السبت، 29 ديسمبر 2012

موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة الدخان

إعراب سورة الدخان

.إعراب الآيات (1- 8):{حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)}.
الإعراب:
الواو واو القسم (الكتاب) مجرور بالواو، متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (في ليلة) متعلّق ب (أنزلناه)...
جملة: أقسم (بالكتاب) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (إنّا أنزلناه) لا محلّ لها جواب القسم وجملة: (أنزلناه) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إنّا كنّا) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (كنّا منذرين) في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) 4- 5- (فيها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفرق) (أمرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى أي فرقا (من عندنا) متعلّق بنعت ل (أمرا).
وجملة: (يفرق كلّ أمر) في محلّ جرّ نعت لليلة وجملة: (إنّا كنّا) لا محلّ لها تعليليّة.
(رحمة) مفعول لأجله منصوب، (من ربّك) متعلّق بنعت ل (رحمة)، (هو) ضمير فصل.
وجملة: (إنّه السميع) لا محلّ لها اعتراضيّة.
(ربّ) بدل من ربّك مجرور مثله الواو عاطفة (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
وجملة: (كنتم موقنين) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف أي فأيقنوا برسالة محمّد عليه السلام.
8- (ربّكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو وجملة: (لا إله إلّا هو) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يحيى) لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّ.
وجملة: (يميت) لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيى.
وجملة: هو (ربّكم) لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
.إعراب الآية رقم (9):
{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)}.
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (في شكّ) متعلّق بخبر المبتدأ (هم)..
جملة: (هم في شكّ) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يلعبون) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هم).
الفوائد:
- بل...
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) ف (بل) حرف إضراب، ومعنى الإضراب أن تنفي الحكم عما قبلها، وتثبته لما بعدها، مثل: جاء زيد بل عمرو. وسنوضح شيئا مما يتعلق بها:
1- هي حرف إضراب، فإن تلاها جملة، كان معنى الإضراب، إما الإبطال كقوله تعالى: (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) أي بل هم عباد، وقد أبطلت (بل) حكم اتخاذ الرحمن ولدا. وكقوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ)، (بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ).
وإما أن تفيد الانتقال من غرض إلى آخر، كقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا)، (ولَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ) وهي في ذلك كله حرف ابتداء لا عاطفة على الصحيح.
2- وإن تلاها مفرد فهي عاطفة، ثم إن تقدمها أمر أو إيجاب: (كاضرب زيدا بل عمرا) و(قام زيد بل عمرو) فما قبلها لا يحكم عليه بشيء، ويثبت الحكم لما بعدها.
3- وإن تقدمها نفي أو نهي: فهي لتقرير ما قبلها على حالته وجعل ضده لما بعده، نحو: (ما قام زيد بل عمرو) و(لا يقم زيد بل عمرو).
4- وتزاد قبلها (لا) لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، كقول الشاعر:
وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ** يقض للشمس كسفة أو أفول

وإذا وقعت بعد النفي تؤكد تقرير ما قبلها.
.إعراب الآيات (10- 12):
{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)}.
الإعراب:
الفاء عاطفة للربط (يوم) مفعول به منصوب (بدخان) متعلّق ب (تأتي)، والباء للتعدية.
جملة: (ارتقب) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عمّا سبق أي تنبّه فارتقب.
وجملة: (تأتي السماء) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (يغشي) في محلّ جرّ نعت لدخان وجملة: (هذا عذاب) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: قالوا هذا عذاب وجملة: (ربّنا) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (اكشف عنّا) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (إنّا مؤمنون) لا محلّ لها تعليليّة.
الفوائد:
- بعض علائم القيامة..
روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما رأى من كفار مكة إدبارا قال: «اللهم سبعا كسبع يوسف»، فأخذتهم سنة حصّت كلّ شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر أحدهم إلى السماء، فيرى كهيئة الدخان. فأتاه أبو سفيان فقال: إنك جئت تأمر بطاعة اللّه وبصلة الرحم، وإن قومك قد هلكوا، فادع اللّه لهم.
فدعا فكشف اللّه عنهم العذاب، فعادوا، فانتقم منهم يوم بدر، بدليل قوله تعالى: (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ).
