الأدب الكلاسيكى
الكلاسيكية أو الاتباعية يعد الكاتب اللاتيني أولوس جيليوس هو أول من استعمل لفظ الكلاسيكية على أنه اصطلاح مضاد للكتابة الشعبية، في القرن الثاني الميلادي.
وتعد مدرسة الإسكندرية القديمة أصدق مثال على الكلاسيكية التقليدية، التي تنحصر في تقليد وبلورة ما أنجزه القدماء وخاصة الإغريق دون محاولة الابتكار والإبداع.
وأول من طور الكلاسيكية الكاتب الإيطالي بوكاتشيو 1313-1375م فألغى الهوة بين الكتابة الأرستقراطية والكتابة الشعبية، وتعود له أصول اللغة الإيطالية المعاصرة.
كما أن رائد المدرسة الإنكليزية شكسبير 1564-1616م طور الكلاسيكية في عصره، ووجه الأذهان إلى الأدب الإيطالي في العصور الوسطى ومطالع عصر النهضة.
أما المذهب الكلاسيكي الحديث في الغرب، فإن المدرسة الفرنسية هي التي أسسته على يد الناقد الفرنسي نيكولا بوالو 1636 – 1711م في كتابه الشهير فن الأدب الذي ألفه عام 1674م. حيث قنن قواعد الكلاسيكية وأبرزها للوجود من جديد، ولذا يعد مُنظر المذهب الكلاسيكي الفرنسي الذي يحظى باعتراف الجميع.
إذا أردنا دراسة شيء من ( المذهب الكلاسيكي ) فإنه لا بد لنا من عرض لتاريخه و معرفة مفرداته الأصولية و الفنية ..
تنقلت كلمة CLASSIS و تدرجت في عدة معانٍ إلى أن وصل معنى مفردتها في اللاتينية ( الفصل ) الدراسي التي يضم الطلاب .. و من ثم استعيرت للدلالة على الأدب الجيد ذي الأسلوب الرفيع الذي يدرس في المدارس .. و أخيراً صارت اسماً للمذهب الأدبي الآتي .. و من ذلك فقد جاءت تسميته أيضاً ( بالأدب المدرسي ) ..
بدأت مبادئ هذا المذهب في القرن السادس عشر الميلادي و استمر على مدى ثلاثة قرون .. ثم بدأ في الذبول حين برز المذهب الرومانسي في القرن التاسع عشر الميلادي ..
و قد كان يقصد به في القرن الثاني الميلادي الكتابة الأرستقراطية الرفيعة الموجهة للصفوة من المجتمع الأوربي ..
إلا أن فكرته العامة في هذا العصر الحديث تغيرت فأصبح لا يعنى بالطبقة الأرستقراطية تماماً و إنما أصبح مداره الأدب الذي يبلور المثل الإنسانية المتمثلة في الخير و الشر و الحق و الجمال .. و هذه المثل لا تتغير باختلاف الزمان أو المكان أو الطبقة الاجتماعية ..
و قد بدأت جذورها في ( إيطاليا ) إلا أن بدايتها الحقيقة و نضوجها كان في فرنسا ( منطلق المذاهب الأدبية و الصراعات الفكرية في الغرب ) ..
يتميزالأدب الكلاسيكي ( أو الاتباعي ) بأنه يولي اهتماماً بالغاً بالأسلوب .. من حيث فخامته و جودته و أناقة عباراته .. كما أنه لا يهمل المضمون و المعنى فلابد من أن يكون هذا الأدب معبراً عن واقع المجتمع أو مصوراً لخلاجات النفس بصورة واقعية لا مبالغة فيها .. لذلك فهو يربط بين الأدب و المبادئ و الأخلاق ..
مبادئ المذهب الكلاسيكي :
- يهتم بالأدبين اليوناني و الروماني .. و اعتبارهما المثال الأعلى الذي يؤخذ عنه القواعد النقدية و الأدبية و يدعو إلى العودة إليهما و العمل بالقواعد الأرسطية في كتابيه الشهيرين ( فن الشعر و فن الخطابة )
- العقل هو الأساس الأول لفلسفة الجمال و الأدب .. و به يحدد الرسالة الاجتماعية للشاعر و الأديب .. و هو المعيار الذي يوحد بين المتعة و المنفعة ..
