ رفع خبر تاسع وجملة: (وصّى به) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: (أوحينا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (وصّينا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: (أقيموا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (لا تفرّقوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا...
وجملة: (كبر ما تدعوهم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (تدعوهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث وجملة: (اللّه يجتبي) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يجتبي) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه) وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول وجملة: (يهدي) في محلّ رفع معطوفة على جملة يجتبي وجملة: (ينيب) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
الفوائد:
- (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ):
تضاربت أقوال النحاة والمفسرين حول قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) في هذه الآية، وسنورد بعض أقوال المفسرين بهذا الصدد، ما يقوله الإمام النسفي:
قيل كلمة التشبيه كررت (أي الكاف بمعنى مثل وبعدها كلمة مثله فأصبح تكرار) لنفي التماثل، وتقديره ليس مثل مثله شيء. وقيل: المثل زيادة، وتقديره: وليس كهو شيء، كقوله تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) وهذا لأن المراد نفى المثلية، وإذا لم تجعل الكاف أو المثل زيادة كان إثبات المثل. وقيل: المراد ليس كذاته شيء، لأنهم يقولون: مثلك لا يبخل، يريدون نفي البخل عن ذاته، ويقصدون المبالغة في ذلك، بسلوك طريق الكناية، لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسدّه فقد نفوه عنه فإذا علم أنّه من باب الكناية، لم يقع فرق بين قوله: (ليس كاللّه شيء) وبين قوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ إلا ما تعطيه الكناية من فائدتها، وكأنهما عبارتان معتقبتان على معنى واحد، وهو نفي المماثلة عن ذاته. ونحوه: (بل يداه مبسوطتان) فمعناه: بل هو جواد، من غير تصوّر يد ولا بسط لها، لأنها وقعت عبارة عن الجود، حتى إنهم استعملوها فيمن لا يدله، فكذلك استعمل هذا فيمن له مثل ومن لا مثل له.
ما يقوله أبو البقاء العكبري:
الكاف في (كمثله) زائدة، أي ليس مثله شيء، فمثله خبر ليس ولو لم تكن زائدة لأفضى إلى المحال، إذ كان يكون المعنى أن له مثلا، وليس لمثله مثل، وهو هو، مع أن إثبات المثل للّه سبحانه محال.
وهذا أرجح الأقوال بما قيل في هذه الآية. وإليه ذهب الأكثرون، ومنهم ابن هشام. وقيل: مثل زائدة، والتقدير: ليس كهو شيء، كما في قوله تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) وقد ذكر. وهذا قول بعيد.
.إعراب الآية رقم (14):{وَما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من بعد) متعلّق ب (تفرّقوا)، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما جاءهم..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(بغيا) مفعول لأجله عامله تفرّقوا (بينهم) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (بغيا)، الواو عاطفة في الموضعين (لولا) حرف شرط غير جازم (كلمة) مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجودة (من ربّك) متعلّق ب (سبقت)، (إلى أجل) متعلّق بمحذوف تقديره (بتأخير الجزاء)، اللام في جواب لولا (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (قضي)، ونائب الفاعل محذوف هو المصدر لفعل قضى أي القضاء، والواو في (أورثوا) نائب الفاعل (الكتاب) مفعول به منصوب (من بعدهم) متعلّق ب (أورثوا)، اللام المزحلقة للتوكيد (في شكّ) متعلّق بخبر إنّ (منه) متعلّق بنعت ل (شكّ)..
جملة: (ما تفرّقوا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (جاءهم العلم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (لولا كلمة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (سبقت) في محلّ رفع نعت لكلمة وجملة: (قضى بينهم) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (إنّ الذين أورثوا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (أورثوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
.إعراب الآية رقم (15):
{فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لذلك) متعلّق بفعل محذوف مفهوم من سياق الكلام السابق أي: إن دعيت أنت وجميع المرسلين لذلك الذي أوحيناه إليك فادع الناس واستقم، الفاء الثانية رابطة لجواب الشرط المقدّر (ما) حرف مصدريّ، والتاء في (أمرت) نائب الفاعل..
والمصدر المؤوّل (ما أمرت) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله ادع واستقم الواو عاطفة في الموضعين (لا) ناهية جازمة (بما) متعلّق ب (آمنت)، وعائد الموصول محذوف (من كتاب) تمييز للعائد- أو حال منه- الواو عاطفة (أمرت) مثل الأول اللام للتعليل (أعدل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (أعدل)..
والمصدر المؤوّل (أن أعدل) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمرت) (لنا) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أعمالنا)، ومثله (لكم) خبر للمبتدأ (أعمالكم)، (لا) نافية للجنس (بيننا) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر لا (بينكم) ظرف منصوب متعلّق بما تعلّق به بيننا لأنه معطوف عليه (بيننا) الثاني متعلّق ب (يجمع)، (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير).
جملة: (الشرط المقدّرة) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ادع) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (استقم) في محلّ جزم معطوفة على جملة ادع وجملة: (لا تتّبع) في محلّ جزم معطوفة على جملة ادع وجملة: (قل) في محلّ جزم معطوفة على جملة ادع وجملة: (آمنت) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أنزل اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (أمرت) في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنت وجملة: (أعدل) لا محلّ لها صلة الموصول الحر فيّ (أن) المضمر وجملة: (اللّه ربّنا) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (لنا أعمالنا) لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول وجملة: (لكم أعمالكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة لنا أعمالنا وجملة: (لا حجّة بيننا) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (اللّه يجمع) لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول وجملة: (يجمع) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه) وجملة: (إليه المصير) في محلّ رفع معطوفة على جملة يجمع.
