السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة المعارج

إعراب سورة المعارج

.إعراب الآيات (1- 4):{سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}.
الإعراب:
(بعذاب) متعلّق ب (سأل)، (للكافرين) متعلّق ب (واقع)، (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس (من اللّه) متعلّق ب (واقع) (إليه) متعلّق ب (تعرج)، (في يوم) متعلّق ب (تعرج)، (ألف) تمييز العدد خمسين (سنة) مضاف إليه- تمييز العدد ألف- مجرور.
جملة: (سأل سائل) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (ليس له دافع) في محلّ جرّ نعت لعذاب وجملة: (تعرج الملائكة) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كان مقداره خمسين) في محلّ جرّ نعت ليوم.
الصرف:
(خمسين)، اسم للعدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر، وزنه فعلين بفتح فسكون.
البلاغة:
فن التمثيل: في قوله تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ). إشارة إلى استطالة ذلك اليوم لشدته، لا أنه بهذا المقدار من العدد حقيقة. والعرب تصف أوقات الشدة والحزن بالطول، وأوقات الرخاء والفرج بالقصر. وقيل: الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها، على سبيل التمثيل والتخييل.
.إعراب الآيات (5- 10):
{فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَراهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بعيدا) مفعول به ثان منصوب عامله يرونه (قريبا) مفعول به ثان منصوب عامله نراه (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (قريبا)، (المهل) متعلّق بخبر تكون الأول (كالعهن) متعلّق بخبر تكون الثاني الواو عاطفة (حميما) مفعول به منصوب، والمفعول الثاني مقدّر أي نصره أو عونه.
جملة: (اصبر) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سأل سائل فاصبر...
وجملة: (إنّهم يرونه) لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: (يرونه) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (نراه) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم يرونه وجملة: (تكون السماء) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تكون الجبال) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء.
وجملة: (يسأل حميم) في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء...
الصرف:
(العهن)، اسم للصوف أو للأحمر منه، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة:
التشبيه المرسل: في قوله تعالى: (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ).
هذا من التشبيه المرسل، ووجه الشبه التلوّن، أي كالفضة المذابة في تلوّنها.
ثم جاء في الآية التي تليها (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ) ووجه الشبه التطاير والتناثر.
والمراد: أنها كالصوف المصبوغ ألوانا، لأنّ الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. فإذا بست وطيرت في الجو: أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح.
.إعراب الآيات (11- 14):
{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}.
الإعراب:
الواو في يبصّرونهم نائب الفاعل، (لو) حرف مصدريّ (من عذاب) متعلّق ب (يفتدي)...
والمصدر المؤوّل (لو يفتدي...) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ.
(يومئذ) ظرف مضاف إلى ظرف، والأول مضاف إليه مجرور (ببنيه) متعلّق ب (يفتدي)، الواو عاطفة في المواضع الأربعة (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لفصيلته (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة من (جميعا) حال منصوبة من العائد المقدّر في الصلة (ثمّ) حرف عطف...
جملة: (يبصّرونهم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يودّ المجرم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: (يفتدي) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو).
وجملة: (تؤويه) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (ينجيه) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
الصرف:
(13) فصيلة: اسم للعشيرة، وزنه فعيلة بمعنى مفعولة، مشتق من الفصل.
(تؤويه)، مضارع آوى، فيه حذف الهمزة المزيدة تخفيفا قياسا على (يؤمن)- انظر الآية (3) من سورة البقرة- وزنه تفعله... وقد أعلّت الياء بالتسكين لثقل الحركة.
(14) ينجيه: مضارع أنجى، فيه حذف الهمزة المزيدة، شأنه شأن تؤويه السابق وكذلك الإعلال.
.إعراب الآيات (15- 18):
{كَلاَّ إِنَّها لَظى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعى (18)}.
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر لما يودّ المجرم (نزّاعة) حال منصوبة من الضمير في لظى (للشوى) متعلّق ب (نزّاعة)، الواو عاطفة وكذلك الفاء..
جملة: (إنّها لظى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (تدعو) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ).
وجملة: (أدبر) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (تولّى) لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: (جمع) لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: (أوعى) لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع.
الصرف:
(لظى)، اسم للهب، ثمّ استعمل علما لجهنّم فمنع من التنوين للعلميّة والتأنيث، وزنه فعل بفتحتين.
(نزّاعة)، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ المتعدّي نزع، وزنه فعّالة بفتح الفاء وتشديد العين.
(الشوى)، جمع شواة، وهي جلدة الرأس أو الطرف أو العضو الذي ليس بمقتل أو هو جلد الإنسان ووزن شواة فعلة بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله شوي- بياء في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وكذلك في شواة، أصله شوية بثلاثة فتحات.