- التعبير عن المشاعر التي يشترك فيها جميع البشر ( و هنا نرى البون الشاسع بينه و بين المذهب الرومانسي ) ..
- الاهتمام بالأسلوب و الشكل .. من حيث فصاحته و بيانه و جماله ..
- الاهتمام بالطبقة العيا من المجتمع ..
من أعلام الكلاسيكيين :
- (أولوس جيليوس) .. و هو أول من استعمل لفظ الكلاسيكية ..
- و كان الكاتب الإيطالي بوكاتشيو أول من ألغى الفارق بين الكتابة
الأرستقراطية و الكتابة الشعبية ..
- (شكسبير ) و هو رائد الكلاسيكية الإنجليزية ..
- (راسين) و أشهر مسرحياته ( فيدرا , أندروماك , الإسكندر ) ..
- و (موليير) مسرحياته ( البخيل , أوديب ) ..
- و (لا فونتين) الذي اشتهر بقصصه الشعرية على ألسنة الحيوانات و قد تأثر به كثير من شعراء العربية ..
إلا أن هذا المذهب به ما به من نقص و دعوة إلى إحياة جاهلية ..
- و من ذلك تأثر الكلاسيكية بالوثنية اليونانية ..
- لا يهتم الأدب الكلاسيكي غالباً بمناقشة المشكلات الاجتماعية و السياسية ..
- الاقتصار عى الفئة الرفيعة من المجتمع ( الأرستقراطية ) ..و الإسلام دين ينكر الطبقية و يحرم اتباعها و يعتبرها من أعمال الجاهلية ..
- ارتباط الأدب بالأخلاق .. و هذا حسن .. ! إلا أنها أخلاق موقوته فما وافق فكر و أخلاق و عادات ذلك الجيل فهو ما تؤمن به الكلاسيكية من أخلاق ..
فلو وجدت في هذا الزمن لعدت الرذائل التي يعملها الغرب أخلاقاً تدعو إليها فليس لهذا الأدب منهج معين لا يتغير حسب زمان أو مكان .. و هذا منزلق خطير .. و من هنا ندرك أن المبدأ الخلقي في الإسلام ثابت لا يطرأ عليه تغير و لا تبدل .. و ما ذاك إلا لأنه من عند الله .. و الله حكيم عليم ..
ومن أبرز شخصيات المذهب الكلاسيكي في أوروبا ايضا بعد بوالو:
- الشاعر الإنكليزي جون أولدهام 1653 – 1773م وهو ناقد أدبي ومن المؤيدين للكلاسيكية.
- الناقد الألماني جوتشهيد 1700 – 1766م الذي ألف كتاب فن الشعر ونقده.
- الأديب الفرنسي راسين 1639 – 1699م وأشهر مسرحياته فيدرا والإسكندر.
- والأديب كورني 1606 – 1784م وأشهر مسرحياته السيد – أوديب.
- الأديب موليير 1622 – 1673م وأشهر مسرحياته البخيل – طرطوف.
- والأديب لافونتين 1621 – 1695م الذي اشتهر بالقصص الشعرية وقد تأثر به أحمد شوقي في مسرحياته.
قوم المذهب الكلاسيكي الحديث، الذي أنشأته المدرسة الفرنسية مؤسسة المذهب على الأفكار والمبادىء التالية:
تقليد الأدب اليوناني والروماني في تطبيق القواعد الأدبية والنقدية وخاصة القواعد الأرسطية في الكتابين الشهيرين: فن الشعر وفن الخطابة لأرسطو.
- العقل(*) هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب، وهو الذي يحدد الرسالة الاجتماعية للأديب والشاعر، وهو الذي يوحد بين المتعة والمنفعة.
- الأدب للصفوة المثقفة الموسرة وليس لسواد الشعب، لأن أهل هذه الصفوة هم أعرف بالفن والجمال، فالجمال الشعري خاصة لا تراه كل العيون.
- الاهتمام بالشكل وبالأسلوب وما يتبعه من فصاحة وجمال وتعبير.
- تكمن قيمة العمل الأدبي في تحليله للنفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي، بصرف النظر عما في هذه النفس من خير أو شر.