وقيل هو دخان يجيء قبل قيام الساعة، ولم يأت بعد، فيدخل في أسماع الكفار والمنافقين، حتى يكون الرجل رأسه كالرأس الحنيذ (المشوي)، ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه. وهو قول ابن عباس وابن عمرو الحسن، ويدل عليه ما روى البغوي بإسناد الثعلبي عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أول الآيات (أي علائم الساعة) نزول عيسى ابن مريم، ونار تخرج من قعر عدن، تسوق الناس إلى المحشر، تقيل معهم (تنام) إذا قالوا. قال حذيفة: يا رسول اللّه، وما الدخان؟
فتلا هذه الآية يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يملأ ما بين المشرق والمغرب، يمكث أربعين يوما وليلة. أما المؤمن، فيصيبه منه كهيئة الزكام، وأما الكافر كمنزلة السكران، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره.
واللّه أعلم. ومعنى حصت: أهلكت.
.إعراب الآيات (13- 16):
{أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)}.
الإعراب:
(أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (لهم) متعلّق بحال من الذكرى الواو حاليّة (قد) حرف تحقيق.
جملة: (أنّى لهم الذكرى) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (جاءهم رسول) في محلّ نصب حال من الضمير في (لهم) 14- (تولّوا) مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (عنه) متعلّق ب (تولّوا)، (معلّم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (مجنون) خبر ثان مرفوع.
وجملة: (تولّوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءهم رسول وجملة: (قالوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة جاءهم رسول وجملة: هو (معلّم) في محلّ نصب مقول القول 15- (قليلا) اسم منصوب نائب عن طرف مقدّر أي زمنا قليلا...
وجملة: (إنّا كاشفوا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ جواب لدعائهم...
وجملة: (إنّكم عائدون) لا محلّ لها تعليل للاستئناف المتقدّم 16- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عائدون). (البطشة) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: (نبطش) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (إنّا منتقمون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة.
الصرف:
(14) معلّم: اسم مفعول من الرباعيّ علّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة، (15) عائدون: جمع عائد، اسم فاعل من الثلاثيّ عاد، وزنه فاعل، وفيه إبدال حرف العلّة همزة، أصله عاود، جاءت الواو بعد ألف فاعل قلبت همزة اطّرادا في اسم الفاعل للأجوف.
(16) البطشة: مصدر المرّة من فعل بطش الثلاثيّ، وزنه فعلة فتح فسكون..
.إعراب الآيات (17- 22):
{وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (قبلهم) ظرف منصوب متعلّق ب (فتنا)، الواو (عاطفة)- أو حالية-.
جملة: (قد فتنا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها.
وجملة: (جاءهم رسول) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم 18- (أن) تفسيريّة لتقدّم ما فيه معنى القول عليها، (إليّ) متعلّق ب (أدّوا)، (عباد) منادى منصوب حذف منه أداة النداء ومفعول (أدّوا) محذوف (لكم) متعلّق بحال من رسول.
وجملة: (أدّوا) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: (النداء وجوابه المقدّر) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (إنّي لكم رسول) لا محلّ لها تعليل للأمر المتقدّم- أو استئناف بيانيّ.
19- الواو عاطفة (أن) مثل الأولى بكلّ حالاتها (لا) ناهية (على اللّه) متعلّق ب (تعلوا)، (آتيكم) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، (بسلطان) متعلّق ب (آتيكم).
وجملة: (لا تعلوا) لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: (إنّي آتيكم) لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم- أو استئناف بيانيّ.
20- الواو استئنافيّة (بربّي) متعلّق ب (عذت)، (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (ترجمون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية..
والمصدر المؤوّل (أن ترجمون) في محلّ حرف جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عذت) أي من أن ترجموني.
وجملة: (إنّي عذت) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (عذت) خبر إنّ.
وجملة: (ترجمون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) 21- الواو عاطفة (لم) للنفي فقط (تؤمنوا) مضارع مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون، والواو فاعل (لي) متعلّق ب (تؤمنوا) بتضمينه معنى تقرّوا الفاء رابطة لجواب الشرط، والنون في (اعتزلون) للوقاية وجملة: (إن لم تؤمنوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي عذت وجملة: (اعتزلون) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
22- (الفاء عاطفة) وجملة: (دعا) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فلم يتركوه فدعا ربه والمصدر المؤوّل (أنّ هؤلاء قوم..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (دعا) أي: دعا ربّه بأنّ هؤلاء قوم.. والباء للتعدية.