(أوعى)، فيه إعلال بالقلب، أصله أوعي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.
البلاغة:
الاستعارة: في قوله تعالى: (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى).
حيث شبه لياقتها لهم، أو استحقاقهم لها على ما قيل- بدعانها لهم. فعبّر عن ذلك بالدعاء، على سبيل الاستعارة. وقد قيل: تدعو تهلك، من قول العرب: دعاك اللّه، أي: أهلكك. ومن ذلك قوله:
دعاك اللّه من رجل بأفعى ** إذا نام العيون سرت عليكا

.إعراب الآيات (19- 35):
{إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}.
الإعراب:
(هلوعا) حال منصوبة من نائب الفاعل، (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (جزوعا) خبر كان- أو صار- مقدّرا الواو عاطفة (إذا مسّه الخير منوعا) مثل إذا مسّه الشرّ جزوعا (إلّا) للاستثناء (المصلّين) مستثنى بإلّا من الإنسان الدال على الجنس، منصوب...
وجملة: (إنّ الإنسان) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (خلق هلوعا) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (مسّه الشرّ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: كان (جزوعا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (مسّه الخير) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: كان (منوعا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
23- 28 (الذين) موصول في محلّ نصب نعت للمصلّين (على صلاتهم) متعلّق ب (دائمون) الخبر، (في أموالهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حقّ)، (للسائل) متعلّق بنعت ثان ل (حقّ)، (بيوم) متعلّق ب (يصدّقون)، (من عذاب) متعلّق بالخبر (مشفقون)...
وجملة: (هم دائمون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: (في أموالهم حقّ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: (يصدّقون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: (هم مشفقون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: (إنّ عذاب) لا محلّ لها اعتراضيّة.
29- 30 الواو عاطفة (الذين) معطوف على الموصول السابق في محلّ نصب (لفروجهم) متعلّق ب (حافظون)، (إلّا) للاستثناء (على أزواجهم) متعلّق بمحذوف وهو المستثنى، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم الفاء تعليليّة...
وجملة: (هم حافظون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
وجملة: (ملكت أيمانهم) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (إنّهم غير ملومين) لا محلّ لها تعليليّة.
31- الفاء استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لمفعول ابتغى المقدّر أي ابتغى أمرا كائنا وراء ذلك الفاء رابطة لجواب الشرط المذكور (هم) ضمير فصل.
وجملة: (من ابتغى) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ابتغى) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (أولئك العادون) في محلّ جزم جواب الشرط المذكور مقترنة بالفاء.
32- 35 الواو عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول في محلّ نصب (لأماناتهم) متعلّق ب (راعون)، (بشهادتهم) متعلّق ب (قائمون)، (على صلاتهم) متعلّق ب (يحافظون)، (في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ (أولئك) (مكرمون) خبر ثان مرفوع للمبتدأ (أولئك)...
وجملة: (هم راعون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس.
وجملة: (هم قائمون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع.
وجملة: (يحافظون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).
وجملة: (هم يحافظون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثامن.
وجملة: (أولئك في جنّات) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(19) هلوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ هلع باب فرح بمعنى شدّة الجزع وعدم الصبر على المصائب وقد يكون مبالغة اسم الفاعل.
(20) جزوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ جزع باب فرح بمعنى يفزع من الشيء، وزنه فعول وقد يكون مبالغة اسم الفاعل.
(21) منوعا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ منع باب فتح، وزنه فعول بفتح الفاء.
(22) المصلّين: جمع المصلّي، اسم فاعل من الرباعيّ صلّى، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة... وفي المصلّين إعلال بالحذف بسبب التقاء الساكنين وأصله المصلّيين بياءين.
(28) مأمون: اسم مفعول من الثلاثيّ أمن، وزنه مفعول.
(31) ملومين: جمع ملوم، اسم مفعول من الثلاثيّ لام، فهو على وزن مقول بحذف واو مفعول، أصله ملووم، سكّنت الواو عين الكلمة ونقلت حركتها إلى الحرف قبلها، ثمّ حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين.
(32) ابتغى: فيه إعلال بالقلب، أصله ابتغي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة:
التكرير: في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ).
تكرير الصلاة ووصفهم بها أولا وآخرا باعتبارين: للدلالة على فضلها، وتقديمها على سائر الطاعات، وتكرير الموصولات: لتنزيل اختلاف الصفات منزلة اختلاف الذوات. وقيل: المراد يراعون شرائطها، ويكملون فرائضها وسننها ومستحباتها، باستعارة الحفظ من الضياع للإتمام والتكميل.