- غاية الأدب هو الفائدة الخلقية من خلال المتعة الفنية، وهذا يتطلب التعلم والصنعة، ويعتمد عليها أكثر مما يعتمد على الإلهام والموهبة.
ارتبط المذهب(*) الكلاسيكي بالنظرة اليونانية الوثنية، وحمل كل تصوراتها وأفكارها وأخلاقها وعاداتها وتقاليدها.
والأدب اليوناني ارتبط بالوثنية(*) في جميع الأجناس الأدبية من نقد أدبي وأسطورة إلى شعر ومسرح.
ثم جاء الرومان واقتبسوا جميع القيم الأدبية اليونانية وما تحويه عن عقائد وأفكار وثنية.
وجاءت النصرانية وحاربت هذه القيم باعتبارها قيماً وثنية، وحاولت أن تصبغ الأدب في عصرها بالطابع النصراني، وتستمد قيمها من الإنجيل(*) إلا أنها فشلت، وذلك لقوة الأصول اليونانية وبسبب التحريف الذي أصابها.
وبعد القرن الثالث عشر الميلادي ظهرت في إيطاليا بداية حركة إحياء للآداب اليونانية القديمة، وذلك بعد اطلاع النقاد والأدباء على كتب أرسطو في أصولها اليونانية وترجماتها العربية، التي نقلت عن طريق الأندلس وصقلية وبلاد الشام بعد الحروب الصليبية.
وازدهر المذهب الكلاسيكي في الأدب والنقد بعد القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي.
) الكلاسيكية الحديثة
تطورت الكلاسيكية في الوقت الحاضر إلى ما أطلق عليه النقاد (النيوكلاسيكية) أو الكلاسيكية الحديثة، والتي حاولت أن تنظر إلى الأمور نظرة تجمع بين الموضوعية الجامدة للكلاسيكية القديمة والذاتية المتطرفة للرومانسية الجديدة. وقد بدأت هذه المدرسة في الظهور على يد كل من ت. س. اليوت الكاتب والأديب الأمريكي، وأ. أ. ريتشاردز وغيرهم من النقاد المعاصرين.
تعد فرنسا البلد الأم لأكثر المذاهب الأدبية والفكرية في أوروبا، ومنها المذهب الكلاسيكي، وفرنسا – كما رأينا – هي التي قننت المذهب ووضعت له الأسس والقواعد النابعة من الأصول اليونانية.
● ثم انتشر المذهب في إيطاليا وبريطانيا وألمانيا.. على يد كبار الأدباء مثل بوكاتشيو وشكسبير.
أن الكلاسيكية مذهب أدبي يقول عنه أتباعه إنه يبلور المثل الإنسانية الثابتة كالحق والخير والجمال، ويهدف إلى العناية بأسلوب الكتابة وفصاحة اللغة وربط الأدب بالمبادىء الأخلاقية، ويعتبر شكسبير رائد المدرسة الكلاسيكية في عصره، ولكن المذهب الكلاسيكي الحديث ينسب إلى المدرسة الفرنسية، حيث تبناه الناقد الفرنسي نيكولا بوالو 1636 – 1711م في كتابه الشهير علم الأدب. ويقوم المذهب الكلاسيكي الحديث على أفكار هامة منها، تقليد الأدب اليوناني والروماني من بعض الاتجاهات، واعتبار العقل(*) هو الأساس والمعيار لفلسفة الجمال في الأدب، فضلاً عن جعل الأدب للصفوة المثقفة الموسرة وليس لسواد الشعب مع الاهتمام بالشكل والأسلوب وما يستتبع ذلك من جمال التعبير، على نحو تتحقق معه فكرة تحليل النفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع ودقيق وموضوعي.