.إعراب الآية رقم (16):
{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (16)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (في اللّه) متعلّق ب (يحاجّون) بحذف مضاف أي في دين اللّه (من بعد) متعلّق ب (يحاجّون)، (ما) حرف مصدريّ (له) نائب الفاعل للمبنى للمجهول (استجيب)..
والمصدر المؤوّل (ما استجيب له) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(حجّتهم) مبتدأ خبره (داحضة)، (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (داحضة) الواو عاطفة (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (غضب) ومثله (لهم) خبر المبتدأ (عذاب)..
جملة: (الذين يحاجّون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يحاجّون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (استجيب له) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (حجّتهم داحضة) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (عليهم غضب) في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّتهم...
وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع معطوفة على جملة حجّتهم...
الصرف:
(داحضة) مؤنّث داحض اسم فاعل من الثلاثيّ دحض بمعنى بطل باب فتح أو بمعنى زلق باب نصر، وزنه فاعل.
.إعراب الآيات (17- 19):
{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)}.
الإعراب:
(بالحقّ) متعلّق بحال من الكتاب، (الميزان) معطوف على الكتاب ب الواو منصوب الواو عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ.. (قريب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره: إتيانها.
جملة: (اللّه الذي) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أنزل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (ما يدريك) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (يدريك) في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) وجملة: (لعلّ الساعة قريب) في محلّ نصب مفعول يدريك المعلّق بالترجّي وجملة: إتيانها (قريب) في محلّ رفع خبر لعلّ 18- (بها) متعلّق ب (يستعجل)، (لا) نافية (بها) الثاني متعلّق ب (يؤمنون)، الواو عاطفة (منها) متعلّق ب (مشفقون)، (أنّها) حرف مشبّه بالفعل ومصدريّ..
والمصدر المؤوّل (أنّها الحقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلمون (ألا) للتنبيه (في الساعة) متعلّق ب (يمارون)، اللام المزحلقة للتوكيد (في ضلال) متعلّق بخبر إنّ وجملة: (يستعجل بها الذين) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (لا يؤمنون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (الذين آمنوا مشفقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستعجل...
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: (يعلمون) في محلّ رفع معطوفة على الخبر (مشفقون) وجملة: (إنّ الذين يمارون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يمارون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث 19- (بعباده) متعلّق ب (لطيف)، الواو عاطفة- أو حالية-..
وجملة: (اللّه لطيف) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يرزق من يشاء) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (اللّه) وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (هو القوي) لا محلّ لها معطوفة على جملة اللّه لطيف.
الصرف:
(يمارون)، فيه إعلال بالحذف أصله يماريون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الراء قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لام الكلمة لالتقاء الساكنين فأصبح يمارون وزنه يفاعون.
الفوائد:
- تعدد الخبر والحال والصفة..
لقد تعدد الخبر في هذه الآية الكريمة في قوله تعالى: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ) ف (لطيف) خبر أول وجملة يرزق خبر ثان. وكذلك في قوله: (وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) فالقوي خبر أول والعزيز خبر ثان. لذا:
1- يتعدد الخبر، دون حصر بعدد معين، سواء كان مفردا أم جملة أم شبه جملة.
1- مفردا مثل: (اللّه قوى عزيز سميع بصير عليم).
2- جملة فعلية: (اللّه يرزق يخلق يمنح يحيي يميت).
3- جملة اسمية: (الإيمان أفياؤه نديّة، أنسامه عليلة).
4- شبه جملة أي (ظرف أو جار ومجرور): القرية فوق تل، عند المنعطف، على شاطئ الوادي. وهنا تعلق الظرف الأول فوق بخبر أول محذوف تقديره كائنة، وتعلق الظرف الثاني (عند) بخبر ثان محذوف، وتعلق الجار والمجرور (على شاطئ الوادي) بخبر ثالث.
2- لا يشترط في تعدد الخبر أن يكون الخبر من نوع واحد، فقد تتعدد الأخبار في جملة، وتكون متنوعة، مثل: اللّه سميع- بصير- قوى- يخلق- يرزق... إلخ..
3- كذلك يتعدد الحال بكافة أشكاله، مثل: أقبل الفلاح نشيطا- مسرورا- يحمل فأسه- يقود حصانه.. ف (نشيطا) حال أول، و(مسرور) حال ثان، و(يحمل فأسه) جملة فعلية حال ثالث، و(يقود حصانه) جملة فعلية حال رابع..
4- كذلك تتعدد الصفة، سواء كانت مفردة، أم جملة، أم شبه جملة، مثل: (هذا بستان- جميل- رائع- بديع- أفياؤه ندية- ثماره يانعة- يجود بالخير..).
ملاحظة هامة..
1- أحيانا يجوز أن نعرب الخبر الثاني وما تلاه صفات للخبر الأول، مثل: محمد رسول كريم شجاع كامل، فيجوز أن نعرب كريم خبر ثان، وشجاع خبر ثالث، وكامل خبر رابع. ويجوز أن نعرب كريم وشجاع وكامل صفات لرسول.
2- وأحيانا لا يجوز أن نعرب إلا خبرا فقط، مثل: الكتب:
دينية- سياسية- أخلاقية..
ف (دينية وسياسية وأخلاقية) أخبار، ولا يجوز اعتبار سياسية وأخلاقية صفات لدينية، لفساد المعنى فمدار الأمر استقامة المعنى أو فساده.
3- القاعدة المنطبقة على الخبر تنطبق على خبر كان وأخواتها وإن وأخواتها.