الفوائد:
المحافظة على الصلاة:
وصف اللّه المؤمنين بالدوام على الصلاة والمواظبة- في آية سابقة- ووصفهم- في هذه الآية- بالمحافظة عليها، أي تأديتها كاملة، بأركانها وشروطها. وقد وردت أحاديث وآيات كثيرة بصدد الصلاة:
عن جابر رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن نتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوّع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا. رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وعن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (ما من امرئ مسلم، تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله). رواه مسلم.
.إعراب الآيات (36- 39):{فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (للذين) متعلّق بخبر المبتدأ ما (قبلك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الموصول (مهطعين) حال ثانية من الموصول منصوبة (عن اليمين) متعلّق ب (عزين)، وكذلك (عن الشمال)، (عزين) حال أخرى من الموصول.
جملة: (ما للذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
38- الهمزة للاستفهام الإنكاريّ (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (أن) حرف مصدريّ ونصب...
والمصدر المؤوّل (أن يدخل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع)، أي في أن يدخل.
وجملة: (يطمع كلّ امرئ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يدخل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
39- (كلّا) حرف ردع وزجر (ممّا) متعلّق ب (خلقناهم)..
وجملة: (إنّا خلقناهم) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (خلقناهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يعلمون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الصرف:
(36) قبلك: اسم ظرفيّ بمعنى الجهة، وزنه فعل بكسر ففتح... وقد يأتي بمعنى الطاقة.
(37) عزين: جمع عزة بمعنى الجماعة وهو اسم جمع، وقيل محذوف منه الهاء وأصله عزهة... وقيل لامه واو من عزوته أعزوه أي نسبته. وقيل لامه ياء أي عزيته أعزيه بمعنى عزوته.. وقد ألحق بجمع المذكّر بسبب حذف لامه، وقد يجمع جمع التكسير على عزى زنة فعل بكسر ففتح... وقال الأصمعيّ: العزون الأصناف.
.إعراب الآيات (40- 41):
{فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (لا أقسم) مرّ إعرابها، (بربّ) متعلّق ب (أقسم)، اللام للتوكيد في موضع لام القسم (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف، (منهم) متعلّق ب (خيرا)، الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما...
والمصدر المؤوّل (أن نبدّل...) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون).
جملة: (أقسم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّا لقادرون) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (نبدّل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: (ما نحن بمسبوقين) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
.إعراب الآيات (42- 44):
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الأمر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (يومهم) مفعول به منصوب (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ل (يومهم)، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل..
والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا...) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يخوضوا، ويلعبوا).
جملة: (ذرهم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا تبيّن أنّنا قادرون عليهم فذرهم...
وجملة:
{يخوضوا} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر آخر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعهم يخوضوه.
وجملة: (يلعبوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة يخوضوا.
وجملة: (يلاقوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
43- (يوم) بدل من يومهم منصوب (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون)، (سراعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (إلى نصب) متعلّق ب (يوفضون)..
وجملة: (يخرجون) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (كأنّهم يوفضون) في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون، أو من الضمير في (سراعا).
وجملة: (يوفضون) في محلّ رفع خبر كأنّ.
44- (خاشعة) حال من فاعل يوفضون (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة مرفوع، والإشارة إلى العذاب الذي سألوا عنه في أوّل السورة، (اليوم) خبر المبتدأ، وهو بحذف مضاف أي عذاب اليوم الذي... (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لليوم، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: (ترهقهم ذلّة) في محلّ نصب حال من فاعل يوفضون.
وجملة: (ذلك اليوم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كانوا يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (يوعدون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد:
- حتى الداخلة على المضارع المنصوب، ولها ثلاثة معان:
1- مرادفة (إلى)، كقوله تعالى: (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى).
2- مرادفة (كي) التعليلية، كقوله تعالى: (وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ) (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا).
3- ومرادفة إلا في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم:
(واللّه لا أفعل إلا أن تفعل) المعنى حتى أن تفعل... ونقله أبو البقاء عن بعضهم في قوله تعالى: (وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) وهذا المعنى ظاهر فيما أنشده ابن مالك للمقنع الكندي:
ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود وما لديك قليل

ولا ينتصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا، ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب، وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان جائزان، كقوله تعالى: (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) فقولهم مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا.
وكذلك لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا إذا كان حالا، ثم إن كانت حاليته بالنسبة إلى زمن التكلم فالرفع واجب، كقولك (سرت حتى أدخلها) إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا بثلاثة شروط:
1- أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مر.
2- أن يكون مسببا عما قبلها، فلا يجوز سرت حتى تطلع الشمس، لأن طلوع الشمس ليس مسببا عن المسير.
3- أن يكون فضلة، فلا يصح (سيري حتى أدخلها) لئلا يبقى المبتدأ بلا خبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