● ومن أهم الجوانب التي تستحق التعليق في الكلاسيكية أنها تعلي من قدر الأدبين اليوناني والروماني مع ارتباطهما بالتصورات الوثنية، ورغم ما فيهما من تصوير بارع للعواطف الإنسانية فإن اهتماماتهما توجه بالدرجة الأولى إلى الطبقات العليا من المجتمع وربما استتبع ذلك الانصراف عن الاهتمام بالمشكلات الاجتماعية والسياسية
المذاهب الأدبية الغربية وأثرها على الأدب العربي
-مصطلح أطلقه النقاد والأدباء على نتاجات فنية متميزة عبرت بصدق عن حالات نفسيةعامة أوجدتها مسيرة الشعوب عبر التاريخ وملابسات الحياة ومتغيراتها وقد بدأت ملامحهذه المذاهب تتبلور ابتداء من عصر النهضة. وبفضل الاحتكاك بالثقافة الغربية استطاعأدباؤنا أن يطلعوا على هده المذاهب الأدبية ويتخذوها سبيلا لتطوير الأدب العربيشكلا ومضمونا
.. 1/المذهبالكلاسيكيوتسمى الاتباعيةأقدم المذاهبالأدبية في اروبا ظهر بعد حركة البعث العلمي في القرن الخامس عشر . قائم على محاكاةالأدب اليوناني القديم .ويعتبر كتابالشعرلأرسطودستور الكلاسيكية الذي يتضمن القواعد النظرية لفني الملاحم والتمثيل .اكتملت ملامح هدا المذهب في النصف الأول من القرن السابع عشر .عندما وضع الشاعروالناقد الفرنسيبوالوأسسالمذهب الكلاسيكي في كتاب سماهفن الشعر . ..
.وقد كانتالكلاسيكية تلبية للظروف الفكرية التي عاشتها أوربا خلال القرنين السابع عشروالثامن عشر الميلاديين . حيث سيطر العقل على الحياة الاجتماعية والفكرية وانعكسعلى الحياة الأدبية.
وهدا ما جعل أدب الكلاسيكية يتسم بما يلي _//
- العناية الكبرىبالأسلوب بالحرص على فصاحة اللغة وأناقة العبارة واستعمال اللغة الراقية .
- الوضوح والفصاحةوجودة الصياغة اللغوية.
- والبعد عن التعقيد وتجنب الإسراف العاطفي والبعد عن الخيال .
- الاعتماد علىالفلسفة العقلية فالعقل هو السلطان الذي يقود الوجدان والخيال ويجعله يسير في حدودالعقل.
- خفوت النزعةالذاتية ورواج الأدب الموضوعي .
- التعبير عن حاجات الطبقة الارستقراطية .
- محاكاة القدماءوالالتزام المطلق بأصولهم وقواعدهم في الإبداع الأدبي .
- اقتباس الموضوعاتمن التاريخ القديم .
- ربطالأدب بالمبدأ الخلقي وتوظيفه في الغايات التعليمية .
- احترام الأعرافوالقوانين الاجتماعية السائدة
وتعد فرنسا بحق التربة الخصبة التي ترعرع فيها هذا المذهب حيث تعدجماعةالبلييادرائدة هذا المذهب فيفرنسا التي ترى أن الإبداع الأدبي لن يتحقق إلا بالتمرس على الأدب اليوناني القديم .
غير أن تأثير هدهالجماعة في الأدب لم يظهر إلا في القرن السادس عشر بتدعيم من الفلسفة الديكارتية .
.وهكذا فالأدب عندالكلاسيكيين هو الذي يعكس الحقيقة المطلقة التي لا تتغير بتغير المكان والزمان .وفي ظل الكلاسيكية راج الشعر المسرحي و ضعف الشعر الغنائي وانمحت الذاتية تحت سلطةالمجتمع الأرستقراطي .
-أقطاب هدا المذهب في فرنسا هم (*موليير و*كور نايو*راسين). الذيناهتموا بالأدب التمثيلي وتشددوا في الأخذ بقانون الوحدات الثلاث .وقلدوا الأدب اليوناني فمثلوا في المأساة حياة الملوك والنبلاء وفيالملهاة حياة الغوغاء من الناس .
–تأثيرها على الأدب العربي. انحصر تأثيرها في الشعر المسرحي .عندمااحتك الأدباء العرب بالمسرح الفرنسي الكلاسيكي عن طريق الترجمة .
ظهر اثرالكلاسيكية بوضوح في مسرحيات احمد شوقي الذي استفاد من إقامته بفرنسا فاطلع على المسرح الكلاسيكي فكتب مسرحيات شعرية منها {*مصرع كليوباترة.*.مجنونليلى*..قمبيز}حيث اقتنى بعض عناصر المذهب الكلاسيكي منها:1-الصراع بين الهوىوالواجب الذي نلمسه في مصرع كليوباترة.2استخدام اللغة الراقية.3-استمداد موضوعا تهالتاريخ القديم .