.إعراب الآية رقم (20):
{مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)}.
الإعراب:
(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (له) متعلّق ب (نزد)، (في حرثه) متعلّق ب (نزد)، الواو عاطفة (من كان.. نؤته) مثل من كان... نزد (منها) متعلّق ب (نؤته) الواو عاطفة (ما) نافية (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (نصيب)، (في الآخرة) متعلّق بحال من (نصيب)، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا..
جملة: (من كان) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كان يريد) في محلّ رفع خبر المبتدأ وجملة: (يريد) في محلّ نصب خبر كان وجملة: (نزد) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (من كان) الثانية لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (كان) الثانية في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (يريد) في محلّ نصب خبر كان وجملة: (نؤته منها) لا محلّ لها جواب الشرط (الثاني) غير مقترنة بالفاء وجملة: (ما له في الآخرة من نصيب) لا محلّ لها معطوفة على جملة نؤته منها.
البلاغة:
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ).
الحرث في الأصل إلقاء البذر في الأرض، يطلق على الزرع الحاصل منه، وقد استعمل هنا في ثمرات الأعمال ونتائجها، بطريق الاستعارة التصريحية المبنية على تشبيهها بالغلال الحاصلة من البذور، وقد تضمن تشبيه الأعمال بالبذور، أي من كان يريد بأعماله ثواب الآخرة نضاعف له ثوابه، بالواحد عشرة إلى سبعمائة فما فوقها.
.إعراب الآية رقم (21):
{أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (21)}.
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل التي للانتقال أو معها الهمزة التي للتقريع (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شركاء)، (لهم) متعلّق ب (شرعوا)، (من الدين) متعلّق بحال من ما، (به) متعلّق ب (يأذن)، الواو عاطفة في الموضعين (لولا... لقضي بينهم) مرّ إعراب نظيرها، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب).
وجملة: (لهم شركاء) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (شرعوا) في محلّ رفع نعت لشركاء وجملة: (لم يأذن به اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (لولا كلمة) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (قضي بينهم) لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم وجملة: (إنّ الظالمين) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع خبر إنّ.
.إعراب الآيات (22- 23):{تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (22) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)}.
الإعراب:
(مشفقين) حال منصوبة (ممّا) متعلّق ب (مشفقين)، والعائد محذوف الواو حاليّة (بهم) متعلّق ب (واقع) الواو استئنافيّة (في روضات) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين)، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) (عند) ظرف منصوب متعلّق ب (يشاءون)، (ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى المهيّأ للذين آمنوا (هو) ضمير فصل، (الفضل) خبر ذلك.
جملة: (ترى الظالمين) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كسبوا) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (هو واقع بهم) في محلّ نصب حال من مفعول كسبوا وجملة: (الذين آمنوا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا وجملة: (لهم ما يشاءون) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (الذين) وجملة: (ذلك الفضل) لا محلّ لها استئنافيّة.
23- عائد الموصول (الذي) محذوف أي يبشر به.. (الذين) موصول في محلّ نصب نعت لعباد (لا) نافية (عليه) متعلّق بحال من (أجرا)، (إلّا) للاستثناء (المودّة) اسم منصوب على الاستثناء المنقطع، (في القربى) متعلّق بحال من المودّة الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (له) متعلّق ب (نزد)، (فيها) متعلّق ب (نزد)، (شكور) خبر ثان للحرف المشبّه بالفعل إنّ.
وجملة: (ذلك الذي) لا محلّ لها استئناف بياني وجملة: (يبشّر اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا وجملة: (قل) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (لا أسألكم) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (من يقترف) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يقترف) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (نزد له) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (إنّ اللّه غفور) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).
فقد جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها كقولك: لي في آل فلان مودّة، ولي فيهم هوى وحب شديد، تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله، فالعلاقة محلية.
والمعنى أنكم قومي، وأحق من أجابني وأطاعني، فإذا قد أبيتم ذلك، فاحفظوا حق القربى، وصلوا رحمي ولا تؤذوني.
الفوائد:
- المستثنى (بإلّا) وحكمه:
أ- يجب نصب المستثنى (بإلّا) إذا كان الكلام مثبتا، وذكر المستثنى منه:
نحو: (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ).
ب- يجوز نصب المستثنى (بإلّا) أو إتباعه للمستثنى منه في إعرابه على أنّه بدل منه، إذا كان الكلام منفيا وذكر المستثنى منه، مثال ذلك: قوله تعالى: (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) بالرفع على البدلية أو (ما فعلوه إلا قليلا منهم) منصوب على الاستثناء.
ج- يعرب المستثنى (بإلّا) حسب موقعه في الجملة إذا كان الكلام منفيا، ولم يذكر المستثنى منه، وتكون (إلا) لا عمل لها. فقد يقع:
1- خبرا: مثل قوله تعالى: (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) الرسول: خبر مرفوع.
2- مبتدأ: مثل قوله تعالى: (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) البلاغ: مبتدأ مرفوع.
3- فاعل: مثل: (ما رفع مقام الوطن إلّا العلم والعمل) العلم: فاعل مرفوع بالضمة.
4- مفعول به: مثل: (ما قلت إلّا كلمة الصدق) كلمة: مفعول به منصوب.
5- إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه مطلقا أي سواء كان الاستثناء منقطعا مثل: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أو متصلا، نحو: (ما قام إلا زيدا القوم).
.إعراب الآية رقم (24):
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (24)}.