الصرف:
(18) أدّوا: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع، فمضارعه المسند إلى واو الجماعة هم يؤدّون، أصله يؤديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الدال- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يؤدّون، فلمّا انتقل إلى الأمر بقي الإعلال، ووزن أدّوا أفعوا.
(19) تعلوا: فيه إعلال بالحذف أصله تعلووا- بواوين- فلمّا التقى ساكنان حذفت واو الفعل حرف العلّة وأصبح تعلوا، وزنه تفعوا..
(آتيكم)، اسم فاعل من الثلاثيّ أتى، فهو على وزن فاعل، ولمّا اجتمعت همزة أتى مع ألف فاعل أدغمتا ووضع فوقهما مدّة.. وفيه إعلال بالتسكين، والأصل فيه آتيكم بضمّ الياء..
هذا ويجوز أن يكون اللفظ مضارعا للثلاثيّ أتى، فلمّا دخلت همزة المضارعة، والهمزة الثانية ساكنة، أدغمتا ووضع فوقهما المدّة، والأصل أأتى بفتح فسكون.
إعراب الآيات (23- 24):
{فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بعبادي) متعلّق ب (أسر)، (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أسر)، وجاء الظرف للتوكيد..
جملة: (أسر) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت النجاة فأسر.. وجملة الشرط في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال اللّه تعالى لموسى..
وجملة: (إنّكم متّبعون) لا محلّ لها تعليليّة.
24- الواو عاطفة (رهوا) مصدر في موضع الحال من البحر..
وجملة: (اترك) في محلّ جزم معطوفة على جملة أسر...
وجملة: (إنّهم جند) لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(رهوا)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ رها يرهو بمعنى سكن أو انفرج، واستعمل في الآية في موضع الصفة بمعنى ساكن أو منفرج.
الفوائد:
- همزة الأمر..
همزة الأمر، هي همزة وصل في الثلاثي والخماسي والسداسي. فالثلاثي مثل اكتب- انزل- اذهب.
والخماسي مثل: انتظم- ارتقب- احترس.
والسداسي مثل: استخدم- استغفر، ويلاحظ أن حركتها الكسر في فعل الأمر ما عدا الثلاثي المضموم العين فإنها تأتي مضمومة مثل: اكتب- أرسم. وكذلك تضم في مضارع الخماسي والسداسي المبني للمجهول مثل: انتصر على العدو.
استخدم الكتاب استخداما نافعا. أما في أمر الرباعي المبدوء بهمزة، فتكون همزة قطع، مثل: أكرم- أحسن... إلخ.. وقد وردت في الآية التي نحن بصددها:
فأسر.
.إعراب الآيات (25- 29):
{كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (27) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (28) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (29)}.
الإعراب:
(كم) خبريّة كناية العدد في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من جنّات) تمييز (فيها) متعلّق ب (فاكهين) جملة: (تركوا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كانوا فيها فاكهين) في محلّ جرّ نعت لنعمة 28- (كذلك) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك، الواو عاطفة (قوما) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: الأمر (كذلك) لا محلّ لها اعتراضيّة وجملة: (أورثناها) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة 29- الفاء عاطفة وكذلك الواو، (عليهم) متعلّق ب (بكت)، (ما) كافية في الموضعين..
وجملة: (ما بكت عليهم السماء) لا محلّ لها معطوفة على جملة أورثناها وجملة: (ما كانوا منظرين) لا محلّ لها معطوفة على أورثناها.
الصرف:
(29) بكت: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة وتاء التأنيث.. وزنه فعت.
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية التخييلية: في قوله تعالى: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ).
حيث شبه حال موتهم، لشدته وعظمته، بحال من تبكي عليه السماء والأجرام العظام. وقيل: هي استعارة مكنية تخييلية، بأن شبه السماء والأرض بالإنسان، وأسند إليهما البكاء.