حاول احمد شوقي أن يوفر قدرا من الموضوعية لشخصياته إلا أن الحظجانبه في كثير من الأحيان فكان الشعر يأتي على لسان بعض شخصياته غنائيا لا موضوعياوهذا جلي في مجنون ليلى.-كما لم يهتم بقانون الوحدات الثلاث .
المذهب الرومانسي وأثره في الأدبالعربيوتسمى الإبداعية أو الابتداعية
بداهذا المذهب يتصدر الحياة الأدبية في اروبا أواخر القرن الثامن عشر وبلغ أوج ازدهارهفي النصف الثاني من القرن التاسععشر .كان ثائرا على الكلاسيكية لإغراقها فيالصنعةومغالاتها في تعظيمالعقلوإمعانها في السير على خططالقدماء .
من ر واد المذهب في انجلترا {شكسبير}في القرن السابع عشر وهو أول مننسج خيوط الرومانسية في مسرحياته التي حلل فيها النفس البشرية{مثل .مسرحية* تاجرالبندقية }ثم تجسدت في أعمال الشاعرين {وردزورثوكلوريدج .كما تجسدت في آثار وليام بليكوتوماسجراي }
- ومن أعلامه في ألمانيا {غوته وتشيلر } أما العوامل التي ساعدت على نشوءالرومانسية في فرنسا ** هي حالة التمزق والتغني بالفردية بسبب الأحوال السياسيةوالاجتماعية والاقتصادية اثر قيام الثورة الفرنسية وعودة الكثير من أدبائها منالمنفى.
-أما فيفرنسا فقد مهد للرومانسية عدد من الأدباء منهم ..{الفيلسوف جان جاك روسو. وشاطوبرييان .و لامرتين .وفكتور هيجو}الذي تأثر بشكسبير* من خلال ترجمته وتحليلهلمسرحياته.وهو أب الرومانسية حيث حلل قيم المذهب الرومانسي في مقدمة مسرحيته* كرومويل والتي تعد دستور الأدب الرومانسي
*ما يميز فلسفة الرومانسية //
–قيامها علىالعاطفة – وهي نابعة منالقلب.فهو الملهم الهادي .-وهو موطن الضميرالذي يميز بين الخير والشر عن طريق الإحساسوالذوقالموصل للإحساسبالجمال .
- والأديب عندهم يبدع انطلاقا منذاتيتهالخاصة يتغنى بمشاعره وخواطره مهماكانت درجتها وضيعة أم عظيمة -
-والمجتمع الرومانسيمثاليلا اثر فيه للطبقية أو الظلموالطغيان ..فإذا كانت غاية الكلاسيكية تربية المجتمع عن طريق تلقين الفضائل الدينيةوالاجتماعية .فان الرومانسية تهدف إلى نشر العدل والتحرر الفكري والسياسي حتى تنالالطبقات الدنيا والوسطى حقوقها .*
-أدب الرومانتكيين ثائر على أصول الكلاسيكية وقواعدها وعلى كل ما يمتبصلة إلى الآداب اليونانية .لذا يمكن أن نحصر ملامح هذا المذهب فيما يلي :
- الأدب وسيلةللتعبير عنالذاتودعوةلتحررالإنسانمن القيود القديمة .
-التعبير عنالشكوىوالقلقوالتشاؤم ولهذا كثيرا ما يلجا الرومانسيون إلى تصوير مشاعرهم ممزوجةبالطبيعةفهيالملاذ والأنيس والمتنفس والمحاور .
—محاربة نظرية المحاكاة. إذ الأدب عندهمخلق وإبداععن طريقالخيالالجانحوالعاطفةالمتأججة .
–اهتموابالمضمون والأفكار أكثر منالأسلوب .