الإعراب:
(أم) هي المنقطعة بمعنى بل (على اللّه) متعلّق ب (افترى)، (كذبا) مفعول به منصوب، الفاء استئنافيّة (على قلبك) متعلّق ب (يختم)، الواو استئنافيّة (يمح) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة مراعاة لحذفها لفظا (بكلماته) متعلّق ب (يحقّ)، (بذات) متعلّق ب (عليم)..
وجملة: (يقولون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (افترى) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (يشأ اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يختم) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (يمحو اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يحقّ الحقّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يمحو اللّه وجملة: (إنّه عليم) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآيات (25- 26):
{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (26)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (عن عباده) متعلّق ب (يقبل) (عن السيّئات) متعلّق ب (يعفو)، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
جملة: (هو الذي) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يقبل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (يعفو) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (يعلم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (تفعلون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) 26- الواو عاطفة في المواضع الأربعة (من فضله) متعلّق ب (يزيدهم)، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب)..
وجملة: (يستجيب الذين) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي....
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وجملة: (يزيدهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيب وجملة: (الكافرون لهم عذاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة يستجيب.
الفوائد:
- ذكر التوبة وحكمها...
قال العلماء: التوبة واجبة من كلّ ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين اللّه تعالى، لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط:
1- أن يقلع عن الذنب.
2- أن يندم على فعله.
3- أن يعزم ألا يعود إليه أبدا.
فإذا صحت هذه الشروط صحّت التوبة، وإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
مع العلم أنّه يجب عليه قضاء ما فاته من صلاة وصيام. وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي فلها نفس الشروط السابقة، وشرط رابع، أن يبرأ من حق صاحبها وقيل في تعريف التوبة: الابتعاد عن المعاصي نية وفعلا، والإقبال على الطاعات نية وفعلا.
عن أبى هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: واللّه إني لأستغفر اللّه وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: للّه أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية (صحراء) مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ، وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتّى إذا اشتد الحر والعطش، أو ما شاء اللّه، قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتّى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ، فإذا راحلته عنده عليها طعامه وشرابه، فاللّه أشد فرحا بتوبة العبد من هذا براحلته وزاده.
.إعراب الآية رقم (27):
{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (لعباده) متعلّق ب (بسط)، اللام رابطة لجواب لو (بغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين... والواو فاعل (في الأرض) متعلّق ب (بغوا)، الواو عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (بقدر) متعلّق بحال من ما (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (بعباده) متعلّق ب (خبير وبصير).
جملة: (لو بسط اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (بغوا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (ينزل) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (إنّه خبير) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.
الصرف:
(بغوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله بغاوا، التقى ساكنان فحذفت الألف- لام الكلمة- وزنه فعوا.
.إعراب الآيات (28- 29):
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (29)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من بعد) متعلّق ب (ينزّل)، الواو عاطفة في الموضعين (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما قنطوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
جملة: (هو الذي) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (ينزّل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (قنطوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (ينشر) لا محلّ لها معطوفة على جملة ينزّل وجملة: (هو الوليّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي...
29- الواو عاطفة في المواضع الأربعة (من آياته) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (خلق)، (فيهما) متعلّق ب (بثّ)، (من دابّة) تمييز ما، (على جمعهم) متعلّق ب (قدير)، (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق ب (جمعهم).
وجملة: (من آياته خلق) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الولي وجملة: (بثّ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (هو قدير) لا محلّ لها معطوفة على جملة من آياته خلق...
وجملة: (يشاء) في محلّ جرّ مضاف إليه.
البلاغة:
1- فن صحة التفسير: في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا).
ومعنى هذا الفن: هو أن يأتي المتكلم في أول كلامه، بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه، وهو إما أن يكون مجملا يحتاج إلى تفصيل، أو موجها يفتقر إلى توجيه، وقد جاءت صحة التفسير في الآية مؤذنة بمجيء الرجاء بعد اليأس، والفرج بعد الشدة، والمسرة بعد الحزن. وما من مشهد ينفض هموم القلب وتعب النفس كمشهد الأرض، تتفتح بالنبت بعد الغيث، وتنتشي بالخضرة بعد الموات.
2- نسبة الشيء إلى الكل والمراد البعض: في قوله تعالى: (وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ).
فإنه يجوز أن ينسب الشيء إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببعضه، كما يقال: بنو تميم فيهم شاعر مجيد أو شجاع بطل، وإنما هو فخذ من أفخاذهم أو فصيلة من فصائلهم، وبنو فلان فعلوا كذا وإنما فعله واحد منهم، ومنه قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) وإنما يخرج من المالح.
.إعراب الآيات (30- 31):
{وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ (30) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (31)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، (أصابكم) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (من مصيبة) تمييز ما، الفاء رابطة لجواب الشرط (بما) متعلّق بخبر محذوف لمبتدأ مقدّر أي: إصابتكم بالذي كسبته أيديكم، فالباء سببيّة والعائد محذوف الواو اعتراضيّة (عن كثير) متعلّق ب (يعفو) جملة: (ما أصابكم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أصابكم) في محلّ رفع خبر ما وجملة: إصابتكم (بما كسبت) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (يعفو) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (كسبت أيديكم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
31- الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معجزين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (في الأرض) متعلّق ب (معجزين) (ما) الثانية نافية مهملة (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (وليّ)، (من دون) متعلّق بحال من وليّ (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (لا) زائدة لتأكيد النفي (نصير) معطوف على وليّ بالواو تبعه في الجرّ لفظا وبالرفع محلّا.
وجملة: (ما أنتم بمعجزين) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (ما لكم من وليّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما أنتم بمعجزين.
الفوائد:
- ما تزرعه تحصده...