وكان إذا مات رجل، خطير قالت العرب في تعظيم مهلكه: بكت عليه السماء والأرض، وبكته الريح، ونحو ذلك، قال الشاعر، يرثي أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز:
الشمس طالعة ليست بكاسفة ** تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

الفوائد:
- ورد في هذه الآية (كم) الخبرية، وقد تكلمنا عن كم الاستفهامية وكم الخبرية بالتفصيل في سورة الزخرف الآية (6) فارجع إليها.
.إعراب الآيات (30- 33):
{وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (32) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (33)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر (قد) تحقيق (من العذاب) متعلّق ب (نجّينا) جملة: (نجّينا) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها.
31- (من فرعون) بدل من العذاب بإعادة الجارّ (من المسرفين) متعلّق بخبر ثان ل (كان) وجملة: (إنّه كان عاليا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
32- (ولقد) مثل الأول، والواو عاطفة (على علم) حال من ضمير الفاعل (على العالمين) متعلّق ب (اخترناهم) بتضمينه معنى ميّزناهم.
وجملة: (اخترناهم) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم الأولى.
33- الواو عاطفة (من الآيات) متعلّق بحال من (ما)، وهو المفعول الثاني (فيه) متعلّق بخبر مقدّم ل (بلاء).
وجملة: (آتيناهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة اخترناهم وجملة: (فيه بلاء) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
الفوائد:
- وردت (ما) في الآية الكريمة بقوله تعالى: (وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ) و(ما) هنا تحتمل وجهين: إما أن تكون موصولة، وإما أن تكون نكرة موصوفة بمعنى شيء وفي الحالتين هي مفعول به، والجملة بعدها صلة الموصول في الحالة الأولى، وصفة في الحالة الثانية. وقد بين ابن هشام هذه الناحية فقال: في قولنا: أعجبني ما صنعت، يجوز فيه كون (ما) بمعنى الذي، وكونها نكرة موصوفة، وعليها فالعائد محذوف، تقديره أعجبني ما صنعته، وكونها مصدرية، فلا عائد وعلى هذا فالتقدير: أعجبني الذي صنعت، أو شيئا صنعت، أو صنعك. وقد وردت هذه الأوجه الثلاثة في قوله تعالى: (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) أي من الذي قضيت، أو من شيء قضيت، أو من قضائك.
ويقول ابن هشام: ولا أعلمهم زادوا (ما) بعد الباء إلا ومعناها السبية.
كما في قوله تعالى: (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ).
أما (من) فأحيانا تحتمل الموصولة أو الموصوفة، كما في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) والتقدير: ومن الناس الذي يقول، أو أحد يقول.
.إعراب الآيات (34- 36):
{إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (36)}.
الإعراب:
اللام المزحلقة للتوكيد (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (منشرين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما...
جملة: (إنّ هؤلاء ليقولون) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يقولون) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (إن هي إلّا موتتنا) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (ما نحن بمنشرين) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول 36- الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (بآبائنا) متعلّق ب (ائتوا)، (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط وجملة: (ائتوا) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تقولون صدقا فأتوا...
وجملة: (إن كنتم صادقين) لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه ما قبله الصرف:
(35) منشرين: جمع منشر بضمّ فسكون ففتح، اسم مفعول من الرباعيّ أنشر، وزنه مفعل.
.إعراب الآيات (37- 39):
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (38) ما خَلَقْناهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (39)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام وفيه معنى التوبيخ (أم) حرف عطف (قوم) معطوف على ضمير الغائب هم الواو استئنافيّة- أو عاطفة- (الذين) موصول في محلّ رفع مبتدأ، (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول، جملة: (هم خير) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (الذين من قبلهم أهلكناهم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (أهلكناهم) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) وجملة: (إنّهم كانوا مجرمين) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (كانوا مجرمين) في محلّ رفع في خبر إنّ 38- الواو استئنافيّة (ما) نافية الواو عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (لاعبين) حال منصوبة من فاعل خلقنا.
وجملة: (ما خلقنا) لا محلّ لها استئنافيّة 39- (إلّا) للحصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل خلقناهما الواو عاطفة (لا) نافية وجملة: (ما خلقناهما) لا محلّ لها بدل من جملة ما خلقنا السموات..
وجملة: (لكنّ أكثرهم لا يعلمون) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما خلقناهما وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر لكنّ.