-دعواإلىالتحررمن قيودالشكل والتركيز علىالفطرةوالسليقة وفي ظل الرومانسية ازدهرالشعر الغنائي
اثر الرومانسيةالغربية في الأدب العربي .-وجد الأدباء العرب في هذا المذهب الذي يتميز بالثورة على كل أشكالالظلم والحرمان متنفسا يعبرون من خلاله عما يجيش في صدورهم من ضيق وعن آمال شعوبهمفي الحرية والعيش الكريم والعدل والمساواة.وقد ظهر هذا التأثر في شكل كتابين نقديينهما: الغرباللميخائيل نعيمةوالديوانالذي ألفهالعقاد بمعية المازني وفي ظل الرومانسية نشأت تنظيما ت أدبية أهمها:
1-الرابطة القلمية أو جماعة المهجر .
**تأسست سنة 1920مبزعامة جبران خليل جبران تضمابرز أدباء المهجر مثل نسيب عريضة .إيليا أبي ماضي وميخائيل نعيمة الذي وضع كتاباسماهالغربالسنة 1913م وهو عبارة عن مجموعة من المقالات تتضمن الأسس النقدية الهامة التي اعتمدعليها الشعراء الرومانسيون .عالج المهجريون مواضيع شتى من حزن وألم وقلق. والشوقإلى الأهل والأوطان وذكر الطبيعة والاندماج فيها وتعمقوا في خبايا النفس البشرية . وكان للأدب المهجري اثر عميق في رقي الأدب العربي . شكلا ومضمونا .
- -2-مدرسةالديوان :
تأسست في 1921م يمثلها عبد الرحمنشكريعباسمحمودالعقاد وعبدا لقادرالمازنيوقدساعدهم على تطوير الحركة الأدبية والشعرية خاصة -1-الإطلاعالواسع على أغوار التراث العربي الأصيل . – 2-الإطلاع الواسع على الآداب الغربية والشعر الانجليزي خاصة .ثار هؤلاء على الشعرالكلاسيكي عند القدماء والمحدثين بزعامة احمد شوقي. تجسد هذا الاتجاه في ديوان شكري {ضوء الفجر } وقداصطبغ شعره برومانسية حزينة عبرت بصدق عن آلام المجتمع المصري أثناء الاحتلال. وضمنهذا المنهج النقدي اتجه العقاد والمازني في دعوتهما إلى التجديد فنقد المازني نقدالاذعا المدرسة *الاتباعية *وسخر من شعرائها وازدرى معانيهم المسروقة وخصص بالنقد حافظ إبراهيم وشوقي عندماأصدر كتابا سنة 1915 فيه مقارنة بين شعر حافظ وشعر شكري . بين أن شعر شكري صادقيعبر بصدق عما يدور في نفس صاحبه ويتحسس آمال النفس وآلامها. أما العقاد فقد انطلقفي حملته النقدية سنة 1921عندما أصدر كتاب *الديوان* مع المازني وكانت السهام موجهة نحو شوقي .
3-جماعةابلو:تأسست في سبتمبر 1932م بفكرة من الشاعراحمد زكي أبو شاديوالذياخرج لها مجلة تحمل نفس الاسم وقد ترأسهااحمد شوقيللكن المنية اختطفته بعد أيام معدودات فخلفه الشاعر اللبناني خليلمطران. ضمت نخبة من الشعراء من أقطار مختلفة منهم : إبراهيمناجيوعليمحمود طهأبو القاسمالشابيوالتجانييوسفواحمدالشامي ..ورغم افتقار الجماعة لتخطيط فني واختلاف نزعاتها إلا انه غلب غليها الاتجاهالرومانسي . –وقدتميزالأدبالعربي الرومانسي بما يلي : --الصدق – سيطرةالذاتية – الاهتمامبالنفسالإنسانية –تمجيد الألم الذاتي والإنساني – اللجوء إلى الطبيعة التي منحت أشعارهمجدة وابتكارا –الدعوة إلى الخير والحق والجمال ---هذا من ناحية المحتوى
.أما من الناحيةالفنية فقد تميز إنتاجهم الشعري بما يلي : --تجديد وتنويع أساليب التعبير—رقةالألفاظ ووضوحها وعذوبتها .—تجنب التراكيب القديمة .فجاءت لغتهم مأنوسة مألوفةقريبة من لغة التخاطب .—إبداع الصور الفنية الجديدة شحنها بالعواطف الحارة –الاهتمام بالموسيقى الداخلية الناجمة عن انسجام الألفاظ ودقة الصياغة -- مع اختيارالموسيقى الخارجية التي تنسجم مع المضمون ..