بينت هذه الآية أن المصائب التي تنزل بالإنسان إنما هي نتيجة لما يقترف من الذنوب والآثام، مع أن اللّه عز وجل يعفو عن كثير، ولا يحاسب على كلّ شيء. وإلا فما ترك على ظهرها من دابة، كما مر في آية أخرى.
قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: والذي نفسي بيده، ما من خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، إلا بذنب، وما يعفو اللّه عنه أكثر وروى عن علي بن أبى طالب، رضي اللّه عنه: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب اللّه؟ حدثنا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) وسأفسرها لكم: ما أصابكم من مصيبة، أي مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم، واللّه أكرم من أن يثنيّ عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا اللّه عنه في الدنيا، فاللّه أحلم من أن يعود بعد عفوه. عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا يصيب المؤمن شوكة، فما فوقها، إلا رفعه اللّه بها درجة، وحط عنه بها خطيئة. فما أعظم كرم اللّه عز وجل، وما أجل لطفه بعباده.
.إعراب الآيات (32- 35):{وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (من آياته الجوار) مرّ إعراب نظيرها، وعلامة الرفع في (الجوار) الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل (في البحر) متعلّق ب (الجواري)، (كالأعلام) متعلّق بحال من الجواري.
جملة: (من آياته الجواري) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم في جملة ما أصابكم.
33- (يسكن) مضارع مجزوم جواب الشرط، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين الفاء عاطفة (يظللن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم معطوف على (يسكن)، والنون ضمير اسمه يعود على الجواري (على ظهره) متعلّق ب (رواكد)، (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل (إنّ)، اللام للتوكيد (آيات) اسم إنّ مؤخّر منصوب وعلامة النصب الكسرة (لكلّ) متعلّق بنعت ل (آيات).. (شكور) نعت لكلّ صبّار..
وجملة: (يشأ) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يسكن) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء وجملة: (يظللن) لا محلّ لها معطوفة على جملة يسكن وجملة: (إنّ في ذلك لآيات) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 34- (أو) حرف عطف (يوبقهنّ) مضارع مجزوم معطوف على (يظللن) في المحلّ.. و(هنّ) مفعول به، والفاعل هو أي اللّه (ما) حرف مصدريّ، والواو في (كسبوا) يعود على أصحاب السفن المفهوم من السياق..
والمصدر المؤوّل (ما كسبوا..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يوبقهنّ) الواو عاطفة (يعف) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط، (عن كثير) متعلّق ب (يعف).
وجملة: (يوبقهنّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يظللن وجملة: (كسبوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (يعف) لا محلّ لها معطوفة على جملة يوبقهنّ 35- الواو عاطفة (يعلم) مضارع منصوب معطوف على محذوف منصوب للتعليل أي: يغرقهم لينتقم منهم ويعلم (الذين) موصول في محلّ رفع فاعل يعلم (في آياتنا) متعلّق ب (يجادلون)، (ما) نافية مهملة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم (محيص) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ.
وجملة: (يعلم الذين يجادلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ المقدّرة أي: ل (أن) ينتقم اللّه منهم ويعلم الذين...
وجملة: (يجادلون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (ما لهم من محيص) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي العلم المعلّق بالنفي ما.
الصرف:
(32) الجوار: جمع الجارية مؤنّث الجاري، اسم فاعل من الثلاثيّ جرى وزنه فاعل، ووزن الجواري الفواعل وهي السفن الجارية، وقد يقصد بها الاسم الجامد للسفن باستعمال الوصف كاسم.. أمّا الجوار فوزنه الفواع بإسقاط الياء لقراءة الوصل.
(الأعلام)، جمع علم وهو الجبل، اسم جامد وزنه فعل بفتحتين، ووزن الأعلام أفعال.
(33) رواكد: جمع راكدة مؤنّث راكد، اسم فاعل من الثلاثيّ ركد بمعنى وقف، وزنه فاعل، ووزن رواكد فواعل.
(34) يعف: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، حذف حرف العلة من آخره وزنه يفع بضم العين.
البلاغة:
قال تعالى: (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) يقولون: إن الريح لم ترد في القرآن إلا عذابا، بخلاف الرياح.
وهذه الآية تخرم الإطلاق، فإن الريح المذكورة هنا نعمة ورحمة إذ بواسطتها يسيّر اللّه السفن في البحر، حتى لو سكنت لركدت السفن ولا ينكر أن الغالب من ورودها مفردة ما ذكروه، وأما اطراده فلا. وما ورد في الحديث: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا، فلأجل الغالب في الإطلاق، واللّه أعلم.
الفوائد:
- ما: النافية العاملة عمل ليس...
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) ما: نافية تعمل عمل ليس، لهم متعلقان بخبرها المقدم، ومحيص مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنّه اسم ما، وسنوضح فيما يلي ما يتعلّق ب (ما) العاملة عمل ليس.
إن (ما) تعمل هذا العمل بأربعة شروط:
1- أن يكون اسمها مقدما وخبرها مؤخرا.
2- ألا يقترن الاسم ب (إن الزائدة) كقول الشاعر:
بني غدانة ما إن أنتم ذهب ** ولا صريف ولكن أنتم الخزف

3- ألا يقترن الخبر بإلا مثل: ما أنت إلا شاعر.
4- ألا يليها معمول الخبر، ما عدا الظرف والجار والمجرور.
مثل: ما كلّ مسيء معاقب. فمسيء معمول للخبر معاقب لأن معاقب اسم مفعول تحتاج إلى نائب فاعل.