الصرف:
(تبّع)، اسم علم وهو تبّع الحميريّ قيل هو نبيّ أو رجل صالح، وزنه فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشددة.
الفوائد:
- من هو تبّع..
قيل: هو تبع الحميري من ملوك اليمن، سمي تبعا لكثرة أتباعه. وقيل: هو لقب لملوك اليمن، كما يسمى في الإسلام خليفة وكان تبع يعبد النار، فأسلم ودعا قومه حمير إلى الإسلام فكذبوه.
عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم. رواه أحمد بن حنبل.
وعن أبى هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ما أدرى أكان تبع نبيا أو غير نبي.
وعن عائشة رضى اللّه عنها قالت: لا تسبّوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا. وذكر ابن إسحاق وغيره عن ابن عباس قالوا: كان تبع الآخر وهو أبو كرب أسعد بن مليك، وكان سار بالجيوش نحو المشرق، حتى حير الحيرة، وبنى سمرقند، ورجع من قبل المشرق، فجعل طريقه على المدينة، فوجد ابنه الذي خلفه فيها قد قتل غيلة، فأجمع على خرابها، وكان الأنصار يقاتلونه نهارا، ويقرونه بالليل، فأعجبه، وبينما هو كذلك، جاءه جبران من قريظة، فأقنعاه بترك القتال، ودخل في دينهما ثم ارتحل قاصدا اليمن، وفي الطريق لقيه نفر من هذيل، فأغروه بالكعبة، فعند ما علم كذبهم قتلهم، وتوجه إلى الكعبة فكساها، ونحر ستة آلاف بدنة، وطاف وحلق، ثم انصرف إلى اليمن، ودعا قومه إلى الإسلام فكذبوه.
.إعراب الآيات (40- 42):
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)}.
الإعراب:
(أجمعين) توكيد معنوي للضمير في (ميقاتهم) مجرور...
جملة: (إنّ يوم الفصل) لا محلّ لها استئنافيّة 41- (يوم) بدل من يوم الأول منصوب (لا) نافية (عن مولى) متعلّق ب (يغني)، (شيئا) مفعول به منصوب أي شيئا من العذاب الواو عاطفة (لا) نافية، والواو في (ينصرون) نائب الفاعل.
وجملة: (لا يغني مولى) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (لا هم ينصرون) في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يغني وجملة: (ينصرون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 42- (إلّا) للاستثناء (من) في محلّ رفع بدل من نائب الفاعل، (هو) ضمير فصل..
وجملة: (رحم اللّه) لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: (إنّه العزيز) لا محلّ لها تعليليّة.
.إعراب الآيات (43- 50):{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)}.
الإعراب:
(كالمهل) متعلّق بخبر ثان ل (إنّ)، (في البطون) متعلّق ب (يغلي)، (كغلي) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي غليا كغلي الحميم.
جملة: (إنّ شجرة الزقّوم) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يغلي) في محلّ نصب حال من المهل 47- 50- الفاء عاطفة (إلى سواء) متعلّق ب (اعتلوه)، (ثمّ) حرف عطف (فوق) ظرف منصوب متعلّق ب (صبّوا)، (من عذاب) متعلّق ب (صبّوا)، (أنت) ضمير فصل، (ما) موصول خبر إنّ (به) متعلّق ب (تمترون).
وجملة: (خذوه) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: (اعتلوه) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول وجملة: (صبّوا) في محلّ نصب معطوفة على جملة اعتلوه وجملة: (ذق) في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر وجملة: (إنّك العزيز) لا محلّ لها تعليليّة وجملة: (إنّ هذا ما) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (كنتم به تمترون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) وجملة: (تمترون) في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(46) غلى: مصدر سماعيّ للثلاثيّ غلى يغلي باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون (49) ذق: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون أصل ذوق حذفت الواو لالتقاء للساكنين.
البلاغة:
1- التشبيه: في قوله تعالى: (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ).
حيث شبه الزقوم بالنحاس المذاب بفعل النار، وهو مهل، لأنه يمهل في النار حتى يذوب، وهم يصفون كلّ مذموم من الطعام بأنه يغلي في البطون حقيقة، وإنما هو المجاز، كما تقول: الحقد يغلي في قلبه، والعداوة تغلي في صدره.
2- الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى: (ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ).
حيث شبه العذاب بالشيء المائع، ثم خيّل له بالصب، كقوله:
صبّت عليه صروف الدّهر من صبب

وكقوله تعالى: (أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) فذكر العذاب معلقا به الصب، مستعارا له، ليكون أهول وأهيب.
3- فن التهكم: في قوله تعالى: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) وهذا الفن هو: عبارة عن الإتيان بلفظ البشارة في موضع النذارة، والوعد في مكان الوعيد، تهاونا من القائل بالمقول له، واستهزاء به وهو أغيظ للمستهزأ به وأشد إيلاما له.
حيث جاءت هذه الآية الكريمة على سبيل الهزء والتهكم بمن كان يتعزز ويتكرم على قومه.
.إعراب الآيات (51- 57):
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (53) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)}.
الإعراب:
(في مقام) متعلّق بخبر إنّ (في جنّات) بدل من مقام بإعادة الجارّ (من سندس) متعلّق ب (يلبسون).
جملة: (إنّ المتّقين في مقام) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (يلبسون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ 54- (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدّر أي: الأمر كذلك الواو عاطفة (بحور) متعلّق ب (زوّجناهم).
وجملة: (الأمر كذلك) لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: (زوّجناهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة يلبسون.
55- (فيها) متعلّق ب (يدعون)، (بكلّ) متعلّق ب (يدعون) بتضمينه معنى يرغبون (آمنين) حال من فاعل يدعون وجملة: (يدعون) في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (زوّجناهم) 56- 57- (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يذوقون)، (إلّا) للاستثناء (الموتة) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع، الواو عاطفة (فضلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق أي تفضّلا، (من ربّك) متعلّق بنعت ل (فضلا)، (هو) ضمير فصل..
وجملة: (لا يذوقون) في محلّ نصب حال من الفاعل في (يدعون) أو من الضمير في (آمنين) وجملة: (وقاهم) لا محلّ لها معطوفة على جملة زوّجناهم بمراعاة الالتفات وجملة: (ذلك الفوز) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(54) حور: جمع حوراء مؤنّث أحور، صفة مشبهة من حور يحور باب فرح أي اشتدّ سواد العين واشتد بياضها، وزنه فعل بضمّ فسكون.
البلاغة:
الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ)
{أمين} من الأمن الذي هو ضد الخيانة، وصف به المكان، بطريق الاستعارة، كأن المكان المخيف يخون صاحبه لما يلقى فيه من المكاره.
.إعراب الآية رقم (58):
{فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (بلسانك) متعلّق ب (يسّرناه)، والباء للمصاحبة جملة:
{يسّرناه} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (لعلّهم يتذكرون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (يتذكّرون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
البلاغة:
- الأفعال الخمسة.
ورد في هذه الآية قوله تعالى: (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) فالفعل يتذكرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وسنبين فيما يلي أهم ما يتعلق بالأفعال الخمسة:
1- سميت الأفعال الخمسة، لأننا نصوغ من الفعل خمس صيغ، والأفعال الخمسة هي: كلّ مضارع اتصلت به ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء الخطاب.
فالفعل يكتب، نصوغ منه الأفعال الخمسة على الشكل التالي: يكتبون- تكتبون- يكتبان- تكتبان- تكتبين.
2- ترفع الأفعال الخمسة بثبوت النون.
3- تنصب وتجزم بحذف النون.
فأقول: لم يكتبوا- لم تحفظي- لن تذهبوا- لن تنصرفا.
ملاحظة: ألف الاثنين وواو الجماعة وياء الخطاب، المتصلة بالفعل، فهي في محل رفع فاعل، أو رفع اسمها إن كان الفعل ناقصا (أي كان وأخواتها).
.إعراب الآية رقم (59):
{فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}.
الإعراب:
الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر..
جملة: (ارتقب) في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كفروا فارتقب هلاكهم.
وجملة: (إنّهم مرتقبون) لا محلّ لها تعليلية.
الصرف:
(مرتقبون)، جمع مرتقب اسم فاعل من الخماسيّ ارتقب، وزنه مفتعل بضم الميم وكسر العين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