فإذا استوفت هذه الشروط عملت، سواء أكان اسمها وخبرها نكرتين، كقوله تعالى: (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) فأحد اسمها وحاجزين خبرها، و(منكم) متعلّق بمحذوف تقديره أعني وكذلك تعمل (ما) إذا كان اسمها وخبرها معرفتين، كقوله تعالى: (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)، وكذلك إذا كان الاسم معرفة والخبر نكرة، كقوله تعالى: (ما هذا بَشَراً).
.إعراب الآيات (36- 39):
{فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (أوتيتم) ماض مبنيّ للمجهول في محلّ جزم فعل الشرط (من شيء) تمييز ما، الفاء رابطة لجواب الشرط (متاع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الواو عاطفة (ما) اسم موصول مبتدأ (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (للذين) متعلّق ب (أبقى)، (على ربّهم) متعلّق ب (يتوكّلون).
جملة: (أوتيتم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: هو (متاع) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (ما عند اللّه خير) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول وجملة: (يتوكّلون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة 37- الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول السابق (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (يغفرون)، (ما) زائدة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ.
وجملة: (يجتنبون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني وجملة: (غضبوا) في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: (هم يغفرون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يجتنبون وجملة: (يغفرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 38- الواو عاطفة في المواضع الأربعة (الذين) موصول معطوف على الموصول الأخير في محلّ جرّ (لربّهم) متعلّق ب (استجابوا)، (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (شورى)، (ممّا) متعلّق ب (ينفقون).
وجملة: (استجابوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث وجملة: (أقاموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا وجملة: (أمرهم شورى) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا وجملة: (رزقناهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (ينفقون) لا محلّ لها معطوفة على جملة استجابوا 39- الواو عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الموصول الأخير (إذا) مثل الأول (هم ينتصرون) مثل هم يغفرون..
وجملة: (أصابهم البغي) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (هم ينتصرون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع وجملة: (ينتصرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
الصرف:
(37) كبائر: جمع كبيرة أو كبير.. انظر الآية (45) من سورة البقرة أو الآية (217) منها (38) شورى: اسم مصدر للخماسيّ تشاور أي بمعنى التشاور وزنه فعلى بضمّ فسكون كبشرى.
.إعراب الآيات (40- 43):
{وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (مثلها) نعت لسيّئة الثانية مرفوع الفاء عاطفة (من) اسم شرط جازم مبتدأ في محلّ رفع (عفا) ماض في محلّ جزم فعل الشرط وكذلك (أصلح)، الفاء رابطة لجواب الشرط (على اللّه) متعلّق بخبر المبتدأ، (لا) نافية.
جملة: (جزاء سيّئة سيّئة) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (من عفا) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: (عفا) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: (أصلح) في محلّ رفع معطوفة على جملة عفا وجملة: (أجره على اللّه) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (إنّه لا يحب الظالمين) لا محلّ لها تعليليّة 41- الواو عاطفة اللام للابتداء (من انتصر) مثل من عفا (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (انتصر)، الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم (سبيل) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
وجملة: (من انتصر) لا محلّ لها معطوفة على جملة من عفا وجملة: (انتصر) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني وجملة: (أولئك ما عليهم من سبيل) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء وجملة: (ما عليهم من سبيل) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) 42- (إنّما) كافّة ومكفوفة (على الذين) متعلّق بخبر المبتدأ (السبيل)، (في الأرض) متعلّق ب (يبغون)، (بغير) متعلّق بحال من فاعل يبغون (لهم) خبر مقدّم للمبتدأ (عذاب)..
وجملة: (السبيل على الذين) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يظلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (يبغون) لا محلّ لها معطوفة على جملة يظلمون وجملة: (أولئك لهم عذاب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (لهم عذاب) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) 43- الواو عاطفة (لمن صبر) مثل لمن انتصر اللام المزحلقة للتوكيد (من عزم) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: (من صبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة من انتصر وجملة: (صبر) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثالث.
وجملة: (غفر) في محلّ رفع معطوفة على جملة صبر وجملة: (إنّ ذلك لمن عزم) لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي من صبر كان ذا عزم، إنّ ذلك لمن عزم الأمور.
البلاغة:
1- جناس المزاوجة: في قوله تعالى: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها).
كلتا الفعلتين: الأولى وجزاؤها، سيئة لأنها تسوء من تنزل به، وقد سميت باسمها لقصد المزاوجة، ومثله قوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ)، والمعنى: أنّه يجب إذا قوبلت الإساءة أن تقابل بمثلها من غير زيادة، فإذا قال: أخزاك اللّه، قال: أخزاك اللّه. وبعضهم يعبّر عنها بالمشاكلة.
2- فن التهذيب: في قوله تعالى: (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
وهذا الفن هو أنه، عند ما يسند الفعل إلى اللّه تعالى، ينبغي العدول عن إسناد الإساءة إليه، كما في قوله تعالى، على لسان إبراهيم عليه السلام: (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)، حيث نسب المرض إلى نفسه، ونسب الشفاء إلى ربه، سبحانه وتعالى.
وهذا من باب التزام الأدب مع اللّه سبحانه.
وفي الآية التي نحن في صددها، فن رفيع، وهو التهذيب أيضا، فإن الانتصار، لا يكاد يؤمن فيه تجاوز السيئة والاعتداء، خصوصا في حالة الفوران والغليان والتهاب الحمية، وفي هذا جواب لمن يتساءل: ما معنى ذكر الظلم عقب العفو، مع أن الانتصار ليس بظلم. وهذا كقوله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ).
فوضع الظالمين موضع الضمير الذي كان من حقه أن يعود على اسم إنّ فيقال: ألا إنّهم في عذاب مقيم، فأتى هذا الظاهر تسجيلا عليهم بلسان ظلمهم. وهذا من البديع الذي يسمو على ذوي الفكر والمبدعين.
.إعراب الآيات (44- 46):{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ (44) وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ (45) وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (46)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يضلل) مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية مهملة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (وليّ) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (من بعده) متعلّق بنعت ل (وليّ) الواو استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط، متعلّق ب (ترى)، (رأوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (هل) حرف استفهام (إلى مردّ) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (سبيل) مجرور لفظا بمن الزائدة مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر.
جملة: (يضلل اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما له من وليّ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (ترى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (رأوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (يقولون) في محلّ نصب حال من الظالمين.
وجملة: (هل إلى مردّ من سبيل) في محلّ نصب مقول القول.
45- الواو عاطفة (عليها) متعلّق ب (يعرضون)، (خاشعين) حال من نائب الفاعل (من الذلّ) متعلّق ب (خاشعين) (من طرف) متعلّق ب (ينظرون)، الواو استئنافيّة (الذين) الثاني في محلّ رفع خبر إنّ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خسروا)- أو ب (قال)- (ألا) للتنبيه (في عذاب) متعلّق بخبر إنّ الثاني.
وجملة: (تراهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى الظالمين.
وجملة: (يعرضون) في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (تراهم).
وجملة: (ينظرون) في محلّ نصب حال من الضمير في خاشعين.
وجملة: (قال الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: (إنّ الخاسرين الذين) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (خسروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (إنّ الظالمين في عذاب) لا محلّ لها استئنافيّة.
46- الواو عاطفة (ما) نافية (لهم) خبر كان مقدّم (أولياء) مجرور لفظا ب (من) الزائدة مرفوع محلّا اسم كان ومنع من التنوين لأنّه ملحق بالمؤنّث المنتهي ب (ألف) التأنيث الممدودة على وزن أفعلاء (من دون) متعلّق بحال من فاعل ينصرون الواو استئنافيّة (من يضلل اللّه فما له من سبيل) مثل من يضلل اللّه فما له من وليّ..
وجملة: (ما كان لهم من أولياء) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الظالمين...
وجملة: (ينصرونهم) في محلّ جرّ- أو رفع على المحلّ- نعت لأولياء.
وجملة: (يضلل اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما له من سبيل) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
البلاغة:
التصوير الرائع: في قوله تعالى: (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ).
تجسيد بارع، وتصوير رائع، لمن يقف أمام الموت الذي ينتظره، فإنهم يبتدئ نظرهم من تحريك لأجفانهم ضعيف خفي، بمسارقة، كما ترى المصبور ينظر إلى السيف، وهكذا نظر الناظر إلى المكاره: لا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينيه منها، كما يفعل في نظره إلى المحبوب.
.إعراب الآيات (47- 48):
{اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ (48)}.
الإعراب:
(لربّكم) متعلّق ب (استجيبوا)، (من قبل) متعلّق ب (استجيبوا)، (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية للجنس (له) متعلّق بمحذوف خبر لا (من اللّه) متعلّق بالمصدر الميميّ (مردّ)..
والمصدر المؤوّل (أن يأتي..) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ما لكم من ملجأ) مثل ما له من وليّ، (يومئذ) ظرف زمان مضاف إلى الظرف إذ متعلّق بالمصدر (ملجأ)، الواو عاطفة (ما لكم من نكير) مثل الأول.
جملة: (استجيبوا) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو مستأنف.
وجملة: (يأتي يوم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (لا مردّ له) في محلّ جرّ نعت ليوم.
وجملة: (ما لكم من ملجأ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (ما لكم من نكير) لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ.
48- الفاء عاطفة (أعرضوا) ماض في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (ما) نافية (عليهم) متعلّق بالحال (حفيظا)، (إن) حرف نفي (عليك) خبر مقدّم (إلّا) للحصر (البلاغ) مبتدأ مؤخّر مرفوع الواو استئنافيّة (منّا) متعلّق بحال من رحمة، (بها) متعلّق ب (فرح)، الواو عاطفة (ما) حرف مصدريّ، الفاء رابطة.
والمصدر المؤوّل (ما قدّمت...) في محلّ جرّ ب الباء السببيّة متعلّق ب (تصبهم).
وجملة: (أعرضوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المستأنفة المقدّرة.
وجملة: (ما أرسلناك) لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: إن أعرضوا. فلا تحزن فما أرسلناك....
وجملة: (إن عليك إلّا البلاغ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إنّا إذا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الشرط وفعله وجوابه) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (أذقنا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (فرح) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (تصبهم سيئة) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا إذا...
وجملة: (قدّمت أيديهم) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
وجملة: (إنّ الإنسان كفور) لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: إن تصبهم سيّئة كفروا بالنعمة وذكروا البليّة، إنّ الإنسان كفور.
الفوائد:
- لا: النافية للجنس..
وسميت كذلك، لأنها تنفي عموم الجنس. فعند ما أقول: لا رجل في الدار، فإنني أنفي جنس الرجال. فلا يجوز أن أقول: (لا رجل في الدار بل رجلين). ولإعمالها شروط:
1- ألا تقترن بحرف جر، مثل: (سافرت بلا زاد).
2- أن يكون اسمها وخبرها نكرتين.
3- ألا يفصل بينها وبين اسمها فاصل، مثل: (لا في التقصير ولا في الإهمال نجاح). وقد وردت (لا) النافية للجنس في الآية التي نحن بصددها عاملة، توافر لها شروط الإعمال، وهو قوله تعالى: (لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ). أما اسمها، فيكون مبنيا، إذا كان مفردا، أي ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف، مثل: لا رجل في الدار، لا رجلين في الدار، لا مهملين بيننا، لا مهملات بيننا. ففي هذه الأمثلة جاء اسم (لا) مبنيا على ما ينصب به، فهو حسب ترتيب الجمل: مبني على الفتح، والياء في المثنى، والياء في جمع المذكر السالم، والكسر في جمع المؤنث السالم. ويأتي منصوبا إذا كان:
أ- مضافا، مثل: لا رجل سوء محبوب.
ب- شبيها بالمضاف: لا فاعلا سوءا محبوب.
.إعراب الآيات (49- 50):
{لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)}.
الإعراب:
(للّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك)، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (لمن) متعلّق ب (يهب) في الموضعين..
جملة: (للّه ملك) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يخلق) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (يهب) لا محلّ لها بدلّ من جملة يخلق.
وجملة: (يشاء) الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يهب) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة يهب (الأولى).
وجملة: (يشاء) الثالثة لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
50- (أو) حرف عطف (ذكرانا) مفعول به ثان بتضمين الفعل معنى يجعلهم، (عقيما) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: (يزوّجهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يهب..
وجملة: (يجعل) لا محلّ لها معطوفة على جملة يزوّجهم.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إنّه عليم) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.
البلاغة:
فن صحة التقسيم: في قوله تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ). وهذا الفن هو: استيفاء المتكلم جميع أقسام المعنى الذي هو شارع فيه، بحيث لا يغادر منه شيئا. فإنه سبحانه، إما أن يفرد العبد بهبة الإناث، أو بهبة الذكور، أو بهما جميعا، أو لا يهبه شيئا فقد وقعت صحة التقسيم في هذه الآية على الترتيب الذي تستدعيه البلاغة، وهو الانتقال في نظم الكلام ورصفه من الأدنى إلى الأعلى، فقدّم هبة الإناث، ثم انتقل إلى هبة الذكور، ثم إلى هبة المجموع، وجاء في كل قسم من أقسام العطية بلفظ الهبة وأفرد معنى الحرمان بالتأخير، لأن إنعامه على عباده أهمّ عنده، وتقديم الأهم واجب في كل كلام بليغ والآية إنما سيقت للاعتداد بالنعم، وإنما أتى بذكر الحرمان ليتكمل التمدح بالقدرة على المنع، كما يمدح بالعطاء، فيعلم أنّه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع.
.إعراب الآيات (51- 53):
{وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (لبشر) متعلّق بخبر كان (أن) حرف مصدريّ ونصب (إلّا) للاستثناء (وحيا) مفعول مطلق لفعل محذوف نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر أي إلّا أن يوحي إليه وحيا.
والمصدر المؤوّل (أن يكلّمه..) في محلّ رفع اسم كان.
والمصدر المؤوّل (أن يوحى..) في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع- إن كان الوحي غير التكليم- أو المتّصل إن كان الوحي نوعا من التكليم أو التكليم نوعا من الوحي.
(أو) حرف عطف (من وراء) متعلّق بمحذوف معطوف على العامل في (وحيا)، أي: أو إلّا أن يكلّمه من وراء حجاب.. أو إسماعا من وراء حجاب (يرسل) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد أو..
والمصدر المؤوّل (أن يرسل..) في محلّ نصب معطوف على المصدر الصريح (وحيا).
الفاء عاطفة (يوحي) مضارع منصوب معطوف على (يرسل)، (بإذنه) متعلّق بحال من فاعل يوحي والضمير الغائب في (بإذنه) يعود على اللّه (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، وفاعل يشاء ضمير يعود على اللّه..
جملة: (ما كان لبشر) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يكلّمه اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (يرسل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يوحي) لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: (يشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّه عليّ) لا محلّ لها تعليليّة.
52- الواو عاطفة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أوحينا (إليك) متعلّق ب (أوحينا)، (من أمرنا) متعلّق بنعت ل (روحا)، (ما) الأول حرف نفي (ما) الثاني اسم استفهام مبتدأ خبره (الكتاب)، (لا) زائدة لتأكيد النفي (الإيمان) معطوف على الكتاب مرفوع مثله الواو عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (نورا) مفعول به ثان منصوب (به) متعلّق ب (نهدي)، (من عبادنا) متعلّق بحال من العائد المقدّر أي نشاء هدايته من عبادنا الواو استئنافيّة اللام المزحلقة للتوكيد (إلى صراط) متعلّق ب (تهدي).
وجملة: (أوحينا إليك) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان لبشر.
وجملة: (ما كنت تدري) في محلّ نصب حال من الضمير في (إليك).
وجملة: (تدري) في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: (ما الكتاب) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تدري المعلّق عن العمل بالاستفهام ما.
وجملة: (جعلناه) في محلّ نصب معطوفة على جملة ما كنت تدري.
وجملة: (نهدي) في محلّ نصب نعت ل (نورا).
وجملة: (نشاء) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (إنّك لتهدي) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تهدي) في محلّ رفع خبر إنّ.
53- (صراط) بدل من صراط الأول بدل معرفة من نكرة مجرور مثله (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ما)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما (ما) الثاني في محلّ رفع معطوف على (ما) الأول (في الأرض) صلة ما الثاني (ألا) للتنبيه (إلى اللّه) متعلّق ب (تصير).
وجملة: (له ما في السموات) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (تصير الأمور) لا محلّ لها استئنافيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